الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 521

وبالإسناد عليه السلام يرفعه إلى شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ ثوبا فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم قرأ هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، إلى آخر ما أورده ، والكتاب مما يعتمد عليه أهل النقل على اختلاف شئونهم في زبرهم . (ومنهم) العلامة المولى نظام الدين الحسن الأعرج بن محمد بن الحسين القمي المتوفى في أواخر المأة التاسعة في تفسيره الشهير بتفسيره النيسابوري المطبوع بهامش الطبري (ج 3 في ذيل آية التطهير من سورة الأحزاب) (ومنهم) المحدث الجليل السيد عطاء الله الحسيني الدشتكي الشيرازي ، أصيل الدين المتوفى سنة 903 في كتابه (روضة الأحباب) قال ما لفظه : وبصحت پيوسته از عايشه صديقه (رض) كه گفت بيرون رفت پيغمبر ص وبروى كسائى از پشم بود حسن بن على ويرا پيش آمد واورا در زير كساء در آورد ، بعد از آن حسين بن على در آمد واو را در آورد ، آنكاه فاطمه وعلى آمدند ، ايشان را نيز در آن كساء درآورد ، پس كفت : انما يريد الله ليذهب ، وأيضا قال في مورد آخر من الكتاب مالفظه : : مرويست كه حضرت بدر خانهء على وفاطمه آمدى وبايستادى وفرمود : السلام عليكم يا أهل البيت ، إنما يريد الله ، الآية ، إلى آخر ما قال ، وحيث كانت النسخة اللتي عندا مخطوطة لم نعين الصة . (ومنهم) العلامة الحافظ الشيخ عبد الرحمن جلال الدين أبو بكر السيوطي الشافعي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (الدر المنثور) (ج 5 ص 198 و199 ط القاهر) فإنه أورد فيه عدة أحاديث صحيحة صريحة دالة على أن الآية الكريمة نزلت في حق الخمسة أصحاب الكساء وهي من مخرجات ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وغيرهم من الحفاظ ، وتلك الروايات تنتهي أسانيدها إلى جماعة همن الصحابة والصحابيات والتابعين كأم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وسعد وزيد بن أرقم وابن عباس والضحاك بن مزاحم

ص 522

وأبي الحمراء وعمر بن أبي سلمة وغيرهم . وكذا في كتابه (الخصائص الكبرى) (ج 2 ص 294 و264 ط حيدر آباد) قال ما لفظه : أخرج الحاكم عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت : إنما يريد الله ، الآية فأرسل إلى علي وفاطمة وابنيهما ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ، الخ . وكذا في كتاب الاتقان (ج 2 ص 200 ط مصر) قال ما لفظه : أخرج الترمذي وغيره عن عمرو بن أبي سلمة وابن جرير وغيره عن أم سلمة : أن النبي ص دعا فاطمة وعليا وحسنا وحسينا ، لما نزلت : إنما يريد الله ، فجللهم بكساء وقال والله هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا . وكذا في كتابه الإكليل على ما في فلك النجاة (ص 43 ط لاهور) فإنه قال ما لفظه : إجماع أهل البيت حجة ، لأن الخطاء رجس ، فيكون منفيا عنهم . (ومنهم) فضل بن روزبهان الخجي الناصب المتوفى سنة 927 عبر نفسه في ذيل تمسك مولينا العلامة بقوله تعالى عم يتسائلون فراجع كلامه فيما سيأتي في الكتاب (ومنهما العلامة المؤرخ الجليل غياث الدين بن همام الدين الملقب بخواند مير المتوفى سنة 942 في كتابه المسمى (بحبيب السير) ج 1 ص 407 ط طهران) (ومنهم) الشيخ أحمد بن حجر المكي الهيثمي المتوفى سنة 974 في كتابه (الصواعق المحرقة) (ص 85 الطبع القديم ، وقال ما لفظه : آية التطهير أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين إلى آخر ما قال . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الحسيني الحنفي الترمذي الكشفي في كتابه (مناقب مرتضوي) (ص 43 ط بمبئي) قال ما لفظه : قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب ، در صواعق محرقة بياورد كه جمهور مفسرين براين اند كه آية مسطورة در شأن مرتضى علي وسيدة نساء وحسنين نازل شده ، إلى أن قال : در صحيح مسلم ومصابيح ومشكاة از أم المؤمنين عايشة رضي الله عنها ودر تفسير ثعلبي وفصل الخطاب

ص 523

از ابن عباس ومقاتل مروى است كه بعد از ايه كريمه : انما يريد الله ، آن سرور در چادرى از موى سياه كه در برداشت كه أمير المؤمنين على وفاطمه زهرا وحسنين آمدند ايشان را در زير آن چادر ايه مذكوره را قرائت نمود . (ومنهم) العلامة المحدث المفسر سراج الدين أو شهاب الدين محمد الشربيني الخطيب المتوفى سنة 977 في تفسيره الذي سماه (بسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا اللطيف الخبير) (ومنهم) العلامة المحدث أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد العلوي الدمشقي من أسرة نقباء الشام في كتاب (المناقب) رأيت بخطه الشريف رواية حديث الكساء وقد أنهى سنده إلى صفية بنت شيبة وهي عن عائشة وكان تاريخ الكتاب سنة 978 . (منهم) العلامة الشيخ محمد الشافعي اليماني القيسي الخزرجي الأشعري الأصول الإبي بكسر الهمزة مدينة باليمن وهو من علماء أواخر المأة العاشرة ، قال في شرح منظومته المسماة (بالسعدية) ما لفظه في شرح هذين البيتين . وآية التطهير قد تشهد له * * ثم نظرنا إذ فقدنا الكلمة إلى كناني فإن لم تجد * * فعربي كامل مسدد ففي صحيح مسلم عن عائشة (رض) أن النبي (ص) خرج غداة وعليه مرط مرجل من شعر الأسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت

ص 524

ويطهركم تطهيرا ، وكان فراغه من الكتاب سنة 980 . (ومنهم) العلامة المولى علي بن إبراهيم البلخي الحنفي من علماء المأة العاشرة في كتاب (بحر المناقب) (المخطوط) نقلا عن وسيلة المتعبدين للمولى أبي حفظ ابن المولى خضر قال ما لفظه : ودر تفاسير آمده است كه چون آيت (انما يريد الله ليذهب) فرود آمد حضرت رسول الله علي وفاطمة وحسن وحسين را مخصوص گردانيد وفرمود اللهم هؤلاء أهل بيتي ، ود وسيلة المتعبدين از عمر بن جميع از عايشه روايت كند كه حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة وحسن وحسين را بعبا پوشانيد وفرمود اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت عائشة فذهبت لأدخل رأسي فمنعني فقلت يا رسول الله ألست من أهلك فقال على خير . وبروايتي ديگر از ام سلمة كه گفت أن النبي اشتمل بالعباء ثم جعل ظهر علي بن أبي طالب على صدره وظهر فاطمة إلى ظهره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ثم عمهم ونفسه بالعبا قالت أم سلمة : حتى أنه صلعم جعل أطراف الكساء تحت قدمه ثم رفع طرفه إلى السماء وأشار بسبابتيه ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللهم وال من والاهم وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وكان جبرئيل يؤمن إلى آخر الحديث . (ومنهم) العلامة المولى علي القاري المتوفى سنة 1014 وقيل 1016 في كتاب (شرح الفقه الأكبر) على ما في فلك النجاة (ص 38 ط المطبعة المعروفة بگلزار محمدي) . (ومنهم) العلامة العارف الشيخ عبد الرؤف المناوي المتوفى سنة 1031 وقيل 1035 في شرح الجامع الصغير على ما فلك النجاة (ص 36 ، الطبع المذكور) (ومنهم) صاحب كتاب أرجح المطالب أورده في فلك النجاة صة (ص 56 ط لاهور) (ومنهم) صاحب كتاب الكفاية على ما في فلك النجاة (ص 39 ، الطبع المذكور) (ومنهم) العلامة الشيخ برهان الدين علي بن إبراهيم الحلبي الشافعي المتوفى

ص 525

سنة 1044 في كتاب (السيرة الحلبية) . (ومنهما) العلامة الشيخ عبد الحق الدهلوي المتوفى سنة 2 - 10 في كتاب مدارج النبوة (ص 589 ط دهلي) حيث صرح بنزول الآية في حقهم عليهم السلام خاصة (ومنهم) العلامة المحدث الزرقاني المتوفى سنة 1122 (في كتابه الشهير) (ص 2 و4) أخرج الحديث كما في الفلك (ص 49) (ومنهم) العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري المتوفى سنة 1173 كما في كتاب (الاتحاف) (ص 5 ط مصر بمطبعة مصطفى الحلبي) روى الترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ص ، قال : لما نزلت هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت في بيت أم سلمة رضي الله عنها دعا فاطمة وحسنا وحسينا وجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وفي رواية أخرى واسترهم كستري إياهم بملاتي هذه . فآمنت اسكفة الباب وحوائط البيت آمين ، آمين ، آمين ، ثلاثا إلى أن قال : الزمخشري لا دليل أقوى من هذه على فضل أصحاب الكساء وهم علي وفاطمة والحسنان . (ومنهم) الشيخ محمد الصبان المصري المتوفى سنة 1106 في كتاب (إسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الأبصار (ص 105 ط مصر مطبعة مصطفى محمد) قال ما لفظه : روى من طرق عديدة صحيحة أن رسول الله جاء ومعه علي وفاطمة وحسن وحسين بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم كساء ثم تلاه هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وفي رواية : اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وفي رواية أم سلمة قالت : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي فقلت : وأنا

ص 526

معكم يا رسول الله ، فقال : إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على خير ، وفي رواية لها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها إذ جائت فاطمة ببرمة بضم وسكون قدر من حجر فيها خزيرة بخاء معجمة مفتوحة فزاء مكسورة فتحتية ساكنة فراء ، ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة ، لكن أرق منها ، فوضعتها بين يديه فقال : أين ابن عمك وابناك ، فقالت : في البيت ، فقال : ادعيهم ، فجائت إلى علي وقالت : أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت وابناك فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجعلوا يأكلون من تلك الخزيرة تحت الكساء فأنزل الله عز وجل هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم ويطهركم تطهيرا وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم أدرج معهم جبريل وميكائيل ، وروى أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسمل : أنزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ، بيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وفي رواية ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنه صلى الله عليه وسلم جاء أربعين صباح إلى باب فاطمة يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وفي رواية ابن عباس سبعة أشهر (ومنهم) اللامة القاضي الحسين بن أحمد بن الحسين بن علي بن محمد بن سليمان بن صالح السياغي الحيمي اليماني الصغاني المتوفى سنة 1221 في كتاب (الروض النظير ج 1 ص 106) حيث قال في تعداد مناقب مولينا أمير المؤمنين سلام الله عليه ما لفظه : ولما نزل قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية دعاه النبي ص ، وزوجته وابنيه وجللهم بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

ص 527

وكذا في (ص 97 من ذلك الجزء) وأنهى سند الخبر إلى وائلة بن الأسقع . (ومنهم) العلامة الشيخ محمد بن علي الشوكاني الصنعاني اليماني المتوفى سنة 1250 ونروي عنه مروياته بواسطة مشايخنا اليمانيين ، منهم سيد ملك الإسلام ، شرف آل الرسول ، حميد الدين يحيى الحسني أما الزيدية وملك بلاد اليمن السعيدة قال في كتاب فتح القدير (ج 4 ص 270 ط القاهرة) ما لفظه : وقال أبو سعيد الخدري ومجاهدة وقتادة وروى عن الكلبي : أن أهل البيت المذكورين في الآية هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة إلى آخر ما أفاد ، ثم أورد عدة روايات بقوله : فأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت : إنما يريد الله الخ ، وفي البيت فاطمة ، وعلي ، والحسن والحسين ، فجللهم رسول الله ص بكساء كان عليه ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني ، وابن مردويه عن أم سلمة أيضا أن النبي ص كان في بيتها على منامة له عليه كساء خيبري ، إلى آخر الحديث ، وقد مر نقل متنه من الكتب العديدة ، وأخرجه أيضا أحمد من حديثها الخ ، وقد أخرجه الطبراني عنها من طريقين بنحوه ، وقد ذكر ابن كثير في تفسيره لحديث أم سلمة طرقا كثيرة في مسند أحمد وغيره ، وأخرج ابن مردويه والخطيب من حديث أبي سعيد الخدري نحوه ، وأخرج الترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي (ص) قال : نزلت هذه الآية على النبي (ص) إنما يريد الله ، الخ ، وذكر نحو حديث أم سلمة ، وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عايشة قالت : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرجل إلى آخر الحديث ، وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن وائلة بن الأسقع قال : جاء رسول الله (ص) إلى فاطمة ومعه علي والحسن والحسين حتى دخل ، الخ ، وله طرق في مسند أحمد ، وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني

ص 528

والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة إلى آخر الحديث . (ومنهم) العلامة المحدث أبو الفضل السيد شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي مفتي العامة بالعراق المتوفى سنة 1270 في تفسر روح المعاني (ج 22 ص 14 ط القاهرة بمطبعة المنيرية) ما لفظه أخرج الترمذي والحاكم وصححاه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي من سننه من طرق عدة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : في بيتي نزلت إنما يريد الله الآية وفي البيت فاطمة علي والحسن والحسين فجللهم رسول الله (ص) بكساء كان عليه ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وجاء في بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثلاث مرات . وفي بعض آخر أنه صلى الله عليه وسلم ألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وفي لفظ آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وجاء في رواية أخرجها الطبراني عن أم سلمة أنها قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه صلى الله عليه وسلم من يدي وقال : إنك على خير . وفي رواية أخرى رواها ابن مردويه عنها أنها قالت : ألست من أهل البيت فقال : صلى الله عليه وسلم إنك إلى خير إنك من أزواج النبي وفي آخرها رواها الترمذي وجماعة عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك على خير . وأخبار إدخاله صلى الله عليه عليا وفاطمة وابنيها رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم هؤلاء أهل بيتي ودعائه لهم وعدم إدخاله أم سلمة أكثر

ص 529

من أن تحصى وهي مخصصة لعمود أهل البيت بأي معنى كان البيت فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه وفي ص 13 وصح عن زيد بن أرقم في حديث أخرجه مسلم أنه قيل له من أهل بيته نسائه ص ؟ فقال لا أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصيته الذين حرموا الصدقة بعده (ص) (ومنهم) العلامة الشبلنجي المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر في كتاب نور الأبصار (ص 112 ط صمر مطبعة مصطفى محمد) قال : روى الحديث من طرق عديدة صحيحة ، وروى أيضا عن أم سلمة ، وروى أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري ، وروى ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن أنس ، وروى ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وعن ابن عباس وروى أيضا بنحو آخر ابن جرير وابن المنذر والطبراني وتركنا نقل متون الأحاديث لأنها بعينها هي التي أوردها الصبان في الاسعاف (ومنهم) العلامة المتفنن النواب السيد صديق حسن خان الحسيني ملك (بهوپال) من علماء القرن الرابع عشر في كتابه تشريف البشر بذكر الأئمة الاثني عشر (ص 4 طبع بهوپال) حيث قال ما لفظه : المراد من الآل علي وفاطمة والحسنان ويدل عليه آية المباهلة وآية التطهير والكساء الخ (ومنهم) العلامة الشيخ حسن العدوي الحمزاوي المصري المالكي المتوفى سنة 1303 في كتابه الشهير مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار طبعة القاهرة على نفقة سعيد باشا (ص 84) قال لما نزل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية دعا النبي (ص) فاطمة وعليا والحسن والحسين وجللهم بكساء فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي الحديث . وكذا في في ص 92 نقل عن ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والطبراني والحاكم أنهم رووا وصححوا عن أنس أن رسول الله (ص) كان يمر ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول : الصلاة أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

ص 530

(ومنهم) الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني من علماء القرن الرابع عشر قال في كتابه المسمى بالشرف المؤبد لآل محمد (ص) (ص 6 ط مصر) ما لفظه : واختلف المفسرون في أهل البيت في هذه الآية ، فذهبت طائفة منهم أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة وغيرهم كما نقله الإمام البغوي وابن الخازن وكثير من المفسرين إلى أنهم هنا أهل العباء وهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وذهب جماعة منهم ابن عباس وعكرمة إلى أنهم أزواجه الطاهرات (ص) ، قال هؤلاء لآيات كلها من قوله : يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله : إن الله كان لطيفا خبيرا ، منسوق بعضها على بعض ، فكيف صار في الوسط كلام لغيرهن وأجاب القائلون بأن المراد أهل العباء ، بأن الكلام العربي يدخل الاستطراد والاعتراض ، وهو تخلل الجملة الأجنبية بين الكلام المتناسق كقوله تعالى : إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإني مرسلة إليهم بهدية ، فقوله : وكذلك يفعلون جملة معترضة من جهة الله تعالى بين كلام بلقيس ، وقوله تعالى : فلا أقسم بمواقع النجوم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم ، أي فلا أقسم بمواقع النجوم إنه لقرآن ، وما بينها اعتراض على اعتراض ، وهو كثير في القرآن وغيره من كلام العرب ، وقد ثبت من طرق عديدة صحيحة أن رسول الله (ص) جاء ومعه علي وفاطمة الحسن والحسين قد أخذ كل واحد منهما بيد حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد على فخذه ، ثم لف عليهم كساءا ، ثم تلا هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وفي رواية اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي ، فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ، فقال : إنك من أزواج النبي (ص) على خير ، وروى أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص) : أنزلت هذه الآية في خمسة : في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ، وروى من

ص 531

طرق عديدة حسنة وصحيحة عن أنس (رض) أن رسول الله (ص) كان بعد نزول هذه الآية يمر بيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . وعن أبي سعيد الخدري أنه صلى الله عليه وآله وسلم جاء أربعين صباحا يعني بعد نزول هذه الآية إلى باب فاطمة يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله الخ ، وعن ابن عباس سبعة أشهر ، وفي رواية بثمانية أشهر ، وهذا نص منه (ص) على أن المراد من أهل البيت في هذه الآية هم الخمسة إلى أن قال : وذكر ابن جرير في تفسيره خمسة عشرة رواية بأسانيد مختلفة في أن أهل البيت في الآية هم النبي (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين ، وحكى عن خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور عشرين رواية من طرق مختلفة في أن المراد منهم النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، منها ما أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم الطبراني وابن مردويه عن أم سلمة زوج النبي (ص) أن رسول الله (ص) كان في بيتها على مقامة له عليه كساء خيبري ، فجائت فاطمة ببرمة في خزيرة ، فقال رسول الله (ص) ادعي زوجك وابنك حسنا وحسينا ، فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي (ص) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فأخذ النبي (ص) بفضلة فغشاهم إياها ثم أخرج يده من الكساء وألوى بها إلى السماء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، وفي رواية وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة : فأدخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله : وأنا معكم ، فقال : إنك إلى خير مرتين . (ومنهم) العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الشافعي الحضرمي من علماء أوائل المأة الرابع عشر وهو من مشايخ العلامة السيد محمد بن عقيل شيخنا في الرواية قال في كتابه المسمى برشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي (ص 12 ط القاهرة بمصر) ما لفظه : قال الله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم

ص 532

الرجس ، الآية : الرجس القذر الدنس ، والمراد هنا الإثم المدنس للقلوب ، وقيل : الرجس الشك ، وقيل : السوء ، وقيل : عمل الشيطان ، والعموم أولى ، وفي استعارة الرجس للإثم والترشيح لها بالتطهير تنفير بليغ عن اقترافه مطلقا ، وقد اختلفت المفسرون في المراد بأهل البيت المذكورين في الآية الكريمة ، فمن قائلين : أهل بيته (ص) نساءه متمسكين بظاهر سياق الآيات منهم عكرمة وعطاء ومقاتل ، ويرده هذا القول مع يأتي من الأحاديث الصريحة قول مجاهد ، وقتادة وأبي سيعد الخدري وغيرهم أنها لو نزلت في نسائه (ص) لكان الخطاب في الآية الكريمة بما يصلح للإناث ، ولقال تعالى : عنكن ويطهركن كما في الآية قبلها ، إلى أن قال : وهذا القول (أي القول بعموم شمول الآية للزوجات) أيضا لا يطابق ما سيرد من الأحاديث والزوجات الطاهرات وإن كن داخلات في عموم الآية بمقتضى السياق ، لكن الخصوص موجه إلى علي وفاطمة وابنيهما ، ولو كان غير علي وفاطمة وابنيهما مقصودا أو مشاركا في المعنى المراد بأهل البيت وهو موجود عند نزولها لقال (ص) حين جلل عليا وفاطمة وابنيهما رضوان الله عليهم بالكساء المقدس : هؤلاء من أهل بيتي ، ولكنه حصر المعنى عليهم فقال : هؤلاء أهل بيتي ، وما كان تخصيصهم بذلك منه (ص) إلا عن أمر إلهي ووحي سماوي . والذي قال به الجماهير من العلماء وقطع به أكابر الأئمة وقامت به البراهين وتظافرت به الأدلة أن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي وفاطمة وابناهما ، إذ المصير إلى تفسير من أنزلت عليه الآية متعين . دعوا كل قول غير قول محمد * فعند بزوغ الشمس ينطمس النجم فإنه صلوات الله عليه وآله هو الذي فسرها بأن أهل بيته المذكورين في الآية الكريمة هم علي وفاطمة وابناهما بنص أحاديثه الصحيحة الواردة عن أئمة الحديث المعتد بهم رواية ودراية . فقد أخرج الإمام أبو عيسى الترمذي وصححه وابن جرير وابن المذر والحاكم وصححه

ص 533

وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت : في بيتي نزلت : إنما يريد الله ليذهب عنكم الآية ، وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين ، فجللهم رسول الله (ص) بكساء كان عليه ، ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي (ص) كان في بيتها على منامة له عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة ، إلى آخر الرواية المزبورة آنفا ، وأخرجه الإمام أحمد من حديثها ، وأخرجه الطبراني عنها من طريقين بنحوه ، وذكر ابن كثير في تفسيره والسمهودي في جواهره لحديث أم سلمة طرقا كثيرة ، وأخرج الإمام مسلم والإمام أحمد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة (رض) قالت : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ، ثم جاء علي فأدخلها معه ، ثم قال : إنما يريد الله الآية ، وأخرج بن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : جاء رسول الله (ص) إلى فاطمة ومعه علي والحسن والحسين حتى دخل ، فأدخل عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ، ثم تلا هذه الآية وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وله طرق في مسند أحمد ، وأخرج بن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس (رض) أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة (رض) إذا خرج إلى الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله الآية ،

ص 534

وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري (رض) أنها نزلت في خمسة : النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم ، وأخرجه ابن جرير مرفوعا بلفظ : أنزلت الآية في خمسة ، في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ، وأخرجه الطبراني أيضا ، إلى أن قال : والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وبما أوردته منها يعلم أن المراد بأهل البيت في الآية الكريمة هم علي وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم ، ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت هو من أقوال الشيعة ، لأن ذلك محض تهور يقتضي بالعجب ، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنة يسفر الصبح لذي عينين . ولنعم ما قال الشاعر : هم العروة الوثقى لمعتصم بهم * مناقبهم جاءت بوحي وانزال مناقب في الشورى سورة هل أتى * وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي وهم أهل بيت المصطفى فودادهم * على الناس مفروض بحكم واسجال وقال الشافعي : يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم القدر إنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له وقال الشيخ قطب الارشاد الحبيب عبد الله بن علوي بن محمد الحداد علوي (رض) شعرا وآل رسول الله بيت مطهر * محبتهم مفروضة كالمودة هم الحاملون السر بعد نبيهم * وورائه أكرم بها من وراثة قال السيد السمهودي في كتابه المسمى بجواهر النقدين في فضل الشرفين قلت : وأنا أيدت بهذه الآية يعنى آية التطهير لأني تأملتها مع ما ورد من الأخبار في شأنها وما صنعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزولها ، فظهر لي أنها منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على أمور عظيمة لم أر من تعرض لها ، أحدها اعتناء الباري جل وعلا بهم وإشارته لعلو قدرهم حيث أنزلها في حقهم

ص 535

ثانيها تصديره لذلك بإنما التي هي أداة الحصر ، لإفادة أن أرادته في أمرهم مقصورة على ذلك الذي هو منبع الخيرات لا تتجاوزه إلى غيره ، ثم عد (رض) أمورا عظيمة ، ثم ذكر منها شدة اعتنائه صلى الله عليه وآله وسلم بهم ، وإظهاره لاهتمامه وحرصه عليهم مع إفادة الآية لحصوله ، مع استعطافه صلى الله عليه آله وسلم بقوله : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، وقد جعلت إرادتك في أهل بيتي مقصورة على إذهاب الرجس والتطهير ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وعد منها أيضا دخوله صلى الله عليه وآله وسلم معهم في ذلك ، ثم قال بعد أن أورد ما أثبت به ذلك : وفيه يعني في دخوله معهم من مزيد كرامتهم واناقة تطهيرهم ، وإبعادهم عن الرجس الذي هو الإثم أو الشك فيما يجب الإيمان به ما لا يخفى موقعه عند أولي الألباب ، ومنها أيضا أن دعاءه صلى الله عليه وآله وسلم مجاب ، سيما في أمر الصلاة عليه ، ، وقد دعا مولاه أن يخصه بالصلاة عليه وعليهم ، فتكون الصلاة عليه من ربه كذلك ، ومنها أيضا أن قصر الإرادة الإلهية في أمرهم على إذهاب الرجس تشير إلى ما سيأتي في بعض الطرق من تحريمهم في الآخرة على النار ، فمن قارف منهم شيئا من الأوزار يرجى أن يتدارك بالتطهير بإلهام الإنابات وأسباب المثوبات وأنواع المصائب المؤلمات ونحو ذلك من المكفرات للذنوب وعدم إنالتهم ما لغيرهم من الحظوظ الدنيويات وكذا بما يقع من الشفاعات النبويات ، انتهى كلام السمهودي قال السيد خاتمة المحققين السيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل بعد إيراده كلام السمهودي ما لفظه : فإذا تقرر لديك ذلك ، فإيضاح وجه الاستدلال أن من المعلوم المقطوع به عند أهل السنة أن إرادته تعالى أزلية ، وأنها من صفات الذات القديمة بقدمها ، وقد علق الله تعالى الحكم بها ، إذ أحكام صفات الذات المعلقة بها لا يجوز عليها التجوز لأنه يلزم منه حدوث تلك الصفة ، فيلزم من حدوثها حدوث ذات القديمة وقيام الحوادث بها ، وكل منهما يستحيل قطعا ، تعالى الله عن ذلك

ص 536

حتى قال جمع من المشايخ العارفين : يجب على كل مسلم أن يعتقد أن لا تبديل لما اختص الله تعالى به أهل البيت بما أنزل الله فيهم ، إذ شهادته لهم بالتطهير وإذهاب الرجس عنهم في الأزل على الوجه المذكور ، انتهى . وقال صاحب كتاب رشفة الصادي أيضا في (ص 28) ما لفظه : ويحكى عن الإمام جعفر الصادق في قوله تعالى : طه أنه قال : الطاء طهارة أهل البيت والهاء هدايتهم ذكره الإمام عبد الرحمن العيدروس في عقد الجواهر . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله (ص) ، قال رأيت رسول الله (ص) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وفي الباب أحاديث وآثار وقد ذكرنا هاهنا ما يصلح للتمسك به دون ما لا يصلح . هذا ما رمنا من نقل عباراته والسلام على من اتبع الهدى ونأى بجانبه عن العصبية والهوى . (ومنهم) الفاضل المعاصر خريج الجامع الأزهر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي العلوي الصادقي النسب الحنفي المذهب الأفغاني المولد في كتابه أئمة الهدى (ص 145 طبع القاهرة) حيث قال ما لفظه : وقد روي عن طرق عديدة صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى بيت أم سلمة رضي الله عنها إلى آخر حديث الكساء . (ومنهم) العلامة المعاصر السيد محمد بن يوسف الحسني التونسي الشهير بالكافي ، وهو في حال الحياة في كتابه المسمى بالسيف اليماني المسلول المطبوع بدمشق في مطبعة الترقي في (ص 9) أورد حديث الكساء وأنهى سنده إلى عائشة ، وكذا نقل عن البزاز وغيره ، والرجل من المتحاملين على الشيعة وقد أجرى الله الحق على قلمه (ومنهم) العلامة المعاصر المتفنن في العلوم سيما الحديث والفقه والرجال والدراية والتفسير ، الشريف الجليل السيد علوي الحداد العلوي الصادقي النسب، الحضرمي الأصل ، الجاوي المسكن الشافعي المذهب ، وهو من مشايخنا في رواية كتبهم وكتب إجازة مبسوطة لنا وهي بخطه موجودة عندنا

ص 537

قال في كتابه النفيس (القول الفصل فيم لنبي هاشم وقريش من الفضل ج 1 ص 48 طبع إفريقيا) ما لفظه : إنه أي حديث الكساء من الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة المتواترة معنى اتفقت الأمة على قبوله ، فهم بين من يحتج به كالشيعة ومئول له كغيرهم والتأويل فرع القبول وقد قال بصحته سبعة عشر حافظا من كبار حفاظ الحديث انتهى . وقال في (ج 2 ص 162) من كتابه المذكور في مقام الرد على الناصب المشهر بابن التلميذ وهو نصاب عصرنا في بلاد إفريقيا ما لفظه : الحديث صحيح ، أخرجه مسلم في مسنده من طرق ، والحاكم في مستدركه وصححه والبيهقي وصححه ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، والنسائي والطبراني في معجمه الكبير من طرق ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفسيره ، وقد التزم أن يذكر أصح ما ورد ، وابن مردويه والخطيب وابن أبي شيبة والطيالسي وأبو نعيم والحكيم الترمذي ، والذين قالوا بصحته جمع غفير منهم الأئمة مسلم وابن أبي حاتم وصالح بن محمد الأسدي وابن شاهين والحافظ أحمد بن صالح المصري والحاكم والبيهقي والحافظ ابن حجر وابن عبد البر وابن تيمية والسخاوي والقسطلاني والكمال المزي والزرقاني والسمهودي والشوكاني وغيرهم من أئمة أهل السنة والجماعة ومحدثوا الشيعة قاطبة . وقد رواه من الصحابة الإمام علي والسبطان عليهم السلام وعبد الله بن جعفر وابن عباس وأم سلمة وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري وابن مسعود ومعقل بن يسار ووائلة بن الأسقع وعمر بن أبي سلمة وأبو الحمراء فهؤلاء خمسة عشر صحابيا ورواه عمرو بن شعيب أيضا عن آبائه ، وأبو ليلى وعبد الله بن عياش بن ربيعة إلى آخر ما أفاد من صحة الأحاديث في شأن نزول الآية ، وأنها نزلت في بيت أم سلمة وفاطمة عليها السلام ، ولما فرغ من السند شرع في البحث عن الدلالة وعنون الباب بقوله : من هم أهل البيت في الآية ، ونقل عن بعض المحققين من الشافعية كلاما

ص 538

وهو : قلت لهذا الحديث طرق جمة وصحته وثبوته مما لا شك فيه ولا مرية وهو نص صريح على انحصار الخصوصية العظمى في جميع ما جاء في أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم في هؤلاء وأبنائهم فقط ، وأن دخول غيرهم في شيء من رشاش ذلك الفضل إنما هو على سبيل التبعية كدخول مواليهم لا غير ، فهم فقط حامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصته ووراثه وخلفائه وأهل الحق وقرناء الكتاب ولا يشاركهم في شيء من هذا ، ولا ما يقاربه أحد ، لا آل عباس ولا آل جعفر فضلا عن غيرهم ، بل ولا بو علي من غير فاطمة ولهذا قال البيهقي كما نقله الحفظي في كتابه عقد اللئالي بعد أن ذكر الرواية في وائلة بن الأسقع ، أنت من أهلي ، قال البيهقي وكأنه جعله في حكم الأهل تشبيها لهؤلاء الخمسة تكرر في بيت فاطمة وأم سلمة وغيرهما وهو الصواب وسيأتي الكلام عليه قال العلامة السمهودي محدث القوم في عصره بالمدينة المشرفة على ما نقله العلامة الحداد في كتاب الفصل : اعلم أني تأملت هذه الآية مع ما ورد من الأخبار في شأنها وما صنعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزولها فظهر لي أنها منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على أمور عظيمة لم أر من تعرض لها الخ وحيث يطول بنا الكلام لو نقلنا ما عده من الأمور بعين ألفاظه فلنذكر محصل ما أفاده وملخصه الأول تصديرها بكلمة (إنما) الدالة على الحصر لإفادة أن إرادته تعالى مقصورة على ذلك الذي هو منبع الخيرات لا يتجاوزه إلى غيره . 2 اعتناء الباري بهم وإشارته بعلى قدرهم حيث أنزلها في حقهم دون غيرهم 3 تأكيده لتطهيرهم بذكر المصدر ليعلم أنه في أعلا مراتب التطهير 4 تنكيره تعالى لذلك المصدر حيث قال : تطهيرا للإشارة إلى كون تطهيره إياهم نوعا عجيبا غريبا ليس مما يعهده الخلق ولا يحيطونه بدرك نهايته . 5 شدة اعتنائه صلى الله عليه وسلم وإظهاره اهتمامه بذلك وحرصه على ذلك مع إفادة الآية لحصوله ، فهو إذا لتحصيل المزيد من ذلك حيث كرر طلبه لذلك من مولاه عز وجل

ص 539

مع استعطافه بقوله اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أي وقد جعلت إرادتك في أهل بيتي مقصورة على إذهاب الرجس وأذهبه عنهم وطهرهم تطهيرا بأن تجدد لهم من مزيد تعلق الإرادة بذلك ما يليق بعطائك . 6 دخوله صلى الله عليه وسلم في ذلك لما ورد عن أبي سعيد وغيره أنها نزلت في خمسة وقد تقدم وقد جاء في رواية أم سلمة رضي الله عنها نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله الآية) في سبعة جبريل وميكائيل ورسول الله وفاطمة وعلي والحسن والحسين وفيه مزيد كرامتهم وإبانة تطهيرهم وإبعادهم عن الرجس ما لا يخفى موقعه عند أولي الألباب . 7 دعائه صلى الله عليه وسلم بما تضمنت الآية وبأن يجعل الله صلواته ورحمته وبركاته ومغفرته ورضوانه عليهم ، لأن من كانت إرادة الله في أمره مقصورة على ذهاب الرجس عنهم والتطهير لهم كان حقيقا بهذه الأمور . 8 في طلب ذلك له ولهم من تعظيم قدرهم وإنافة منزلتهم حيث ساوى بين نفسه وبينهم في ذلك ما لا يخفى . 9 أنه صلى الله عليه وسلم سلك في طلب ذلك من مولاه عز وجل أعظم أسلوب وأبلغه حيث قدم مناجاته تعالى على الطلب بقوله : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم فأتى بهذه الجملة الخيرية المقرونة (بقد) التحقيقية المفيد لتحقيق ذلك من مولاه ، ثم أتبعها بالمناجاة بقوله : إنهم مني وأنا منهم ، وذلك من قبيل الإخبار ، ثم فرع على الجملة الطلبية حيث قال فاجعل صلواتك لسر لطيف ظهر لي بوجهين : الأول تمام المناسبة في الأبوة الإبراهيمية التي فإنها تقتضي استجابة هذا الدعاء وأن يعطى ما طلبه لنفسه ولأهل بيته كما أعطي أبوه إبراهيم ، والثاني أنه صلى الله عليه وسلم من جملة آل إبراهيم كما عن ابن عباس في تفسيره قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم الآية ، فمحمد صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم وآله قد أعطوا

ص 540

تلك الأنوار ، فقد ثبت إعطاء الأنوار له فيما معنى وآله منه وهو منهم ، فتوصل لاستجاب إنعامه بذكر إنعامه . 10 إن دعائه صلى الله عليه وسلم سيما في أمر الصلاة عليه ، فقد دعا مولاه أن يختصه وآله بالصلاة عليه وعليهم فتكون الصلاة عليه وعليهم من ربه عز وجل . 11 أن جمعه معه صلى الله عليه وسلم في هذا التطهير الكامل وما نشأ عنه وعنهم من الصلاة عليه وعليهم مقتض لإلحاقهم بنفسه الشريفة ، كما يشير إليه قوله : اللهم إنهم مني وأنا منهم ، وقوله أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ، وكذا ألحقوا به في قصة المباهلة المشار إليها بقوله تعالى (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم) فألحق تعالى أهل الكساء به ولأنه آكد في الدلالة على ثقته واستيقانه صدقه حيث اجترء على تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس إليه لذلك ، ولم يقتصر على تعريض نفسه وعلى ثقته بكذب خصمه . 12 أن قصر الإرادة في أمرهم على إذهاب الرجس والتطهير يشير إلى ما سيجئ من تحريمهم في الآخرة على النار . 13 حثهم بذلك على كمال البعد عن دنس الذنوب والمخالفات وتمام الحرص على امتثال المأمورات بدلالة ما سبق من قوله صلى الله عليه وسلم عند تذكيرهم بالصلاة : (الصلاة يرحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) . 14 أن قوله صلى الله عليه وسلم فجعلني في خيرهم بيتا ، فذلك قوله تعالى : إنما يريد الآية ، دال على أنهم استحقوا بذلك أن يكونوا خير الخلق . 15 أن الآية أفادت طهارتهم ومساواتهم نشأ عن ذلك إلحاقهم به في المنع من الصدقة التي هي أوساخ الناس وعوضوا عن ذلك خمس من الفيئ والغنيمة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : لا أحل لكم أهل البيت من الصدقات شيئا لا غسالة الأيدي ، إن لكم في خمس الخمس ما يكفيكم إلى آخر ما أفاد ، ثم نقل عن بعض المحدثين المحققين من

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب