الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 481

أجمع أهل الأدب على جزالتها واحتوائها لمضامين شامخة دقيقة وأتى الوحي يقظة لا بنوم * فه حبيبي لا تخش من كل لوم وألح الإله في كل يوم * فتفكرت في ضمائر قوم وهي مطوية على شحناها عمت في بحر فكرة أي عوم * وتفكرت كل ليل ويوم بأمور نغصت كل نوم * وتطيرت من مقالة قوم قد غلى بابن عمه وتناها وتأملت إذ خشيت الدواهي * من طغام نفاقهم متناهي كم عتت عن أوامر ونواهي * فأتتني عزيمة من إلهي أوعدتني إن لم أبلغ سطاها فرأيت البليغ للأمر أسدى * وهو للعالمين أهدى وأجدى وتطلبت للسلامة نجدا * فهداني إلى التي هي أهدى وحباني بعصمة من آذاها فاسرعوا للنجاح بعد التأني * وخذوا الرشد والهداية مني واشكروا للإله أعظم من * أيها الناس حدثوا اليوم عني وليبلغ أدنى الورى أقصاها فاسمعوا ترشدوا ولا تعصوا قولا * وأطيعوا يزدكم الله طولا أولست الذي بكم أنا أولى * كل نفس كانت تراني مولا فلترى اليوم حيدرا مولاها وليفز بالنعيم في دار خلد * ذو ولاه من كل حر وعبد وليؤدي أمانة من يؤدي * ربي هذا أمانة لك عندي وليك الأمين قد أداها فاهد يا رب في ولاه المضلا * وارع من يرع فيه عهدا وإلا = (*)

ص 482

قال الناصب خفضه الله أقول : أما ما ذكر من إجماع المفسرين على أن الآية نزلت في علي فهو باطل فإن المفسرين لم يجمعوا على هذا ، وأما ما روي من أن رسول الله (ص) ذكره يوم غدير خم أخذ بيد علي وقال : ألست أولى ، فقد ثبت هذا في الصحاح وقد ذكرنا سر هذا في ترجمة كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ومجمله : أن واقعة غدير خم كان في مرجع رسول الله (ص) عام حجة الودع وغدير خم محل

(هامش)

= وإذا ضل من سواه تولى * وال من لا يرى الولاية إلا لعلي وعد من عاداها كتبوا أمرهم وللسلم القوا * إذ شقوا أنفسا للناس أشقوا إن أجابوا زورا وللحقد بقوا * لم تسعهم إلا الإجابة بالقول وإن كان قصدهم ما عداها إلى أن قال أنكرت نص ربها أشقياها * * في علي والمصطفى فيه فاها لكم أولت حديثا أتاها * * قل لمن أول الحديث سفاها وهو إذ ذاك ليس يأبى السفاها جامعا للأنام من كل شعب * قائلا إن ذاك عن أمر ربي ماسكا كف حيدر خير ندب * راكبا ذروة الهدائح ينبي عن أمور كالشمس راد ضحاها كاد قوم والرب قد كاد كيدا * وكفى بالحجم سجنا وقيدا قل ودع في الأنام عمرو أو زيدا * أيها الراكب المجد رويدا بقلوب تقلبت في جواها الخ (*)

ص 483

افتراق قبايل العرب وكان النبي (ص) يعلم أنه آخر عمره وأنه لا يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا الاجتماع ، فأراد أن يوصي العرب بحفظ محبة أهل بيته وقبيلته ، ولا شك أن عليا (ع) كان بعد رسول الله (ص) سيد بني هاشم وأكبر أهل البيت فذكر فضائله وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة معه ، ليأخذه العرب سيدا ويعرفوا فضله وكماله ، ولينصف المنصف من نفسه لو كان يوم غدير خم صرح رسول الله (ص) بخلافة علي نصا جليا لا يحتمل خلاف المقصود ألا ترى العرب مع جلافتهم وكفرهم بعد رسول الله (ص) وجعلهم الأنبياء فيهم مثل مسيلمة الكذاب (1) وسجاح (2) وطليحة (3) كانوا يسكتون على خلافة أبي بكر وكانوا لا يتكلمون بنباس (4) في أمر خلافة علي (ع) مع أن رسول الله (ص) نص على المنبر بمحضر جميع قبائل العرب : إن أنصف المتأمل العاقل علم أنه لا نص هناك (انتهى) . أقول أولا أن المصنف لم يدع إجماع المفسرين بل قال : نقل الجمهور ، والمعنى بالجمهور أكثرهم ، وبالجملة مراد المصنف من ذلك موافقة جماعة من مفسري الجمهور مع مفسري الإمامية فيما ذكر ولا يهمنا اتفاق كافتهم في ذلك ، إذ ما ذهب إليه بعض من طائفة ووافق فيه آخرون من خصامهم يكون حجة على باقي تلك الطائفة ولهذا ترى أن علماء الشيعة يحتجون على جمهور أهل السنة بأن أبا حنيفة قال كذا ، والغزالي قال كذا إلى غير ذلك من آحاد علمائهم وكذا العكس كما وقع

(هامش)

(1) رجل تنبأ بأرض نجد أمره وحكاياته معروفة . (2) سجاح كقطام بالسين المهملة ثم الجيم ثم الألف ثم الحاء المهملة امرأة تنبأت . (3) شخص تنبأ بالبادية . (4) نبس نبسا ونبسة : تلكم فأسرع وتحرك وأكثر ما استعمل في النفي وهو أنبس الوجه عابسه ، والنبس بضمتين الناطقون والمسرعون والنباس كفعال الاسراع . (*)

ص 484

عن هذا الناصب في خطبة كتابه حيث احتج على الإمامية قاطبة بأن الحاكم أبا عبد الله روى كذا وهو شيعي إمامي ، وصدور المخالفة عن بعض أهل السنة خصوصا المتأخرين منهم لا يقدح في ذلك ، بل ذلك دليل على أنهم بعد ما رأوا قيام حجة الشيعة عليهم بذلك استحسنوا المخالفة بوضع الرواية المنافية إخفاءا للحق وترويجا لما ركنوا إليه من الباطل كما فعله الناصب في الآية الآتية ، بل نقول : إن الإجماع واقع على حقية ذلك أولا وظهور الخلاف إنما حدث بعد الإجماع للأغراض المذكورة والذي يدل على ذلك أن المفسرين الذين رووا خلاف ذلك كانوا متأخرين عن الثعلبي (1) ومن يحذو حذوه فضلا عن قدماء المفسرين من الصحابة والتابعين ، وبالجملة من قبائح عادات القوم وفضائح وقاحاتهم أنهم إذا وجدوا آية نازلة في فضائل أهل البيت ومناقبهم قد استدل به الشيعة على أفضليتهم وأحقيتهم فمع أنهم رووه أيضا قبل ذلك في كتبهم يردونه حينئذ تارة بإحداث مخالف وتارة بضعف الراوي وتارة بالتخصيص وتارة بالتعميم وتارة بالتأويل ، كأنهم مفوضون في وضع الدين موكلون في تشريع الشرايع لسيد المرسلين ولم يسمعوا كلام رب العالمين حيث قال : قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون (2) إن الذين

(هامش)

(1) هو العلامة أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري المحدث المفسر الفقيه المتكلم الحافظ الثقة له كتب ، منها كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن وأكثر ما أورده الزمخشري في الكشاف من الأحاديث الواردة في فضائل العترة مأخوذ عن هذا الكتاب ومروي عن المترجم كرواية من مات على حب آل محمد مات شهيدا ونحوها من الفضائل ، توفي في 23 من المحرم سنة 426 وقيل 427 وقيل 437 وقد يطلق عليه الثعالبي أيضا ، فراجع الريحانة (ج 1 ص 235 طبع طهران) وطبقات الشافعية والوفيات وغيرها . (2) الذاريات . الآية 11 . (*)

ص 485

يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (1) ومع ذلك كله لا يعتدون برواية كبار أسلاف الذرية الأطهار وأخلاف أهل بيت النبي المختار (ص) مثل زين العابدين وباقر علوم الدين وإمام الصادقين وباقي الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ومن شايعهم من الصلحاء المؤمنين ووالاهم وتابعهم من العرفاء الموقنين ، ويطعنون فيما هم أولى به من أهل الحق واليقين حيث لا يجدون كلامهم مطابقا لمرامهم ، وما أقل حيائهم وأكثر اعتدائهم ، فأي خير في ذلك السلف وأي جميل يترقب من هذا الخلف ، لا يرحمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (2) ، ولقد فضحهم هذا الناصب الشقي العتل الزنيم (3) حيث ارتكب تحريف آيات الكتاب العظيم وأحاديث الرسول الكريم سيما ما أتى به في مسألة إجماع العترة الطاهرة من تنظير آية التطهير بما اخترعه من الآية الحاكمة عليه بالتكفير فضلا عن عداوة أمير الغدير ، على أنه روى الحديث في صحاح القوم (4) كالبخاري ورواه أحمد بن حنبل إمامهم في مسنده بطرق متعددة على الوجه الذي ذكره المصنف ، وكذا رواه الثعلبي في تفسيره (5) وابن المغازلي (6) الشافعي في كتاب المناقب من طرق شتى وابن

(هامش)

(1) البقرة . الآية 159 . (2) اقتباس من قوله تعالى في سورة البقرة الآية 174 . (3) اقتباس من سورة القلم . الآية 13 . (4) قد تقدم موضع ذكره قبيل هذا . (5) وهو المسمى بالكشف والبيان والقوم لم ينشروه بالطبع مع ما يرى من مزيد اهتمامهم بنشر آثار أسلافهم ، والظاهر لأنه أورد في ذيل بعض الآيات الشريفة عدة روايات في مناقب أهل البيت عليهم السلام . (6) هو علي بن محمد بن طيب الخطيب الواسطي الشافعي المحدث الفقيه المؤرخ = (*)

ص 486

عقدة (1) في مأة وخمس طرق وذكر الشيخ (2) ابن كثير الشامي

(هامش)

= الأديب المتوفى سنة 483 ، له كتب منها كتاب المناقب أورد فيه فضائل الآل ومنها كتاب في أخبار صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف وغيرهما ، والرجل معتمد عليه لدى المتأخرين ينقلون عن كتابه في المناقب كثيرا ، وأورده العلامة المعاصر في الريحانة (ج 6 ص 160 طبع طهران) وكذا في الشذرات وطبقات الشافعية فراجع = (1) هو الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة بن زياد بن عبد الله بن زياد ابن عجلان السبيعي الهمداني الكوفي الحافظ المحدث الرجالي الأصولي المتكلم يقال : إنه كان أحفظ المحدثين في عصره ، ذكر شيخنا النجاشي ومولينا العلامة وأثنيا عليه وقالا : إنه كان من الزيدية الجارودية أقول : ولكنه كان مختلطا بأصحابنا واسع الاطلاع بأحوال رواتنا موثقا صدوقا ضابطا ، وبالجملة جلالة المترجم ونبالته وكثرة حفظه ووثوقه مما لا ينكر ، وقد أكثر أصحابنا كالعلمين الجليلين المذكورين وشيخ الطائفة وابنا طاوس وغيرهم النقل عنه والاعتمار عليه ، له كتب منها كتاب في أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام ، أورد فيه أسماء أربعة آلاف سمة الراوين عنه (ع) مع الأحاديث التي نقلوها ، ومن آثاره كتاب تفسير القرآن ، وكتاب تسمية من استشهد مع أمير المؤمنين عليه السلام وغيرها ، توفي بالكوفة سنة 332 وقيل 333 ، وترجمته مذكورة في كتب الزيدية كالطبقات للحوثي وفي كتب رجال العامة والخاصة فليراجع ، وأورده شيخنا المعاصر الفقيد في الريحانة (ج 6 ص 91 طبع طهران) والمترجم أمره في الوثوق مشهور ممن نص على ذلك السمعاني في الأنساب والعسقلاني في الإصابة وتهذيب التهذيب والعبر والسيوطي وأبو علي النيسابوري والكجراتي وغيرهم كما أسلفناه . (2) هو الشيخ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي البصري الأصل الدمشقي المسكن الشافعي المفر المؤرخ المحدث الحافظ الفقيه ، له كتب كثيرة في فنون العلم ، منها كتاب البداية والنهاية في التاريخ في زهاء أربعة عشر جزءا قد = (*)

ص 487

الشافعي (1) عند ذكر أحوال محمد بن (2) جرير الطبري الشافعي إني رأيت كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير ونقل عن أبي المعالي الجويني (3) أنه كان يتعجب ويقول : شاهدت مجلدا ببغداد في صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون وأثبت الشيخ ابن الجوزي (4) الشافعي في رسالته الموسومة بأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليهما السلام تواتر هذا الحديث من طرق كثيرة ، ونسب منكره إلى الجهل والعصبية ، وبالجملة قد بلغ

(هامش)

= طبع بمصر ، وتفسير القرآن طبع بمصر في أربع مجلدات ، وشرح صحيح البخاري وجامع المسانيد ، وطبقات الشافعية توفي سنة 774 بدمشق ودفن بمقبرة الصوفية قريبا من قبر شيخه ابن تيمية فراجع الريحانة (ج 6 ص 124 طبع طهران) والشذرات وغيرها وابن كثير في كتب التاريخ والتفسير والحديث ينصرف إليه كما أنه ينصرف في كتب التجويد إلى عبد الله بن كثير القاري المجود في التلاوة المتوفى سنة 120 كما أنه ينصرف في كتب النجوم وعلوم الفلك إلى محمد بن كثير الفرغاني الهيوي من أعيان المأة الثالثة فلا تغفل كما أن أبا الفداء لو أطلق ينصرف إلى أبي الفداء إسماعيل بن علي بن محمود الأيوبي صاحب (حماة) من علماء المأة الثامنة فتبصر (1) الظاهر أنه ذكره في كتابه طبقات الشافعية وهو ليس بحاضر عندنا حتى يراجعه . (2) هو إمام الحرمين الجويني صاحب كتاب الارشاد في أصول العقايد المطبوع المعروف وقد مرت ترجمة حاله في أوائل هذا الجزء فراجع (3) قد مرت ترجمته في أوائل المجلد . (4) الظاهر كونه حنبليا (*)

ص 488

هذا الخبر في الاشتهار إلى حد لا يوازي به خبر من الأخبار وتلقته محققوا الأمة بالقبول والاعتبار فلا يرده إلا معاند جاهد أو من لا اطلاع له على كتب الحديث والآثار ، ثانيا أن ما سرده في بيان سره الذي زعم كونه قادحا في دعوى نصوصية الحديث مدفوع بأن فضل علي (ع) وكماله وعلمه وجوده وشجاعته وقربه من النبي (ص) بكونه صهره وابن عمه وكاشف غمه (1) كان ظاهرا على كافة العرب سيما قريش الذين كان الوصية إليهم أهم وقد نطق القرآن بوجوب محبتهم قبل

(هامش)

(1) إشارة إلى حماية مولينا الأمير عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله في بعض الغزوات حيث فر جميع أصحابه وبقي وحيدا فريدا وجعل علي عليه السلام يدافع عنه يفرق الجموع والكتائب بنفسه النفيسة يكشف الغم عنه ويذب عنه فما أحسن من المقام قول الشاب النشيط الشاعر الفاضل المعاصر الألمعي المسيحي الديانة اللبناني الموطن (بولس سلامة) في كتابه (ملحمة الغدير ص 80) جال في حومة البراز علي * جولة الليث في قطيع الشاء لا يدانيه في الصيال كمي * غير عم موكل بالفناء إلى أن قال يسحب السيف ذا الفقار رهيفا * ويدوي بالضربة العصماء يعرف الكر حيدر ليس بدري * الفر إلا سجية الأعداء الخ وقال صديقنا العلامة المفضال فخر العلماء والأدباء في عصره حجة الإسلام المرحوم الشيخ جعفر النقدي النجفي شاعر آل الرسول ومادحهم ومن مشايخنا في الرواية ومؤلف كتاب زينب الكبرى في قصيدته الغديرية شعر خير الورى بعد خير المرسلين ومن * لم يستقم دينه لولا مساعيه كشاف كرب رسول الله ناصره * حامي حمى الدين فاني الكفر ماحيه كم موقف قد كفى الله القتال به * أهل الهدى إذا باد الغي ماضيه معنى الهدى منبع الإيمان معدنه * سيف الإله حمى الإسلام حاميه (*) ص 489 ذلك بقوله تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1) وقال (2) النبي (ص) في شأنهم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، الحديث وقال (3) أذكركم الله في أهل بيتي مرات كما ذكره ابن حجر في صواعقه إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المتضمنة للترغيب على حبهم ومزيد توقيرهم وتعظيمهم والتحذير عن مخالفتهم كما فصل في كتب الحديث سيما المناقب (4) ، وقد ذكر المصنف قدس سره نبذا منها في هذا الكتاب ، فبديهة العقل حاكمة بأن نزول النبي (ص) في زمان ومكان لم يكن (5) نزول المسافر متعارفا فيهما حيث كان الهواء على ما روي في غاية الحرارة حتى كان الرجل يستظل بدابته ويضع الرداء تحت قدميه من شدة الرمضاء والمكان مملوء من الأشواك ، ثم صعوده (ص) على منبر من الأقتاب والدعا لعلي (ع) على وجه يناسب لشأن الملوك والخلفاء وولاة العهد لم يكن إلا لنزول الوحي الايجابي الفوري المذكور في ذلك الزمان لاستدراك أمر عظيم الشأن جليل القدر يختص بخصوص علي (ع) دون سائر أهل البيت كنصبه

(هامش)

(1) الشورى . الآية 23 . (2) في الصواعق (ص 42 ط القديم) ثم قال : يا أيها الناس إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى أي صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، إني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عزو جل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ، ومن أراد الاطلاع على أزيد من ذلك فعليه المراجعة إلى حديث الثقلين . (3) في الصواعق (ص 136 ط القديم) (4) الظاهر أن المراد به مناقب ابن المغازلي . (5) هذه الجملة صفة لقوله : في زمان ومكان . (*)

ص 490

للإمامة والخلافة لا لمجرد المحبة والنصرة ونظائرهما سيما وقد انضم إلى ذلك ما لا مجال معه للاحتمال الذي توهمه الناصب الشقي وهو قوله (ص) : ألست أولى بكم من أنفسكم فأنه نص صريح في إرادة رياسة الدين والدنيا ، فإن الأولى بنفس الأمة منهم هو النبي والإمام عليهم السلام كما مرت الإشارة إليه في تحقيق الآية السابقة وقد فهم هذا المعنى من الفصحاء السامعين لذلك العارفين بمدلولات الكلام العربي عمر بن الخطاب (1) وحسان بن ثابت (2) وحارث بن نعمان

(هامش)

(1) هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي نال الرئاسة لا بالنص ولا بالإجماع ، بل باستخلاف أبي بكر إياه ، وقتل في 27 ذي الحجة وقيل 28 وقيل 29 منها سنة 24 وصلى صهيب خلف عدة منهم عبد الله وعاصم وعبيد الله وغيرهم تزوج أم كلثوم بنت أبي بكر أمها أسماء بنت عميس ، وولد له منها زيد بن عمر ، فهي أخت محمد بن أبي بكر لأبيه وأمه ، وحيث كانت ربيبة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وبمنزلة بنته في بيته وحجر تربيته سرى الوهم إلى أكثر المؤلفين ، وعندنا شواهد قوية على ذلك وسنبينها في المحل المناسب إن شاء الله تعالى ، ولله در سيدنا ومولانا فخر آل الرسول ، سيف الله المنتضى على أعداء أهل البيت المير ناصر حسين نجل العلامة صاحب العبقات ومن مشايخنا في الرواية حيث أزاح العلة وأماط الريب والشبهة عن ذلك في كتابه (إفحام الخصوم في نفي تزويج أم كلثوم) ولم يأل قدس سره جهدا في إقامة الدلائل المتينة على ذلك ، وأرجو من الله سبحانه أن يقيظ همم الرجال في نشره وإذاعته ثم في دفن المترجم في الحجرة النبوية التي كانت مشتركة بين ورثة النبي وزوجاته ، وقد اعترضت بعضهن في ذلك كلام ، ولعلنا نتعرض في باب المطاعن لذلك إن شاء الله تعالى (2) هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري البخاري ، أبو عبد الرحمان أو أبو الوليد ، = (*)

ص 491

الفهري (1) أما عمر فلما تواتر من أنه هنأ عليا (ع) هناك بقوله : بخ بخ (2) لك يا بن أبي طالب صرت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة قال الغزالي في كتابه المسمى بسر العالمين في مقالته الرابعة التي وضعها لتحقيق أمر الخلافة أمر الخلافة بعد عدة من الأبحاث وذكر الاختلاف ما هذه عبارته (3) : لكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته صلوات الله عليه في يوم غدير باتفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فهذا تسليم وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة وحمل عمود الخلافة وعقود البنود (خ ل عقد البنود) وخفقان (5) الهواء في قعقعة (6)

(هامش)

= شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الخزرجي في الخلاصة (ص 64 ط مصر) ما محصله : أنه يروي عنه ابنه عبد الرحمان وابن المسيب ، قال النبي (ص) : إن روح القدس مع حسان ما دام ينافح عن رسول الله (ص) ، قال أبو عبيد : توفي سنة 54 ، قال ابن إسحاق : عاش مأة وعشرين سنة ، وقد جمع بعض الأدباء أشعاره في ديوان ، وترجمته بالفارسية أيضا . (1) هو الحارث بن النعمان الفهري ، قال الذهبي في التجريد (ص 118 طبع حيدر آباد) وفد وأسلم والفهري بالفاء نسبة إلى (فهر) وأشار إلى أنه أحد من روى حديث الغدير (2) بخ : اسم فعل للمدح وإظهار الرضاء بالشئ ، ويكرر للمبالغة ويقل بخ بخ بالكسر والتنوين (3) وفي تذكرة سبط ابن الجوزي ص (68) ط النجف نقل عبارة الغزالي في كتابه سر العالمين فراجع . (4) بالباء الموحدة ثم النون : العلم الكبير فارسي معرب قال الشاعر : وأسيافنا تحت البنود الصواعق . (5) خفقان الهواء : دوي جريها (6) القعقعة : صوت السلاح . (*)

ص 492

الرايات واشتباك (1) ازدحام الخيول وفتح الأمصار سقتهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول فنبذوا الحق وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون (2) انتهى وأما حسان فلأنه أنشد في مدحه (ع) الأبيات المشهورة الصريحة فيما ذكرناه فاستحسنها النبي (ص) وأثنى عليه ، وأما حارث فلما رواه الثعلبي قدوة مفسري أهل السنة في شأن نزول قوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع الآية (3) من أنه لما كان رسول الله (ص) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي (ع) فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ الحارث بن نعمان الفهري فأتى نحو النبي (ص) على ناقته حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها ، ثم أتى النبي (ص) وهو في ملأ من أصحابه فقال يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ففعلناه وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلناه وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه شيء منك أم من الله ، فقال النبي (ص) والذي لا إله إلا هو أنه من الله ، فولى الحارث بن نعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج (4) انتهى

(هامش)

(1) الشبك : الخلط والتداخل ، ومنه تشبيك الأصابع . (2) اقتباس من قوله تعالى في سورة آل عمران . الآية 187 (3) المعارج . الآية 1 (4) المعارج . الآية 1 (*)

ص 493

فبعد تواتر الحديث كما اعترف به أكابر أهل السنة ووضوح حجته وصراحة مدلوله على ما قررنا وفهمه فصحاء قريش يكون ارتكاب القدح والمنع عليه أو تأويله على وجه ينقبض عنه العقل السليم ناشيا عن إعوجاج الفطرة وسوء الاستعداد والتورط في العصبية والعناد ، ولو كان باعث إتيان النبي (ص) بتلك الخطبة في ذلك الزمان والمكان خوف افتراق قبائل العرب كما زعمه الناصب الشقي دون نزول الوحي بالأمر الفوري كما ترويه الشيعة عن أئمتهم عليهم السلام لكان النبي قرر في نفسه قبل الوصول إلى ذلك المقام قرائة تلك الخطبة عند اجتماع الناس في ذلك اليوم ولكان الظاهر حينئذ أن يأتي به في صباح ذلك اليوم لا في الظهر وأحدثناء الارتحال ، بل كان الظاهر على ذلك التقدير أن يخطب به في أيام الحج حتى يسمعه كل من حضرها لظهور أن جميع من حضر الحج من العرب وغيرهم لم يصبحوا النبي (ص) من مكة إلى غدير خم ، بل بعضهم بقي في مكة ومن كان من أهل اليمن وباقي جزيرة العرب عادوا من مكة إليها ، فظهر أن الإعلام بذلك في ذلك الزمان والمكان لم يكن من عند النبي ولا لأجل ما علله الناصب به ، وإنما كان بالوحي الإلهي ولأجل أن مقاساة المشقة عند استماع مضمون الخطبة في ذلك الزمان والمكان كان أدعى إلى عدم نسيانه كما قيل : إن في الكسبيات اعتمال (1) قلما تنسى ، ولأن ذلك أدل على كون ذلك مقتضى الحكم الإلهي دون اجتهاد النبي (ص) كما جوزه القوم عليه إلى غير ذلك من الحكم الظاهرة والآيات الباهرة ومما يدل على ذلك دلالة صريحة أن إبلاغ محبة أهل البيت ونصرتهم ونحو ذلك مما احتمله الناصب بعد ما سبق إبلاغهما منه (ع) مكررا لا يوجب التأكيد والمبالغة من الله تعالى في ذلك بحيث يخاطب نبيه (ص) بأنه إذا لم يفعل ذلك كان كمن لم يبلغ شيئا من أحكامه تعالى ، فتعين أن يكون المراد بالابلاغ إبلاغ حكم يتحقق بإبلاغه

(هامش)

(1) الاعتمال : الممارسة في العمل والتمرن به . (*)

ص 494

إبلاغ مجموع الأحكام وبه إكمال الدين وإتمام الإنعام وأنه هو الحكم الذي كان صعبا ثقيلا على الأقوام من تعيين مصداق الأصل الخامس من أصول (1) دين الإسلام بنصب علي (ع) وإظهار إمامته ووجوب طاعته على الأنام لما علم أن قلوب القوم كان مملؤة من بغض علي (ع) بقتله لآبائهم وإخوانهم وأولادهم وأقاربهم في غزوات النبي (ص) كما تضمنته الرواية السابقة من الثعلبي وغيره من الأعلام ، فكأنه تعالى قال : بلغ ما أنزل إليك من الأمر الايجابي الفوري في تعيين علي للإمامة ، فإن لم تفعل وأهملت فيه كنت كمن لا يبلغ الكل ، ونظير ذلك أن المكلف بجميع ما جاء به النبي لو لم يؤمن بجميع ما جاء به وآمن بالبعض دون البعض الآخر كان كمن لم يؤمن بشيء مما جاء به ، ثم إنه تعالى لما علم أن ذلك الخطب كان صعبا على النبي (ص) حذرا من أضغان القوم قال لتوطين النبي (ص) وتسليته وعدم مبالاته منهم والله يعصمك من الناس فقد تم النص واندفع الاحتمال الذي قصد الشقي الخناس أن يوسوس به في صدور عوام الناس (2) ، وثالثا أن ما أشار إليه الناصب بقوله : وساواه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة الخ من أن المولي ليس بمعنى الأولى بالتصرف بل بمعنى المحبة والنصرة يرجع إلى منع المقدمة التي استدل عليها المصنف بقول ألست أولى الخ فلا يكون مسموعا نعم قد عارض ذلك صاحبها المواقف (3) بما في آخر الحديث من قوله (ص) اللهم وال من والاه وبأن مفعل بمعنى أفعل لم يذكره أحد من الأئمة العربية وبأن الاستعمال أيضا يدل على أن المولى ليس بمعنى الأولى لجواز أن يقال هو أولى من كذا وأن يقال أولى الرجلين وأولى الرجال دون مولى الرجلين ومولى الرجال

(هامش)

(1) قد تقدم إثبات كون الإمامة من أصول الدين في أول مباحث الإمامة . (2) اقتباس من قوله تعالى في سورة الناس . (3) ج 2 ص 472 ط مصر . (*)

ص 495

وإن سلم أن المولى بمعنى الأولى ، فأين الدليل على أن المراد الأولى بالتصرف والتدبير ، بل يجوز أن يراد الأولى في أمر من الأمور كما قال تعالى : (1) إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وأراد الأولوية في الاتباع والاختصاص به والقرب منه لا في التصرف فيه انتهى وأقول فيه للنظر تصرفات منها أن إشعار الحديث بإرادة المحبة والنصرة إنما يتم لو قيل : إن اللفظ بعد ما أطلق على أحد معانيه لا يناسب أن يطلق ما يناسبه ويدانيه في الاشتقاق على معنى آخر وليس كذلك ، بل قد يعد ذلك من وجوه المحسنات البديعية (2) ، فالإشعار بذلك ممنوع خصوصا مع المقدمة المتواترة ، وأيضا مؤخر الخبر جملة دعائية مستأنفة ليس ارتباطه بوسط الحديث كارتباط المقدمة به ، فإشعاره بذلك لا يعارض إشعار المقدمة بخلافه كما لا يخفى ، ومع هذا ليس الاستدلال على

(هامش)

(1) آل عمران . الآية 68 . (2) قال المحقق التفتازاني في شرح التلخيص ص 358 طبع تبريز : بعد ما عرف الجناس ما لفظه : ويلحق بالجناس شيئان أن يجمع اللفظين الاشتقاق وهو توافق الكلمتين في الحروف الأصول مرتبة والاتفاق في أصل المعنى نحو فأقم وجهك للدين القيم فإنهما مشتقان من قام يقوم ، والثاني أن يجمعها اللفظين المشابهة وهو ما يشبه الاشتقاق وليس باشتقاق وذلك بأن يوجد في كل اللفظين جميع ما يوجد من الحروف أو أكثر ، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد في الاشتقاق ، نحو قال إني لعملكم من القالين فأن قال من القول والقالين من القلي ، ونحو اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحيوة الدنيا وبهذا يعرف أن ليس المراد بما يشبه الاشتقاق الاشتقاق الكبير ، لأن الاشتقاق الكبير هو الاتفاق في الحروف الأصول من غير رعاية الترتيب مثل القمر والرقم والمرق والأرض مع أرضيتم ليس من هذا القبيل وهو ظاهر . (*)

ص 496

تعيين المراد بمجرد تناسب المقدمة بل العمدة فيه ما ذكرناه من دلالته عليه بمعونة المقام وإنما المقدمة ضميمة الاستدلال ثم أقول مترقبا عن ذلك إن مؤخر الخبر لنا لا علينا ، لأن دلالته على ما قلناه أولى من دلالته على ما ذكرتم فإن قوله (ص) اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله لا يليق إلا بمن كان له أولياء وأعداء ويحتاج إلى النصرة ويحذر من الخذل ولا يكون كذلك إلا سلطان وإمام كما لا يخفى ومها أن مجئ مفعل بمعنى أفعل مما نقله (1) الشارح الجديد للتجريد عن أبي عبيدة (2) عن أئمة اللغة ، وأنه فسر قوله تعالى : مولاكم النار بأوليكم (3) وقال النبي (ص) إيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها أي الأولى بها والمالك لتدبيرها (4) ومثله في الشعر كثير ، وبالجملة استعمال المولى بمعنى المتولي

(هامش)

(1) هو الفاضل القوشجي صرح به في شرحه المعروف المطبوع مرارا بالاستانة وطهران (2) هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي البصري النحوي اللغوي الأديب الشهير ، كان من تلامذة أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني وأبي عبيد قاسم بن سلام وأبي عبد الرحمان يونس بن حبيب وأبي عمرو بن علاء اللغوي وغيرهم ، له تآليف يستمد منها المؤلفون في شئون العلم ، فمن آثاره كتاب غريب القرآن ، والظاهر أنه ثاني من ألف فيه ، وأول من ألف هو أبان بن تغلب النحوي اللغوي المحدث الشيعي ، المتوفى سنة 141 كما صرح به السيوطي في البغية والنجاشي في رجاله والشيخ في الفهرست ، ومن تآليف أبي عبيدة كتاب طبقات الشعراء ، وكتاب غريب الحديث ، وكتاب معاني القرآن ، توفي سنة 207 وقيل 208 وقيل 209 وقيل 210 وقيل 211 ، فراجع الريحانة (ج 5 ص 127 ط طهران) (3 ) متخذ من سورة الحديد ، الآية 15 (4) قال البيهقي في السنن الكبرى (ج 7 ص 105 ط حيدر آباد) ما لفظه : كل ولي = (*)

ص 497

والمالك للأمر والأولى بالتصرف شايع في كلام العرب منقول عن أئمة اللغة (1) والمراد أنه اسم بهذا المعنى لا صفة بمنزلة الأولى ليعترض بأنه ليس من صيغة اسم التفضيل ، وأنه لا يستعمل استعماله ، وأيضا كون اللفظين بمعنى واحد لا يقتضي صحة اقتران اللفظ باللفظ من عوارض الألفاظ لا من عوارض المعاني ولأن الصلاة مثلا بمعنى الدعاء والصلاة إنما يقترن بعلي والدعاء باللام يقال صلى عليه ودعا له ولو قيل دعا عليه لم يكن بمعناه ، وقد صرح الشيخ (2) الرضي بمرادفة العلم والمعرفة مع أن العلم يتعدى إلى

(هامش)

= للانسان فهو مولاه ، ومنة قوله تعالى : وإني خفت الموالي من ورائي ، قال : ومما يبين لك أن المولى كل ولي حديث النبي (ص) : أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل ، أراد بالمولى الولي ، وقال الله تعالى : يوما لا يغني مولى عن مولى شيئا ، وروى أحمد في المسند (ج 6 ص 74) بإسناده عن عايشة ، قالت : قال رسول الله (ص) : إذا نكحت امرأة بغير أمر مولاها فنكاحها باطل ، فإن أصابها ، فلها مهرها بما أصاب منها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ، الحديث وروى أيضا ف (ج 6 ص 166) بالإسناد عنها قالت : قال رسول الله (ص) : أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل ثلاثا ، ولها مهرها بما أصاب منها ، فإن اشتجروا ، فإن السلطان ولي من لا ولي له . (1) قال في القاموس في باب ما أوله الواو وآخره الياء ما لفظه : والمولى المالك ، إلى أن قال : وتولاه أي اتخذ واليا ، والأمر تقلده ، الخ ، ومن تتبع كتب القوم في الفقه والحديث ، لوجد الكثير من الروايات في هذا الباب . (2) هو نجم الأئمة الشيخ محمد بن الحسين الاسترآبادي الجرجاني الشيعي العلامة المجتهد في العلوم الأدبية ، سيما النحو والصرف ، كان من نوابغ الزمان ، له كتب ، منها شرح = (*)

ص 498

مفعولين دون المعرفة وكذا يقال : إنك عالم ولا يقال إن أنت عالم مع أن المتصل والمنفصل هاهنا مترادفان كما صرحوا به وأمثال ذلك كثير ، ومنها أن التقييد بقوله (ص) من أنفسهم قد دل أن المراد من الأولى هو الأولى بالتصرف (1) دون الأولوية في أمر من الأمور ، وذلك لأنه لا معنى للأولوية من الناس بنفس الناس إلا الأولوية في التصرف ، نعم لو لم يوجد القيد المذكور لتم معارضته واستشهاده بقوله تعالى : إن أولى الناس بإبراهيم ، فإنه لو كان نظم الآية مثلا إن أولى الناس بإبراهيم من نفسه لكان المراد الأولى بالتصرف وقس عليه فعلل وتفعلل . ورابعا أن ما صدره بقوله : فلينصف المنصف إلى آخره خال عن معنى الإنصاف مشتمل على غاية التعصب والاعتساف ، إذا لا يخفى أن عمدة العرب من أركان الدين وأنساب سيد المرسلين وسادة العرب أجمعين إنما كانوا طوايف قريش الحافين بمهبط الوحي والنبوة من مكة والمدينة ، وقد مر أنهم كانوا منحرفين عن علي (ع) لما في صدورهم من ضغاين ثارات الجاهلية كما اعترف به هذا الناصب الشقي فيما بعد ، وباقي طوايف العرب كانوا أعرابا رعايا يرعون دوابهم في الصحاري لا سابقا لهم في

(هامش)

= الكافية في النحو وشرح الشافية في الصرف : طبعا مرارا ، وشرح القصائد السبعة العلوية لابن أبي الحديد ، قال السيوطي : لم ير كتاب في النحو مثل شرحه على الكافية من حيث اشتماله على صنوف التحقيقات ، قال شيخنا صاحب الوسائل في أمل الأمل : إن المترجم توفي سنة 684 ، وقيل سنة 687 ، فراجع الريحانة (ج 2 ص 82 والشذرات والكنى الألقاب ، بغية الوعاة وغيرها . (1) قال السيد ركن الدين الجرجاني في شرحه لقواعد العقائد النصيرية : معنى أولوية النبي والإمام عليهما السلام بالمؤمنين من أنفسهم أن نفاذ حكمهما بينهم أولى من نفاذ حكمهم على أنفسهم . انتهى . منه (قده) . (*)

ص 499

الإسلام ولا ممارسة لهم في الأحكام ، فلا يتوجه إليهم في ذلك خطاب ولا يعتبر منهم امتناع ولا ارتكاب ، مع أن منشأ مخالفة طوايف العرب الذين منعوا أبا بكر في أيام خلافته عن الزكاة (1) حتى سماهم أهل الردة إنما كان اعتقادهم حقية خلافة أهل البيت عليهم السلام وقدحهم في خلافة أبي بكر كما ذكره صاحب كتاب الفتوح عن بني حنيف (2) وبني كندة (3) وغيرهم على ما نقلناه في كتابنا الموسوم بمجالس المؤمنين ويعضده ما ذكره ابن حزم (4) في مسألة أحكام المرتدين من كتابه الموسوم بالمحلى حيث قال إن أهل الردة كانوا قسمين قسما لم يؤمن قط كأصحاب مسيلمة وسجاح فهؤلاء حربيون لم يسلموا قط لا يختلف أحد في أنه تقبل توبتهم وإسلامهم ، والقسم الثاني قوم أسلموا ولم يكفروا بعد إسلامهم ، لكن منعوا الزكاة من أن يدفعوا إلى أبي بكر ، فعلى هذا قوتلوا ، ولا يختلف الحنفيون ولا الشافعيون

(هامش)

(1) قال ابن قدامة الحنبلي في بحث الزكاة في كتابه المسمى بالمغني : إن الذين منعوا الزكاة عن أبي بكر قالوا : إنا كنا نؤدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن صلاته سكن لنا وليس صلاة أبي بكر سكنا لنا فلا نؤدي إليه وهذا يدل على أنهم جحدوا وجوب الأداء إلى أبي بكر انتهى ، وهذه القصة مذكور في كتب كثيرة من تصانيف القوم بتعابير متفاوتة متقاربة المضمون فراجع . (2) هم أسرة من العدنانية ينتهي نسبهم إلى حنيفة (حنيف خ ل) ابن لجيم بن صحب ابن علي بن بكر بن وائل ، وكانت تسكن اليمامة ، ثم تفرقت في كثير من البلدان فسكنت الزوراء ورصافة وغيرهما ولهم أيام ووفود فراجع المعجم للأستاذ كحالة (ج 1 ص 312 طبع مصر) وصبح الأعشى (ج 1 ص 339 طبع مصر) والتهذيب للنووي (ج 2 ص 289 طبع مصر) . (3) قد مر المراد بهم وبيان نسبهم في أوائل هذا المجلد فراجع . (4) قد مرت ترجمته في أوائل هذا المجلد وج 1 ص 101 . (*)

ص 500

في أن هؤلاء ليس لهم حكم المرتد أصلا ، وهم قد خالفوا فعل أبي بكر فيهم ولا تسميهم أهل ردة ، ودليل ما قلناه شعر الحطيئة المشهور الذي يقول فيه : شعر : أطعنا رسول الله (ص) ما كان بيننا * فيالهفنا ما بال دين أبي بكر أيورثها بكرا إذا مات بعده * فتلك لعمر الله قاصمة الظهر وأن التي طالبتم فمنعتم * لك التمر أو أحلى لدى من التمر فدا لبني بكر بن زوران رحلي ونا * قتي عشية يحدي بالرماح أبو بكر (1) (انتهى) وبالجملة إخفاء الجمهور للنص غير مستبعد عادة ، فإن وجود النص لا يقتضي تواتره ولا اشتهاره عند الجميع سيما مع داعي الكتمان كما عرفته فيما نحن فيه ، وذلك كما أنه وقع ثلاثا وعشرين سنة بعد الوحي النص على سنية رفع اليدين خمس مرات في اليوم والليلة وعلى جهر البسملة وإخفاتها ثلاث مرات في كل يوم وليلة مع أنه لم يتواتر أحدهما بحيث يرتفع الخلاف مع توفر الدواعي ، وكذا الأمر في فصول الأذان والمسح والغسل في الوضوء وغيرهما ، وعدم ترك الاحتجاج لازم على تقدير عصمتهم وأنتم تجوزون الصغيرة على الأنبياء عمدا ، والكبيرة قبل الوحي ، فما بال غيرهم ، والمقصود أنه إذا لم يتحقق مع وجود النص على المسائل المذكورة كل يوم وليلة إلى ثلاث وعشرين سنة ارتفاع الخلاف وتعيين أحد الأمرين عند الجميع ، فالإمامة التي وقع النص عليها بتلك الآية أو بغيرها مرة أو مرتين أو ثلاث مرات في تلك المدة طريق أولى ، قال بعض الحنفية في شرح بعض كتب أصول الفقه المسمى بالتحقيق (2) في بحث (1) فراجع المحلى (ج 11 ص 193 ط مصر) (2) هو كتاب التحقيق للشيخ عبد العزيز بن أحمد البخاري الحنفي المتوفى سنة 730 = (*)

ص 501

خبر الواحد : إن لقبوله شروطا أن لا يكون متروك المحاجة عند ظهور الاختلاف فإنهم إذا تركوا الاحتجاج به عنده فيما بينهم يكون مردودا عند بعض أصحابنا المتقدمين وعامة المتأخرين ، وخالفهم في ذلك غيرهم من الأصوليين وأهل الحديث قائلين بأن الحديث إذا ثبت سند ، فخلاف الصحابي إياه وترك العمل به والمحاجة لا يوجب رده ، لأن الخبر حجة على جميع الأنام ، فالصحابي محجوج به كغيره انتهى ، والذي يلوح عند التأمل أن تقديم هؤلاء الجهلاء على أمير المؤمنين (ع) غلط نشأ واشتهر حتى صار مذهبا بين الناس ، لعدم التمييز للبعض وعدم قوة إظهار الحق للبعض الآخر ، أو لعروض الشبهة كما تقدم ، وهذا كما قال (1) الفاضل التفتازاني في شرح التلخيص من أن التلميح بتقديم الميم على اللام مصدر ملح الشعر إذا أتى بشيء مليح وهو هاهنا خطاء محض نشأ من قبل الشارح العلامة حيث سوى بين التلميح والتلميح وفسرهما بأن شار إلى قصة ومثل (2) وشعر ثم صار الغلط مستمرا وأخذ مذهبا لعدم التمييز وكم مثله للعلماء المحققين كما وقع لابن الحاجب في بحث كلمة لو من الرجوع إلى قول الحكماء وترك قول المتقدمين من أهل العربية فتأمل . قال المصنف رفع الله درجته

الثالث قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (3)

(هامش)

= في شرح كتاب المنتخب للشيخ حسام الدين محمد بن محمد بن عمر الاخسكيثي الحنفي التوفي سنة 644 فراجع كشف الظنون ج 2 طبع الاستانة ص 1848 . (1) أورده في السرقات الشعرية خاتمة كتابه المطول (ص 380 ط عبد الرحيم) (2) المثل بفتح الميم والثاء المثلثة : ما شبه مضربه بمورده (3) الأحزاب ، الآية 33 . (*)

ص 502

أجمع (1) المفسرون وروى (2) الجمهور كأحمد بن حنبل وغيره أنها نزلت في علي (ع) وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وروى أبو عبد الله بن محمد بن عمران

(هامش)

(1) حيث إن شمول الآية الكريمة لعلي عليه السلام وفاطمة والسبطين متفق عليه بن الفريقين وإنما الخلاف لو كان فهو في دخول زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم تمسكا بروايات ضعيفة الإسناد وغيره ظاهرة الدلالة ، والذاهب إلى دخولهن وعدم اختصاصها بآل العباء شرذمة قليلة من العامة لا يعبأ بهم ، خالفوا الإجماع من سبقهم ولحقهم وقد صرح ابن حجر في الصواعق بهذا الإجماع ، وكذا المحدث الجليل السيد الدشتگي في روضة الأحباب وغيرهما . (2) لا يذهب عليك أيها القارئ الكريم أن عدة تربوا على المئات والألوف من حملة الأحاديث النبوية وحفاظها أوردوا رووا في كتبهم الحديثية والتفسيرية والكلامية نزول الآية الكريمة في حق علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام خاصة ، ونقلوا في هذا الشأن أحاديث متينة الإسناد واضحة الدلالة لا ينكرها سندا ودلالة وجهة إلا من كابر وجدانه ونازع فطرته السليمة وديعة الله سبحانه ، وحيث إن ذكر كلماتهم جمع يورث إطالة الكلام وسامة الناظر فلنكتف باليسير من الكثير ونحيل البقية إلى تتبع البحاثة النقاب ثم إنا قسمنا سردا سماء المدارك على أربعة أقسام القسم الأول ما وفقنا عليه من المراجع وراجعناه بالبحث والتنقيب فنقول إن من صرح بنزولها في حقهم واختصاصهم بهم الحافظ المحدث أبو داود الطيالسي ، وهو سليمان بن داود بن الجارود ، الفارسي الأصل ، البصري المسكن ، من تلاميذ ابني عون ونابل الدستوائي ، توفي

ص 503

سنة 240 في (كتاب المسند) (ج 8 ص 274 ط حيدر آباد) حيث قال ما لفظه : حدحدثنا حماد بن سلمة عن لي بن زيد عن أنس عن النبي (ص) أنه كان يمر على باب فاطمة شهرا قبل صلاة الصبح ويقول : الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . (ومنهم العلامة الحافظ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي الأصل البغدادي المسكن إمام الحنابلة المتوفى سنة 241 حيث أورد الحديث بسنده المنتهي إلى عايشة ونقل نزولها في حقهم عليهم السلام خاصة (ج 1 ص 331 ط القاهرة) وعن كتاب المباهلة نقل نزولها في حقهم عن المسند أيضا (ج 3 ص 259 وص 285 ط القاهرة) وكذا (ج 4 ص 107) وكذا (ج 6 ص 293) بعدة أسانيد وعن (ج 6 ص 296) وكذا (ج 6 ص 298) وكذا (ج 6 ص 298) وكذا (ج 308 6) بسندين وكذا (ج 6 ص 313) انتهى ما رمنا نقله عن ذلك الكتاب . (ومنهم) محمد بن عيسى ابن عيسى الحافظ الترمذي صاحب الصحيح المتوفى سنة 279 على ما نقله ابن حجر في (الصواعق) (ومنهم) الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي المتوفى سنة 297 فإنه أخرج حديث الكساء في (مسنده) (على ما في كتاب فلك النجاة ص 43 ط لاهور) (ومنهم) العلامة أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 في كتاب (الخصائص) (ص 4 ط مصر بمطبعة التقدم) حيث قال ما لفظه : ولما نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي (انتهى) وكذا في (ص 16) . (ومنهم) الحافظ الطبري محمد بن جرير المتوفى سنة 310 في (تفسيره) (ج 22 ص 5 ، الطبع الأول بمصر)

ص 504

أورد عدة روايات في هذا الباب وأنهاها إلى أبي سعيد وعائشة وبي الديلم وأم سلمة وعمر بن أبي سلمة وأنس وأبي الحمراء ووائلة ويونس بن أبي إسحاق وأبي عمار وأبي هريرة عن أم سلمة وسعد ، كلها دالة على اختصاص آية التطهير الخمسة أصحاب الكساء وذلك يقرب من خمسة عشر طريقا (ومنهم) الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد الرازي المتوفى سنة 327 فإنه قد أخرج الحديث في كتابه كما في الفلك (ص 43 طبع لاهور) (ومنهم) سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني المتوفى سند 360 في (معجمه) كما في الصواعق (ص 85 ، الطبع الأول بمصر) (ومنهم) العلامة الجصاص المتوفى سنة 370 على ما في كتاب المباهلة . حيث أورد الحديث في كتابه (أحكام القرآن) (ج 3 ص 443 ط القاهرة) بأسانيد عديدة وأنهاها إلى أبي سعيد الخدري وقال : إنهم المقصودين بأهل البيت فيها . (ومنهم الحافظ الحاكم ابن البيع وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المتوفى سنة 405 في كتاب (المستدرك) على الصحيحين ج 2 ص 416 حيث قال : حدحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب 7 حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا عثمان ابن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، حدثنا شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ، قال : إنك أهلي إلى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق وكذا روي الحديث عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن العباس بن وليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي عن . بي عمار عن وائلة بن الأسقع إلى أن قال بعد ذكر الحديث هذه حيث صحيح على شرط مسلم . وكذا في (ج 3 ص 146 من الكتاب طبع حيدر آباد) أورد الرواية بهذا السند ، حدحدثنا

ص 505

أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ، وأبو العباس محمد بن يعقوب ، قالا : حدثنا الحسن بن مكرم البزاز ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة الحديث . وكذا في ذلك الجزء (ص 147) أورد الحديث بهذا السند ، حدحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني ، قالا حدثنا بشر بن بكر ، وحدثنا الأوزاعي ، حدثني أبو عمار حدثني وائلة بن الأسقع الحديث . وكذا في تلك الصة أورد الخبر بهذا السند ، حدحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان المراد وبحر بن نصر الخولاني قالا حدثنا بشر بن أحمد المحبوبي بمرو ، حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا عبيد الله بن موسى أنا زكريا بن أبي زائدة حدثنا مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عايشة الحديث . وكذا في تلك الصة ذكر الحديث بهذا السند ، كتب إلى أبو إسماعيل محمد بن النحوي يذكر أن الحسن بن عرفة حدثني علي بن ثابت الجزري ، حدثنا بكير بن مسمار مولى عامر ابن سعد سمعت عامر بن سعد يقول الحديث وكذا في تلك الصة أورد الحديث بهذا السند حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، حدثنا جدي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي ، حدثنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك ، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب عن أبيه الحديث . وكذا في ص 132 من ج 3 أورد الحديث راويا عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا يحيى ابن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا أبو بلج ، حدثنا عمرو بن ميمون الحديث . وكذا في ج 3 ص 159 من الكتاب ، روى الحديث عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن عبد الله الحفيد عن الحسين بن الفضل البجلي عن عفان بن مسلم بن حماد بن سلمة عن حميد وعلي بن زيد عن أنس بن مالك الحديث .

ص 506

وكذا أورده في (ج 3 ص 172) راويا عن أبي محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي الحسيني عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين عن عمه علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين والمتن هكذا : قال خطب الحسن بن علي الناس حيث قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لقد قبض في الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عنه يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبع مأة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ، ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بأذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله موتهم على كل مسلم ، فقال تبارك تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : قل : لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت ، وكذا في (ص 150 من ج 2) عن أبي عبد الله الحافظ وأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبي بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا حدحدثنا محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار من أم سلمة فإنها روت الحديث كما مر مرارا . وكذا في (ص 152 من ذلك الجزء) عن أبي عبد الله الحافظ وأبي بكر القاضي وأبي عبد الله السوسي ، قالوا : حدحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن الوليد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي قال حدثني أبو عمار رجل منا قال حدثني وائلة بن الأسقع الليثي إلى آخر ما نقل من متن الحديث .

ص 507

(ومنهم) العلامة المحدث الفقيه المتكلم أحمد المؤيد بالله ابن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن الأمير ابن زيد ابن الحسن السبط (ع) المتوفى سنة 411 في كتاب (الأمالي) (ص 23 طبع صنعاء) أورد الحديث . ومما رأيت ذكر يناسب المقام ما وجدته في (تاريخ جرجان) لأبي القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني المتوفى سنة 427 قال (في ص 46 من الكتاب طبع حيدر آباد) ما لفظه أخبرنا ابن عدي الحافظ حدحدثنا أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق الجرجاني بآمل ، حدحدثنا زريق بن محمد الكوفي ، حدحدثنا حماد ابن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه سلم أن الله طهر قوما من الذنوب الصلعة في رؤسهم وإن عليا لأولهم . (ومنهم) الحافظ وهو أحمد بن عثمان الآدمي عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه عن محمد بن بشر العبدي عن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عايشة ورواه أيضا المسلم في الصحيح . (ومنهم) العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في (تاريخ بغداد) (ج 10 طبع أمين الخانجي بمصر) قال فيه ما لفظه : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكرة قالا : أخبرنا إسماعيل ابن علي الخطبي ، حدحدثنا عبد الرحمن بن علي بن خشرم ، حدثني أبي ، حدحدثنا الفضل ابن موسى ، حدحدثنا عمران بن مسلم بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، قال : جمع رسول الله (ص) عليا وفاطمة والحسن والحسين ، ثم أدار عليهم الكساء ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،

ص 508

وأم سلمة على الباب ، فقالت يا رسول الله : ألست منهم ؟ قال إنك لعلى خير أو إلى خير . (ومنهم) العلامة حافظ الأندلس المحدث الشهير المتوفى سند 463 في كتاب (الاستيعاب) (ج 2 ص 460 ط حيدر آباد) قال ما لفظه : لما نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا دعا رسول الله (ص) فاطمة وعليا وحسنا وحسينا في بيت أم سلمة وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (ومنهم) العلامة المحدث الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيشابوري المتوفى سنة 468 وقيل 465 في كتاب (أسباب النزول) ص 267 ط مصر) . قد أورد أحاديث في شأن نزول الآية الشريفة بسنده المنتهي إلى عطية عن أبي سعيد وإلى أم سليم وهي بعينها أم سلمة وحكم بصحته . (ومنهم) الحافظ الديلمي المتوفى سنة 509 في كتاب (الفردوس) على ما في الصواعق . (ومنهم) الحافظ البغوي وهو الحسين بن مسعود الشافعي المتوفى سنة 516 في كتاب (مصابيح السنة) (ج 7 ص 204 ط القاهرة بمطبعة الخشاب) قال ما لفظه : من الصحاح عن عائشة (رض) ، قالت : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود موشى منقوش فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جائت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . (ومنهم) جار الله العلامة محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 528 في (تفسير الكشاف) (ج 1 ص 193 ط مصر بمطبعة مصطفى محمد) روى عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعليه مرط مرجل إلى آخر العبارة المذكورة في الكتاب السابق (ومنهم) العلامة القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله

ص 509

الإشبيلي المالكي المعافري المشتهر بابن العربي المتوفى سنة 542 (أحكام القرآن) (ج 2 ص 166 ، المطبوع بمصر على نفقة فخر الملوك السلطان عبد الحفيظ الحسني ملك مراكش) أورد رواية عمر بن أبي سلمة نزول الآية في حقهم عليهم السلام (ومنهم) العلامة الحافظ المحدث الفقيه أبو الفضل القاضي عياض المغربي اليحصبي المتوفى سنة 544 في كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) (ج 2 ص 41 ط الاستانة بمطبعة العثمانية) . حيث قال ما لفظه : وعن عمر بن أبي سلمة لما نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، الآية وذلك في بيت أم سلمة دعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (ومنهم) أبو المؤيد موفق أحمد أخطب خارزم المتوفى سنة 568 في كتاب المناقب (ص 35) و(منهم) العلامة علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى سنة 571 في تاريخ دمشق على ما في منتخبه المطبوع (ج 4 ص 204 إلى 206 ط مصر) . (ومنهم) العلامة فخر الدين محمد الرازي المشتهر بالإمام المتوفى سنة 606 في (تفسيره) (ج 2 ص 700 ط الاستانة) حيث قال ما لفظه : روى أنه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم فاطمة ثم علي ثم قال : إنما يريد الخ . (ومنهم) أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري المتوفى سنة 606 في كتاب جامع الأصول (ج 1 ص 101 ط القاهرة) رواه عن أم سلمة وأنس وعائشة وعمرو بن أبي سلمة (ومنهم) العلامة المحدث الفقيه الشيخ حسن بن الحسين بن علي بن محمد بن

ص 510

بطريق الأسدي الحلي من علماء المأة السادسة صاحب كتاب نهج العلوم إلى نفي المعدوم أورد عدة روايات رواها القوم ناصة صريحة في كتابه الذي سماه (العمدة ص 16 طبع تبريز) وينتهي سند بعضها إلى الأوزاعي عن شداد بن عمارة عن وائلة ابن الأصقع ، وبعضها إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل بأسانيده إلى أم سلمة ، وبعضها إلى شداد بن عبد الله بن وائلة بن الأصقع وبعضها إلى عمر بن ميمون عن أحمد بطرقه إلى ابن عباس عنه وعن أم سلمة ، وبعضها إلى الثعلبي صاحب التفسير بطرقه عن الصادق (ع) في تفسير (طه) وأنه إشارة إلى طهارة أهل بيت النبي وهم آله وعترته ، وإلى أبي سعيد الخدري إلى عائشة وإلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه وإلى زيد بن أرقم وإلى أبي الحمراء ونقل هذه الأخبار والآثار عن الصحيحين وتفسير الثعلبي والجمع بين الصحيحين للحميدي والمسند لأحمد ، وكتاب أبي عوانة صاحب المسند ، وتاريخ عبد الغافر الفارسي ، وكتاب الجمع بين الصحاح الستة لأبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي ، وغيرها من كتب الحديث والتفاسير التي ألفها أعيان الجمهور وهي من الكتب المعتبرة المعتمدة لديهم . (ومنهم) العلامة البارع في الحديث والتفسير والكلام واللغة والأدب الشيخ عز الدين أبو الحسين علي بن الأثير الجزري الموصلي المتوفى سنة 630 في كتابه النفيس (أسد الغابة في معرفة الصحابة) (ج 2 ص 12 طبع مصر) قال ما لفظه : عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما نزلت هذه على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله الآية في بيت أم سلمة فدعى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ، ثم قال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أنت على مكانك أنت في خير . وكذا في (ج 2 ص 20 ذاك الطبع) ما لفظه عن شداد بن عبد الله قال سمعت وائلة ابن الأسقع (الأصقع خ ل) وقد جئ برأس الحسين إلى أن قال ، وقال والله لا أزال

ص 511

أحب عليا والحسن والحسين وفاطمة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فيهم ما قال ، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جائت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعى بعلي ، ثم قال : إنما يريد الله الآية قلت لوائلة : ما الرجس ، قال الشك في الله عز وجل الخ . كذا في (ج 3 ص 413) في ترجمة عطية ، أورد الحديث وأسنده إلى الإسماعيلي في كتاب الصحابة بسنده عن عمر أبي عرفجة عن عطية . وكذا أورد في (ج 3 ص 11) في ترجمة صبيح بسنده إلى إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولا أم سلمة عن جده صبيح ما عبارته : قال كنت بباب رسول الله (ص) ، فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين ، فجلسوا ناحية ، فخرج رسول الله (ص) فقال : إنكم على خير ، وعليه كساء خيبري ، فجللهم به ، وقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم ، إلى أن قال : وقد رواه السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم ، أخرجه أبو موسى ، وصبيح بضم الصاد وفتح الباء الموحدة . وقال في (ج 2 ص 9) في مناقب الإمام الحسن المجتبى ما لفظه : وهو خامس أصحاب الكساء الخ . وكذا عبر عن مولينا الإمام الحسين الشهيد في (ج 2 ص 18) الخ . (ومنهم) العلامة الجليل الشيخ أبو المظفر يوسف الواعظ بن عبد الله المشتهر بسبط بن الجوزي المتوفى في سنة 654 في (كتاب تذكرة الأئمة) (الباب التاسع ص 244 ط النجف الأشرف) قال ما لفظه : عن وائلة بن الأسقع قال : أتيت فاطمة عليها السلام أسئلها عن علي ، فقالت توجه إلى رسول الله (ص) ، فجلست انتظره فإذا برسول قد أقبل ومعه علي والحسن والحسين قد أخذ بيد كل واحد منهم حتى دخل الحجرة فأجلس الحسن على فخذه اليمنى والحسين على فخذه اليسرى وأجلس عليا وفاطمة بين يديه ، ثم لف عليهم كساء

ص 512

أو ثوبه ، ثم قرء : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، الآية . ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي حقا (انتهى) وكذا في (ص 245) قد ذكر جملة يظهر منها تسلم الحديث (ومنهم) العلامة الگنجي الشافعي المحدث الشهير التوفي سنة 658 في كتاب (كفاية الطالب) (الباب المأة ص 232 ط النجف الأشرف) روي بإسناده عن أبي الحمراء ، قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر ، وكان إذا أصبح أتى باب علي وفاطمة وهو يقول : يرحمكم الله ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ، الآية . ثم روى بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال حين نزلت وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها كان يجئ نبي الله على صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكما الله إنما يريد الله الآية . وروى (ص 13) عن مسلم عن عائشة الحديث . أخبرنا العلامة حجة العرب أبو البقاء يعيش بن علي بحلب أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي بالموصل أخبرنا أبو طاهر حيدر بن زيد بن محمد البخاري ببغداد سنة إحدى وتسعين وأربعمأة قدم حاجا ، قيل له أخبرك أبو علي حسن ابن محمد جوانشير حدحدثنا أبو زيد علي بن محمد بن الحسين ، حدحدثنا أبو عمر بن مهدي حدحدثنا أبو العباس أحمد بن عقدة الحافظ حدثا علي بن الحسين بن عبيد حدحدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال خطب الحسن بن علي عليه السلام ومن كلامه عليه السلام في الخطبة أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (ص 32 الطبع المذكور) قد مر نقلها عن كتاب المستدرك للحاكم فليراجع (ومنهم) العلامة الجليل الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشامي الشافعي المتوفى سنة 654 في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 8 ط طهران) حيث قال ما لفظه : وأما جملة أهل العبا فقد روى أئمة النقل والرواية

ص 513

فيما أسندوه واستفاض ذوي العلم والدراية ، فمما أورده ما صرح به الإمام الواحدي في كتابه المسمى (بأسباب النزول) يرفعه بسنده إلى أم سلمة زوج النبي (ص) ذكرت أن رسول الله كانت في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها ادعي لي زوجك وابينك قال فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الحزيرة وهو على دكان وتحته كساء خيبري قالت وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت فاخلت رأسي البيت فقلت : أنا معكم يا رسول الله قال : آئل إلى خير آئل إلى خير ونقل الترمذي في صحيحه أن رسول الله (ص) كان من وقت نزول هذه الآية إلى قريب ستة أشهر إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب فاطمة يقول : الصلاة أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ، الآية . وصرح الأستاد أن رسول الله خرج وعليه مرط مرجل أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جائت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس إلى أن قال : فهؤلاء أهل بيتي المرتقون بتطهيرهم إلى ذروة أوج الكمال المستحقون لتوقيرهم مراتب الاعظام والاجلال الموفقون لتأييدهم لابتهاج مناهج الاستقامة والاعتدال إلى أن قال : فهذه الأدلة من خصوص النصوص وصحاحها ووجوها في دلائلها من مصابيح صباحها قد أرضعت فاطمة درة الفضيلة والشرف بصراحها وصدعت ألفاظها الفصيحة ومما يليها البليغة إلى أن قال : يا رب بالخمسة أهل العبا * ذوي الهدى والعمل الصالح ومن هم سفن النجاة ومن * والاهم ذو متجر رابح ومن لهم مقعد صدق إذا * قام الورى في الموقف الفاضح لا تخزني واغفر ذنوبي عسى * أسلم من حر لظى اللافح فإنني أرجو بحبي لهم * تجاوزا عن ذنبي الفادح

ص 514

فهم لمن والاهم جنة * تنجيه من طائرة البازح وقد توسلت بهم راجيا * نجح سؤال المذنب الطالح لعله يحظى بتوفيقه * فيهتدي بالمنهج الواضح - الخ (ومنهم) العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي الأندلسي المتوفى سنة 671 في كتابه (الجامع لأحكام القرآن) (ج 14 ص 182) الطبعة الأولى بالقاهرة المحمية . نقل نزول الآية الشريفة في حقهم عليهم السلام . (ومنهم) العلامة الشيخ يحيى بن شرف الدين الدمشقي النووي المتوفى سنة 676 وقيل 677 في كتاب (شرح المهذب) على ما نقله عنه في كتاب فلك النجاة (ص 39 ط لاهور بمطبعة الإمامية) (ومنهم) العلامة القاضي البيضاوي المتوفى سنة 682 وقيل غيرها في (تفسيره) (سورة الشورى ص 387 ط مصر القديم) (ومنهم) الحافظ الفقيه محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري في كتاب ذخائر العقبى المتوفى سنة 694 (ص 21 ط مصر) قال ما لفظه : عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله (ص) قال : نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . الآية) في بيت أم سلمة رضي الله عنها ، فدعا النبي (ص) فاطمة وحسنا وحسينا ؟ فجللهم بكساء ، وعلي خلف ظهره ، ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ، قال : أنت على مكانك وأنت على خير ، أخرجه الترمذي ، وفي رواية أنت على خير أنت من أزواج النبي وعن أم سلمة أن النبي (ص) جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءا وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت أم سلمة : أنا معهم يا رسول الله قال : إنك على خير ، أخرجه الترمذي وقال حسن ، (شرح) الحامة : الخاصة ، يقال : جئناكم في الحامة ، لا في العامة ، ومنه الحميم ، وعنها أن رسول الله (ص) أخذ ثوبا وجلله

ص 515

فاطمة وعليا والحسن والحسين وهو معهم ، وقرة هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية ، قالت فجئت أدخل معهم ، فقال : مكانك ، إنك على خير ، وعنها أن رسول الله (ص) قال لفاطمة : ائتني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم وأكفأ عليهم كساءا فدكيا ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، إنك حميد مجيد ، قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول الله (ص) وقال : إنك على خير ، أخرجهما الدولابي في الذرية الطاهرة ، إلى أن قال (ص 24) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله تعالى : إنما يريد الله الآية ، قال نزلت في خمسة ، في رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، أخرجه أحمد في المناقب ، وأخرجه الطبراني . عن أنس بن مالك (رض) أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ، ويقول : الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله) الآية ، أخرجه أحمد . وعن أبي الحمراء قال : صحبت رسول الله (ص) تسعة أشهر ، فكان إذا أصبح أتى على باب علي وفاطمة وهو يقول : يرحمكم الله (إنما يريد الله) الآية ، أخرجه عبد بن حميد ، وكذا أورد في كتابه الرياض النضرة (ص 188 ج 2 ط مصر) وص 203 . (ومنهم) العلامة النسفي المتوفى سنة 701 في تفسيره (المدارك) المطبوع بهامش تفسير الخازن (ص 95 و48) . ومنهم على ما في المباهلة الشيخ علاء الدين البغدادي الصوفي المشتهر بالخازن المتوفى سنة 741 في تفسيره المعروف (ج 3 ص 366 ط مصر) ما لفظه : وذهب أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة إلى أنهم علي وفاطمة والحسن والحسين ، ويدل عليه ما روي عن عايشة ، ثم ساق الحديث ، ثم قال : وعن أم سلمة ، ثم ذكر الحديث ، ثم قال : أخرجه الترمذي وقال : حديث صحيح الخ ، وكذا في (ج 4 ص 955) (ومنهم) العلامة الشيخ ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي من علماء القرن الثامن ، فإنه نقل نزولها في كتاب (مشكاة المصابيح) في حقهم

ص 516

عليهم السلام خاصة (ص 568 ط لكنهو) (ومنهم) العلامة الجليل الحافظ عماد الدين ، أبو الفداء ، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774 في تفسيره (ج 3 ص 483 ط مصر) أورد الحديث بطرق مختلفة وأسانيد متعددة بقوله : قال ابن جرير حدحدثنا وكيع ، حدحدثنا أبو نعيم ، حدحدثنا يونس عن أبي إسحاق ، أخبرني أبو داود عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر الخ . وقال الإمام أيضا : حدحدثنا محمد بن مصعب ، حدحدثنا الأوزاعي ، حدحدثنا شداد بن عمار ، قال : دخلت على وائلة بن الأسقع (رض) وعنده قوم فذكروا عليا رضي الله عنه الخ . رواه أيضا عن عبد الأعلى بن زامل ، عن الفضل بن دكين ، عن عبد السلام بن حرب ، عن كلثوم المحاربي ، عن شداد بن أبي عمار ، قال : إني لجالس عند وائلة بن الأسقع (رض) إذ ذكروا عليا (رض) الخ . قال الإمام أحمد ، حدحدثنا عبد الله بن نمير ، حدحدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح ، حدثني من سمع أم سلمة (رض) ، تذكر أن النبي (ص) كان في بيتها ، فأتته فاطمة (رض) ببرمة فيها خزيرة ، الخ . قال ابن جرير ، حدحدثنا أبو كريب ، حدحدثنا مصعب بن المقدام ، حدحدثنا سعيد بن زربي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : جائت فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله (ص) ببرمة لها ، قد صنعت فيها عصيدة تحملها علي طبق ، الخ . قال ابن جرير ، حدحدثنا ابن حميد ، حدحدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن حكيم ابن سعد ، قال : ذكرنا علي بن أبي طالب (ع) عند أم سلمة (رض) فقالت : في بيتي نزلت : إنما يريد الله الخ . قال الإمام أحمد ، حدحدثنا محمد بن جعفر ، حدحدثنا عوف عن أبي المعدل ، عن عطية الطفاوي ، عن أبيه ، قال : إن أم سلمة (رض) حدثته قالت : بينما رسول الله ، الخ . رواها ابن جرير أيضا عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن

ص 517

حوشب عن أم سلمة (رض) بنحوه . قال ابن جرير : حدحدثنا أبو كريب ، حدحدثنا خالد بن مخلد ، حدثني موسى بن يعقوب ، حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، قال : أخبرتني أم سلمة (رض) قالت : إن رسول الله ص جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين (رض) ، الخ رواها ابن جرير أيضا عن أحمد بن محمد الطوسي عن عبد الرحمن بن صالح عن محمد ابن سليمان الإصبهاني عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء عن عمر بن أبي سلمة عن أمه (رض) بنحو ذلك . قال ابن جرير : حدحدثنا ابن وكيع ، حدحدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة قال : قالت عائشة (رض) : خرج النبي ص ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، الخ قال ابن أبي حاتم : حدحدثنا أبي ، حدحدثنا شريح بن يونس أبو الحارث ، حدحدثنا محمد بن يزيد عن العوام يعني ابن حوشب (رض) عن عم له قال : دخلت مع أبي على عائشة (رض) فسألتها عن علي (رض) فقالت : تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله ص كانت تحته ابنته وأحب الناس إليه ، لقد رأيت رسول الله ص دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (رض) الخ . قال ابن جرير : حدحدثنا ابن المثنى ، حدحدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي ، حدحدثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد (رض) قال : قال رسول الله (ص) نزلت هذه الآية في خمسة ، الخ . قال ابن جرير : حدحدثنا ابن المثنى ، حدحدثنا أبو بكر الحنفي ، حدحدثنا بكير بن مسمار ، قال : سمعت عامر بن سعد (رض) قال : قال سعد (رض) قال رسول الله ص ، الخ . قال مسلم في صحيحه : حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد عن ابن عليه ، قال زهير : حدحدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان ، حدثني يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين ابن سيرة وعمر بن مسلمة إلى زيد بن أرقم (رض) فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدحدثنا يا زيد ما سمعت من من رسول الله ص ، قال يا بن أخي والله كبرت

ص 518

سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) ، وما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفوا فيه الخ . (ومنهم) الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 في كتابه (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 166 وص 168 ط القاهرة) أورد روايات في نزولها في حقهم عليهم السلام وأنهاها إلى أم سلمة وواثلة وأبي سيعد وأبي الحمراء وغيرهم . (ومنهم) الشيخ الإمام علي بن محمد أحمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة 855 قال في كتاب الفصول المهمة (ص 7 - 8 ط النجف الأشرف) ما لفظه : وروى الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أم سلمة أنها قالت : كان النبي ص في بيتها يوما ، فأتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها عصيدة (خ ل خزيرة) فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء علي والحسن والحسين ، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الحزيرة ، والنبي ص جالس على دكة وتحته كساء خيبري (خ ل حبري) قالت : وأنا في الحجرة قريبا منهم أصلي ، فأخذ النبي ص الكساء فغشاهم به ، ثم قال : اللهم أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي وقلت : وأنا معكم يا رسول الله ، قال : إنك إلى خير ثلاث مرات ، فأنزل الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية ، وذكر الترمذي في صحيحه : أن رسول الله ص كانت من وقت نزول هذه الآية إلى قريب من ستة أشهر ، إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب فاطمة ثم يقول : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وقال بعضهم في ذلك شعرا : إن النبي محمد ووصيه * وابنيه وابنته البتول الطاهرة أهل العباء فإنني بولائهم * أرجو السلامة والنجا في الآخرة (ومنهم) الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني الشافعي المشتهر بابن حجر المتوفى سنة 852 في كتاب

ص 519

(الإصابة) (ج 2 ص 502 طبع مصر) فإنه أورد رواية مسندة عن ابن عباس مشتملة على فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وهي مفصلة طويلة مشتملة على جملات منها قوله : وأخذ ردائه صلى الله عليه وسلم فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية وذكر أيضا نظير ذلك عن أم سلمة . وكذا في (ج 1 ص 329) روى عن أم سلمة أيضا نزل نزول الآية في حقهم عليهم السلام . وكذا في (ج 4 ص 367) روى عن أم سلمة أنها قالت : في بيتي نزلت إنما يريد الله الولاية وكذا في (ج 4 ص 207) وأورد في كتاب (الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) (ص 26 الحديث 216 ط مصر) المطبوع في آخر الكشاف طبعة (مصطفى محمد) ما لفظه : عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاءه الحسن فأدخله ثم فاطمة ثم علي ثم قال : إنما يريد الله الآية . ومسلم من طريق صفية بنت شيبة عنها وغفل الحاكم فاستدركه . وقال أيضا في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري) (ج 3 ص 422 طبع مصر القديم) حيث قال ما لفظه : لما ثبت في تفسير قوله تعالى : إنما يريد الله الآية قالت أم سلمة لما نزلت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسنين فجللهم بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي الحديث أخرجه الترمذي وغيره . (ومنهم) شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 884 في كتابه (تلخيص المستدرك) (المطبوع في ذيل المستدرك ص 416 ج 3 ط حيدر آباد) حيث قال ما لفظه . عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، حدثنا شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ، قال إنك إلى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق .

ص 520

وكذا أورد الحديث في ذلك الكتاب (ج 3 ص 146) وذكر السند هكذا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة الحديث وكذا أورد بسنده عن الأوزاعي عن أبي عمار عن وائلة فراجع ص 147 من ج 3 وكذا في تلك الصة رواه بسنده عن زكريا بن أبي زائدة حدثنا مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عايشة . وكذا في تلك الصة بسنده إلى أبي إسماعيل النحوي يذكر أن الحسن بن عرفة حدثهم حدثني علي بن ثابت حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد الحديث وكذا في تلك الصة أورده بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي بكير المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه الحديث . وكذا في ص 131 أورده بهذا السند أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني بالكوفة من أصله حدثنا عبيد بن كثير حدثنا عبد الرحمن بن دبيس (ح) حدحدثنا السكوني حدثنا مطين حدثنا عبد الله ابن عمر عن أبان قالا حدثنا إبراهيم بن ثابت القصار حدثنا ثابت البناني الحديث وحكم بصحته وكذا أورده في (ج 3 ص 158) راويا عن حماد بن سلمة عن حميد وعلي بن زيد عن أنس . وكذا في تاريخ الإسلام (ج 3 ص 6 ط حسام الدين القدسي بالقاهرة) (ومنهم) العلامة الجليل صاحب التصانيف الشهيرة في الحديث والتفسير والتاريخ والكلام الشيخ حميد بن أحمد المحلي اليماني في كتاب (الحدائق الوردية) (مخطوط) قال ما لفظه : فمن ذلك ما رويناه عن الشيخ لعالم الورع الفاضل محيي الدين عمدة الموحدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الوليد القرشي يرفعه إلى السيد الإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني عليه السلام بإسناده إلى أبي الحمراء ، قال شهدت النبي صلى الله عليه وآله أربعين صباحا ، فيجئ إلى باب علي وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ويقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله الصلاة يرحمكم الله ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب