ص 46
أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية
فاخترت عليا وشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد إني خلقتك وخلقت
عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نور من نوري، وعرضت ولايتكم على
أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من
الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي، ثم
أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت:
نعم يا رب، فقال لي: التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن
والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى
ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قياما يصلون وهو
في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دري، قال: يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من
عترتك، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي. ومنهم العلامة
الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد
السمطين (المخطوط). روى بإسناده عن الإمام السعيد ضياء الدين الخوارزمي قال
أخبرني قاضي القضاة نجم الدين محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من
همدان أنبأنا الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزبيبي عن الإمام
محمد بن أحمد بن علي عن على ابن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن مقتل الحسين سندا ومتنا إلا أنه ذكر بدل كلمة سنخ نور من نوري:
شبح من نوري. ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع
ص 47
المودة (ص 486 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن مقتل الحسين
الحديث
التاسع والستون: تفضيل حرة عليا عند الحجاج على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وموسى
وداود وسليمان وعيسى نزول قوله تعالى وكان سعيه مشكورا في علي كان علي تحت
سدرة المنتهى فاطمة يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها قول علي لو كشف الغطاء
ما ازددت يقينا نزول ومن الناس من يشري في حق علي قول علي يا دنيا طلقتك
ثلاثا نزول تلك الدار الآخرة في علي مقاتلة علي مع جماعة ادعوا له الألوهية

ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي
الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680 في در بحر المناقب (مخطوط) وروى عن
جماعة ثقاة أنه لما وردت حرة بنت حليمة السعدية (رض) على الحجاج ابن يوسف الثقفي
ومثلت بين يديه فقال لها: أنت حرة بنت حليمة السعدية؟ فقالت له فراسة من غير مؤمن،
فقال لها: الله جاء بك فقد قيل عليك أنك تفضلين عليا على أبي بكر وعمر وعثمان،
قالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة، قال وعلى من غير هؤلاء؟ قالت:
أفضله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى بن مريم؟ فقال لها
أقول لك أنك تفضليه على الصحابة فتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء، من أولي العزم،
فإن لم تأتيني ببيان ما قلت وإلا
ص 48
ضربت عنقك، فقالت: ما أنا فضلته على هؤلاء الأنبياء بل الله عز وجل فضله في القرآن
عليهم في قوله تعالى في حق آدم فعصى آدم ربه فغوى، وقال في حق علي: وكان سعيه
مشكورا، فقال: أحسنت يا حرة فبم تفضليه على نوح ولوط قالت: الله تعالى فضله عليهما
بقوله: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا
صالحين فخانتاهما، وعلي بن أبي طالب كان ملائكة ملاكه ظ تحت سدرة المنتهى زوجته
بنت محمد صلى الله عليه وآله فاطمة الزهراء الذي يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها،
فقال الحجاج أحسنت يا حرة فبم تفضليه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله؟ فقالت:
الله ورسوله فضله بقوله: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن
قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، وأمير المؤمنين قال قولا لم يختلف فيه أحد من المسلمين:
لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا، وهذه كلمة لم يقلها قبله ولا بعده أحد، قال أحسنت
يا حرة فبم تفضليه على موسى نجي الله؟ قالت: يقول عز وجل: فخرج منها خائفا يترقب،
وعلي بن أبي طالب بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يخف حتى أنزل
الله في حقه: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، قال: أحسنت يا حرة قال:
فبم تفضلت على داود؟ قالت: الله فضله عليه بقوله: يا داود إنا جعلناك خليفة في
الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى، قال لها في أي شيء كانت حكومته؟ قالت:
في رجلين أحدهما كان له كرم وللآخر غنم، فنفشت الغنم في الكرم فرعته فاحتكما إلى
داود فقال تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه، فقال: له
ولده: لا يا أبة بل نأخذ من لبنها وصوفها، فقال الله عز وجل ففهمناها سليمان، وإن
مولينا أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: اسألوني عما فوق اسألوني عما تحت اسألوني
قبل أن تفقدوني وإنه رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح
خيبر فقال النبي صلى الله عليه وآله للحاضرين: أفضلكم وأعلمكم علي (ج 3)
ص 49
فقال لها أحسنت يا حرة فبم تفضليه على سليمان؟ قالت: الله فضله عليه بقوله رب هب لي
ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومولينا علي رضي الله عنه قال: يا دنيا قد طلقتك ثلاثا
لا رجعة لي فيك فعند ذلك أنزل الله عليه: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون
علوا في الأرض ولا فسادا قال: أحسنت يا حرة، فبم تفضليه على عيسى؟ قالت: الله فضله
عليه بقوله: وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من
دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم
ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب، إلى آخر الآية فأخر الحكومة
ومولينا علي بن أبي طالب لما ادعوا النصيرية فيه ما ادعوا وهم أهل النهروان قاتلهم
ولم يؤخر حكومتهم فهذه كانت فضائله لا تعدل بفضائل غيره، قال: أحسنت يا حرة خرجت من
جوابك ولو لا ذلك لكان ذلك ثم أجازها وأعطاها وسرحها تسريحا حسنا رحمة الله عليها
في قوله عز وجل اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. قال جابر بن عبد الله الأنصاري
يرفعه عنه بالأسانيد مع محمد وأهل بيته عليهم السلام.
الحديث السبعون: قاتل علي
أشقى الأولين والآخرين من قتله فقد قتل النبي من أبغضه فقد أبغض النبي
من سبه فقد سب النبي منزلته من النبي منزلة نفسه روحه روح النبي خلق مع
النبي من نور واحد علي وصي النبي علي إمام علي وارث النبي علي حجة
الله على خلقه علي أمين الله على سره علي خليفة الله على عباده 
ما رواه
القوم:
ص 50
منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى 1293 في ينابيع المودة (ص 53
ط اسلامبول) قال: في المناقب عن علي بن الحسن عن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن
أمير المؤمنين علي عليهم التحية والسلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله
خطبنا فقال: أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، وذكر
فضل شهر رمضان ثم بكى، فقلت يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: يا علي أبكي لما يستحل منك
في هذا الشهر كأني بك وأنت تريد أن تصلي وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر
ناقة صالح يضربه ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك، فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة
من ديني، قال: سلامة من دينك،، قلت: هذا من مواطن البشرى والشكر، ثم قال: يا علي من
قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي، روحك من
روحي، وطينتك من طينتي، وأن الله تبارك وتعالى خلقني وخلقك من نوره واصطفاني
واصطفاك، فاختارني للنبوة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي
أنت وصيي ووارثي وأبو ولدي وزوج ابنتي، أمرك أمري ونهيك نهيي، أقسم بالله الذي
بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفة
الله على عباده.
الحديث الحادي والسبعون: الحسنان سيدا شباب أهل الجنة سبق
إسلام علي قول النبي علي مني وأنا منه حديث المنزلة حديث الطير علي
قاتل الفجرة وإمام البررة علي أعلم الناس بعد النبي قول النبي (ص) أنا
مدينة العلم وعلي بابها نزول إنما وليكم الله في شأنه نزول أفمن كان علي
بينة في شانه نزول رجال صدقوا لما عاهدوا الله في 
ص 51
شأنه نزول قل لا أسئلكم في شأنه سلمه سلم النبي وحربه حربه علي أخو
النبي ووليه في الدنيا والآخرة من أحبه أحب النبي ومن أبغضه أدخله الله النار
ما رواه القوم: منهم أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد المتوفى سنة 568 في
المناقب (ص 125 ط تبريز) قال: فكتب إليه (أي إلى معاوية) من عمرو بن العاص صاحب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى معاوية بن أبي سفيان: أما بعد فقد وصل إلي
كتابك فقرئته وفهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في
ضلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف وجه علي عليه السلام وهو أخو رسول
الله صلى الله عليه وآله ووصيه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيدة نساء
العالمين وأهل الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون،
وأما ما قلت: إنك خليفة عثمان فقد صدقت ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع
لغيره، فزالت خلافتك، وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وإني صاحب جيشه فلا اغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة، وأما ما
نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصية إلى البغي والحسد على
عثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه أشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية، ويحك يا
معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبات على فراشه وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله صلى الله
عليه وآله: هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي،
وقال فيه يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، هو الذي قال فيه يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وقال فيه يوم الطير: اللهم
ص 52
ائتني بأحب خلقك إليك وإلي فلما دخل إليه قال وإلي وإلي، وقال فيه يوم بني النضير:
علي قاتل الفجرة وإمام البررة، منصور من نصره ومخذول من خذله، وقال فيه: علي إمامكم
بعدي، وأكد القول علي وعليك وعلي خاصة (خ جميع المسلمين) وقال فيه إني مخلف فيكم
الثقلين كتاب الله وعترتي وقد قال فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقد علمت يا
معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشاركه
فيها أحد كقوله تعالى: يوفون بالنذر وقوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وقوله تعالى: أفمن كان على
بينة من ربه ويتلوه شاهد منه، وقوله تعالى: رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقوله
تعالى قل لا أسئلكم عليه أجرا لا المودة في القربى ، وقد قال له رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي، وتكون أخي ووليي في الدنيا
والآخرة، يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله
الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما
ينخدع به من له عقل أو دين، والسلام.
الحديث الثاني والسبعون: علي مولى كل مؤمن
ومؤمنة قول النبي له أنت مني وأنا منك علي يقاتل على التأويل حديث
المنزلة النبي سلم لمن سالم عليا وحرب لمن حاربه علي العروة الوثقى علي
يبين ما يشتبه عليهم علي إمام كل مؤمن ومؤمنة علي ولي كل مؤمن ومؤمنة
نزول أذان من الله فيه علي آخذ بسنة النبي والذاب عن ملته أول من ينشق عنه
الأرض الخمسة الطاهرة يدخل الجنة معا أوصى الله إلى النبي بالقيام بفضل علي
علي مع النبي عند الحوض أخبار النبي بظلم 
ص 53
علي وذريته زوال الظلم بقيام قائمهم القائم من بني فاطمة دعاء النبي في
حقهم
ما رواه القوم: منهم العلامة أخطب خطباء خوارزم صدر الأئمة أبو المؤيد موفق
بن أحمد المتوفى سنة 568 في كتابه المناقب (ص 35 ط تبريز) قال: وأنبأني مهذب
الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة، أخبرني محمد بن الحسين
بن علي البزار. أخبرني أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز، أخبرني هلال بن محمد
بن جعفر، حدثني أبو بكر محمد بن عمر والحافظ، حدثني أبو الحسن علي بن موسى الجزاز
خ خزاز خ البزاز، من كتابه، حدثني الحسن بن علي الهاشمي، حدثني إسماعيل بن أبان،
حدثني أبو مريم عن ثوير بن أبي فاخته، عن عبد الرحمان بن أبى ليلى قال: قال أبي دفع
النبي صلى الله عليه وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ففتح
الله تعالى على يده وأوقفه يوم غدير خم، فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال
له: أنت مني وأنا منك وقال له: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل
وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وقال له: أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن
حاربت ، وقال له: أنت العروة الوثقى التي لا انفصام لها وقال له: أنت تبين
لهم ما يشتبه عليهم من بعدي وقال له: أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن
ومؤمنة بعدي وقال له: أنت الذي أنزل الله فيك: وأذان من الله ورسوله إلى الناس
يوم الحج الأكبر، وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي، وقال له: أنا أول من
تنشق الأرض عنه وأنت مني، وقال له: أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها والحسن
والحسين وفاطمة عليهم السلام، وقال له: أنا عند الحوض وأنت معي، وقال له: إن الله
أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في
ص 54
الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه، ثم بكى صلى الله عليه وآله فقيل: مم بكاؤك يا
رسول الله؟ قال: اتق الضغائن التي في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم
الله ويلعنهم اللاعنون. ثم قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أنهم يظلمونه ويمنعونه
حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده، وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل إن ذلك
الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشاني لهم
قليلا والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس
من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم، قال النبي صلى الله عليه وآله: اسمه كاسمي
واسم أبيه كاسم أبي كذا هو من ولد فاطمة يظهر الله الحق بهم يخمد الباطل
بأسيافهم ويتبعهم الناس راغب إليهم وطايف بهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقال: معاشر المسلمين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف
وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم الخبير وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم
واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي
المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 134 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم
عن مناقب الخوارزمي سندا ومتنا.
الحديث الثالث والسبعون: من اقتدى بعلي وعادى
عدوه وتولى وليه ركب سفينة النجاة علي وصي النبي 
ص 55
وخليفته على الأمة علي إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن أمره أمر النبي ونهيه
نهيه وكذلك متابعته ونصرته وخذلانه من فارقه لم ير النبي يوم القيامة ولا يراه
حرم الجنة على مخالفه من خذله خذل الله ومن نصره نصر الله ولقنه حجة
الحسنان إمامان بعد أبيهما وهما سيدا شباب أهل الجنة فاطمة سيدة نساء
العالمين علي سيد الوصيين من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم
إطاعتهم طاعة النبي ومعصيتهم معصية النبي
ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه فرائد
السمطين (مخطوط) قال: أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد فخار
بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي القايم بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب
برد السلام بن محمد الصالح بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن
زين العابدين ابن أبي عبد الله الحسين الشهيد ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
قال: أنبأنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف معد ره إجازة، أخبرنا شاذان بن
جبرئيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي
بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال: نبأنا محمد بن علي بن ماجيلويه رحمه الله قال:
أنبأنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسن بن خالد عن علي بن
موسى الرضا عليه التحية والثناء عن أبيه عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد
بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه، فإنه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي
وبعد وفاتي، وهو إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه
نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي، ثم قال عليه السلام: من فارق عليا
بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة
ص 56
وجعل مأواه النار، ومن خذل عليا خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر عليا نصره الله
يوم يلقاه ولقنه حجته عند المسألة، ثم قال عليه السلام: والحسن والحسين إماما أمتي
بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة، أمهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين،
ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي،
إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي، وكفى بالله وليا وناصرا
لعترتي وأئمة أمتي ومنتقما من الجاحدين حقهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
الحديث الرابع والسبعون: غيبوبة فاطمة بنت أسد في الكعبة عن الأبصار ثلاثة أيام
وانغلاق بابها على الناس بحيث لم يقدروا على فتحه وولادة علي في الكعبة
نداء هاتف يا فاطمة سميه عليا إن الله شق اسمه من اسمه إن رسول الله (ص) ولى
أكثر تربية علي (ع) علي أخو النبي ووليه وناصره ووصيه وذخره وكهفه وأمينه
وخليفته 
ما رواه القوم: منهم العلامة حسن بن المولوي أمان الله الدهلوي العظيم
آبادي الهندي المتوفى بعد سنة 1300 في كتابه تجهيز الجيش (ص 110 مخطوط) قال:
وفي بشائر المصطفى مرفوعا إلى يزيد بن فعتب قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب
وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين
وكانت حاملا به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق فقالت: يا رب إني مؤمنة بك وما جاء من
عندك عن رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل عليه السلام الذي بني البيت
العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت والمولود الذي في بطني إلا ما
ص 57
يسرت علي ولادتي، قال يزيد بن فعتب فرأيت البيت قد انشق عن ظهره ودخلت فاطمة فيه
وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله فعزمنا أن يفتتح لنا قفل الباب فلم ينفتح فعلمنا أن
ذلك من أمر الله تعالى ثم خرجت في اليوم الرابع وعلي يدها أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله سرا في موضع
لا يحب الله أن يعبد فيه إلا اضطرارا، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها
حتى أكلت منها رطبا جنيا، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها
فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه عليا فهو علي والله العلي الأعلى،
شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي وأوقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام وهو
الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني، طوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه
وعصاه، قال: فولدت عليا ولرسول الله ثلاثون سنة فأحبه رسول الله حبا شديدا وقال
لها: إجعلي مهده بقرب فراشي، وكان صلى الله عليه يلي أكثر تربيته وكان يظهر عليا في
وقت غسله ويوجر اللبن عند شربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويحمله على
صدره ورقبته ويقول: هذا أخي ووليي وناصري ووصيي وزوج كريمتي وذخري وكهفي وصهري
وأميني على وصيتي وخليفتي وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحمله دائما ويطوف به
في جبال مكة وشعابها وأوديتها وفجاجها صلى الله على الحامل والمحمول،
الحديث الخامس
والسبعون: خطبة الحسن عليه السلام علي أول من آمن نزول ويتلوه شاهد منه - في
علي عليه السلام 
ص 58
اختصاص علي بتبليغ سورة البرائة قول النبي لعلي أنت مني وأنا منك وقوله
أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي وكان علي وقاية لرسول الله علي سابق السابقين
نزول أجعلتم سقاية الحاج في علي كيفية الصلوات المراد من الأنفس في آية
المباهلة علي نزول آية التطهير في الخمسة الطاهرة فتح النبي بابه حين سد
الأبواب حديث المنزلة حديث الغدير
ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ
سليمان البلخي القندوزي المتوفى 1293 في كتابه ينابيع المودة (ص 480 ط
اسلامبول) قال: عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن جده علي بن الحسين أن الحسن
بن علي سلام الله عليهم قال في خطبته الأخرى بعد الحمد والثناء على الله وبعد
التصلية على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: إنا أهل بيت أكرمنا الله واختارنا
واصطفانا وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، ولم تفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في
خيرهما من آدم إلى جدي محمد صلى الله عليه وآله، فلما بعثه للنبوة واختاره للرسالة
وأنزل عليه كتابه المنزل على نبيه المرسل: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه) فجدي الذي على بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه، وقد قال له جدي صلى
الله عليه وآله حين أمره أن يسير إلى مكة في موسم الحج بسورة برائة: سر بها يا علي
فإني أمرت أن لا يسير بها إلا أنا أو رجل مني وأنت مني فأبي من جدي وجدي من الله،
وقال له جدي صلى الله عليه وآله وسلم حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد بن
حارثة في ابنة عمه حمزة: أما أنت يا علي مني وأنا منك وأنت ولي كل مؤمن ومؤمنة
بعدي، فلم يزل أبي وقى جدي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه وفي كل موطن يقدمه جدي
صلى الله عليه وآله ولكل شدة يرسله
ص 59
ثقة منه وطمأنينة إليه، وقال الله جل شأنه: والسابقون السابقون أولئك المقربون فكان
أبي سابق السابقين وأقرب المقربين إلى الله وإلى رسوله وذلك إنه لم يسبقه إلى
الإيمان أحد غير خديجة سلام الله عليها فكما أن الله عز وجل فضل السابقين على
المتأخرين فضل سابق السابقين، وقد قال الله عز وجل: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة
المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) نزلت هذه الآية في
أبي وكان حمزة وجعفر قتلا شهيدين في قتلاء كثيرة من الصحابة فجعل الله حمزة سيد
الشهداء من بينهم وجعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة كيف يشاء من
بينهم وذلك لقرابتهما من جدي صلى الله عليه وآله وصلى جدي على عمه حمزة سبعين صلاة
من بين الشهداء يوم أحد وكذلك جعل الله تعالى لنساء نبيه صلى الله عليه وآله
للمحسنة منهن أجرين وللمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهن من جدي صلى الله عليه وآله
فلما نزل (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قالوا يا رسول الله كيف
نصلي عليك فقال: قولوا: اللهم صلي على محمد وآل محمد، فحق على كل مسلم أن يصلي
علينا مع الصلاة على جدي صلى الله عليه وآله وسلم فريضة واجبة، وأحل الله خمس خمس
الغنيمة لرسوله وأوجبها في كتابة لنا من ذلك ما أوجب له حرم عليه الصدقة وحرمها
علينا، فلله الحمد نزهنا مما نزهه وطيب لنا ما طيب له كرامة أكرمنا الله بها وفضيلة
فضلنا على سائر عباده، وقال تعالى لجدي صلى الله عليه وآله حين جحده كفرة أهل
الكتاب وحاجوه: فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم
ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين، فأخرج جدي صلى الله عليه وآله وسلم معه من
الأنفس أبي ومن البنين أنا وأخي الحسين ومن النساء أمي فاطمة فنحن أهله ولحمه ودمه
ونفسه ونحن منه وهو منا، وقد قال الله تبارك وتعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فلما نزلت هذه جمعنا جدي صلى الله عليه وآله وسلم
إياي وأخي وأمي وأبي ونفسه في كساء خيبري في حجرة أم سلمة
ص 60
رضي الله عنها فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،
فقالت أم سلمة: أنا أدخل معهم يا رسول الله؟ فقال لها: قفى مكانك يرحمك الله أنت
على خير وأنها خاصة لي ولهم، ولما نزلت: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها يأتينا جدي
صلى الله عليه وآله كل يوم عند طلوع الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت يرحمكم الله
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، وأمر بسد الأبواب في
مسجده غير بابنا فكلموه في ذلك فقال: إني لم أسد أبوابكم ولم افتح باب علي من تلقاء
نفسي ولكن اتبع ما أوحي إلي، إن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح باب علي، وقد سمعت هذه
الأمة جدي صلى الله عليه وآله يقول: ما ولت أمة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه
إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوه وسمعوه صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: لأبي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وقد رأوه حين
أخذ بيد أبي بغدير خم وقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد
من عاداه ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب الخ
الحديث السادس والسبعون: كلام
الحسن واحتجاجه مع القوم ذكر مطاعن مروان وزياد علي سيد المؤمنين الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة علي إشجع العرب فاطمة سيدة النساء 
ما رواه
القوم: منهم العلامة أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري المتوفى سنة 255 في كتابه
المحاسن والأضداد ص 108 ط القاهرة. وأتى الحسن بن علي رضي الله عنهما معاوية بن
أبي سفيان وقد سبقه ابن عباس رحمه الله فأمر معاوية بإنزاله، فبينا معاوية مع عمرو
بن العاص ومروان بن الحكم
ص 61
وزياد المدعى إلى أبي سفيان يتحاورون في قديمهم ومجدهم إذ قال معاوية: قد أكثرتم
الفخر ولو حضركم الحسن بن علي وعبد الله بن عباس لقصروا من اعنتكم، فقال زياد: وكيف
ذاك يا أمير المؤمنين وما يقومان لمروان بن الحكم في غرب منطقة ولا لنا في بواذخنا
فابعث إليهما حتى نسمع كلامهما فقال معاوية لعمرو: ما تقول في هذا الليل فابعث
إليهما في غد، فبعث معاوية بابنه يزيد إليهما فأتيا فدخلا عليه وبدأ معاوية فقال:
إني أجلكما وأرفع قدركما عن المسامر بالليل ولا سيما أنت يا أبا محمد فإنك ابن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسيد شباب أهل الجنة فشكر له: فلما استويا في مجلسهما علم
عمرو أن الحدة ستقع به فقال: والله لا بد أن أتكلم فإن قهرت فسبيل ذلك وإن قهرت
أكون قد ابتدأت، فقال يا حسن: إنا قد تفاوزنا فقلنا إن رجال بني أمية أصبر على
اللقاء وأمضى في الوغاء وأوفى عهدا وأكرم خيما وأمنع لما وراء ظهورهم من بني عبد
المطلب، ثم تكلم مروان بن الحكم، فقال: كيف لا يكون ذلك وقد قارعناهم فغلبناهم
وحاربناهم فملكناهم فإن شئنا عفونا وإن شئنا بطشنا، ثم تكلم زياد فقال: ما ينبغي
لهم أن ينكروا الفضل لأهله ويجحدوا الخير في مظانه، نحن الحملة في الحروب ولنا
الفضل على سائر الناس قديما وحديثا، فتكلم الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: ليس من
الحزم أن يصمت الرجل عند إيراد الحجة ولكن من الإفك أن ينطق الرجل بالخنا ويصور
الكذب في صورة الحق يا عمرو افتخارا بالكذب وجرأة على الإفك، ما زلت أعرف مثالبك
الخبيثة أبديها مرة بعد مرة أتذكر مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، فرسان الطراد، وحتوف
الأقران، وأبناء الطعان، وربيع الضيفان، ومعدن العلم. ومهبط النبوة، وزعمتم إنكم
أحمى لما وراء ظهوركم، وقد تبين ذلك يوم بدر
ص 62
حين نكصت الأبطال وتساورت الأقران، واقتحمت الليوث واعتركت المنية وقامت حاها على
قطبها، وفرت عن نابها، وطار شرار الحرب فقتلنا رجالكم ومن النبي صلى الله عليه وآله
على ذراريكم، وكنتم لعمري في هذا اليوم غير مانعين لما وراء ظهوركم من بني عبد
المطلب ثم قال: وأما أنت يا مروان فما أنت والاكثار في قريش، وأنت ابن طليق وأبوك
طريد تتقلب في خزاية إلى سوءة، وقد أتي بك إلى أمير المؤمنين يوم الجمل فلما رأيت
الضرغام قد دميت براثنه واشتبكت أنيابه كنت كما قال الأول بصبصن ثم رمين بالأبعار.
فلما من عليك بالعفو وأرخى خناقك بعد ما ضاق عليك وغصصت بريقك لا تقعد منا مقعد أهل
الشكر ولكن تساوينا وتجارينا، ونحن من لا يدركنا عار ولا يلحقنا خزاية، ثم التفت
إلى زياد وقال: وما أنت يا زياد وقريش ما أعرف لك فيها أديما صحيحا ولا فرعا نابتا
ولا قديما ثابتا ولا منبتا كريما، كانت أمك بغيا يتداولها رجالات قريش وفجار العرب،
فلما ولدت لم تعرف لك العرب والدا ما دعاك هذا - يعني معاوية - فما لك والافتخار؟
تكفيك سمية ويكفينا رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي سيد المؤمنين الذي لم يرتد
على عقبيه وعماي حمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة، وأنا وأخي سيدا شباب أهل
الجنة، ثم التفت إلى ابن عباس فقال: إنما هي بغات الطير انقض عليها البازي، فأراد
ابن عباس أن يتكلم فأقسم عليه معاوية أن يكف فكف، ثم خرجا فقال معاوية: أجاد عمرو
الكلام أولا لولا أن حجته دحضت، وقد تكلم مروان لولا أنه نكص، ثم التفت إلى زياد
فقال: ما دعاك إلى محاورته ما كنت إلا كالحجل في كف عقاب، فقال: عمرو: أفلا رميت من
ورائنا قال معاوية: إذا كنت شريككم أفاخر رجلا رسول الله صلى الله عليه وآله جده
وهو سيد من مضى ومن بقي وأمه فاطمة سيدة نساء العالمين؟ ثم قال لهم: والله لئن سمع
أهل الشام ذلك أنه للسوءة السواء فقال عمرو: لقد أبقى عليك ولكنه
ص 63
طحن مروان وزياد طحن الرحى بثفالها ووطئها وطئ البازل القراد بمنسمه، فقال زياد:
والله لقد فعل ولكنك يا معاوية تريد الاغراء بيننا وبينهم لا جرم والله لا شهدت
مجلسا يكونان فيه إلا كنت معهما على من فاخرهما، فخلا ابن عباس بالحسن رضي الله عنه
فقبل بين عينيه وقال: أفديك يا بن عمي والله ما زال بحرك يزخر وأنت تصول حتى شفيتني
من أولاد البغايا. ثم إن الحسن رضي الله عنه غاب أياما ثم رجع حتى دخل على معاوية
وعنده عبد الله بن الزبير، فقال معاوية: يا أبا محمد إني أظنك تعبا نصبا فأت المنزل
فأرح نفسك، فقام الحسن رضي الله عنه، فخرج، فقال معاوية لعبد الله بن الزبير: لو
افتخرت على الحسن فأنت ابن حواري الرسول صلى الله عليه وآله وابن عمته ولأبيك في
الإسلام نصيب وافر، فقال ابن الزبير: أنا له ثم جعل ليلته يطلب الحج فلما أصبح دخل
على معاوية وجاء الحسن رضي الله عنه فحياه معاوية وسأله عن مبيته فقال: خير مبيت
وأكرم مستفاض، فلما استوى في مجلسه قال ابن الزبير: لولا أنك خوار في الحروب غير
مقدام ما سلمت لمعاوية الأمر وكنت لا تحتاج إلى اختراق السهول وقطع المراحل
والمفاوز تطلب معروفه وتقوم ببابه وكنت حريا أن لا نفعل ذلك وأنت ابن علي في بأسه
ونجدته، فما أدري ما الذي حملك على ذلك، أضعف حال أم وهى نجيرة، ما أظن لك مخرجا من
هذين الحالين أما والله لو استجمع لم ما استجمع لك لعلمت أنني ابن الزبير وإني لا
أنكص عن الأبطال وكيف لا أكون كذلك وجدتي صفية بنت عبد المطلب وأبي الزبير حواري
رسول الله صلى الله عليه وآله وأشد الناس بأسا، وأكرمهم حسبا في الجاهلية وأطوعهم
لرسول الله صلى الله عليه وآله، فالتفت الحسن إليه وقال: أما والله لولا أن بني
أمية تنسبني إلى العجز عن المقال لكففت عنك تهاونا بك ولكن سأبين ذلك لتعلم إني لست
بالكليل أإياي تعير وعلي تفتخر ولم تك لجدك في الجاهلية مكرمة أن لا تزوجه عمتي
صفية بنت عبد المطلب فبذخ بها على جميع العرب وشرف بمكانها، فكيف
ص 64
تفاخر من في القلادة واسطتها وفي الأشراف سادتها، نحن أكرم أهل الأرض زندا لنا
الشرف الثاقب والكرم الغالب، ثم تزعم إني سلمت الأمر لمعاوية، فكيف يكون، ويحك كذلك
وأنا ابن أشجع العرب ولدتني فاطمة سيدة النساء وخيرة الأمهات لم أفعل ويحك ذلك جبنا
ولا فرقا، ولكنه بايعني مثلك وهو يطلب بترة ويداجيني المودة فلم أثق بنصرته لأنكم
بيت غدر وأهل أحن ووتر، فكيف لا تكون كما أقول؟ وقد بايع أمير المؤمنين أبوك، ثم
نكث بيعته ونكص على عقبيه واختدع حشية من حشايا رسول الله صلى الله عليه وآله ليضل
بها الناس، فلما دلف نحو الأعنة ورأى بريق الأسنة قتل بمضيعة لا ناصر له وأتي بك
أسيرا، وقد وطئتك الكماة بأظلافها والخيل بسناكبها، واعتلاك الأشتر فغصصت بريقك
وأقعيت على عقبيك كالكلب إذا احتوشه الليوث، فنحن نور البلاد وأملاكها، وبنا تفتخر
الأمة وإلينا تلتقي مقاليد الأزمة، نصول وأنت تختدع النساء ثم تفتخر على بني
الأنبياء، لم تزل الأقاويل منا مقبولة وعليك وعلى أبيك مردودة دخل الناس في دين جدي
طائعين وكارهين، ثم بايعوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فسار إلى أبيك وطلحة حين
نكثا البيعة وخدعا عرس رسول الله صلى الله عليه وآله فقتلا عند نكثهما بيعته وأتي
بك أسيرا تبصبص بذنبك فناشدته الرحم أن لا يقتلك فعفا عنك، فأنت عتاقة أبي وأنا
سيدك وأبي سيد أبيك فذق وبال أمرك، فقال بن الزبير اعذرنا يا أبا محمد فإنما حملني
على محاورتك هذا واشتهى الاغراء بيننا فهلا إذا جهلت أمسكت عني فإنكم أهل بيت
سجيتكم الحلم، قال الحسن: يا معاوية انظر أأكع عن محاورة أحد ويحك، أتدري من أي
شجرة أنا وإلى من أنتمي؟ انته قبل أن اسمك بسمة يتحدث بها الركبان في آفاق البلدان،
قال ابن الزبير: هو: ذلك أهل، فقال معاوية: أما إنه قد شفا بلابل صدري منك ورمى
مقتلك فبقيت في يده
ص 65
كالحجل في كف البازي يتلاعب بك كيف شاء فلا أراك تفتخر على أحد بعد هذا. وذكروا أن
الحسن بن علي صلوات الله عليهما دخل على معاوية فقال في كلام جرى من معاوية في ذلك:
* فيم الكلام وقد سبقت مبرزا * سبق الجواد من المدى والمقوس فقال معاوية: إياي
تعني، والله لآتينك بما يعرفه قلبك ولا ينكره جلساؤك أنا ابن بطحاء مكة أنا ابن
أجودها وأكرمها أبوة وجدودا وأوفاها عهودا، أنا ابن من ساد قريشا ناشئا فقال الحسن:
أجل، إياك أعني أفعلي تفتخر يا معاوية وأنا ابن ماء السماء وعروق الثرى وابن من ساد
أهل الدنيا بالحسب الثاقب والشرف الفائق والقديم السابق، وابن من رضاه رضى الرحمان،
وسخطه سخط الرحمان، فهل لك أب كأبي أو قديم كقديمي؟ فإن تقل: لا، تغلب، وإن تقل:
نعم: تكذب، فقال: أقول: لا تصديقا لقولك، فقال الحسن رضي الله عنه: * الحق أبلج لا
تزيغ سبيله * والحق يعرفه ذووا الألباب قال: وقال معاوية ذات يوم وعنده أشراف الناس
من قريش وغيرهم: أخبروني بأكرم الناس أبا وأما وعما وعمة وخالا وخالة وجدا وجدة،
فقام مالك ابن عجلان وأومأ إلى الحسن بن علي صلوات الله عليه فقال: هو ذا، أبوه علي
بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وعمه جعفر الطيار، وعمته
أم هاني بنت أبي طالب وخاله قاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وخالته زينب بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وجده رسول الله صلى الله عليه وآله، وجدته خديجة بنت
خويلد فسكت القوم ونهض الحسن، فأقبل عمرو بن العاص على مالك فقال: أحب بني هاشم
حملك على أن تكلمت بالباطل؟ فقال ابن عجلان: ما قلت إلا حقا وما أحد من الناس يطلب
مرضاة مخلوق بمعصية الخالق الا لم يعط أمنيته في دنياه وختم له بالشقاء في آخرته،
بنو هاشم أنضركم عودا وأوراكم زندا أكذلك هو معاوية؟ قال: اللهم نعم قال: واستأذن
الحسن
ص 66
ابن علي رضي الله عنه على معاوية وعنده عبد الله بن جعفر وعمرو بن العاص فأذن له
فلما أقبل قال عمرو: قد جاءكم الفهه العيي الذى كان بين لحييه عقله، فقال عبد الله
بن جعفر: مه والله رمت صخرة ململمة تنحط عنها السيول وتقصر دونها الوعول لا تبلغها
السهام فإياك والحسن إياك، فإنك لا تزال راتعا في لحم رجل من قريش ولقد رميت فما
برح وقدحت فما أورى زندك، فسمع الحسن الكلام فلما أخذ مجلسه قال: يا معاوية لا يزال
عندك عبد يرتع في لحوم الناس، أما والله لئن شئت ليكونن بيننا ما تتفاهم فيه الأمور
وتحرج منه الصدور، ثم أنشأ يقول:
أتأمر يا معاوي عبد سهم * بشتمي والملأ منا شهود
إذا أخذت مجالسها قريش * فقد علمت قريش ما تريد
أأنت تظل تشتمني سفاها * لضغن ما
يزول ولا يبيد
فهل لك من أب كأبي تسامى * به من قد تسامى أو تكيد
ولا جد كجدي يا بن
حرب * رسول الله إن ذكر الجدود
ولا أم كأمي من قريش * إذا ما حصل الحسب التليد
فما
مثلي نهكم يا بن حرب * ولا مثلي ينهنهه الوعيد
فمهلا لا تهج منا أمورا * يشيب
لهولها الطفل الوليد
الحديث السابع والسبعون: علي سيد الأوصياء حديث المنزلة
إفحام جماعة من اليهود لأبي بكر في دعوى الخلافة أخبار على بعدة جماعة اليهود
عن غيب انشقاق الجبل 
ص 67
بكرامة علي وخروج سبع نوق منه إسلام اليهود وإقرارهم بأن عليا خليفة النبي
ووارث علمه ووصيه
ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين
محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه در بحر
المناقب (ص 72 مخطوط) وروى بالأسانيد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله حبر من أحبار اليهود فقال: يا رسول الله قد
أرسلوني إليك قومي وقالوا: عهد إلينا نبينا موسى ابن عمران عليه السلام أنه قال:
إذا بعث بعدي نبي اسمه محمد صلى الله عليه وآله وهو عربي فامضوا إليه واسألوه أن
يخرج لكم من جبل هناك سبع نوق حمر الوبر سود الحدق فإن أخرجها لكم فسلموا عليه،
وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه، فهو سيد الأنبياء ووصيه سيد الأوصياء، وهو
منه بمنزلة هارون، فعند ذلك قال: الله أكبر قم بنا أخا اليهود، قال فخرج عليه
السلام والمسلمون حوله إلى ظاهر المدينة وجاء إلى جبل فبسط البردة وصلى ركعتين
وتكلم بكلام خفي وإذا الجبل يصر صريرا عظيما وانشق وسمع الناس حنين النوق، فقال
ايهودي ل: مد يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك محمد رسول الله صلى الله
عليه وآله وأن جميع ما جئت به صدقا وعدلا يا رسول الله أمهلني حتى أمضي إلى قومي
وأجيبهم ليقضوا عدتهم منك فيؤمنوا بك، قال: فمضى الحبر إلى قومه فأخبرهم بذلك
فنفروا بأجمعهم وتجهزوا للمسير فساروا يطلبون المدينة ليقضوا عدتهم فلما دخلوا
المدينة وجدوها مظلمة مسودة لفقد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد انقطع الوحي من
السماء وقد قبض عليه السلام وجلس مكانه أبو بكر: فدخلوا وقالوا أنت خليفة رسول
الله؟ قال نعم، قالوا: أعطنا عدتنا من رسول الله، قال: وما عدتكم؟ قالوا: أنت أعلم
بعدتنا
ص 68
إن كنت خليفة وإن لم تكن خليفة فكيف جلست مجلس نبيك بغير حق لك ولست له أهلا؟ قال:
فقام وتحير في أمره ولم يعلم ماذا يصنع وإذا برجل من المسلمين قد قام وقال: اتبعوني
حتى أدلكم على خليفة رسول الله، قال فخرجوا اليهود من بين يدي أبي بكر وتبعوا الرجل
حتى أتوا منزل فاطمة وطرقوا الباب فإذا بالباب قد فتح وقد خرج عليهم علي هو شديد
الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآهم قال: أيها اليهود تريدون عدتكم
من رسول الله؟ قالوا نعم، فخرج إليهم إلى ظاهر المدينة إلى الجبل الذي صلى عنده
رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآى مكانه تنفس الصعداء وقال: بأبي من كان بهذا
الجيل عنده هنيئة ثم صلى ركعتين وإذا بالجبل قد انشق وخرجت النوق منه وهي سبع نوق،
فلما رأوا ذلك قالوا بلسان واحد نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى
الله عليه وآله وأن ما جاء به من عند ربنا هو الحق وأنك خليفته حقا ووصيه ووارث
علمه، فجزاك الله وجزاه عن الإسلام خيرا ثم رجعوا إلى بلادهم مسلمين موحدين.
الحديث
الثامن والسبعون: علي وولده عين الرسول علي خليفة رسول الله ووصيه لحمه
لحم النبي ودمه دمه علي أول من يرد على النبي الحوض علي إمام المتقين
علي ولي النبي في الدنيا والآخرة علي قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين 
ما
رواه القوم: منهم العلامة العارف المحدث الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي
الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680 في در بحر المناقب
ص 69
(ص 38 مخطوط) وعن عبابة الأسدي قال: بينما عبد الله بن العباس رضي الله عنه يحدث
الناس على شفير زمزم إذ جاء رجل فقال: يا ابن العباس ما تقوم ما تقول فيمن يقول: لا
إله إلا الله ثم لا يكفر بصوم ولا صلاة ولا حج ولا قبلة ولا جهاده، فقال له ابن
عباس: سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك، فقال له الرجل: ما جئت إلا لهذا الأمر، قال
فممن الرجل؟ قال: من أهل الشام، قال: فخبرني بما سألتك عنه، قال له: ويحك اسمع مني
إن مثل علي بن أبي طالب عليه السلام كمثل موسى بن عمران عليه السلام إذا أتاه الله
بالتوراة وظن أنه قد استوجب العلم كله حتى صحب الخضر عليه السلام وإن الخضر قتل
الغلام فكان قتله لله فيه رضا ولموسى سخطا وخرق السفينة فكان خرقها لله رضى ولموسى
سخطا وإن عليا قتل الخوارج فكان قتلهم لله رضا ولأهل الضلال سخطا، اسمع مني أن رسول
الله صلى الله عليه وآله تزوج زينب بنت جحش فأولم وليمة وكان يدخل عليه عشرة عشرة
فلبث عندها أياما وتحول إلى بيت أم سلمة رضى الله عنها، فجاء علي رضي الله عنه فسلم
بالباب وقال لها: إن بالباب رجلا ليس بخرق ولا برق ويحب الله ورسوله، قومي يا أم
سلمة فافتحي له الباب، فقامت أم سلمة مجيبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وقالت:
من ذا الذي بلغ خطب أن أقوم بمحاسني ومجاسدي ومعاضدي، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله كالمغضب إنه من يطع الرسول فقد أطاع الله قومي فافتحي له الباب، فقامت ففتحت
الباب قال: فأخذ بعضدي الباب حتى لم يسمع حثيثا وعلم أنها وصلت مخدعها فدخل عند ذلك
فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا قرة
عيني، فقال لها يا أم سلمة أما تعرفيه؟ قالت: بلى يا رسول الله هذا علي بن أبي طالب
عليه السلام قال: يا أم سلمة خليفتي ووصيي وإنه وولديه قرة عيني وريحانتي من
الدنيا، يا أم سلمة إنه أول من يرد علي الحوض، وهو إمام المتقين، وإنه وليي في
الدنيا والآخرة، واشهدي يا أم سلمة إنه قاتل الناكثين والقاسطين
ص 70
والمارقين بعدي.
الحديث التاسع والسبعون: فضل علي على هذه الأمة كفضل رمضان على
سائر الشهور وكفضل الجمعة على سائر الأيام طوبى لمن صدق ولايته والويل لمن
جحده لا تنال شفاعة النبي جاحد علي 
ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث
العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى
680 في در بحر المناقب (ص 107 مخطوط) قال: الحديث الثالث وبالإسناد إلى جعفر بن
محمد الصادق عن أبيه عن جده الحسين عن أبيه علي رضي الله عنه أنه قال: حدثنا عمر بن
الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: فضل علي على هذه الأمة كفضل
شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل علي على هذه الأمة كفضل ليلة القدر على سائر
الليالي، وفضل علي بن أبي طالب على هذه الأمة كفضل الجمعة على سائر الأيام، فطوبى
لمن آمن به وصدق بولايته والويل لمن جحده وجحد حقه حقا على الله أن لا ينيله شيئا
من روحه يوم القيامة ولا تناله شفاعة محمد صلى الله عليه وآله. ومنهم الحافظ محمد
بن أبي الفوارس في الأربعين ص 14 مخطوط قال: الحديث الثامن بحذف الإسناد عن
عبد الله سنان عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه الباقر عن أبيه سيد العباد زين
العابدين عن أبيه السبط الشهيد الحسين بن علي
ص 71
عليه السلام قال: حدثني عمر بن الخطاب فذكر الحديث بعين ما تقدم عن در بحر
المناقب وزاد بعد قوله والويل لمن جحده: وجحد ولايته، وذكر بدل قوله وحقا على
الله أن لا ينيله الخ وحق على الله أن لا ينيله شيئا من رحمته ورضوانه.
الحديث
الثمانون: قول النبي (ص) لعمار: لو خالف علي جميع الناس فعليك بطريق علي وإن
عليا لا يردك عن هدى طاعة على طاعة الله 
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في
كتابه فرائد السمطين مخطوط، كتب إلى الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم إن أبا
طالب عبد الرحمان الهاشمي نقيب العباسين بواسط أخبره إجازة عن شاذان القمي بقراءته
عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله
بن هارون قال: نبأنا أحمد بن موسى الحافظ، قال: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له:
يا أبا أيوب إن الله تعالى أكرم نبيه صلى الله عليه وآله وصفا لك من فضله من الله
فضلك بها أخبرنا بمخرجك مع علي عليه السلام تقاتل أهل لا إله إلا الله، فقال أبو
أيوب: أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله معي في هذا البيت الذي
أنتما فيه معي وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي جالس عن يمينه
وأنا جالس عن يساره وأنس قائم بين يديه إذ حرك الباب فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله: افتح لعمار الطيب المطيب، ففتح الباب فدخل عمار فسلم
ص 72
على رسول الله فرحب به ثم قال لعمار: إنه سيكون بعدي في أمتي هناة حتى يختلف السيف
فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا
الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا
فاسلك وادي علي عليه السلام وخل عن الناس يا عمار أن عليا لا يردك عن هدى ولا يدخلك
على ردى يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل. ومنهم العلامة الشيخ
سليمان القندوزي البلخي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 128 ط اسلامبول)
روى الحديث بعين ما تقدم عن فرائد السمطين
الحديث الحادي والثمانون: نزول لكل
قوم هاد في علي نزول ويتلوه شاهد في علي حديث الغدير حديث المنزلة 
ما
رواه القوم: منهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع
المودة (ص 104 ط اسلامبول) قال: روى سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن قيس بن سعد
بن عبادة قال: ومن عنده علم الكتاب علي، قال معاوية بن أبي سفيان هو عبد الله بن
سلام قال سعد: أنزل الله إنما أنت منذر ولكل قوم هاد وأنزل أفمن كان على بينة
من ربه ويتلوه شاهد منه فالهادي من الآية الأولى والشاهد من الثانية علي لأنه
نصبه صلى الله عليه وآله يوم الغدير وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا
ص 73
أنه لا نبي بعدي، فسكت معاوية ولم يستطع أن يردها.
الحديث الثاني والثمانون: لا
يرفع دعاء إلا بالصلاة على محمد وآله من آذى أحدا من أهل بيت النبي انقطع بينه
وبين الله صعود علي على منكب النبي لكسر الأصنام دعاء النبي لعلي: قوى الله
عضدك مؤاخاة النبي وعلي 
ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي
المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 420 ط اسلامبول) قال: وفي المناقب أن أمير
المؤمنين علي سلام الله عليه قال للخوارج ويناشدهم معاشر الناس أنشد الله تعالى كل
مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب
حتى يصلي على محمد وآل محمد فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب فدخل الدعاء، وإذا لم يفعل
رد الدعاء فلم يجد مدخله، فقال كثير من الناس: نعم سمعناه عن رسول الله صلى الله
عليه وآله مرارا. ثم قال: والله إنني لمن لباب آل محمد وصميمهم الذين صلى عليهم.
فمن نال مني منالا أو ارتكب مني مرتكبا فإنما يناله ويرتكبه من رسول الله صلى الله
عليه وآله فالحذر الحذر عباد الله أن تلقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في
القيامة معرضا عنكم من أجلى فمن أعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله أعرض الله
بوجهه الكريم عنه، والله لقد سمع قوم منه صلى الله عليه وآله يقول في خطبته في حجة
الوداع على المنبر: من آذى أحدا من أهل بيتي قطع ما بيني وبينه، ومن انقطع ما بين
وبينه انقطعت ما بينه وبين الله العلوم التي توجب الجنة، والله إنني الرجل الذي
احتمله رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهره حتى أصعده على
ص 74
سطح الكعب المكرمة لإلقاء الصنم الكبير الذي كان مركوزا عليها فقال لي: إقذفه
وأركسه قوى الله عضدك فقذفته فتكسر كالقوارير ثم نزلت وجعلنا نستبق البيوت خشية أن
تلقانا كفار قريش فأين من يدانيني أو يرقى مرقاي؟ والله إنني الرجل الذي آخا الرسول
صلى الله عليه وآله به نفسه حين آخى بين أصحابه.
الحديث الثالث والثمانون: علي
حامل لواء الحمد علي ساقي الكوثر علي قسيم الجنة والنار اختصاص علي
بكون النبي صهره اختصاصه بتزويج فاطمة اختصاصه بولديه الحسن والحسين (ع)

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الخركوشي المتوفى سنة 406 في شرف
النبي (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص 50 مخطوط) روى عن أبي الحمرا قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا، أوتيت صهرا
مثلي ولم أوت أنا مثلي، وأوتيت صديقة مثل بنتي ولم أوت مثلها، وأوتيت الحسن والحسين
من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ولكنكم مني وأنا منكم. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم
بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى 722 في فرائد السمطين مخطوط قال:
أنبأني الشيخان أحمد بن الشيخ نور الدين أبو عبد الله محمد وحسوان الحبلي ومحمد بن
الإمام أبو القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم القزويني، قالا: أنبأ أبو العزيز
أحمد ابن بابا بن يسار الحامدي الأبهري كتابة، أنبأ الشيخ صالح بن عمر بن نوح بن
الحسن ين موسى القزويني أجازه، قال: أنبأ الإمام أبو محمد طاهر بن أحمد بن محمد
ص 75
رحمه الله، حدثنا الإمام إسماعيل بن الحسن القصري، أنبأنا الشيخ الإمام أبو عثمان
إسماعيل بن الإمام أبي سعيد محمد بن أحمد بن جعفر السلماني الإصبهاني، أنبأ الخطيب
أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد، حدثنا أبو الحسن علي بن مهرويه وإسماعيل بن عبد
الوهاب أبو سهل، قالا: ثنا داود بن سلمان أنا علي بن موسى حدثني أبي موسى ابن جعفر
عن أبيه جعفر بن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي: أعطيت ثلاثا لم أعط،
قلت: يا رسول الله وما أعطيت؟ قال: أعطيت صهرا مثلي ولم أعط، وأعطيت مثل زوجتك
فاطمة ولم أعطها، وأعطيت مثل الحسن والحسين ولم أعط. ومنهم العلامة المحدث العارف
الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه في كتابه در
بحر المناقب (ص 29 مخطوط) قال: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
أعطيت ثلاثا وعلي مشارك فيها وأعطي عليا ثلاثا ولم أشاركه فيها، قيل يا رسول الله
وما الثلاث التي شاركك فيها علي عليه السلام؟ فقال: لي لواء الحمد وعلي حامله،
والكوثر لي وعلي ساقيه، والجنة والنار بيدي وعلي قسيمهما، وأما الثلاث التي أعطي
علي ولم أشاركه فيها فإنه أعطي صهرا ولم أعط مثله، وأعطي فاطمة زوجة ولم أعط مثلها،
وأعطي ولدين الحسن والحسين ولم أعط مثلهما.
الحديث الرابع والثمانون: قول رسول
الله (ص) في شأن علي (ع) لا يبلغ إلا رجل مني علي وصي رسول الله حديث
المنزلة حديث سد الأبواب علي أخو النبي 
ص 76
في الدنيا والآخرة حديث إعطاء الراية حديث الغدير علي مع الحق والحق مع
علي
ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد
الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه در بحر المناقب (ص
92 مخطوط) قال: وبالإسناد يرفعه إلى سليم بن قيس قال: لقيت سعد بن أبي وقاص فقلت
إني سمعت عليا يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اتقوا فتنة الأخلس،
اتقوا فتنة سعد، فإنه يدعو إلى خذلان الحق وأهله. فقال سعد اللهم إني أعوذ بك أن
أبغض عليا أو يبغضني أو أقاتل عليا أو يقاتلني أو أعادي عليا أو يعاديني، إن عليا
كانت له خصايل لم يكن لأحد من الناس مثلها، إنه صاحب برائة حتى قال رسول الله صلى
الله عليه وآله لا يبلغ عني إلا رجل مني، وقال له يوم تبوك: أنت وصيي أنت مني
بمنزلة هارون من موسى غير النبوة، ويوم أمر بسد الأبواب إلى المسجد ولم يبق غير
بابه فسأل عمر أن يجعل له ولو روزنة صغيرة قدر ما ينظر فأبى ذلك رسول الله صلى الله
عليه وآله فعند ذلك قال له سددت أبوابنا وتركت باب علي، فقال عليه السلام: ما
سددتها أنا ولا فتحت بابه ولكن الله تعالى سدها وفتح بابه، ويوم آخى رسول الله صلى
عليه وآله بين الصحابة كل رجل مع صاحبه وبقي هو وآخاه من نفسه، وقال له أنت أخي
وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ويوم خيبر حين انهزم أبو بكر وعمر فغضب رسول الله صلى
الله عليه وآله وقال: ما بال قوم يلقون المشركون ثم يفرون لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، فلما كان من الغد قال علي
بابن عمي علي، فجاء وكان أرمد العين فرفع كريمه في حجره وتفل في عينيه وعقد له راية
ودعا له فما آنسني حتى
ص 77
فتح خيبر وأتاه بصفية بنت يحيى ابن أخطب فأعتقها ثم تزوجها وجعل عتقها صداقها،
وأعظم من ذلك الذين أنكروا بيعه يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيده
وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد
منكم الغائب، قال سليم وأقبل علي سعد وقال إنما سككت ولست بقاتل نفسي إن كان سبقي
إلى فضل سدت فيه لم أزعم أني مخطي ولا هو مبنى بل هو على الحق والحق معه.
الحديث
الخامس والثمانون: إن الله فرض محبة علي على أهل السموات والأرض أقسم الله أن
لا يلهم محبة علي إلا على من أحبه جعل الله عليا سيد الأوصياء حب علي شجرة
أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا علي على كرسي الكرامة يوم القيامة 
ما رواه
القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي
الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه در بحر المناقب (ص 107 مخطوط)
قال: الحديث السابع بالإسناد يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: كنا
عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل علينا أعرابي فوقف علينا وسلم فرددنا
عليه السلام فقال: أيكم بدر التمام ومصباح الظلام محمد صلى الله عليه وآله رسول
الله الملك العلام أهذا هو الصبيح الوجه؟ قلنا: نعم، قال: يا أخا العرب إجلس، فقال:
يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم آمنت بك ولم أر وجهك، وصدقت بك قبل أن ألقاك غير
أنه بلغني عنك أمر، قال:
ص 78
وأي شيء بلغكم عني؟ قال دعوتنا إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنك محمد صلى الله
عليه وآله رسول الله فأجبناك ثم دعوتنا إلى الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد
وأجبناك ثم لم ترض عنا حتى دعوتنا إلى موالاة ابن عمك علي بن أبي طالب ومحبته أنت
فرضته أم الله فرضه من السماء؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله فرضه
على أهل السماوات وأهل الأرض، فلما سمع الأعرابي ذلك قال: سمعا وطاعة لما أمرتنا به
يا نبي الله فإنه الحق من عند ربنا: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أخا
العرب أعطيت في علي خمس خصال لواحدة منهن خير من الدنيا وما فيها ألا أنبئك يا أخا
العرب؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: كنت جالسا يوم بدر وقد انقضت عنا الغزاة فهبط
جبرائيل عليه السلام وقال: الله يقرؤك السلام ويقول لك: يا محمد آليت على نفسي
بنفسي وأقسمت علي بي أني لا ألهم حب علي إلا من أحببته فمن أحببته ألهمت حب علي ومن
أبغضته ألهمته بغض علي يا أخا العرب ألا أنبئك بالثانية؟ قلت بلى يا رسول الله،
قال: كنت جالسا بعد ما فرغت من جهاز عمي حمزة إذ هبط علي جبرئيل وقال: يا محمد صلى
الله عليه وآله الله يقرؤك السلام ويقول لك: قد افترضت الصلاة ووضعتها عن المعتل
(أي الذي لا يدرك أوقات الصلاة كالمغمى عليه) وفرضت الصوم ووضعته عن المسافر وفرضت
الحج ووضعته عن المقل، وفرضت الزكاة ووضعتها عن المعدم، وفرضت حب علي بن أبي طالب
على أهل السماوات والأرض فلم أعط فيه رخصة، يا أعرابي ألا أنبئك بالثالثة؟ قلت: بلى
يا رسول الله، قال: ما خلق الله شيئا إلا وجعل له سيدا، فالنسر سيد الطيور، والثور
سيد البهائم، والأسد سيد الوحوش، والجمعة سيد الأيام، ورمضان سيد الشهور، وإسرافيل
سيد الملائكة، وآدم سيد البشر، وأنا سيد الأنبياء، وعلي سيد الأوصياء، ألا أنبئك يا
أخا العرب عن الرابعة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: حب علي بن أبي طالب شجرة أصلها
في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تعلق ببعض أغصانها أوقعه في الجنة، وبغض علي بن
أبي طالب شجرة أصلها
ص 79
في النار وأغصانها في الدنيا، فمن تعلق بها في الدنيا أوردته إلى النار، يا أعرابي
ألا أنبئك بالخامسة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر
محاذي منبر عن يمين العرش، ثم ينصب لإبراهيم الخليل منبر يحاذي منبري عن يمين
العرش، ثم يؤتي بكرسي عالي ومشرف زاهر يعرف بكرسي الكرامة فينصب بينهما، فأنا على
منبري وإبراهيم على منبره وابن عمي علي بن أبي طالب على كرسي الكرامة، فما رأت
عيناي مثل حبيب بين خليلين، يا أعرابي حب علي حق حبه، فإن الله يحبه في قصر واحد،
فعند ذلك قال الأعرابي سمعا وطاعة لله ورسوله ولابن عمك علي رضي الله عنه.
الحديث
السادس والثمانون: حديث مؤاخاة النبي مع علي قول النبي لعلي: هذا مني وأنا منه
حديث المنزلة حديث الغدير 
ما رواه القوم: منهم الفقيه أبو الحسن علي بن
محمد الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي المتوفى سنة 483 في كتابه مناقب أمير
المؤمنين مخطوط: قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار، قال: أخبرنا أبو
محمد ابن السقاء وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن القصاب البيع الواسطي مما
أذن لي في روايته أنه قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد البياسري قال:
حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الجوهري قال: حدثني محمد بن زكريا بن ذريد
العبدي قال: حدثني حميد الطويل عن أنس قال: لما كان يوم المباهلة وآخى النبي صلى
الله عليه وآله بين
ص 80
المهاجرين وعلي واقف يراه ويعرف مكانه لم يواخ بينه وبين أحد فانصرف علي باكي
العينين فافتقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما فعل أبو الحسن؟ قالوا
انصرف باكي العينين يا رسول الله قال: يا بلال اذهب فأتني به، فمضى بلال إلى علي
عليه السلام وقد دخل منزله باكي العين، وقالت فاطمة: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟
قال: يا فاطمة آخى النبي بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف يراني ويعرف مكاني لم
يواخ بيني وبين أحد، قالت، لا يحزنك لعله إنما أخرك لنفسه، فقال بلال: يا علي أجب
النبي صلى الله عليه وآله فأتى علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي: ما
يبكيك يا أبا الحسن؟ قال: وآخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف
تراني وتعرف مكاني لم تواخ بيني وبين أحد، قال: إنما ادخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون
أخا نبيك؟ قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك؟ فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: اللهم
هذا مني وأنا منه، ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى، ألا من كنت مولاه فهذا علي
مولاه، قال: فانصرف علي عليه السلام قرير العين فاتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ
يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
الحديث السابع والثمانون: قول النبي (ص):
طوبى لمن أحب عليا والويل لمن أبغضه ذكر النبي (ص) أوصاف محبي علي (ع)
وأنهم يطيعون للأئمة من ولده الملائكة تؤمن لدعائهم وتستغفر له 
ما رواه جماعة
عن أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن حمويه الحمويني المتوفى (ج
5)
ص 81
سنة 722 في فرائد السمطين (مخطوط نسخة جامعة طهران): روى بسنده إلى علي بن أبي
طالب عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل
لمن أبغضك وكذبك يا علي محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما
من ذلك هم أهل اليقين والورع والسمت الحسن والتواضع لله تعالى خاشعة أبصارهم وجلة
قلوبهم لذكر الله وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم سائلة تحننا
عليك وعلى الأئمة من ولدك يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجائهم (به خ ل)
البرهان من سنة نبيه حاملون بما تأمرهم به وأولوا الأمر منهم متواصلون عن متقاطعين
متحابون عن متباغضين إن الملئكة ليصلى عليهم ويؤمن على دعائهم ويستغفر للمذنبين
منهم ويشهد حضرته ويستوحش لفقده إلى يوم القيامة. ومنهم العلامة الشيخ سليمان
القندوزي البلخي المتوفى سنة 1294 في ينابيع المودة (ص 133 ط إسلامبول): روى
الحديث عن علي بن مهدي الرقي بسند ينتهي إلى علي بن أبي طالب بعين ما تقدم عن
فرائد السمطين . وذكر بدل قوله في السماء السابعة إلى قوله أهل اليقين: بين أهل
السماوات وإلى أهل الدين والورع. وبدل قوله وجائهم البرهان إلى قوله: وأولوا الأمر
منهم: وبما أمرتهم أنا وبما تأمرهم أنت وبما يأمرهم أولوا الأمر من الأئمة من ولدك
بالقرآن وسنتي وأسقط قوله: ويشهد إلخ.
ص 82
الحديث الثامن والثمانون: حديث المنزلة علي أخو النبي علي وارث النبي
علي رفيق النبي علي مع النبي في قصره في الجنة 
ما رواه القوم: منهم العلامة
الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه
فرائد السمطين مخطوط قال: أنبأني بمدينة الحلة فخر مشايخنا نسابة عصره وقدوة
السادة النقباء في مصره السيد خلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي،
وبمدينة بغداد بقية مسنديها ومشايخ رواتها شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يعقوب
بن أبي الفرج ومجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الجبليان، وبمدينة واسط
شيخها المرجوع إليه في جميع أمورها الدينية والدنيوية، ذو الفضائل السنية والمناقب
العلية عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمرو القاروني الواسطي، وكتب إلي من مدينة
القدس الشريف خطيبها الإمام مسند الشام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن
علي من ولد عبد الرحمان بن عوف القرشي الزهري فيما أذنوا إلي في روايته بكتاب
الخصايص العلوية بروايتهم عن نقيب العباسين شرف الدين أبي طالب عبد الرحمان بن
السميع الهاشمي إجازة، أنبأ الشيخ سديد الدين عبد الله شاذان بن جبرائيل القمي
بقرائتي عليه، أنبأ محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأ الإمام أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن علي النطنزي المصنف قال: نبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد فيما
قرأت عليه قال أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب في جمادى الآخر سنة
اثنين وعشرين وأربعمأة قال نبأنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم الغسال
ص 83
قال: نبأنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس قال نبأنا علي بن الجهضمي القاضي
بإصبهان ح وأخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد ربه العدل
قرائة عليه وأنا أسمع قال نبأنا محمد بن يوسف قال نبأنا نصر بن علي ح وأخبرنا
الحافظ أبو نصر محمد بن إبراهيم إملاء سنة تسع وخمسمأة قال نبأنا الإمام الحافظ أبو
محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم السمرقندي بنيشابور قال أخبرنا أبو سلمة عبد
الصمد بن محمد الحاكم الأزدي ببخارا قال أنبأنا أبو القاسم عبد الله ابن أحمد
السوسي قال نبأنا الحسين بن سفيان الشيباني قال نبأنا نصر بن علي الجهضمي قال نبأنا
عبد الله بن عباد بن عمروا العنزي قال نبأنا يزيد بن نصر قال حدثني عبد الله ابن
شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم مسجد المدينة فجعل يقول أين فلان ولم يزل يتفقدهم ويبعث خلفهم حتى اجتمعوا عدة
فقال إني محدثكم بحديث (وساق الحديث في مؤاخاة الصحابة) إلى أن قال: فقال علي يا
رسول الله ذهب روحي وانقطع ظهري حتى رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان من
سخطك علي فلك العتبى والكرامة قال والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت عندي
بمنزلة هرون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي قلت يا رسول الله: ما أرث
منك؟ قال ما أورث الأنبياء قبلي قال ما أورث الأنبياء قبلك؟ قال كتاب الله وسنة
رسوله وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة وأنت رفيقي، ثم تلا رسول الله صلى
الله عليه وآله هذه الآية إخوانا على سرر متقابلين الأخلاء في الله ينظر بعضهم
إلى بعض، الحديث على رواية الحافظ أبي نصر.
ص 84
الحديث التاسع والثمانون: قتل علي أصحاب الألوية يوم الخندق وتفريقه جماعة
المشركين قول جبرئيل إن هذا لهي المواساة قول النبي علي مني وأنا منه
سمعوا صوتا ينادي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار 
ما رواه القوم: منهم
العلامة المؤرخ الشهير الطبري المتوفى سنة 310 في تاريخ الأمم والملوك (ج 2 ص
197 ط الاستقامة بمصر) قال: حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا
حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: لما قتل علي بن
أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله من مشركي قريش فقال
لعلي: إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجحمي قال: ثم أبصر
رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال: لعلي: إحمل عليهم فحمل
عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي، فقال جبرائيل يا رسول
الله إن هذه للمواساة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه، فقال
جبرائيل: وأنا منكما قال فسمعوا صوتا: * لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي *
ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 227 في
فرائد السمطين مخطوط.
ص 85
أنبأني الشيخ محمد بن يعقوب الأرجي، أنبأنا شرف الدين عبد الرحمن بن عبد السميع
إجازة عن شاذان بن جبرائيل قرائة عليه عن محمد بن عبد العزيز القمي عن محمد بن أحمد
ابن علي النظيري قال: أنبأنا بختكر بن عروبة قال: نبأ أبو بكر العطار قال: نبأ
القاضي أبو عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: نبأ أبو العباس أحمد
ابن داود بن علي قال: نبأ أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي قال: نبأ علي بن عبد
الحميد عن حسان عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
(تاريخ الأمم والملوك) سندا ومتنا إلا أنه زاد بعد قوله: لما قتل علي أصحاب الألوية
أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: إحمل عليهم فحمل
عليهم وفرق جماعتهم وقتل يشكر بن مالك أخا عامر بن لؤي. ومنهم الحافظ الشيخ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي المتوفى سنة 748 في ميزان
الاعتدال (ج 2 ص 317 ط القاهرة) حدثنا المنجيقي حدثنا عيسى بن مهران، حدثنا قحول،
حدثنا ابن الأسود عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده كانت راية رسول
الله صلى الله عليه وآله يوم أحد مع علي رضي الله عنه فذكر خبرا طويلا فيه: وحمل
راية المشركين سبعة وقتلهم علي رضي الله عنه، فقال جبرئيل: يا محمد ما هذه
المواساة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا منه وهو مني ثم سمعنا صايحا في
السماء يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
ص 86
الحديث التسعون: حديث السفينة مثل أهل بيتي مثل باب حطة حديث الثقلين 
ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم الحمويني المتوفى
سنة 722 في فرائد السمطين مخطوط قال: عن سليم بن قيس الهلالي قال: بينا أنا
وجيش بن العتم بمكة إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة باب الكعبة فقال: من عرفني فقد عرفني،
ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر فقال: أيها الناس إني سمعت نبيكم صلى الله
عليه وآله يقول: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها غرق،
ويقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له، ويقول: إني
تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا علي
الحوض. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى 1293 في ينابيع
المودة (ج 1 ص 27 دار العرفان). روى الحديث بعين ما تقدم عن فرائد السمطين .
ص 87
الحديث الحادي والتسعون: اختصاص علي بأن له مبيت المسجد وإعطاء الراية يوم
خيبر وسد الأبواب إلا بابه 
ما رواه القوم: منهم الفقيه أبو الحسن علي بن محمد
الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي المتوفى سنة 483 في كتابه مناقب أمير
المؤمنين المخطوط. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري قال:
حدثنا أبو الحسين محمد ابن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم
عمر بن عثمان بن حيان بن أبي حيان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني
قال: حدثنا نظر بن محمد حدثنا أبو أنس قال: حدثنا الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن
أبي طالب قال: حدثني خارجة بن سعد قال: حدثني سعد بن أبي وقاص قال: كانت لعلي عليه
السلام مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر وسد الأبواب
إلا باب علي.
الحديث الثاني والتسعون: إن الله فضل عليا (ع) سائر خلقة إن الله
أمر الأرض أن تحدث عليا بأخبارها 
ما رواه القوم: منهم العلامة الميرزا محمد بن
رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى في أوائل القرن الثانى عشر في مفتاح النجا (ص
31 مخطوط) قال:
ص 88
وأخرج ابن البخاري في تاريخه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنهما قالت: سمعت سيدتي
فاطمة تقول ليلة دخل بي علي بن أبي طالب أفزعني في فراشي، فقلت: أفزعت يا ست النساء
قالت: سمعت الأرض تحدثه ويحدثها، فأصبحت وأنا فزعة فأخبرت والدي صلى الله عليه وآله
فسجد سجدة طويلة ثم رفع رأسه وقال: يا فاطمة أبشري بطيب النسل، فإن الله فضل بعلك
علي ساير خلقه وأمر الأرض أن تحدثه بأخبارها وما يجري على وجه الأرض وشرق الأرض
وغربها.
الحديث الثالث والتسعون: قول النبي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار
حديث المنزلة قول النبي يا علي موتك وحياتك معي 
ما رواه القوم: منهم المؤرخ
الثقة الشهير أبو الفضل نصر بن مزاحم سيار المنقري التميمي المتوفى سنة 212 في كتاب
صفين (ص 356 ط القاهرة) قال: فأجابه أصحابه فقالوا يا أمير المؤمنين: انهض بنا إلى
عدونا وعدوك إذا شئت فوالله ما نريد بك بدلا نموت معك ونحيا معك، فقال لهم علي
مجيبا لهم: والذي نفسي بيده لنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أضرب قدامه
بسيفي فقال: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، وقال: يا علي أنت مني بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وموتك وحياتك يا علي معي، والله ما كذبت ولا
كذبت ولا ضللت ولا ضل بي وما نسيت ما عهد إلي إني لعلى بينة من ربي وإني لعلى
الطريق الواضح ألفظه لفظا.
ص 89
الحديث الرابع والتسعون: حديث الغدير حديث المنزلة قول النبي صلى الله
عليه وآله علي مني وأنا من علي 
ما رواه القوم: منهم الثعلبي في تفسيره على ما
في مناقب عبد الله الشافعي (ص 108 مخطوط) روى بسند يرفعه إلى جابر بن عبد الله أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نزل بخم فتنحى الناس عنه فجمعهم فلما اجتمعوا
قام فيهم وهو متوسد على يد علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها
الناس إني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني
ثم قال لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلة هارون من موسى وأنزلني منه
منزلته مني فرضي الله عنه كما أنا عنه راض فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا ثم
رفع يديه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال:
فابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يبكون يتضرعون ويقولون يا رسول الله
ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نتنقل عليك فنعوذ بالله من سخط رسوله فرضى رسول الله
صلى الله عليه وآله عند ذلك.
الحديث الخامس والتسعون: علي وفاطمة أحب الناس إلى
النبي فاطمة خير النساء في البرية فاطمة سيدة نساء أهل الجنة علي لا
يقاس به أحد الحسنان ريحانتا رسول الله في حياته وبعد مماته الخمسة الطاهرة
في غرفة موصوفة بما ذكر في الحديث على رأس علي تاج من نور أضاء ما بين المشرق
والمغرب خلق محبيهم من طينة النبي وعلي وخلق مبغضيهم من طينة الخبال 
ص 90
ما رواه القوم: منهم الحافظ أبو محمد بن أبو الفوارس في كتابه الأربعين (ص 43
المخطوط): الحديث الثاني والثلاثون - أخبرنا محمد بن محمود بن شهريار في البصرة في
جامعها يرفعه عن جماعة من الصادقين يسندونه إلى عائشة أنها قالت: ما رأيت رجلا قط
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علي ومن فاطمة عليهم السلام قالت:
قالت فاطمة يوما وأنا حاضرة فدتك نفسي يا رسول الله صلى الله عليك أي شيء رأيت لي
فقال: يا فاطمة أنت خير النساء في البرية وأنت أهل الجنة وأهلها قالت: يا رسول الله
فما لابن عمك علي عليه السلام فقال لها: لا يقاس به أحد ممن خلق الله قالت: والحسن
والحسين قال: هما ولداي وسبطاي وريحانتاي أيام حياتي وبعد مماتي قالت: فبينما هما
في الحديث إذ أتى علي عليه السلام فقال له: فداك أبي وأمي يا رسول الله صلى الله
عليك أي شيء رأيت لي فقال: يا علي أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين في غرفة من درة
أساسها من رحمة وأطرافها من رضوان وهي تحت عرش الله يا علي بينكم وبين نور الله باب
فتنظر إليه وينظر إليك وعلى رأسك تاج من نور قد أضاء ما بين المشرق والمغرب وأنت
ترفل في حلة من حلل حمر وردية وخلقت وخلقني ربي وخلق محبينا من طينة تحت العرش وخلق
مبغضينا من طينة الخبال.
الحديث السادس والتسعون: من أحب عليا بقلبه فله ثلث ثواب
هذه الأمة ومن أحبه بقلبه ولسانه فله ثلثي ثواب هذه الأمة ومن أحبه بقلبه
ولسانه ويده فله ثواب هذه الأمة السعيد من أحب عليا في حياته ومماته والشقي
من أبغض عليا في حياته ومماته 
ما رواه القوم منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن
عبد السلام الصفوري البغدادي