الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج4)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 466

الكروخي الهروي سماعا عليا، أنبأنا المشايخ الثلاثة القاضي أبو عامر بن محمود ابن القاسم الأزدي وأبو نصر عبد العزيز محمد الترياقي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الفروجي عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الخراجي عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوني عن الإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي قال: نبأنا قتيبة قال: نبأنا الحاتم بن إسماعيل بن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال فذكر الحديث بعين ما تقدم عن صحيح مسلم ومنهم العلامة الذهبي المتوفى سنة 748 في تلخيص المستدرك المطبوع بهامش المستدرك (ج 3 ص 108 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك بتلخيص السند والمتن. ومنهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في نظم درر السمطين (ص 107 ط مطبعة القضاء): روى الحديث عن الترمذي بعين ما تقدم عن صحيحه ، ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي المتوفى 768 في مرآت الجنان (ج 1 ص 109 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث عن مسلم بعين ما تقدم عن صحيحه . منهم العلامة ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى سنة 852 في الإصابة (ج 2 ص 503 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر): قال: أخرج الترمذي بسند قوي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن صحيح الترمذي) ومنهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة 774 في البداية والنهاية (ج 7 ص 339 ط القاهرة) روى الحديث عن مسلم والترمذي بعين ما تقدم عن صحيحهما

ص 467

ومنهم ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 في فتح الباري (ج 7 ص 60 طبع مصر): روى الحديث عن مسلم والترمذي بعين ما تقدم عنهما ملخصا وزاد: وعند أبي يعلى عن سعد من وجه آخر لا بأس به قال: لو وقع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا. ومنهم الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي المتوفى 975 في منتخب كنز العمال (ج 5 ص 53 المطبوع بهامش المسند طبع القديم بمصر): روى الحديث بعين ما تقدم ثالثا عن الخصائص إلى قوله ففتح الله على يديه إلا أنه ذكر بدل قوله: فتطاولنا - فتطاول المهاجرون ليراهم. ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى في أوائل القرن الثاني عشر في مفتاح النجا في مناقب آل العبا (ص 44 مخطوط): روى الحديث عن مسلم والترمذي بعين ما تقدم عن صحيح مسلم ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر بن عبد الكريم الورديفي الخيراني البريشي الشفشاوني المصري المتوفى بعد سنة 1309 في سعد الشموس والأقمار (ص 209 ط التقدم العلمية بالقاهرة سنة 1330) روى الحديث عن مسلم والترمذي بعين ما تقدم عن صحيح مسلم ومنهم العلامة المعاصر السيد علوي بن طاهر الحداد العلوي الحضرمي في القول الفصل (ج 2 ص 216 ط جاوا): روى الحديث عن الحاكم بعين ما تقدم عن المستدرك

ص 468

الحديث السابع والثلاثون: اختصاص علي بتزويج فاطمة سكناه المسجد مع النبي وأعطاه النبي الراية لعلي يوم خيبر

ما رواه جماعة من أعلام القوم منهم الحاكم أبو عبد الله النيسابوري المتوفى 405 في كتابه المستدرك (ج 3 ص 125 ط حيدر آباد الدكن) قال: أخبرني الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرايني، ثنا أبو الحسن محمد بن البراء ثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، ثنا أبي، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب (رض): لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لإن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم، قيل: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وسكناه؟ المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحل له فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر، هذا حديث صحيح الاسناد. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر المتوفى سنة 807 في مجمع الزوائد (ج 9 ص 120 ط مكتبة القدسي في القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك وزاد في آخر الحديث: رواه أبو يعلى في الكبير. ومنهم العلامة الذهبي المتوفى سنة 884 في تلخيص المستدرك (المطبوع بذيل المستدرك ج 3 ص 125) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك بتلخيص السند والمتن. ومنهم الحافظ السيوطي المتوفى 911 في تاريخ الخلفاء

ص 469

(ص 66 ط الميمنية بمصر) روى الحديث عن أبي يعلى عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة المولى علي حسام الدين المتقي الهندي المتوفى سنة 9 75 في كنز العمال (ج 6 ص 393 ط الأولى في حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة المذكور في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 39 ط مصر) روى الحديث أيضا بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي في المعتصر من المختصر للقاضي أبي الوليد الباجي المالكي المتوفى سنة 474 (ج 2 ص 332 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث عن عمر بن الخطاب بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في المناقب (ص 232 ط تبريز) قال: وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن أحمد بن الحسين البيهقي هذا أخبرني محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرايني، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك سندا ومتنا. ومنهم العلامة محب الدين الطبري المتوفى سنة 694 في الرياض النضرة (ج 2 ص 192 محمد أمين الخانجي بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك لكنه أسقط قوله: يحل له فيه ما يحل له وزاد في آخر الحديث: أخرجه ابن السمان في الموافقة. ومنهم العلامة إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الحمويه الحمويني المتوفى

ص 470

سنة 722 في فرائد السمطين (نسخة كلية العلوم بطهران). أخبرني الإمام أبو الفضل بن أبي البناء ابن مودود الحنفي إجازة قال: أخبرني أبو الفتح ابن عبد المنعم بن أبي البركات بن محمد إجازة، أنا حدو الدين محمد بن الفضل أبو عبد الله القولوي إجازة قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر الحنفي قال: أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرايني فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك . ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في نظم درر السمطين (ص 129 ط مطبعة القضاء). روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك . ومنهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة 774 في البداية والنهاية (ج 7 ص 341 ط حيدر آباد) الدكن) قال: قال أبو يعلى: حدثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبد الله بن جعفر، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك سندا ومتنا، قال: وقد روى عن عمر من غير وجه. ومنهم العلامة الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى في القرن الثاني عشر في مفتاح النجا (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك ،

 الحديث الثامن والثلاثون: اختصاص علي بإعطاء الراية يوم خيبر حديث المنزلة اختصاصه بمصاهرة النبي

ص 471

ما رواه القوم. منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة 774 في البداية والنهاية (ج 7 ص 340 ط حيدر آباد) قال: وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سرير ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه؟ والله لإن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولإن يكون لي ما قال له حين غزا تبوكا ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولإن يكون لي ما قال له يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولإن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد ما له إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارا بعد هذا اليوم، ثم نقض ردائه ثم خرج.

الحديث التاسع والثلاثون: تزويج النبي صلى الله عليه وآله فاطمة من علي عليه السلام بأمر الله إن الله بنى جنة تخص لعلي وفاطمة (ع) ذكر صفات تلك الجنة

ما رواه القوم.

ص 472

منهم العلامة الشيخ الفقيه صدر الحفاظ أبي عبد الله محمد بن يوسف ابن محمد القرشي الگنجي المتوفى سنة 658 في كفاية الطالب (ص 180 ط الغري) قال: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بمدينة حلب، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد بن أبي نصر الكراني، أخبرنا محمود بن إسماعيل، أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه، أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، حدثنا علي بن سعيد الحافظ الرازي، حدثنا إسماعيل بن موسى السيد ، حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي، حدثنا عبد النور بن عبد الله المسمعي عن شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن إبراهيم، قال: حدثني مسروق عن عبد الله ابن مسعود، قال: سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم أزل أطلب الشهادة للحديث، فلم أرزقها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ونحن نسير معه يقول: إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة عليا ففعلت فقال جبرئيل: إن الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصبة، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشددة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجدا أخضر، وجعل فيها طاقات من اللؤلؤ مكللة بالياقوت، ثم جعل عليها غرفا لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيونا تنبع في نواحيها، وحفت بالأنهار، وجعل على الأنهار قبابا من در، قد شعبت بسلاسل الذهب، وحفت بأنواع الشجر، بنى في كل قصر قبة، وجعل فيه أريكة من درة بيضاء، غشاها السندس والاستبرق، فرش أرضها بالزعفران، وفتق ما بين ذلك بالمسك والعنبر، وجعل في كل قبة حوراء، والقبة لها مأة باب، على كل باب عينان جاريتان، وشجرتان في كل قبة مفرش، ومكتوب حول القباب آية الكرسي، فقلت: يا جبرئيل لمن بنى الله عز وجل هذه الجنان، قال: بناها

ص 473

لفاطمة وعلي سوى جنانهما تحفة أتحفهما الله، وأقر عينك يا محمد صلى الله عليك (قلت): هذا حديث حسن ما كتبناه إلا من حديث أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني الحافظ صاحب المعجم إلى أن قال أحد الحفاظ الثقات نزيل أصبهان

الحديث الأربعون: إن الله زوج فاطمة من علي نثار شجرة طوبى في عرس علي رقاقا كتب فيها البرائة من النار يعطي لكل من أحب أهل البيت ورقة منها علي عليه السلام أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعلي وفاطمة فكاك رقاب جماعة من النار

ما رواه القوم منهم الحافظ أبو بكر البغدادي المتوفى سنة 463 في تاريخ بغداد (ج 4 ص 210 ط السعادة بمصر) قال: أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم العجلي، حدثنا أبو علي أحمد بن صدقة البيع، حدثنا عبد الله بن داود بن قبيصة الأنصاري، حدثنا موسى ابن علي، حدثنا قنبر بن أحمد بن قنبر: مولى علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده عن كعب بن نوفل، عن بلال بن حمامة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ضاحكا مستبشرا، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف، فقال: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: بشارة أتتني من عند ربي إن الله لما أراد أن يزوج عليا فاطمة، أمر ملكا أن يهز شجرة طوبى، فهزها فنثرت رقاقا - يعني صكاكا، وأنشأ الله ملائكته التقطوها فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق، فلا يرون حبا لنا أهل البيت محضا إلا دفعوا إليه منها كتابا: برائة له من النار، من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب

ص 474

رجال ونساء من أمتي من النار

الحديث الحادي والأربعون: انعقاد نطفة فاطمة من تفاحة الجنة تكلم فاطمة في بطن أمها كان النبي إذا اشتاق إلى الجنة ونعيمها قبل فاطمة قول أبي بكر إن لعلي سابقة في جميع خصال الخير تهلل وجه النبي سرورا من خطبة علي لفاطمة إن الله قد زوجها من علي في السماء نزول موكل العرش إلى النبي لتزويج علي نزول جبرئيل إلى النبي بحريرة بيضاء كتب فيها إن الله زوج فاطمة لعلي وشهد عليه الملائكة إن الله اختار النبي وعليا من أهل الأرض علي أخو النبي ووزيره وصاحبه وحبيبه تزيين الجنة ونصب منبر الكرامة ووقوف ملك على المنبر لتزويج فاطمة من علي نثار شجرة الطوبى ما فيها من الحلل وقد التقطها حور العين ويتهادونها تزويج النبي فاطمة لعلي وكان صداقها؟ درعه دعاء النبي لعلي وفاطمة فاطمة سيدة نساء العالمين قيام علي وفاطمة ليلة الزفاف في المحراب

ما رواه القوم منهم العلامة الشيخ عبد الله الحنفي المتوفى بعد سنة 800 في كتاب الرقائق المعروف بالأخوانيات (ص 250 مخطوط) قال: وروى عن بعض الرواة الكرام أن خديجة الكبرى عليها السلام تمت يوما من الأيام على سيدنا الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السلام فجاء جبرئيل إلى المفصل على الكونين بتفاحتين. وقال: يا محمد يقول لك من جعل لكل شيء قدرا: كل واحدة وأطعم الأخرى لخديجة الكبرى واغشها فإني خالق منكما فاطمة الزهراء ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمره فلما سأله الكفار أن يريهم انشقاق القمر

ص 475

وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر قالت خديجة واخيبة من كذب محمدا. وهو خير رسول ونبي، فنادت فاطمة من بطنها يا أماه لا تحزني ولا ترهبي فإن الله مع أبي، فلما تمت أيام حملها وانقضى، وضعت فاطمة فأشرق بنور وجهها الفضاء وكان المختار كلما اشتاق إلى الجنة ونعيمها قبل فاطمة وشم طيب نسيمها، فيقول حين ينشق نسماتها القدسية: إن فاطمة الحوراء إنسية، فلما استنارت في السماء الدنيا له شمس جمالها، تم في افق الجلالة بدر كمالها، امتدت إليها مطالع الأفكار، تمنت النظر إلى حسنها أبصار الأخيار، خطبها سادات المهاجرين والأنصار ردهم المخصوص من الله بالرضى وقال إني أنتظر بهما القضاء

"شعر" من مثل فاطمة الزهراء في نسب * * وفي فخار وفي فضل وفي حسب

والله شرفها حقا وفضلها * * إذ كانت ابنة خير العجم والعرب

ولقد خطبها (فاطمة) أبو بكر وعمر فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمرها إلى الله تعالى، ثم إن أبا بكر وعمر وسعيد بن معاذ كانوا جلوسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا أمر فاطمة رضي الله عنها فقال أبو بكر: قد خطبها الأشراف فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أمرها إلى الله تعالى وإن عليا لم يخطبها ولم يذكرها ولا أرى يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد وإنه ليقع في نفسي أن الله تعالى ورسوله إنما يحبسانها من أجله، ثم أقبل أبو بكر على عمر وعلى سعد وقال: هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجه فنذكر له أمرها؟ فإن منعه من ذلك قلة ذات اليد واسيناه، فقال سعد وفقك الله يا أبا بكر فخرجوا من المسجد والتمسوا عليا في المسجد فلم يجدوا عليا وكان ينضح الماء على نخلة الرجل من الأنصار بأجرة فانطلقوا معه نحوه فلما رآهم قال ما وراكم؟ فقال أبو بكر: يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل وأنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي عرفت من القرابة

ص 476

وقد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة فردهم وقال: إن أمرها إلى الله تعالى فما يمنعك أن تذكرها أو تخطبها، فإني أرجوا أن يكون الله عز وجل ورسوله يحبسانها عليك، قال فتعزعزت عينا علي بالدموع وقال: يا أبا بكر لقد هيجت علي ساكنا وأيقظتني لأمر كنت عنه غافلا، والله إن لي في السيدة فاطمة لرغبة وما مثلي من يقعد عن مثلها، ولكن أعز أن يمنعني من ذلك قلة ذات اليد، فقال أبو بكر: لا تقل كذا يا أبا الحسن، فإن الدنيا وما فيها عند الله ورسوله لهباء منثور ثم إن عليا كرم الله وجهه حل عن ناضحه وقاده إلى منزله فشيده فيه وأخذه ليطله وأقبل إلى منزل رسول الله عند أم سلمة فطرق الباب فقالت من بالباب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي وافتحي الباب له، هذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما، فقالت فداك أبي وأمي ومن هذا؟ فقال: هذا أخي وأحب الخلق إلي، قالت أم سلمة: فقمت مبادرا أكاد اعثر في مرطي ففتحت الباب فإذا أنا بعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فوالله ما دخل علي حتى علم أني قد رجعت إلى خدري، فدخل فسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام ثم قال له اجلس، فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يطرق إلى الأرض كأنه قاصد حاجة يستحيي منه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا علي كأنك قاصد حاجة فابدء بما في نفسك فكل حاجتك عندي مقضية، فقال علي كرم الله وجهه: فداك أبي وأمي يا رسول الله إنك لتعلم أنك أخذتني من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي لا عقل لي فهديتني وأدبتني فكنت لي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البر والشفقة، وإن الله عز وجل هداني بك واستنقذني عما كان عليه آبائي وأعمامي من الشرك وإنك يا رسول الله ذخري ووسيلتي في الدنيا والآخرة، وقد أحببت مع ما شد الله عز وجل بك عضدي أن يكون لي بيت وزوجة أسكن إليها، وقد أتيت خاطبا ابنتك فاطمة فهل تزوجني يا رسول الله؟ قالت أم سلمة: فرأيت وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تهلل فرحا وسرورا ثم تبسم في وجه علي وقال: يا علي هل معك شيء تصدقها إياه؟ قال:

ص 477

والله ما يخفي عليك حالي ولا من أمري شيء ما أملك غير درعي وسيفي وناضحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أما سيفك فلا غنا لك عنه تجاهد به في سبيل الله، وأما ناضحك فتنضح على أهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكن أزوجك على درعك ورضيت به منك، وابشر يا أبا الحسن فإن الله قد زوجك بها في السماء قبل أن أزوجك بها في الأرض ولقد هبط علي ملك من السماء قبل أن تأتيني لم أر قبله في الملائكة مثله بوجوه شتى وأجنحة شتى فقال لي: السلام عليك يا رسول الله ابشر باجتماع الشمل وطهارة النسل، فقلت وما ذاك أيها الملك؟ فقال: يا محمد أنا الملك الموكل بإحدى قوائم العرش سألت الله أن يأذن لي ببشارتك وهذا جبرئيل عليه السلام على أثري يخبرك عن ربك بكرامة الله عز وجل لك قال النبي صلى الله عليه وسلم فما استتم الملك كلامه حتى هبط جبرئيل عليه السلام فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم وضع يدي حريرة بيضاء فيها سطران مكتوبان بالنور، فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الخطوط؟ قال: إن الله عز وجل قد اطلع على الأرض اطلاعه فاختارك من خلقه وبعثك برسالته ثم اطلع إليها ثانية واختار منا لك أخا ووزيرا وصاحبا وحبيبا فزوجه ابنتك فاطمة فقلت حبيبي جبرئيل ومن هذا الرجل فقال أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب وإن الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي وإلى الحور العين أن تزيني وإلى شجرة طوبى أن احملي الحلي والحلل وأمر الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور فهبطت ملائكة الصفح الأعلى وأمر الله تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وهو المنبر الذي خطب عليه آدم عليه السلام حين علمه الأسماء وأمر الله عز وجل ملكا من الملائكة الحجب يقال له راحيل فعلا على ذلك المنبر فحمد الله تعالى بجميع محامده وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السموات فرحا وسرورا قال جبرئيل عليه السلام: وأوحى الله تعالى إلي أن أعقد عقدة النكاح فإني زوجت عليا وليي بفاطمة أمتي بنت رسولي

ص 478

وصفوتي من خلقي محمد صلى الله عليه وسلم عقدة النكاح وأشهد ذلك الملائكة وكتب شهادتهم في هذه الحريرة وقد أمرني ربي أن أعرضها وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان، إن الله تعالى لما أشهد على تزويج فاطمة ملائكة أمر شجرة طوبى أن تنثر ما فيها من الحلل فنثرت ذلك والتقطته الحور العين والملائكة وإن الحور العين ليتهادونه إلى يوم القيامة، وقد أمرني أن آمرك بتزويجها عليا في الأرض وأن أبشرها بغلامين زكيين نجيبين فاضلين جيدين في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله ما عرج الملك يا أبا الحسن حتى طرقت الباب ألا وإني مستنفذ فيك أمر ربي فامض يا أبا الحسن أمامي فإني ذاهب إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقر به عينك، قال علي كرم الله وجهه: فخرجت من عنده مسرعا وأنا لا أعقل من شدة الفرح فاستقبلني أبو بكر وعمر رض فقالا لي: ما وراك يا أبا الحسن، قلت زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وأخبرني أن الله تعالى زوجني بها في السماء وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم آت على أثري إلى المسجد فيقول ذلك في محضر من الناس، ففرحا بذلك ودخلا المسجد فوالله ما توسطاه حتى لحق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل سرورا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال أجمع المهاجرين والأنصار، فانطلق بلال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من منبره حتى اجتمع الناس ثم قام فوق المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر المسلمين إن جبريل أتاني آنفا فأخبرني أن الله تعالى استشهد الملائكة عند البيت المعمور أنه زوج أمته فاطمة ابنتي من علي ثم قام علي كرم الله وجهه وحمد الله وأثنى عليه فقال: الحمد لله شكرا لأنعمه وأياديه،، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا شبيه، وأشهد أن محمدا عبده عبده ورسوله ونبيه النبيه وحبيبه الوجيه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وبنيه صلاة دائمة ترضيه.

ص 479

وبعد فإن النكاح سنة أمر الله به وأذن فيه وقد زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا وقد رضي ورضيت فسلوه واشهدوا، فقال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: زوجته يا رسول الله؟ قال: نعم، فقال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما، ثم قال علي رضي الله عنه: فأخذت درعي ومضيت به إلى السوق فبعته بأربع مأة درهم من عثمان بن عفان، فلما قبضت الدراهم وقبض عثمان الدرع قال لي: يا أبا الحسن ألست الآن أولى منك بالدرع وأنت أولى مني بالدراهم؟ قال: فإن الدرع هدية مني إليك، قال علي: فأخذت الدرع والدراهم وأتيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما كان من عثمان فدعا بخير، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبضة من الدراهم ثم دعا بأبي بكر رض فقال يا أبا بكر اشتر بهذه الدراهم ما يصلح لفاطمة في بيتها وأرسل معه سلمان وبلال يعينانه على حمل ما يشتريه، قال أبو بكر رض : وكانت الدراهم التي دفعها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون درهما فاشتريت فراشا من خيش محشو بالصوف وقطعا من أديم ووسادة من أديم حشوها ليف النخل وقربة للماء وكنرانا وسترا صوفه قيق، فحملت أنا بعضه وسلمان بعضه وبلال بعضه وأقبلنا فوضعناه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر إليه بكى ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم بارك لقوم شعارهم الخوف منك قال علي: ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم باقي ثمن الدرع إلى أم سلمة وقال: ارفعي هذه الدراهم عندك فمكثت بعد ذلك شهرا، لا أعاود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا منه غير أني كنت إذا خلوت برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي: يا أبا الحسن زوجتك سيدة نساء العالمين، قال علي عليه السلام: فلما كان بعد شهر دخل علي أخي عقيل فقال: يا أخي والله ما فرحت قط بشيء كفرحي بتزويجك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن تدخل قرت أعيننا باجتماع شملكما، فقلت: والله إني لأحب ذلك وما يمنعني منه إلا الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أقسمت عليك إلا ما قمت معي فقمت

ص 480

معه نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقينا في طريقنا أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا لها ذلك، فقالت: امهلا ودعنا حتى نكلمه في أمرها، فان كلام النساء أوقع في النفس من كلام الرجال، ثم أتيت إلى أم سلمة فأعلمتها بذلك وأعلمت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعن أمهات المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان في بيت عائشة فأحدقن وقلن يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فديناك بآبآئنا وأجدادنا إنا قد اجتمعنا لأمر لو أن خديجة في الأحياء لقرت بذلك عيناها، قالت أم سلمة: فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (أين مثل خديجة صدقتني حين كذبني الناس وأعانتني على ديني ودنياي بمالها، فقالت: أم سلمة: يا رسول الله إن خديجة كانت كذلك غير أنها مضت إلى ربها عز وجل فالله تعالى أن يجمع بيننا وبينها في درجات الجنة، وهذا أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يريد أن يدخل على زوجته فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة أرسلي إلى أم أيمن وآمريها أن تنطلق إلى علي فتأتيني به فخرجت أم أيمن فإذا علي ينتظرها، فقالت له: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي: فانطلقت معها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجرة عائشة فقمن أزواجه فدخلن البيت فجلست بين يدي مطرقا فقال: أتحب أن تدخل على زوجتك؟ فقلت نعم فداك أبي وأمي يا رسول الله، فقال حبا وكرامة تدخل عليك في ليلتنا هذه إنشاء الله، قال علي: ثم قمت من عنده فرحا مسرورا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزين فاطمة وتطيب ويفرش لها ودفع النبي صلى الله عليه وسلم لعلي عشرة من الدراهم التي كانت عند أم سلمة وقال له: اشتر بهذه تمرا وسمنا وأقطا، قال علي: فاشتريت ذلك وأتيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحسر عن ذراعه ودعا بسفرة من أدم فجعل يسدح التمر بالسمن ويخلطهما بالأقط حتى جعله حيسا ثم قال: يا علي ادع من أحببت فخرجت من المسجد فوجدت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام القوم بأجمعهم فأقبلوا

ص 481

نحوه فأخبرته أن القوم كثير فجلل السفرة بمنديل ثم قال: ليدخل عشرة عشرة، ففعلت ذلك فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا ينقص حتى أكل من ذلك الحيس سبعمأة رجل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاطمة وعلي فأخذ عليا بيمينه وأخذ فاطمة بشماله وجعلهما إلى صدره وقبل بين عينيهما ثم رفعهما إليه وقال: يا أبا الحسن نعم الزوجة زوجتك، ثم قام يمشي معهما إلى البيت الذي لهما ثم خرج وأخذ بعضادتي الباب وقال: جمع الله شملكما أستودعكما الله واستخلفه عليكما، فأقبل علي كرم الله وجهه على فاطمة يلاطفها بالكلام حتى جن الظلام، فأخذت فاطمة في البكاء فقال لها ما يبكيك يا سيدة نساء العالمين ألم ترضي أن أكون لك بعلا وتكونين لي أهلا؟ فقال: يا ابن العم كيف لا أرضى وأنت الرضي وفوق الرضي، وإنما فكرت في حالي وأمري عند ذهاب عمري، ونزولي في قبري، فشبهت دخولي إلى فراش عزي وفخري، كدخولي لحدي وقبري، وأنا أسألك يا ابن العم بحق محمد إلا ما بلغتني قصدي وإربي وقمت بنا إلى محرابنا نتعبد في هذه الليلة فهو أحق وأحرى بنا فنهضا إلى المحراب وقاما إلى التهجد في خدمة رب الأرباب.

الحديث الثاني والأربعون: قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ومن أحب النبي يحب عليا وعلي مني وأنا من علي لحمه لحم النبي ودمه دمه وروحه روحه وسريرته من سريرة النبي وعلانيته من علانيته وهو إمام الأمة والخليفة عليها بعد النبي سعد من أطاعه وربح من تولاه وفاز من لزمه مثله ومثل الأئمة من ولده مثل سفينة نوح ومثلهم مثل النجوم

ما رواه جماعة من أعلام القوم.

ص 482

منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى 722 في كتابه فرائد السمطين مخطوط أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة السيدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس الحسني وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي عليهما الرحمة والإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن سعيد رحمه الله بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار ابن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قدس الله أرواحهم قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله بن البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن خالد، عن غياث ابن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقي من عصاك، وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة. ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 130 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن فرائد السمطين ومنهم المولوي السيد أبو محمد الحسيني البصري المتوفى في أوائل

ص 483

القرن الرابع عشر في انتهاء الأفهام (ص 206 ط نول كشور). نقل الحديث عن الحمويني بواسطة الينابيع بعين ما تقدم.

الحديث الثالث والأربعون: كتمان رسول الله صلى الله عليه وآله بعض فضائل علي عليه السلام خوفا من توهم الألوهية في حقه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي أنت مني وأنا منك وإنه يرث رسول الله صلى الله عليه وله وسلم ويرثه حديث المنزلة وإنه يبرء ذمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويؤدي عنه ويقاتل على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وخليفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض وحربه حرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحبه في الجنة (أول من يكسى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأول من يدخل الجنة من الأمة شيعة علي على منابر من نور الحق مع لسان علي وفي قلبه وبين عينيه

ما رواه جماعة من أعلام القوم. منهم العلامة أخطب خطباء خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المتوفى سنة 568 في المناقب (ص 76 ط تبريز) قال: وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثني الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة عن سيد زيد بن علي عليه السلام، حدثنا الفضل بن عباس، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل، حدثنا محمد بن عبد الله البلوى، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلا، حدثني أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله

ص 484

صلى الله عليه وآله يوم فتحت خيبر، يا علي لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مرين (ع) لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء من المسلمين إلا وأخذوا تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي وأنت في الآخرة الناس مني، وإنك غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وإنك أول من يرد علي الحوض، وإنك أول داخل يدخل الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني، وإن عدوك غدا ظمأ مظمئين مسودة وجوههم مقمحين، يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، إن ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي، وأن الحق معك والحق على لسانك ما نطقت فهو الحق وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأن الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنت وعترتك ومحبك في الجنة، وأن عدوك في النار، يا علي لا يرد الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك، قال: قال علي عليه السلام: فخررت ساجدا لله سبحانه وتعالى وحمدته على ما أنعم به علي من الإسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله. (وفي ص 95 ط تبريز) قال: روى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل فذكر الحديث بعين ما تقدم مخلصا.

ص 485

ومنهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في در بحر المناقب (ص 58 مخطوط)، روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي ملخصا. ومنهم العلامة المير حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي المتوفى سنة 904 وقيل 909 وقيل 911 في شرح ديوان أمير المؤمنين (ص 19 مخطوط). روى عن الكرخي في شرح السنة وأنهي إلى جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي إلى قوله: تقاتل على سنتي ثم قال: وإنك في الآخرة على الحوض خليفتي، وإنك أول من يرد علي الحوض، وإنك أول من يكسى معي، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم يكونون غدا في الجنة جيراني، وإن حربك حربي وسلمك سلمي وإن سريرتك سريرتي وعلانيتك علانيتي. ومنهم العلامة الشيخ حسن المقري الكاشي المتوفى 854 في المناقب مخطوط، قال: لما قدم علي بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين فرغ من فتح باب خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح بن مريم لقلت فيك قولا كريما لا تمر بملاء إلا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فإنك تبري ذمتي وتقاتل على سنتي وإنك في الآخرة وصيي، وإنك على الحوض خليفتي، وإنك أول من يكسى معي، وإنك أول داخل في الجنة من أمتي وإن شيعتك على منابر من نور مضيئة مبيضة خ ل

ص 486

وجوههم اشفع لهم ويكونون غدا جيراني، وإن حربك حربي وسلمك سلمي، وإن سرك سري وعلانيتك علانيتي، وإن سريرة صدرك لسريرتي، وإن ولدك ولدي وتنجز عداتي، وأن الحق معك ليس أحد من الأمة بعدلك، وأن الحق معك وعلى لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط بلحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنه لن يرد على الحوض مبغضك ولا يغيب عنه محب لك حتى ترد الحوض معي، قال: فخر علي ساجدا ثم قال: الحمد لله الذي أنعم علي بالاسلام وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية وخاتم النبيين وسيد المرسلين إحسانا منه وتفضلا. ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى 1293 في ينابيع المودة (ص 130 ط اسلامبول). روى الحديث عن الخوارزمي بعين ما تقدم عن المناقب . ومنهم العلامة المولوي السيد أبو محمد الحسيني البصري المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر في انتهاء الأفهام (ص 208 ط نول كشور) روى الحديث عن الينابيع بعين ما تقدم.

الحديث الرابع والأربعون: علي حامل لواء الحمد أمام النبي يوم القيامة لا يبقى أحد يومئذ إلا ويقول طوبى لهما ويأتي النداء من قبل الله هذا وليي علي طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه بيد علي مفاتيح الجنة والنار فيقول لجهنم خذي هذا واتركي هذا

ما رواه جماعة من أعلام القوم منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد

ص 487

الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في در بحر المناقب (ص 132) مخطوط قال: وروى عن سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سئلتم الله عز وجل فاسئلوه الوسيلة فسئلت النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسيلة، فقال: هي درجة في الجنة وهي مأة ألف مرقاة ما بين المرقاة جرى الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب يؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا وقال: طوبى لمن كانت هذه الدرجة له، فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمعه جميع الخلق هذه الدرجة لمحمد صلى الله عليه وسلم فأقبل يومئذ بميزر يربطه من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه: لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيان مرسلان حتى أعلو تلك الدرجة، وعلي يتبعني حتى إذا صرت في أعلا درجة منها، وعلي أسفل مني بدرجة فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمعه النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون هذا حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم وهذا علي وليي طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه فلا يبقى يومئذ أحد ممن أحبك يا علي ألا انشرح لهذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه، فبينما أنا كذلك وإذا بملكين قد أقبلا إلي أما أحدهما فرضوان خازن الجنان، وأما الآخر فمالك خازن النيران فيدنو رضوان ويقول: السلام عليك يا رسول الله، فأقول: السلام عليك أيها الملك فما أحسن وجهك وأطيب ريحك؟ فيقول: أنا خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنة

ص 488

بعث بها ربك فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي، فله الحمد على ما فضلني به، ثم أدفعها إلى علي بن أبي طالب، ثم يرفع رضوان ويدنو مالك النيران فيقول: السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا محمد فأقول: السلام عليك أيها الملك فمن أنت فما اقبح وجهك وأنكر رؤيتك؟ فيقول: أنا خازن النيران فهذه مقاليد النار بعث بها إليك ربك فخذها يا أحمد، فأقول قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني، ثم أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ثم يرجع مالك النيران فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجزة جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها وعلي آخذ بزمامها فتقول له جهنم: يا علي قد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي: قري يا جهنم خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي، وأن جهنم يومئذ أشد مطاوعة من غلام أحدكم لصاحبه فإن شاء يذهبها بمنه يمنة ظ وإن شاء يذهبها بسره يسرة ظ ، ولجهنم يومئذ مطاوعة لعلي في ما يأمرها به في جميع الخلايق. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بأبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد السمطين (مخطوط) قال: حدثني أبي رض قال: نبأ سعد بن عبد الله قال: نبأ محمد بن أحمد بن يحيى قال: نبأ العباس بن معروف قال: نبأ أبو حفص العبدي عن أبي سعيد الخدري فذكر الحديث بعين ما تقدم عن در بحر المناقب . ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 84 ط اسلامبول) قال: روى عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة، فسئل عنها؟ فقال: هي درجة في الجنة وهي مأة ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة يسير الفرس الجواد شهرا مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ إلى مرقاة زمرد

ص 489

إلى مرقاة مرجان إلى مرقاة كافور إلى مرقاة عنبر إلى مرقا يلجوج إلى مرقاة نور، وهكذا من أنواع الجواهر فهي بين درجات النبيين كالقمر بين الكواكب، فينادي المنادي: هذه درجة محمد خاتم الأنبياء وأنا يومئذ متزر بربطة من نور على رأسي تاج الرسالة وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي بيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه، لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله وأولياء علي المفلحون الفائزون بالله حتى أصعد أعلى درجة منها وعلي أسفل درجة مني وبيده لوائي، فلا يبقى يومئذ رسول ونبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا رفعوا أعينهم ينظرون إلينا ويقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما الله؟ فينادي المنادي يسمع ندائه جميع الخلائق: هذا حبيب الله محمد، وهذا ولي الله علي، فيأتي رضوان خازن الجنة فيقول: أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فأدفعها إليك يا رسول الله فأقبلها أنا فأدفعها إلى أخي علي، ثم يأتي مالك خازن النار فيقول، أمرني ربي أن آتيك بمقاليد النار، فأدفعها إليك يا رسول الله، فأقبلها أنا وأدفعها إلى أخي علي، فيقف علي على عجزة جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرها فتنادي جهنم يا علي: ذرني فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي: ذري هذا وليي، وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من رق أحدكم لصاحبه، ولذلك كان علي: قسيم النار والجنة.

الحديث الخامس والأربعون: اختصاص علي عليه السلام بزينة لا توجد في أحد إن الله زهد عليا في الدنيا رضى الفقراء بعلي إماما طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه من أحبه يكون معه في الجنة ومن أبغضه إقامة الله مقام الكاذبين

ما رواه جماعة من أعلام القوم

ص 490

منهم الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى الاصبهاني الشهير بابن مردويه المتوفى 410 في المناقب (على ما في درر المناقب مخطوط) قال. روى عن أبي مريم السلوى قال رسول الله لعلي: يا علي إن الله قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة هي أحب إلى الله منها الزهد في الدنيا وجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فرضوا بك إماما ورضيت بهم اتباعا. ومنهم الحافظ أبو نعيم الأصفهاني المتوفى 430 في حلية وليا إلا (ج 1 ص 71 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، ثنا محمد بن جرير، ثنا عبد الأعلى بن واصل ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا علي بن حزور عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها: هي زينة الأبرار عند الله عز وجل، الزهد في الدنيا فجعلك لا تزرء من الدنيا شيئا ولا تزرء الدنيا منك شيئا ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى 568 في كتابه المناقب (ص 69 ط تبريز) قال: أخبرنا الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد بن الكرباسي الخوارزمي، حدثني القاضي الإمام شمس الدين حدثني قاضي القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرحمان ابن إسحاق، أخبرني الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق، أخبرنا القاضي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين البيهقي الجعفي النهرواني، حدثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الحميري، حدثني القاسم بن خليفة بن سواد، حدثنا حماد بن سواد عن عيسى بن عبد الرحمن عن علي بن جزور عن أبي مريم

ص 491

قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي إن الله تعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها زهدك فيها، وبغضها إليك، وحبب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا ورضوا بك إماما، يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، أما من أحبك وصدقك عليك فإخوانك في دينك وشركاؤك في جنتك، وأما من أبغضك وكذب عليك فحقيق على الله تعالى أن يقيمه يوم القيامة مقام الكاذبين . ومنهم العلامة محب الدين الطبري المتوفى سنة 694 في ذخائر العقبى (ص 100 ط مكتبة القدسي بمصر). روى الحديث عن عمار بن ياسر بعين ما تقدم عن حلية الأولياء ومنهم العلامة المذكور في الرياض النضرة (ج 2 ص 228 ط محمد أمين الخانجي بمصر). روى الحديث عن عمار بن ياسر بعين ما تقدم عن حلية الأولياء . ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري المتوفى سنة 630 في أسد الغابة (ج 4 ص 23 ط مصر سنة 1285) قال: أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله، أنبأنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا محمد بن أحمد ابن محمد بن حسنون النرسي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس إملاء، حدثنا أحمد ابن علي الرقي، أخبرنا القاسم بن علي بن أبان، حدثنا سهل بن صقير، حدثنا يحيى بن هشام الغساني عن علي بن جزء قال: سمعت أبا مريم السلولي يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: يا علي إن الله عز وجل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إليه منها الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا، وهب لك حب المساكين

ص 492

ورضوا بك إماما ورضيت بهم أتباعا، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه فرائد السمطين مخطوط قال: أخبرنا الشيخان العدل محمد بن أبي القاسم والخطيب عبيد الله بن أبي السعادات بقرائتي عليهما منفردين بروايته عن العدل شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد الشهرزوري وبرواية الخطيب عن أحمد بن يعقوب المارسناني سماعا قال: أنبأنا أبو الفتح محمد عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي سماعا، أنبأنا أحمد بن أحمد الأصفهاني، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ قال: نبأنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الناسي حدثنا محمد بن حريز قال: نبأنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا محول ابن إبراهيم، حدثنا علي بن حرز عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر رضي الله عنه. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن حلية الأولياء . ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى 750 في نظم درر السمطين (ص 102 ط مطبعة القضاء) قال: وقال عمار بن ياسر (رض) يوم صفين، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها، الزهد في الدنيا وحبك للمساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما من أحبك وصدق فيك فهم رفقاؤك في الجنة ومجاوروك في دارك، وأما من أبغضك وكذب عليك فإنه حق على الله أن

