الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج1)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 1

مصادر موضوعات الكتاب ومراجع المقدمة والتعليقات عليه

أبجد العلوم والوشى المرقوم: للعلامة السيد صديق حسن خان الهندي

الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية : للمحدث الشيخ السندي المدني

 الاثني عشرية: للعلامة السيد ابن الصائغ العاملي

الإجازة الكبيرة مخطوطة : للعلامة السيد عبد الله الجزائري

الإجازة: للعلامة السماهيجي البحراني

إحقاق الحق مخطوط بتصحيح العلامة الشيخ مفيد الدين الشيرازي : للعلامة القاضي الشهيد المرعشي

 إحقاق الحق مخطوط بتصحيح المولى محمد تقي: للعلامة القاضي الشهيد المرعشي

 إحقاق الحق مخطوط بتصحيح بعض علماء الهند: للعلامة القاضي الشهيد المرعشي

إحقاق الحق مخطوط بتصحيح بعض علماء قاسان : للعلامة القاضي الشهيد المرعشي

الأربعين: للعلامة الشهير الشيخ بهاء الدين العاملي

الأربعين في الاعتقادات: للعلامة المحقق فخر الدين الرازي

الارشاد: لمولانا الإمام القدوة أبي عبد الله المفيد

أسباب النزول: للعلامة الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري

الاستيعاب: للحافظ ابن عبد البر الأندلسي

استقصاء النظر في القضاء والقدر: لمولانا العلامة الحلي

ص 2

أسد الغابة: للعلامة ابن الأثير

الأسدية مخطوط : للعلامة النسابة المير محمد قاسم السبزواري المختاري

الإصابة: للعلامة ابن حجر العسقلاني

أعيان الشيعة: لمولانا العلامة السيد محسن الأمين العاملي

إلزام النواصب: للعلامة المتكلم القاضي الشهيد المرعشي

أمل الآمل:: للعلامة المحدث الشيخ محمد الحر العاملي صاحب الوسائل

الأمالي: لحجة الإسلام الشيخ الصدوق القمي الرازي

الأمالي: لمولانا القدوة الشيخ الطوسي

الأنساب المشجرة مخطوط : للسيد تاج الدين ابن زهرة

أنساب النواصب مخطوط : للعلامة الزواري السبزواري

الأنساب: للعلامة عبد الكريم بن محمد السمعاني

الانصاف: للمحقق القاضي أبي بكر الباقلاني

آوستا: ينسب إلى زرادشت

بحار الأنوار: للعلامة محيي علوم الشرع مولانا المجلسي

البحر المحيط: للمحقق أبي حيان الأندلسي

بستان السياحة: للرحالة الحاج زين العابدين الشيرواني

البستان في اللغة: للأديب اللغوي الشيخ عبد الله البستاني

تاج العروس: للعلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي

التاريخ الكبير: للمؤرخ المحدث الطبري

التاريخ الكبير: للحافظ البخاري صاحب الصحيح

تاريخ طبرستان: للعلامة المؤرخ السيد ظهير الدين المرعشي

تحفة الأبرار مخطوط : للعلامة الآقا محمد جعفر الكرمانشاهي

ص 3

التدوين في جبال شروين: للفاضل المؤرخ اعتماد السلطنة

التذكرة: للعلامة السيد العبيدلي

التذكرة: للعلامة شمس الدين سبط ابن الجوزي الحنبلي البغدادي

التذكرة: للعلامة الشيخ محمد علي الحزين

تذكرة علماء الهند: للمولى رحمان على صاحب

تذكرة الشعراء: لمحمد عبد العلي خان

تذكره شوشتر: للعلامة السيد عبد الله بن نور الدين الجزايري

تذكره سرخوش: للفاضل محمد أفضل خان

ترجمة خلاصة الرجال بالفارسيةمخطوط  : للمولى محمد باقر بن محمد حسين التبريزي

تفسير مجمع البيان: للعلامة أمين الإسلام الطبرسي

التفسير: للعلامة نظام الدين النيسابوري القمي

تفسير البرهان: للعلامة السيد هاشم البحراني الكتكاني

التفسير: للعلامة ابن جرير الطبري

التفسير: للعلامة عماد الدين بن كثير

تفسير الدر المنثور: للعلامة الشيخ جلال الدين السيوطي المصري

التعليقة على عمدة الطالب مخطوط : للعلامة الأستاذ السيد شهاب الدين النجفي

تقريب التهذيب: للعلامة ابن حجر العسقلاني

تلخيص الأقوال مخطوط : للعلامة الميرزا محمد الاسترآبادي

تنقيح المقال في أحوال الرجال: للعلامة المامقاني

الجاسوس على القاموس: لأحمد فارس الشدياق

الجامع الصغير: للعلامة جلال الدين السيوطي

ص 4

جامع الرواة: للعلامة المولى محمد الأردبيلي

جامع الأصول: للعلامة ابن الأثير الجزري الموصلي

جامع الشواهد: للمحقق المولى محمد باقر اليزدي

الجبال والأمكنة: للعلامة جار الله الزمخشري

الجواهر السنية في الأحاديث القدسية : للعلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي  المشهدي

الحاشية على شرح المواقف: للمولى المحقق حسن الفاضل الچلبي

الحاشية على شرح المواقف: للمولى المحقق عبد الحكيم السيالكوتي الهندي

حبيب السير: للمؤرخ الشهير خواندمير

حق اليقين: للعلامة السيد عبد الله شبر الكاظمي المؤ بكثرة التأليف والتصنيف

حياة النبي مخطوط : للأستاذ البحاثة الشيخ قوام الدين الوشنو القمي مؤلف حديث الثقلين دام علاه

الخصال: لحجة الإسلام الشيخ الصدوق القمي الران

خلاصة تذهيب الكمال: لعلامة الشيخ صفي الدين الخزرجي

الدرر الكامنة: للعلامة ابن حجر العسقلاني الشافعي

دساتير وزردشت: لبعض علماء الزراد شتية

الدلالة والإشارة مخطوط : للعارف السالك الشهير القشيري

ذخائر العقبى: للعلامة الشيخ محب الدين الطبري المكي

راموز الأحاديث: للعلامة الگمشخانوي

الرجال: للعلامة الشيخ عبد النبي الكاظمي

الرجال: لشيخ عبد اللطيف الشامي العاملي

ص 5

الرجال الكبير: للعلامة الاسترآبادي

الروضة البهية: للشيخ المحقق أبي عذبة الماتريدي

روضة الصفا: للمؤرخ البحاثة غياث الدين الهروي

الروضات: للعلامة الخوانساري

رياض العلماء مخطوط : للعلامة راوية علم التراجم الميرزا عبد الله أفندي

ريحانة الأدب في الكنى واللقب: للعلامة الميرزا محمد علي المدرس التبريزي الخياباني

زبور آل داود مخطوط: للعلامة السيد ميرزا محمد هاشم المرعشي

الساري في شرح البخاري: للمحدث القسطلاني

سبائك الذهب: للشيخ النسابة السويدي البغدادي

سراج الأنساب مخطوط : للعلامة النسابة السيد أحمد آل كي

سفينة البحار: للمحدث البحاثة العالم الجليل الحاج الشيخ عباس القمي

السنن: للمحدث الدارمي

السنن: للمحدث البيهقي

السنن: للمحدث أبي داود

سواء السبيل في شرح الزاد القليل في الكلام  : للعلامة السيد أبي الحسن الهندي

سواطع الالهام في التفسير: للعلامة الشيخ أبي الفيض الفيضي الهندي اللاهوري

سوسنة سليمان في المذاهب والأديان: للنوفل أفندي الطرابلسي

الشهاب: للعلامة القاضي القضاعي

 شرح نهج البلاغة: للعلامة ابن أبي الحديد المعتزلي

ص 6

شرح دعاء صنمي قريش مخطوط : لبعض تلاميذ الفاضل القزويني

شرح دعاء صنمي قريش مخطوط : للمولى عيسى بن علي الأردبيلي

شرح مبادئ الوصول مخطوط : للعلامة الجرجاني

شرح المواقف: للمحقق الشريف الجرجاني

شرح القصائد العلوية: للعلامة صاحب المدارك

شمع انجمن: للعلامة النواب السيد محمد صديق حسن خان

شهداء الفضيلة: للعلامة النقاد المعاصر الاميني

صبح روشن: للفاضل السيد البهوپالي

صبح گلشن: للسيد علي حسن خان البهوپالي الهندي

الصحيح: للفاضل الترمذي

الصحيح: للمحافظ محمد بن إسماعيل البخاري

الصحيح: للحافظ مسلم بن الحجاج النيسابوري

صراح اللغة: للعلامة الجوهري

الصوارم المهرقة: للعلامة القاضي الشهيد المرعشي

الصواعق المحرقة: للمحدث الشيخ ابن حجر المكي

الضوء اللامع: للمحقق المؤرخ البحاثة الشيخ شمس الدين السخاوي المصري

طبقات أكبري: للمولى نظام الدين أحمد بن محمد مقيم الهروي

طبقات النسابين مخطوط : للعلامة الأستاذ السيد شهاب الدين النجفي

طرح التثريب في شرح التقريب: للعلامة الشيخ ابن الديبع الشيباني

العقد الفريد: للعلامة الشيخ ابن عبد ربه الأندلسي

علل الشرايع: لحجة الإسلام الشيخ الثقة الصدوق القمي

عماد الإسلام في علم الكلام: للعلامة السيد دلدار علي الهندي

ص 7

عمدة الطالب: للشريف الحسني الداودي النسابة

العيون والمحاسن: لفخر الشيعة السيد الشريف المرتضى علم الهدى

الغرر والدرر في كلمات أمير المؤمنين علي عليه السلام : للعلامة الشيخ عبد الواحد التميمي الآمدي

الغيبة: لشيخ الطائفة الإمامية أبي جعفر الطوسي

فارس نامه: للعلامة السيد حسن مهذب الدولة الفسائي

الفخري مخطوط : للعلامة السيد إسماعيل المرندي

الفرق: للمتكلم البحاثة النوبختي

الفرق بين الفرق: لأبي منصور البغدادي

فرمون: لبعض الزرادشتية

فروق مزدسنى: لبعض علماء الزرادشتية

الفصل: للعلامة المحقق ابن حزم الأندلسي

فضائل السادات: للعلامة السيد محمد أشرف العلوي

الفوائد البهية: للعلامة أبي الحسنات الهندي

الفوائد الرضوية: للمحدث البحاثة العالم الجليل الحاج شيخ عباس القمي

الفهرست: لشيخ الطائفة

القاموس: للعلامة محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

قاموس الأعلام: للفاضل سامي أفندي

الكافي: لثقة الإسلام الحافظ الشيخ محمد بن يعقوب الرازي الكليني

كتاب سليم: لسليم بن قيس الهلالي الكوفي

كشف الغمة: للعلامة الشيخ علي بن عيسى الإربلي البغدادي

ص 8

كشف الحجب: للعلامة السيد إعجاز حسين

كلمات الشعراء: لمحمد أفضل سرخوش

الكليات: للعلامة أبي البقاء الكفوي

الكنى والألقاب: للمحدث البحاثة الجليل الحاج الشيخ عباس القمي

الكنى والألقاب: للعلامة المحقق المؤلف المصنف المولى حبيب الله الكاشاني

كنز العمال: للعلامة الشيخ علاء الدين المتقي الهندي

كنوز الحقائق: للشيخ العلامة عبد الرؤف المناوي

گلستان پيغمبر: للعالم الفاضل البحاثة السيد مصطفى الجزايري

گنج دانش: للمحقق محمد تقي المتخلص بالحكيم

لؤلؤة البحرين: للعلامة المحدث الشيخ يوسف البحراني الحائري

اللؤلؤ المرصوع: للعلامة القاوقچي

لباب النقول: للعلامة الشيخ جلال الدين السيوطي المصري

لسان العرب: للعلامة اللغوي ابن منظور الأندلسي

لسان الميزان: للعلامة ابن حجر العسقلاني

مجالس الإمامية مخطوط : للعلامة المولى عبد الرشيد بن خواجه نور الدين التستري من علماء مأة الحادية عشر

مجالس المؤمنين: للعلامة القاضي الشهيد المرعشي

مجمع البحرين: للعلامة الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع التواريخ: للعلامة الميرزا عبد الخليل المرعشي

مجمع الزوائد: للعلامة ابن حجر المكي

ص 9

المجدى مخطوط : للعلامة النسابة ابن الصوفي

المجموعة في الفوائد النسبية والرجالية : للعلامة الأستاذ السيد شهاب الدين النجفي

مجموعه نغز: للفاضل ميرقدرت الله

مختصر جامع بيان العلم: للعلامة ابن عبد ربه الأندلسي

مراصد الاطلاع: للبحاثة المتبحر ياقوت

مزيل الخفاء: للمحدث العجلوني

المسلسلات في الإجازات مخطوط : للعلامة الأستاذ السيد شهاب الدين النجفي

المستدرك: للحافظ الشيخ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري

مستدرك الوسائل: لشيخ مشايخنا ثقة الإسلام النوري

المسند: للحافظ أحمد بن حنبل

المسند: للحافظ الشيخ ابن ماجة القزويني

مشارق الأنوار: للعلامة رضي الدين الحسن الصاغاني

مشجرات العلويين مخطوط : للعلامة السيد شمس الدين محمود النجفي المرعشي

مشجرات آل رسول الله: للعلامة الأستاذ السيد شهاب الدين النجفي

المشجرة المرعشية مخطوط : للسيد جمال الدين محمد الحسيني

مشجرة السادة الخليفة سلطانية: للعلامة الميرزا محمد أمين

مصباح الظلام في علم الكلام: للعلامة الشريف السيد محمد باقر الحجة الحجة الحائري

مصباح الهداية في التعليقة على الكفاية (في الأصول) (مخطوط) : للعلامة الأستاذ السيد شهاب الدين النجفي

ص 10

المعجم المفهرس: للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي المصري

معجم البلدان: للعلامة ياقوت

معجم ما استعجم: للفاضل البكري

مفتاح كنوز السنة: للدكتور ا. ى فنسنك

المقابيس: للعلامة المحقق الفقيه الشيخ أسد الله التستري

الملل والنحل: للمحقق المتكلم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني

منتخب التواريخ (مخطوط): للمؤرخ ضياء السلطنة

المنجد: للأب لويس معلوف اللبناني

المواقف: للعلامة القاضي عضد الدين الإيجي

الموضوعات مخطوط : للشيخ أحمد الشافعي الشيرازي ثم المصري

ناسخ التواريخ: للمؤرخ سپهر الكاشاني

نزهة الخواطر: للسيد عبد الحي الحسني

نظام الأقوال: للعلامة نظام الدين الساوجي

نقد الرجال: للعلامة المصطفى التفرشي

نگارستان سخن: للبحاثة السيد نورالحسن

نور الثقلين في التفسير (مخطوط): للعلامة الشيخ عبد علي الحويزي

النهاية: للمحقق ابن الأثير

نهج البلاغة: لمولانا الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام جمعها السيد الشريف الرضي

الوافي: للعلامة الحافظ الفيض القاساني

وسائل الشيعة: للعلامة الحافظ الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي

الهاشميات: لشاعر أهل البيت كميت الكوفي

ينابيع المودة: للعلامة السيد سليمان القندوزي البغدادي

ص 11

كتاب اللئالي المنتظمة والدرر الثمينة وهو سفر جليل حوى فرائد شريفة وفوائد لطيفة في بيان مظالم أهل السنة في حق الشيعة وعدم رعايتهم الأخوة بين المسلمين وترجمة مولانا آية الله على الاطلاق العلامة الحلي قده والسلطان المؤيد الجايتو محمد خدا بنده ره والشيخ الفضل بن روزبهان ومولينا القاضى السيد نور الله الشهيد قده صاحب كتاب إحقاق الحق وإزهاق الباطل من رشحات قلم فضيلة الأستاذ آية الله في الأنام السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي دام ظله العالي باهتمام الحسن الغفاري

ص 12

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي تحيرت العقول والأفهام في كبرياء ذاته، وكلت الألسن والأقلام في بيداء صفاته، ودل على وحدانيته نظام مصنوعاته، تلألأت على جباه الكائنات أنوار عظمته، وتهللت على صات الممكنات آثار قدرته، والشكر على ما وفقنا لإزهاق الباطل وإحقاق الحق، ومن علينا الحق، ومن علينا بكشف الحق وسلوك نهج الصدق، والصلاة والسلام على أشرف السفراء المقربين، وقدوة النبيين، سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد وعلى آله وأهل بيته، مصادر العلم ومنابع الحكمة، الذين بهم تمت الكلمة، وعظمت النعمة، هداة الدين وأئمة المسلمين، سعد من تبعهم ووالاهم خاب من جحدهم وعاداهم، وأنكر فضلهم وناواهم، خسرت صفقة عبد أعرض عنهم واتخذ مطاعا سواهم، اللهم احشرنا في زمرة المتمسكين بهم، واللائذين بفنائهم واجعلنا من المقتبسين من مشاكي أنوارهم، والمستضيئين من نبارس آثارهم وأخبارهم آمين. وبعد فيقول العبد المسكين المستكين، خادم علوم أهل بيت الوحي والرحمة والمنيخ مطيته بأبوابهم، المعرض عن كل وليجة دونهم، وكل مطاع غيرهم، والمعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي حشره الله تحت لواء جده ورزقه في الدنيا زيارة قبره: إن أثمن المطالب وأغلاها، وأرفع المآرب وأعلاها، وأهنأ المشارب وأحلاها، وأعذب المناهل وأصفاها، هو العلم بالمعارف الحقة الإلهية، والأصول الدينية الاعتقادية المتخذة من الأدلة الصحيحة السمعية، والبراهين العقلية السليمة الفطرية، إذ به تنال السعادة العظمى والكرامة الكبرى في الآخرة والأولى.

ص 13

وقد شمر الذيول علماء الإسلام، وكشفوا عن ساق الجد والجهد في تصنيف الكتب والرسائل في هذا الشأن، فأكثروا وأجادوا وحققوا ونقحوا، وإن كان قد كبا جواد بعضهم ونبا سيفه وخبت ناره أحيانا. ومن أحسن، ما دون في هذا الموضوع كتاب إحقاق الحق وإزهاق الباطل للسيد الشريف العلامة فخر آل الرسول وشرف بني الزهراء البتول، السيف الشاهر المنتضى على مبغضي أهل البيت، الإمام الهمام، القدوة في المناظرة والكلام سيدنا ومولانا القاضي نور الله الحسيني المرعشي التستري ثم الهندي السعيد الشهيد قدس الله لطيفه وأجزل تشريفه، وأيم الله رب الراقصات وداحي المدحوات، إني مع سعة بحثي وكدي وكثرة تنقيبي في الكتب الكلامية ثم أر مثله لا في المطولات ولا في المختصرات تفرد بين أمثاله بذكر الأدلة القوية وإقامة الحجج الباهرة في كل من الأقسام الثلاثة الاعتقاديات والفقهيات وأصولها وتعرضه لكل ما قيل أو خطر، أو يمكن أن يقال أو يخطر في المسائل المذكورة، مع التصدي لدفعها ببيان شاف وتحرير كاف، حاز السبق في المضمار، فأصبح قدوة لأترابه، إماما يقتدى به في محرابه. أماط كل ريب وأزاح العلل، أتم الحجة وأبان عن المحجة، سيما في المسائل التي تتعلق بصفات الباري تعالى شانه العزيز، بحجج صادقة، وأدلة ناطقة، دحض بها مؤلفه الشهيد (قده) مسالك المبطلين، ورد بها كيد الكائدين، ومكر الماكرين، أيد بها الحق والمذهب، وسد على العدو كل مهرب، فلله دره بهذا الكتاب الذي رفع به أعلام الحق، وأحيى معالم الصدق، دمغ النصب ومحى آثاره، قمع التسنن وهدم مناره وبالجملة يقصر عن وصفه القول وإن كان بالغا، ويتقلص عنه ذيله وإن كان سابغا وفيه لمن رام الوقوف على الواقع مقنع وبلاغ، وعما عداه من جميع الكتب الكلامية غنية وفراغ، وسننقل كلمات العلماء في حق هذا الكتاب قريبا حتى تتبين

ص 14

مكانته العلمية بين أضرابه، وحيث كانت نسخ الكتاب بطبعيه: الايراني والمصري قد نفدت، كثر إلحاح بعض الأفاضل على، وتردده إلى في نشره وإذاعته، مع تعاليق فيها تراجم الرجال المذكورين في المتن وشرح مقالات بعض الفرق والأديان وأرباب الملل والأهواء وجملة من الفوائد العلمية المناسبة لمباحث الكتاب وتبيين المشاكل والمعضلات، وتفسير اللغات والنكات، وتعيين موارد الآيات والمقتبسات منها، ومصادر الروايات والكلمات المنقولة عن كتب الفريقين، وبيان مضارب الأمثال والشواهد العرفية ومواردها، وكانت تردعني عن الاقدام عليه رعاية حفظ الأخوة واتحاد الكلمة بين المسلمين، مع ما نرى ما حل بهم من التشتت والتفرق إلى أن وقفت على عدة مناشير انتشرت من بلاد مصر وسوريا وبغداد وغيرها من مدن الإسلام، تحاملوا فيها على شيعة آل النبي صلى الله عليه وآله وبالغوا في الازراء بهم، والوقيعة في حقهم وهتك أعراضهم بالشتم والسباب، وأكثرها انتشرت من اللجنة الخائنة الكائنة بالقاهرة المحمية التي تدعي العلم والسلوك في مهيع الانصاف. وليت شعري أي جواب هيئوا ليوم الحشر فيما أسندوا إلى الشيعة مما هم برآء منه ونفروا القلوب وأورثوا الشحناء والبغضاء بسوء صنيعهم. وناهيك في ذلك أن ترجع إلى ما نسرد أسماء بعضها ذيلا: 1 - الوشيعة في عقيدة الشيعة طبع مصر 2 - عقيدة الشيعة 3 - الصراع بين الوثنية والاسلام للقصيمي طبع مصر 4 - أسئلة موسى جار الله طبع مصر 5 - مقدمة الشيخ محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة بالآستانة سابقا لشرح المواقف طبع مصر 6 - مقدمته الملل والنحل للشهرستاني طبع مصر

ص 15

7 - مقدمته لعقايد الشيخ أبي الحسن الأشعري طبع مصر 8 - مقدمته لرسالة عقائد المسلمين والمشركين لفخر الدين الرازي طبع مصر 9 - مقالة الكوثري التي سماه الرد على الروافض طبع مصر 10 - مقدمته لكتاب الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي طبع مصر 11 - مقدمته لكتاب الانصاف للباقلاني الذي نشره السيد عزة العطار الدمشقي ط سوريا 12 - نقد العين للفاضل المعاصر الشيخ محمد بهجت البيطار الدمشقي من مشاهير تلك البلاد ومن أعضاء المجمع العلمي العربي ط سوريا 13 - مقدمة الشيخ سليم لشرح المقاصد للمحقق التفتازاني ط مصر 14 - مقدمة بعض المصريين للتحفة الاثني عشرية للسيد محمود الآلوسي البغدادي ط مصر 15 - كتاب دفع الضلال لملا شمس الدين الهروي ط الهند 16 - مقدمة الشيخ عبد الوهاب الشيخ عبد اللطيف المدرس بكلية القاهرة لكتاب الصواعق المحرقة لابن حجر المطبوع بمصر 1375 17 - اعتقادات فرق المسلمين والمشركين وما كتبه الشيخ مصطفى بيك عبد الرزاق في مقدمته والتعليق عليه ط مصر 18 - ما كتبه علي سامي النشار في مقدمة ذلك الكتاب والتعليق عليه ط مصر 19 - ما كتبه الشيخ محمود بش ويشي المدرس بمدرسة دار العلوم على ذلك الكتاب ط مصر 20 - كتاب ابن تلميذ الحضرمي في إنكار فضائل أهل البيت عليهم السلام ط جاوة ولله در الشريف العلامة السيد علوي الحداد الحضرمي الجاوي حيث رد عليه بكتاب سماه بالقول الفصل في مجلدين، لقد أحسن وأجاد وأتى فوق ما يؤمل ويراد، وبعث إلي نسخة منه بالبريد، ونروي عنه بالإجازة وهو يروي عنا فالإجازة بيننا (مدبجة) على اصطلاح المحدثين.

ص 16

21 - ما كتبه الشيخ يوسف عز الدين الدجوي الضرير في رسالة نفي التحريف المسماة بالقول المنيف ط مصر 22 - ما كتبه السيد داود النقشبندي في العرفان والتصوف ط الهند 23 - ما كتبه السيد عبد الله الغزنوي في مقدمة كتاب اجتماع جيوش الإسلام على غزو المعطلة والجهمية للشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي تلميذ ابن تيمية. ط بمبئى وط امر تسر من بلاد الهند. 24 - ما كتب في مقدمة فرع الصفات في تقريع نفاة الصفات للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد المظفري المختار الرازي ط بمبئى 25 - ما كتبه الشيخ محمد عبد الباري الهندي الأصل لكتاب التمهيد في الرد على المعطلة والرافضة والمعتزلة والخوارج، تأليف القاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتكلم الشهير ط ثاني بمبئى 26 - ما كتبه الشيخ عبد الستار الهندي في مقدمة كتاب إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق لأبي عبد الله السيد محمد بن المرتضى اليماني من علماء القرن الثامن ط ثاني بمبئى 27 - ما كتبه الدكتور محمد جمال الدين خريج بلدة باريس في مقدمة كتاب الإبانة للشيخ أبي الحسن الأشعري الشهير قدوة الأشاعرة ط ثاني بمبئى 28 - ما كتبه القاضي محمد العدوي خريج جامعة الأزهر في مقدمة كتاب الملل والنحل للشهرستاني ط مصر 29 - كتاب حركات الشيعة المتطرفين تأليف الدكتور محمد جابر عبد العال طبع بالمطبعة الملكية في القاهرة سنة 1373 30 - ما كتبه عبد الله محيي الدين في مقدمة كتاب عقود الجواهر المنيفة للسيد محمد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس ط ثالث مصر

ص 17

هذا قليل من كثير مما يقف عليه المتتبع البحاثة في الكتب سيما ما ينحدر من القاهرة إلى بلاد الإسلام، انحدار السيل الجارف، الذي لا يبقي من قصور الوداد المشيدة حجرا ولا مدرا، ويشق عصا المسلمين، ويزيد الجرح على الجرح قبل الاندمال مضافا إلى ما تمحل القوم سلفا وخلفا في جرح رواة الأحاديث وتعديلهم بجعل الملاك في التقوى والوثوق بغض آل الرسول والتشنيع على من يواليهم، وملاك الجرح الحب لهم والوداد في حقهم الذي أوجبه الله وفرضه على عباده وجعله أجر الرسالة. ولله در العلامة الشريف سلالة السادة العلوية الحضارمة الأماثل، الناطق بلسان الصدق في الآخرين، والصادع بالحق غير خائف من لومة اللائمين، شيخنا في الرواية السيد الجليل أبو علي محمد بن عقيل بن عبد الله العلوي الصادقي العريضي الحضرمي الأصل، الحديدي المسكن، المتوفى 1350 حيث قال في كتابه النفيس (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ص 3 ط صيدا) ما لفظه بعد كلام طويل: واحتجت إلى البحث في بعض الأسانيد والفحص عنها لرجاله الصناديد، فقرأت شيئا من كتب أهل الجرح والتعديل، فلمحت فيها بعض ما يوجب العتاب، والعتاب من موجبات ثبات المحبة بين الأحباب، إذ رأيتها خاوية الوطاب من النقل عن أهل البيت الطاهر، ومن الرجوع إلى أحد من أئمتهم الأكابر، في تعديل العدل وجرح الفاجر، بل رأيت فيها جرح بعضهم لبعض الأئمة الطاهرين بما لا يسوغ الجرح به عند المنصفين أو بما يحتملون ما هو أشد منه بمراتب للخوارج والنواصب المبعدين، رأيتهم إذا ترجموا لسادات أهل البيت أو لمن تعلق بهم، اختزلوا الترجمة غالبا وأوجزوا، وإذا ترجموا لأضدادهم أولا ذناب أعدائهم أطالوا، ولعذرهم أبرزوا، ومن المعلوم ما يوهمه الاختزال، وما يفهم من الاسهاب

ص 18

والاسترسال، رأيت فيها توثيقهم عن ناصبي غالبا وتوهينهم الشيعي مطلقا، ورأيت ورأيت.

لقدرا بني من عامر أن عامرا * بعين الرضا يرنو إلى من جفاني

يجئ فيبدي الود والنصح غاديا * ويمسي لحسادي خليلا مواخي

فياليت ذاك الود والنصح لم يكن * ويا ليته كان الخصيم العمادي

فهالني هذا الصنيع، وأفزعني ذلك الحكم، واستغربته كل الاستغراب وقلت: إن هذا لهو التباب، غير أنه ظهر لي أن لكثير من المتقدمين بعض أعذار سوغت لهم ما سوغت، وقلدهم المتأخرون هيبة الانفراد عنهم، وفرقا من أن ينبزوا بالرفض وقد كان في بعض الاعصار خير للانسان أن يتهم بالكفر فضلا عما دونه من أن يتهم بموالاة علي وأهل بيته عليهم السلام، إلى أن قال بعد صات: فهل يجوز أن يكون المبغضون المؤذون عليا الذين قال النبي صلى الله عليه وآله فيهم ما أوردناه وكثيرا مثله عدولا ثقات، أمناء على دين الله، تغلب فيهم العدالة والصدق والورع، ويعامل أعدائهم المحبون عليا عليه السلام أهل الحق بالتوهين والجرح؟! في فمن ماء وهل ين........ طق من في فيه ماء؟ إلى أن قال (ص 33 من ذلك الكتاب) قلت: احتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق إلا البخاري، على أنه احتج بمن قدمنا ذكرهم (أي بعض الشياطين النواصب ومنافقيهم والخوارج) وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري؟ وقد قيل في هذا المعنى شعر:

قضية أشبه بالمرزئة * هذا البخاري إمام الفئة

بالصادق الصديق ما احتج في * صحيحه واحتج بالمرجئة

ومثل عمران بن حطان أو * مروان وابن المرأة المخطئة

مشكلة ذات عوار إلى * حيرة أرباب النهى ملجئة

وحق بيت يممته الورى * مغذة في السير أو مبطئة

ص 19

إن الإمام الصادق المجتبى * بفضله الآي أتت منبئة

أجل من في عصره رتبة * لم يقترف في عمره سيئة

قلامة من ظفر إبهامه * تعدل من مثل البخاري مائة

وقال: هذه الأبيات من نظم شيخنا العلامة السيد أبي بكر بن شهاب الدين العلوي الحضرمي ثم شرع في سرد أسماء جماعة من علماء أهل البيت الذين ظلموا بالجرح من العامة وهم عدة: منهم الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى والد الست الشريفة النفيسة المدفونة بمصر. ومنهم الحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى سنة 99. ومنهم الحسن بن زيد الشهيد بن الإمام سيد الساجدين عليه السلام ومنهم الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام ومنهم عبد الله بن محمد بن الحنفية. ومنهم أبو الحسن علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ومنهم محمد النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام. ومنهم زيد الشهيد المصلوب بكناسة الكوفة. إلى أن قال (في ص 40 من ذلك الكتاب) ما لفظه: الباب الثاني في ذكر رجال من خواص أتباع أهل البيت الطاهر المعروفين بحبهم وبخدمتهم جرحوهم. فمنهم الأصبغ بن نباتة التيمي الكوفي.

ص 20

ومنهم ثعلبة بن يزيد الحماني الكوفي من أفراد شرطة علي عليه السلام. ومنهم الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني أبو زهير الكوفي. وغيرهم من المخلصين في ولاء الآل وعد في الباب الثالث (ص 46) أسماء جماعة من أجلة الصحابة التابعين ومن بعدهم الذين جرحوهم لتشيعهم لآل محمد صلى الله عليه وآله وهم: كأحمد بن الأزهر بن منيع، وإسماعيل بن أبان الوراق الكوفي وجعفر بن سليمان الضبعي البصري وأسيد بن زيد الجمال، وسوير بن أبي فاختة، والحارث بن حصيرة الأزدي والحسن بن صالح بن حي، والحسين بن الحسن الأشقر، والحكم بن ظهيرة الفزاري الكوفي، والحكم بن عتيبة الكندي، والحكيم بن جبير الأسدي، وحمران بن أعين الكوفي، وخالد بن مخلد القطواني الكوفي، وداود بن أبي عوف البرجمي، وزبيد بن الحارث اليامي الكوفي، وسالم بن أبي حفصة العجلي الكوفي، وسعاد بن سليمان الجعفي

ص 21

وسعيد بن الأوس الأنصاري، وسعيد بن عمرو بن أشوع الكوفي، وسلمة بن كهيل الحضرمي، وسليمان بن قرم بن معاذ النحوي وعامر بن واثلة أبو الطفيل الصحابي وهو آخر من مات من الصحابة، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الرزاق بن همام الحميري، وعبد السلام بن الصالح أبو الصلت الهروي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعلي بن زيد التيمي وعدي بن ثابت الأنصاري، وعلي بن الجعد بن عبيد الجوهري، وعلي بن غراب الفزاري أبو الحسن الكوفي وعمر بن جابر الحضرمي أبو زرعة المصري، وعمرو بن دينار المكي وفطر بن الخليفة المخزومي، وقابوس بن أبي ظبيان الجبني الكوفي ومالك بن إسماعيل بن درهم، وأبو غسان النهدي، وهند بن أبي هالة الأسدي أمة خديجة أم المؤمنين، وأخته الزهراء سلام الله عليها ووكيع بن الجراح الرواسي، وأبو عبد الله الجدلي الكوفي، إلى غير ذلك.

ص 22

ثم نقل في الباب الرائع (ص 71) عدة رجال من أعداء أهل البيت ذكروا عنهم ما تهدر به مروياتهم، ثم وثقوهم ورووا عنهم، منهم: خالد بن يزيد بن معاوية، وعمر بن سعد بن أبي وقاص الذي قال في تهذيب التهذيب بعد ذكر اسمه ما لفظه: هو تابعي، ثقة ثقة، وهو الذي قتل الحسين، ثم قال سيدنا الشريف محمد بن العقيل العلوي المتقدم ذكره في كتابه المرقوم بعد نقل كلام التهذيب ما لفظه: وأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، بخ بخ بخ، يا له من تابعي! ويا لها من عدالة! ويرحم الله القائل: إن كان هذا نبيا * فالكلب لا شك ربي ومن الذين وثقهم القوم مع ما فيه من موجبات الجرح عنبسة بن خالد أبي النجاد الأموي، ومروان بن الحكم الأموي، ووحشي بن حرب قاتل حمزة سيد الشهداء عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وذكر في الباب الخامس (ص 75) عدة رجال من أعداء أهل البيت عدلوهم ورووا عنهم ولم يجرحوهم بقربهم من الطواغيت، وهم: كزهير بن معاوية بن خديج حارس الخشبة التي صلب عليها زيد الشهيد بكناسة الكوفة وعبد الله بن الطاوس اليماني، وعبسة بن سعيد بن العاص، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وكثير بن الصلت بن معد يكرب،

ص 23

وأبو عبيد المذحجي وأبو غطفان بن الطريف المدني، إلى غير ذلك. وذكر في الباب السادس (ص 77) عدة رجال عدلوهم ورووا عنهم مع ذكرهم لنصبهم وبغضهم لأهل البيت مقرين به وظهور علامات النفاق عليهم وهم: كإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الحروري المذهب، وإسحق بن سويد بن هبيرة العدوي المتحامل على علي عليه السلام، وثور بن زيد الديلمي الخارجي المذهب، وثور بن يزيد الحمصي الذي يتبين حاله من قول عبد الله بن المبارك: أيها الطالب علما * إئت حماد بن زيد

فاطلبن العلم منه * ثم قيده بقيد

لاكثور وكجهم * وكعمرو بن عبيد

ومنهم جابر بن زيد الأزدي، ومنهم جرى بن كليب السدوسي وحاجب بن عمر الثقفي الأباضي، وحريز بن عثمان الحمصي المتحامل على علي عليه السلام، وحصين بن نمير الواسطي المتحامل على علي عليه السلام وذريته بالقول والفعل، وخالد بن سلمة بن العاص المخزومي، المعروف بالفافا من رؤساء المرجئة، وخالد بن عبد الله القسري المتحامل على علي عليه السلام وسابه على المنابر وهو الذي هدم المسجد، وبنى الكنيسة والبيعة، وولى المجوس على المسلمين، وداود بن الحصين الأموي الخارجي، وزياد بن جبير المتحامل على الحسنين عليهما السلام، وزياد بن علاقة الثعلبي المنحرف عن أهل البيت،

ص 24

والسائب بن فروخ المكي، وشبث بن ربعي التميمي الذي حضر قتل الحسين عليه السلام وعبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي البصري المتحامل على علي عليه السلام، وعبد الله بن سالم الأشعري الوحاضي وعبد الله بن شقيق العقيلي المتحامل على علي عليه السلام، وعكرمة البربري الأصل الخارجي مولى عبد الله بن عباس الذي زهد الناس في الصلاة على جنازته، وعمران بن حطان السدوسي الخارجي، وهو الذي رثا عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي عليه السلام بالأبيات السخيفة السائرة، ولمازة بن زيار الأزدي المبغض لعلي عليه السلام، ومحمد بن زياد الالهاني الحمصي المشتهر بالنصب، وميمون بن المهران الجزري المتحامل على علي عليه السلام، ونعيم بن أبي هند واسمه النعمان بن اشيم الأشجعي المتناول عليا عليه السلام، والوليد بن كثير المخزومي الخارجي الأباضي، والهيثم بن الأسود النخعي المبغض لعلي عليه السلام، وهو الذي شهد على حجر بن عدي، ويعقوب بن حميد بن كاسب المدني المتحامل على آل علي عليه السلام، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري المبغض لعلي عليه السلام، وأبو حسان الأعرج، ويقال: الأجرد الحروري أو الخارجي، ثم أورد عدة أسماء أخر على النمط المذكور وتكلم وأشبع الكلام في هذه الأمور إلى أن قال ما هذا لفظه: هذا بعض ما يتعلق بالأسانيد، وتجدهم إذا ضاقت عليهم السبل في التكذيب والتضعيف، اجتهدوا في مسخ المعاني بالتأويلات البعيدة والتحريفات السخيفة وإلقاء الشبه، مثلا يقولون: في قوله صلى الله عليه وآله (أنا مدينة العلم وعلي بابها)

ص 25

يعني مرتفعا بابها ويقولون: لأفضيلة خاصة يشهد بها قوله صلى الله عليه وآله لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) إلى أن قال: وإذا أعياهم هذا، قالوا هذا معارض بكذا وإن لم يكن كذلك إلى أن قال: وأعذرني عن الإشارة إلى صنيع جماهير الأمة مع فعلي ما تقدمت الإشارة إليه والمتسببين فيه ولكن فتش وابحث لتعلم: تمسكت الأمة بمن؟ وقلدت من؟ وتعلمت ممن؟، وأشارت بأعلمية من؟، واعتقدت أن الذي يجدد لها أمر دينها من؟ وأن الفرقة الناجية من؟ وأن الذين إجماعهم حجة في الدين يضل مخالفهم من؟ سلهم أرشدك الله عن أئمتهم الذين يتعصبون لهم ويناضلون عنهم من؟ ذكرنا فيما سبق ترجمة عكرمة الصفري، وما ذكروه عنه من كذب، وما نبزوه به من ترك الصلاة، وأنهم ناضلوا عنه، وصنف بعضهم في الانتصار له، ولعل بعض المجادلين عنه يعلم أنه يجادل بالباطل ويجحد ما استيقن، وأن إمام الأئمة ونبراس الأمة جعفر الصادق غمزوه ظلما ولم يناضل عنه، فيصنف في ذلك أحد منهم، بل لما كتبنا في النصائح الكفاية أسطرا في الذب عنهم بما يعلمون أنه الحق، أتتنا كتب العتاب تترى من الإخوان، وقد نعلم أنه ممن لا يرضى بذلك الغمز، فما هو الحامل لهم على العتب المانع لهم عن نصر الحق ولو بالسكوت عن نصر الباطل؟ (فإنا نرى أن المتارك محسن * وأن عدوا لا يضر وصول) إلى أن قال في (ص 109): وليتهم إذ لم يوجد فيهم من هو كذلك سلم الناصرون لمحمد وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام، والذابون عنهم من سلق ألسنتهم وخز أسنتهم وأقلامهم، فقلما تعرض لنصر الوصي والذب عن آل النبي أحد إلا رموه بكل عظيمة والله المستعان، إلى أن قال: قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام:

ص 26

إن اليهود بحبها لنبيها * أمنت معرة دهره الخوان

وذوي الصايب بحب عيسى أصبحوا * يمشون زهوا في ربى (قرى خ ل) نجران

والمؤمنون بحب آل محمد * يرمون في الآفاق بالنيران

هذا ما أهمنا نقله من ذلك الكتاب الشريف، وما ذاك إلا نموذج من صنيعهم في بابي الجرح والتعديل، والعجب من المعاصرين منهم حيث لم يدعوا تلك الروية، بل زادوا في الطنابير نغمات كما هو غير خفي على من راجع الكتب والرسائل والمقالات التي سردنا أسمائها وأتحفنا أكثرها أفاضل بلاد مصر المحمية، مضافا إلى لدغات بدرت منهم في الجرائد والمجلات والرسائل والكتب المدرسية، وما تفوهوا بها في النوادي والإذاعات والخطابات التي ألقوها بمعشر من الشبان البسطاء الذين لم يطلعوا على تلك العورات، ولله در بعض الأعلام ونوابغ الأيام حيث صنفوا وألفوا وأكثروا فأجادوا في الرد عليهم ودفع سمومهم القتالة، وفي مقدمة تلك الكتيبة المنصورة المؤيدة من الله سيدنا المغفور له الآية العلامة الأمين ومولينا الأستاذ العلامة المجاهد آية الحق وأعجوبة الدهر الشيخ محمد جوال البلاغي النجفي، والآية الأستاذ المحقق المدقق الشيخ محمد إسماعيل النجفي المحلاتي، ومولينا المجاهد الذاب عن المذهب الآية الباهرة السيد عبد الحسين شرف الدين، دام ظله والمغفور له الآية العلامة السيد عبد الحسين نور الدين العاملي صاحب كتاب الكلمات الثلث، والمغفور له المجاهد المدافع الآية الظاهرة السيد محمد مهدي القزويني الكاظمي الكويتي والعلامة المعاصر المجاهد الآية الحجة الأميني صاحب كتاب الغدير وغيرهم من الأعلام، ولكن الأسف أن القوم سلكوا مسلك أسلافهم، شنشنة أعرفها من أخزم ولم يبالوا بما حل على الإسلام من هذا التشتت وافتراق الكلمة، وما ذاك إلا للداء الدفين والنصب الكامن في أودية قلوبهم، وهل هي إلا الأحقاد

ص 27

البدرية والحنينية؟ عصمنا الله من العصبية الجاهلية الباردة، وأن يوفقنا لاتباع الحق ونبذ الباطل أين ما كانا، وهل الحق إلا حقيق بالقبول؟ وهل الباطل إلا حري بالاعراض عنه؟. ثم كاتبت بعض علمائهم وشافهت بعضهم وأوضحت له التوالي الفاسدة المترتبة على هذه الشنشنة، فرأيته غائصا في بحار العناد واللجاج غير مبال بما حل أو يحل، فتركت ورأيت أن الأحرى ترك التكلم معه ثم تأملت وغصت في تيار الفكر فرأيت إنا معاشر شيعة أهل البيت عليهم السلام أصبحنا مظلومين، مقهورين، مرامي لنبال القوم يتقربون إلى الله بهذا الصنيع السيئ، جزاهم الله بئس الجزاء، وحشرهم في زمرة المبغضين لمن جعل الله ودهم أجر الرسالة، وأنت إذا أحطت خبرا بما تلونا عليك فأنشدك بالله أفيسوغ السكوت والغميضة بعد هذه؟! كلا ثم كلا كيف يحسن حتى يزعم القوم عجز أصحابنا عن دفع تلك الردود وإبطال هاتيك النقود؟! ومن أجل ذلك استخرت الله في ذلك فأجبت مسئول الإخوان في نشر هذا الكتاب الشريف راجيا وجه اللطيف الخبير وخدمة لجدي سيد المظلومين وقدوة المهضومين، مولينا أمير المؤمنين سلام الله عليه وعلى أولاده الطاهرين، ما ذر شارق ولمع لامع فقيظ الله همة الرجل الموفق المؤيد الممجد المسدد الوجيه النبيه الحاج أسد الله الخوئي بلغه الله أقصى ما يتمناه وجعل مستقبله خيرا من أوليه حيث أقدم على طبع الكتاب وإذاعته فساعدت السواعد الإلهية والتأييدات الربانية ثلة من نوابغ الأفاضل وعيون الأقران والأماثل الذين تركوا رغيد العيش في عنفوان الشباب وهجروا عن مؤانسة الأضراب والأتراب، قنعوا بلذة العلم عن ملاذ الدنيا وزخارفها وزبرجها،

ص 28

فسهروا الليالي وجدوا وكدوا في أمر هذا الكتاب، فترى لجنتهم كمدرسة ذات بهجة وروضة مونقة بين مصحح، ومنقب في الكتب، وقارئ، ومملي، وكاتب وغائص في بحار الفكر لاستخراج اللئالي ومراجع، إلى هامة من زبر العلوم والفنون على ضروبها المتشعبة، من الكلام والتفسير، والرجال، والحديث، والتاريخ، والسير، واللغة، والبلاغة، والأديان، والنسب، والفقه، وأصوله، والنوادر، والملح والمجون، والطرف، والظرائف، وغيرها مما يورث سرد أسمائه السامة والكلالة. وهم: سرج الفضل ومشاكيه شهب العلم ونبارسه حجج الإسلام ومفاخر الأيام فضيلة الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي، وفضيلة الشيخ قوام الدين الوشنوي القمي وفضيلة السيد مهدي الحسيني اللازوردي القمي وفضيلة الميرزا حسن الغفاري التبريزي وفضيلة الشيخ رسول المرزآبادي التبريزي شد الله بهم وبأضرابهم أزر المسلمين وأنار بوجودهم نوادي المؤمنين بحق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله. وساعدنا في كتابة النسخة من أوله إلى آخره ثمرة المهجة ومن أرجو أن يوفقه الله تعالى لإحياء الدين ونشر آثار أجداده الطاهرين وهو ولدي والروح التي بين جنبي السيد جمال الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي هناه الله بالعيش السعيد والحياة الطيبة المباركة. فلله درهم وعليه تعالى أجرهم بما أتعبوا نفوسهم الزكية وإني لمعترف بالعجز عن أداء حقهم، وأرجو ممن خصه الله بموهبة الولاية وأكرمنا بوده والاستنارة من علمه الذي صنف هذا الكتاب لإثبات حقه ومقهوريته: أن يجزيهم الله الجزاء الأوفى ويهنأهم بالكأس الذي لا ظمأ بعده أبدا وأشكره تعالى على التوفيق بإصدار الكتاب

ص 29

وتحليه بخير حلي، وتجليه بأحسن جلوة، من المزايا التي تتوجه إليه الهمم في نشر الكتب من جودة الطبع والدقة في التصحيح، واتقان القرطاس وظرافة التجليد وكل ذلك من فضله تعالى أأشكر أم أكفر؟.

النسخ التي كانت بأيدينا حال التصحيح:

 1 - النسخة المطبوعة بطهران بخط الميرزا أبي القاسم الخونساري سنة 1273. 2 - النسخة الناقصة المطبوعة بالقاهرة سنة 1326 في مطبعة السعادة باهتمام العلامة المرحوم الشيخ حسن دخيل النجفي. 3 - النسخة المخطوطة التي في خزانة كتبنا وتاريخ كتبنا وتاريخ كتابتها سنة 1236 بخط الشيخ عبد علي بن معصوم الشيرازي. 4 - النسخة المخطوطة التي في مكتبة الفاضل الجليل البحاثة فخر الإسلام الشيخ عبد الرحيم الشيرازي الرباني، ويقال: إنه كان من خزانة كتب العلامة المولى محمد تقي المجلسي. 5 - النسخة المخطوطة التي أرسلها إلينا العالم الجليل الورع ركن الإسلام السيد محمد السليمي الكاشاني، وقد تفضل علينا بإرساله من بلدة كاشان، وتاريخ كتابة النسخة أواخر العشر الثاني من الشهر العاشر من السنة السادسة من العشر التاسع من المأة الحادي عشر بخط المولى محمد علي الأبهريجي الأصفهاني ابن المولى محمد مؤمن. 6 - النسخة المخطوطة من خزانة كتب المرحوم الآية العلامة البحاثة المؤلف المصنف المجيد المجيد صديقنا وأليفنا الروحاني الميرزا محمد علي المدرس الخياباني التبريزي صاحب كتاب ريحانة الأدب في الكنى واللقب ويظن كون تاريخ كتابته قريبا من زمن المصنف.

ص 30

7 - النسخة المخطوطة التي في خزانة كتب العالم الجليل والحبر النبيل الآية الحجة الحاج السيد أحمد الحسيني الزنجاني أدام الله بركته وكثر أمثاله، وتاريخ كتابتها سنة 1129 بخط المولى محمد زكي بن محمد سليم البازرجاني التفرشي، وعليها آثار الصحة وقد قابلها بعض العلماء على نسخة مصححة وفرغ من المقابلة سنة 1131.

حول نهج الحق لآية الله العلامة:

غير خفي على من دقق النظر وأجال البصر في هذا الكتاب الشريف أنه من أنفس الكتب الكلامية مع صغر حجمه، حيث جمع المسائل الخلافية بيننا وبين القوم في الأصول الاعتقادية والفروع وأصول الفقه، مع ترجيح ما ذهبنا إليه في كل باب بالأدلة القوية والمرجحات المقبولة المتنوعة التي لو تأملها كل متأمل منصف تارك للاعتساف لرحب بها، وأقبل إليها بمجامع القلب، وزاد في حسن الكتاب جزالة اللفظ وسلاسة القوالب، فلله در المصنف الهمام المقدام مفخر الشيعة ومن به تبتهج الشريعة. ثم اعلم أن هذا الكتاب شرحه وترجمه جماعة من أرباب الفضل ومن المترجمين كما في تذكرة تستر (ص 156 ط كلكتة) المولى محمد تقي بن المولى عيدي محمد القاري التستري، قال في التذكرة: إن ترجمته لطيفة نفيسة، توفي سنة 1157، ومن شروحه على ما سمعت عن مولاي الوالد العلامة السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي المتوفى 1338 شرح جدي السيد نصير الدين المرعشي، وكان رحمه الله يثني على ذلك الشرح كثيرا، إلى غير ذلك من الشروح والتراجم والتعاليق.

مزايا الكتاب (إحقاق الحق)

 ألف - اشتماله على كلمات القوم في الأقسام الثلاثة ومستنداتهم فيها ومداركهم،

ص 31

والوجوه العقلية التي لفقوها، وإقامة بعض الأدلة لهم من دون أن يلتفتوا إليه مع الردود والنقود عليه بحيث لا يبقى للمتأمل فيها ريب. ب - تأدية المطالب بالعبائر المليحة والألفاظ الفصيحة مع رعاية التطابق لمقتضى الحال والمحسنات البديعية بحيث لا يمل الناظر إليها ولا يسأم. ج - تكثير الاقتباس فيها من الآيات الشريفة والأحاديث المنيفة والأدعية المأثورة والإشارة إليها. -د احتوائه للأمثال والأشعار والشواهد العرفية والمجون وملح الكلام ولطائفه وظرائفه. ه‍ - خلوص نية المصنف في تصنيفه ونقد ردود القوم وشبههم الواهية كما يظهر من كتاب كتبه إلى الأمير يوسف علي وفيه على ما نقله الفاضل المعاصر (الچهاردهي) في مقدمة ترجمة إلزام الناصب ما هذا لفظه: حقير نام خود را در تصانيف ننوشته كه تا قربة إلى الله باشد وبكسى اظهار نكرده كه اين تصانيف از حقير است الخ. ومما يدل على علو رتبة المؤلف وتأيده بتأييدات الباري سبحانه تعالى أنه (قده) قد كان عند تأليف هذا الكتاب ببلاد الهند محصورا بحصار التقية، مسترا تشيعه بالتشفع (الانتحال إلى الشافعية) في حال الغربة، والبعد عن الأهل والوطن، وغيبة الكتب، ومع كل ذلك تراه صدر من قلمه الشريف كتاب حوى تلك المزايا والمحاسن التي قد ذكرنا بعضها، ولا توجد في غيره، وكانت مدة التأليف سبعة أشهر وهل هذا إلا كرامة من الله سبحانه تعالى عليه ببركة أهل بيت العصمة؟ قال في مختتم الكتاب ما هذا لفظه: والمأمول عن أفاضل المؤمنين الذين هم الأمناء في حب الدين أن يدعوني بدعاء الانتظام في زمرة الآمنين إذا وقفوا على ما قاسيته في نظم هذا العقد الثمين من عرق الجبين وكد اليمين، فإنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين وأن يصلحوا ما فيه من القصور والتقصير، ومظان المؤاخذة والتعيير، فإن قلة بضاعتي

ص 32

لائحة، وإضاعة وقتي في الشواغل الدنيوية واضحة، مع ما أنا فيه من غربة وطن وغيبة الكتب، وضيق البال، بمفارقة الأهل والآل، إذ بعد ما ركبت غارب الاغتراب في مبادي الشباب لتحصيل الحكم، وتكميل الفيوض والنعم من وطني شوشتر المحروسة إلى المشهد الرضوية المقدسة المأنوسة، رماني زماني إلى الهند المنحوسة، فأمت تلك الشوهاء المأيوسة إلى ازدياد غمي واهتمت في عداوتي وإعداد همي، حتى ظننت أنها هي (هند) اللائكة لكبد عمي، لكن الله سبحانه ببركات محبة أهل البيت أحيى قلبي الميت، وأجرى بناني على منوال وما رميت إذ رميت، فانتصرنا للمصنف العلامة حاشرين، ووسمنا على جائرة الأشاعرة القاصرين، والناصبة الفاجرة الخاسرين، فانتقمنا من الذين أجرموا، وكان حقا علينا نصر المؤمنين، والله الناصر والمعين، وقد اتفق نظم هذه اللئالي التي وشحت عوالي المعالي سبعة أشهر من غير الليالي، لما شرحت من كثرة ملالي، وضعف القوى ونحول البدن كالشن البالي الخ. أقول: قوله (هند اللائكة لكبد عمي) إشارة إلى هند آكلة الأكباد التي لئكت كبد حمزة سيد الشهداء عم النبي صلى الله عليه وآله في غزوة أحد، ولا ريب في أن عمه صلى الله عليه وآله عم ذريته إلى يوم القيمة ومنهم المصنف قده وبالجملة من سبر وأجال البصر في مطاوي هذا الكتاب الشريف يرى أن ناسق تلك الدرر آية من آيات الله، قل ما ترى سطرا من سطوره عربا من اقتباس آية من الكتاب أو حديث من السنة أو أثر أو مثل أو شعر معروف، مضافا إلى تبحره وإحاطته بكلمات القوم في المسائل الاعتقادية والفروع الفقهية وأصولها، مع التعرض لكل شبهة من الشبهات التي خطرت ببال القوم أو أمكن أن تخطر، وتصدى لدفعها بحيث أزاح العلل وأزال الغيوم عن وجه شمس الحق بمثابة لا تبقي للناظر فيها شبهة

ص 33

ولا ارتياب، لو كان من أهل الانصاف متجنبا عن الاعتساف، غير معدود في أهل السوداء والسفسطة، وغير من سلك في من تعود لتحقير العلماء وأرباب الفضل. وإني منذ عرفت يميني عن شمالي وميزت الزين عن الشين ونأيت بجنبي عن الغين والرين لم أر مثله في الإحاطة بمجامع المقصود ولم أجد ما يشبهه من الكتب الكلامية وهاهي بين يديك فراجع الشوارق والتجريد والحادي عشر وشروحه وشرح المقاصد وشرح المواقف وبراهين النظم ومعارج الفهم وحق اليقين وشرح العلامة المصنف للتجريد وشرح القوشچى له وشرح الشيرازي له ومنهاج الكرامة وشرح الفاضل المقداد على كتاب المصنف والتسليك للمصنف وغيرها.

كلمات العلماء وأرباب الفضل في حق الكتاب:

يحكى عن العلامة أستاذ الكل الوحيد البهبهاني قده أنه كان يقول: من أراد إحكام عقيدته فليراجع الاحقاق، وفيه الكفاية عن غيره من الكتب. وينقل عن العلامة صاحب الحدائق قده ما يقرب منه. وفي كتاب عماد الإسلام للعلامة المتكلم النظار محيي ما اندرست من آثار الإمامية في الأقطار الهندية مولينا السيد دلدار علي النقوي الهندي ما محصله: إن كتاب إحقاق الحق عيبة العلم، وفيه الغنا لمن أراد الاستبصار في التشيع، ولمن رام اتباع آل الرسول في الفروع والأصول. وقال في كشف الحجب والأستار (ص 27 ط كلكته) ما لفظه: إن هذا الكتاب صنف في مدة يسيرة وأيام قليلة لا يكاد لأحد أن ينسخه فيها فضلا عن أن يصنفه، إلى آخر ما قال. ويحكى عن المحقق القمي صاحب القوانين أنه كان يقول: اعتقادي أنه لو كان

ص 34

تصدى العلامة بنفسه لرد كلمات ابن روزبهان لم يمكن له كما أمكن للقاضي الشهيد (قدره). ويحكى عن المولى محمد تقي المجلسي: أنه يلزم على كل فرد من الشيعة اقتناء نسخة من كتاب إحقاق الحق والاستفادة منه (إنتهى). وقال السيد الجزايري في كتابه مقامات النجاة على ما في الروضات في ترجمة ابن روزبهان ما هذا لفظه: وهو الذي رد على العلامة كتابه كشف الحق ونهج الصدق بأقبح رد، وسلط الله عليه الإمام المتبحر السيد نور الله التستري تغمده الله برحمته، فرد كلامه بكتاب سماه إحقاق الحق، ما رأيت أحسن من هذا الكتاب، لأن كل ما ذكر فيه من الرد على ذلك الناصبي من كتبهم وأحاديثهم، (الخ). وتحكى عن العلامة صاحب الرياض في الفقه، والعلامة الميرزا محمد مهدي الشهرستاني، والمولى المجلسي صاحب البحار: أمثال هذه الكلمات في مقام الثناء على هذا الكتاب، ثم اعلم أنه صنفت عدة كتب حول إحقاق الحق، منها على ما ذكره المحدث القمي في الفوائد الرضوية (ص 696 ط طهران) كتاب ترجمة إحقاق الحق بالفارسية للعالم الفاضل الميرزا محمد النائيني المتوفى سنة 1305 (إنتهى)، ومنها ترجمته بلسان الأردو لبعض علماء الهند ولم يتمها، ومنها تعليقة العلامة الشيخ مفيد الدين بن عبد النبي الشيرازي الأديب المشهور، ومنها تعليقة المولى محمد هادي بن عبد الحسين كما نص على ذلك في هامش الكتاب المخطوط. ومنها تلخيصه لبعض أحفاده، لم أره بل سمعته ومنها ترجمته بالفارسية لبعض علماء دولة الصفوية على ما في هامش المجلد الخامس من رياض العلماء ومنها الحاشية التي علقها السيد علاء الدولة نجل المصنف كما في هوامش بعض النسخ المخطوطة.

ص 35

هذا ما اقتضته الصروف والظروف من إجالة القلم حول هذا الكتاب المنيف، العديم النظير، وحيث آل الأمر إلى هنا ألح بعض الحضار أدام الله بركاتهم بذكر نبذ يسير من حياة مولانا آية الله العلامة (قده) وحياة السلطان المؤيد اولجايتو محمد خدا بنده، وحياة القاضي الفضل بن روزبهان، وحياة مولانا القاضي لشهيد (قده) وغيرها من الفوائد الشريفة التي ينبغي أن تذكر في هذه العجالة، فاستخرت الله في ذلك، وأجبت مسئولهم، راجيا رحمته مبتدءا بحياة مولانا العلامة (قده).

حياة مولينا آية الله على الاطلاق العلامة الحلي قده

هو الشيخ الإمام، قدوة علماء الإسلام، جمال الدين أبو منصور، الحسن بن يوسف ابن زين الدين علي بن محمد بن المطهر الحلي، المشتهر بالعلامة، كان مقداما وقدوة في جل العلوم الإسلامية، اعترف بفضله المخالف والمؤالف، وأورده أرباب التراجم من الفريقين في معاجمهم مع الثناء الجميل عليه. ميلاده: ليلة الجمعة 27 رمضان سنة 648 كما صرح بذلك نفسه في الخلاصة. وفاته: ليلة السبت 21 محرم سنة 726 بالحلة المزيدية كما وجد بخط الشيخ بهاء الدين علي العودي العاملي على هامش الخلاصة، ونقل إلى الغري الشريف، ودفن في الحجرة الواقعة على يمين الداخل إلى الحضرة الشريفة العلوية من جهة الشمال، وقبره ظاهر يزار، ويقابله قبر المحقق الأردبيلي، فأكرم بهما من بوابين لتلك القبة السامية، وجدير أن يقال: أسد الله علي المرتضى - اجتبى حبرين من نوابه - ليكونا بعد من بوابه.

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج1)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب