الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج1)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 36

كلمات العلماء في حقه: قال العلامة البحاثة راوية التراجم والسير مولينا الميرزا عبد الله أفندي قده في كتابه الوحيد (رياض العلماء) في المجلد الثاني في حرف الحاء المهملة في وصفه ما لفظه: الإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر، علامة العلماء، وفهامة الفضلاء، أستاد الدنيا، المعروف فيما بين الأصحاب، بالعلامة عند الاطلاق، الموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال، وهو ابن أخت المحقق، وكان قده آية الله لأهل الأرض، وله حقوق عظيمة على زمرة الإمامية والطائفة الشيعة الحقة الاثني عشرية، لسانا وبيانا تدريسا وتأليفا وكان جامعا لأنواع العلوم، مصنفا في أقسامها، حكيما متكلما فقيها محدثا أصوليا أديبا شاعرا ماهرا، وقد رأيت بعض أشعاره، ببلدة أردبيل، وهي تدل على جودة طبعه في أنواع النظم أيضا، وافر التصنيف، متكاثر التأليف، أخذ واستفاد عن جم غفير من علماء عصره من العامة والخاصة، وأفاد وأجاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصة والعامة، كما يظهر من إجازات علماء الفريقين، إلى آخر ما ذكره. وأورده صاحب الوسائل في أمل الأمل (الملحق في الطبع برجال الاسترآبادي ص 469 ط طهران سنة 1307) وقال في حقه: فاضل عالم، علامة العلماء، محقق مدقق، ثقة ثقة، فقيه محدث، متكلم ماهر، جليل القدر عظيم الشأن، رفيع المنزلة، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليات والنقليات، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى الخ. وقال المولى نظام الدين القرشي في نظام الأقوال في حقه: شيخ الطائفة وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، وكل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف إلى آخره.

ص37

وقال مولينا السعيد القاضي الشهيد في كتابه المجالس ما ترجمته: حامي بيضة الدين، وما حي آثار المفسدين، ناشر ناموس الهداية، وكاسر ناقوس الغواية، متمم القوانين العقلية، حاوي أساليب الفنون النقلية، محيط دائرة الدرس والفتوى مركز الشرع والتقوى، مجدد مآثر الشريعة المصطفوية، ومحدد جهات الطريقة المرتضوية الخ. وقال الجرجاني في شرح مبادي الوصول، شيخنا المعظم، إمامنا الأعظم، سيد فضلاء العصر، رئيس علماء الدهر، المبرز في فني المعقول والمنقول، المطرز للواء علمي الفروع والأصول، جمال الملة والدين سديد الإسلام والمسلمين الخ. وعن بعض تلاميذ الشهيد قده في حقه: هو فريد العصر ونادرته، له من الكتب المصنفة، في العلوم المختلفة ما لم يشتهر عن غيره لا سيما في العلوم الإلهية، فإنه قد فاق فيها الغاية، وتجاوز النهاية، وله في الفقه والتدريس كل كتاب نفيس، أكبرها التذكرة وأصغرها التبصرة. وعبر عنه شيخنا القدوة الشهيد الأول في أربعينه بقوله: الإمام الأعلم، حجة الله على الخلق، جمال الدين، الخ. وقال العلامة الآية سيدنا الأمين في أعيان الشيعة (ج 24 ص 279 ط دمشق) ما لفظه: هو العلامة على الاطلاق، الذي طار صيته في الآفاق، ولم يتفق لأحد من علماء الإمامية أن لقب بالعلامة على الاطلاق غيره، ويطلق عليه أيضا آية الله ، برع في المعقول والمنقول، وتقدم وهو في عصر الصبى على العلماء الفحول، وقال في خطبة المنتهى: إنه فرغ من تصنيفاته الحكمية والكلامية، وأخذ في تحرير الفقه من قبل أن يكمل له (26 سنة)، سبق في فقه الشريعة، وألف فيه المؤلفات المتنوعة، من مطولات ومتوسطات ومختصرات، فكانت محط أنظار العلماء من عصره

ص 38

إلى اليوم تدريسا وشرحا وتعليقا، فألف من المطولات ثلاثة كتب لا يشبه واحد منها الآخر، وهي المختلف ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وحججهم، و التذكرة ذكر فيها خلاف علماء غير الشيعة وأقوالهم واحتجاجهم، و منتهى المطلب ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين، وألف من المتوسطات كتابين لا يشبه أحدهما الآخر، وهما القواعد فكان شغل العلماء في تدريسها وشرحها من عصره إلى اليوم، وشرحت عدة شروح، و التحرير جمع فيه أربعين ألف مسألة، وألف من المختصرات ثلاثة كتب لا يشبه أحدها الآخر، وهي إرشاد الأذهان و إيضاح الأحكام أخصر منه و التبصرة لتعلم المبتدئين أخصر منهما إلى أن قال: وبرع في الحكمة العقلية حتى أنه باحث الحكماء السابقين في مؤلفاته، وأورد عليهم وحاكم بين شراح الإشارات لابن سينا، وباحث الرئيس ابن سينا وخطأه، إلى أن قال: ولما سئل النصير الطوسي بعد زيارته الحلة عما شاهده فيها قال: رأيت، خريتا ماهرا، وعالما إذا جاهد فاق، عني بالخريت المحقق الحلي، وبالعالم المترجم، وجاء المترجم في ركاب النصير من الحلة إلى بغداد، فسأله في الطريق عن اثنتي عشر مسألة من مشكلات العلوم إحديها انتقاض حدود الدلالات بعضها ببعض، ولما طلب السلطان (خدا بنده) عالما من العراق من علماء الإمامية ليسأله عن مشكل وقع فيه وقع الاخيتار عليه، وهو مما دل على تفرده في عصره في الكلام والمناظرة، فذهب وكانت له الغلبة على علماء مجلس السلطان إلى آخر ما قال. وقال العلامة البحاثة المدرس في ريحانة الأدب (ج 3 ص 106 ط طهران) في حق المترجم ما معناه: هو من العلماء الربانيين، رئيس علماء الشيعة، وقائد الفرقة المحقة، الحاوي للفروع والأصول، حامي بيضة الدين، وما حي آثار الملحدين الذي اتفق على جلالته وعظم شأنه المخالف والموافق، وهو الفائق على السابق واللاحق

ص 39

اشتهر في العلوم العقلية والنقلية في الآفاق، بحيث عرف بالعلامة على الاطلاق، تفرد في مراتب الزهد والورع والتقوى، كان فقيها أصوليا محدثا رجاليا أديبا رياضيا حكيما متكلما مفسرا ماهرا أزهد الناس وأورعهم، مكارمه في الكثرة خرجت عن الاحصاء والبنان والبيان عجزا عن تحرير مناقبه إلى آخر ما قال. وقال العلامة الرجالي السيد حسين البروجردي في نخبة المقال شعرا

وآية الله ابن يوسف الحسن * سبط مطهر فريدة الزمن

علامة الدهر جليل قدره * ولد رحمة (648) وعز (77) عمره

وقال ابن حجره العسقلاني الشافعي في الدرر الكامنة (ج 2 ص 71 ط حيدر آباد) بعد ما أورد اسمه الشريف ما لفظه: وصنف في الأصول والحكمة، وكان رأس الشيعة بالحلة واشتهرت تصانيفه، وتخرج به جماعة، وشرحه على مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن في حل ألفاظه وتقريب معانيه، وصنف في فقه الإمامية، وكان قيما بذلك داعية إليه، وله كتاب في الإمامة رد عليه فيه ابن تيمية بالكتاب المشهور المسمى بالرد على الرافضي، وقد أطنب فيه وأسهب وأجاد في الرد إلا أنه تحامل في مواضع عديدة ورد أحاديث موجودة، وإن كانت ضعيفة بأنها مختلقة، إلى أن قال: وبلغت تصانيفه مأة وعشرين مجلدة، ثم قال: وحج في أواخر عمره وتخرج به جماعة في عدة فنون الخ والعجب منه أنه زعم اسم مولينا العلامة الحسين مصغرا، وقال في آخر الترجمة: وقيل: اسمه الحسن بفتحتين. وهذا كما ترى من أبين الأغاليط وأوضح الزلات إذ كون اسمه الشريف الحسن مما صرح به نفسه في الخلاصة والإجازات وسائر تصانيفه على كثرتها، مضافا إلى اشتهاره بين علماء الإسلام بحيث لا يخفى حتى على من كان حليس البيت وأنيس الخمول، ولكنه أنصف حيث أسند التحامل إلى ابن تيمية في الرد عليه

ص 40

وفى هامش الدرر (ج 2 ص 72) ما لفظه: بخط السخاوي قال لي شيخنا تغمده الله برحمته (ابن حجر): إنه بلغه أن ابن المطهر لما حج اجتمع هو وابن تيمية وتذاكرا، وأعجب ابن تيمية كلامه فقال له: من تكون يا هذا فقال: الذي تسميه ابن المنجس فحصل بينهما أنس ومباسطة. وقال ابن حجر العسقلاني في المجلد الثاني من لسان الميزان (ص 317 ط حيدر آباد) ما لفظه: الحسين بن يوسف بن المطهر الحلي عالم الشيعة وإمامهم ومصنفهم، وكان آية في الذكاء، شرح مختصر ابن الحاجب شرحا جيدا سهل المأخذ غاية في الايضاح واشتهرت تصانيفه في حياته، وهو الذي رد عليه الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتابه المعروف بالرد على الرافضي، وكان ابن المطهر مشتهر الذكر وأحسن الأخلاق، ولما بلغه بعض كناب ابن تيمية قال: لو كان يفهم ما أقول أجبته، ومات في المحرم سنة ست وعشرين وسبع مائة عن ثمانين سنة، وكان في آخر عمره انقطع في الحلة إلى أن مات. وقال أيضا في الجزء السادس (ص 319 ط حيدر آباد) ما لفظه: يوسف بن الحسن ابن المطهر الحلي الرافضي المشهور، كان رأس الشيعة الإمامية في زمانه، وله معرفة بالعلوم العقلية، شرح مختصر ابن الحاجب الموصلي شرحا جيدا بالنسبة إلى حل ألفاظ وتوضيحه، وصنف كتابا في فضائل علي رضي الله عنه، نقضه الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتاب كبير، وقد أشار الشيخ تقي الدين السبكي إلى ذلك في أبياته المشهورة حيث قال: وابن المطهر لم يظهر خلائفه ولابن تيمية رد عليه أي الرد واستيفاء أجوبة لكنا نذكر بقية الأبيات في ما يعاب به ابن تيمية من العقيدة، طالعت الرد المذكور فوجدته كما قال السبكي في الاستيفاء، لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها ابن المطهر وإن كان معظم ذلك من الموضوعات

ص 41

والواهيات، لكنه رد في رده كثيرا من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها، لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدر، والإنسان عامد للنسيان، وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدته أحيانا إلى تنقيص علي رضي الله عنه وهذه الترجمة لا يحتمل إيضاح ذلك وإيراد أمثلته، وكان ابن المطهر مقيما، وقد بلغه تصنيف ابن تيمية، فكاتبه بأبيات يقول فيها. أقول: وقد غفل ابن حجر في ضبط اسم المترجم هنا غفل في الدرر فتارة يذكره في باب الحسين مصغرا وأخرى ذكره في المسمين بيوسف، مع أن يوسف اسم والد المترجم، فبالله عليك أيها القارئ الكريم، من كانت كلماته بهذه المثابة في الاضطراب هل يعتمد على منقولاته؟ كلا ثم كلا، وكون اسم المترجم (الحسن) مكبرا مما نص على ذلك نفسه في الخلاصة كما أسلفنا وغيره في غيره ووصفه القاضي البيضاوي في مكاتباته بكل تجليل وأثنى عليه، وأذعن بشموخ مقامه وعلو درجته وكعبة في العلوم، وناهيك في ذلك ما ذكره في كتابه إلى العلامة في مسألة من تيقن بالطهارة والحدث وشك في المتقدم منهما والمتأخر بقوله مخاطبا إياه: يا مولينا جمال الدين أدام الله فواضلك أنت إمام المجتهدين في علم الأصول الخ وصورة الكتاب موجودة في كتاب لسان الخواص للعلامة آقا رضى القزويني وقال شيخنا القدوة الثقة الحسن بن داود الحلي في رجاله بعد ذكر اسمه الشريف ما لفظه: شيخ الطائفة وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول، مولده سنة 648 توفي 726 وقال العلامة البحاثة الرجالي المولى محمد الأردبيلي في جامع الرواة (ج 1 ص 203 ط طهران) ما لفظه: محامده أكثر من أن تحصى وأشهر من أن يخفى. وقد ذكره المولى الجليل الرجالي النقاد الميرزا محمد الاسترآبادي في كتاب تلخيص

ص 42

الأقوال المشهور بالرجال الوسيط (المخطوط) وأثنى عليه بما نقلناه عن جامع الرواة وقال العلامة النقاد في الرجال الشيخ أو علي الحائري في كتاب منتهى المقال (ص 105 ط طهران) بعد ذكر اسمه الشريف ما لفظه: أقول: كان اللازم بالميرزا ره أن يذكر في مثل هذا الكتاب البسيط والجامع المحيط أكثر من هذا المدح والوصف لهذا البحر القمقام والحبر العلام بل الأسد الضرغام، إلا أن اللسان في تعداد مدائحه كال قصير، وكل إطناب في ذكر فضائله حقير، ولذا قال السيد مصطفى: يخطر ببالي أن لا أصفه، إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده، وأن كل ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه الخ . وقال فقيه الشيعة الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق في كتاب لؤلؤة البحرين ما هذا لفظه: وكان هذا الشيخ وحيد عصره وفريد دهره الذي لم تكتحل حدقة الزمان له بمثيل ولا نظير، كما لا يخفى على من أحاط خبرا بما بلغ إليه من عظم الشأن في هذه الطائفة ولا ينبئك مثل خبير، إلى أن قال: ومن لطائفه أنه ناظر أهل الخلاف في مجلس السلطان محمد خدا بنده أنار الله برهانه وبعد إتمام المناظرة وبيان حقيقة مذهب الإمامية الاثني عشرية خطب الشيخ قده خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة على رسوله والأئمة عليهم السلام، فلما استمع ذلك السيد الموصلي الذي كان من جملة المنكوبين بالمناظرة، قال ما الدليل على جواز توجيه الصلاة على غير الأنبياء، فقرء الشيخ في جوابه بلا انقطاع الكلام: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة فقال الموصلي على طريق المكابرة: ما المصيبة التي أصابت إليهم حتى أنهم يستوجبون بها الصلاة؟ فقال الشيخ قده : من أشنع المصائب وأشدها أن حصل من ذراريهم مثلك الذي يرجح المنافقين الجهال المستوجبين اللعنة والنكال على آل

ص 43

رسول الملك المتعال، فاستضحك الحاضرون وتعجبوا من بداهة آية الله في العالمين، وقد أنشد بعض الشعراء:

إذ العلوي تابع ناصبيا * بمذهبه فما هو من أبيه

وكان الكلب خيرا منه حقا * لأن الكلب طبع أبيه فيه

أقول: وفي هذه المناظرة المشار إليها صنف كتاب كشف الحق ونهج الصدق ثم نقل كلام القاضي في الاحقاق، إلى أن قال: لو لم يكن له (قده) إلا هذه المنقبة (تشيع السلطان وأتباعه ببركته) لفاق بها على جميع العلماء فخرا، وعلا بها ذكرا، ومناقبه لا تعد ولا تحصى، ومآثره لا يدخلها الحصر والاستقصاء، وبالجملة فإنه بحر العلوم الذي لا يوجد له ساحل، وكعبة الفضائل التي تطوى إليها المراحل إلى آخر ما قال. وقال المولى الجليل الرجالي الشيخ عبد النبي بن علي الكاظمي (قده) في كتاب الرجال الذي هو تعليقة على نقد الرجال للتفرشي ما لفظه: الحسن بن يوسف بن المطهر، هذا الرجل اتفق علماء الإسلام على وفور علمه في جميع الفنون وسرعة التصنيف، وبالغوا فيه وفي وثاقته (الخ). وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع الحارثي الشامي العاملي في رجاله ما هذا لفظه: أبو منصور الفاضل العلامة الحلي مولدا ومسكنا، محامده أكثر من أن تحصى، ومناقبه أشهر من أن تخفى، عاش حميدا ومات سعيدا وكتبه اشتهرت في الآفاق. وقال العلامة السماهيجي البحراني في إجازته الكبيرة على ما نقله العلامة الأستاذ المامقاني في رجاله (ج 1 ص 314 ط نجف) ما لفظه: إن هذا الشيخ (ره) بلغ في الاشتهار بين الطائفة بل العامة شهرة الشمس في رايعة النهار، وكان فقيها

ص 44

متكلما حكيما منطقيا هندسيا رياضيا، جامعا لجميع الفنون، متبحرا في كل العلوم من المعقول والمنقول، ثقة، إماما في الفقه والأصول، وقد ملأ الآفاق بتصنيفه، وعطر الأكوان بتآليفه ومصنفاته الخ. إلى أن قال: وبالجملة فالرجل لا ينكر فضله الغزير ولا يخفى حاله على الصغير والكبير إلى آخر ما قال، ونقل الشيخ عبد النبي الكاظمي المتقدم ذكره هذه العبارة من السماهيجي أيضا. وقال مولينا العلامة السيد مهدي بحر العلوم في حق المترجم ما لفظه: علامة العالم وفخر نوع بني آدم، أعظم العلماء شأنا وأعلاهم برهانا، سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل، جمع من العلوم ما تفرق في جميع الناس، وأحاط من الفنون ما لا يحيط به القياس، مروج المذهب والشريعة في المأة السابعة، ورئيس علماء الشيعة من غير مدافعة، صنف في كل علم كتبا، وآتاه الله من كل شيئ سببا. وقال أيضا بعد كلام له في جلالة المترجم وتقدمه في دولة السلطان المؤيد شاه خدا بنده محمد، وكثرة تآليفه وتصانيفه وعباداته وزياراته ورعاية حقوق إخوانه ومناظراته مع المخالفين وغيرها من الشواغل المشاغل، ما لفظه: إنه مع ذلك كان شديد التورع، كثير التواضع، خصوصا مع الذرية الطاهرة النبوية، والعصابة العلوية، كما يظهر من المسائل المدنية وغيرها. وقد سمعت من مشايخنا رضوان الله عليهم أنه كان يقضي صلاته إذا تبدل رأيه في بعض ما يتعلق بها من المسائل حذرا من احتمال التقصير في الاجتهاد، وهذا غاية الاحتياط ومنتهى الورع والسداد وليت شعري كيف كان يجمع بين هذه الأشياء التي لا يتيسر القيام ببعضها لأقوى العلماء والعباد، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وفي مثله يصح قول القائل: (ليس من الله بمستبعد * أن يجمع العالم في واحد) انتهى.

ص 45

وقال مولينا واستاذنا الآية الباهرة في جل العلوم، الحاج الشيخ عبد الله المامقاني النجفي قده ووفقني الله تعالى لأداء يسير من كثير حقه على علما وتربية وإحسانا في كتاب تنقيح المقال في أحوال الرجال (ج 1 ص 314 ط نجف) بعد ذكر اسمه الشريف ما لفظه: وضوح حاله وقصور كل ما يذكر عن أداء حقه وبيان حقيقته، وإن كان يقضى بالسكوت عنه كما فعل الفاضل التفرشي حيث قال يخطر ببالي أن لا أصفه، إذ لا يسع كتابي هذا علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده إنتهى ، لكن حيث إن ما لا يدرك كله لا يترك كله، والمسك كلما كررته يتضوع، لا بد من بيان شطر من ترجمته، فنقل كلمات بحر العلوم والسماهيجي، والخلاصة، وأمل الأمل وغيرها. وقال العلامة الفقيه الشيخ أسد الله التستري الكاظمي في كتاب المقابيس (ص 17 ط تبريز) ما لفظه: الشيخ الأجل الأعظم بحر العلوم والفضائل والحكم، حافظ ناموس الهداية، كاسر ناقوس الغواية، حامي بيضة الدين، ماحي آثار المفسدين، الذي هو بين علمائنا الأصفياء كالبدر بين النجوم، وعلى المعاندين الأشقياء أشد من عذاب السموم، وأحد من الصارم المسموم، صاحب المقامات الفاخرة، والكرامات الباهرة والعبارات الزاهرة، والسعادات الظاهرة، لسان الفقهاء والمتكلمين، والمحدثين والمفسرين، ترجمان الحكماء والعارفين، والسالكين المتبحرين الناطقين، مشكاة الحق المبين، الكاشف عن أسرار الدين المتين، آية الله التامة العامة، وحجة الخاصة على العامة، علامة المشارق والمغارب، وشمس سماء المفاخر والمناقب والمكارم والمآرب، الخ. وقال المحقق الكركي في إجازته للشيخ علي الميسي ما لفظه في حق المترجم: الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، مفتي الفرق، بحر العلوم، أوحد الدهر، شيخ الشيعة بلا مدافع، الخ،

ص 46

وقال في إجازته للمولى حسين الاستراباذي: الإمام السعيد، أستاذ الكل في الكل شيخ العلماء الراسخين، سلطان الفضلاء المحققين، الخ، وقال في إجازته للشيخ شمس الدين محمد الحر ما لفظه: الشيخ الإمام، والبحر القمقام، أستاد الخلائق، ومستخرج الدقائق، الخ. إلى غير ذلك من كلمات الأعاظم والفطاحل من الفقهاء ومؤلفي معاجم التراجم في حق هذا المولى الجليل الذي عقمت أشكال الدهر أن تنتج مثله، وما نقلناه نقير من كثير، وقطرة من بحر تيار، اكتفينا بها رمزا إلى علو مكانه وعظم خطره بين الفريقين حتى يتبين أن الرجل الناصب الفضل بن روزبهان كيف ظلم في حق هذا الإمام الهمام، العلامة في علوم الإسلام، وأساء الأدب بالنسبة إلى ساحة قدسه، وتفوه بكليمات الأوباش وسفلة الناس في مضمار المسائل العلمية أخذه الله تعالى بحقه يوم لا حكم إلا حكمه، وهل ظلم فوق هتك المؤمن وسبابه والوقيعة فيه والبهت عليه؟ عصمنا الله وجميع المسلمين من ذلك وطهر ألسنتنا وأقلامنا من تلك الدناسة، ومما يؤسف عليه أن بعض المعاصرين سلك في أخريات عمره تلك الطريقة الشوهاء وأعمل أغراضه الشخصية، وعدم نيله بمشتهياته النفسانية الجاهية والمادية في آثاره القلمية وأزال الاعتماد عن منقولاته ومن العجب أنه أطرى في الثناء والتبجيل والتوثيق في حق بعض الشبان المزنرين الموظفين ومن لا يعد في عداد المشتغلين فكيف فيما فوقهم، ومن هو متهم في عقيدته حسب ما تنقله الثقات، وكذا أثنى ووصف بالجميل بعض الكتاب المشهورين بفساد الآراء والأفعال وحضوره في نوادي النساء السافرات المتبرجات الكاسيات العاريات وأزرى في مقادير رجال العلم وخدمة المذهب ومن صرفوا الأعمار في ترويج الشريعة الغراء. فبالله عليك، وهل وثوق بعد بكلمات هذا الرجل الذي نقلنا شر ذمة من صنيعه في

ص 47

الازراء بأهل الفضل والورع والثناء على من أومأنا إلى حاله، حاشا ثم حاشا، لا قيمة لتلفيقات من هذا حاله، إن أسعفت مأموله أكرمك، وإن لم تجب دعوته لمعاذير شرعية وعرفية شمر الذيل في حطك والوقيعة فيك وهتك عرضك، فإذن لا عصمة بينك وبينه وانقطعت الأخوة فكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى فإنه نعم الحكم الفصل إن ربك لبالمرصاد. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فإنه جل شأنه لا يسامح بكسر كسير.

مشايخه في العلم والرواية:

 1 - والده العلامة الشيخ سديد الدين أبو يعقوب يوسف بن زين الدين علي بن المطهر الحلي قرء عليه في العلوم الآلية والفقه والأصول والحديث، ويروي عنه بأكثر أنواع تحمل الحديث كما يظهر من إجازاته. 2 - خاله المحقق الحلي مولينا الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد الهذلي المتوفى سنة 676 صاحب الكتب الشهيرة كالشرايع والمعتبر والمعارج والمبادئ وغيرها من النفائس، أخذ المترجم عنه الفقه والأصول وروى الحديث. 3 - فيلسوف الشيعة بل الإسلام، أستاذ العقلاء، برهان المتكلمين والحكماء، القدوة في الفلسفة والرياضيات، والميزان والفلكيات، مولينا المحقق الطوسي الخواجه نصير الدين محمد الجهرودي الوشاري الأصل، صاحب التآليف والتصانيف المنيفة، كالتجريد والفصول وشرح الإشارات وأوصاف الأشراف وآغاز وانجام وغيرها المتوفى سنة 672، أخذ المترجم عنه العلوم العقلية والرياضية، ويروي الحديث أيضا. 4 - الفيلسوف المتأله المتبحر الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني شارح نهج البلاغة المتوفى سنة 679 قرء عليه العقليات وروى عنه الحديث.

ص 48

5 - العلامة الفقيه الرجالي، أبو الفضائل السيد جمال الدين أحمد بن طاوس الحسني صاحب كتابي البشرى، والملاذ، ورسالة عين العبرة في غبن العترة أخذ عنه الفقه وروى عنه. 6 - أخوه جمال الزاهدين، وقدوة الناسكين، السيد رضي الدين علي بن طاوس الحسني صاحب كتاب الاقبال وغيره المتوفى سنة 664 يروي عنه الحديث. 7 - العلامة السيد أحمد العريضي الصادقي، يروي عنه الحديث. 8 - الشيخ نجيب الدين يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي المتوفى سنة 690 ابن عم المحقق ومصنف كتابي الجامع والأشباه والنظائر الفقهية، أخذ عنه الفقه وروى الحديث. 9 - الشيخ نجيب الدين محمد بن نماء الحلي المتوفى سنة 645 روى عنه الحديث. 10 - الشيخ مفيد الدين، محمد بن علي بن الجهم الحلي الأسدي، روى عنه الحديث. 11 - الشيخ كمال الدين حسن بن علي بن سليمان البحراني، روى عنه الحديث. 12 - الشيخ محمد بن محمد بن أحمد الكيشي ابن أخت العلامة الشيرازي، أخذ وروى عنه صحاحهم. 13 - الشيخ نجم الدين عمر بن علي الكاتبي القزويني الشافعي صاحب كتاب الشمسية في المنطق، أخذ وروى عنه صحاحهم. 14 - الشيخ جمال الدين حسين بن أبان النحوي، أخذ وروى عنه. 15 - الشيخ برهان الدين النسفي، أخذ وروى عنه صحاحهم. 16 - الشيخ عز الدين الفاروقي الواسطي أخذ وروى عنه صحاحهم. 17 - الشيخ تقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي الصباغ الحنفي الكرخي، أخذ وروى عنه صحاحهم.

ص 49

18 - السيد شمس الدين عبد الله البخاري، روى عنه صحاحهم. 19 - الشيخ جمال الدين محمد البلخي، روى عنه صحاحهم. 20 - السيد العلامة النسابة عبد الكريم بن طاوس الحسني المتوفى 693 أخذ وروى عنه أحاديثنا إلى غير ذلك من أعلام الفريقين.

تلاميذه في الدراية والرواية:

 1 - ولده فخر الإسلام الشيخ محمد بن الحسن الحلي، قرء على والده في جل العلوم وروى عنه الحديث. 2 - المحقق المتبحر الشيخ قطب الدين الرازي البويهي، شارح الشمسية والمطالع قرء عليه وروى عنه بالإجازة وتاريخها سنة 713. 3 - ابن أخت المترجم المحقق السيد عميد الدين عبد المطلب الحسيني الأعرجي الحلي، قرء عليه وروى عنه. 4 - ابن أخته الآخر المحقق السيد ضياء الدين عبد الله، أخو عميد الدين المذكور، قرء عليه وروى عنه. 5 - السيد النسابة المحقق المؤرخ الثقة، تاج الدين محمد بن القاسم بن معية الحسني الحلي أستاذ صاحب عمدة الطالب وشيخه. 6 - السيد أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن زهرة الصادقي الحلبي، أخذ وروى عنه بالإجازة وتاريخها سنة 723. 7 - الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطاربادي، أخذ وروى عنه. 8 - السيد محمد بن علي الجرجاني، شارح المبادي في الأصول، أخذ عنه وقرء عليه. 9 - الشيخ رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد المزيدي الحلي، قرء عليه وروى عنه.

ص 50

10 - الشيخ تقي الدين إبراهيم بن الحسين بن علي العاملي، روى عنه. 11 - السيد تاج الدين حسن السرابشنوى، قرء عليه وروى عنه. 12 - السيد النسابة مهنا بن سنان الحسيني الأعرجي المدني، روى عنه بالإجازة التي نقلها العلامة المجلسي ره في آخر البحار. 13 - المولى زين الدين علي السروي الطبرسي، رأيت إجازة له من المترجم على ظهر القواعد في الفقه. 14 - السيد جمال الدين الحسيني المرعشي الطبرسي الآملي، رأيت إجازة من المترجم في حقه، وقد قرء عليه الفقيه. 15 - الشيخ أبو الحسن محمد الاسترآباذي رأيت إجازة من المترجم بخطه على ظهر القواعد، 16 - المولى زين الدين النيسابوري، رأيت إجازة المترجم له بخطه على ظهر جوهر النضيد في شرح منطق التجريد. 17 - السيد شمس الدين محمد الحلي، روى عنه وقرء عليه. 18 - المولى تاج الدين محمود، ابن المولى زين الدين محمد بن عبد الواحد الرازي وصورة إجازة المترجم له مذكورة في مجلد الإجازات من البحار تاريخها سنة 709 ببلدة سلطانية. إلى غير ذلك من أعلام الفريقين الذين أخذوا عنه واستفادوا من قدسي أنفاسه، ورووا مروياته ومسموعاته ومقرؤاته وكتاباته بلا واسطة، وأما مع الواسطة فلا تحصى عدتهم كثرة، ومما يعجبني ذكره أن فارس الشدياق نقل في كتابه الجاسوس على القاموس إجازة من فخر المحققين ابن مولينا العلامة لصاحب القاموس وفيها إجازته لرواية مروياته عن والده صاحب الترجمة وتركنا سرد أسمائهم خوفا من إطالة الكلام وإيراث السأمة للناظرين الكرام.

ص 51

مؤلفاته ومصنفاته:

ذكر هو قده أسماء عدة منها في كتابه (خلاصة الرجال) ونقل مولينا العلامة الزاهد الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي في مادة علم عن بعض الأفاضل: أنه وجد بخطه خمسمأة مجلد من مصنفاته غير خط غيره من تصانيفه. وعن بعض شراح التجريد: أن للعلامة نحوا من ألف مصنف. وقال صاحب الحدائق في اللؤلؤة قيل: وزعت تصانيف العلامة على أيام عمره من ولادته إلى موته، فكان قسط كل يوم كراسا، مع ما كان عليه من الاشتغال بالافادة والاستفادة والتدريس والأسفار، والحضور عند الملوك والمناظرات مع الجمهور، والقيام بوظائف العبادة والمراسم العرفية، ونحو ذلك من الأشغال. وهذا هو العجب العجاب، الذي لا شك فيه ولا ارتياب إلى غير ذلك من كلمات الأصحاب إنتهى . أقول: ورأيت عدة تعاليق منه قده على هوامش الكتب العلمية غير تآليفه وتصانيفه المعروفة المذكورة في كتب التراجم. ونحن نقتفي أثر مولينا العلامة الأمين في أعيان الشيعة وننقل أسماء كتب المترجم على نمط اختاره في سردها.

كتبه في الفقه:

 1 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب ذكر فيه خلاف علمائنا خاصة ومستند كل قائل مع الترجيح لما صار إليه، وقد طبع ببلدة تبريز. 2 - تذكرة الفقهاء ذكر فيه خلاف علماء الإسلام في كل مسألة مع تأييد قول الشيعة، خرج منه إلى النكاح أربعة عشرة جزءا طبع. 3 - إرشاد الأذهان إلى أحكام الايمان، طبع. 4 - تحرير الفتاوى والأحكام، طبع.

ص 52

5 - تلخيص المرام في معرفة الأحكام. 6 - غاية الأحكام في تنقيح تلخيص المرام، 7 - تسليك الأفهام في معرفة الأحكام. 8 - تسبيل الأذهان إلى معرفة أحكام الايمان. 9 - قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام طبع مرتين. 10 - تهذيب النفس في معرفة المذاهب الخمس. 11 - تنقيح قواعد الدين المأخودة عن آل يس. 12 - المعتمد في فقه الشريعة. 13 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، طبع. 14 - تبصرة المتعلمين في أحكام الدين، طبع مرات بايران وغيرها وعليها شروح وتعاليق. 15 - مدارك الأفهام، خرج منه الطهارة والصلاة. 16 - المنهاج في مناسك الحاج. 17 - رسالة في واجبات الوضوء والصلاة ألفها باسم الوزير (ترمتاش أو طرمتاش) 18 - رسالة في نية الصلاة. 19 - تعليقة على خلاف الشيخ. 20 - تعليقة على المعتبر للمحقق رأيتها بخط بعض تلاميذه.

كتبه في أصول الفقه:

 1 - غاية الوصول في شرح مختصر الأصول. 2 - مبادئ الوصول إلى علم الأصول. 3 - النكت البديعة في تحرير الذريعة، أي ذريعة سيدنا المرتضى علم الهدى.

ص 53

4 - نهج الوصول إلى علم الأصول. 5 - نهاية الوصول إلى علم الأصول. 6 - منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول. 7 - تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول. 8 - تعليقة على عدة الشيخ في الأصول. 9 - تعليقة على المعارج لشيخه المحقق رأيتها بخطه.

كتبه في الكلام وأصول الدين والاحتجاج والجدل والمناظرة

 1 - معارج الفهم في شرح النظم أي نظم البراهين، والنسخة عندنا بخط بعض الأعلام من القدماء. 2 - نظم البراهين في أصول الدين متن المعارج المذكور. 3 - الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة. قال سيدنا الأمين قده في كتاب أعيان الشيعة: إن عليه شروحا منها شرح المتأله السبزواري. 4 - نهاية المرام في علم الكلام. 5 - كشف الفوائد في شرح قواعد العقايد. طبع. 6 - تسليك النفس إلى حظيرة القدس، ويقال: إنه تحت الطبع. 7 - مناهج اليقين أو منهاج اليقين. 8 - أنوار الملكوت في شرح الياقوت لإبراهيم النوبختي في الكلام وحدثي بعض الأفاضل أنه تحت الطبع على نفقة الكلية بطهران. 9 - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد طبع مرات بالهند وإيران. 10 - نهج المسترشدين في أصول الدين طبع مرات.

ص 54

1 1 - مقصد الواصلين في معرفة أصول الدين. 12 - منهاج الهداية ومعراج الدراية. 13 - كشف الحق ونهج الصدق الذي صنفه باستدعاء السلطان المؤيد الجايتو محمد شاه خدا بنده المغولي، كما صرح به في خطبته، وهو الذي رد عليه الفضل بن روزبهان ورد على الفضل مولينا السيد السعيد القاضي الشهيد في كتابه إحقاق الحق وهاهو بين يديك. 14 - الهادي في العقايد. 15 - واجب الاعتقاد في الأصول والفروع. 16 - تحصيل السداد في شرح واجب الاعتقاد. 17 - منهاج الكرامة الذي صنفه باسم السلطان المؤيد الجايتو محمد، وهو الذي رد عليه ابن تيمية بكتاب سماه منهاج السنة وحرى بأن يسمى بمنهاج النوم والسنة ورد عليه مولينا مروج الشرع الشريف المجاهد الغازي ببنانه وبيانه آية الله السيد محمد مهدي القزويني نزيل بلدة (كويت) ومن مشايخنا في الرواية وسمى كتابه منهج الشريعة جزاه الله عن الإسلام خيرا، وحشره مع أجداده الطاهرين وقد طبعت هذه الكتب الثلاثة. 18 - كتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين تصدى فيه لذكر ألف دليل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، وألف دليل على إبطال شبه المخالفين، ولكن الأسف أن عمره لم يف بذكر تمام الألفين، بل ذكر الألف الأول تماما ولم يذكر من الألف الثاني إلا اليسير، وطبع مرات. 19 - الرسالة السعدية في الكلام، صنفها باسم الخواجه سعد الدين الساوجي وزير السلطان الجايتو محمد، طبعت في طي مجموعة بطهران. 20 - منهاج السلامة إلى معراج الكرامة. 21 - رسالة في تحقيق معنى الايمان.

ص 55

22 - كتاب إيضاح مخالفة أهل السنة للكتاب والسنة. 23 - رسالة في خلق الأعمال. 24 - كتاب في التناسب بين الأشعرية والفرق السوفسطائية. 25 - الباب الحادي عشر في أصول الدين، ألحقه بمختصر مصباح المتهجد لشيخ الطائفة طبع مرات، وعليها شروح بألسنة مختلفة. 26 - أربعون مسألة في أصول الدين. 27 - تعليقة على شرحه على التجريد. 28 - استقصاء النظر في القضاء والقدر صنفه بالتماس السلطان الجايتو محمد وطبع بالنجف الأشرف. إلى غير ذلك من الآثار الخالدة.

كتبه في الفلسفة والمنطق:

 1 - القواعد والمقاصد في المنطق الطبيعي والإلهي. 2 - الأسرار الخفية في العلوم العقلية. 3 - المقاومات، قال في الخلاصة: باحثنا فيه الحكماء السابقين وهو يتم مع تمام عمرنا. 4 - حل المشكلات من كتاب التلويحات. 5 - إيضاح التلبيس من كلام الشيخ الرئيس باحث فيه الرئيس ابن سينا. 6 - إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد. 7 - لب الحكمة. 8 - إيضاح المعضلات من شرح الإشارات. 9 - شرح حكمة الاشراق. 10 - نهج العرفان في علم الميزان في المنطق. 11 - تحرير الأبحاث في معرفة العلوم الثلاث (المنطق - الطبيعي - الإلهي).

ص 56

1 2 - كاشف الأستار في شرح كشف الأسرار. 13 - الدر المكنون في علم القانون (أي المنطق). 14 - مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق ورأينا منه نسخة على ظهرها إجازة من المصنف في حق الشيخ شمس الدين الآوي بخطه وقد أثبتنا صورته الفوتوغرافية، لتكون نموذجا من خطه الشريف فليراجع. 15 - كشف الخفاء من كتاب الشفاء في الحكمة لابن سينا. 16 - القواعد الجلية في شرح رسالة الشمسية في المنطق. 17 - الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد، وقد طبع. 18 - بسط الإشارات في شرح إشارات ابن سينا. 19 - محصل الملخص. 20 - الإشارات إلى معاني الإشارات. 21 - النور المشرق في علم المنطق. 22 - التعليم الثاني العام. 23 - كشف المشكلات في كتاب التلويحات، ويظن أنه بعينه حل المشكلات الذي مر ذكره. 24 - التعليقة على كتاب أوائل المقالات لمولينا الشيخ المفيد. إلى غير ذلك.

كتبه في التفسير:

 1 - نهج الايمان في تفسير القرآن لخص فيه التبيان والكشاف وغيرهما. 2 - القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. وغيرهما.

كتبه في الحديث:

 1 - استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار كما في الخلاصة، أورد فيه كل حديث

ص 57

وصل إليه، وبحث في كل واحد عن صحة السند أو عدمها، وكون متنه محكما أو متشابها، وما اشتمل المتن عليها من المباحث الأصولية والأدبية، وما يستنبط من المتن من الأحكام الشرعية وغيرها، وهو كتاب لم يعمل مثله، قال مولينا الآية الباهرة السيد الأمين في الأعيان: إنه أشار نفسه في كتاب المختلف في مسألة سؤر ما يؤكل لحمه إلى أنه في غاية البسط. 2. النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح. 3 - الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان. 4 - جامع الأخبار أو مجامع الأخبار. 5 - مصابيح الأنوار، ذكر فيه كل أحاديث علمائنا وجعل كل حديث يتعلق بفن في بابه ورتب كل فن على أبواب، ابتدأ فيه بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله، ثم من بعد بما روى عن علي عليه السلام، وهكذا. 6 - خلاصة الأخبار وهو كتاب صغير وعندنا نسخة، كتب بعض العلماء على ظهرها أنه بعينه خلاصة الأخبار من تآليف مولينا العلامة.

كتبه في الرجال:

 1 - كشف المقال في معرفة الرجال، وهو الكتاب الكبير الذي يحيل إليه في الخلاصة كثيرا، ومن الأسف أنه لا أثر لهذا الكتاب في هذا العصر بل وقبله. 2 - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال طبع مرات، وعليه شروح وتعاليق بعضها عندنا. وقد ترجمه المولى محمد باقر بن محمد حسين التبريزي بالفارسية وأتمه في سنة 1129 وعندنا منه نسخة. ولشيخنا العلامة السعيد الشهيد الثاني تعليقة نفيسة عليه استكتبناها من نسخة قديمة زمن إقامتنا في الغري الشريف والتجائنا بتلك العتبة السامية 3 - تلخيص فهرست الشيخ. 4 - إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة، وقد رتبها وهذبها العلامة المولى محمد علم الهدى

ص 58

نجل العلامة المحدث الفيض الكاشاني صاحب الوافي، وسماه نضد الايضاح، وعندنا نسخة نفيسة منه يظن كونها بخط المؤلف، من على بها الأستاذ الفيلسوف المتأله الميرزا علي أكبر اليزدي المشتهر بالحكيم نزيل بلدة قم ومدرس الفلسفة بها، ثم الايضاح للعلامة قد طبع وكذا النضد طبع بالهند منضما.

كتبه في النحو:

 1 - بسط الكافية في تلخيص شرح الكافية. 2 - المقاصد الوافية بفوائد القانون والكافية. 3 - المطالب العلية في علم العربية. 4 - كشف المكنون من كتاب القانون وهو اختصار شرح الجزولية في النحو. وغيرها.

كتبه في الأدعية:

 1 - الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمة الطاهرة. 2 - منهاج الصلاح في اختصار المصباح (أي مصباح الشيخ).

كتب الفضائل:

 1 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. 2 - جواهر المطالب في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

كتبه في الفنون المتنوعة:

 1 - تلخيص شرح نهج البلاغة لشيخه ميثم البحراني. 2 - رسالة في شرح الكلمات الخمس لأمير المؤمنين عليه السلام في جواب صاحبه كميل ابن زياد النخعي وقد طبعت في ضمن مجموعة بطهران.

ص 59

3 - كتاب في الإجازات. وغيرها من الآثار.

أجوبة المسائل:

 1 - أجوبة مسائل السيد مهنا بن سنان الحسيني المدني الأولى وطبعت. 2 - أجوبة مسائله الثانية. 3 - رسالة مختصرة في جواب سؤال السلطان المؤيد محمد خدا بنده عن حكمة النسخ في الأحكام الشرعية 4 - رسالة في جواب سؤالين سئل عنهما الخواجه رشيد الدين فضل الله الطبيب الهمداني وزير غازان خان. وغيرها

إجازاته لتلاميذه ومعاصريه:

1 - فقد مرت أسماء عدة في تعداد تلاميذه فليراجع.

آثاره الخالدة:

 كان قده هو السبب القريب لتشيع السلطان المؤيد اولجايتو محمد خدا بنده، وذلك بعد مناظرته بمحضر الملك المذكور مع علماء المذاهب وغلبته عليهم بحيث صار واضحا لدى كل من حضر، فلو لم يكن له إلا هذه الخدمة لكفى، كيف؟! وقد ملأت الطروس والصحائف مناقبه الجمة وفضائله وملكاته العلمية والعملية، بحيث أذعن به المخالف والمؤالف، ومنهم الكاتبي القزويني ونظام الدين المراغي كما نقل عنهما.

كيفية استبصار اولجايتو بسببه

نقل سيدنا العلامة الأمين في الأعيان (ج 24 ص 291) عن المولى العلامة

ص 60

التقي المجلسي في شرح الفقيه بما هذا لفظه: أن السلطان اولجايتو محمد المغولي الملقب (بشاه خدا بنده) غضب على إحدى زوجاته، فقال لها أنت طالق ثلاثا، ثم ندم فسأل العلماء، فقالوا: لا بد من المحلل، فقال: لكم في كل مسألة أقوال فهل يوجد هنا اختلاف فقالوا: لا، فقال أحد وزرائه: في الحلة عالم يفتي ببطلان هذا الطلاق، فقال العلماء: إن مذهبه باطل، ولا عقل له ولا لأصحابه، ولا يليق بالملك أن يبعث إلى مثله، فقال الملك: أمهلوا حتى يحضر ونرى كلامه، فبعث فأحضر العلامة الحلي، فلما حضر جمع له الملك جميع علماء المذاهب فلما دخل على الملك أخذ نعله بيده ودخل وسلم وجلس إلى جانب الملك، فقالوا للملك: ألم نقل لك إنهم ضعفاء العقول فقال: اسألوه عن كل ما فعل، فقالوا لماذا لم تخضع للملك بهيئة الركوع، فقال: لأن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن يركع له أحد، وكان يسلم عليه، وقال الله تعالى (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة) ولا يجوز الركوع والسجود لغير الله قالوا: فلم جلست بجنب الملك، قال: لأنه لم يكن مكان خال غيره، قالوا: فلم أخذت نعليك بيدك وهو مناف للأدب، قال: خفت أن يسرقه بعض أهل المذاهب كما سرقوا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالوا إن أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، بل ولدوا بعد المأة فما فوق من وفاته صلى الله عليه وآله كل هذا، والترجمان يترجم للملك كما يقوله العلامة، فقال للملك قد سمعت اعترافهم هذا، فمن أين حصروا الاجتهاد فيهم ولم يجوزوا الأخذ من غيرهم ولو فرض أنه أعلم، فقال الملك: ألم يكن أحد من أصحاب المذاهب في زمن النبي صلى الله عليه وآله ولا الصحابة، قالوا: لا، قال العلامة: ونحن نأخذ مذهبنا عن علي ابن أبي طالب نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وأخيه وابن عمه ووصيه وعن أولاده من بعده فسأله عن الطلاق، فقال: باطل، لعدم الشهود العدول وجرى البحث بينه وبين العلماء حتى

ص 61

ألزمهم جميعا، فتشيع الملك وخطب بأسماء الأئمة الاثني عشر في جميع بلاده وأمر فضربت السكة بأسمائهم وأمر بكتابتها على المساجد والمشاهد، قال المجلسي: والموجود باصبهان في الجامع القديم في ثلاثة مواضع بتاريخ ذلك الزمان وفي معبد (بيرمكران لنجان) ومعبد (الشيخ نور الدين النطنزي) من العرفاء وعلى منارة دار السيادة التي أتمها السلطان المذكور بعد ما ابتدأ بها أخوه غازان كله من هذا القبيل، (وكان) من جملة القائمين بمناظرته الشيخ نظام الدين عبد الملك المراغي أفضل علماء الشافعية فغلبه العلامة، واعترف المراغي بفضله كما عن تاريخ الحافظ (آبرو) من علماء السنة وغيره الخ، ولأجل هذا السلطان صنف العلامة كتابي كشف اليقين ومنهاج الكرامة، وحكى هذه القصة صاحب مجالس المؤمنين عن تاريخ الحافظ (آبرو) وغيره، وآبرو لفظ فارسي ترجمته بالعربية (ماء الوجه) قال: حيث وقع في نفس اولجايتو محمد خدا بنده اتباع مذهب الإمامية أمر بإحضار علمائهم، فلما حضر العلامة وغيره من علماء هذه الطائفة تقرر أن يحضر من قبل علماء السنة الخواجه نظام الدين عبد الملك المراغي الذي هو أفضل علماء الشافعية بل أفضل علماء السنة مطلقا فحضر وتناظر مع العلامة في الإمامة، فأثبت العلامة مدعاه بالبراهين والأدلة القاطعة، وظهر ذلك للحاضرين بحيث لم يبق موضع للشك، فقال الخواجة نظام الدين عبد الملك قوة هذه الأدلة في غاية الظهور أمان إن السلف حيث سلكوا طريقا والخلف لأجل الجام العوام ودفع تفرقة الإسلام أسبلوا السكوت عن زلل أولئك ومن المناسب عدم هتك ذلك الستر اه‍، قال صاحب المجالس: إن الحافظ آبرو نظرا لتعصبه لم يشأ أن يصرح بعجز الخواجه عبد الملك عن الجواب بل قال: وقعت مناظرات كثيرة بين الشيخ جمال الدين ومولانا نظام الدين عبد الملك فاحترمه مولانا عبد الملك احتراما عظيما وبالغ في تعظيمه (إنتهى كلامه)

ص 62

ثم إن الملك الفاضل المؤيد اولجايتو محمد استدعى من حضرته تصنيف كتب في أصول الشيعة وفروعها، فصنف باستدعائه نهج الحق وكشف الصدق ومنهاج الكرامة وغيرهما.

أعقابه:

خلف عدة أولاد ذكورا وإناثا أرباب الفضل ورباته، أشهرهم وأجلهم الشيخ الإمام الهمام القدوة فخر الإسلام محمد صاحب كتاب الايضاح في شرح القواعد المتوفى سنة 771.

من خدماته العلمية:

ثم إنه قده من على من بعده من المستفيدين بإقدامه على شرح كتب المتقدمين والتعليقة عليها. سيما مصنفات أستاذه في العلوم العقلية بحيث قال أستاذه المذكور في حقه على ما في بعض المجاميع المخطوطة ما لفظه: لو لم يكن هذا الشاب العربي، لكانت كتبي ومقالاتي في العلوم كبخاتي خراسان غير ممكنة من السلطة عليها إنتهى . وينقل عن شيخه وخاله المحقق أنه وصفه بما يقرب من هذا بالنسبة إلى كتبه الفقهية والأصولية.

تبحره في بابي القضاء والفرائض:

رأيت بخط بعض العلماء الشوافع في مجموعة: وقد أطرى في الثناء على المترجم وأنه فاق علماء الإسلام في عصره في بابي القضاء والفرائض، لم ير له مثيل، ونقل

ص 63

عنه مسائل عويصة ومعاضل مشكلة في هذين البابين. (ومليحة شهدت لها ضراتها * والفضل ما شهدت به الأعداء)

نموذج من خطه الشريف

 قد أخذناها من مكتبة العلامة المرحوم صدر الأفاضل النصيري حشره الله مع مواليه ونشكر نجله الفاضل نصير الدين النصيري على إرساله تلك الصورة، وكان خط المترجم على ظهر كتاب مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق من تآليفه وقد قرأه عليه الشيخ شمس الدين محمد بن أبي طالب الآوي من تلاميذه والصورة هذه:

ص 64

عبائر الإجازة

قرأ على هذا الكتاب مراصد العالم الفقيه الفاضل الكبير العلامة المحقق الدين ملك العلماء شمس الدين محمد بن أبي طالب الآوي أدام الله إفضاله وأعز إقباله قراءة بحث وإتقان ومعرفة وإيقان، وسألن عن مباحثه الكلامية، وقد أجزت له رواية هذا الكتاب وغيره عنى فليرو ذلك لمن شاء واحب. كتب العبد الفقير إلى الله تعالى حسن ابن يوسف بن المطهر الحلي مصنف الكتاب في رابع جمادى الاولى سنة عشر وسبعمأة بالسلطانية حماها الله تعالى، وصلى الله عليه سيدنا محمد وآله الطاهرين. انتهى

نموذج من شعره ونظمه

في الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني (ج 2 ص 71 ط حيدرآباد) نسب إليه ما هذا لفظه: ولما وصل إليه كتاب ابن تيمية في الرد عليه كتب أبياتا أولها: (لو كنت تعلم كل ما علم الورى * طرا لصرت صديق كل العالم ) إنتهى ما في الدرر.  أقول: كتاب ابن تيمية هو منها ج السنة. وفي الروضات (ص 177 في باب الحاء) نقل بيتا بعد ذلك البيت وهو هذا: (لكن جهلت فقلت إن جميع من * يهوى خلاف هويك ليس بعالم) إنتهى. ونقل في الرياض هذين البيتين عنه أيضا, وقد رآهما في مجموعة ببلدة أردبيل:

 ليس (لست ظ) في كل ساعة أنا محتا * ج ولا أنت قادر أن تنيلا

فاغتنم حاجتي (خ ل عسرتي) ويسرك فاحرز * فرصة تسترق فيها الخليلا

أقول: قوله: فرصة تسترق الخ إشارة إلى كلمات مولينا أمير المؤمنين علي عليه السلام

ص 65

استعط من شئت تكن أسيره، استغن عمن شئت تكن نظيره، أحسن إلى من شئت تكن أميره. وفي الروضات في تلك الصة أيضا ما لفظه: وله أيضا على ما في الرياض ما كتبه إلى العلامة الطوسي في صدر كتابه وأرسله إلى عسكر سلطان خدا بنده مسترخصا للسفر إلى العراق من السلطانية: محبتي تقتضي مقامي * وحالتي تقتضي الرحيلا

هذان خصمان لست أقضي * بينهما خوف أن أميلا

ولا يزالان في اختصام * حتى نرى رأيك الجميلا

وصاياه التي حوت صنوف المكارم والفضائل:

منها ما أوصى به ولده فخر المحققين في آخر كتاب قواعد الأحكام (ص 346 ط طهران)، وهذه صورتها: إعلم يا بني أعانك الله على طاعته، ووفقك لفعل الخير وملازمته، وأرشدك إلى ما يحبه ويرضاه، وبلغك من الخير ما تأمله وتتمناه، وأسعدك في الدارين، وحباك بكل ما تقر به العين، ومد لك في العمر السعيد والعيش الرغيد، وختم أعمالك بالصالحات، ورزقك أسباب السعادات، وأفاض عليك من عظائم البركات، ووقاك الله كل محذور، ودفع عنك الشرور. إني قد لخصت لك في هذا الكتاب لب فتاوى الأحكام، وبينت لك فيه قواعد شرايع الإسلام بألفاظ مختصرة وعبارة محررة، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد، وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين ودخلت في عشر الستين، وقد حكم سيد البرايا بأنها مبده اعتراك المنايا فإن حكم الله تعالى علي فيها بأمره، وقضى فيها بقدره، وأنفذ ما حكم به على العباد، الحاضر منهم والباد،

ص 66

فإني أوصيك كما افترض الله تعالى علي من الوصية، وأمرني به حين إدراك المنية بملازمة تقوى الله تعالى، فإنها السنة القائمة، والفريضة اللازمة، والجنة الواقية والعدة الباقية، وأنفع ما أعده الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار، ويعدم عنه الأنصار عليك باتباع أوامر الله تعالى، وفعل ما يرضيه، واجتناب ما يكرهه، والانزجار عن نواهيه، وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية، وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية، والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال، والارتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهال، وبذل المعروف، ومساعدة الإخوان، ومقابلة المسئ بالاحسان، والمحسن بالامتنان، وإياك ومصاحبة الأرذال، ومعاشرة الجهال، فإنها تفيد خلقا ذميما، وملكة ردية، بل عليك بملازمة العلماء، ومجالسة الفضلاء فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات، وتثمر لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات وليكن يومك خيرا من أمسك، وعليك بالتوكل والصبر والرضاء، وحاسب نفسك في كل يوم وليلة، وأكثر من الاستغفار لربك، واتق دعاء المظلوم، خصوصا اليتامى والعجائز، فإن الله تعالى لا يسامح بكسر كسير، وعليك بصلاة الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وآله حث عليها وندب إليها وقال: من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنة، وعليك بصلة الرحم فإنها تزيد في العمر، وعليك بحسن الخلق، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، وعليك بصلة الذرية العلوية، فإن الله تعالى قد أكد الوصية فيهم، وجعل مودتهم أجر الرسالة والارشاد فقال تعالى: قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني شافع يوم القيمة لأربعة أصناف ولو جاؤا بذنوب أهل الدنيا، رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا. وقال الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيمة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا

ص 67

يكلمكم فينصت الخلائق، فيقوم النبي صلى الله عليه وآله، فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عري أو أشبع جائعهم فلتقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فاسكنهم من الجنة حيث شئت، فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم، وعليك بتعظيم الفقهاء وتكريم العلماء، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أكرم فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عنه راض، ومن أهان فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان، وجعل النظر إلى وجه العلماء عبادة، والنظر إلى باب العالم عبادة، ومجالسة العلماء عبادة، وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم والفقه في الدين، فإن أمير المؤمنين عليه السلام قال لولده: تفقه في الدين فإن الفقهاء ورثة الأنبياء، وأن طالب العلم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الطير في جو السماء والحوت في البحر، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به، وإياك وكتمان العلم ومنعه عن المستحقين لبذله، فإن الله تعالى يقول: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله، وقال صلى الله عليه وآله لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وعليك بتلاوة الكتاب (القرآن خ ل) العزيز والتفكر في معانيه وامتثال أوامره ونواهيه، وتتبع الأخبار النبوية والآثار المحمدية، والبحث عن معانيها واستقصاء

ص 68

النظر فيها، وقد وضعت لك كتبا متعددة في ذلك كله هذا ما يرجع إليك وأما ما يرجع إلي ويعود نفعه علي، فإن تتعهدني بالترحم في بعض الأوقات، وأن تهدي علي ثواب بعض الطاعات، ولا تقلل من ذكري، فينسبك أهل الوفاء إلى الغدر، ولا تكثر من ذكري فينسبك أهل العزم إلى العجز، بل أذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك، واقض ما علي من الديون الواجبة، والتعهدات اللازمة، وزر قبري بقدر الامكان، واقرء عليه شيئا من القرآن، وكل كتاب صنفته وحكم الله تعالى بأمره قبل إتمامه فأكمله وأصلح ما تجده من الخلل والنقصان والخطأ والنسيان، هذه وصيتي إليك، والله خليفتي عليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. هذا مضافا إلى ما نشاهد من وصاياه النافعة وكلماته الجامعة في ذيل الإجازات الشريفة لتلاميذه ومعاصريه، ومن رام الوقوف عليها والاستفادة منها فعليه بالمراجعة إلى تلك المظان، وبالجملة إنه قده حسنة من حسنات الزمان علما وعملا، زهدا وعبادة، نظما ونثرا، جمع الله فيه ضروب الفضائل وحلاه بصنوف الفواضل، فجدير لنا معاشر الشيعة أن نفختر به إلى يوم القيامة.

وداده للذرية العلوية وخلوصه في مودتهم:

كان معروفا بالتفاني في حب السادة العلوية، والذرية الفاطمية، وله كلمات في هذا الباب أوردها في إجازاته الكثيرة الشهيرة. منها قوله في أول الإجازة التي كتبها للسيد الأجل أبي الحسن علي بن زهرة الحلبي وغيره: فإن العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف بن علي بن المطهر غفر الله تعالى له ولوالديه وأصلح أمر داريه يقول: إن العقل والنقل متطابقان على أن كمال الإنسان هو بامتثال الأوامر الإلهية والانقياد إلى التكاليف الشرعية، وقد حث

ص 69

الله تعالى في كتابه العزيز الحميد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، على مودة ذوي القربى وتعظيمهم والاحسان إليهم، وجعل مودتهم أجرا لرسالة سيد البشر الخ. منها قوله في إجازته للسيد شمس الدين السابق ذكره: ومما من الله علينا أن جعل بيننا الذرية العلوية تبتهج قلوبنا بالنظر إليهم، وتقر أعيننا برؤيتهم، حشرنا الله على ودادهم ومحبتهم، وجعلنا من الذين أدوا حق جدهم الأمين في ذريته الخ . ومنها ما ذكره في إجازته لبعض تلاميذه ولم يصرح باسم المستجيز، وجدتها بخطه الشريف على ظهر كتاب الفقيه لشيخنا الصدوق قده بقوله: وأوصيك بالوداد في حق ذرية البتول، فإنهم شفعائنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأؤكد عليك بالتواضع في حقهم، والاحسان والبر إليهم، سيما في حق الشيوخ والصغار منهم، وعليك بالتجنب عما جعل الله لهم من الأموال وخصهم بها كرامة لجدهم رسول الله صلى الله عليه وآله. إلى غير ذلك من الكلمات الحاكية عن صفاء سريرته وحسن طويته في حق العترة الطاهرة، وكفى بها شرفا وفخرا له. مضافا إلى ما اجتمعت في وجوده الشريف من الخصال الحميدة، والصفات الملكوتية أكرم به من رجل حاز المكارم والعلى، وفاز بالقدح المعلى، وسبق على الأعاظم في مضامير الفضائل وميادين الكمالات، حشره الله مع ساداته الميامين الأئمة البررة الكرام آمين. هذا ما وسعه المجال واقتضته الحال من ذكر ترجمته الشريفة، وهل هي إلا قطرة من يم ذخار، وقاموس تغرق فيه السفن، ولو ساعدتنا السواعد الإلهية والعنايات الربانية نؤلف كتابا حافلا وسفرا كافلا في ترجمته وسيرته وفضائله، خدمة للدين فإن الرجل كل الرجل كم له من خدمات للمذهب وإحياء معالم الشيعة وتجديد

ص 70

دوارسها، حشره الله في زمرة المقربين ورزقنا شفاعته يوم الدين ووفقنا لأداء يسيرهن حقوقه آمين آمين.

حياة السلطان المؤيد الجايتو محمد الشهير بشاه خدا بنده

هو السلطان المؤيد الموفق الممدد غياث الدين الجايتو محمد المشتهر بخدا بنده ابن ارغون شاه بن أباقا خان بن هولاكو (هلاكو خ ل) خان بن تولوى (تولى خ ل) خان بن چنگيزخان، الملك المغولي الشهير، كان الجايتو من أعدل الملوك وأرأفهم وأبرهم للرعية، ذا شوكة ونجدة وعلو همة وحلم ووقار وسكينة وسلامة نفس وسخاء وكرم وسؤدد، وفقه الله للاستبصار، وانتقل إلى مذهب التشيع باختياره بعد ملاحظة أدلة الطرفين وكان استبصاره ببركة آية الله مولينا العلامة الحلي. قال المؤرخ الجليل معين الدين النطنزي في كتابه منتخب التواريخ الذي شرع في تأليفه سنة 816 وأتمه سنة 817، وطبع بطهران 1336 ما ملخصه: إن السلطان محمد خدا بنده الجايتو كان ذا صفات جليلة وخصال حميدة، لم يقترف طيلة عمره فجورا وفسقا، وكان أكثر معاشرته ومؤانسته مع الفقهاء والزهاد والسادة والأشراف، مصر بلدة سلطانية وبنى فيها تربة لنفسه ذات قبة سامية عجيبة، وعينها مدفنا له، وفقه الله لتأسيس صدقات جارية، منها: أنه بنى ألف دار من بقاع الخير والمستشفيات ودور الحديث ودور الضيافة ودور السيادة والمدارس والمساجد والخانقاهات بحيث أراح الحاضر والمسافر، وكان زمانه من خير الأزمنة لأهل الفضل والتقى، ملك الممالك، وحكم عليها سنة عشرة سنة، وكان من بلاد العجم إلى إسكندرية مصر، وإلى ما وراء النهر تحت سلطته، توفي سنة 717 أو 719 ودفن بمقبرته التي أعدها قبل موته في بلدة سلطانية إلى آخره. وقال مولينا العلامة السعيد القاضي الشهيد في المجالس ما محصله: إن لفظة

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج1)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب