1 ـ أنَسٌ : قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلّى الله
عليه و آله المَدينَةَ لَيسَ لَهُ خادِمٌ
، فَأَخَذَ أبو طَلحَةَ بِيَدي ،
فَانطَلَقَ بي إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله
عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ، إنَّ
أنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ فَليَخدِمكَ . قالَ
: فَخَدَمتُهُ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ ،
ما قالَ لي لِشَي ءٍ صَنَعتُهُ : لِمَ
صَنَعتَ هذا هكَذا ؟ ولا لِشَي ءٍ لَم
أصنَعهُ : لِمَ لَم تَصنَع هذا هكَذا ؟[1]
2 ـ بُكَيرٌ : سَمِعتُ مُهاجِرًا مَولى
اُمِّ سَلَمَةَ يَقولُ : خَدَمتُ
النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله عَشرَ
سِنينَ ـ أو خَمسَ سِنينَ ـ فَلَم يَقُل
لِشَي ءٍ صَنَعتُهُ : لِمَ صَنَعتَهُ ؟ ولا
لِشَي ءٍ تَرَكتُهُ : لِمَ تَرَكتَهُ ؟[2]
3 ـ إسحاقُ : قالَ أنَسٌ : كانَ رَسولُ اللهِ
صلّى الله عليه و آله مِن أحسَنِ النّاسِ
خُلقًا ، فَأَرسَلَني يَومًا لِحاجَةٍ ،
فَقُلتُ : وَاللهِ لا أذهَبُ ، وفي نَفسي
أن أذهَبَ لِما أمَرَني بِهِ نَبِيُّ الله
صلّى الله عليه و آله ، فَخَرَجتُ حَتّى
أمُرُّ عَلى صِبيانٍ وهُم يَلعَبونَ فِي
السّوقِ ، فَإِذا رَسولُ اللهِ صلّى الله
عليه و آله قَد قَبَضَ بِقَفايَ مِن
وَرائي . قالَ : فَنَظَرتُ إلَيهِ وهُوَ
يَضحَكُ ، فَقالَ : يا اُ نَيسُ ، أذَهَبتَ
حَيثُ أمَرتُكَ ؟ قالَ : قُلتُ : نَعَم ،
أنَا أذهَبُ يا رَسولَ اللهِ[3] .
4 ـ زِيادُ بنُ أبي زِيادٍ عَن خادِمٍ
لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله : كانَ
[النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله ] مِمّا
يَقولُ لِلخادِمِ : ألَكَ حاجَةٌ ؟[4]
5 ـ أبُو النّوارِ بَيّاعُ الكَرابيسِ :
أتاني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ومَعَهُ
غُلامٌ لَهُ ، فَاشتَرى مِنّي قَميصَ
كَرابيسَ ، قالَ لِغُلامِهِ : اِختَر
أيَّهُما شِئتَ ، فَأَخَذَ أحَدَهُما
وأخَذَ عَلِيٌّ الآخَرَ فَلَبِسَهُ،
ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَقالَ : اِقطَعِ
الَّذي يَفضُلُ مِن قَدرِ يَدي ،
فَقَطَعَهُ وكَفَّهُ[5] فَلَبِسَهُ
وذَهَبَ[6] .
6 ـ أبو مَطَرٍ البَصرِيُّ : أتى [عَلِيُّ
بنُ أبي طالِبٍ عليه السّلام ] سوقَ
الكَرابيسِ فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ وَسيمٍ
، فَقالَ : يا هذا ، عِندَك ثَوبانِ
بِخَمسَةِ دَراهِمَ ؟ فَوَثَبَ الرَّجُلُ
فَقالَ : نَعَم يا أميرَ المُؤمِنينَ ،
فَلَمّا عَرَفَهُ مَضى عَنهُ وتَرَكَهُ ،
فَوَقَفَ عَلى غُلامٍ فَقالَ لَهُ : يا
غُلامُ ، عِندَكَ ثَوبانِ بِخَمسَةِ
درَاهِمَ ؟ قالَ : نَعَم عِندي ثَوبانِ ،
أحدُهُما أخيَرُ مِنَ الآخَرِ ، واحِدٌ
بِثَلاثَةٍ وَالآخَرُ بِدِرهَمَينِ .
قالَ : هَلُمَّهُما ، فَقالَ : يا قَنبَرُ ،
خُذِ الَّذي بِثَلاثَةٍ ، قالَ : أنتَ أولى
بِهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، تَصعَدُ
المِنبَرَ وتَخطُبُ النّاسَ. فَقالَ : يا
قَنبَرُ، أنتَ شابٌّ ولَكَ شِرَّةُ
الشَّبابِ وأنَا أستَحيي مِن رَبّي أن
أتَفَضَّلَ عَلَيكَ ، لِأَنّي سَمِعتُ
رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ:
ألبِسوهُم مِمّا تَلبَسونَ وأطعِموهُم
مِمّا تَأكُلونَ ، ثُمَّ لَبِسَ القَميصَ
ومَدَّ يَدَهُ في رُدنِهِ فَإِذا هُوَ
يَفضُلُ عَن أصابِعِهِ، فَقالَ : يا
غُلامُ ، اِقطَع هذَا الفَضلَ ،
فَقَطَعَهُ ، فَقالَ الغُلامُ : هَلُمَّهُ
أكُفُّهُ يا شَيخُ ، فَقالَ : دَعهُ كَما
هُوَ فَإِنَّ الأَمرَ أسرَعُ مِن ذلِكَ[7] .
7 ـ أبو مَطَرٍ البَصرِيُّ : دَعا [عَلِيٌّ
عليه السّلام ] غُلامًا لَهُ مِرارًا
فَلَم يُجِبهُ، فَخَرَجَ فَوَجَدَهُ عَلى
بابِ البَيتِ، فَقالَ : ما حَمَلَكَ عَلى
تَركِ إجابَتي ؟ قالَ : كَسِلتُ عَن
إجابَتِكَ وأمِنتُ عُقوبَتَكَ ، فَقالَ :
الحَمدُ ِللهِ الَّذي جَعَلَني مِمّن
تَأمَنُهُ خَلقُهُ ، اِمضِ فَأَنتَ حُرٌّ
لِوَجهِ اللهِ[8] .
8 ـ أنَسٌ : كُنتُ عِندَ الحُسَينِ عليه
السّلام فَدَخَلَت عَلَيهِ جارِيَةٌ
بِيَدِها طاقَةُ رَيحانٍ، فَحَيَّتهُ
بِها فَقالَ لَها: أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ
اللهِ تَعالى . فَقُلتُ : تُحَيّيكَ
بِطاقَةِ رَيحانٍ لا خَطَرَ لَها
فَتُعتِقُها ؟! قالَ : كَذا أدَّبَنَا
اللهُ تَعالى ، قالَ : وإذا حُيّيتُم
بِتَحِيَّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أو
رُدّوها[9] فَكانَ أحسَنُ مِنها عِتقَها[10]
.
9 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : في كِتابِ
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله : إذَا
استَعمَلتُم ما مَلَكَت أيمانُكُم في شَي
ءٍ يَشُقُّ عَلَيهِم فَاعمَلوا مَعَهُم
فيهِ ، وإن كانَ أبي لَيَأمُرُهُم
فَيَقولُ : كَما أنتُم، فَيَأتي فَيَنظُرُ
فَإِن كانَ ثَقيلاً قالَ: بِسمِ اللهِ،
ثُمَّ عَمِلَ مَعَهُم، وإن كانَ خَفيفًا
تَنَحّى عَنهُم[11].
10 ـ حَفصُ بنُ أبي عائِشَةَ : بَعَثَ أبو
عَبدِ اللهِ عليه السّلام غُلامًا لَهُ في
حاجَةٍ فَأَبطَأَ ، فَخَرَجَ أبو عَبدِ
اللهِ عليه السّلام عَلى أثَرِهِ لَمّا
أبطَأَ عَلَيهِ فَوَجَدَهُ نائِمًا ،
فَجَلَسَ عِندَ رَأسِهِ يُرَوِّحُهُ
حَتَّى انتَبَهَ ، فَلَمَّا انتَبَهَ
قالَ لَهُ أبو عَبدِ الله عليه السّلام :
يا فُلانُ ، وَاللهِ ما ذاكَ لَكَ تَنامُ
اللَّيلَ وَالنَّهارَ ، لَكَ اللَّيلُ
ولَنا مِنكَ النَّهارُ[12] .
11 ـ رُوِيَ أنَّهُ دَخَلَ سُفيانُ
الثَّورِيُّ عَلَى الصّادِقِ عليه
السّلام فَرَآهُ مُتَغَيِّرَ اللَّونِ،
فَسَأَلَهُ عَن ذلِكَ، فَقالَ : كُنتُ
نَهَيتُ أن يَصعَدوا فَوقَ البَيتِ ،
فَدَخَلتُ فَإِذا جارِيَةٌ مِن جَوارِيَّ
مِمَّن تُرَبّي بَعضَ وُلدي قَد صَعِدَت
في سُلَّمٍ وَالصَّبِيُّ مَعَها ،
فَلَمّا بَصُرَت بِي ارتَعَدَت
وتَحَيَّرَت وسَقَطَ الصَّبِيُّ إلَى
الأَرضِ فَماتَ ، فَما تَغَيَّرَ لَوني
لِمَوتِ الصَّبِيِّ وإنَّما تَغَيَّرَ
لَوني لِما أدخَلتُ عَلَيها مِنَ
الرُّعبِ . وكانَ عليه السّلام قالَ لَها :
أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللهِ ، لا بَأسَ
عَلَيكِ ـ مَرَّتَينِ ـ[13] .
12 ـ ياسِرٌ الخادِمُ : كانَ الرِّضاعليه
السّلام إذا كانَ خَلا جَمَعَ حَشَمَهُ
عِندَهُ ؛ الصَّغيرَ وَالكَبيرَ ،
فَيُحَدِّثُهُم ويَأنَسُ بِهِم
ويُؤنِسُهُم . وكانَ عليه السّلام إذا
جَلَسَ عَلَى المائِدَةِ لا يَدَعُ
صَغيرًا ولا كَبيرًا ـ حَتَّى
السّائِسَ[14] وَالحَجّامَ ـ إلّا أقعَدَهُ
مَعَهُ عَلى مائِدَتِهِ[15] .
13 ـ نادِرٌ الخادِمُ : كانَ أبُو الحَسَنِ
عليه السّلام إذا أكَلَ أحَدُنا لا
يَستَخدِمُهُ حَتّى يَفرُغَ مِن
طَعامِهِ[16] .
14 ـ ياسِرٌ الخادِمُ ونادِرٌ جَميعًا قالا
: قالَ لَنا أبُو الحَسَنِ عليه السّلام :
إن قُمتُ عَلى رُؤوسِكُم وأنتُم
تَأكُلونَ فَلا تَقوموا حَتّى تَفرُغوا .
ولَرُبَّما دَعا بَعضَنا فَيُقالُ لَهُ :
هُم يَأكُلونَ ، فَيَقولُ : دَعهُم حَتّى
يَفرُغوا[17] .
15 ـ عَبدُ اللهِ بنُ الصَّلتِ عَن رَجُلٍ
مِن أهلِ بَلخَ : كُنتُ مَعَ الرِّضاعليه
السّلام في سَفَرِهِ إلى خُراسانَ،
فَدَعا يَومًا بِمائِدَةٍ لَهُ، فَجَمَعَ
عَلَيها مَوالِيَهُ مِنَ السّودانِ
وغَيرِهِم ، فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ،
لَو عَزَلتَ لِهؤُلاءِ مائِدَةً ، فَقالَ
: مَه ! إنَّ الرَّبَّ تَبارَكَ وتَعالى
واحِدٌ وَالاُمَّ واحِدَةٌ وَالأَبَ
واحِدٌ ، وَالجَزاءَ بِالأَعمالِ[18] .
(1)
صحيح البخاريّ : 3 / 1018 / 2616 ، وذكره أيضًا في
: 5 / 2245 / 5691 وفيه «خدمت النبيّ صلّى الله
عليه و آله عشر سنين، فما قال لي : اُفٍّ ،
ولا : لِمَ صنعت ؟ ولا : ألا صنعت» ، صحيح
مسلم : 4 / 1805 / 2309 نحوه وفيه «خدمته تسع
سنين» ، مسند ابن حنبل : 4 / 203 / 11988 ، الطبقات
الكبرى : 7 / 19 .
(2) اُسد الغابة : 5 / 266 / 5137 .
(3) صحيح مسلم : 4 / 1805 / 2310 .
(4) مسند ابن حنبل : 5 / 439 / 16076 ، مجمع الزوائد
: 2 / 515 / 3503 .
(5) كفَّ الثوبَ : تركه بلا هُدْب ، كففت
الثوب أي: خِطْت حاشيته، وهي الخياطة
الثانية بعد الشَّلّ ، كفاف الثوب : نواحيه
. (لسان العرب : 9 / 304)
(6) فضائل الصحابة لابن حنبل : 1 / 544 / 911 ،
اُسد الغابة : 4 / 97 ، شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد : 9 / 235 نحوه .
(7) الغارات : 1 / 106 .
(8) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 113 ، وراجع
الفخريّ : 19 .
(9) النساء : 86 .
(10) نثر الدرّ : 1 / 335 ، نزهة الناظر : 83 / 8 ،
كشف الغمّة : 2 / 243 ، إحقاق الحقّ : 11 / 444 .
(11) الزهد للحسين بن سعيد : 44 / 117 عن داود بن
فرقد .
(12) الكافي : 8 / 87 / 50 ، المناقب لابن شهرآشوب
: 4 / 274 .
(13) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 274 .
(14) يقال : هو يسوس الدوابّ إذا قام عليها
وراضَها . (لسان العرب : 6 / 108)
(15) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 159 ،
حلية الأبرار : 2 / 366 .
(16) الكافي : 6 / 298 / 11 .
(17) الكافي : 6 / 298 / 10 ، المحاسن : 2 / 199 / 1583 .
(18) الكافي : 8 / 230 / 296 .
|