شرح إحقاق الحق (ج2) |
ص 541
الجمهور ما لفظه : وقد زعم بعض حساد أهل البيت وأعدائهم أن الآية مخصوصة بأمهات
المؤمنين لوقوعها في سياق آيات متعلقة بهن وتكلفوا في تأويل تذكير الضمير من
المذكورين في هذه الآية خاصة دون ما قبلها وما بعدها وهي بضعة عشر ضميرا ، واحتجوا
بما افتخره عكرمة الصفري الخارجي ، وحاله معلوم ومن المشهور تردد ذلك الخبيث إلى
الأمراء يستعطيهم ويستطعمهم ، فغير بعيد أن ينال منهم أجرا وتشجيعا على هذا
الافتراء إذ النصب قد كان فاشيا إذ ذاك والتأجير على بغضهم كانت من التجارات
الرابحة في تلك الأيام كما لا يخفى على من درس التاريخ ، ويقارب عكرمة في النصب
عروة بن الزبير ثم قال والتعبير بأهل بيت النصب هو المتعارف المتبادر فهمه كما في
خبر كعب بن عجره عند الحاكم يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ وخبر على في
مسنده عند النسائي وخبر أبي هريرة لأبي داود إذا صلى علينا أهل البيت وخبر علي
للطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وأبي يعلى والطبراني وأبي نعيم والمستغفري
المهدي منا أهل البيت ، إلى أن قال : ولفظ أهل البيت وإن صح إطلاقه على بيت السكنى
وأهل بيت النسب فهؤلاء حقيقته بالذات ، ولا يتصور انفكاكهم عنه ، وأهل بيت السكنى
بالعرض ، ويجوز أن ينفك عنهم ذلك الوصف بأن تعود المرأة إلى بيت أبيها وتلحق بقوم
آخرين ، وقوله : هو أهل التقوى وأهل المغفرة ، وكانوا أحق بها وأهلها ، فالذين لا
ينفك عنهم ذلك الوصف هم المرادون عند الإطلاق قطعا كما قاله الأكثرون ، وجائت به
الروايات الجمة الصحيحة ، فالآية في أهل الكساء خاصة ، وهم أيضا أهل المباهلة لم
يدخل فيهم أحد آخر ، إلى أن قال : ويشهد لذلك ما صح عند الجمهور من رده صلى الله
عليه وسلم لعائشة وأم سلمة وعدم ادخاله لهما ، إلى أن قال ومن تأمل أسلوب الآيات
وتأنيث الضمائر فيهن ثم صرف ذلك وتغييره وتذكيره في تلك الآية وحدها وإيراد لفظ أهل
البيت مناديا لهم مخصصا مع تكرار النداء فيما سوى ذلك بلفظ : يا نساء النبي ، وعرف
إن الإضافة إلى البيت لو تمحضت لما كانت خيرا من الإضافة إلى النبي ، وكيف أفرد لفظ
البيت مع أن لأمهات المؤمنين بيوتا متعددة للسكنى ، وتحليته باللام التي هنا للعهد
ص 542
الذهني ، ومن تأمل هذا لم يبق عنده غبار ريب في أن القول قول الجمهور ، وهو اختصاص
الآية بالخمسة ، وهذا القول منقول عن زين العابدين والباقر والصادق ومجاهد وقتادة
والمحدث المفسر ابن جرير أورد للقول بأن الآية في أهل الكساء أحاديث متعددة بأسانيد
صحيحة وحسنة عن ثمانية من الصحابة ، وذكر الآثار في ذلك عن التابعين كذلك ، وقد حقق
الطحاوي في مشكل الآثار استحالة دخول غير أهل الكساء معهم فيما أريدت من هذه الآية
، وهو الذي لا يتخطاه مسلم منصف ، إذ أي شبهة تبقى بعد قوله صلى الله عليه وسلم لأم
المؤمنين لما سئلته أن تكون معهم : (إنك على خير وهؤلاء أهل بيتي) أو قوله لها :
(لا وأنت على خير) وأين غفلوا عن قولها وددت أنه قال نعم فكان أحب إلي مما تطلع
عليه الشمس وتغرب ، وإذا كانت منهم فلم جذب الكساء من يدها ؟ وقد خطب الإمام الحسن
عليه السلام بعد فن أبيه وبين اختصاص أهل البيت بالخمسة بمشهد ومسمع من ابن عباس
وجماعة بني هاشم وأصحاب علي وابن مسعود ولم ينكره أحد فهل يبقى شك بعد ذلك ؟ ثم إن
علماء القوم خلافا في كون الإرادة المذكورة تكوينية كما عليه أكثر الأشاعرة منهم أو
تشريعية كما عليه المعتزلة أو تكوينية وتشريعية كما عليه ابن تيمية ، وقد مر عنه
نقل كلام السيد الأهدل الحضرمي اليماني الشافعي ما يغنيك عن بسط الكلام في المضمار
. وأنت أيها القارئ الكريم المتجنب عن العصبية الجاهلية إذا أحطت خبرا بما تليت
عليك لدريت أن دلالة الآية الشريفة على طهارة أهل البيت النبوي (ص) وعصمتهم من كل
رجس ظاهري وباطني خلقي وخلقي قولي وفعلي كالشمس المشرقة على البسيط التي تستضئ بها
الكائنات من الذرة إلى الذرة ، فلا مجال للترديد في نزولها في حقهم وأن الخمسة صلى
الله عليهم أجمعين أصحاب الكساء هم المعنيون والمقصودون بها من غير تشريك أحد حتى
أمهات المؤمنين . ولله در العلامة الشيخ أحمد بن محمد الأشعري الخفطي المغربي حيث
يقول في منظومة سماها (رد الوعوعة) .
ص 543
وقد أشار فيها إلى بعض النكات والدقائق التي أسلفنا ذكرها عن السمهودي والأهدل وهي
هذه بعد أبيات : شعر وآية التطهير من هذا النمط * وكل ما قالوه سهو وغلط وغفلوا عن
أربع من النكت * تفيد للحصر على قطع وبت (فإنما) الأول ثم الثاني *(تأكيده) باللام
للمباني (مؤكد) بالمطلق المفعول *(منكرا) في الحكم والنزول وجعله في سبب الانزال *
لآية التطهير في السؤال اسم إشارة لما قد أسندوا * إليه في دعائه وما اعتدى وعند
أرباب البيان نكت * غير التي تسمعها قد أثبتوا إن قلت : إن الآية المعظمة * قد
أنزلت في خمسة مكرمة فما الدليل في دخوله عترته * تحت الكسا حكما وتحت دعوته فعندنا
دلائل تواترت * دلت على القطع وقد تظافرت منها خصوص السبب المهم * لم يمتنع منه
عموم الحكم لم يخلقوا إذ ذاك والبطون * في عالم الظهور قد يكون وقال : ألحقنا بهم
سبحانه * ذرية فرددن قرانه وأهل بيت المصطفى ذريته * حقيقة وهم بنوه عترته مقارنين
للكتاب أبدا * إلى ورود الحوض في ما وردا وواحد من ثقلين قد ترك * من بعده فينا
تنور الملك وأمر الأمة بالتمسك * بهم فيا لله من مستمسك فهذه دلائل الدخول * في آية
التطهير والشمول وأنهم قد ألحقوا بنفسه * وكل فرع لا حق بغرسه طهرهم ربهم وأذهبا *
لكل رجس عنهم وطبيبا فكل فرد منهم مطهر * من ذلك اليوم إلى أن يحشروا
ص 544
وصيغة الفعل لها التجديد * على الدوام ولها الترديد إلى آخر ما نظمه وقال العلامة
الحداد الحضرمي المذكور في كتاب القول الفصل (ج 2 ص 320) ما لفظه : واعلم أنه مما
يتصل بآية التطهير وحديثها ويثبت مقتضاها ويؤيد معناها وينزل منها بمنزلة المعلول
من العلة والتفضيل من الجملة ما ثبت من تحريم الزكاة عليه وآله صلى الله عليهم
أجمعين تنزيها لمقامهم ، وتقديسا لذواتهم ، لأنها أوساخ الناس وغسالة الأيدي ومظنة
المنة من معطيها وكون يده العليا ، ولا يليق أن يترفع عليهم أحد ، أو تعلو أيديهم
بد ، فإن ذلك مباين لما يجب من تجليلهم واحترامهم وما يقتضيهم علو مكانهم ، إلى آخر
ما قال وأجال القلم في المضمار ، فلله دره وعليه أجره ، ومما يناسب المقام أبيات من
العلامة الجليل محمد بن عوض بن بأفضل الحضرمي التريمي . قال : دع أمة في غيها راكضة
* وفي ضلالات الردى خائضة تجهد أن تطمس نور الهدى * وأن ترى أبحره غائضة وهي لعمر
الله أخيب من * كف على الماء غدت قابضة تنتحل الارشاد جهلا به * وهي إلى هدم العلى
ناهضة مذهبها بغض بني المصطفى * يا قبحها من فئة باغضة إلى أن قال : أيتها العترة
لا تعبأوا * سحابة صيفية عارضة وفيكم من سيفه مرهف * وقوسه موترة نابضة يرمى بها
الأعداء حتى ترى * وهي بإدراك الردى حارضة من كل شحم من بني هاشم * فروع مجد للعدى
هائضة أما تروا شمس الهدى أشرقت * فبان غي الفئة الراكضة إلى آخر ما قال
ص 545
القسم الثاني ما ننقله بواسطة مولانا العلامة المجلسي في المجلد التاسع من (بحار
الأنوار) (فممن نقل عنه بواسطته) العلامة أبو الحسن أحمد بن علي الواحدي النيسابوري
في الجزء الرابع من التفسير الوسيط بين المقبوض والبسيط (ومنهم) الحميدي في كتاب
الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع والستين من أفراد مسلم . (ومنهم) الحافظ أبو
نعيم الأصفهاني بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه ، قال : نزل على رسول الله الوحي فدعا
عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال ، هؤلاء أهل بيتي . ثم قال : ورواه أحمد بن حنبل
يرفعه إلى قتيبة مثله . وبسنده إلى أبي هريرة عن أم سلمة مثله . وبسنده إلى أبي عبد
الله الجدلي عن عائشة . (ومنهم) أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري في كتاب الجمع
بين الصحاح الستة من صحيح أبي داود السجستاني وصحيح الترمذي عن حصين بن سيرة عن زيد
بن أرقم . القسم الثالث ما ننقله من كلماتهم بواسطة علامة المحدثين السيد هاشم
البحراني في تفسير البرهان . (ومنهم) العلامة الثعلبي النيسابوري الشافعي في تفسيره
أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني أخبرنا المعافي بن زكريا البغدادي أخبرنا محمد بن
جرير حدثني المثنى حدثني أبو بكر بن يحيى بن ريان الغنوي حدحدثنا مندل عن الأعمش
ابن عطية عن أبي سيعد الخدري قال قال رسول الله (ص) نزلت هذه الآية في خمسة في
ص 546
وفي علي وفي حسن وحسين وفاطمة عليهم السلام إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس .
الآية . أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله الثقفي حدحدثنا عمر بن الخطاب
حدحدثنا عبد الله بن الفضل حدحدثنا الحسن بن علي حدحدثنا يزيد بن هارون أخبرنا
العوام بن حوشب حدثني ابن عم لي من بني الحارث بن علي بن تميم الله يقال له مجمع
قال دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت رأيت خروجك يوم الجمل قالت إنه كان
قدرا من الله تعالى فسألتها عن علي ، فقالت : سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول
الله (ص) لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقد جمع رسول الله (ص) لفوعا عليهم قال
هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة يا رسول الله
أنا من أهلك قال تنحي إنك إلى خير . أخبرني الحسين بن محمد حدحدثنا ابن حبش المقري
حدحدثنا أبو زراعة حدثني عبد الرحمان بن عبد الملك بن شيبة حدثني أبو فديك حدثني
ابن أبي مليكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه قال لما نظر رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرحمة هابطة من السماء قال من يدع مرتين قالت
زينب أنا يا رسول الله فقال ادعي عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام قال فجعل
حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله وعليا وفاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء خيبريا ثم قال
اللهم إن لكل نبي أهلا وهؤلاء أهل بيتي فأنزل الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فقالت زينب يا رسول الله ألا أدخل معكم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله تعالى . أخبرني
الحسين بن محمد حدحدثنا عمر بن الخطاب حدحدثنا عبد الله بن الفضل حدحدثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة حدحدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمارة . أخبرني أبو عبد
الله بن فيجويه الدينوري حدحدثنا ابن حبش المقري حدحدثنا محمد بن عمران
ص 547
حدحدثنا أبو كريب حدحدثنا وكيع عن أبيه عن سعد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد ابن
أرقم . أخبرني أبو عبد الله حدحدثنا أبو سعيد أحمد بن عالي بن عمر بن حبش الرازي
حدحدثنا أحمد بن عبد الرحيم الساتي أبو عبد الرحمان حدحدثنا أبو كريب حدحدثنا هشام
عن يونس عن أبي إسحاق عن نفيع عن أبي داود عن أبي الحمراء . أخبرني أبو عبد الله
حدحدثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك حدحدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي
حدحدثنا الحارث بن عبد الله الحارثي حدحدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن
ربعي عن ابن عباس . (ومنهم) أبو عبد الله بن أبي نصر الحميدي صاحب الجمع بين
الصحيحين . (ومنهم) الشيخ أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري الأندلسي في كتاب الجمع
بين الصحاح الستة على ما نقله فيه أيضا . وعنه أيضا عن أم سلمة . وعنه بالإسناد
المذكور في سنن أبي داود موطأ مالك عن أنس . وعنه أيضا مناقب الحسن والحسين عليهم
السلام من الجزء الثالث من الكتاب المذكور من صحيح أبي داود وهو السنن بالإسناد
المتقدم عن صفية بنت شيبة عن عايشة . (ومنهم) مسلم بن الحجاج في صحيحه على ما فيه
أيضا عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير : حدحدثنا إسماعيل
بن إبراهيم حدثني أبو حيان عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(ومنهم) على ما فيه أيضا موق بن أحمد صدر الأئمة عندهم أخطب الخطباء عن الشيخ
الزاهد أبي الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ
أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصفهاني
أخبرنا بكير بن أحمد بن سهل الصوفي بمكة ، حدحدثنا إبراهيم بن حبيب ، حدحدثنا عبد
الله بن سلام الملائي عن أبي جحاف ، عن عطية عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله
ص 548
صلى الله عليه وآله وسلم جاء إلى باب فاطمة عليها السلام أربعين صباحا بعد ما دخل
علي بفاطمة عليها السلام يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمكم الله
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (ومنهم) أبو سعيد
الخدري أنه قال لما نزل قوله وأمر أهلك بالصلاة وكان رسول الله صلعم يأتي بباب
فاطمة وعلي تسعة أشهر عند كل صلاة فيقول : الصلاة يرحمكم الله ، ( إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وعنه أيضا بهذا الإسناد عن أحمد بن
الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي وأبو عبد
الرحمان السلمي ، قالوا : حدحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدحدثنا الحسن بن مكرم
حدحدثنا عثمان بن عمر ، حدحدثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي
نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة . القسم الرابع ما ننقله من أصحابنا وهي تربو
على الألوف واكتفينا بالنزر اليسير لضيق المجال استدعاء الناشر الاستعجال . فممن
ذكره شيخنا القدوة الثقة الأقدم محمد بن يعقوب الكليني في الكافي أورد جملة من
الروايات . منها ما رواه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن
المفضل ابن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام . ومنها ما
رواه محمد بن يعقوب أيضا عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد
عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن ابن مسكان عن أبي بصير . ومنها ما رواه
هو أيضا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد
عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن
ص 549
الحر وعمران بن علي الحلبي عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن
أبي عبد الله عليه السلام . (ومنها) ما رواه الحسين بن صفار عن محمد بن خالد
الطيالسي عن سيف بن عميرة . عن أبي عبد الله عليه السلام . (ومنها) ابن بابويه أورد
جملة من الروايات . منها قال حدحدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال
حدحدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدحدثنا تضر
بن شعيب عن الغفار الحازي عن أبي عبد الله عليه السلام . (ومنها) ما رواه علي بن
الحسين بن محمد قال حدحدثنا هارون بن موسى التلعكبري قال حدحدثنا عيسى بن موسى
الهاشمي بسر من رأى قال حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي عليه
السلام . (ومنها) ما رواه أيضا قال حدثني أبي قال حدثني سعد بن عبد الله عن الحسن
بن موسى الخشاب عن علي بن الحسان الواسطي عن عمه عبد الرحمان بن كثير . (ومنها) ما
رواه عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا حدحدثنا محمد
بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا عليه السلام .
(ومنها) ما رواه عن أبيه وعن محمد بن الحسين بن أحمد بن الوليد قالا حدحدثنا سعد بن
عبد الله قال حدحدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن
أبي الجارود وهيثم بن أبي ساسان وأبي طارق السراج عن عامر بن وائلة . (ومنهم) ما
رواه عن أحمد بن الحسن القطان قال حدحدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسني قال حدحدثنا
أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال حدحدثنا الحسن بن عبد الواحد قال حدثني أحمد بن
التغلبي قال حدثني محمد بن عبد الحميد قال حدثني حفص بن منصور العطار قال حدحدثنا
أبو سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
ص 550
(ومنها) ما رواه بالإسناد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحارث عن محمد
بن الحنفية وعمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام . (ومنها)
ما رواه عن أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن أحمد ابن موسى
الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق قالوا
حدحدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدحدثنا بكر بن عبد الله بن
حبيب قال حدحدثنا تميم بن بهلول ، قال حدحدثنا سليمان بن حكيم عن عمرو بن يزيد عن
مكحول عن أمير المؤمنين عليه السلام (ومنهم) علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن ابن
أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام
ومنهم محمد بن العباس قال حدحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن علي ن بزيع عن
إسماعيل بن بشار الهاشمي عن قنبر بن محمد الأعشى عن هاشم بن البريد عن زيد بن علي
عن أبيه عن جده عليهم السلام (ومنها) ما رواه هو أيضا قال حدحدثنا عبد العزيز بن
يحيى بن زكريا عن جعفر ابن محمد بن عمارة قال حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
علي بن أبي طالب عليه السلام (ومنها) ما رواه هو أيضا قال حدحدثنا عبد الله بن علي
بن عبد العزيز عن إسماعيل ابن محمد عن علي بن جعفر بن محمد بن الحسين بن زيد ن عمر
بن علي عن الحسن بن علي عليه السلام (ومنها) ما رواه هو أيضا حدحدثنا مظفر بن يونس
بن مبارك عن عبد الأعلى بن حماد عن مخول بن إبراهيم عن عبد الجبار بن العباس عن
عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة (ومنها) ما رواه الشيخ في أماليه قال :
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال حدحدثنا أبو بكر محمد بن عمر رحمه الله قال
حدثني أحمد بن عيسى بن أبي موسى قال حدحدثنا عبدوس ابن محمد الحضرمي قال حدثني بن
فرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام .
ص 551
(ومنها) ما رواه عن أبي عمر قال أخبرنا أحمد بن محمد قال حدحدثنا الحسن بن عبد
الرحمان ابن محمد الأزدي قال حدحدثنا أبي قال حدحدثنا عبد النور بن عبد الله بن
سنان قال حدحدثنا سليمان بن قرم قال حدثني أبو الحجاف وسالم بن أبي حفصة عن نفيع
أبي داود عن أبي الحمراء عن النبي (ص) (ومنها) ما رواه هو أيضا قال أخبرنا أبو عمرو
عبد الواحد بن عبد الله بن مهدي قال حدحدثنا أحمد بن محمد يعني أبا سعيد بن عقدة
قال أخبرنا أحمد بن يحيى قال حدحدثنا عبد الرحمان قال حدحدثنا أبي عن أبي إسحاق عبد
الله بن معين مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي (ومنها) ما رواه هو أيضا عن علي بن
الحسين (ع) عن أم سلمة . (ومنها) ما رواه هو أيضا قال أخبرنا الحفار قال حدحدثنا
أبو بكر بن محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال حدثني أبو الحسن موسى الخزاز من كتابه
قال حدثني بن علي الهاشمي قال حدحدثنا إسماعيل بن أبان قال حدحدثنا أبو مريم عن
ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمان ابن أبي ليلى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه
وآله . (ومنها) ما رواه هو أيضا قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدحدثنا الحسن
بن علي ابن زكريا العاصمي قال حدحدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني قال حدحدثنا
الربيع بن ساير قال حدحدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر عن علي .
(ومنها) ما رواه هو أيضا قال حدحدثنا جماعة عن أبي الفضل قال حدحدثنا أبو طالب محمد
ابن أحمد بن أبي معشر السلمي الحراني بحران قال حدحدثنا أسود بن علي الحنفي القاضي
قال حدحدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص الغائشي التيمي قال حدثني أبي عمر بن أذينة
العبدي عن وهب بن عبد الله بن أبي الهتائي قال حدحدثنا أبو حرب بن أبي الأسود
الدئلي عن أبيه عن أبي الأسود . (ومنها) ما رواه هو أيضا عن جماعة عن أبي الفضل قال
حدحدثنا محمد بن عبد الله بن جورويه الجند السابوري من أصل كتابه قال حدحدثنا علي
بن منصور الترجماني قال أخبرنا
ص 552
الحسن بن عنبثة النهشلي قال شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو
ابن ميمون الأزدي عن علي عليه السلام . (ومنها) ما رواه هو أيضا عن جماعة عن أبي
المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمان الهمداني بالكوفة
وقال حدحدثنا محمد ابن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال حدحدثنا علي بن حسان
الواسطي قال حدحدثنا عبد الرحمان بن كثير عن جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين
عليهم السلام . (ومنها) ما رواه هو أيضا عن جماعة عن أبي المفضل قال حدحدثنا عبد
الرحمان بن محمد ابن عبد الله العزرمي عن أبيه عن عمار أبي اليقظان عن ابن عمر .
ابن الحسين قال حدثني أبو الحسن مهدي بن صدقة البرقي في إملاء على أملاه من كتابه
قال حدحدثنا أبي قال حدحدثنا الرضا . أبو الحسن علي بن موسى قال حدثني أبي موسى بن
جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي
الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي عليهم السلام . (ومنها) ما رواه هو أيضا عن
جماعة عن أبي المفضل قال حدحدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر قال حدحدثنا محمد
بن حميد الرازي قال حدحدثنا جرير عن أبي شعيب بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس . (ومنها) ما رواه الشيخ الجليل الأقدم الثقة صاحب
التفسير الشهير علي بن إبراهيم القمي المتوفى سنة () على ما في تفسير البرهان
للعلامة البحراني أنه قال في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام . (ومنها)
ما رواه العلامة البحراني عن الطبرسي أيضا قال ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال
حدثني شهر بن حوشب عن أم سلمة . ومنها ما رواه العلامة الطبرسي عن الثعلبي في
تفسيره بالإسناد إلى أم سلمة
ص 553
ومنها على ما في كتاب إثبات الهداة في النصوص والمعجزات للعلامة الحافظ الشيخ محمد
بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي صاحب الوسائل بطريقه إلى شيخ الطائفة المحقة
مولانا الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين الطوسي عن سهل عن محمد بن عيسى عن محمد بن
يحيى عن محمد الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو
عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله في حديث إن رسول الله صلى الله عليه
وآله قال إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله وأهل بيتي عترتي
أبها الناس اسمعوا قد بلغت إنكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين
والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا لا تعلموهم فإنهم أعلم
منكم فوقعت الحجة بقول النبي صلى الله عليه وآله وبالكتاب الذي يقرأه الناس فلم يزل
يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا وقال عز ذكره واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه
وللرسول ولذي القربى ثم قال وآت ذا القربى حقه فكان علي عليه السلام وكان حقه
الوصية إلى أن قال وقال جل ذكره فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال الكتاب
الذكر وأهله آل محمد إلى أن قال وقال عزو جل أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم
وقال عز وجل ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم .
مطهرون نقيات ثيابهم * * تجري الصلاة عليهم أين ما ذكروا لنختم الكلام بإيراد نسخة
من حديث السكاء سائرة دائرة في مجالس المؤمنين شيعة آل رسول الله صلى الله عليه
وآله يستشفي بقرائته عند المرضى ويطلب قضاء الحاجات أنقلها من رسالة العالم الجليل
الحجة الزاهد الحاج الشيخ محمد تقي بن الحاج الشيخ محمد باقر اليزدي البافقي نزيل
قم والمتوفى مظلوما في الأسارة أخذ الله بحقه ممن ظلمه وأجلاه عن وطنه ثم نشير إلى
ما وصلت إلينا من سائر النسخ بعونه وكرمه فنقول قال طاب ثراه بعد الحمد والصلاة
لأهلهما ما لفظه
ص 554
بسم الله الرحمن الرحيم چون از باب لطف بر حضرت حق جل جلاله اتمام حجت ازمنه وأمكنه
برتمام افراد بشر لازم است لذا آنچه متعلق باوست عزيز ومحترم داشته ودارد ، ملاحظه
شود از اول آدم إلى زماننا غالب ازمنه اگر نگوئيم تمام قوه وكفار وفجار زيادتر بوده
از اهل ايمان مع هذا از ايشان هيچ اثرى نيست ، اما أهل ايمان تمام حيثيات آنها
محفوظ ومحترم از اولاد وآثار وقبور از آدم إلى خاتم ، پس انسان عاقل عزت دارين را
اخذ مينمايد ودر اطاعت حضرت أحديث جلت عظمته وسائط فيض ونشر أخبار وآثار آنها كوشش
وسعى مينمايد ، خصوص كتبى كه معتبر باشد وتا بحال طبع نشده مثل عوالم كه از كتب
معتبر شيعه وصاحب آن در كمال جلالت واعتبار است ، وتقريبا زياده از هفتاد جلد است
وجلد يازدهم آن در احوالات حضرت سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها
وعلى أبيها وبعلها وبينها است وحقير عباد الله محمد تقي بن محمد باقر البافقي
اليزدي القمي النجفي اين حديث شريف را از اكتساب مبارك نقل نمودم انشاء الله تمام
شيعيان سعى نموده اين حديث وآن كتاب وسائر كتب را طبع خواهند فرمود ، وحضرت أحديث
جلت عظمته همه را موفق ومؤيد فرمايد ، توضيح آنكه هفتاد جلد آن در يزد در كتابخانه
مرحوم حجت الإسلام آقاى آقا ميرزا سليمان قدس سره موجود ميباشد تتمه آن ظاهرا در
بحرين در خانوادهء مرحوم مؤلف ميباشد التماس دعا از منتظربن حجة بن الحسن صلوات
الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين درام . بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ عبد
الله البحراني صاحب العوالم رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم البحراني عن شيخه
الجليل السيد ماجد البحراني عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني عن شيخه
المقدس الأردبيلي عن شيخه بن عبد العالي الكركي عن الشيخ علي ابن هلال الجزائري عن
الشيخ أحمد بن فهد الحلي عن الشيخ علي بن الخازن الحائري
ص 555
عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأول عن أبيه عن فخر المحققين عن شيخه ووالده
العلامة الحلي عن شيخه المحقق ابن نما الحلي عن شيخه محمد بن إدريس الحلي عن ابن
حمزة الطوسي صاحب ثاقب المناقب عن الشيخ الجليل محمد بن شهر آشوب عن الطبرسي صاحب
الاحتجاج عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة الحقة
عن شيخه المفيد عن شيخه ابن قولويه القمي عن شيخه الكليني عن علي بن إبراهيم عن
أبيه إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن قاسم بن يحيى الجلاء
الكوفي عن أبي نصر عن أبان بن تغلب عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله
الأنصاري رحمة الله عليهم أجمعين أنه قال . بسم الله الله الرحمن الرحيم سمعت فاطمة
الزهراء عليها سلام الله (بنت رسول الله (ص) خ ل) أنها قالت دخل علي أبي رسول الله
صلى الله عليه وآله في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا فاطمة ، فقلت وعليك السلام
يا أبتاه ، فقال : إني لأجد في بدني ضعفا فقلت له : أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف
فقال : يا فاطمة ايتيني بالكساء اليماني وغطيني به ، فأتيته وغطيته به وصرت أنظر
إليه فإذا يتلألأ كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي
الحسن عليه السلام قد أقبل فقال : السلام عليك يا أماه فقلت وعليك السلام يا قرة
عيني وثمرة فؤادي فقال لي : يا أماه إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول
الله صلى الله عليه وآله ، فقلت : نعم يا ولدي إن جدك تحت الكساء فأقبل الحسن (ع)
نحو الكساء وقال السلام عليك يا جداه يا رسول الله أتأذن لي أن أدخل معك ، فقال :
وعليك السلام يا ولدي وصاحب حوضي قد أذنت لك فدخل معه تحت الكساء فما كانت إلا ساعة
فإذا بولدي الحسين (ع) قد أقبل وقال : السلام عليك يا أماه ، فقلت : وعليك السلام
يا قرة عيني وثمرة فؤادي ، فقال لي : يا أماه إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة
جدي رسول الله (ص) فقلت : نعم يا بني إن جدك وأخاك تحت الكساء فدني الحسين (ع) نحو
الكساء وقال : السلام عليك يا جداه السلام عليك يا من اختاره الله أتأذن لي أن أكون
معكما
ص 556
تحت هذا الكساء فقال : وعليك السلام يا ولدي ويا شافع أمتي قد أذنت لك ، فدخل معهما
تحت الكساء فأقبل عن ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب ، وقال : السلام عليك يا فاطمة
يا بنت رسول الله (ص) فقلت : وعليك السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين فقال :
يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وابن عمي رسول الله (ص) فقلت :
نعم ها هو مع ولديك تحت الكساء ، فأقبل علي نحو الكساء وقال : السلا عليك يا رسول
الله ص أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء قاله وعليك السلام يا أخي وخليفتي وصاحب
لوائي في المحشر ، نعم قد أذنت لك ، فدخل علي تحت الكساء ثم أتيت نحو الكساء وقلت :
السلام عليك يا أبتاه يا رسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء ، قال لي
وعليك السلام يا بنتي ويا بضعتي قد أذنت لك فد خلت معهم فلما اكتملنا واجتمعنا
جميعا تحت الكساء فأخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء وأمي بيده اليمنى إلى السماء
وقال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي ، لحمهم لحمي ، ودمهم دمي ، يؤلمني
ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم ، وأنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وعدو لمن
عاداهم ، ومحب لمن أحبهم ، وإنهم مني وأنا منهم ، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك
وغفرانك ورضوانك علي وعليهم ، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقال عزو جل : يا
ملائكتي يا سكان سماواتي إني ما خلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا
ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا فلكا تسري ولا بحرا يجري إلا لمحبة هؤلاء الخمسة
الذين هم تحت الكساء ، فقال الأمين جبرئيل يا رب : ومن تحت الكساء ، فقال الله عزو
جل : هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها ، فقال
جبرئيل : يا رب أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادسا ، فقال الله عز وجل ،
قد أذنت لك ، فهبط الأمين جبرئيل وقال لأبي : السلام عليك يا رسول الله ص العلي
الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ، ويقول لك : وعزتي وجلالي : إني ما
خلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا
بحرا يجري ولا فلكا تسري
ص 557
لأجلكم ومحبتكم ، وقد أذن لي أن أدخل معكم ، فهل تأذن لي أنت يا رسول الله ، فقال
أبي : وعليك السلام يا أمين وحي الله نعم قد أذنت لك ، فدخل جبرئيل معنا تحت الكساء
، فقال جبرئيل لأبي : إن الله قد أوحى إليكم يقول : إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فقال علي يا رسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت
هذا الكساء من الفضل عند الله ، فقال ص : والذي بعثني بالحق نبيا ، واصطفاني
بالرسالة نجيا ، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا
ومحبينا إلا ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا ،
فقال علي : إذا والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة ، فقال أبي يا علي : والذي بعثني
بالحق نبيا ، واصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض
وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلا وفرج الله همه ، ولا مغموم إلا وكشف
الله غمه ، ولا طالب حاجة إلا وقضى الله حاجته ، فقال علي إذا والله فزنا وسعدنا
وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة برب الكعبة ، انتهى ما وجدته بخط
المرحوم العالم الزاهد البافقي المذكور . ثم طلبت من الفاضل الجليل الحجة الشيخ
محمد الصدوقي اليزدي أن يستكتب من نسخة العوالم سند الحديث ومتنه فاسعف مأمولي دام
توفيقه فأتاني بالمرجو فقابلته مع نسخة المرحوم البافقي فوجدتهما متطابقتين حرفا
بحرف ولم يكن بينهما فرق بنحو من الانحاء غير أن الصدوقي ذكر في كتابه أنه وجد
الحديث وسنده مكتوبا في هامش العوالم . وممن نقل المتن العلامة الجليل الثقة الثبت
شيخنا فخر الدين محمد العلي الطريحي الأسدي النجفي صاحب مجمع البحرين في كتاب
المنتخب الكبير ولا فرق بينه وبين المنقول عن العوالم إلا زيادة أجوبة التسليمات
وجملة قوله (ص) اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي الخ . وممن يوجد في كلماته هذا المتن
العلامة الجليل الديلمي صاحب الارشاد في كتابه
ص 558
الغرر والدرر فيوجد ما يقرب من نصف الخير . وكذا الحسين العلوي الدمشقي الحنفي من
أسرة نقباء الشام وقدر أبنه بخطه ونقل العالم الجليل الحجة خازن روضة العظيم بالري
الحاج الشيخ محمد جواد الرازي الكنى في كتابه (نور الآفاق ص 4 طبع طهران) المتن
الذي نقلناه بواسطة المرحوم البافقي عينا حرفا بحرف وقال ما لفظه : وسمعت عن شيخي
الثقة الحاج الشيخ محمد حسين السيستاني في سند هذا الحديث الشريف قال سمعت عن السيد
حسن بن السيد مرتضى اليزدي قال روى صاحب العوالم إلى آخر السند الذي نقلناه ويظهر
من كلامه أن الحديث مذكور في موردين في المجلد الحادي عشر والمجلد الثاني والستين
فلاحظ . وقد نظم هذا الحديث الشريف عدة من نوابغ الأدب وفرسان الشعر من أصحابنا
وغيرهم (فمن أجلهم العلامة الفقيه الأديب آية الله أبو المعز السيد محمد ابن
العلامة السيد مهدي القزويني الحلي المتوفى 1335 وكان في غاية الجلالة والنبالة من
أصدقاء والدي العلامة طاب ثراهما وننقل المنظومة من كتاب البابليات للفاضل المعاصر
الجليل الأستاد الشيخ علي الخاقاني النجفي نشر مجلة (البيان) أدام الله بركته وكثر
بيننا أمثاله قال في (ج 5 ص 252 ط النجف الأشرف) في ترجمة الناظم ما لفظه : وله
ناظما حديث الكساء بهذه الإرجوزة قوله روت لنا فاطمة خير النسا * حديث أهل الفضل
أصحاب الكسا تقول أن سيد الأنام * قد زارني يوما من الأيام فقال لي إني أرى في بدني
* ضعفا أراه اليوم قد انحلني قومي علي بالكسا اليماني * وفيه غطيني بلا تواني فقمت
نحوه وقد لبيته * مسرعة وبالكسا غطيته وصرت أر نور وجهه كالبدر * في أربع بعد ليال
عشر فما مضى إلا يسير من زمن * حتى أتى أبو محمد الحسن
ص 559
فقال يا أماه إني أجد * رائحة طيبة اعتقد بأنها رائحة النبي * أخي الوصي المرتضى
علي قلت نعم ها هوذا تحت الكسا * من علة مدثر به اكتسى فجاء نحوه ابنه مسلما *
مستأذنا قال له أدخل كرما فما مضى غير القليل إلا * وجاءني الحسين مستقلا فقال يا
أم أشم عندك * رائحة كأنها المسك الذكي وحق من أولاك منه شرفا * أظنها ريح النبي
المصطفى قلت نعم تحت هذا الكسا هذا * بجنبه أخوك فيه لاذا فجاء نحوه ابنه مستأذنا *
مسلما قال له أخل معنا فما مضت من ساعة إلا وقد * جاء أبوهما الغضنفر الأسد أبو
الأئمة الهداة النجبا * المرتضى رابع أصحاب العبا فقال يا سيدة النساء * ومن بها
زوجت في السماء إني أشم في حماك رائحة * كأنها الورد الندى فائحة يحكي شذاها عرف
سيد البشر * وخير من طاف ولبى واعتمر قلت نعم تحت الكساء التحفا * وضم شبليك وفيه
اكتنفا فجاء يستأذن منه قائلا * أأدخلن قال فادخل عاجلا قالت فجئت نحو هم مسلمة *
قال ادخلي محبوبة مكرمة فعند ما بهم أضاء الموضع * وكلهم تحت الكساء اجتمعوا نادى
إله الخلق جل وعلا * يسمع أملاك السماوات العلى أقسم بالعزة والجلال * وبارتفاعي
فوق كل عال ما من سما خلقتها مبنية * وليس أرض في الثرى مدحية ولا خلقت قمرا منيرا
* كلا ولا شمسا أضاءت نورا كلا ولا خلقت بحرا يجري * ماء ولا فلك البحار تسري
ص 560
إلا لأجل من هم تحت الكسا * من لم يكن أمرهم ملتبسا قال الأمين قلت يا رب ومن * تحت
الكسا بحقهم لنا ابن فقال لي هم معدن الرسالة * ومهبط التنزيل والجلالة وقال هم
فاطمة وبعلها * والمصطفى والحسنان نسلها فقلت : يا رب وهل تأذن لي * أن اهبط الأرض
لذاك المنزل فاغتدى تحت الكساء سادسا * كما جعلت خاما وحارسا قال أهبطن فجاءهم
مسلما * مستأذنا يتلو عليهم - إنما يقول إن الله خصكم بها * معجزة لمن غدا منتبها
أقرأكم رب العلى سلامه * وخصكم بغاية الكرامة وهو يقول معلنا ومفهما * أملاكه الغر
بما تقدما قال - علي - قلت يا حبيبي * ما لاجتماعنا من النصيب فقال والله الذي
اصطفاني * وخصني بالوحي واجتباني ما أن جرى ذكر لهذا الخبر * في محفل الأشياع خير
معشر إلا وأنزل الإله الرحمة * وفيه قد حفت جنود جمة من الملائك الذين صدقوا *
تحرسهم في الأرض ما تغرقوا كلا وليس فيهم مهموم * إلا وعنه كشفت غموم كلا ولا طالب
حاجة يرى * قضاءها عليه قد تعسرا إلا قضى الله الكريم حاجته * وأنزل السرور فصلا
ساحته قال علي نحن والأحباب * شيعنا الذين قدما طابوا فزنا بما نلنا ورب الكعبة *
فليشكرن كل فرد ربه ، انتهى وممن نظمه العلامة الجليل المعاصر السيد هاشم بن المحسن
اللعيبي الموسوي المتوفى سنة 1371 قال طاب ثراه وحشره الله مع الخمسة الثاوين تحت
الكساء
ص 561
قال ابن محسن اللعيبي هاشم * من قد نماه المرتضى وفاطم الحمد لله مصليا على * محمد
الآل أرباب العلى وبعد إني قد نظمت خبرا * لنا روته العلماء الخبراء عن البتول فاطم
تقول * يوما أتى منزلي الرسول سلم ثم قال لي آتيني * بذا الكساء وبه غطيني قلت له
أفديك يا خير الورى * ماذا تحسه وما الذي عرا قال أحس ضعفا اعتراني * في بدني يا
خيرة النسوان لما سمعت من أبي آتيته * بذلك الكساء قد غطيته وبعد ساعة من النهار *
أتى ابني الزكي ذو الأنوار سلم قائلا أشم رائحة * عندك يا أماه كانت فائحة كأنها
رائحة المختار * المصطفى جدي حبيب الباري قلت نعم يا زهر الزمان * ذا نائم تحت
الكساء اليماني إلى آخر تلك المنظومة الشريفة الراقية . وممن نظم العلامة مروج
المذهب في الأقطار السورية آية الله شيخنا في الرواية الفقيد المرحوم السيد محسن
الأمين الحسيني العاملي صاحب كتاب أعيان الشيعة حيث يقول قدس سره في قصيدته الشهيرة
التي أنشدنيها ببلدة قم المشرفة عام مجيئه إلى بلاد ايران حيث يقول : وخامس أصحاب
الكسا إذا اكتسى * به أحمد وابناك والبضعة الطهر وسادسكم جبريل ليس مشاركا * لكم
فيه زيد في الأنام ولا عمرو وهند أرادت أن تشارككم به * فأخرها الهادي وأفعالها غر
لأنت إلى خير ولكن تأخري * فللآل قدر ولا يماثله قدر وقال العلامة الشيخ أحمد
الشافعي مذهبا المالكي لقبا مصري موطنا على ما في المشارق للعدوي . لآل البيت عز لا
يزول * وفضل لا تحيط به العقول
ص 562
وإجلال ومجد قد تسامى * وقدر ما لغايته وصول وفي التنزيل بالتطهير خصوا * ومدحتهم
بها شهد الرسول وقال العلامة الشيخ يوسف النبهاني البيروتي . آل طه يا آل خير بني *
جدكم خيرة وأنتم خيار أذهب الله عنكم الرجس أهل ال * بيت قدما وأنتم الأطهار لم
يسل جدكم على الدين أجرا * غير ود القربى ونعم الإجار وقال العلامة السيد محمود بن
عبد المحسن المحيوي الخلوتي الدمشقي المتوفى سنة 1321 في ديوانه في ديوانه : إني
دخيل المرتضى وفاطمة * وابنيهما أهل العباء الباسمة الخ وقال العلامة المعاصر شاعر
آل الرسول المجاهر بحبهم حجة الإسلام الشيخ عبد الحنين ابن الشيخ عمران الحويزي
الحائري من الله علينا العترة النبوية ببقائه : أذهب الله عنهم كل رجس * بهدي الآية
التي أهداها كان تطهيرها بأنفس أمجاد * بهم أفلح الذي زكاها تتمة إعلم أن الآية
صريحة في الدلالة على عصمة أهل البيت توضيحه أن الآية صريحة في تعلق إرادته تعالى
بتطهير أهل البيت فيثبت تحققه لاستحالة تخلف إرادته عزا اسمه عن مراده لكونها مرادة
بالإرادة التكوينية لا محالة دون التشريعية فإن الإرادة التشريعية لا تتعلق إلا
بفعل المكلف وهي مساوقة للآمر به وقد تعلق في الآية بفعل الله جل وعز فقال : إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا مضافا إلى أن إرادته تعالى بالإرادة
التشريعية للطهارة لا تختص بأهل البيت بل يعم جميع المكلفين وبالجملة ما سموه في
الاصطلاح بالإرادة التشريعية ليس إلا إرادة صدور الفعل عن العبد باختياره المستتبعة
لمجرد أمر المولى عبده بذلك الفعل من غير أن يصدر من المولى ما يوقعه في = (*)
ص 563
المرزباني عن أبي الحمراء قال خدمت النبي (ص) نحوا من تسعة أشهر أو عشرة وكان عند
كل فجر لا يخرج من بيته حتى يأخذ بعضادتي باب علي (ع) ثم يقول السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته ، ثم يقول الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا ثم ينصرف إلى مصلاه والكذب من الرجس ، ولا خفاف في أن أمير
المؤمنين ادعى الخلافة لنفسه فيجب أن يكون صادقا انتهى . قال الناصب خفضه الله أقول
: أما إجماع المفسرين على أن الآية نزلت في علي فخلاف الواقع ولم يجمعوا على ذلك بل
أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في شأن أزواج النبي (ص) وهو
= الفعل ويلزمه عليه بل قد يختار عصيانه وقد يختار طاعته باستقلال إرادته من غير أن
تتوجه إليه قدرة تقوده إلى الفعل أو الترك ومن هنا يعلم أن الإرادة التشريعية ليست
إرادة في الحقيقة فإن الإرادة على ما عرفوها هي كيفية نفسانية مستتبعة لتحريك
العضلات نحو الفعل وإن كان يجب تجريدها بالنسبة إلى المبادئ العالية عن خصوصية
كونها كيفية عارضة وتجريد فعله عن كونه بتحريك العضلات فيكون ما يتحقق من المولى
عند التكليف مجرد إرادة الأمر والايجاب أو النهي والتحريم . ثم إن من البديهي أيضا
أنه ليس المراد من الرجس الرجس البدني الظاهري فالمراد منه الرجس الباطني من الشرك
والكفر والشك ودنس الذنب ومعصية الله وكل ما يعد رجسا (فإن قلت) يحتمل أن يراد من
التطهير أنه تعالى غفر ذنوبهم (قلت) إن المغفرة لا تطهر الدنس الحادث في نفس العاصي
بل إنما يوجب رفع العقوبة عنه ضرورة إن مغفرة المعصية لا توجب انقلابها عما وقعت
عليها ، ألا ترى أن مغفرة لظلم من ظلمه لا يخرج فعله عن القبح ، هذا مضافا إلى أن
حمل الآية عليها تنافي إطلاق الآية = (*)
المناسب لنظم القرآن ، قوله تعالى : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن
فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن لا تبرجن
تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا هذا نص القرآن يدل على أنها نزلت في
أزواج النبي (ص) لأنه مذكور في قرن حكاياتهن والمخاطبة معهن ، ولكن لما عدل عن صيغة
الخطاب المؤمنين إلى خطاب الذكور فلا يبعد أن تكون نازلة في شأن كل أهل بيت النبي
من الرجال والنساء فشملت عليا وفاطمة والحسن والحسين وأزواج النبي (ص) على هذا فليس
الرجس هاهنا محمولا على الطهارة من كل الذنوب ، بل المراد من الرجس الشرك وكباير
الفواحش كالزنا كما يدل عليه سابق الآية وهو قوله تعالى : فيطمع الذي في قلبه مرض ،
ولو سلمنا هذا فلا نسلم أن عليا (ع) ادعى الإمامة لنفسه ، ولو كان يدعيها لما كان
يدعيها بالعجز والخفية لوجود القوة والشجاعة والأعوان وكثرة القبايل والعشاير وشرف
القوم وغيرها من الفضائل ، ثم لو كان الرجس محمولا على الذنب لما كانت عايشة مؤاخذة
بذنبها في وقعة جمل ، لأن الآية نزلت فيها وفي أزواج النبي غيرها على قول أكثر
المفسرين فلا يتم له الاستدلال بهذه الآية انتهى .
فإن مغفرة الذنب لا يكون إلا بعد تحققه فالمذنب عند صدور الذنب منه غير مطهر لعدم
أمكن مغفرة الذنب عند الارتكاب به وإلا خرج عن كونه ذنبا ولم يصدق عليه عنوانه .
وبالجملة قد ظهر من الأحاديث التي قدمنا نقلها وقد حكموا بصحتها إن أهل البيت هم
أصحاب الكساء خاصة ودخول أزواجه (ص) معهم تحته مما لم يقله أحد مع أنه لا محرمية
بينهن وبين علي (ع) فالظن بدخولهن أوهن مع من تحرم عليه الصدقة مطلقا في أهل البيت
وهم وتخليط أو عناد أعاذنا الله منها والآية الكريمة دالة على عصمتهم من الأرجاس
بجميع أنواعها بالتأكيدات = (*)
أقول فيه نظر من وجوه ، أما أولا فلما مر من أن مراد المصنف من إجماع المفسرين
هاهنا وفي أمثاله اتفاق المفسرين من الشيعة والسنة على ذلك ، وأن هذا المعنى يتحقق
بموافقة بعض المفسرين من أهل السنة معهم ، وأن ما ذهب إليه بعض من طايفة وافق فيه
آخرون من خصامهم حجة على الكل ، وأيضا قد قلنا سابقا : إن مراد المصنف دعوى إجماعهم
على ذلك قبل ظهور المخالف ، والمخالف حادث لا يعتد به ، والذي يدل على ذلك أن من
المفسرين من روى خلاف ذلك كانوا متأخرين عن الثعلبي وأحمد بن حنبل ، ولهذا لم يذكر
الناصب الرجس المارد من أكثر هؤلاء المفسرين المخالفين الذي ادعى وجودهم واحدا
باسمه بل قد كذبه في ذلك من هو أعلم منه
= التي قدمنا الإشارة إليها من ذكر لفظة (إنما) (وإدخال اللام في الخبر) واختصاص
الخطاب وتكرير المؤدي وإيراد المفعول المطلق بعده وتنكيره والدال على الاهتمام
والتعظيم وتقديم ما حقه التأخر كتقديم عنكم على الرجس فأنشدك أيها الأخ أفبعد هذا
يبقى لك ريب وشك في السند أو الدلالة أو الجهة لا والله العلي العظيم فأرجو من
إخواني أهل الجماعة المنتحلين إلى السنة أن ينبذوا اتباع سلفهم ويمعنوا النظر فيما
تلونا عليهم وربي الواقف على الضمائر المطلع على السرائر يعلم أني مخلص في هذه
النصيحة إياهم لا في ضميري مرض ولس سوى الارشاد غرض هذا سبيل ربي فمن شاء فليؤمن
ومن شاء فليكفر إنا هديناه السبيل إما شاكر وإما كفورا إلى الله في كل الأمور توكلي
* وبالخمس أصحاب الكساء توسلي محمد المبعوث للناس رحمة * وفاطمة الزهراء والمرتضى
علي اللهم أمتنا مماتهم واحينا حياتهم واحشرنا في زمرتهم ولا تفرق بيننا وبينهم
طرفة عين أبدا آمين آمين . (*)
بالحديث والتفسير من مشايخ نحلته ، إذ قال الشيخ ابن حجر (1) في صواعقه (2) إن أكثر
المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم الخ . وأما
ثانيا فلأن ما ذكره من المناسبة إنما تجب رعايتها إذا لم يمنع عنه مانع ، ومن البين
أن تذكير ضمير عنكم ويطهركم وبعض القراين الخارجة الآتية مانع عن ذلك ، فمن ذلك من
المفسرين إلى حمل الآية على خصوص الأزواج نظرا إلى تلك المناسبة قد جعل نفسه موردا
للقول الشاعر : حفظت (أتيت خ ل) شيئا * * وغابت عنك أشياء (3) على أن في تغيير
الأسلوب في الآيات المتقاربة المسوقة لذكر أهل البيت والأزواج دقيقة هي أن الأزواج
في محل وأهل البيت في محل آخر عند الله تعالى ، وأما ثالث فلأن قوله : هذا نص
القرآن يدل الخ إن إشارة فيه بقوله هذا إلى الآيات التي ذكرها الناصب هي السابقة
على آية التطهير التي ذكرها المصنف فمسلم أنها تدل على إرادة الأزواج ، لكن لا
يجديه نفعا ، وإن أشار به إلى ما يعمها وآية التطهير فكون خصوص آية التطهير أيضا
دالة على ذلك ظاهر البطلان ، بل هو نص في خلاف ذلك لما عرفت وستعرفه ، وأما
استدلاله على ما فهمه من الدلالة بقوله : لأنه مذكور في قرن حكاياتهن إلخ ففيه أن
كون الآية الأولى في أزواجه (ص) لا يمنع عن كون ما هو في قرنها متصلا بها بعدها في
غيرهن ، سيما إذا قام الدليل على ذلك ضمير عنكم ويطهركم
(1) قد تقدمت ترجمته (2) ذكره في الصواعق (ص 141 ط مصر تحت إشراف الشيخ عبد الوهاب
عبد اللطيف) (3) أوله : قل للذي يدعي في العلم فلسفة ، وينسب إلى المحقق التفتازاني
أو الرازي أو الغزالي . (*)
وما روي (1) من أنه (ع) لما نزلت هذه الآية جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم
السلام وجللهم (2) بكساء فدكي فقال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
، وكذا ما رواه المصنف هاهنا عن محمد بن عمران وما رواه الشيخ ابن حجر في الباب
العاشر من صواعقه حيث قال في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم إنه صلى الله عليه وسلم قال
أذكركم الله في بيتي قلنا لزيد : من أهل بيته نساءه ؟ قال : لا أيم الله إن المرأة
يكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فيرجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيتي هاهنا
وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده وهو مذكور (3) في جامع الأصول أيضا وأقول : يفهم من
قوله إن المرأة يكون مع الرجل العصر من الدهر إلخ أن إطلاق أهل البيت على الأزواج
ليس أصل وضع اللغة وإنما هو إطلاق مجازي ، ويمكن أن يكون مراده أن الذي يليق أن
يراد في أمثال هذا الحديث من أهل البيت أصله وعصبته الذين لا تزول نسبتهم عنه أصلا
دون الأزواج ، وعلى التقديرين فهو مؤيد لمطلوبنا . وذكر سيد المحدثين جمال الملة
والدين عطاء الله الحسيني (4) في كتاب تحفة الأحباء خمسة أحاديث : احدثنان منها
وهما المسندان إلى أم سلمة رضي الله عنهما نصان صريحان
(1) قد مرت عدة أحاديث في هذا الشأن ، هي متواترة معنى ، صريحة دلالة فلا حاجة إلى
الإعادة . (2) وقد مر في تلك الأحاديث شيء كثير ذكرت فيه هذان اللفظان فليراجع .
(3) ذكره في جامع الأصول (ج 10 ص 103) ونقله في الصواعق ابن حجر المكي (ص 148 ط
الجديد بمصر) (4) هو كتاب التحفة في فضائل آل الرسول للسيد الجليل الأمير عطاء الله
الحسيني الدشتكي الشيرازي ، وقد مرت مؤلفه في أوائل هذا الجزء فراجع . (*)
في الباب لأن أحدهما وهو الذي نقله (1) من جامع الترمذي ، وذكر أن الحاكم حكم بصحته
وقد اشتمل على أنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند إدخال علي وفاطمة وسبطيه
في العباء ما قال ، قالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله ألست من أهل بيتك ؟ ،
قال إنك على خير أو إلى خير ، والحديث الثاني هو الذي نقله عن كتاب المصابيح (2)
بيان شأن نزول لأبي العباس أحمد بن حسن المفسر الضرير (خ ل النصير) الاسفرايني قد
تضمن أنه (ع) لما أدخل عليا وفاطمة وسبطيه في العباء قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي
وأطهار عترتي وأطياب أرومتي (3) من لحمي ودمي إليك لا إلى النار ، أذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا ، وكرر هذا الدعاء ثلاثا قالت أم سلمة (رض) : قلت يا رسول الله :
وأنا معهم ، قال : إنك إلى خير أنت من خير أزواجي ، ثم قال السيد قدس سره : فقد
تحقق من هذه الأحاديث أن الآية إنما نزلت في شأن الخمسة المذكورين عليهم السلام ،
ولهذا يقال لهم آل العباء ولله در من قال من أهل الكمال : شعر على الله في كل
الأمور توكلي * وبالخمس أصحاب العباء (الكساء خ ل) توسلي محمد المبعوث حقا وبنته *
وسبطيه ثم المقتدى المرتضى علي إن قيل ما ذكر من الأحاديث معارضة بما روي (4) أن أم
سلمة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألست من أهل البيت ؟ فقال بلى إن شاء الله
، قلنا لا نسلم صحة سندها ، لو سلم نقول : إنها رضي الله عنها في هذه الرواية في
معرض التهمة بجر نفع وشرف لنفسها ، فلا يسمع قولها وحدها ، ولو سلم نقول : إن كونها
من أهل البيت
(1) رواه صاحب التاج الجامع للأصول في الجزء الثالث (ص 364 ط مصر) (2) ذكره في كتاب
المصابيح (ص 205 ط مصر) (3) الأرومة : أصل الشجرة . (4) قد مرت عدة روايات دالة
عليه في ضمن الروايات المذكورة ذيل آية التطهير .
قد علق فيها بمشية الله تعالى ، من أهل البيت جزما مع أنها لو كانت منهم لما سألته
، لأنها من أهل اللسان والترجيح معنا بعد التعارض وهو ظاهر وأيضا أهل بيت الرجل في
العرف هم قرابته (1) من عترته لا أزواجه بدليل سبق الفهم إلى ذلك ، وهو السابق إلى
فهم كل عصر والمتداول في أشعارهم وأخبارهم ، لا أزواجه ولا يمكن إنكار هذا ، ثم
أقول : إن مناقشة الجمهور في هذا المقام ، إنما نشأ من حملهم البيت في الآية
والحديث على البيت المبني من الطين والخشب المشتمل على الحجرات التي كان يسكنها
النبي (ص) مع أهل بيته وأزواجه ، إذ لو أريد بالبيت : ذلك لاحتمل ما فهموه ، لكن
الظاهر أن المراد بأهل البيت على طبق قولهم : أهل الله وأهل القرآن ، أهل بيت
النبوة ، ولا ريب أن هذا منوط بحصول كمال الأهلية والاستعداد المستعقب للتنصيص
والتعيين من الله ورسوله على المتصف به ، كما وقع في الآية والحديث ، ولهذا احتاجت
أم سلمة إلى السؤال عن أهليتها للدخول فيهم كما مر ونظير ذلك أن المتبادر من الإرث
في قوله تعالى : وورث سليمان داود (2) هو إرث المال وقد قيل : المراد به إرث النبوة
أو العلم فافهم . وفوق ما ذكرناه كلام ، وهو : أنه لا يبعد أن يكون اختلاف آية
التطهير مع ما قبلها على طريق الالتفات
(1) وبهذا فسر كثير من المفسرين أهل البيت في قوله تعالى حكاية عن الرسل التي جائت
إبراهيم بالبشرى ، قالوا : أتعجبين من أمر الله ؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل
البيت ، الآية ، وذلك لظهور أن الاستبعاد عن تعجب سارة زوجة إبراهيم عليه السلام
وابنة عمه تولد إسحاق يعقوب عنها وهي عجوز وعن بعلها عليه السلام وهو شيخ إنما يتجه
عن مثل سارة التي اصطفاها الله تعالى لا كل من كان في بيت إبراهيم من العبيد
والإماء وهو ظاهر . منه (قده) (2) النمل الآية 16 . (*)
من الأزواج إلى النبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام على معنى أن تأديب الأزواج
وترغيبهن إلى الصلاح والسداد من توابع إذهاب الرجس والدنس عن أهل البيت (ع) فالحصل
نظم الآية به على هذا : أن الله تعالى رغب أزواج النبي (ص) إلى العفة والصلاح ،
بأنه إنما أراد في الأزل أن يجعلكم معصوما يا أهل البيت واللايق أن يكون المنسوب
إلى المعصوم عفيفا صالحا كما قال : والطيبات للطيبين (1) ، وأيضا فما الدليل على أن
هذه الآيات نزلت دفعة واحدة بهذا الترتيب وكانت في اللوح بهذا الوجه ؟ وما المانع
من أن يكون قوله تعالى إنما يريد الله الآية نزلت في غير وقت الذي نزلت فيه أقمن
الصلاة وآتين الزكاة ؟ ويكون عثمان أو غيره جعلها في هذا الموضع ظنا منه أنهن
المعنيات بها واجتهادا في الترتيب ، وليس يمكن إنكار هذا ، لأن من المعلوم أنه وقع
اختلاف كثير في ترتيب المصاحف حتى اصطلح الناس على مصحف عثمان ، والاختلاف إنما هو
في الترتيب ألبتة ، لأن القرآن متواتر كما لا يخفى ، وأما رابعا فلأن قول الناصب
الرجس وعلى هذا فليس الرجس هاهنا محمولا على الطهارة من كل الذنوب الخ مردود ، بأن
الرجس لا يحمل على الطهارة لظهور بطلان ذلك ، وإنما يحمل الطهارة على الطهارة عن
الرجس ، وأيضا الذي حمل الطهارة على الطهارة من كل الذنوب ، إنما حملها عليها على
تقدير أن يكون المراد من أهل البيت المذكور في الآية الخسمة من آل العباء لا على
تقدير أن يراد منها الأزواج ، فنفى كون الطهارة محمولا على الطهارة عن كل الذنوب
على التقدير الثاني ظاهر لا حاجة إلى ذكره وأما ما ذكره من أنا ا نسلم أن عليا ادعى
الإمامة لنفسه ، فقد مر الاستدلال عليه مفصلا ، وأما خامس فلأن ما ذكره بقوله ثم لو
كان الرجس محمولا على الذنب لما كانت عايشة مأخوذة بذنبها في وقعة جمل الخ فيه
(1) النور . الآية 26 . (*)
مؤاخذة ظاهرة لأن دخول عايشة في الآية فرض محال (1) ، ومن الجايز أن يستلزم محال
محالا آخر (2) فافهم وتدبر ، ومما ينبغي أن ينبه عليه أن الخبر في الإرادة المدلول
عليها بقوله تعالى : إنما يريد الله الآية إنما هو خبر عن وقوع الفعل خاصة دون
الإرادة التي يكون بها لفظ الأمر أمرا لأن قوله تعالى : يريد ليبين لكم (3) وقوله
تعالى : يريد الله بكم اليسر (4) ، لفظ عام في الآيتين ، فلو لم يكن بين آية
التطهير وبين هاتين الآيتين ، فرق لما كان لتخصيصها بأهل البيت عليهم السلام معنى ،
لأنه جل جلاله أرد بها المدح لهم ، ولا يحصل المدح إلا بوقوع الفعل (5) ولا يتوهمن
(1) لفظة فرض مضافة إلى كلمة (محال) ووجه الاستحالة : أنها بعد ما فرضت مذنبة كيف
يمكن دخولها في الآية ؟ (2) المحال الأول دخول عائشة في الآية والثاني عدم كونها
مأخوذة بذنبها في وقعة جمل ، ومن البديهي جواز استلزام محال لمحال آخر بل استلزامه
لذلك يؤكد استحالته فيكون محالا باستحالتين إحديهما لذاته والثانية من حيث استلزامه
للمحال الثاني . (3) النساء . الآية 16 . (4) البقرة . 185 . (5) وبعبارة أخرى لا
تخلو الإرادة في الآية إما أن تكون إرادة محضة لم يتبعها الفعل أو إرادة وقع الفعل
عندها ، والأول باطل ، لأن ذلك لا تخصيص فيه بأهل البيت ، بل هو عام في جميع
المكلفين ، ولا مدح في الإرادة المجردة وأجمعت الأمة على أن الآية فيها تفضيل لأهل
البيت وإبانة لهم عمن سواهم ، فثبت الوجه الثاني . وفي ثبوته ما يقتضي عصمة من عني
بالآية وأن شيئا من القبائح لا يجوز . ن يقع منهم على أن غير من سميناه لا شك أنه
غير مقطوع على عصمته ، والآية موجبة للعصمة فثبت أنها فيمن ذكرناهم لبطلان تعلقها
بغيرهم منه . (قده) ولقد اندفع بهذا ما ذكره أبو منصور الماتريدي في تفسير لهذه
الآية حيث قال : في = (*)
أحد أن الأذهب لا يكون إلا بعد الثبوت ، فقوله تعالى : ليذهب عنكم الرجس ، يكون
دالا على أنه كان ثابتا فيهم ، لأن هذا مدفوع بأن مبنى هذه القول على التخيل الذهني
= هذا الآية دلالة نقض ما يقوله المعتزلة من أن الله تعالى قد أراد أن يطهر الخلق
كلهم الكافر والمسلم وأراد أن يذهب الرجس عنهم جميعا . لكن الكافر حيث أراد أن لا
يطهر نفسه ولا يذهب عنه الرجس لم يطهر ، فلو كان على ما يقولون لم يكن لتخصيص هؤلاء
عن التطهير ورفع الرجس عنهم فائدة ولا منة ، فدل على أنه إنما يطهر من علم منه
اختياره الطهارة وترك الرجس ، وأما من علم منه اختيار الرجس فلا يحتمل أن يذهب منه
الرجس أو يريد منه غير ما يعلم أنه يختار ، وأن التطهير لمن يكون ، إنما يكون بالله
لا بما يقوله المعتزلة حيث قال : ويطهركم تطهيرا ، إذ على قولهم لا يملك هو تطهير
من أراد تطهيره ، إذ لم يبق عنده ما يطهرهم ، فذلك كله ينقض عليهم أقوالهم ومذاهبهم
(انتهى) ووجه الدفع ظاهر ، وأيضا مدفوع بأن الإرادة للعامة التي أثبتها المعتزلة
لله تعالى في تطهير كل الخلائق وهو إرادته ذلك مقرونا باختيار الخلق لا الإرادة
الاجبارية المدلول عليها بقوله تعالى : ولو شاء الله لهديكم أجمعين ، ونحوها من
الآيات فوجه التخصيص ظاهر وفائدته ظاهرة والمنة فيه أوضح ولله الحمد والمنة . وأما
ما ذكره من أن التطهير إنما يكون بالله لا بما يقوله المعتزلة الخ ففيه أنا نسأل
عنه ونقول له : ما تريد أيها الماتريدي بما يقوله المعتزلة هاهنا ولم يسمع أحمد
منهم القول : بأن التطهير وفعل العصمة صادر عن غير الله بل عدوهم ذلك من الألطاف
وفسروها بأنها لطف يفعل الله بالمكلف لا يكون معه داع إلى ترك الطاعة وفعل العصية
مع إمكان وجوده صريح في اعتقادهم أنه فعل الله تعالى فظهر إثباته بهذه النقوض
المنقوضة الواهية علامة حرمانه من ألطاف الله تعالى بأمل تقر بنفحات لطفه سبحانه
(منه قده) (*)
ولا يكون ثابتا ، ألا ترى أنك تقول للمخاطب : أذهب الله عنك كل مرض وإن كان ذلك غير
حاصل فيه ، فهذه الآية تزيل الخيال الذي يتصوره الإنسان في ذهنه ، هذا وسيجئ في بحث
الإجماع من أصول الفقه عند استدلال المصنف على حجية إجماع أهل البيت عليهم السلام
بهذه الآية ما اخترعه الناصب هناك من نظير هذه الآية في شأن ساير الناس مع التنبيه
منا على ما يلزمه من كفره بالله تعالى وبغضه وعداوته لأهل البيت عليهم السلام
فطالعه هناك والعنه لعنا وبيلا (1) ثم إن لنا في تحقيق هذه الآية رسالة منفردة ،
فمن أراد زيادة استبصار في المرام فعليه بها وبالله التوفيق .
(1) متخذ من قوله تعالى في سورة المزمل . الآية 16 . الوبيل : الشديد (*) فرغ العبد
محمود الحسيني المرعشي النجفي بمساعدة الأخ الفاضل الورع الميرزا علي أكبر الايراني
دام مجده من كتابة النسخة للطبع في شهر شعبان 1377 وتم تصحيحه بيد العبد (السيد
إبراهيم الميانجي) عفى عنه في 10 من شهر رمضان من تلك السنة وله الحمد أولا وآخرا
إن كان حب المرتضى ذنبا فلا * يعطى كتاب الأمن إلا المذنب إن تفردوا عنا الجحيم
بحبه * فرضيت أني في الجحيم معذب يا أيها الرجل المعاند قل لنا * من للمواضع
والمنابر يندب من للتقى من للوغى من للندى * من للشريعة والمشاكل يطلب من ذا الذي
ذل الطغاة بسيفه * من ذا حبيب المصطفى والأقرب تالله ما غير الوصي بأهلها * لكنما
تعمى القلوب وتعتب يا صنو طه المصطفى أنت الذي * لله يرضى في الأنام ويغضب أنت
الإمام المرتضى علم التقى * قمر الدجى شمس الهدى لا تغرب هيهات يا رب الفضائل
والعلى * رب الفصاحة عن مديحك يعزب يا ذا المناقب كالنجوم مضيئة * دون التي فيها
الأعادي كذبوا يا سيدي إن المسئ أتاكم * هذي سفينته ببابك ترسب من كان مثلك في
القيامة حاكما * أحرى بأن يشكو إليه المذنب قسما بعزة مجدكم وجلالكم * إني محب لا
أقول فأكذب وهواكم يجري بلحمي مع دمي * وسقيته مذ كنت طفلا ألعب لفقيد الشعر والفضل
العلامة المرحوم الشيخ بشير العاملي البيروتي حشره الله مع أحبته ومواليه . |
شرح إحقاق الحق (ج2) |