الفهرس

ترجمة الذين عُدّوا من أهل البيت عليهم السّلام

 

أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
اختُلف في اسمه اختلافاً كثيراً ، فقيل : هو جُندَبُ بن جُنادَة ، وهو أكثر وأصحّ ما قيل فيه ، وقيل : بُرَير بن عبدالله ، وبرير بن جُنادة ، وبرير بن عشرقة ، وقيل : جندب ابن عبدالله ، وقيل : جندب بن سكن ، والمشهور جندب بن جنادة بن قيس الغفاريّ .
من كبار الصحابة وفضلائهم ، قديم الإسلام ، أسلم والنبيّ صلّى الله عليه و آله بمكّة أوّل الإسلام ، فكان رابع أربعة ، وقيل : خامس خمسة . وهو أوّل من حيّا رسول الله صلّى الله عليه و آله بتحيّة الإسلام ، ولمّا أسلم رجع إلى بلاد قومه ، فأقام بها حتّى هاجر النبيّ صلّى الله عليه و آله فأتاه بالمدينة بعد ما ذهبت بدر واُحد والخندق ، وصحبه إلى أن مات ، وكان يعبد الله تعالى قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه و آله بثلاث سنين ، وبايع النبيّ صلّى الله عليه و آله على أن لا تأخذه في اللهِ لومة لائم ، وعلى أن يقول الحقّ وإن كان مرّاً .
وقد روي في وصفه فضائل كثيرة ، منها عن عبدالله بن عمرو عن النبيّ صلّى الله عليه و آله قال : «ما أظَلَّتِ الخَضراءُ ، ولا أقَلَّتِ الغَبراءُ أصدَقَ مِن أبي ذَرٍّ» . ومنها أنّه صلّى الله عليه و آله قال : «أبو ذَرٍّ يَمشي عَلَى الأَرضِ في زُهدِ عيسَى بنِ مَريَمَ» . وقال عليّ عليه السّلام : «وَعى أبو ذرٍّ عِلماً عَجَزَ النّاسُ عَنهُ» . عدّه الشيخ في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله ، وفي أصحاب أميرالمؤمنين عليّ عليه السّلام .
ولمّا اشتدّ إنكاره على عثمان في أحداثه نفاه إلى الشام ، ثمّ استقدمه لشكوى معاوية منه فأسكنه الرّبَذَة حتّى مات بها سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين .

أبو عُبَيدَةَ الحَذّاءُ
هو زياد بن عيسى ، وقيل : زياد بن رَجاء ، وقيل : زياد بن أبي رجاء واسم أبي رجاء مُنذِر ، وقيل زياد بن أحزَم أو أحرَم .
راوٍ ثقةٌ صحيح ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السّلام ، واُخته حمادة بنت رجاء، وقيل : بنت الحسن روت عن الإمام الصادق عليه السّلام ، كان حَسن المنزلة عند آل محمّدعليهم السّلام ، وقد زامل الإمامَ الباقرعليه السّلام إلى مكّة ، وله كتاب يرويه عليّ بن رِئاب .
وممّا روي في شأنه أنّ الإمام الصادق عليه السّلام ذهب إلى قبره بعد أن دُفن وقال : «اللّهُمَّ بَرِّد عَلى أبي عُبَيدَةَ ، اللّهُمَّ نَوِّر لَهُ قَبرَهُ ، اللّهُمَّ الحِقهُ بِنَبِيِّهِ» .
والحذّاء : صانع الأحذية وبايعها ، روى عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السّلام . وروى عنه فضيل بن عثمان وجميل بن صالح وأبو أيّوب إبراهيم بن عثمان وعليّ بن زيد وهِشام بن الحَكَم وحَمّاد بن عثمان وهشام بن سالم وآخرون .
توفيّ في حياة الإمام الصادق عليه السّلام .

سَعدُ الخَير
هو سعد بن عبدالملك ، المستفاد من جملة من الأخبار جلالة قدره وعظم منزلته عند الإمام الباقرعليه السّلام . فقد روى المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ قال : دَخَل سَعدٌ ـ وكانَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام يُسَمّيهِ سَعدَ الخَيرِ ، وهُوَ مِن وُلدِ عَبدِالعَزيزِ بنِ مَروانَ ـ عَلى أبي جَعفَرٍعليه السّلام ، فَبَينا يَنشِجُ كما تَنشِجُ النِّساءُ فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : ما يُبكيكَ يا سَعدُ؟ قالَ : وكيفَ لا أبكي وأنَا مِنَ الشَّجَرَةِ المَلعونَةِ في القُرآنِ!! فَقالَ عليه السّلام : لَستَ مِنهُم ، أنتَ مِنّا أهلَ البَيتِ . . .
وقد كتب الإمام الباقرعليه السّلام إليه رسالتين طويلتين جاء في إحداهما «وَاعَلَم رَحِمَكَ اللهُ . . . يا أخي أنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ . . .» فترحّمه عليه يدلّ على جلالته، وقوّة ديانته، ووفور تقواه ، بل إنّ خطابه بـ«يا أخي» يدلّ على عظم قدره عنده عليه السّلام .

سَلمانُ الفارِسِيّ
كان اسمه قبل الإسلام روزبه بن خشنودان أو ماهَوَيهِ أو بهبود بن بدخشان ، وقد سمـّاه رسول الله صلّى الله عليه و آله سلمان ، وكان يلقّب سلمان الخير ، وسلمان المحمّدي ، وكنيته أبو عبدالله ، وأبو البيّنات ، وأبو المرشد .
أصله من شيراز أو رامهرمز أو الأهواز أو شوشتر أو اصفهان من قرية الناجي ، وهو وصيّ عيسى عليه السّلام ، ولعلّه السرّ في مباشرة أميرالمؤمنين عليه السّلام لغسله لأنّ الوصيّ لا يغسّله إلّا نبيّ أو وصيُّ نبيّ . وقد ورد أنّه لم يكن مجوسيّاً بل كان يُبطن الإيمان .
وحاله في علوّ الشأن وجلالة القدر ، وعظم المنزلة وسموّ الرتبة ، ووفور العلم والتقوى والزهد والنُهى أشهر من أن يحتاج إلى تحرير . فقد اتّفق أهل الإسلام قاطبةً على علوّ شأنه ، وقد ورد في فضله رواياتٌ كثيرة؛ منها أنّه ذكر سلمان الفارسي عند الإمام الباقرعليه السّلام فقال : «مَه! لا تَقولوا سَلمانَ الفارِسِيَّ ، ولكِن قولوا سَلمانَ الُمحَمَّدِيَّ؛ ذلِكَ رَجُلٌ مِنّا أهلَ البَيتِ» ، وعنه عليه السّلام : «كانَ سَلمانُ مِنَ المُتَوَسِّمينَ» وعن الإمام الصادق عليه السّلام : «سَلمانُ عَلِمَ الاسمَ الأَعظَمَ» .
أوّل مَشاهده الخندق ، وشهد بقيّة المشاهد وفتوح العراق ، وولي المدائن .
روى عن النبيّ صلّى الله عليه و آله وعن أميرالمؤمنين عليّ عليه السّلام ، وروى عنه أبو وقّاص ، وسُليم بن قيس الهلاليّ .
مات سنة (36 هـ ) أو (37 هـ ) .

عُمَرُ بنُ يَزيدَ
عُنوِن في كتب الرجال بعدّة عناوين؛ هي : عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل أبو موسى ، وعمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاعُ السابري ، وعمر بن يزيد بيّاعُ السابري ، والمراد بالجميع واحد .
راوٍ ، ثقةٌ ، له كتاب في مناسك الحجّ وفرائضه وما هو مسنون من ذلك ، سمعه كلّه من أبي عبدالله عليه السّلام .
روى عن الإمام الصادق عليه السّلام والإمام الكاظم عليه السّلام ، وروى عنه أبو سعيد القماط ، وصفوان بن يحيى ، ومحمّد بن عبّاس ، ومحمّد بن عَذافِر وآخرون .

عيسَى بنُ عَبدِالله
قال النجاشيّ : هو عيسى بن عبدالله بن سعد بن مالك الأشعريّ ، وقال الشيخ : هو عيسى بن عبدالله القمّي ، والمراد من العنوانين واحد، فهو عيسى بن عبدالله بن مالك الأشعريّ القمّيّ . وهو جدّ أحمد بن محمّد بن عيسى .
روى الكشّيّ عن يونس بن يعقوب قال : كُنتُ بِالمَدينَةِ فَاستَقبَلَني جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍعليهما السّلام في بَعضِ أزِقَّتِها فَقالَ : اِذهَب يا يونُسُ فَإنَّ بِالبابِ رَجُلاً مِنّا أهلَ البَيتِ - قالَ : فَجِئتُ إلَى البابِ فَإذا عيسَى بنُ عَبدِاللهِ القُمِّيُّ ـ . . . يا يونُس، عيسَى بنُ عَبدِالله هُوَ مِنّا حَيّاً وهُوَ مِنّا مَيِّتاً (وقد مضى الخبر في متن الكتاب) . وفيها دلالة على جلالته وعلوّ مقامه . له مسائل للإمام الرضاعليه السّلام .
روى عن الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السّلام . وروى عنه ابنه محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسن بن أبي خالد وأبان .

الفُضَيلُ بن يَسارٍ
هو الفضيل بن يسار النَّهديّ ، أبو القاسم وقيل : أبو مِسوَرٍ .
راوٍ ، ثقةٌ ، جليل القدر ، عدّه الكشيّ ممّن أجمعت العصابةُ على تصديقهم .
وقال الشيخ المفيد في رسالته العدديّة : من الفقهاء الأعلام والرؤساء ، المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق لذمّ واحد منهم .
روي في فضله عدّة روايات ، منها ما روي عن أبي عبدالله عليه السّلام أنّه قال : «رَحِمَ اللهُ الفُضَيلَ بنَ يَسارٍ وهُوَ مِنّا أهلَ البَيتِ» .
روى عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السّلام وعن عليّ بن الحسن وزكريّا النقّاض وعبدالواحد بن المختار الأنصاريّ . وروى عنه ابن بُكير وابن رِئاب وأبانُ بن عثمان وجميل بن درّاج وغيرهم .
مات في حياة الإمام الصادق عليه السّلام .

يونُسُ بنُ يَعقوبَ
هو يونس بن يعقوب بن قيس ، أبو عليّ الجلّاب البجليّ الدهنيّ الكوفيّ ، اُمّه مُنَية بنت عمّار اُخت معاوية بن عمّار .
راوٍ ، ثقةٌ ، جليل ، عدّه الشيخ المفيد في رسالته العدديّة من الفقهاء والأعلام والرؤساء ، المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم .
وقال النجاشيّ : اختصّ بأبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السّلام ، وكان يتوّكل لأبي الحسن عليه السّلام .
روى عن الإمام الصادق عليه السّلام والإمام الكاظم عليه السّلام وعن أبي بصير وأبي عُبيدة وعبد الأعلى بن أعيَن وغيرهم . وروى عنه ابن أبي عمير وابن أبي نصر وابن محبوب وابن فضّال وأحمد بن أبي عبدالله وغيرهم .
مات بالمدينة أيّام الرضاعليه السّلام فتولّى أمره .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة