ص 91
المتوفى بعد 884 في نزهة المجالس (ج 2 ص 207) قال: عن النبي صلى الله عليه وآله
من أحب عليا بقلبه فله ثلث ثواب هذه الأمة، ومن أحبه بقلبه ولسانه فله ثلثا ثواب
هذه الأمة، ومن أحبه بقلبه ولسانه ويده فله ثواب هذه الأمة. ألا وإن جبرائيل أخبرني
أن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد مماته.
الحديث السابع والتسعون:
نبينا أفضل من جميع الأنبياء والملائكة والفضل بعده لعلي وللأئمة من ولده
والملائكة خدامهم وخدام محبيهم ولولاهم لم يخلق الله آدم وحواء والجنة والنار
والسماء والأرض إن الله نادى النبي في ليلة المعراج: لأوصيائك أوجبت كرامتي
وأوصياؤك مكتوبون على سرداق العرش ومكتوب عليه اثنا عشر اسما أولهم علي وآخرهم
المهدي وناداه الله ثانيا أن هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على
بريتي ولأطهرن الأرض من الظلم بآخرهم ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم
القيامة 
ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في كتابه
ينابيع المودة (ص 485 ط إسلامبول): أخرج صاحب المناقب، حدثنا الحسن بن محمد بن
سعد، حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، حدثنا محمد بن أحمد الهمداني، حدثني أبو الفضل
العباس بن عبد الله النجاري، حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم، حدثنا عبد السلام بن
صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب سلام الله
عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا
أكرم عليه مني، قال علي فقلت
ص 92
يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال: يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه
المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك
يا علي وللأئمة من ولدك من بعدك، فإن الملائكة من خدامنا وخدام محبينا، يا علي
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا
علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض
فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله
وتقديسه، لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده، ثم خلق
الملئكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا
خلق مخلوقون وإنه تعالى منزه عن صفاتنا فسبحت الملئكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا
فلما شاهدوا شأننا هللنا لتعلم الملئكة أن لا إله إلا الله وإنا عبيد ولسنا بآلهة
يجب أن يعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلا الله، فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا
لتعلم الملئكة إن الله أكبر فلا ينال مخلوقه عظم المحل إلا به، فلما شاهدوا ما جعله
الله لنا من العز والقوة قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملئكة أن لا حول
ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض طاعة
الخلق إيانا قلنا: الحمد لله لتعلم الملئكة أن الحمد لله على نعمته، فقالت الملئكة:
الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده، وإن
الله وتعالى خلق آدم عليه السلام فأودعنا في صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما
وإكراما له وكان سجودهم لله عبودية ولآدم إكراما وطاعة لأمر الله لكوننا في صلبه،
فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون، وإنه لما عرج بي إلى
السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى، ثم قال: تقدم يا محمد، فقلت: يا
جبرئيل أتقدم عليك؟ فقال: نعم، إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته
أجمعين، صتبارك 93
وفضلك خاصة على جميعهم، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور قال
لي جبرئيل: تقدم يا محمد وتخلف هو عني، فقلت يا: جبرئيل في مثل الموضع تفارقني؟
فقال: يا محمد إن هذا انتهاء حد الذي وضعني الله فيه، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي
بتعدي حدود ربي جل جلاله فزج بي النور زجة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو
ملكه فنوديت يا محمد: أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل، وخلقتك من نوري
وأنت رسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن اتبعك خلقت جنتي ولمن خالفك خلقت
ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي، فقلت يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد أوصياؤك
المكتوبون على سرادق عرشي فنظرت فرأيت اثنى عشر نورا وفي كل نور سطرا أخضر عليه اسم
وصي من أوصيائي أولهم علي وآخرهم القائم المهدي، فقلت يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي؟
فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك،
وعزتي وجلالي لأطهرن الأرض بآخرهم المهدي من الظلم ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها،
ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنهزنه بجندي
ولأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي، ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن
الأيام أوليائي إلى يوم القيامة.
ص 94
الحديث الثامن والتسعون: تشرف أصبغ بن نباتة بمحادثة أمير المؤمنين علي عند شهادته
النبي وعلي أبوا هذه الأمة من عقهما عليه لعنة الله النبي وعلي أجيرا
هذه الأمة من ظلمهما عليه لعنة الله صعود النبي وعلي يوم القيامة على منبر
يعلو منابر النبيين دفع خازن الجنان مفاتيحها إلى علي يوم القيامة دفع خازن
النيران مفاتيحها إلى علي يوم القيامة 
ما رواه القوم منهم العلامة المحدث العارف
الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه في كتابه در
بحر المناقب (ص 86 مخطوط) وبالاسناد يرفعه إلى الأصبغ بن نباته لما ضرب أمير
المؤمنين عليه السلام الضربة التي كانت وفاته فيها اجتمع الناس إليه بباب القصر
وكان يريد قتل ابن ملجم لعنه الله قال: فخرج الحسن رضي الله عنه وقال: معاشر الناس
إن أبي قد أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته فإن كان له وفاة، وإلا نظر هو في حقه،
فانصرفوا رحمكم الله ولم أنصرف وخرج ثانية وقال يا أصبغ أما سمعت قولي عن قول أمير
المؤمنين رضي الله عنه؟ قال: بلى ولكني رأيت حاله فأحببت أن أردد النظر إليه وأستمع
منه حديثا استأذن لي رحمك الله فدخل ولم يلبث أن خرج فقال لي أدخل، فدخلت فإذا أنا
بأمير المؤمنين رضي الله عنه معصب بعصابة صفراء وقد علا صفرة وجهه على تلك العصابة
فإذا هو يقلع فخذا ويضع أخرى من شدة الضربة وكثرة السم، فقال لي يا أصبغ أما سمعت
قول الحسن عن قولي، قلت: بلى يا أمير المؤمنين ولكني رائيتك في حالة فأحببت النظر
إليك وأن أسمع منك حديثا، فقال لي اقعد فما أراك تسمع مني حديثا بعد يومك هذا اعلم
يا أصبغ أني أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله عائدا كما إلي جئت الساعة، فقال لي
يا أبا الحسن ناد في الناس الصلاة جامعة واصعد
ص 95
منبري وقوم دون قومي بمرقاة وقل للناس: ألا من عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من
أبق عن والديه فلعنه الله، ألا من ظلم أجيرا أجرته فلعنة الله عليه، يا أصبغ فقلت
ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقام من أقصى المسجد رجل فقال يا
أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأجزتهن فاشرحهن لنا، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول
الله صلى الله عليه وآله فقلت له ما كان من الرجل فقال الأصبغ فأخذ بيدي فقال يا
أصبغ: أبسط يدك فبسطت يدي فتناول أصبعا من أصابع يدي فقال: يا أصبغ كذا تناول رسول
الله صلى الله عليه وآله إصبعا من أصابعي كما تناولت إصبعا من أصابعك. ثم قال: يا
أبا الحسن ألا وأنا وأنت أبوا هذه الأمة، فمن عقنا فلعنة الله عليه ألا وأني وأنت
موالي هذه الأمة فمن أبق منا فلعنة الله عليه، ألا وأني وأنت أجيرا هذه الأمة فمن
ظلمنا أجرتنا فلعنة الله عليه، قل آمين، فقلت: آمين. قال الأصبغ: ثم أغمي عليه عليه
السلام ثم أفاق فقال: لي أقاعد أنت يا أصبغ؟ فقلت نعم يا مولاي، قال أزيدك حديثا
آخر قلت نعم زادك الله مزيد كل خير، قال يا أصبغ لقيني رسول الله صلى الله عليه
وآله في بعض طرقات المدينة وأنا مغموم قد تبين الغم في وجهي فقال لي النبي أراك
مغموما ألا أحدثك بحديث لا تغتم بعده أبدا؟ قلت: نعم، قال: إذا كان يوم القيامة نصب
الله منبرا يعلو منابر النبيين والشهداء ثم يأمرني الله فأصعد فوقه ثم يأمرك الله
يا علي أن تصعد دوني بمرقاة، ثم يأمر الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة، فإذا
استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الأولين والآخرين إلا يرانا فنادى الملك الذي
دونك بمرقاة معاشر الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه إياه، أنا
رضوان خازن الجنان، إلا أن الله بمنه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن محمد قد أمرني أن أدفع إلى علي رضي الله عنه
فاشهدوا لي عليه، ثم تقوم ذلك الملك الذي تحت ذلك الملك بمرقاة وقام مناديا يسمع
أهل الموقف معاشر المسلمين
ص 96
من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه إياي، فأنا مالك خازن النيران ألا إن
الله بفضله ومنه وكرمه أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد (صلى الله عليه وآله
وسلم) وقد أمرني أن أدفع إلى علي فاشهدوا لي عليه، فتأخذ مفاتيح الجنة والنار فتأخذ
بحجزتي وأهل بيتك يأخذون بحجزتي وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك، قال فصفقت بكلتا يدي
وقلت إلى الجنة يا رسول الله؟ قال إي ورب الكعبة، قال الأصبغ فلم أسمع من مولاي غير
هذين الحديثين ثم توفي صلوات الله عليه.
الحديث التاسع والتسعون: أخرج الراهب
كتابا من املاء عيسى ذكر فيه الوقايع بعده وقد ذكر فيه عدة من أسماء نبينا (ص)
وحالاته وفيه علي أخو النبي ووزير النبي وخليفة النبي في أمته وأحب
خلق الله إليه بعد النبي وولي كل مؤمن ومؤمنة وخليفة النبي من بعد علي أحد
عشر رجلا من ولد النبي من ابنته وآخرهم يؤم عيسى ويملأ الأرض قسطا وعدلا

ما رواه القوم منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي
الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في كتابه در بحر المناقب (ص 95
مخطوط): وعن سليم بن قيس أنه قال: أقبلنا من صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال: فمررنا قريبا من دير النصراني قال: فخرج إلينا من الدير شيخ كبير جميل حسن
الهيئة والسمت ومعه كتاب في يده قال: فجعل يتصفح الناس حتى
ص 97
أتى عليا فسلم عليه بالخلافة ثم قال إني رجل من نسل رجل من حواري عيسى بن مريم وكان
من أفضل حواريه الاثنا عشر وأحبهم وآثرهم عنده وإليه أوصى عيسى بن مريم وأعطاه كتبه
وعلمه حكمته، فلم يزل أهل بيته على دينه مستمسكين عليه فسلم ولم يبدل ولم يزد ولا
ينقص: وتلك الكتب عندي إملاء عيسى وخط الأنبياء، فيه كل شيء ويفعل الناس ملك ملك
وكم يملك وكم يكون في زمان كل ملك منهم، ثم إن الله تعالى يبعث من العرب من ولد
إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من أرض تهامة من قرية يقال لها مكة نبي يقال له أحمد
له اثنا عشر اسما وذكر مبعثه ومولده ومهاجرته ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه وكم
يعيش وما يلقى أمته من بعده من الفرقة والاختلاف وفيه تسمية كل إمام هدى وكل إمام
ضلال إلى أن ينزل المسيح من السماء وفي ذلك الكتاب أربعة عشر رجلا من ولد إسماعيل
بن إبراهيم خليل الله من خلق ولي من والاهم وعدو من عاداهم فمن أطاعهم فقد أطاع
الله ومن أطاع الله فقد اهتدى واعتصم طاعتهم لله رضي ومعصيتهم معصيته مكتوبين
بأسمائهم ونسبهم ونعوتهم وكم يعيش كل واحد منهم بعد واحد وكم رجل يستر بدينه ويكتمه
من قومه ومن يظهره منهم ومن يملك وينقاد له الناس حتى ينزل عيسى على آخرهم فيصلي
عيسى خلفه في الصف، أولهم أفضلهم وآخرهم له مثل، فطوبى لمن اقتدى بهم، أولهم أحمد
بقول الله، واسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ويس وطه ون والفاتح والخاتم
والحاشر والعاقب والسائح والعابد وهو نبي الله وخليل الله أكرم خلق الله وأحبهم إلى
الله، لم يخلق الله ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا آدم ومن سواه خيرا عند الله ولا أحب
إلى الله منه، يعقده الله يوم القيامة بين يديه ويشفعه في كل من يشفع، وباسمه جرى
القلم في اللوح المحفوظ في أم الكتاب يذكره محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
صاحب اللواء يوم القيامة يوم الحشر الأكبر، وأخوه
ص 98
ووصيه ووزيره وخليفته في أمته وأحب خلق الله إليه بعده علي بن أبي طالب ابن عمه
لأبيه وأمه وولي كل مؤمن ومؤمنة بعده، ثم أحد عشر رجلا من بعده من ولد محمد صلى
الله عليه وآله وسلم من ابنته فاطمة عليها السلام أول من ولدهم مثل ابني هارون شبر
وشبير وتسعة من ولدهم أصغرهم واحدا بعد واحد آخرهم الذي يأم بعيسى بن مريم خلفه،
وفيه تسمية من يظهر منهم ثم يملأ الأرض عدلا وقسطا ويملؤن ما بين المشرق إلى المغرب
حتى يظهرهم الله على أهل الأديان كلها، فلما بعث هذا النبي آمن به وصدقه وكان شيخا
كبيرا فمات وقال لي: إن خليفة محمد الذي في هذا الكتاب بعينه سيمر بك إذا مضى أئمة
من أهل الضلالة والدعاة إلى النار وهم عندي مسمون بأسمائهم وقبايلهم وهم فلان وفلان
وكم يملك كل واحد منهم، فإذا جاء بعدهم الذي كان له الحق عليهم فأخرج إليه وبايعه
وقاتل معه، فإن للجهاد معه مثل الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله، الموالي له
كالموالي لله والمعادي له كالمعادي لله، يا أمير المؤمنين مد يدك حتى أبايعك فإني
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده
ورسوله وأنك خليفته في أمته وشاهده على خلقه وخليفته على عباده وأن الإسلام دين
الله، وإني أبرء إلى الله من كل من خالف دين الإسلام دين عيسى بن مريم ومن كان قبله
من الأنبياء والرسل الذين دان لهم من مضى من آبائي، وإني أتولى وليك وأبرء من عدوك
وأتوالى الأئمة الإحدى عشر من ولدك وأبرء من عدوك وعدوهم وممن خالفهم وممن ظلمهم
وجحد حقهم من الأولين والآخرين، فعند ذلك ناوله يده عليه السلام وبايعه فقال: أرني
كتابك فناوله إياه، فقال لرجل من أصحابه: قم مع هذا الرجل فانظره ترجمانا يفهم
كلامه فينسخه لك بالعربية مفسرا فأتى به مكتوبا بالعربية، فلما أن أتوا، به قال
عليه السلام لولده الحسن عليه السلام ائتني بذلك الكتاب الذي دفعته إليك، قال:
اقرئه وانظر أنت يا فلان الذي يستجهل في هذا الكتاب فإنه خطي بيدى
ص 99
املاه رسول الله صلى الله عليه وآله علي فما خالف حرفا فأما فيه تأخير ولا تقديم
كأنه إملاء واحد على واحد فعند ذلك حمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي جعل
ذكري عنده وعند أوليائه وعند رسله ولم يجعله عند أولياء الشيطان وحزبه، قال: ففرح
بذلك من حضر من شيعته من المؤمنين، وساء ذلك كثيرا ممن كان حوله حتى ظهر في وجوههم
وألوانهم ومنهم الحافظ نصر بن مزاحم في كتاب الصفين (ص 80) قال: حدثني مسلم الملائي
عن حبة عن علي قال لما نزل علي الرقة بمكان يقال له بليخ على جانب الفرات فنزل راهب
من صومعته فقال لعلي إن عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا كتبه عيسى بن مريم أعرضه
عليك؟ قال علي: نعم فما هو قال الراهب بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى
وسطر فيما سطر إنه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على
سبيل الله لا فظ ولا غليظ ولا صحاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو
ويصفح، وأمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشر وعلى كل صعود وهبوط وألسنتهم
بالتكبير والتهليل والتسبيح، وينصره الله على من عاداه، واختلفت أمته من بعده ما
شاء الله فيمر رجل وصيه وصالح أمته على شاطئ الفرات يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر
ويقضي بالحق والدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح والموت أهون عنده من
شرب الماء على الظمآن، يخاف الله في السر والعلانية وينصح الأمة ولا تأخذه في الله
لومة لائم، فمن أدرك ذلك النبي من أهل البلاد فآمن به كان صوابه رضواني والجنة، ومن
ذلك العبد الصالح فلينصره، فإن القتل معه شهادة، ثم أسلم الراهب ثم قال: أنا مصاحبك
ما أفارقك حتى يصيبني ما أصابك، فبكى علي كرم الله وجهه ثم قال: الحمد لله الذي لم
أكن عنده منسيا، الحمد لله الذي ذكرني عند نبيه وكتب شأني في كتب الأبرار، فمضى
الراهب معه فكان يتغدى مع أمير المؤمنين ويتعشى حتى أصيب في يوم صفين، فلما خرج
الناس يدفنون قتلاهم قال أمير المؤمنين: اطلبوه
ص 100
فلما وجدوه صلى عليه ودفنه وقال: هذا منا أهل البيت، واستغفر له مرارا، وروى هذا
الخبر نصر بن مزاحم أيضا في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن مسلم الأعور عن حبة العربي،
ورواه أيضا إبراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الإسناد في كتاب صفين.
الحديث مكمل
المأة: علي أول من يدعى يوم القيامة بعد النبي وأول من يكسى فيه من بعده
وأول من يروى فيه بعده ويدعى فيه لكل خير يدعى له النبي 
ما رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي المتوفى 807 في (مجمع
الزوائد) (ج 9 ص 135 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن علي بن أبي طالب قال: قال
لي رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا ترضى إذا جمع الله النبيين في صعيد واحد حفاة
عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش، فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم
يقوم عن يمين العرش ثم يفجر شعب من الجنة إلى حوضي وحوضي أبعد مما بين بصراء وصنعاء
فيه عدد نجوم السماء أقداح من فضة فأشرب وأتوضأ وأكسي ثوبين أبيضين ثم أقوم عن يمين
العرش ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين فتقوم معي ولا أدعى إلى خير إلا
دعيت له رواه الطبراني في الأوسط.
ص 101
ومنهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير
بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في در بحر المناقب (ص 65 مخطوط) روى بالإسناد
يرفعه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مجمع
الزوائد ومنهم الحافظ الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
الدمشقي المتوفى سنة 748 في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 394 ط القاهرة) قال: إسماعيل
بن صبيح: أنبأنا سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم وهو أخو عبد الغفار عن
أبان بن تغلب عن عمران بن مقسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل
عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا ترضى يا علي إذا جمع الله
الناس في صعيد واحدا أن أقوم عن يمين العرش وأنت عن يميني وتكسى ثوبين أبيضين فلا
ادعي بخير إلا دعيت.
الحديث الحادي والمأة: إخراج النبي عند المباهلة عليا وفاطمة
والحسنين هم أهله ودمه ونفسه هم من النبي والنبي منهم 
ما رواه القوم منهم
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 52
ط إسلامبول) قال: عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين أن الحسن بن علي
عليهم السلام
ص 102
قال في خطبته: قال الله لجدي صلى الله عليه وآله حين جحده كفرة أهل نجران وحاجوه:
فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل
لعنة الله على الكاذبين، فأخرج جدي صلى الله عليه وآله معه من الأنفس أبي ومن
البنين أنا وأخي الحسين، ومن النساء فاطمة أمي، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن
منه وهو منا ومنهم العلامة المولوي السيد أبو محمد الحسيني البصري المتوفى في القرن
الرابع عشر في كتابه انتهاء الأفهام (ص 199 ط نول كشور) روى الحديث بعين ما
تقدم عن ينابيع المودة
الحديث الثاني والمأة: طوبى لمن أحب عليا ع, محبو
علي معروفون في السماء, صفات محبي علي 
ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ
إبراهيم بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد السمطين (ص 205
مخطوط) قال: عن السيد السند النقاب النقيب الأطهر الأزهر الأفضل الأكمل الحسيب
النسيب شرف العترة الممجدة الطاهرة غرة جبين غرة الطهارة والأسرة العلوية الزاهرة
الذي شرفني بمؤاخاته في الله فافتخر بآخائه وأعدها ذخرا ليوم العرض على الله تعالى
ولقائه جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني الحلي الجلي شريف أخلاقه من
كل ما يتطرق إليها به دام وعاب الحلي أنوار فضائله وآثار بركاته التي تتحلى بها
الزمان وميامنها بتخلي غيوم الحلي وتنحاب أفاض الله تعالى عليه وعلى سلفه سحائب
لطفه ورضوانه وأسكنه وذريته الكريمة واسع فضله غرف جنانه قرائة عليه وأنا أسمع
بداره بمحلة عجلان بالحلة السيفية
ص 103
المزيدية يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستمأة قال: أنبأنا الشيخ
نجيب الدين محمد بن أبي غالب عن أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعره عن نجم الدين
عبد الله بن جعفر الدورستي وعاش مأة وثمان عشرة سنة عن عماد الدين أبي جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي كانت وفاته رحمة الله عليه رحمة واسعة سنة
إحدى وثمانين وثلاث مأة قال نبأنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنبأنا
أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصفهاني نبأنا علي بن عبد الله الاسكندراني
نبأنا أبو علي بن أحمد بن علي بن المهدي الرقي نبأنا أبي نبأ علي بن موسى الرضا
عليهما التحية والثناء حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد صلوات الله
عليهما عن أبيه محمد بن علي عليهما السلام عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام عن
أبيه الحسين بن علي صلوات الله عليهما عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل
لمن أبغضك وكذب بك يا علي محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى
وما بين ذلك هم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عز وجل خاشعة أبصارهم
وجلة قلوبهم لذكر الله وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكنة
تحننا عليك وعلى الأئمة من ولدك يدينون الله أمرهم به وأولوا الأمر في كتابه وجائهم
به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به وأولوا الأمر منهم ومتواصلون غير
متقاطعين متحابون غير متباغضين إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر
للمذنب منهم وتشهد حضرته وتستشهد لفقده إلى يوم القيامة.
ص 104
الحديث الثالث والمأة: من أراد أن يحيى حياة النبي ويموت مماته فليتول عليا وذريته
الطاهرين هم أئمة الهدى بعد النبي هم مصابيح الدجى بعد النبي ولن
يخرجوا من هدى إلى ضلالة 
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أخطب خطباء
خوارزم صدر الأئمة أبو المؤيد موفق بن أحمد المتوفى سنة 568 في كتابه المناقب
(ص 44 ط تبريز): وأخبرنا الإمام الأجل أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمد بن أحمد المكي
أخبرني الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي إجازة حدثني السيد الإمام الأجل
المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أخبرني أبو طاهر محمد بن علي بن محمد
بن يوسف الواعظ العلاف أخبرني أبو جعفر محمد بن حماد المعروف بابن الميسم أخبرني
أبو محمد القسم ابن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
حدثني أبو جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه
الحسين بن علي الشهيد قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحب أن
يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب عليه
السلام وذريته وأهل بيته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدي فإنهم لن
يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة . ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي
الحسيني الحنفي الترمذي المتوفى بعد سنة 1025 في المناقب المرتضوية (س 98 ط
بمبئي) روى الحديث عن خلاصة المناقب بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي
ص 105
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة
(ص 127 ط إسلامبول): روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي
الحديث الرابع
والمأة: من أراد أن يحيى حياة النبي ويموت مماته فليتول عليا من أراد أن يتمسك
بالقصبة الياقوتة فليتول عليا 
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو
نعيم المتوفى سنة 430 في حلية الأولياء (ج 1 ص 86 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا
فهد بن إبراهيم بن فهد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن
الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره أن
يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها
كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب. ورواه شريك أيضا عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت
عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم. ورواه السدي عن زيد بن أرقم. ورواه ابن عباس. وقال
في (ج 4 ص 174 ط السعادة بمصر): حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد قال ثنا زكريا الغلابي
قال ثنا بشر بن مهران قال ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان
بعين ما تقدم، لكنه أسقط كلمة: بيده
ص 106
ومنهم الحافظ الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي
المتوفى سنة 748 في كتابه ميزان الاعتدال (ج 1 ص 151 طبع القاهرة): حدثنا ابن
شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقضيب الياقوت فليتول علي بن أبي طالب من
بعدي. ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 825 في
لسان الميزان (ج 2 ص 34 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن ميزان
الاعتدال ومنهم العلامة الشيخ عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031 في الكواكب
الدرية (ج 1 ص 44) روى الحديث بعين ما تقدم عن حيلة الأولياء ومنهم العلامة
الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي المتوفى في القرن الثانى عشر في مفتاح النجا
(ص 60 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن حلية الأولياء
الحديث الخامس والمأة:
من أحب أن يحيى حياة النبي ويموت مماته فليتول عليا من أراد أن يسكن جنة الخلد
فليتول عليا على لم يخرج عن هدى ولم يدخل في ضلالة 
ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم الحافظ محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 في منتخب
ص 107
ذيل المذيل (ص 83 ط الاستقامة بمصر) حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري قال
حدثنا أحمد بن اشكاب قال حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي عن عمار بن رزيق الضبي عن أبي
إسحاق الهمداني عن زياد بن مطرف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من أحب
أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي قضبانا من قضبانها غرسها في
جنة الخلد فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده فإنهم لن يخرجوهم من
باب هدى ولن يدخلوهم في باب ضلالة ومنهم الحاكم أبو عبد الله النيشابوري المتوفى
سنة 405 في المستدرك (ج 3 ص 128 ط حيدر آباد الدكن) حدثنا بكر بن محمد الصيرفي
بمرو، ثنا إسحاق، ثنا القاسم بن أبي شيبة، ثنا يحيى ابن يعلى الأسلمي، ثنا عمار بن
رزيق عن أبي إسحاق عن زياد بن مطرف عن زيد ابن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة الخلد التي
وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة. هذا
حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني
المتوفى سنة 430 في حلية الأولياء قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا إبراهيم ابن الحسن التغلبي قال ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي
قال ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنة الخلد التي
وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة وحدث
به أبو حاتم الرازي، عن أبي بكر الأعين عن يحيى الحماني عن يحيى
ص 108
ابن يعلى وحدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم قال أنا الوليد بن أبان قال أنا أبو حاتم
به. وفي (ج 4 ص 174، الطبع المذكور) روى الحديث الأول بالإسناد الأول فقط ومنهم
العلامة الشيخ عز الدين أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني الشهير بابن أبي
المعتزلي المتوفى سنة 955 في شرح النهج (ج 2 ص 449 ط مصر) قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقضيب من الياقوتة
التي خلقها الله تعالى بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتمسك بولاء علي بن أبي طالب
عليه السلام ذكره أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء. ورواه أبو عبد الله أحمد
بن حنبل في المسند وفي كتاب فضائل علي بن أبي طالب وحكاية لفظ أحمد رضي الله عنه من
أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن
أبي طالب عليه السلام. ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 في كتابه
الإصابة (ج 1 ص 541 ط مصطفى محمد بمصر) بن زياد مطرف - ذكره مطين والباوردي وابن
جرير وابن شاهين في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة فليتول عليا
وذريته من بعده. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني
المتوفى سنة 722 في فرائد السمطين مخطوط. قال: أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين
أبو الحسن علي بن أحمد الحسن المقري
ص 109
إجازة أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد الله أبو نعيم قال: أنبأنا سليمان بن أحمد
نبأنا سعيد بن علي الرازي نبأنا إبراهيم بن عيسى التنوخي عن زياد بن مطرف فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك وزاد بعد قوله وعدني ربي: إن ربي عز وجل غرس
قضبانها بيده. ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748 في تلخيص المستدرك
(المطبوع بذيل المستدرك ج 3 ص 128 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن
المستدرك ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي المتوفى سنة 807 في
مجمع الزوائد (ج 9 ص 108 ط مكتبة القدسي في القاهرة). روى الحديث عن زياد بن مطرف
عن زيد بن أرقم بعين ما تقدم عن فرائد السمطين ثم قال: رواه الطبراني. ومنهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي المتوفى سنة 975 في كنز العمال (ج 6 ص 155 ط
الأولى في حيدر آباد الدكن) روى من طريق الطبراني والحاكم وأبي نعيم عن زيد بن أرقم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة
الخلد التي وعدني ربي فإن ربي عز وجل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب،
فإنه لم يخرجكم من هدى ولم يدخلكم في ضلالة. ومنهم العلامة المذكور في منتخب كنز
العمال المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 32 ط القديم بمصر)
ص 110
روى الحديث بعين ما تقدم عن كنز العمال وفي (تلك الصفحة) أيضا من أحب أن يحيى
حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي قضبانا من قضبانها غرسه بيده وهي جنة
الخلد فليتول عليا وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب
ضلالة، مطير والبارودي وابن مندة عن زياد ابن مطرف. ومنهم العلامة الشيخ سليمان
البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 127 ط اسلامبول) وأخرج
أحمد في مسنده وأبو نعيم الحافظ في حليته عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويتمسك بالقضيبة الحمراء
الياقوتة التي غرسها الله تعالى بيده فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب ومنهم العلامة
الميرزا محمد بن رستم خان البدخشى المتوفى في القرن الثانى عشر في مفتاح النجا
(ص 59 مخطوط) روى الحديث عن الطبراني في الكبير والحاكم وأبي نعيم في فضائل
الصحابة بعين ما تقدم عن المستدرك قال: وأخرج ابن مندة والبارودي والحافظ أبو
جعفر عمر بن أحمد البغدادي المعروف بابن شاهين مثله.
الحديث السادس والمأة: من
والى عليا واقتدى بالأئمة من بعده فقد أحيى حياة النبي ويموت مماته ويسكن
الجنات علي والأئمة من بعده عترة النبي وخلقوا من طينته لا تنال شفاعة
النبي إلى من كذب بفضلهم 
ص 111
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو نعيم المتوفى سنة 430 في حلية
الأولياء (ج 1 ص 86 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن جعفر
بن عبد الرحيم ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ثنا عبد الرحمان بن عمران بن أبي
ليلى أخو محمد بن عمران ثنا يعقوب ابن موسى الهاشمي عن أبي داود عن إسماعيل بن أمية
عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره أن يحيى حياتي
ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد
بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم
من أمتي للقاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي. ومنهم العلامة عز الدين عبد
الحميد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني المتوفى سنة 955 في شرح نهج
البلاغة (ج 2 ص 450) روى الحديث عن أبي نعيم بعين ما تقدم عن حلية الأولياء
ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722
في كتابه فرائد السمطين مخطوط قال: أخبرني الخطيب نجم الدين عبد الله بن أبي
السعادات بن منصور بن أبي السعادات الناصري بقرائتي عليه ببغداد بجامع المنصور
أنبأنا الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب ابن عبد الله المارسناني سماعا عليه قال أنبأنا
أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا
قال أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الإصبهاني قال أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ قال حدثنا محمد بن المظفر، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن حلية الأولياء
سندا ومتنا
ص 112
ومنهم العلامة المولى علي المتقي الحنفي المتوفى سنة 970 في كنز العمال (ج 6 ص
217 ط حيدر آباد الدكن) روى عن الطبراني في المعجم الكبير بعين ما تقدم عن
حلية الأولياء لكنه ذكر بدل قوله بالأئمة من بعدي: بأهل بيتي من بعدي. ومنهم
العلامة المذكور في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 94 ط القديم
بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن كنز العمال ومنهم العلامة المحدث الحافظ
الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي المتوفى في القرن الثاني عشر في مفتاح النجا
(ص 60 مخطوط) قال: أخرج الطبراني في الكبير والرافعي عن ابن عباس فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن فرائد السمطين لكنه ذكر بدل قوله بالأئمة من بعدي: بأهل بيتي من
بعدي ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة
(ص 126 ط إسلامبول) روى الحديث عن الخوارزمي بعين ما تقدم عن فرائد السمطين
لكنه ذكر بدل قوله بالأئمة من بعدي: بالأئمة من ولده من بعده.
الحديث السابع والمأة:
من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله
فليوال عليا وليا ثم بالأئمة من ولده إنهم خلفاء النبي وأوصياؤه وسادات أمته
وقواد الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزب الله وحزب أعدائهم حزب الشيطان ج 7 
ص 113
ما رواه القوم: منهم العلامة القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص
445 إسلامبول): عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين،
فليوال عليا وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي
وحجج الله على خلقه من بعدي وسادات أمتي وقواد الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي،
وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان.
الحديث الثامن والمأة: مثل علي في
الأمة كمثل عيسى المسيح افتراق الأمة ثلاث فرق فرقة شيعة علي وهم المؤمنون
وفرقة أعدائه وهم الناكثون وفرقة غلوا فيه وهم المجاهدون الضالون علي
وشيعته في الجنة محبو شيعة علي في الجنة عدوه والغالي فيه في النار 
ما
رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568
في كتابه المناقب (ص 221) قال: وبهذا الإسناد أي الإسناد المتقدم في كتابه، من
الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان هذا حدثني أحمد بن محمد بن سليمان عن
يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن أذينة عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا
علي مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم افترق قومه ثلاث فرق فرقة مؤمنون وهم
الحواريون وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا من الإيمان، وإن أمتي
ستفرق
ص 114
فيك ثلاث فرقة فرقة شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة أعداؤك وهم الناكثون، وفرقة غلوا فيك
وهم الجاهدون والضالون فأنت يا علي وشيعتك في الجنة ومحبو شيعتك في الجنة وعدوك
والغالي فيك في النار. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة
1293 في ينابيع المودة (ص 109 ط إسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب
الخوارزمي سندا ومتنا
الحديث التاسع والمأة: إهداء النبي لفاطمة لوحا من عند
الله فيه اسم علي وسائر الأوصياء من ولد فاطمة وفيه ما نبي إلا وجعلت له
وصيا وفيه فضلتك على جميع الأنبياء ووصيك على جميع الأوصياء وفيه الحسن
معدن علم الله وفيه الحسين حجة الله وفيه بعترة الحسين أثيب وأعاقب وإن
أولهم علي زين العابدين هم مع القرآن والقرآن معهم 
ما رواه القوم: منهم
العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن
حسنويه في كتابه در بحر المناقب (ص 33 مخطوط) وفي اللوح المحفوظ الذي نزل به
جبرئيل عليه السلام فيه ما ينفع المستبصرين وهو محذوف الأسانيد يرفع إلى جابر بن
عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: قال أبو بصير عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد الصادق عن محمد بن علي الباقر قال لجابر: لي إليك حاجة، فقال: أي الأوقات يا
مولاي، فخلا به أبو جعفر وقال له يا جابر أخبرني من اللوح الذي رأيته في يد فاطمة
عليها السلام وما أخبرتك به في اللوح مكتوبا:
ص 115
قال جابر أشهد الله إني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حال حياة رسول الله صلى
الله عليه وآله أهنيها بولادة الحسين رضي الله عنه فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت
أنه زمرد ورأيته مكتوبا بالنور الأبيض فقلت بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا
اللوح؟ فقالت: هذا أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه اسم أبي واسمي
واسم بعلي وأسماء ولدي ذكر الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليبشرني به، فقلت لها
أريني إياه يا بنت رسول الله، قال فأعطانيه فقرأته ونسخته، فقال أبو جعفر يا جابر
هل لك أن تعرضه علي؟ فقال: نعم يا ابن رسول الله فأنت أحق به مني، قال أبو جعفر
فسعينا إلى منزل جابر رضي الله عنه فأحضر لي صحيفة من رق فيها ما صورته: بسم الله
الرحمن الرحيم هذا كتاب من عند الله العزيز الحكيم لمحمد صلى الله عليه وآله نوره
ونبيه وسفيره وحجابه ودليله ونزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد
أسمائي وأشكر نعمائي ولا تجحد آلاي، أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو
خاف غير عدلي عذبته عذابا شديدا لا أعذبه أحدا من خلقي، فإياي فاعبد وعلي فتوكل
وإني لم أبعث نبيا وكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وأني فضلتك على
الأنبياء، وفضلت وليك على الأوصياء وأكرمته بسبيلك وسبطيك بعده وسبطيك حسنا وحسينا
وجعلت حسنا معدن علمي وجعلت حسينا حجتي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة وهو
أفضل خلقي وأرفع الشهداء عندي درجة جعلت كلمتي التامة وحجتي البالغة عنده بعترته
(أي الحسين) أثيب وأعاقب أولهم علي زين العابدين وزين أولياء الماضين عليهم صلواتي
أجمعين فهم حبلي الممدود، الكتاب معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا الحوض عند
رسولي في اليوم الموعود وذلك يوم مشهود.
ص 116
الحديث العاشر والمأة: إن الله زوج فاطمة من علي نزول الملائكة من السماء في
تزويج علي إن الله اختار من الرجال عليا علي أحد أربعة لا يركب يوم القيامة
غيرهم ويركب علي ناقة موصوفة بما ذكر في الحديث تعجب الملائكة من مقام علي
ذهاب غضب النبي كلما نظر إلى وجه علي أوحى الله إلى النبي أني رضيت بعلي
وليا 
ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد
الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680 في كتابه در بحر المناقب مخطوط
قال: عن ابن عباس يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: كنت واقفا بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وآله أسكب الماء على يديه إذ دخلت فاطمة عليها السلام وهي
تبكي، فوضع النبي عليه السلام يده على رأسها وهي يقطر الماء منها، وقال ما يبكيك لا
أبكى الله عينك يا حورية؟ قالت: مررت على ملأ من قريش وهن مخضبات فلما نظرن إلي
وقعوا في وفي ابن عمي، فقال: ما سمعت منهن؟ قالت: قلن: كان قد عز على محمد صلى الله
عليه وآله أن يزوج ابنته برجل فقير من قريش وأقلهم مالا، فقال لها: والله يا بنية
ما زوجتك ولكن الله تعالى زوجك من علي وكان بدء ذلك إنه خطبك فلان وفلان فعند ذلك
جعلت أمرك إلى الله عز وجل وأمسكت عن الناس إذ صليت يوم الجمعة صلاة الفجر فسمعت
حفيف الملئكة ينزلون من بياض الدنيا وإذا بحبيبي جبرئيل عليه السلام، ومعه سبعون
ألف صف من الملئكة متوجين مقرطين مدملجين، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي
يا جبرئيل؟ فقال: يا محمد إن الله عز وجل
ص 117
اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها من الرجال عليا ومن النساء فاطمة عليها السلام،
فرفعت رأسها فتبسمت بعد بكائها فقالت: رضيت بالله ورسوله، فقال عليه السلام: يا
فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: بلى، قال: لا يرد على الله عز وجل ركبانا أكرم
منا أربعة أخي صالح على ناقته وعمي حمزة على ناقتي العضباء وأنا على البراق وبعلك
علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، فقالت لي من أي شيء خلقت الناقة؟ قال: ناقة
خلقت من نور الله تعالى مدلجة الجبين صفراء حمرا الرأس سوداء الحدقتين قوايمها من
الذهب خطامها من اللؤلؤ ظاهرها من رحمة الله وباطنها من عفو الله عز وجل تلك الناقة
من نوق الله يمضي الفارس الخف ثلاثة أيام لها سبعون ركنا بين الركن والركن سبعين
ألف ملك يسبحون الله بألوان التسبيح، خطوة الناقة على ميل تلحق ولا تلحق لا يمر
بملاء من الملائكة إلا قالوا من هذا العبد ما أكرمه على الله تعالى أتراه نبي مرسل
أو ملك مقرب أو حامل عرش أو حامل كرسي؟ فيقول: لست بحامل عرش ولا حامل كرسي ولا نبي
أنا علي بن أبي طالب، فيبدون رجلا رجلا فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون، حدثونا
فلم نصدق ونصحونا فلم نقبل، فالذين يحبونه تعلقوا بالعروة الوثقى في الدنيا كذلك
نجوا في الآخرة، يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: زدني يا أبتاه، قال: علي
أكرم على الله من هارون لأن هارون أغضب موسى عليه السلام والذي بعث أبيك بالحق نبيا
ما غضبت يوما قط ونظرت في وجه علي إلا ذهب الغضب، يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة؟
قالت: زدني يا نبي الله، قال: هبط علي جبرئيل عليه السلام وهو يقول: اقرء علي مني
السلام، فقالت: رضيت بالله ربا وبك يا أبتي نبيا وابن عمي بعلا ووليا.
ص 118
الحديث الحادي عشر والمأة: اختصاص علي بثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه
الأمة 
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر
الهيتمي المتوفى 807 في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 120 ط مكتبة القدسي بالقاهرة) قال:
وعن ابن عباس قال: كانت لعلي ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة ، رواه
الطبراني في الأوسط. ومنهم العلامة السيوطي المتوفى سنة 911 في تاريخ الخلفاء
(ص 66 طبع الميمنية بمصر): روى الحديث عن الطبراني في الأوسط بعين ما تقدم عن
مجمع الزوائد ومنهم العلامة عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031 في كتابه
الكواكب الدرية (ج 1 ص 39 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن مجمع الزوائد
ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المتوفى سنة 1206 في كتابه إسعاف الراغبين (ص
180 المطبوع بهامش نور الأبصار بمصر) روى الحديث عن الطبراني بعين ما تقدم عن
مجمع الزوائد ومنهم العلامة المحدث الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي المتوفى في
القرن الثاني عشر في مفتاح النجا (ص 43 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن
مجمع الزوائد
الحديث الثاني عشر والمأة: قول عمر إن لأصحاب محمد (ص) ثماني عشر
منقبة اختص علي بثلاثة عشر منها 
ص 119
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خطباء
خوارزم المتوفى 568 في (المناقب ص 231 ط تبريز) قال: وأخبرني تاج الدين أفضل الحفاظ
محمد بن سمان بن يوسف الهمداني فيما كتب إلي من همدان حدثني الجليل السيد أبو سعد
شجاع بن المظفر بن شجاع العدل في ذي الحجة سنة 494 أخبرني الشيخ الإمام أبو بكر
أحمد بن علي بن بلال رض حدثني محمد بن مسرور العطار حدثني يحيى بن عبيد الله بن
هامان (خ ماهان) حدثني حبدل بن الفرج حدثني محمود بن عمر المازني عن عباد الكلبي عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال عمر بن الخطاب كانت في أصحاب
محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثماني عشر سابقة خص علي منها بثلاثة عشر وشركنا في
الخمس. وفي ص 59 بهذا الإسناد (أي الإسناد المذكور) عن أبي سعد هذا قال أخبرني أبو
القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز الحضرمي بقرائتي عليه حدثني عبد الباقي بن قانع
بن مرزوق القاضي حدثني ابن أبي شيبة حدثني جندل بن والق حدثني محمد بن عمر المازني
عن عياز الكلبي فذكر الحديث بعين ما تقدم عنه أولا ومنهم العلامة المذكور في مقتل
الحسين (ص 45 ط الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عن المناقب ثانيا سندا ومتنا.
ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في نظم
درر السمطين (ص 129 ط مطبعة القضاء) روى الحديث بعين ما تقدم عن المناقب
ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722
في فرائد السمطين مخطوط قال: أخبرني شيخنا أبو عمرو بن الموفق والأمير الفاضل
الموفق بن محمد بن الموفق الأذكانيان والشيخ علي بن محمد بن أحمد الثعلبي يعرف بابن
الحبولي الدمشقي إجازة
ص 120
قالوا: أخبرنا الشيخة زينب بنت أبي القاسم الشعري الجرجاني بروايتها عن العلامة جار
الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري رحمه الله قال: أنا الأستاد الأمين أبو
الحسن علي بن مروك الرازي أنبأ الحافظ أبو سعيد إسماعيل الحسين السمان الرازي أنا
أبو القاسم علي بن محمد البزاز بقرائتي عليه ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا ابن أبي
شيبة ثنا جدل بن والق ثنا محمد بن عمر المازني فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
المناقب سندا ومتنا إلا أنه ذكر الباء بدل كلمة في في قوله: كانت في أصحاب
محمد ومنهم الحافظ عبد الرحمن جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في تاريخ
الخلفاء (ص 172 ط السعادة بمصر) روى الحديث عن الطبراني في الأوسط بعين ما
تقدم عن فرائد السمطين ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى
سنة 973 في الصواعق المحرقة (ص 76 ط الميمنية) روى الحديث عن الطبراني بعين ما
تقدم عن فرائد السمطين
الحديث الثالث عشر والمأة اختصاص علي بمأة منقبة
ومشاركته مع الصحابة في مناقبهم 
ما رواه القوم: منهم العلامة الحافظ عماد الدين
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة 774 في البداية والنهاية
(ج 8 ص 12 حيدر آباد الدكن) قال عبد الرزاق أنا ابن التيمي فقال سمعت أبي يقول: فضل
علي بن أبي طالب بمأة منقبة وشاركهم في مناقبهم
الحديث الرابع عشر والمأة: فضل علي
على جميع الصحابة بتسعين مرتبة 
منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي
الترمذي في كتابه
ص 121
المناقب المرتضوية (ص 98 ط بمبئي) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فضل علي
بن أبي طالب على جميع الصحابة تسعين مرتبة
الحديث الخامس عشر والمأة: لو عمل أحد
عمل سبعين نبيا لم يدخل الجنة إلا بحب علي إن لله حقا لا يعلمه إلا النبي وعلي
وللنبي حقا لا يعلمه إلا الله وعلي ولعلي حقا لا يعلمه إلا الله والنبي

ما رواه القوم: منهم الحافظ محمد بن أبو الفوارس في كتابه الأربعين (ص 24 -
المخطوط) قال: الحديث السابع عشر - بحذف الإسناد عن أبي هريرة قال: مر علي بن أبي
طالب عليه السلام بنفر من قريش في المسجد فتغامزوا عليه فدخل على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وشكاهم إليه فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضبان فقال:
يا أيها الناس ما لكم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم أشرقت وجوهكم وطابت نفوسكم وإذا
ذكر محمد وآل محمد قست قلوبكم وعبست وجوهكم والذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين
نبيا من أعمال البر ما دخل الجنة حتى يحب هذا وولده وأشار إلى علي عليه السلام ثم
قال: إن لله حقا لا يعلمه إلا الله وأنا وعلي، وإن لي حقا لا يعلمه إلا الله وعليا
وإن لعلي حقا لا يعلمه إلا الله وأنا. ومنهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال
الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في در بحر
المناقب (ص 117 مخطوط) روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن الأربعين (ص
24 مخطوط) إلا أنه ذكر بدل قوله حتى يحب هذا وولده وأشار إلى علي: حتى يحب هذا أخي
عليا.
ص 122
الحديث السادس عشر والمأة: كلام أحمد بن حنبل: ما جاء من أصحاب رسول الله من
الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب 
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحاكم
أبو عبد الله النيشابوري المتوفى سنة 405 في المستدرك (ج 3 ص 107 حيدر آباد
الدكن) سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجزاحي وأبا الحسين محمد بن المظفر
الحافظ يقولان: سمعنا أبا محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي
يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ومنهم الثعلبي المتوفى سنة
427 وقيل في تفسيره (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص 112) وسمعت أبا منصور
الخمساوي يقول: سمعت محمد بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا الحسن علي بن الحسين يقول:
سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ما جاء لعلي
بن أبي طالب من الفضائل مثله، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في تفسير
قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله، الآية ومن صحيح النسائي عن ابن سلام قال: أتيت
النبي صلى الله عليه وآله الحديث بتفاوت ما. ومنهم العلامة ابن عبد البر المتوفى
463 في الاستيعاب (ج 2 ص 466 ط حيدر آباد الدكن) حيث قال:
ص 123
وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي: لم يرو في فضائل أحد من الصحابة
بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب وكذلك أحمد بن شعيب بن علي
النسائي. ومنهم العلامة أخطب خطباء خوارزم صدر الأئمة الحافظ أبو المؤيد الموفق بن
أحمد المتوفى سنة 568 في كتابه المناقب (ص 19 ط تبريز) أخبرني به الشيخ الإمام
الزاهد فخر الأئمة أبو الفضل بن عبد الرحمان الحفربندي الخوارزمي جزاه الله خيرا في
إجازة قال: أخبرني الشيخ الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي قال: حدثني أبو
القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عبدان العطار وإسماعيل بن أبي نصر عن عبد الرحمان
الصابوني وأحمد بن الحسين البيهقي قالوا جميعا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ يقول
سمعت القاضي الإمام أبا الحسن علي بن الحسن وأبا الحسن محمد بن المفطر أبا مطر خ
ل الحافظ يقولان: سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور
الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام. ومنهم العلامة القاضي
أبو الحسن محمد بن الحسين أبو يعلى الحنبلي الفراء الشهيد سنة 516 في كتابه طبقات
الحنابلة (ج 1 ص 319 طبع القاهرة) وأنبأنا أبو الحسين بن الابنوسي قال أخبرنا عمر
بن إبراهيم الكتاني قال حدثنا أبو الحسين بن عمر بن الحسن القاضي الاشناني حدثنا
إسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل
يقول: ما روي لأحد من الفضائل أكثر مما روي لعلي بن أبي طالب. ومنهم العلامة ابن
الأثير الجزري المتوفى سنة 630 في الكامل (ص 200 ط المنيرية بمصر)
ص 124
روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي المتوفى سنة
658 في كفاية الطالب (ص 125 ط الغري) أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن
الشافعي، أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن الإمام عبد الكريم. أخبرنا الإمام الحافظ
على التحقيق أحمد بن الحسين البيهقي قال: سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول: فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي سندا ومتنا. ومنهم العلامة محب الدين
الطبري المتوفى سنة 494 في رياض النضرة (ج 2 ص 212 ط بمصر) قال: أحمد بن حنبل
والقاضي إسماعيل بن إسحاق: لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي
في فضائل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. ومنهم الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد
الذهبي المتوفى سنة 748 في تلخيص المستدرك المطبوع بذيل المستدرك (ج 3 ص 107 ط
حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة إبراهيم
بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد السمطين
(مخطوط) قال: أخبرني الشيخ مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن حسين بن عبد الكريم
الكرجي رحمه الله بقرائتي عليه بقزوين في داره بروايته عن رضي الدين المؤيد ابن
محمد بن علي المقري كتابة قال: أنا جدي لأمي أبو العباس محمد العباس العصاري الطوسي
المعروف بعباسة سماعا، أنا القاضي أبو سعيد محمد بن النوقاني الفرحزادي قال: أنا
الإمام أبو إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم النبطي رحمه الله قال: سمعت أبا منصور
الحمسادي يقول: سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول: أبا الحسن
ص 125
علي بن الحسن فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة جمال الدين
محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في نظم درر السمطين (ص 80 ط مطبعة
القضاء) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن
علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 في تهذيب التهذيب (ح 7 ص 339 ط حيدر آباد
الدكن) وقد روى عن أحمد بن حنبل أنه قال: لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل ما روي
لعلي، وكذا قال النسائي وغير واحد وفي هذا كفاية. ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني
المتوفى سنة 852 في فتح الباري في شرح البخاري (ج 7 ص 57 ط مصر) قال أحمد
وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة
بالأسانيد الجياد أكثر ما جاء في علي. ومنهم العلامة المذكور في الإصابة (ج 2 ص
501 مصطفى محمد بمصر) قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. ومنهم
العلامة السيوطي المتوفى سنة 911 في تاريخ الخلفاء (ص 65 ط الميمنية بمصر) روى
بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي
المتوفى سنة 974 في الصواعق المحرقة (ص 72 ط الميمنية بمصر) روى عن أحمد بعين
ما تقدم عن المستدرك وروى عن إسماعيل القاضي والنسائي وأبي علي النيشابوري أنهم
قالوا: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي. ومنهم
العلامة الشيخ علي بن إبراهيم برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة 1044 في
انسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية (ج 2 ص 207 ط القاهرة)
ص 126
روى بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المتوفى سنة
1206 في إسعاف الراغبين (ص 167، المطبوع بهامش نور الأبصار) قال إسماعيل القاضي
والنسائي وأبو علي النيشابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر
مما جاء في علي. ومنهم العلامة العارف المولوي السيد شاه تقي علي الكاظمي العلوي
الشهير بقلندر الهندي الحنفي الكاكوري المتوفى سنة 1280 في الروض الأزهر (ص 96
و102) روى عن أحمد بعين ما تقدم عن المستدرك وفي (ص 371، الطبع المذكور) (روى
عن إسماعيل القاضي والنسائي وأبي علي النيشابوري بعين ما تقدم عنهم في الصواعق
ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى
في القرن الثاني عشر في مفتاح النجا (ص 43 مخطوط) قال النسائي فذكر بعين ما
تقدم عن إسعاف الراغبين وأخرج الحاكم فذكر بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص
121 ط إسلامبول) روى عن موفق بن أحمد بسنده عن محمد بن منصور بعين ما تقدم عنه في
المناقب ثم قال: وفي المناقب عن أبي الطفيل قال: قال بعض الصحابة: لقد كان لعلي
ص 127
من السوابق ما لو قسمت سابقة فيها بين الناس لوسعتهم خيرا. وفي (ص 275، الطبع
المذكور) روى الحديث من طريق الثعلبي بعين ما تقدم عن المناقب ونقل العبارة
المتقدمة عن الصواعق ومنهم العلامة حسن بن المولوي أمان الله الدهلوي العظيم
آبادي الهندي المتوفى بعد سنة 1300 في تجهيز الجيش (ص 330 مخطوط) روى عن
الزرندي الشافعي عن أحمد بن حنبل بعين ما تقدم عن المستدرك ومنهم العلامة السيد
أحمد زيني دحلان الشافعي مفتي مكة المتوفى سنة 1304 في السيرة النبوية (المطبوع
بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 11 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك
ومنهم العلامة السيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر
في مقاصد الطالب (ص 10) قال: قال الإمام أحمد بن حنبل الشيباني: لم يرد لأحد من
الصحابة الأطواد ما ورد لعلي من التمجيد في السنة على رؤوس الأشهاد. ومنهم العلامة
المحدث المعاصر السيد أحمد بن محمد الصديق الحسني المغربي نزيل القاهرة من مشايخنا
في الرواية في فتح لعلي (ص 2 ط إسلامية بالقاهرة) قال: قال جمع من الحفاظ: إنه
لم يرد من الفضائل لأحد من الصحابة بالأسانيد الصحيحة الجياد ما ورد لعلي بن أبي
طالب.
الحديث السابع عشر والمأة حفظ سليمان عشرة آلاف حديث في فضايل علي 
ص 128
ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في
ينابيع المودة (ص 121 ط إسلامبول) أيضا أخرج موفق بن أحمد عن حرب بن عبد الحميد
قال حدثنا سليمان الأعمش بن مهران أن المنصور الدوانيقي العباسي حال خلافته قال يا
سليمان أخبرني كم من حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب؟ قلت يسيرا قال ويحك كم
تحفظ؟ قلت: عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلما قلت أو ألف حديث استقلها فقال: ويحك يا
سليمان عشرة آلاف كما قلت أولا.
الحديث الثامن عشر والمأة: قول ابن عباس إن مناقب علي وفضائله أقرب إلى ثلاثين ألف

ما رواه القوم: منهم الحافظ الگنجي الشافعي
المتوفى 658 في كفاية الطالب (ص 125 ط الغري) قال: وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم
بن يوسف بن بركة الكتبي بالموصل عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا
الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان
حدثنا علي بن محمد النخعي القاضي، حدثنا الحسين بن الحكم، حدثنا حسن بن الحسين عن
عيسى ابن عبد الله عن أبيه عن جده قال: قال رجل لابن عباس: سبحان الله ما أكثر
مناقب علي وفضائله، إني لأحسبها ثلاثة آلاف فقال ابن عباس (رض): أولا نقول: إنها
إلى ثلاثين ألفا أقرب، خرج هذا الأثر جماعة من الحفاظ في كتبهم. ومنهم العلامة
الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد
السمطين مخطوط - قال:
ص 129
أنبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن الحب بن عبد الله الخازن قال: أنبأني
العلامة برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي قال الإمام أخطب خوارزم أبو
المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي إجازة إن لم يكن سماعا. قال أنا الحسن بن
أحمد المغزلي أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن يعقوب بن مهرجان ثنا علي بن
محمد النخعي القاضي ثنا الحسين الحكم ثنا حسين بن الحسين عن عيسى بن عبد الرحمان عن
أبيه عن جده قال: قال رجل في ابن عباس: سبحان الله ما أكثر مناقب علي وفضائله إني
لا أحسبها ثلاثة آلاف فقال ابن عباس أن لا يقول إنها إلى ثلاثين ألفا أقرب. ومنهم
العلامة جمال الدين السيد عطاء الله بن فضل الله الحسيني الهروي المتوفى سنة 1000
في الأربعين حديثا (مخطوط) روى عن ابن عباس بعين ما تقدم عن كفاية الطالب
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة
(ص 121 ط إسلامبول) روى عن أحمد بعين ما تقدم عن كفاية الطالب إلا أنه عكس في
موضع كلمتي المناقب والفضائل.
الحديث التاسع عشر والمأة: فضائل علي لا يحصى كثرة
من ذكر فضيلة منها مقرا بها غفر له ومن كتبها يستغفر له الملائكة ومن
استعملها غفر له ذنوب السمع ومن نظر إلى كتابها غفر له ذنوب البصر النظر
إلى علي عبادة لا يقبل الإيمان إلا بولايته 
ما رواه القوم:
ص 130
منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم المتوفى سنة 568 في
كتابه المناقب (ص 2 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه)
عن ابن شاذان قال: حدثني أبو محمد بن الحسن بن أحمد المخلدي في كتابه عن الحسين بن
إسحاق عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمار عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى
كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن كتب
فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى
فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من
فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر، ثم قال: النظر إلى علي عبادة،
وذكره عبادة ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه. ومنهم
العلامة أبو عبد الله الگنجي الشافعي المتوفى سنة 658 في كفاية الطالب (ص 123 ط
الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي سندا ومتنا. ومنهم العلامة
الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في فرائد
السمطين (مخطوط) قال: أخبرنا الصدر الإمام العلامة نصير الدين أبو جعفر محمد بن
محمد بن الحسن بن أبي بكر المشهدي الطوسي رحمه الله إجازة قال: أنبأ خالي الإمام
المدل السعيد نور الدين علي بن أبي منصور الشعبي رحمه الله إجازة ح وأنبأني الشيخ
الإمام العدل تاج الدين أبو طالب علي بن عبيد الله الخازن البغدادي رحمه الله قالا:
أنبأنا الإمام
ص 131
برهان الدين أبو المظفر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي إجازة بروايته عن الإمام
ضياء الدين أخطب الخطباء أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي رحمه الله إجازة إن لم
يكن سماعا قال أنبأ الحافظ أبو العلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني وقاضي القضاة
نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي قالا: أنبأنا الشريف الإمام
الأجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي رحمه الله عن الإمام محمد
بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد
المخلدي من كتابه فذكر الحديث بعين ما تقدم عن كفاية الطالب سندا ومتنا.
ص 132
الأحاديث الواردة من طرق العامة فيما نص بها رسول الله صلى الله عليه وآله من مناقب
إمام المسلمين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. 
الباب الأول: في أن منزلة
علي من النبي صلى الله عليه وآله وسلم منزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعده
والأحاديث الدالة عليه على أقسام
القسم الأول حديث سعد بن أبي وقاص 
وهو على أنحاء
الحديث الأول ما رواه إبراهيم بن سعد 
روى عنه جماعة من أعلام القوم
ص 133
منهم المؤرخ الشهير عبد الملك بن هشام المتوفى 218 في السيرة (ج 2 ص 520 الحلبي
بمصر) قال: قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إبراهيم ابن
سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: ألا
ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ومنهم الحافظ
أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241 في المسند (ج 3 ص 56 ط الميمنية بمصر) قال. حدثنا
عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت
إبراهيم بن سعد يحدث عن سعد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى. ومنهم الحافظ المذكور في الفضائل مخطوط روى
الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عن المسند سندا ومتنا. وروى الحديث بالسند
المذكور عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون
من موسى غير أنه لا نبي بعدي. ومنهم العلامة أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية
البغدادي المتوفى سنة 245 في المحبر (ص 125) روى الحديث بعين ما تقدم عن
المسند ومنهم الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 253 وقيل سنة 256 في
صحيحه (ج 5 ص 19، ط الأميرية بمصر) قال: حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا
شعبة عن سعد قال: سمعت إبراهيم ابن سعد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المسند
سندا ومتنا. ومنهم الحافظ أبو داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود البصري
ص 134
المتوفى سنة 259 في كتابه المسند (ص 28 ح 205 ط حيدر آباد) قال: حدثنا أبو داود
قال: سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله قال
لعلي: ألا ترضى بأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. ومنهم الحافظ أبو حسين مسلم بن
الحجاج القشيري النيشابوري المتوفى سنة 261 في صحيحه (ج 2 ص 19 ط محمد علي صبيح
بمصر) قال: حدثنا - أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن
المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت
إبراهيم ابن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى. ومنهم الحافظ ابن ماجة القزويني المتوفى سنة 273 في
سنن المصطفى (ج 1 ص 55 ط التازية بمصر) حيث قال: حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد
بن جعفر، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المسند إلا أنه ذكر بدل كلمة أما، ألا.
ومنهم العلامة النسائي المتوفى سنة 303 في الخصائص (ص 15، ط التقدم بمصر): روى
الحديث بعين ما تقدم عن صحيح البخاري سندا ومتنا. وفي (ص 15، الطبع المذكور):
قال أخبرنا صفوان بن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا
ص 135
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن المنكدر قال سعيد بن المسيب: أخبرني
إبراهيم بن سعد أنه سمع أباه سعدا وقد ذكرناه في حديث سعيد بن المسيب عن سعد فراجع.
وفي (ص 16، الطبع المذكور): قال أخبرنا عبد الله بن سعد البغدادي، قال: حدثنا أبي
عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن طلحة بن زيد بن مكانة عن إبراهيم بن سعد بن أبي
وقاص عن أبيه سعد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي رضي الله عنه حين
خلفه في غزوة تبوك على أهله: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي؟ قال: أبو عبد الرحمن وقد روى هذا الحديث عن عامر بن سعد عن أبيه من غير
حديث سعيد بن المسيب. ومنهم الحافظ أبو نعيم المتوفى سنة 430 في حلية الأولياء
(ج 7 ص 194 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو
داود ح وحدثنا أبو بكر ابن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يعلى بن عباد وأبو
النضر قالوا: ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص
يحدث عن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي كرم الله وجهه: ألا ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. صحيح مشهور من حديث شعبة رواه غندر
والناس عنه. وفي (ج 7 ص 196، الطبع المذكور) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا سليمان بن أحمد،
ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا
أبو زكريا الحنائي، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي قالوا ثنا شعبة عن الحكم عن
مصعب عن سعد فذكر الحديث