ص 493

يوقفه يوم القيامة موقف الكذابين. ومنهم العلامة الشيخ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي المتوفى 911 في ذيل اللئالي (ص 64 ط لكهنو) قال: روى الطبراني قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو كريب، حدثنا عمرو ابن جميع الطيالسي عن علي بن الجزري عن الأصبغ بن نباتة وأبي مريم قالا: سمعنا عمار بن ياسر بصفين يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أن الله تعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها وهي زينة الأبرار عند الله الزهد في الدنيا جعلك لا تنال من الدنيا شيئا وجعلها لا تنال منك شيئا ووهب لك حب المساكين. ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي المتوفى سنة 975 في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 35 ط القديم بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن حلية الأولياء ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي المتوفى 807 في مجمع الزوائد ج 9 ص 121 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها وهي زينة الأبرار الزهد في الدنيا جعلك لا تملك من الدنيا شيئا وجعلها لا تنال منك شيئا ووهب لك حب المساكين - رواه الطبراني وفي (ج 9 ص 132 الطبع المذكور) وعن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: إن الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها، إن الله تعالى حبب إليك المساكين وجعلك لهم إماما ترضى بهم وجعلهم لك أتباعا يرضون بك، فطوبى

ص 494

لمن أحبك وصدق عليك، وويل لم أبغضك وكذب عليك، فأما من أحبك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في جنتك، وأما من أبغضك وكذب عليك فإنه حق على الله عز وجل أن يوقفهم مواقف الكذابين، رواه الطبراني في الأوسط. ومنهم العلامة المحدث الواعظ السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي الهروي المتوفى سنة 1000 في كتابه الأربعين حديثا (ص 55 مخطوط) قال: الحديث السابع والعشرون عن عمار بن ياسر أنه قال يوم صفين: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها، الزهد في الدنيا وحبك للمساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك (عليك خ ل) وويل لمن أبغضك وكذب عليك (عليه خ ل) فأما من أحبك وصدق فيك فهم رفقاؤك في الجنة ومجاوروك في دارك وأما من أبغضك وكذب عليك فإنه حق على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف الكذابين. ومنهم العلامة الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي المتوفى في القرن الثاني عشر في مفتاح النجا (وص 48 مخطوط). روى الحديث عن أبي نعيم بعين ما تقدم عن حلية الأولياء .

الحديث السادس والأربعون: حديث المنزلة علي أول من يدعى يوم القيامة يدفع إليه لواء الحمد ويقف على يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم عليه السلام في ظل العرش وإنه يكسى حلة خضراء في الجنة وينادى في تحت العرش نعم أخ النبي علي عليه السلام وإنه يكسى إذ أكسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ص 495

ويدعى إذا دعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ما رواه جماعة من أعلام القوم منهم ابن المغازلي المتوفى سنة 483 على ما في مناقب عبد الله الشافعي (ص 81 مخطوط): روى بسند يرفعه إليه أي ممدوح الباهلي أيضا قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله آخا بين المسلمين ثم قال يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. أما علمت يا علي إني أول من يدعى به يوم القيامة فأقوم عن يمين العرش في ظلة فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة ألا وإني أخبرك يا علي إن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من يدعى بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم وجميع خلق الله تستظل بظل لوائي وطوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قضيبه فضة بيضاء زجه درة خضراء، وله ثلاث ذوائب من نور ذوابة في المشرق وذوابة في المغرب والثالثة في وسط الدنيا مكتوبة عليه ثلاثة أسطر: الأول بسم الله الرحمن الرحيم، الثاني الحمد لله رب العالمين، الثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله، طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير بلوائي والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحيى من الأحياء إذا حييت. ومنهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى 568 في مقتل الحسين (ص 48 و49 ط الغري) قال:

ص 496

وأنبأني مهذب الأئمة عبد الملك بن علي الهمداني، أخبرني أبو طالب عبد القادر بن محمد اذنا، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك، أخبرنا الحسن بن علي البصري، أخبرنا الحسن بن راشد الطفاوي، أخبرنا قيس ابن الربيع، أخبرنا سعد بن الحفاف عن عطية عن مجدوح بن يزيد الالهاني أن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين المسلمين فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي . ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد المتوفى سنة 568 في كتابه المناقب (ص 83 ط تبريز): روى الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين . لكنه زاد بعد قوله الطفاوي: والصباح بن عبد الله بن بشر حار بدل بن الحبر. وزاد بعد قوله أنت أخي: ووزيري (في نسخة). وزاد بعد قوله: يكسون حللا خضراء من حلل الجنة: وأنت تنادى بعدي قبل الأنبياء فتكسى حلة من حلل الجنة ألا وإني أخوك يا علي وأنت معي في كل دار كرامة في الدنيا والآخرة. ومنهم العلامة سبط بن الجوزي المتوفى 654 في التذكرة ص 24 ط الغري): روى الحديث من فضائل أحمد بن حنبل بعين ما تقدم عن مقتل الحسين . لكنه زاد بعد قوله: الطفاوي: حدثنا الصباح بن عبد الله. وذكر بعد قوله: أنت أخي: فبكى علي عليه السلام فقال رسول الله ما يبكيك؟ فقال: لم تواخ بيني وبين أحد فقال: إنما ادخر تك لنفسي. وزاد في آخر الحديث وتقف على عقر حوضي تسقي من عرفت فكان علي عليه السلام ج 31

ص 497

يقول: والذي نفسي بيده لأذودن عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقواما من المنافقين كما تذاد الإبل عن الحوض ترده. ومنهم العلامة محب الدين الطبري المتوفى سنة 694 في الرياض النضرة (ج 2 ص 201 ط محمد أمين الخانجي بمصر روى الحديث عن مناقب أحمد بن حنبل بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي من قوله: أما علمت إلى آخر الحديث. ومنهم العلامة المذكور في ذخائر العقبى (ص 75 ط مكتبة القدسي بمصر). روى الحديث عن مناقب أحمد بن حنبل أيضا بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي من قوله: أما علمت إلى آخر الحديث: لكنه أسقط من قوله: وطوله، إلى قوله فتسير بلوائي، والظاهر أنه سقط في الطبع. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 57 ط اسلامبول) روى الحديث عن عبد الله بن أحمد في زوائد المسند بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي ملخصا.

الحديث السابع والأربعون: علي أحد الأربعة الذين لا يركب يوم القيامة غيرهم يركب على ناقة موصوفة بما ذكر في الحديث وعليها قبة من نور وبيده لواء الحمد عجب الملائكة من شأن علي (ع) فينادي ملك علي أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين أفلح من صدقه مبغض آل محمد في نار جهنم

ما رواه جماعة من أعلام القوم.

ص 498

منهم العلامة الحافظ أبو بكر البغدادي المتوفى 463 في تاريخ بغداد (ج 13 ص 122 ط السعادة بمصر) أخبرنيه أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ - ببخارى، أخبرنا محمد بن نصر بن خلف وخلف بن محمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبو عثمان سعد بن سليمان بن داود الشرغي، حدثنا أبو الطيب حاتم بن منصور الحنظلي، حدثنا المفضل بن سلم - لقيته ببغداد - عن الأعمش عن عباية الأسدي عن الأصبغ بن نباتة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة قال: فقام عمه العباس فقال له: فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال: أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي وصهري علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر، رحلها من زمرد أخضر مضبب بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، وقوائمها من المسك الأذفر، وعنقها من لؤلؤ، وعليها قبة من نور الله، باطنها عفو الله، وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد فلا يمر بملاء من الملائكة إلا قالوا هذا ملك مقرب أو نبي مرسل، أو حامل عرش رب العالمين. فينادي مناد من لدنان العرش - أو قال من بطنان العرش - ليس هذا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا حامل عرش رب العالمين، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إلى جنان رب العالمين، أفلح من صدقه، وخاب من كذبه، ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي لقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم. وفي (ج 11 ص 112 ط السعادة بمصر)

ص 499

أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار قال: حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الجبار بن أحمد بن عبيد الله السمسار - ببغداد، حدثنا علي بن المثنى الطهوي، حدثنا زيد بن الخباب، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة، فقام إليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال: من هم يا رسول الله؟ فقال: أما أنا فعلى البراق (إلى أن قال): وأخي علي على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانها من الدر الأبيض، على رأسها تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضئ للراكب المحث، عليها حلتان خضراوان، وبيده لواء الحمد، وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فيقول الخلايق: ما هذا إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرب، ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين . ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى 568 في المناقب (ص 250 ط تبريز) قال: وأنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرني أبو القسم أحمد بن عمر المقري، أخبرني عاصم بن الحسين (خ الحسن) ابن محمد، أخبرني عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد حدثني محمد بن أحمد بن الحسين (خ الحسن)، حدثني خزيمة بن هامان (خ ماهان) المروزي حدثني عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة، فقال له العباس عمه: فداك أبي وأمي ومن هؤلاء الأربعة؟ قال: أنا على البراق

ص 500

وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء، وأخي (خ وابن عمي) علي بن أبي طالب عليه السلام على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين عليه حلتان خضراء وإن من كسوة الرحمن على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ألف ركن على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول الخلايق: من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم

الحديث الثامن والأربعون: علي أول من يكسى بعد النبي يوم القيامة يزف إلى الجنة بين النبي وإبراهيم (ع)

ما رواه القوم. منهم ابن مردويه المتوفى 410 في المناقب (على ما في درر المناقب مخطوط). روى عن ابن عباس: أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم لخلته ثم أنا لصفوتي، ثم علي بن أبي طالب يزف بيني وبين إبراهيم. ومنهم ابن شيرويه الديلمي المتوفى سنة 509 في الفردوس (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص 30 مخطوط). روى بسند يرفعه إلى ابن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مناقب ابن مردويه وزاد في آخر الحديث كلمة: إلى الجنة. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة

ص 501

568 في المناقب (ص 234 ط تبريز) قال: وأخبرني الشيخ الإمام الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الباني بهمدان إجازة، ثنا الشريف أبو طالب الفضل بن محمد الجعفري باصبهان، أخبرني الحافظ أبو بكر بن مردويه، حدثنا جدي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني، حدثنا محمد بن حسان عن أبي الأحرص عن زبيد الايامي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الفردوس ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي دده السكتواري البستوي الحنفي المتوفى سنة 1007 في محاصرة الأوائل (ص 87 ط الاستانة) قال: أول من يكسى يوم القيمة إبراهيم بخلته لأنه أول من جرد من ثيابه في سبيل الله وقال صلى الله عليه وسلم ثم أنا بصفوتي ثم علي بن أبي طالب يزف بيني وبين إبراهيم زفا إلى الجنة ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما.

الحديث التاسع والأربعون: اختصاص علي بمبيت المسجد اختصاصه بإعطاء الراية اختصاصه بعدم سد بابه ما رواه القوم.

منهم الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي المتوفى سنة 483 في كتابه مناقب أمير المؤمنين مخطوط قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم عمرة بن عمر بن عثمان ابن حيان بن أبي حيان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي قال:

ص 502

حدثنا النظر بن محمد، حدثنا أبو أنس، حدثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب قال: حدثني خارجة بن سعد قال: حدثني سعد بن أبي وقاص قال: كانت لعلي عليه السلام مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر وسد الأبواب إلا باب علي.

الحديث الخمسون: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي مني وأنا من علي من قاسه بغيره عليه لعنة الله فصاحة علي كفصاحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودرايته كدراية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو كان الحلم رجلا لكان عليا لو كان الحسن شخصا لكان فاطمة (ع) فاطمة خير أهل الأرض لو كان العقل رجلا لكان حسنا لو كان السخاء رجلا لكان حسينا

ما رواه جماعة من أعلام القوم. منهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد المتوفى 568 في مقتل الحسين (ص 60 ط الغري) قال: وذكر ابن شاذان هذا، حدثني النقيب أبو الحسن محمد بن محمد الحسيني عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن زكريا عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعبد الرحمن بن عوف: يا عبد الرحمن أنتم أصحابي وعلي بن أبي طالب مني وأنا من علي، فمن قاسه بغيره فقد جفاني، ومن جفاني آذاني، ومن آذاني فعليه لعنة ربي، يا عبد الرحمن إن الله أنزل علي كتابا مبينا وأمرني أن أبين للناس ما نزل إليهم ما خلا علي بن أبي طالب، فإنه لم يحتج إلى بيان، لأن الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي، ودرايته كدرايتي، ولو كان الحلم رجلا لكان عليا، ولو كان العقل رجلا لكان حسنا ولو كان

ص 503

السخاء رجلا لكان حسينا ولو كان الحسن شخصا لكان فاطمة بل هي أعظم، إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه فرائد السمطين مخطوط روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي سندا ومتنا، لكن ذكر بدل قوله: فمن قاسه بغيره فمن قاسه بغيري.

 

الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج4)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب