الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج5)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث الحادي والخمسون: إن النبي وعليا كانا نورين بين يدي الله و قول النبي علي مني وأنا منه ولحمه لحمي ودمه دمي ومن أبغضه أبغضني ومن أحبه أحبني

ما رواه القوم. منهم موفق بن أحمد أبو المؤيد في مقتل الحسين (ص 50 ط الغري): وأخبرني سيد الحفاظ هذا فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبو الفتح كتابة أخبرني الشريف أبو طالب أخبرني الحافظ ابن مردويه أخبرني إسحاق بن محمد أخبرني أحمد ابن زكريا أخبرني ابن طهمان أخبرني محمد بن خالد أخبرني الحسن بن إسماعيل عن أبيه عن زيد بن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب وقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه. ومنهم الحافظ المذكور في كتابه المناقب (ص 87 ط تبريز) قال: وأخبرني شهردار هذا إجازة: فذكر بعين ما تقدم عن مقتل الحسين سندا ومتنا. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد السمطين (مخطوط) قال: أنبأني أبو طالب بن الخازن عن ناصر بن أبي المكارم إجازة أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا ح أنبأني العزيز بن محمد عن والده أبي

ص 2

القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجارة فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين سندا ومتنا وقال: أخبرني الشيخ أبو طالب بن أنجب بن عبد الله عن مجد الدين محمد بن محمود ابن الحسن النجار إجازة عن برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين سندا ومتنا. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في نظم درر السمطين (ص 79 ط مطبعة القضاء بمصر). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن المناقب . ومنهم العلامة المحدث الواعظ السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي الهروي المتوفى سنة 1000 في كتابه الأربعين حديثا (مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن درر السمطين لكنه أسقط قوله: لحمه لحمي ودمه دمي. ومنهم العلامة المير محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي المتوفى سنة 1025 في المناقب المرتضوية (ص 71 ط بمبئي). روى الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين وزاد في آخره قوله صلى الله عليه وآله وسلم فعلي مني وأنا منه. ومنهم العلامة الدامغاني في الأربعين (على ما في مناقب الكاشي). روى الحديث بعين ما تقدم عن المناقب المرتضوية ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى سنة 1392 في ينابيع المودة (ص 10 ط الآستانة)

ص 3

روى الحديث بعين ما تقدم عن فرائد السمطين . ومنهم العلامة المولوي السيد أبو محمد الحسيني البصري الهندي المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر في كتابه انتهاء الأفهام (ص 223 ط الهند). روى الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين وقد تقدم صدر هذا الحديث بطرق أخرى (ج 4 ص 91).

الحديث الثاني والخمسون: خلق النبي وعلي من نور واحد يسبحان الله ويقدسانه عن يمين العرش قبل خلق آدم انتصف نورهما في صلب عبد المطلب إن الله اشتق أسماء الخمسة الطاهرة عن أسمائه أن لعلي الشجاعة والخلافة كما أن للنبي الرسالة والنبوة علي ولي الله

ما رواه القوم. منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه فرائد السمطين (مخطوط) قال: أخبرني السيد النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي رحمه الله كتابة أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرحمان بن عبد السميع الواسطي إجازة أنا شاذان بن جبريل بن إسماعيل القمي بقرائتي عليه أنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي أنا الإمام حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النظري قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدادي قال أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ قال حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة التميمي قال حدثنا

ص 4

داود بن محبر بن محذم قال حدثنا قيس بن الربيع عن عبادة بن كثير عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي ابن عباس خ ل) رضي الله تعالى قال سمعت رسول الله يقول خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف في صلب عمي أبي طالب فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف واشتق الله تعالى لنا من أسمائه فالله عز وجل محمود وأنا محمد والله الأعلى وأخي علي والله فاطر وابنتي فاطمة والله محسن وابناي الحسن والحسين وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الشجاعة والخلافة وأنا رسول الله وعلي ولي الله سيف الله ح ل .

الحديث الثالث والخمسون: علي مثل آدم في علمه ومثل نوح في عزمه ومثل إبراهيم في حلمه ومثل موسى في فطنته ومثل عيسى في زهده

ما رواه القوم. منهم العلامة عز الدين عبد الحميد بن هبة الله الشهير بابن أبي الحديد المدائني المتوفى سنة 655 في شرح نهج البلاغة (ج 2 ص 449 ط القاهرة) قال: الخبر الرابع من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه وإلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطنته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام رواه أحمد بن حنبل في المسند ورواه أحمد البيهقي في صحيحه. وقال في (ج 2 ص 236، الطبع المذكور أيضا) وروى المحدثون أيضا عنه عليه السلام إنه قال: من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه

ص 5

وموسى في علمه وعيسى في ورعه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ومنهم العلامة الشيخ سليمان الحنفي البلخي القندوزي المتوفى 1293 في ينابيع المودة (ص 121 ط اسلامبول). روى الحديث عن أحمد في المسند وعن البيهقي في صحيحه بعين ما تقدم عن شرح النهج إلا أنه قدم قوله إلى آدم في علمه وذكر بدل قوله في فطنته: في هيبته.

الحديث الرابع والخمسون: علي مثل آدم في علمه ومثل يوسف في حسنه ومثل موسى في صلوته ومثل عيسى في زهده ومثل محمد (ص) في خلقه

ما رواه القوم. منهم العلامة العارف الشيخ أبو مدين شعيب بن عبد الله بن سعد بن عبد الكافي المصري المكي المالكي المتوفى سنة 801 في الروض الفائق في المواعظ والرقائق (ص 389 ط القاهرة) قال: قال أبو بكر (رض): أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إلى آدم عليه السلام وإلى يوسف وحسنه وإلى موسى وصلوته وإلى عيسى وزهده وإلى محمد صلى الله عليه وسلم في خلقه فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

الحديث الخامس والخمسون: علي مثل آدم في علمه ومثل نوح في حكمته ومثل إبراهيم في حلمه

 ما رواه القوم منهم العلامة المعاصر السيد أحمد بن محمد بن الصديق الحسني المغربي المالكي من مشايخنا في الرواية في فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي (ص 34 ط القاهرة).

ص 6

(حديث آخر) قال ابن بطة: ثنا أبو ذر أحمد بن الباغندي أنا أبي عن مسعر بن يحيى ثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي.

الحديث السادس والخمسون: علي بين يدي النبي يوم القيامة ومعه لواء الحمد علي أعطي صبرا كصبر النبي وأعطي حسنا كحسن يوسف وقوة كقوة جبرئيل

ما رواه جماعة من أعلام القوم. منهم العلامة العارف الشيخ أبو مدين شعيب بن عبد الله بن سعد بن عبد الكافي المصري المكي المالكي المتوفى سنة 801 في الروض الفائق في المواعظ والرقائق (ص 385 ط القاهرة). روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أجئ يوم القيامة وعلي بين يدي ومعه لواء الحمد وعليه شقتان شقة من السندس وشقة من الاستبرق فقام إليه أعرابي فقال فداك أبي وأمي يا رسول الله علي يستطيع أن يحمل لواء الحمد؟ قال: كيف لا يستطيع حمله وقد أعطي خصالا صبرى كصبري وحسنا كحسن يوسف وقوة كقوة جبريل وأن لواء الحمد بيد علي بن أبي طالب وجميع الخلائق يومئذ تحت لوائي. ومنهم العلامة أبو اليقظان الشيخ أبو الحسن الكازروني في شرف النبي (على ما في مناقب الكاشي المخطوط ص 127) روى الحديث بعين ما تقدم عن الروض الفائق

ص 7

الحديث السابع والخمسون: لو لم يؤمن علي لم يؤمن غيره سمي علي بالمختار لأن الله اختاره سمي علي المرتضى لأن الله ارتضاه لم يسم أحد بعلي قبله سميت فاطمة بالبتول لأنها تبتلت عن معتاد العورات

ما رواه القوم منهم المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي المتوفى بعد سنة 1025 في المناقب المرتضوية (ص 119 ط بمبئي) قال: قال النبي صلى الله عليه وآله سمي الناس بالمؤمنين من أجل علي ولو لم يؤمن علي لم يكن مؤمن في أمتي وسمي مختارا لأن الله اختاره، وسمي المرتضى لأن الله تعالى ارتضاه وسمي عليا لأنه لم يسم أحدا قبله باسمه، وسميت فاطمة بتولا لأنها تبتلت وتقطعت عما هو معتاد من العورات في كل شهر ولأنها ترجع كل ليلة بكرا، وسميت مريم بتولا لأنها ولدت عيسى بكرا - عن أم سلمة رضي الله عنها.

الحديث الثامن والخمسون: علي أحد الثقلين سبق بالشهادتين صلى القبلتين بايع البيعتين أعطي السبطين ردت عليه الشمس

ما رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى 568 في كتابه مقتل الحسين (ص 47 ط الغري) قال: وذكر ابن شاذان هذا، أخبرنا عبد الله بن يوسف، عن حامد بن محمد الهروي، عن علي بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عكاشة، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سلمة، عن خصيف، عن مجاهد، قال: قيل لابن عباس: ما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقال ذكرت والله أحد الثقلين،

ص 8

سبق باشهادتين ، وصلى القبلتين، وبايع البيعتين، وأعطي السبطين، الحسن والحسين، وردت عليه الشمس مرتين بعد ما غابت عن المقلتين، وجرد السيف تارتين، وهو صاحب الكرتين، فمثله في الأمة مثل ذي القرنين، ذلك مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام. ومنهم العلامة المذكور في كتابه المناقب قال: وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، والإمام الأجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين البغدادي قالا: ونبأني الشريف الإمام الأجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي، عن الإمام محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن شاذان، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين سندا ومتنا إلا أنه ذكر بدل قوله: جرد السيف (جلد). ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 139 ط استامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين بتلخيص في الجملة.

الحديث التاسع والخمسون: إن الله خلق النبي وعليا من نور واحد يسبحانه في بطون الأمهات ثم قسم نورهما وجعلهما في صلب عبد الله وأبي طالب إن عبد الله وأبا طالب إذا جلسا ناغى نور النبي وعلي من جبينهما تهنئة جبرئيل للنبي من عند الله في ولادة علي وأنه يقول قد أمرتك بأخيك ووزيرك ووصيك أمر جبرئيل النبي بتسجيفه بين أم علي والنساء أذان علي عند ولادته واضعا يده على أذنه ثم ابتدأ بقرائة صحف آدم وشيث ونوح وإبراهيم وزبور داود والتوراة والإنجيل علي أفضل الوصيين أسماء الخمسة الطاهرة مكتوبات على ساق

ص 9

العرش بالنور أوحى الله إلى آدم الأسماء لما خلقت السماء والأرض والملائكة والأنبياء الكلمات تلقاها آدم هي أسماء الخمسة الطاهرة

 ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه در بحر المناقب (ص 265 مخطوط) قال: ومما رواه سلمان وعمار بن ياسر العبسي وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وأبو هيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو الطفيل وعمر بن وائلة رض دخلوا على النبي عليه السلام فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم، فقالوا: فديناك يا رسول الله بأموالنا وأولادنا وبالآباء والأمهات، إنا نسمع في أخيك علي ابن أبي طالب ما يحزننا، أتأذن لنا بالرد عليهم؟ فقال عليه السلام: وما عساهم أن يقولوا في أخي، فقالوا: يا رسول الله يقولون: أي فضل لعلي ومنقبة وإنما أدركه طفلا ونحو من ذلك وهذا يحزننا فقال النبي عليه السلام: هذا يحزنكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، فقال: بالله عليكم هل علمتم من الكتب المتقدمة إن إبراهيم الخليل ذهب أبواه وهو حمل في بطن أمه مخافة عليه من النمرود بن كنعان لعنه الله، لأنه كان يبقر بطون الحوامل فجائت به فوضعته بين أثلاث بشاطئ نهر يتدفق يقال: له جرران ما بين غروب الشمس إلى إقبال الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية، ثم أخذ ثوبا فاتشح به وأمه ترى ما يصنع وقد ذعرت منه ذعرا شديدا فهرول من بين يديها مادا عينيه إلى السماء، فكان من قوله ما قصه الله تعالى لما رأى الكوكب ثم القمر ثم الشمس وعلمتم أن موسى عليه السلام كان فرعون لعنه الله في طلبه يبقر بطون النساء ويذبح الأطفال طلبا لموسى ليقتله، فلما ولدته أمه أوحى الله تعالى إليها: أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، بقيت

ص 10

حيرانة لا تدري كيف تلقيه في اليم حتى كلمها موسى عليه السلام فقال: يا أمه انبذيني في التابوت وألقيني في اليم فقالت وهي ذعرة من كلامه: يا بني أخاف عليك من الغرق، فقال: لها: لا تحزني إن الله تعالى يردني إليك، ففعلت ذلك فبقي التابوت في اليم مدة لا يطعم ولا يشرب إلى أن أقدمه الله تعالى إلى الساحل، وكان من أمره ما كان، وعلمتم قصة عيسى عليه السلام وقوله تعالى: فناداها من تحتها ألا تحزني الآية، فكلم أمه وقت ولادته وقال لها: وهزي إليك الآيتين، وقال حين أشارت إليه فقال قومها كيف نكلم الآية، فقال إني عبد الله الآية، فتكلم عليه السلام وقت ولادته وأعطي الكتاب والحكم والنبوة وأوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من ولده، وكلم القوم في اليوم الثاني منه وقد علمتم جميعا إن الله تعالى خلقني وعليا نورا واحدا وأودعنا صلب آدم عليه السلام نسبح الله تعالى ثم لم يزل نورنا ينقل في أصلاب الطاهرين وأرحام الطاهرات يسمع تسبيحنا في البطون والظهور في كل عصر إلى أن أودعنا عبد المطلب، فإن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا، فلما قسم الله نورنا نصفين نصفا في عبد الله ونصفا في أبي طالب كان يسمع تسبيحنا في ظهورهما، وكان عمي وأبي إذا جلسا في ملأ من الناس ناغى نوري نور علي في أصلاب آبائنا إلى أن أخرجنا من الأصلاب والبطون، ولقد هبط علي جبرئيل عليه السلام في وقت ولادة علي وقال لي: يا حبيب الله إن الله يقرء عليك السلام ويهنيك بولادة علي ويقول لك: قد قرب ظهور نبوتك وكشف رسالتك، وقد أيدتك بأخيك ووزيرك وخليلك وشددت به عضدك (أزرك) وأعلنت به ذكرك، فقمت مبادرا فوجدت فاطمة أم علي عليه السلام بين النساء والقوابل حولها، فقال لي جبرئيل عليه السلام: سجف بينهما وبين النساء سجفا فإذا وضعت فتلقه بيدك، ففعلت ما أمرني به، ثم قال: أمدد يدك اليمنى فخذ بها عليا فإنه صاحب اليمين فمددت يدي اليمنى نحو أمه وإذا بعلي مايلا على يدي واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى يؤذن، ثم (أثنى) إلي وسلم علي وقال: يا رسول الله أقرء؟ فقلت: وما تقرء؟ فوالذي نفسي بيده لقد ابتدء بالصحف التي أنزلها الله تعالى

ص 11

على آدم وحفظها شيث فتلاها حتى لو حضر شيث لأقر له بأنه لها أحفظ، ثم تلى صحف نوح وصحف إبراهيم وزبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى حتى لو حضر أصحابها لأقروا بأنه أحفظ لهم منهم، ثم إنه خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء الأولياء، ثم سكت وحصل في طفولية وهكذا من ولده أن يفعل كل واحد منهم في حال ولادته مثل ما فعل علي رضي الله عنه، فماذا تحزنون وما عليكم من قول أهل الشك والشرك؟ فإني أفضل النبيين، ووصيي أفضل الوصيين، وإن آدم عليه السلام لما رأى اسمي واسم أخي علي واسم فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام مكتوبا على ساق العرش بالنور قال: إلهي خلقت خلقا وهو أكرم عليك مني، قال: يا آدم لو لا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا خلقتك يا آدم. فقال: إلهي وسيدي فبحقهم عليك إلا غفرت لي خطيئتي فكنا نحن الكلمات التي قال لله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، ثم قال تعالى: إبشر يا آدم فإن هذه الأسماء من ذريتك، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وسبحه وهلل وافتخر على الملائكة بنا، فهذا من فضلنا عند الله تعالى، ومن فضل الله تعالى علينا كان يعطي إبراهيم وموسى وعيسى من الفضل والكرامة ما لم يعطوه إلا بنا، فقام سلمان ومن معه وقالوا: يا رسول الله نحن الفائزون فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أنتم والله الفائزون ولكم خلقت الجنة ولأعدائنا وأعدائكم خلقت النار، صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الحديث الستون: كثرة فضائل علي الحسنان فاضلان في الدنيا والآخرة قول النبي من أحبكما فقد أحب الله ومن أبغضكما فقد أبغض الله دعاء النبي للحسنين محافظة الملائكة على الحسنين عند منامهما علي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قول النبي من أحب ابني علي فهو معنا في الجنة ومن أحبهما ففي

ص 12

الجنة ومن أبغضهما ففي النار إن الله زوج فاطمة لعلي شرح تزويج فاطمة من علي علي وصيي علي مني وأنا منه علي أشجع الناس وأعلمهم وأقدمهم سلما بيده لواء الحمد وبيده مفاتيح الجنة الحسنان سيدا شباب أهل الجنة شيعة علي هم الفائزون أول من يلحق بي في القيامة الخمسة الطاهرة مسخ الرجل بسب علي تسمية الحسنين في التوراة

ما رواه القوم: منهم الحافظ أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى 658 في المناقب (ص 191 ط تبريز) قال: أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأول من سنة 544، أخبرني الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل بن عمر بن أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي، أخبرني أبو القاسم بن سعد الإسماعيلي في شعبان من سنة 492، أخبرني أبو القاسم حمزة بن يوسف السهى الرجل الصالح، أخبرني أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الحافظ، أخبرني أبو علي الحسين بن عفير ابن حماد بن زياد العطار بمصر، حدثني أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي، حدثني جرير بن عبد الحميد الضبي، حدثني سليمان بن مهران الأعمش، قال: بينا أنا نائم في الليل إذا انتبهت بالجرس على بابي، فقلت: من هذا؟ قال: رسول أبي جعفر أمير المؤمنين، وكان إذ ذاك خليفة، قال: فنهضت من نومي فزعا مرعوبا فقلت للرسول: ما وراك؟ هل علمت لم بعث إلى أمير المؤمنين في هذا الوقت؟ قال: لا أعلم: فقمت متفكرا لا أدري على ماذا أنزل الأمر أفكر بيني وبين نفسي إلى ماذا أصير إليه، وأقول لم بعث إلي في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم، ففكرت ساعة. فقلت إنما بعث إلي ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فإن أنا أخبرته فيه بالحق أمر بقتلي وصلبي،

ص 13

فآيست والله من نفسي وكتبت وصيتي والرسل يزعجوني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي، وودعت أهلي وصبيتي، فنهضت إليه وما أعقل، فلما دخلت عليه سلمت عليه سلام مخاف وجل ، فأومي إلي أن أجلس فلما جلست رعبا فإذا عنده عمرو بن عبيد وزيره وكاتبه، فحمدت الله عز وجل، إذ رأيت من رأيت عنده، فرجع إلى ذهني وأنا قائم فسلمت سلاما ثانيا، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم جلست، فعلم أني دهشت ورعبت منه، فلم يقل لي شيئا، فكان أول كلمة قالها أن قال: يا سليمان قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: يا بن مهران أدن مني، فدنوت منه فشم مني رائحة الحنوط فقال: يا أعمش والله لتصدقني أمرك وإلا صلبتك حيا، فقلت: سلني يا أمير المؤمنين عن حاجتك وما بدا لك أصدقك ولا أكذبك، فوالله إن كان الكذب ينجيني إن الصدق لأنجى لي منه، فقال لي: ويحك يا سليمان إني أجد منك رائحة الحنوط فأخبرني عما حدثتك به نفسك ولم فعلت ذلك؟ فقلت: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين وأصدقك، أتاني رسلك في بعض الليل فقالوا: أجب أمير المؤمنين فقمت متفكرا خائفا وجلا مرعوبا، فقلت بيني وبين نفسي ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة وقد غادرت النجوم ونامت العيون إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فإن أنا أخبرته بالحق أمر بصلبي حيا فصليت ركعتين وكتبت وصيتي والرسل يزعجونني، ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي، وجئتك يا أمير المؤمنين سامعا مطيعا آيسا من الحياة راجيا أن يسعني عفوك، قال: فلما سمع مقالتي علم أني صادق وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما سمعته قالها سكن قلبي وذهب عني بعض ما كنت أجد من رعبي، وما كنت أخاف من سطوته علي، فقال الثانية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم قال ما اسمي؟ قلت: عبد الله المنصور محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، قال: صدقت، فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله كم رويت في علي عليه السلام

ص 14

فضيلة عن جميع الفقهاء وكم يكون؟ قلت: يسيرا نحو عشرة آلاف حديث وما يزداد، قال: يا سليمان لأحدثك في فضائل علي عليه السلام حديثين أكمل من كل حديث رويت عن جميع الفقهاء، فإن حلفت الآن أن لا ترد لأحد من الشيعة حدثتك بهما قلت: لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم، فقال: كنت هاربا أسألك بالله يا سليمان ألا أخبرتني كم حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصهره وأخيه وزوج حبيبته، قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين، قال: كم؟ قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين قال: كم ويحك يا سليمان؟ قلت: عشرة آلاف حديثا أو ألف حديث، فقال: ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف حديث كما زعمت أولا وما زاد، قال فجثا أبو جعفر على ركبتيه فرحا مسرورا وكان جالسا ثم قال والله يا سليمان لأحدثك بحديثين في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام وأن يكونا مما سمعت ووعيت فعرفني، وإن يكونا مما لم تسمع فاسمع وافهم، قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين فاخبرني، قال: نعم أنا أخبرك، أني مكثت أياما وليالي هاربا من بني مروان لا يسعني منهم دار ولا بلد ولا قرار، أدور في البلدان فكلما دخلت بلدا خالفت أهل ذلك البلد فيما يحبون وأتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فكانوا يطعمونني ويسقونني ويكسونني ويزودونني إذا خرجت من عندهم من بلد إلى بلد حتى قدمت بلاد الشام، وكانوا إذا أصبحوا لعنوا عليا في مساجدهم لأنهم كلهم خوارج وأصحاب معاوية، فدخلت مسجدا وفي نفسي شيء، فأقيمت الصلاة فصليت الظهر وعلى كساء لي خلق (1) ما يواري عورتي، قال: فبينا أنا كذلك إذ سمعت

(هامش)

(1) وفي بعض النسخ: فلما سلم الإمام اتكأ على الحائط وأهل المسجد حضور فجلست فلم أر أحدا منهم يتكلم توقيرا لإمامهم وإذا بصبيين قد دخلا المسجد فلما نظر إليهما الإمام قال: أدخلا مرحبا بكما وسميكما، والله ما سميتكما باسميهما إلا لحب محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا أحدهما يقال له الحسن والآخر يقال له الحسين فقلت فيما بيني وبين نفسي قد أجيبت اليوم حاجتي ولا قوة إلا بالله وكان شاب إلى يميني فسألته (*)

ص 15

الأذان فدخلت المسجد، فإذا سجادة ومتوضاة، فتوضأت للصلاة ودخلت المسجد وركعت فيه ركعتين، وأقيمت الصلاة فقمت فصليت معهم الظهر والعصر، وفي نفسي إذا أنا طلبت من القوم عشاءا أتعشى به ليلتي تلك، فلما سلم الشيخ الإمام من صلاة العصر وجلس وإذا هو شيخ له وقار وسمت حسن ونعت ظاهر إذ أقبل صبيان فدخلا المسجد وهما بيضان نبلان وخنشان، لهما جمال ونور بين أعينهما

(هامش)

من هذا الشيخ ومن هذان الصبيان؟ فقال الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب عليا غيره، ولذلك سماهما الحسن والحسين، فقلت فرحا وإني يومئذ مكرم لا أخاف الرجال، فدنوت من الشيخ فقلت هل لك في حديث أقر به عينك؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك، إن أقررت عيني أقررت عينك، فقلت حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال. من والدك وجدك، قلت: محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، قال: كنا ذات يوم جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبلت فاطمة (ع) فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله. قالت: يا أبه إن الحسن والحسين قد غدوا وذهبا منذ اليوم، وقد طلبتهما فلا أدري أين ذهبا، وإن عليا يسقي الدالية خمسة أيام يسقي البستان وإني طلبتهما في منازلك فما أحسست لهما أثرا، وإذا أبو بكر فقال: يا أبا بكر قم فاطلب قرتي عيني، ثم قال يا عمر، قم فاطلبهما يا سلمان يا أبا ذر يا فلان، قال: فأحصينا على رسول الله صلى الله عليه وآله سبعين رجلا في طلبهما وحثهما فرجعوا ولم يصيبوهما، فاغتم النبي صلى الله عليه وآله غما شديدا ووقف على باب المسجد وهو يقول: بحق إبراهيم خليلك، وبحق آدم صفيك إن كان قرتا عيني وثمرتا فؤادي أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما قال: فإذا بجبرائيل قد هبط فقال: يا رسول الله إن الله يقرؤك السلام أو يقول لك: لا تحزن ولا تغتم فاضلان في الدنيا، فاضلان في الآخرة، وهما في الجنة وقد وكلت بهما ملكا يحفظهما، (*)

ص 16

ساطع يتلألأ فدخلا المسجد، فلما نظر إليهما الشيخ إمام المسجد وقال لهما مرحبا بكما ومرحبا بمن سميتكما على اسمهما قال: وكنت جالسا وكان إلى جنبي فتى شاب فقلت له: يا شاب ما هذان الصبيان ومن هذا الشيخ الإمام؟ فقال: هو جدهما وليس في هذا المدينة رجل يحب علي بن أبي طالب عليه السلام غير هذا الشيخ، فقلت: الله أكبر ومن أين علمت؟ قال: إن علمت من حبه لعلي عليه السلام سمى ولدي

(هامش)

إذا ناما. ففرح رسول الله صلى الله عليه وآله فرحا شديدا وسعى وجبريل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخل حظيرة بني النجار، فسلم على الملك الموكل بهما، ثم جلس النبي صلى الله عليه وآله على ركبته وإذا الحسن معانق الحسين وهما نائمان وذلك الملك قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما على كل واحد منهما دراعة صوف أو شعر والمداد على شبهما، فما زال النبي صلى الله عليه وآله يشمهما حتى استيقظا، فحمل النبي صلى الله عليه وآله وجبريل الحسن والحسين، وخرج النبي صلى الله عليه وآله من الحظيرة، قال ابن عباس: وجدنا الحسن عن يمين النبي صلى الله عليه وآله والحسين عن يساره وهو يقبلهما ويقول: من أحبكما فقد أحب رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أبغضكما فقد أبغض رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبو بكر: يا رسول الله أعطني أحدهما، فقال رسول الله: نعم الحمولة ونعم المطية تحتهما، فلما أن صار إلى باب الحظيرة لقيه عمر بن الخطاب فقال له: مثل مقالة أبي بكر فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله كما رد على أبي بكر، ورأيناه متشبثا بثوب رسول الله صلى الله عليه وآله ووجدنا يد النبي صلى الله عليه وآله على رأسه، فدخل النبي صلى الله عليه وآله المسجد فقال: لأشرفن اليوم ابني كما شرفهما الله تعالى، فقال: يا بلال علي بالناس. فنادى فيهم فاجتمعوا، فقال: معاشر أصحابي بلغوا عن محمد نبيكم سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة إلى آخر المذكور في المتن. (*)

ص 17

ولده باسم ولدي علي بن أبي طالب عليه السلام سمى أحدهما الحسن والآخر الحسين، فقمت فرحا مسرورا حتى أتيت إلى الشيخ فقلت: هل لك أن أحدثك بحديث حسن يقر الله به عينك؟ فقال: نعم ما أكره ذلك حدثني رحمك الله، فإن أقررت عيني أقررت عينك، قلت: أخبرني والدي، عن أبيه عن جده، قال: كنا ذات يوم جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبلت فاطمة بنته عليهما الصلاة السلام، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له: يا أبة إن الحسن والحسين خرجا من عندي آنفا وما أدري أين هما، فقد طار عقلي وقلق فؤادي وقل صبري، وبكت وشهقت حتى على بكاؤها، فلما رآها رحمها ورق لها فقال: لا تبكين يا فاطمة فوالذي نفسي بيده إن الذي خالقهما هو ألطف بهما منك وأرحم بصغرهما منك، قال: فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ساعته فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إنهما ولداي قرة عيني وثمرة فؤادي وأنت أرحم بهما مني وأعلم بموضعهما، يا لطيف بلطفك الخفي أنت عالم الغيب والشهادة، اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فارحمهما وسلمهما حيث كانا وحيثما توجها، قال: فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما استتم الدعاء إلا وجبرئيل عليه السلام قد هبط من السماء ومعه عظماء الملائكة وهم يؤمنون على دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال جبرئيل: يا حبيبي يا محمد لا تحزن ولا تغتم وابشر، فإن ولديك فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وأبوهما أفضل منهما. وهما نائمان في حظيرة بني النجار، وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما، قال: فلما قال له جبرئيل ذلك سرى عنه فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو وأصحابه فرحا مسرورا حتى أتى حظيرة بني النجار وإذا الحسن والحسين عليهما السلام نائمان، والحسن معانق للحسين عليهما السلام، وإذا ذلك الملك الموكل بهما قد وضع أحد جناحيه في الأرض فوطأ به تحتهما يقيهما من حر الأرض، والجناح الآخر قد جالهما به يقيهما حر الشمس، قال: فانكب النبي صلى الله عليه وآله يقبلهما واحد فواحدا ويمسحهما بيده حتى أيقضهما من نومهما، قال: فلما انتبها من نومهما حمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن على عاتقه، وحمل الحسين جبرئيل عليهم السلام

ص 18

على ريشته من جناحه الأيمن حتى خرجا بهما من الحظيرة وهو يقول: والله لأشرفنكما اليوم كما شرفكما الله عز وجل في سماواته فبينا هو وجبرئيل عليهما السلام يمشيان وقد تمثل جبرئيل عليه السلام دحية الكلبي وقد حملاهما إذ أقبل أبو بكر فقال له: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك أو عن صاحبك وأنا أحفظه حتى اؤديه إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: جزاك الله خيرا، دعهما يا أبا بكر فنعم الحاملان نحن ونعم الراكبان هما، وأبوهما خير منهما، فحملاهما وأبو بكر معهما حتى أتيا بهما المسجد، ثم أقبل بلال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بلال هلم علي بالناس فناد فيهم فاجمعهم لي في المسجد، فقام النبي صلى الله عليه وآله على قدميه خطيبا فخطب الناس بخطبة أبلغ فيها، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقه، ثم قال: يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس بعدي جدا وجدة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: عليكم بالحسن والحسين، فإن جدهما محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة، وأول من سارعت إلى تصديق ما أنزل الله على نبيه وإلى الإيمان بالله وبرسوله ثم قال: يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس أبا وأما؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين، فإن أباهما علي عليه السلام يحب الله ورسوله ويحبه الله وسوله، وأمهما فاطمة بنت رسول الله وقد شرفها الله في سماواته وأرضه، ثم قال: يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فإن عمهما جعفر ذو الجناحين الطيار مع الملائكة في الجنة. وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب، ثم قال: يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين، فإن خالهما إبراهيم بن محمد وخالتهما زينب بنت محمد، ثم قال: ألا يا معاشر الناس أعلمكم أن جدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأباهما في الجنة وأمهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وهما في الجنة، ومن أحب

ص 19

ابني علي عليهم السلام فهو معنا في الجنة، ومن أبغضهما فهو في النار، وإن من كرامتهما على الله أن سماهما في التوراة شبرا وشبيرا، اللهم إنك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأباهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة ومن يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار قال فلما قلت وسمع الشيخ الإمام هذا مني قال هذان لك وأنت تروي في علي هذا. فكساني خلعتين خلعهما علي وحملني على بغلة وثمن البغلة في ذلك الزمان في تلك البلدة مأة دينار ذهب، قال لي: يا فتى أقررت عيني أقر الله عينك، فوالله لأرشدتك إلى فتى يقر الله به عينك، قال: قلت: فأرشدني رحمك الله، قال: فأرشدني إلى باب دار فأتيت الدار التي وصف لي وأنا راكب على البغلة وعلي الخلعتان، فقرعت الباب وناديت بالخادم، فأذن لي بالدخول فدخلت عليه وإذا أنا بفتى قاعد على سرير منجد صبيح حسن الجسم، فسلمت عليه بأحسن سلام فرد السلام بأحسن جواب، ثم أخذ بيدي مكرما حتى أجلسني إلى جانبه، فلما نظر إلي قال: والله يا فتى إني لأعرف هذا الكسوة التي خلعت عليك وأعرف هذه البغلة، والله ما كان أبو محمد وكان اسمه الحسن ليكسوك خلعته هذه وحملك على بغلته هذه إلا أنك تحب الله ورسوله وذريته وجميع عترته فأحب رحمك الله أن تحدثني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت له نعم بالحب والكرامة، حدثني والدي عن أبيه عن أبيه عن جده قال: كنا يوما جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبلت فاطمة (ع) وقد حملت الحسن والحسين عليهم السلام على كتفيها وهي تبكي بكاءا شديدا قد شهقت في بكائها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يبكيك يا فاطمة لا أبكى الله عينيك؟ فقالت: يا رسول الله وما لي لا أبكي ونساء قريش قد عيرتني فقلن إن أباك قد زوجك من رجل معدم لا مال له، قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تبكي يا فاطمة فوالله ما زوجتك أنا بل الله زوجك به من

ص 20

من فوق سبع سماواته وشهد على ذلك جبريل وميكائيل وإسرافيل، ثم إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار من الخلائق عليا عليه السلام فزوجك الله إياه واتخذته وصيا، فعلي مني وأنا منه فعلي أشجع الناس قلبا وأعلم الناس علما وأحلم الناس حلما وأقدم الناس سلما وأسمحهم كفا وأحسنهم خلقا، يا فاطمة إني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي، ثم ادفعها إلى علي فيكون آدم ومن ولده تحت لوائه، يا فاطمة إني مقيم غدا عليا على حوضي يسقي من عرف من أمتي والحسن والحسين ابناه عليهم السلام سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين،، وقد سبق اسمهما في التوراة وكان اسمهما في التوراة شبرا وشبيرا سماهما الحسن والحسين لكرامة محمد ولكرامتهما عليه، يا فاطمة يكسى أبوك حلتين من حلل الجنة ويكسى علي عليه السلام حلتين من حلل الجنة ولواء الحمد في يدي وأمتي تحت لوائي فأناوله عليا لكرامة علي على الله، وينادي مناد يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نعم الجد جدك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب عليه السلام وإذا دعاني رب العالمين دعا عليا معي وإذا حييت حيى علي معي، وإذا شفعت شفع علي معي، وإذا أجبت أجيب علي معي، وإنه في المقام المحمود معي، عوني على مفاتيح الجنة، قومي يا فاطمة إن عليا وشيعته هم الفائزون غدا، قال: وبينا فاطمة جالسة إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جلس إليها وقال: يا فاطمة لا تبكي ولا تحزني، فلا بد من مفارقتك فاشتد بكاؤها، ثم قالت يا أبة أين ألقاك؟ قال تلقيني تحت لواء الحمد أشفع لأمتي ، قالت يا أبة فإن لم أجدك؟ قال: تلقيني على الصراط وجبرئيل بيميني وميكائيل عن شمالي وإسرافيل بحجزتي والملائكة خلفي وأنا أنادي يا رب أمتي أمتي، هون عليهم الحساب، ثم انظر يمينا وشمالا إلى أمتي وكل نبي يومئذ يشتغل بنفسه يقول: يا رب نفسي نفسي وأنا أقول يا رب أمتي أمتي، وأول من يلحق بي من أمتي أنت وعلي والحسن والحسين عليهم السلام يقول: يا محمد إن أمتك لو

ص 21

آتوني بذنوب كأمثال الجبال لغفرت لهم ما لم يشركوا بي شيئا ولم يوالوا لي عدوا. فلما سمع الشاب هذا مني أمر لي بعشرة آلاف درهم. وكساني ثلاثين ثوبا. ثم قال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: عربي أم مولى؟ قلت: عربي شريف، قال: فكساني ثلاثين ثوبا في تخت وأعطاني عشرة آلاف درهم في كيس ثم قال لي أقررت عيني يا فتى أقر الله عينك ولم يسأل عما سوى ذلك ولكنه قال لي: يا فتى لي إليك حاجة، فقلت له قضيت إن شاء الله تعالى، فقال: إذا أصبحت غدا فآت مسجد بني فلان كيما ترى أخي الشقي. قال أبو جعفر فوالله لقد طالت تلك الليلة حتى خشيت أن لا أصبح حتى أفارق الدنيا، قال: فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي وحضرت الصلاة فقمت في الصف الأول لفضله وإلى جانبي على يساري شاب معتم بعمامة فذهب ليركع، فسقطت عمامته عن رأسه فنظرت إلى رأسه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير، قال أبو جعفر فوالذي أحلف به ما أعلمت ما أنا فيه ولا عقلت أفى الصلاة أنا أم في غير صلاة تعجبا ودهشت حتى ما أدري ما أقول في صلاة إلى أن فرغ الإمام من التشهد فسلم وسلمت، ثم قلت له يا فتى ما هذا الذي أرى بك؟ فقال لي فلعلك صاحب أخي الذي أرسلك لتراني قلت نعم، فأخذ بيدي فأقامني وهو يبكي بكاءا شديدا وشهق في مكانه حتى كادت نفسه أن تقبض حتى أتى بي إلى منزله فقال لي: انظر إلى هذا البنيان فنظرت إليه، ثم قال لي أدخل، فدخلت، فقال لي: انظر إلى هذا الدكان فقال لي: إني كنت رجلا أؤذن وأؤم بقوم، وكنت ألعن علي بن أبي طالب عليه السلام بين الأذان والأقامة ألف مرة وإنه لما كان يوم الجمعة لعنته بين الأذان والإقامة فخرجت من المسجد ودخلت داري هذه يوم الجمعة وقد لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت أولاده فاتكأت على هذا الدكان وذهبت في النوم فرأيت في منامي كأنما إني في الجنة قد أقبلت، فإذا علي فيها متكئ والحسن والحسين عليهم السلام معه متكئون بعضهم على

ص 22

بعض وتحتهم مصليات من نور وإذا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا والحسن والحسين قدامه وبيد الحسن إبريق وبيد الحسين كأس فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للحسين: أسقني فشرب ثم قال: إسق أباك، فشرب ثم قال للحسين إسق الجماعة فشربوا ثم قال: إسق هذا المتكئ على الدكان، فولى الحسن بوجهه عني وقال يا أبة كيف أسقيه وهو يلعن أبى كل يوم ألف مرة وقد لعنه اليوم أربعة آلاف مرة. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما لك لعنك الله تلعن عليا وتشتم أخي؟ ما لك لعنك الله تشتم أولادي الحسن والحسين؟ ثم بصق النبي صلى الله عليه وآله وسلم فملأ وجهي وجسدي فلما انتبهت من منامي وجدت موضع البصاق الذي أصابني قد مسخ كما ترى وصرت آية للعالمين، قال سليمان ابن مهران: قال لي أبو جعفر: يا سليمان بن مهران هذان الحديثان كانا في يدك؟ قلت لا يا أمير المؤمنين، قال هؤلاء في ذخائر الحديث وجوهره، ثم قال لي ويحك يا سليمان حب علي عليه السلام إيمان وبغضه نفاق، فقلت: الأمان الأمان يا أمير المؤمنين فقال: لك الأمان يا سليمان، فقلت: ما تقول في قاتل الحسين بن علي عليه السلام؟ قال في النار أبعده الله، قلت وكذلك من يقتل من ولد رسول الله أحدا فهو في النار. قال فحرك أبو جعفر رأسه طويلا ثم قال: ويحك يا سليمان الملك عقيم قالها ثلاثا، ثم قال لي: يا سليمان أخرج فحدث الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام بكل ما شئت ولا تكتمن منه حرفا والسلام. ومنهم العلامة المحدث الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في در بحر المناقب (ص 54 مخطوط ). روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي من قوله: بينما فاطمة جالسة إلى آخر الحديث.

ص 23

الحديث الحادي والستون: مناشدة علي مع أهل الشورى قول جبرئيل لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي إن الله يحب عليا وأمر النبي بحب علي نودي النبي في المعراج نعم الأخ أخوك علي سد أبواب المسجد إلا باب علي وعدم حل دخول جنب إلا لعلي ملاطفة النبي وجبرئيل للحسن والحسين اعتراف القوم بفقدانهم لمثل هذا الفضل الحديث المنزلة

ما رواه القوم. منهم العلامة الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 658 المناقب (ص 237 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعد هذا أخبرني أبو بكر محمد ابن عبد الله الحمدوني بقرائتي عليه سنة ست وثمانية وثلاثمأة حدثني أبو محمد عبد الرحمان بن حمدان بن عبد الرحمان المرزمان الجلاب حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم البصري نزيل حلب حدثني عثمان بن عبد الله القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا حدثنا يوسف بن أسباط عن محمد الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال لما كان أول يوم في البيعة لعثمان ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة فاجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد ونظرت إلى عبد الرحمان ابن عوف وقد اعتجر بريطة وقد اختلفوا وكثرت المناجزة إذ جاء أبو الحسن بأبي هو وأمي قال: فلما بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب سر القوم طرا فأنشأ علي يقول إن أحسن ما ابتدء به المبتدئون ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون حمد الله والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على نبيه محمد وآله الحمد لله المتفرد بدوام البقاء المتوحد ص

ص24

بالملك الذي له الفخر والمجد والثناء وساق الخطبة بطولها ومن فقراتها خضعت الجبابرة لآلائه ووجلت ظ القلوب من مخافته فلا عدل له ولا ند ولا يشبه أحد من خلقه، ونشهد بما شهد به لنفسه وأولوا العلم من خلقه أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ليس له صفة تنال ولا حد يضرب له الأمثال، المدر صوب الغمام ببنات نطواق ومنهطل الرباب بوايل الطل فرش الصافي والأكام بتشقق الدمن أنيق الزهر وأنواع النبات المهريق العيون والغرار من ضم الأطواد يبعث الزلازل حياة للطير والهوام والوحش وساير الأنعام والأنام فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير الله دين وسبحان الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله المرتضى ونبيه المصطفى وحبيبه المجتبى أرسله الله إلينا كافة والناس أهل عبادة الأوثان وصبوع الضلالة يسفكون دمائهم ويقتلون أولادهم ويخبقون سبيلهم غشيهم الظلم وآمنهم الخوف وعزهم الذل حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وآله من الجهالة وانتاشنا بمحمد من الهلكة ونحن معاشر العرب أضيق الأمم معاشا وأخشنها رياشا جل طعامنا الهبيك وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران فهدانا الله بمحمد إلى صالح الأديان ثم أنقذنا من عبادة الأوثان بعد أن مكنه الله من مشعلة النور فأضاء بمحمد مشارق الأرض ومغاربها فقبضه الله إليه فإنا لله وإنا إليه راجعون فما أجل رزية وأعظم مصيبة المؤمنون فيه طرا مصيبتهم واحدة ثم قال علي كرم الله وجهه: معاشر المسلمين ناشدتكم الله هل تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار إن جبرئيل أتى النبي فقال لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي هل تعلمون كان هذا قالوا اللهم نعم، قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن جبرئيل نزل على النبي فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تحب عليا وتحب من يحبه فإن الله تعالى يحب عليا ويحب من يحب عليا قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله قال لما أسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور فوعد النبي الجبار

ص 25

لا إله إلا هو أشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب واستوص به أتعلمون يا معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا؟ فقال عبد الرحمان بن عوف سمعتها من رسول الله وإلا فصمتا ثم قال: هل تعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري؟ قالوا اللهم لا قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن أبواب المسجد سدها وترك بأبي بأمر من الله؟ قالوا اللهم نعم قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين رسول الله وقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ قالوا: اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله أخذ الحسن والحسين فجعل يقول هي يا حسن فقالت فاطمة يا رسول الله إن الحسين أصغر واضعف ركنا منه فقال لها رسول الله ألا ترضين أن أقول أنا هي يا حسن ويقول جبرئيل هي يا حسين فهل لأحد من الناس مثل منزلتنا عند الله وعند رسول الله. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 143 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي بإسقاط الخطبة وقد تقدم حديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسري بي إلى السماء السابعة نادى مناد من وراء الحجاب الخ في باب صفات أمير المؤمنين علي عليه السلام (ج 4 ص 182 إلى ص 186) وفي باب الفضائل الجامعة (ج 4 ص 495. إلى ص 497).

الحديث الثاني والستون: احتجاج علي مع القوم يوم الشورى على أولويته من أبي بكر وعمر وعثمان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة حديث الطير حديث الغدير حديث إعطاء الراية تسليم الملائكة لعلي قول النبي ص علي مني وأنا منه حديث لا فتى إلا علي

ص 26

لا سيف إلا ذو الفقار قتاله مع الناكثين لا يحبه إلا مؤمن حديث الثقلين مبارزة علي مع عمرو نزول آية التطهير في الخمسة الطاهرة مؤاخاة علي ع مع النبي ص الحسنان سبطا هذه الأمة علي أول من صلى حديث سد الأبواب حديث اختصاصه بالعمل بآية النجوى حديث اختصاصه بدفن النبي ص

ما رواه جماعة من أعلام القوم. منهم الحافظ أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في المناقب (ص 246 ط تبريز) قال: وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن الحسين خ بن أحمد بن الحسين حسن خ فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة 473 ثلاث وسبعين وأربعمأة أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني حدثني قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه من إصبهان سنة 488 عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني سليمان بن محمد بن أحمد، حدثني يعلى بن سعد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني رافر بن سليمان الحرث بن محمد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى مع علي في البيت يوم الشورى وسمعته يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا أعجميكم بغير ذلك ثم قال: أنشدكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله هل منكم أحد له أخ مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة؟ قالوا اللهم لا، قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة

ص 27

أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري؟، قالوا: اللهم لا، قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله مرات قدم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟ قالوا اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ليبلغ الشاهد الغائب غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي وأشدهم لك حبا ولي حبا يأكل معي من هذا الطير فأتاه وأكل معه غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لأعطين راية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يده إذ رجع غيري منز ما غيري؟ قالو اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو فديني ربيعة لتومنني أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يقتلكم بالسيف غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا غيري؟ قالوا اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد مسلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف ملك من الملائكة منهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله عليه السلام من القليب غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إنه مني وأنا منه وقال جبرئيل وأنا منكما غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد نودي من السماء لا سيف إلا ذو الفقار - ولا فتى إلا على - غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين

ص 28

والمارقين على لسان النبي صلى الله عليه وآله غيري؟ قالوا اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله إني قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل على تأويل القرآن غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأخذ برائة من أبي بكر فقال أبو بكر: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل في شيء؟ فقال: إنه يؤدي عني إلا علي غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر غيري؟ قالوا اللهم لا، قال: فأنشدكم الله أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما سددت أبوابكم ولا فتحت بابه، بل الله سد أبوابكم وفتح بابه غيري؟ قالوا اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله أتعلمون أنه ناجاني يوم الطايف دون الناس فأطال ذلك، فقلتم: ناجاه دوننا، فقال: ما انتجيته بل الله نتجاه غيري ؟ قالوا اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الحق مع علي وعلي مع الحق يدور الحق مع علي عليه السلام كيف ما دار؟ قالوا اللهم نعم، قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟ قالوا اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وآله من المشركين بنفسه واضطجع في مضجعه غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود العامري حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث قال: إنما يريد الخ غيري؟ قالوا اللهم لا، قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله: أنت سيد العرب غيري؟ قالوا، اللهم لا، قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما سألت الله شيئا إلا سألت لك غيري؟ قالوا اللهم لا،

ص 29

فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا عليه السلام يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله أحق بالأمر منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان إذا لا أسمع ولا أطيع إن عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء، وإيم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد فيهم، ولا المشرك أن يرد خصلة منها ثم قال: أنشدكم الله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: لا، قال: أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه آله وسلم سيدة نساء هذه الأمة؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا لا. قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري؟ قالوا لا قال: أمنكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد صلى إلى القبلتين غيري؟ قالوا لا. قال: أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري؟ قالوا لا: قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قرب إليه الطير فأعجبه: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت وأنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت فقال: وإلي يا رب وإلي يا رب غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد كان اقتل للمشركين عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وآله مني؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد

ص 30

كان أعظم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني حتى اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة (ع) قالوا لا، قال: أمنكم أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد يظهره كتاب الله غيري حتى سد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي حتى قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سددت أبوابنا وفتحت باب علي فقال النبي صلى الله عليه وآله ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم؟ قالوا لا قال: أمنكم أحد تمم الله نوره من السماء حين قال فآت ذي القربى حقه غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست عشرة مرة غيري حين قال: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة، أعمل بها أحد غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد ولي غسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا اللهم لا. قال: أمنكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وضعه في حفرته غيري؟ قالوا لا. ومنهم العلامة الگنجي الشافعي المتوفى 658 في كفاية الطالب (ص 242 ط الغري) أخبرنا أبو بكر بن الخازن، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا الحاكم، أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة من أصل كتابه، حدثنا منذر بن محمد بن منذر، حدثنا أبي، حدثني عمي، حدثنا أبي عن أبان بن تغلب عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت فسمعته يقول: استخلف أبو بكر وأنا في نفسي أحق بها منه فسمعت وأطعت، واستخلف عمر وأنا في نفسي أحق بها منه فسمعت وأطعت، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان إذا لا أسمع ولا أطيع جعل عمر في خمسة أنا سادسهم لا يعرف لهم فضل، أما والله لأحاجنهم بخصال لا يستطيع عربيهم ولا أعجميهم المعاهد منهم والمشرك أن ينكر منها خصلة،

ص 31

أنشدكم بالله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله غيري؟ قالوا لا، قال أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء الأمة غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا لا. قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش قبلي؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري؟ قالوا لا، قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قرب إليه الطير فأعجبه (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير) فجئت وأنا أعلم ما كان من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخلت قال: وإلي يا رب وإلي يا رب غيري؟ قالوا لا، هكذا رواه الحاكم في كتابه بجميع طرقه حديث الطير وناهيك به راويا. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الحمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد السمطين (نسخة جامعة طهران) روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 853 في لسان الميزان (ج 2 ص 156 ط حيدر آباد الدكن) روى عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض، ثم تابع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه فسمعت وأطعت مخافة أن يضرب بعضهم رقاب بعض، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن أسمع وأطيع، إن عمر جعلني في خمسة لا يعرف لي فضلا عليهم ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء، وايم الله لو أشاء أن

ص 32

أتكلم لافثم يستطيع عربيهم ولا عجميهم رده، نشدتكم بالله أفيكم من آخا رسول الله صلى الله عليه وآله غيري، قالوا لا، قال: ناشدتكم بالله أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة؟ قالوا اللهم لا، قال ناشدتكم بالله أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذو الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة؟ قالوا لا، قال: أفيكم أحد له مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ قالوا لا، قال: أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي؟ قالوا لا، قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني؟ قالوا لا.

الحديث الثالث والستون: احتجاح علي مع القوم يوم السقيفة كان أهل بيت النبي نورا قبل خلق آدم سبق إسلام علي نزول آية السابقون السابقون في علي نزول آية السابقون الأولون في علي علي أفضل الأوصياء نزول أولي الأمر منكم في علي نزول آية إنما وليكم الله في علي نزول آية لم يتخذوا من دون الله وليجة في علي حديث الغدير نزول آية اليوم أكملت في علي والأوصياء بعده إلى يوم القيامة علي أخو النبي ووزير النبي ووارث النبي وخليفة النبي في أمته وولي كل مؤمن بعد النبي والولي بعده الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولده هم مع القرآن والقرآن معهم علي القائم في الأمة بعد النبي علي وصي النبي ومفزع الأمة بعد النبي وإمام الأمة بعد النبي ودليل الأمة بعد النبي علي في الأمة بمنزلة رسول الله أمر النبي بتقليد علي وطاعته عند علي جميع علم النبي وحكمته نزول آية التطهير في الخمسة الطاهرة نزول كونوا مع الصادقين في علي

ص 33

والأوصياء بعده نزول وهم شهداء على الناس في النبي وعلي والأئمة الأحد عشر من ولده حديث المنزلة حديث الثقلين الأئمة الاثني عشر علي والحسن والحسين والتسعة من ولده وإنهم خزان علم الله ومعادن حكمته

ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه فرائد السمطين مخطوط قال: أنبأني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي، قال: أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ شرف فخار بروايته عن شاذان بن جبرئيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه الله قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنه قالا: أنبأنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت علي في مسجد رسول الله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله من الفضل مثل قوله صلى الله عليه وآله: الأئمة من قريش وقوله: الناس تبع لقريش والقريش أئمة العرب، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تسبوا قريشا، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من أبغض قريشا أبغضه الله، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد هوان قريش أهانه الله، وذكروا الأنصار فضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله عليهم في كتابه وما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل، وذكروا ما قال في سعد بن عبادة وغسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي منا فلان وفلان، وقالت قريش: منا رسول الله صلى الله عليه وآله، ومنا حمزة، ومنا جعفر، ومنا عبيدة بن الحرث، وزيد بن حارثة إلى أن قال: فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه، وفي الحلقة أكثر من مأتي رجل فيهم

ص 34

علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمان بن عوف وطلحة والزبير وعمار والمقداد وأبو ذر وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين وابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر، ومن الأنصار أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان ومحمد بن مسلم سلمة وقيس بن سعد بن عبادة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وزيد بن أرقم وعبد الله بن أبي أوفى وأبي ليلى وابنه ومعه عبد الرحمان قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن البصري والحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة قال: فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمان بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل إلى أن قال: وعلي بن أبي طالب ساكت لا ينطق بكلمة ولا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم فقال: ما من الحيين إلا وقد ذكر وقال حقا، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار ممن أعطاكم الله هذا الفضل بأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم، قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا، قال: صدقتم يا معشر قريش والأنصار ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم، وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات لم يكن منهم على سفاح قط، فقال السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد: نعم قد سمعنا من رسول الله ثم قال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى

ص 35

رسول الله صلى الله عليه وآله أحد من هذه الأمة، قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والسابقون السابقون أولئك المقربون، سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أنزلها الله تعالى ذكره فخر الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء، قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، وحيث نزلت: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وحيث نزلت: لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله والمؤمنين وليجة، قال الناس: يا رسول الله أخاصة في رسول الله أم عامة في جميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم ونصبني للناس بغدير خم ثم خطب فقال: أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذبوني فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، ثم أمر بالصلاة جامعة ثم خطب فقال: أيها الناس أتعلمون إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: قم يا علي فقمت. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاية ماذا؟ فقال: ولاء كولائي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فأنزل الله تعالى ذكره: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله الله أكبر تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي، فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي عليه السلام؟ قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا، يا رسول الله بينهم لنا، قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم

ص 36

وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض، فقالوا كلهم: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا، فقال علي عليه السلام ليس كل الناس يستوون في الحفظ أنشد الله من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله لما قام وأخبر به، فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد بن عمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي أمركم بولايته وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني، أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، والزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم إنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا على حوضي، أيها الناس: قد بينت لكم مقرعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم ولا تتخلفوا عليهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم، ثم جلسوا، قال سليم: ثم قال علي عليه السلام: أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، فجمعني وفاطمة وابني حسنا والحسين، ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم، ويجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول

ص 37

الله؟ فقال: أنت إلى خير، إنما أنزلت في وفي أخي علي بن أبي طالب وفي ابني وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ليس معنا فيها أحد غيرك، فقالوا كلهم: نشهد إن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما حدثتنا، ثم قال علي عليه السلام أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، فقال سلمان: يا رسول الله عامة أم خاصة؟ قال أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله تعالى أتعلمون إني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك: لم خلفتني؟ فقال: إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، قالوا: اللهم نعم، فقال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج: يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير إلى آخر السورة، فقام سلمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟ قال: عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال سلمان: بينهم لنا يا رسول الله قال: أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا، فإن اللطيف أخبرني وعهد إلي إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال يا رسول الله: أكل أهل بيتك؟ فقال: لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه وحجته على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته، من أطاعهم

ص 38

فقد أطاع الله ومن عصاهم عصى الله، فقالوا كلهم: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك، ثم تمادى بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرا كل ذلك يصدقونه ويشهدون إنه حق.

الحديث الرابع والستون: كون علي (ع) أولى بالبيعة من أبي بكر وعمر علي (ع) أول من وحد الله اختصاص علي (ع) بأن النبي (ص) قد كان يعطيه ثلاثة أسهم اختصاص علي بمناجاة النبي (ص) اثنى عشر مرة يوم أحد حديث الغدير إن الله أمر في القرآن بمودة علي اختصاصه بغمض عيني النبي (ص) تعزية جبرئيل عليا وفاطمة والحسنين (ع) حين ارتحال النبي (ص) اختصاص علي بفتح بابه عند سد أبواب المسجد بأمر الله مقاتلة علي وجبرئيل عن يمينه وميكال عن شماله حديث المنزلة حديث أعطاء الراية حديث الطير إن الله سمى عليا بالولي إن الله زوج فاطمة من علي (ع) اختصاص علي بمباهلة النبي به

ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه در بحر المناقب (ص 74 مخطوط) وروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خطب بالناس ذات يوم وقال: أيها الناس أنصتوا لما أقول لكم رحمكم الله، بايعوا الناس أبا بكر وعمر وأنا والله أولى منهما وحق بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله فأمسكت، فأنتم اليوم تريدون أن تبايعوا عثمان فإن فعلتم وسكت والله تجهلون فضلي ولو جهله من كان قبلكم ولو كان

ص 39

ذلك قلت ما لا تطيقون دفعه، فقال الزبير: تكلم يا أبا الحسن، فقال رضي الله عنه: أنشدكم بالله هل فيكم أحد وحد الله وصلى مع رسوله قبلي أم فيكم أعظم عند رسول الله صلى الله عليه وآله مني، من كان يأخذ بثلاثة أسهم: سهم القرابة وسهم الخاصة وسهم الهجرة أحد غيري؟ أم فيكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اثنى عشرة مرة فقدم بين يدي نجواه صدقة لما أبخل الناس بذل مهجته غيري؟ أم هل فيكم أحد أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيده يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه غيري؟ أم هل فيكم من أمر الله عز وجل بمودته في القرآن غيري؟ حيث يقول: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، أم هل فيكم من غمض عيني رسول الله غيري؟ أم هل فيكم من وضع رسول الله في حفرته غيري؟ أم هل فيكم من جائته التعزية مع جبرئيل عليه غيري؟ وليس في البيت إلا أنا والحسن والحسين وفاطمة ورسوله وهو مسجا فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزى من كل مصيبة، فبالله ثقوا وإليه فارجعوا، إنما المنقلب لمن حرب الثواب أم هل فيكم من ترك بابه مفتوحا من قبل المسجد وأمر بما أمر الله حين قال عمر: يا رسول الله أخرجتنا وأدخلته فقال: الله عز وجل أدخله وأخرجكم، أم هل فيكم من قاتل وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله غيري؟ أم هل فيكم من له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟ أم هل فيكم من آخا بينه وبينه غيري؟ أم هل فيكم من قال النبي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي غيري؟ أم هل فيكم من قال رسول الله: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله كرار غير فرار يفتح الله على يديه وأعطاها لي غيري؟ أم هل فيكم من قال رسول الله يوم الطائر المشوي: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي فأتيت؟ أم هل فيكم من سما الله عز وجل وليه غيري؟ أم هل فيكم مطهر في كتاب الله غيري؟ أم هل فيكم من زوجه الله من السماء غيري؟ أم هل فيكم من باهل به النبي صلى الله عليه وآله غيري؟ قال: فعند ذلك قام الزبير بن العوام وقال: ما سمعنا أحد أصح من مقالتك وما

ص 40

ننكر منه شيئا، ولكن الناس بايعوا الشيخين ولم نخالف الاجماع فلما سمع ذلك نزل على المنبر وهو يقول: وما كنت متخذ المضلين عضدا.

الحديث الخامس والستون: سبق إسلام علي, حديث المنزلة,

إن الله اختار من أهل الأرض النبي وعليا, علي أخو النبي, علي وزير النبي ووارثه وخليفته ووصيه في أمته, مولى كل مؤمن ومؤمنة بعد النبي, موالاته موالاة الله وكذلك معاداته وحبه وبغضه, علي زين الأرض وسكنته, وكلمة التقوى والعروة الوثقى, واختار الله بعد النبي عليا وأحد عشر من أهل بيته, الأئمة الاثنى عشر كمثل نجوم السماء, وهم حجج الله في أرضه وشهاده على خلقه, من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله, هم مع القرآن والقرآن معهم, الأئمة الاثنى عشر علي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين, أوصياء النبي خير الأوصياء, لا يؤثر النبي أحدا على أهل البيت في الشفاعة

ما رواه القوم منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680 في در بحر المناقب مخطوط. وعن ابن قيس يرويه إلى أبي ذر الغفاري والمقداد وسلمان رضي الله عنهم جميعا قالوا: قال لنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه إني مررت بابن الصحاكي يوما فقال لي: ما مثل محمد وأهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت له ذلك، فغضب صلى الله عليه وآله وسلم وخرج مغضبا وصعد المنبر وفزعت

ص 41

الأنصار ولبسوا السلاح لما رأوا من غضبه ثم قال: ما بال أقوام يعيروني في أهل بيتي وقد سمعوني أقول في فضلهم ما قلت، وخصصتهم بما خصهم به الله وفضل علي عند الله وكرامته وسبقه إلى الإسلام وإبلائه وإنه مني بمنزلة هارون من موسى ثم نزيد لمن زعم أن مثلي في أهل بيتي كنخلة نبتت في كناسة ألا إن الله سبحانه وتعالى خلق خلقه وفرقهم فرقتين، فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلها بيوتا فجعلني من خيرها بيتا حتى حصلت في أهل بيتي وعترتي وبني أبي وابناي وأخي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعا فاختارني منهم ثم اطلع إليهم ثانية فاختار أخي وابن عمي ووزيري ووارثي وخليفتي ووصيي في أمتي ومولى كل مؤمن ومؤمنة بعدي، فمن والاه فقد والى الله ومن عاداه فقد عادى الله ومن أحبه فقد أحبه الله ومن أبغضه فقد أبغضه الله، فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر، هو زين الأرض وسكنته وهو كلمة التقوى والعروة الوثقى، ثم قرء: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، أيها الناس ليبلغ مقالتي الشاهد منكم الغائب، اللهم اشهد عليهم إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماما من أهل بيتي فهم خيار أمتي ومنهم أحد عشر إماما حتى أنه كلما هلك واحد قام واحد كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم أئمة هادين مهديين، لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم، وهم حجج الله في أرضه وشهادة على خلقه، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم حتى يردوا الحوض، أولهم ابن عمي علي بن أبي طالب وهو خيرهم وأفضلهم، ثم ابني الحسن ثم الحسين وأمهم فاطمة ابنتي وتسعة من ذريتها ولد الحسين عليهم السلام ثم من بعدهم جعفر بن أبي طالب وابن عمي حمرة بن عبد المطلب، أنا خير النبيين والمرسلين وعلي والأوصياء من أهل بيتي خير الوصيين، وأهل بيته خير بيوت النبيين وابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الخلق أجمعين،

ص 42

أيها الناس أترجون شفاعتي لكم وأعجز عن أهل بيتي، أيها الناس ما من أحد يلقى الله غدا مؤمنا لا يشرك به شيئا إلا أدخله الجنة ولو أن ذنوبه كتراب الأرض، أيها الناس لو أخذت بحلقة باب الجنة ثم تجلى لي الله عز وجل فسجدت بين يديه ثم أذن لي في الشفاعة لم أوثر على أهل بيتي أحدا، أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتي وبعد مماتي وأكرموهم وفضلوهم، لا يحل لأحد أن يقوم إلا لأهل بيتي، انسبوني من أنا؟ قال: فقاموا الأنصار وقد أخذوا بأيديهم السلاح وقالوا: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، أخبرنا يا رسول الله من الذي أذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه، قال: فانسبوني أنا محمد بن عبد الله بن المطلب صلى الله عليه وآله ثم انتهى بالنسبة إلى نزار، ثم مضى إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، ثم مضى إلى نوح عليه السلام، ثم قال: أنا وأهل بيتي كطينة آدم نكاح غير سفاح، اسألوني فوالله لا يسألني رجل إلا أخبرته عن نفسه وعن أبيه، فقام إليه رجل فقال: من أنا يا رسول الله؟ قال: أبوك فلان الدعي تدعى إليه، قال: فارتد رجل عن الإسلام ثم قال عليه وآله السلام والغضب ظاهر في وجهه: ما يمنع هذا الرجل الذي يعيب أهل بيتي وأخي ووزيري وخليفتي من بعدي وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي أن يقوم أن يسألني عن أبيه أين هو في جنة أو نار، قال فعند ذلك خشى على نفسه أن يبدو رسول الله ويفضحه بين الناس فقام وقال: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، أعف عنا عفى الله عنك أصفح عنا جعلنا الله فداك، أقلنا أقالك الله، استرنا سترك الله، فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه كان أهل الحلم والكرم وأهل العفو ثم نزل صلى الله عليه وآله وسلم.

ص 43

الحديث السادس والستون: حديث الغدير حديث المنزلة علي مني وأنا من علي علي مني كنفسي طاعته طاعة النبي ومعصيته معصية النبي حربه حرب الله وسلمه سلمه وليه ولي الله وعدوه عدو الله علي حجة الله على عباده حبه إيمان وبغضه كفر حزبه حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان علي مع الحق والحق مع علي علي قسيم الجنة والنار من فارقه فقد فارق النبي شيعة علي هم الفائزون

 ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى 1293 في ينابيع المودة (ص 55 ط اسلامبول) قال: وفي المناقب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في رجل اكتفى بها فضلا وشرفا: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله: علي مني كهارون من موسى، وقوله: علي مني وأنا منه، وقوله: علي مني كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، وقوله: حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله، وقوله: ولي علي ولي الله، وعدو علي عدو الله وقوله: علي حجة الله على عباده، وقوله: حب علي إيمان وبغضه كفر، وقوله: حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان، وقوله: علي مع الحق والحق معه لا يفترقان، وقوله: علي قسيم الجنة والنار، وقوله: من فارق عليا فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة.

ص 44

الحديث السابع والستون: اختصاص علي ع بإعطاء الركن والمقام اختصاصه بإعطاء الحوض والزمزم اختصاصه بإعطاء المعشر الأعلى والجمرات العظام اختصاصه بإعطاء العذراء البتول اختصاصه بإعطاء الحسنين اختصاصه بمصاهرة النبي ص اختصاصه بتفويض قسمة النار والجنة إليه اختصاصه بأن شيعته في الجنة اختصاصه بأخوة النبي ص النظر إلى علي يزيد الإيمان وحبه يذيب السيئات

 ما رواه القوم: منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي المتوفى بعد سنة 1025 في كتابه المناقب المرتضوية (ص 123 طبع بمبئي) عن أبي ذر الغفاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله تعالى اطلع الأرض اطلاعة من عرشه بلا كيف ولا زوال، فاختارني وجعلني سيد الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين وأعطاني ما لم يعط لأحد وهو الركن والمقام والحوض والزمزم والمعشر الأعلى والجمرات العظام يمينه الصفا ويساره المروة. وأعطاني الله ما لم يعط أحدا من النبيين والملائكة المقربين قلنا: وماذا يا رسول الله؟ قال: أعطاني عليا وأعطاه العذراء البتول ترجع كل ليلة بكرا لم يعطه ذلك أحدا من النبيين، والحسن والحسين ولم يعط أحدا مثلهما، وأعطاه صهرا مثلي وليس لأحد مثلي صهرا، وأعطاه الحوض وجعل إليه قسمة الجنة والنار ولم يعط ذلك الملائكة، وجعل شيعته في الجنة وأعطاه أخا مثلي وليس لأحد أخ مثلي، أيها الناس من

ص 45

أراد أن يطفئ غضب الله وأن تقبل الله عمله فلينظر إلى علي، فالنظر إليه يزيد في الإيمان وإن حبه يذيب السيئات كما تذيب النار الرصاص.

الحديث الثامن والستون: عرض ولاية علي ع على أهل السموات والأرض فمن قبله كان مؤمنا ومن لم يقبله كان كافرا لا يقبل الله الأعمال بغير ولايتهم جعل النبي عليا خليفة من بعده علي خير الأمة رؤية النبي في ليلة المعراج الأئمة الطاهرين في يمين العرش المهدي حجة واجبة لأولياء الله ومنتقم من أعداء الله اختار الله من أهل الأرض بعد النبي ص عليا إن الله شق اسم علي من اسمه إن الله خلق النبي وعليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نوره

ما رواه القوم منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 مقتل الحسين (ص 95 ط الغري) قال: وذكر ابن شاذان هذا، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ، حدثني علي بن علي ابن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد عن صالح عن سلمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سلامة عن أبي سلمي راعي إبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ليلة أسرى بي إلى السماء قال لي الجليل جل: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه قلت: والمؤمنون؟ قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت: خيرها، قال علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت إلى أهل الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج5)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب