الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج7)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

الباب الثاني في اختصاصه عليه السلام بكلمة سلوني قبل أن تفقدوني

لم يقل أحد من الصحابة سلوني إلا علي بن أبي طالب عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: منهم العلامة ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 1) قال: أجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء سلوني غير علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 175 ط مصر) روى كلام ابن عبد البر ثم قال: وروى شيخنا أبو جعفر الاسكافي في كتاب

ص 611

نقض العثمانية عن علي بن الجعد عن ابن شبرمة قال: ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر سلوني إلا علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي (ج 3 ص 217، الطبع المذكور) نقل كلام ابن عبد البر بعين ما تقدم عنه ومنهم العلامة جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 96 ط القضاء) روى قوله عليه السلام زاد: وفي رواية لا يقولها بعدي إلا كذاب أو مجنون (1) ومنهم الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في (جامع بيان العلم وفضله) (ص 58 ط الموسوعات بمصر) قال: عن سيد بن المسيب قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي

(هامش)

(1) وقال بعد ذلك قالها (أي سلوني قبل أن تفقدوني) رجل فجن وقال رجل آخر مثلها فسلط الله عليه الشيطان فخنقه فكان يضرب برأسه الجدار حتى مات قال بعد فرأيت دماغه في الجدار. ويروى أن رجلا آخر لما سمع عليا (رض) يقول ذلك فقام، فقال: أنا أقول كما قال هذا، قال: زيدين وهب فضرب به الأرض فجاء قومه فغشوه ثوبا فقيل لهم: هل كان هذا فيه قبل اليوم؟ قالوا: لا. وقال العلامة عبد الرؤوف المناوي الشافعي المتوفى سنة 1031 وقيل: 1035 في (شرح الجامع الصغير) (ص 442 مخطوط) قال: قال الزمخشري دخل قتادة الكوفة فالتف عليه الناس فقال: سلوني عما شئتم وكان أبو حنيفة حاضرا وهو غلام حدث فقال: سلوه عن نملة سليمان كان ذكرا أو أنثى فسألوه فأفحم فقال أبو حنيفة: كانت أنثى فقيل له: من أين عرفت؟ قال: من قوله تعالى: قالت نملة ولو كان ذكرا لقال: قال. (*)

ص 612

ابن أبي طالب. ومنهم الحافظ محمد بن سعد المشهور بابن سعد في (الطبقات الكبرى) (ج 2 ص 338 ط القاهرة) قال: وقال سعيد بن المسيب: لم يكن أحد من الصحابة يقول: (سلوني) إلا علي عليه السلام ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 54 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو العباس محمد بن يعقوب حدثني العباس بن محمد الدوري حدثني يحيى بن معين حدثني سفيان بن عينية عن يحيى بن سعيد (خ بن) عن سعيد بن المسيب قال ما كان في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد يقول: (سلوني) غير علي بن أبي طالب عليه السلام. منهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 22 ط مصر سنة 1285) نقل كلام سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (الجامع). ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 198 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى من طريق أحمد في المناقب والبغوي في المعجم عن سعيد بن المسيب أنه قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول سلوني إلا عليا. وروى من طريق أبي عمر بعين ما تقدم عن (الجامع). ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) نقل كلام سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (الطبقات الكبرى). ومنهم العلامة المذكور في (ذخائر العقبى) (ص 83 ط مكتبة القدسي بمصر)

ص 613

روى فيه أيضا كلا نحوى الحديث بعين ما تقدم عنه في (الرياض النضرة). ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 76 ط الميمنية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة محمد خواجه البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 372 ط اسلامبول) روى الحديث عن سعيد بعين ما تقدم عن (الجامع). ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 66 ط الميمنية بمصر) روى الحديث عن سعيد بعين ما تقدم أولا عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 247 مخطوط) قال: ولم يكن أحد من الصحب يقول اسألوني إلا علي. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 56 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة محمد بن طولون في (الشذرات الذهبية) (ص 50 ط بيروت) روى الحديث عن سعيد بعين ما تقدم عن (الجامع) ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 286 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق ابن سعد عن سعيد بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). وفي (ص 74، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق أحمد في (المسند) والخوارزمي في (المناقب) عن سعيد، بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). وفي (ص 211، الطبع المذكور)

ص 614

روى الحديث من طريق البغوي في (المعجم) وأبي عمرو أحمد في (المناقب) بعين ما تقدم عن (الجامع). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 107 ط لاهور) روى الحديث من طريق أحمد عن سعيد بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). وعن أبي عمر قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب - أخرجه البغوي. ومنهم العلامة المغربي في (فتح العلى) (ص 40 ط مصر) قال: قال ابن أبي خيثمة أخبرنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة ثنا يحيى ابن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي ابن أبي طالب.

 

ذكر جملة من موارد قوله عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني.

 

 

الأول ما رواه القوم:

منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 55 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ المزني إملاء حدثني أحمد بن محمد بن حارث حدثني أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني يحيى بن عبد الله العلوي خال جعفر بن محمد حدثني نوح بن قيس عن

ص 615

الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري قال رأيت عليا عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متقلدا بسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي إصبعه خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقعد على المنبر وكشف عن بطنه فقال: سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم هذا سفط العلم وهذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زقا من غير وحي أوحي إلي فوالله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق التوراة والإنجيل فيقولان صدق على قد أفتاكم بما أنزل فينا وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون. ومنهم العلامة المذكور في (مقتل الحسين) (ص 44 ط الغري) روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أنبأني العدل تاج الدين علي بن أنجب بن عبيد الله أبو طالب الخازن رحمه الله قال: أنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال: أنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال: أنا الشيخ الإمام الحافظ زين الدين والأئمة علي بن أحمد العاصمي رحمه الله قال: أنا شيخ القضاة إسماعيل ابن شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي قال: أنا أبي رحمه الله قال: أنا عبد الله الحافظ ثنا أبو محمد عبد الله المزني فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 264 ط اسلامبول) روى الحديث عن أبي عبد الله، عن شيودة، عن أبي الخير البختري بعين ما تقدم عن (المناقب) وذكر بعد قوله لعاب رسول الله كلمة. في فمي. وفي (ص 74، الطبع المذكور).

ص 616

روى الحديث من طريق موفق بن أحمد والحمويني عن أبي البختري بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة محمد خواجه پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 373، الطبع المذكور) روى الحديث نقلا عن (شرح التعرف) بعين ما تقدم عن (المناقب) ملخصا.

الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة الصفوري البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 144 طبع القاهرة) قال: قال علي رضي الله عنه: سلوني قبل أن تفقدوني عن علم لا يعرفه جبريل ولا ميكائيل فقال رجل: يا أمير المؤمنين ما هذا العلم الذي لا يعلمه جبريل ولا ميكائيل؟ قال: إن الله تعالى علم نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ليلة المعراج علو ما شتى فمنها علم أمره الله بكتمانه وعلم أمره الله بتبليغه وعلم خير الله تعالى في الخ.

الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 74 ط اسلامبول) قال: وفي مسند أحمد بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن عليا رضي الله عنه يعرف أصحابه ألف شيء وأراه وقال على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن كتاب الله وما من آية إلا وأنا أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلا وقد علمت من كسبها ومن يقتل فيها.

ص 617

وقال أحمد روى عنه نحو هذا كثيرا

الرابع ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 73 ط اسلامبول) قال: في المناقب عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال: كان علي رضي الله عنه كثيرا يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضل مأة أو تهدي مأة إلا وأنا أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة.

الخامس ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 78 مخطوط) قال: ذكر الشيخ العالم محمد بن محمد الحافظي البخاري المشهور بپارسا في فصل الخطاب أن عليا كرم الله وجهه قال يوما على المنبر: سلوني عما دون العرش فإن ما بين الجوانح علما جما هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فمي وكان في المجلس رجل يقال له دعلب اليماني فقال ادعى هذا الرجل دعوى عريضة لأفضحنه فقام فقال: أسأل؟ فقال: ويلك تفقها ولا تسأل تعنتا. فقال: أنت حملتني على ذلك هل رأيت ربك يا علي قال ما كنت لأعبد ربا لم أره قال: كيف رأيته قال لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقايق الايقان ربي واحد لا شريك له أحد لا ثاني له فرد لا مثل له لا يحويه مكان ولا يدا وله زمان ولا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس فصاح دعلب وسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال عاهدت الله أن لا أسال بعد

ص 618

هذا أحدا تعنتا. ومنهم العلامة العارف السيد خواجه مير المحمدي الحنفي في (علم الكتاب) (ص 266) قال: قال علي رضي الله عنه: سلوني عما دون العرش. ومنهم العلامة النبهاني في (الشرف المؤبد) (ص 112) قال: وأخرج الحافظ محب الدين ابن النجار في تاريخ بغداد عن ابن المعتمر مسلم ابن أوس وحارثة بن قدامة السعدي أنهما حضرا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب وهو يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإني لا أسأل عن شيء دون العرش إلا أخبرت عنه. ومنهم العلامة محمد زيجي الاسفزاري البخاري الحنفي في (روضات الجنات) (ص 158 ط جامعة طهران) قال: قال عليه السلام: سلوني ما شئتم دون العرش.

السادس ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 66 ط اسلامبول) قال: ومن خطبته عليه السلام سلوني قبل أن تفقدوني فأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في حطامها وتذهب بأحلام قومها.

السابع ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 2 ص 508 ط القاهرة) قال:

ص 619

إن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترضه (أي عليا) وهو يخطب على المنبر ويقول: سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لو تسألوني عن فئة تضل مأة أو تهدي مأة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها ولو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومدخله وجميع شأنه فقال له: فكم في رأسي طاقة شعر؟ فقال له: أما والله إني لأعلم ذلك ولكن أين برهانه لو أخبرتك به ولقد أخبرتك بقيامك وفعالك، وقيل لي إن على كل شعرة من شعر رأسك ملكا يلعنك وشيطانا يستفزك وآية ذلك إن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحض على قتله فكان الأمر بموجب ما أخبر به عليه السلام كان ابنه حصين بالصاد المهملة يومئذ طفلا صغيرا يرضع اللبن ثم عاش إلى أن صار على شرطة عبيد الله بن زياد وأخرجه عبيد الله إلى عمر بن سعد يأمره بمناجزة الحسين عليه السلام ويتوعده على لسانه إن أرجا ذلك فقتل عليه السلام صبيحة اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة في ليلته (1).

(هامش)

(1) قال العلامة المذكور في (شرح النهج) (ج 2 ص 174، الطبع المذكور) عند نقل الشريف الرضي في النهج قوله عليه السلام في خطبة له: فاسألوني قبل أن تفقدوني فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مأة وتضل مأة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ومن يموت موتا: واعلم أنه عليه السلام قد أقسم في هذا الفصل بالله الذي نفسه بيده أنهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلا أخبرهم به وإنه ما صح من طائفة من الناس يهتدي بها مأة وتضل بها مأة إلا وهو مخبر لهم أن سألوه برعاتها وقائدها سائقها ومواضع نزول ركابها وخيولها ومن يقتل منها قتلا ومن يمت منها موتا وهذا الدعوى ليست منه عليه السلام ادعاء الربوبية ولا ادعاء النبوة ولكنه كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بذلك ولقد امتحنا أخباره فوجدناه موافقا فاستدللنا بذلك على صدق الدعوى المذكورة كإخباره عن الضربة التي يضرب في رأسه فتخضب لحيته. وإخباره عن قتل الحسين ابنه عليهما السلام وما قاله في كربلاء حيث مر بها وإخباره بملك معاوية الأمر من بعده. وإخباره عن الحجاج. وعن يوسف بن عمرو ما أخبر به من أمر الخوارج بالنهروان وما قدمه إلى أصحابه من أخباره بقتل من يقتل وصلب من يصلب وإخباره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. وإخباره بعد الجيش الوارد إليه من الكوفة لما شخص عليه السلام إلى البصرة لحرب أهلها وإخباره عن عبد الله بن الزبير. (*)

ص 620

وفي (ج 1 ص 208، الطبع المذكور) روى ابن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن علي قال لما قال علي سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مأة وتهدي مأة إلا أنبأتكم بناعقتها وسائقتها قام إليه رجل فقال: أخبرني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شعر فقال له علي عليه السلام: والله لقد حدثني خليلي أن على كل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك وأن على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يغويك وأن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان ابنه قاتل الحسين عليه السلام يومئذ طفلا يحبو وهو سنان بن أنس النخعي

الثامن ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 408 ط اسلامبول) قال: قال علي: سلوني عن أسرار الغيوب فإني وارث علوم الأنبياء والمرسلين.

ص 621

التاسع ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن حسنويه الحنفي الموصلي في كتابه (در بحر المناقب) (ص 10 المخطوط) قال: وعنه عليه السلام أنه كان ذات يوم على المنبر الكوفة إذ قال: أيها الناس اسألوني قبل أن تفقدوني اسألوني عن طرق السماوات فأنا أعرف بها من طرق الأرض فقام إليه رجل من وسط القوم فقال له: أين جبرئيل هذه الساعة؟ فرمق بطرفه إلى السماء ثم رمق بطرفه إلى الأرض، ثم رمق إلى المشرق، ثم رمق إلى المغرب فلم يخل موضعا فالتفت إليه وقال له: يا ذا الشيخ أنت جبرئيل. قال: فصفق طائرا من بين الناس فضج عند ذلك الحاضرون وقالوا نشهد أنك خليفة رسول الله حقا حقا رواه مقاتل بن سليمان. ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 26 ط طهران) قال: قال علي رض: سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الأرض. ومنهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البلخي الشافعي في كتابه على ما في (تلخيصه) (ص 16 ط الحيدري ببمبئي) قال: وروي عن علي كرم الله وجهه أنه قال في مجلسه العام: سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن علم السماء فإني أعلمها زقاقا زقاقا وملكا ملكا فقال رجل من الحاضرين حيث ادعيت ذلك يا ابن أبي طالب أين جبرئيل هذه الساعة؟ فغطس قليلا وتفكر في الأسرار ثم رفع رأسه قائلا إني طفت السماوات السبع فلم أجد جبرئيل وأظنه أنت أيها السائل، فقال السائل بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب وربك

ص 622

يباهي بك الملائكة ثم سجى من الحاضرين. ومنهم العلامة الصفوري البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 210 ط القاهرة) قال: قال علي رضي الله عنه: سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض فجاءه جبريل في صورة رجل فقال إن كنت صادقا فأخبرني أين جبريل؟ فنظر إلى السماء يمينا وشمالا ثم إلى الأرض كذلك فقال: ما وجدته في السماء والأرض ولعله أنت. ومنهم العلامة معين الدين الميبدي في (شرح ديوان أمير المؤمنين) (ص 18 مخطوط) قال: قال علي رضي الله عنه: سلوني قبل أن تفقدوني. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة) روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس) إلى قوله فجاءه جبرئيل. ومنهم العلامة بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد) (ص 150 ط مطبعة آفتاب) قال: وقال أيضا (سلوني قبل أن تفقدوني) (1)

العاشر ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) (ج 2 ص 178) ط القاهرة) قال:

(هامش)

(1) ما رواه في هذين الكتابين مطلق ينطبق على سائر الأقسام أيضا (*)

ص 623

قال: في ذيل خطبة له عليه السلام: وهذه خطبة ذكرها جماعة من أصحاب السيرة وهي متداولة منقولة مستفيضة خطب بها علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي رحمه الله، من ذلك قوله عليه السلام ولم يكن ليجترء عليها غيري ولو لم أك فيكم ما قوتل أصحاب الجمل والنهروان وأيم الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله عز وجل على لسان نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم لمن قاتلهم مبصرا لضلالتهم عارفا للهدى الذي نحن عليه سلوني قبل أن تفقدوني فإني ميت عن قريب أو مقتول بل قتلا ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه بدم وضرب بيده إلى لحيته (1).

(هامش)

(1) ومما ينبغي في المقام الإشارة إلى كلمات الصحابة وغيرهم في علمه عليه السلام ونكتفي ههنا بذكر جملة منها

كلمات ابن عباس في علمه عليه السلام

الأولى ما رواه القوم منهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 194 ط محمد أمين الخانجي بمصر) عن ابن عباس وقد سأله الناس فقالوا أي رجل كان عليا قال كان ممتلأ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه أحمد في المناقب. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 100 ط لاهور) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة).

الثانية ما رواه القوم منهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرنا الشيخان الخطيب عبد الله بن أبي السعادات المقري النابصري بقرائتي (*)

ص 624

عليه بجامع المنصور رحمه الله بباب البصرة غربي دجلة مدينة السلام (خ ل الإسلام) والعدل الزاهد الفاصل محمد بن أبي القاسم بن عمر المقري بقرائتي عليه بالخان الجديد بباب الشور غربي دجلة قلت: لكل واحد منهما أخبرك شيح الإسلام شهاب الحق والدين عمر بن محمد السهروردي قدس الله روحه إجازة؟ قال: أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد بن سلمان المعروف بابن البطئ قال: أنا الشيخ أبو الفضل أحمد بن أحمد الإصبهاني قال: أنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم رحمه الله قال: ثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد الجمال ثنا أبو مسعود ثنا سهل بن عبد ربه ثنا عمرو ابن أبي قيس عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلى علي (ع) سبعين عهدا لم يعهده إلى غيره رضي الله عنه -.

الثالثة ما رواه القوم منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 462 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن الحجاج قال: حدثنا محمد بن السري إملاء بمصر سنة أربع وعشرين ومأتين قال حدثنا عمر بن هاشم الخثني قال: حدثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس قال والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 78 ط مكتبة القدسي بمصر) روى كلام ابن عباس من طريق أبي عمر بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). (ج 39)

ص 625

ومنهم العلامة المذكور في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 194 ط محمد أمين الخانجي بمصر): كلام ابن عباس فيه أيضا بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 22 ط مصر روى من طريق يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن سليمان عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة محمد بن طولون الدمشقي في (الشذرات الذهبية) (ص 51 ط القاهرة) نقل كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي ددة السكتواري البستوي الحنفي في (محاضرة الأوائل) (ص 62 طبع الاستانة) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الشيخ سعدي الإبي الشافعي في (شرح الأرجوزة) (ص 293 مخطوط) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة محمد خواجه پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 372 ط اسلامبول) روى الكلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 70 ط اسلامبول) نقل عن الحكيم الترمذي في (شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين) عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). وفي (ص 210، الطبع المذكور)

ص 626

نقل كلام ابن عباس من طريق أبي عمر عن الاستيعاب). وفي (ص 407، الطبع المذكور) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). وفي (ص 414، الطبع المذكور) قال ابن عباس: أعطي الإمام علي كرم الله وجهه تسعة أعشار العلم وإنه لأعلمهم بالباقي. ومنهم العلامة النبهاني في (الشرف المؤبد) (ص 59 ط مصر) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 105 ط لاهور) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد من مشايخنا في الرواية في (فتح العلى) (ص 36) نقل كلام ابن عباس عن (الاستيعاب) بعين ما تقدم عنه سندا ومتنا.

الرابعة ما رواه القوم منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 55 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد المتقدم في كتابه عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ حدثني أبو الفضل بن إبراهيم حدثني الحسن بن سفيان حدثني حميد بن مسعدة حدثني يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عبدي بن ثابت الأنصاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: العلم ستة أسداس لعلي بن أبي طالب من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس واحد ولقد شركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا. وأخبرنا عين الأئمة أبو الحسن بن أحمد الكرباسي الخوارزمي بخوارزم حدثني القاضي الإمام الشمس القضاة أحمد بن عبد الرحمان بن إسحاق أخبرني الشيخ الفقيه

ص 627

أبو سهل محمد بن إبراهيم أخبرني أبو الحسن محمد بن هارون التميمي النحوي الكوفي المعروف بابن النجاة حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن شويه البلخي التميمي حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله السمار التميمي حدثني حميد بن مسعدة حدثني يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت عن ابن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدم عنه أولا. ومنهم العلامة المذكور في (مقتل الحسين) (ص 44 ط الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عنه ثانيا في (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 128 مطبعة القضاء). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة محمد بن فاضل الدين محمد بن إسحاق الحمويني في (مناهج الفاصلين) (ص 218 مخطوط) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (المناقب)

الخامسة ما رواه القوم منهم العلامة ابن الأثير الجزري في الكمال) (ج 3 ص 200 ط المنيرية بمصر) قال ابن عباس قسم علم الناس خمسة أجزاء فكان لعلي منها أربعة أجزاء ولسائر الناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم به. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 105 ط لاهور): روى الحديث من طريق ابن البزار عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الكامل).

ص 628

السادسة ما رواه القوم منهم العلامة أبو عثمان الجاحظ في (البيان والتبيين) (ج 3 ص 247 ط الاستقامة بمصر قال: قال ابن عباس كان (أي علي عليه السلام) والله مملوا حلما، وعلما غرته سابقته وقرابته وكان يرى أنه لا يطلب شيئا إلا قدر عليه قلت أكنتم ترونه محدودا قال: أنتم تقولون ذاك. ومنهم العلامة ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 464 ط حيدر آباد الدكن) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (البيان والتبيين) إلى قوله وقرابته.

السابعة ما رواه القوم منهم الحافظ أبو عبيد العبدي الهروي في (الغريبين) (ص 299 مخطوط في مادة القاف مع الراء) قال: وفي حديثه أي ابن عباس وذكر عليا فقال علمي إلى علمه كالقرارة في المثعنجير - القرارة المطمئن يستقر فيه الماء - والمثعنجر أكثر موضع ماء في البحر من العثجر المطر إذا لم يكن له إمساك - يعني إلى جنب علمه. ومنهم العلامة الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي النسب في (مجمع بحار الأنوار) (ج 3 ص 131 ط نول كشور في لكهنو): روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الغريبين). وفي (ج 1 ص 156، الطبع المذكور) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الغريبين). ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي في (تاج العروس) (ج 3 ص 487 في مادة) قرر (ط القاهرة)

ص 629

روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم عن (الغريبين). ومنهم علامة اللغة والأدب جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 4 ص 103 طبع دار الصادر بمصر في بيروت) روى كلام ابن عباس بعين ما تقدم أولا عن (مجمع بحار الأنوار).

الثامنة ما رواه القوم منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 47 ط لاهور): عن ربعي بن خراش قال: استأذن عبد الله بن عباس إلى معاوية، وقد تحلقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه فنظر إليه معاوية مقبلا قال: يا سعيد ألا تعيين ابن عباس مسائل بجوابها، قال له سعيد: مثل ابن عباس يعيى بمسائلك فلما جلس قال معاوية: ما تقول في علي؟ قال: رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى، وكهف الورى، وطود النهى، ومحل الحجى، ومنبع الندى، ومنتهى العلم للزلفى، ولونه أسفر في ظلم الدجى.

التاسعة ما رواه القوم منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط اسلامبول) قال: وإن ابن عباس كان تلميذه قيل له: أين علمك من علم ابن عمك علي؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط. وفي شرح نهج البلاغة وإن ابن عباس كان تلميذه قيل له: أين علمك من علم ابن عمك علي؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط. وفي (ص 70، الطبع المذكور) عن الكلبي قال ابن عباس: علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من علم الله وعلم علي

ص 630

من علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلمي من علم علي، وما علمه وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر. ومنهم العلامة النبهاني في (الشرف المؤبد) (ص 58) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم ثانيا عن (ينابيع المودة).

كلام عمر بن الخطاب ما رواه القوم منهم العلامة البلاذري في (أنساب الأشراف) (ج 5 ص 16) قال: حدثني الحسين بن علي بن الأسود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر عند وفاته: يا علي لعل هؤلاء سيعرفون لك قرابتك من النبي (ص) وصهرك وما أنا لك الله من الفقه والعلم فان وليت هذا الأمر فاتق الله فيه.

كلام معاوية في علمه عليه السلام رواه القوم منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 272 ط تبريز) قال: أخبرنا الإمام الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرني شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرني والدي أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرني أبو الحسين ابن بشران ببغداد، أخبرني أبو عمرو بن سماك حدثني حنبل بن إسحاق، حدثني إسحاق ابن إسماعيل، حدثني جرير عن مغيرة قال: لما جاء معاوية خبر وفاة علي عليه السلام وهو قائل مع امرأته بنت قرطة في يوم صائف قال: إنا الله وإنا إليه راجعون ماذا فقدوا من العلم والفضل والخير قالت له امرأته: تسترجع عليه اليوم قال ويلك ما تدرين ماذا ذهب من علمه وفضله وسوابقه. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي حمويه الحمويني المتوفى

ص 631

سنة 722 في كتابه (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أنبأني الشيخ أبو عمرو بن الموفق عن المؤيد محمد إجازة عن أبي عبد الله بن الفضل إجازة قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ، فذكر الخبر بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي سندا ومتنا. ثم قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ، أنا السيد أبو الحسين محمد بن الحسين العلوي، قال: أبو الأجرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي البصري ببغداد، قال: ثنا يوسف بن موسى، قال ثنا جرير بن مغيرة قال: جاء نعي علي بن أبي طالب إلى معاوية وهو نائم مع امرأته فاختة بنت ورطة فقعد باكيا مسترجعا فقالت له فاختة: أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكي، فقال: ويحك إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 134 مطبعة القضاء) روى الحديث بما يشتمل على ما نقل من معاوية من قوله: ويلك ما تدرين الخ، بعين ما تقدم عن (المناقب) وقوله ويحك الخ، بعين ما تقدم عن (فرائد السمطين). ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في) البداية والنهاية) (ج 8 ص 15 ط القاهرة) روى الخبر عن مغيرة، بمثل ما تقدم وفيه قال معاوية: ويحك إنما أبكي لما فقد الناس من علمه، وحلمه، وفضله، وسوابقه، وخيره.

كلام آخر لمعاوية رواه القوم منهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في (النهاية) (ج 3 ص 176) قال: في حديث معاوية: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغر عليا بالعلم. أي: يلقمه إياه

ص 632

يقال: غر الطائر فرخه إذا زقه. ومنهم الحافظ أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهروي في (الغريبين) (ص 590 مخطوط) (في مادة الغين مع الراء) قال: في حديثه عليه السلام: إنه كان يغر عليا العلم غرا. ومنهم العلامة المحدث الصديقي الفتني في (مجمع بحار الأنوار) (ج 3 ص 16 ط نول كشور في لكهنو) قال: وفي ح معاوية كان صلى الله عليه وسلم يغر عليا بالعلم -. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 107 ط لاهور) قال: عن أبي الحازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي ابن أبي طالب فهو أعلم فقال: يا أمير جوابك فيها أحيا لي من جواب علي، قال: بئس ما قلت لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغرزه العلم غرزا لقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه، أخرجه أحمد في (المناقب).

كلام سعيد بن المسيب رواه القوم منهم الحافظ الدولابي في (الكنى والأسماء) (ج 1 ص 197 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا محمد بن معاوية عن سعيد بن صالح وسعيد بن عنبسة قالا: حدثنا عباد بن العوام أبو سهل عن داود بن المسيب قال: ما كان أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعلم من علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة السيد أحمد الصديق المغربي في (فتح الملك العلي) (ص 40) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكنى والأسماء) سندا ومتنا.

ص 633

كلام أبي الدرداء ما رواه القوم منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 61 ط تبريز) قال: وعن أبي الدرداء قال: العلماء ثلاثة - رجل بالشام يعني نفسه - ورجل بالكوفة يعني عبد الله بن مسعود - ورجل بالمدينة يعني بن أبي طالب، فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة، والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لا يسأل أحدا -.

كلام مسروق رواه القوم منهم العلامة الشيخ محمد المالكي المصري في (الطبقات المالكية) (ج 2 ص 71) قال: قال مسروق شافهت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة: علي، وعبد الله بن مسعود، وعمر، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وأبي بن كعب، ثم شافهت الستة فوجدت علمهم ينتهي إلى علي، وابن مسعود. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 105 ط لاهور) روى الحديث نقلا عن (مناقب الخوارزمي) بعين ما تقدم عن (الطبقات المالكية) وزاد في آخره ثم شاممت الاثنين فوجدت بفضل علي على عبد الله. ومنهم العلامة محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 129 ط الغري) روى الحديث عن مسروق بعين ما تقدم عن (الطبقات المالكية)

كلام الشعبي رواه القوم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي الحنفي المدني في) نظم درر السمطين) (ص 128 ط الغري) وقال الشعبي: ما كان أحد من هذه الأمة أعلام بما بين اللوحين وبما أنزل على

ص 634

محمد (ص) من علي

كلام الحسن البصري رواه القوم منهم العلامة الشيخ أحمد بن حجر الهيثمي المكي في (الفتاوى الحديثية) (ص 126 ط مصر) قال: وقد أورد المزي في التهذيب من طريق أبي نعيم أنه (أي الحسن البصري) سئل عن قوله: قال رسول الله (ص) لم يدركه فقال: كل شيء قلته فيه فهو عن علي، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا أي زمان الحجاج.

كلام مأثور معروف في الكتب رواه القوم منهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في (النهاية) (ج 2 ص 137 ط الخيرية بمصر) قال: وفي صفة علي رضي الله عنه، أنه كان مزكوتا أي مملوا علما من قولهم زكت الإناء إذا ملاءته. ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 2 ص 35 طبع دار الصادر) قال: وفي صفة علي عليه السلام: إنه كان مزكوتا أي مملوا علما -. ومنهم العلامة الزبيدي في (تاج العروس) (ج 1 ص 546 طبع القاهرة) في مادة (زكت) قال: وفي صفة علي رضي الله عنه كان مزكوتا أي مملوا علما -.

ص 635

 

الباب الثالث في الإشارة إلى بعض أقسام علومه

 

 

(علمه بالقرآن والتفسير )

ونذكر بذلك شواهد من كتب القوم

 

جمعه للقرآن

 

 

ونروي في ذلك حديثين:

الأول ما رواه القوم:

منهم العلامة أبو المؤيد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 56 ط تبريز) قال: أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا أخبرني أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قراءة أخبرني عبد العزيز بن علي الأرخى إجازة أخبرني أحمد بن محمد بن موسى ابن المجير حدثني أحمد بن جعفر بن محمد حدثني الحسن بن العباس الجمال حدثني إبراهيم بن عيسى حدثني يحيي بن يعلي عن حيوة بن حميد من هاني عن علي بن رياح قال: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام. وأبي بن كعب).

ص 636

ومنهم العلامة المحدث الشيخ علي بن برهان الدين إبراهيم الشامي الحلبي الشافعي المتوفى سنة 1044 في (انسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية) (ج 3 ص 360 ط القاهرة) قال: وهو (أي علي عليه السلام) رضي الله تعالى عنه أول من جمع القرآن وسماه مصحفا. ومنهم المؤرخ الشهير أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع المشهور بابن سعد في (الطبقات الكبرى) (ج 2 ص 338 ط دار الصارف بمصر) قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب وابن عون عن محمد قال علي: آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن، قال: فزعموا أنه كتبه على تنزيله. قال محمد: فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم -. ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 287 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق أبي عن محمد بن سيرين بعين ما تقدم عن (الطبقات الكبرى). ومنهم العلامة أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى ابن مهران العسكري المتوفى سنة 395 في (الأوائل) ما محصله (مخطوط) قال: أخبرنا أبو أحمد قال: حدثنا الصولي وحدثنا الغلابي قال: حدثنا أحمد ابن عيسى قال: حدثني عمي الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشاغل علي بدفنه فبايع الناس أبا بكر فجلس علي في بيته لجمع القرآن وكتبه في الخزاف وأكتاف الإبل وفي الرق.

ص 637

الثاني ما رواه القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 67 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا سعد بن محمد الصيرفي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن محمد ابن ميمون، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد خير عن علي قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 56 ط تبريز) قال: وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذه أخبرني الحسين بن أحمد الحداد بهذا أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ حدثني سعيد بن محمد الصيرفي فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).

 

قراءته عليه السلام

 

 

ونذكر فيها حديثين:

الأول ما رواه القوم:

منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 464 ط حيدر آباد) روى عن الحكم بن عتيبة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا

ص 638

أقرء من علي. ومنهم العلامة المقري الشيخ شمس الدين أبو الخير الجزري في (غاية النهاية) (ج 1 ص 546) قال: روينا عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: ما رأيت ابن أنثى أقرء لكتاب الله من علي عليه السلام. وقال أيضا: ما رأيت أقرء من علي عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو من الذين حفظوه أجمع بلا شك عندنا. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 47 ط لاهور) قال أبو عبيد السلمي القاري: ما رأيت أقرء من علي قرء القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (مجمع الأحباب في مناقب الأصحاب).

الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي في كتاب (المسند) (ج 1 ص 419 ط مصر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو بكر عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سورة من الثلاثين من آل حم قال: يعني الأحقاف قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين، قال: فرحت إلى المسجد فإذا رجل يقرءها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فقلت: لآخر اقرأها فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله إن هذين يخالفاني في القراءة قال: فغضب وتمعر وجهه وقال:

ص 639

إنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف، قال قال زر وعنده رجل قال: فقال الرجل: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما أقرأ فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف قال: قال عبد الله: فلا أدري أشيئا أسره إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو علم ما في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: والرجل هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. وفي (ص 105، الطبع المذكور) قال: حدثنا عبد الله، ثنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي قدم علينا من الكوفة، ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زر بن حبيش قال عبد الله وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد ثنا أبي ثنا الأعمش عن عاصم عن زر بن حبيش ح قال: قال عبد الله بن مسعود تمارينا في سورة من القرآن فقلنا خمس وثلاثون آية ست وثلاثون آية: قال فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدنا عليا رضي الله يناجيه فقلنا إنا اختلفنا في القراءة فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال علي رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم.

 

علمه بالتفسير

 

 

ونذكر لذلك شواهد من كتب القوم:

منها ما رواه القوم

منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 65 ط مطبعة السعادة بمصر) قال: حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان، ثنا عباس بن عبيد الله، ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليا بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن.

ص 640

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 373 ط اسلامبول) قال: وعن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب علم الظاهر والباطن. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرني المشايخ بدر الدين اسكندر بن سعيد بن أحمد بن محمد الطاوسي القزويني وبرهان الدين إبراهيم بن إسماعيل الدرجي وشهاب الدين محمد بن يعقوب البغدادي بروايتهم عن أم هاني عفيفة بنت أبي بكر أحمد بن عبد الله الفارقانية قال: (قالت ظ) أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد إجازة قال: أنا الحافظ أبو نعيم فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) سندا ومتنا. ومنهم العلامة خواجه پارساى البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 74 ط استانبول) روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) إلا أنه ذكر بدل قوله إلا له ظهر وبطن: ما منه حرف إلا له ظهر وبطن. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 70 ط اسلامبول) روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء). ومنهم العلامة سيد أحمد بن محمد المغربي في (فتح العلى) (ص 35) مصر) قال: روى الحديث نقلا عن أبي نعيم في الحلية بعين ما تقدم عنها بلا واسطة. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 113 ط لاهور) روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء). (ج 40)

ص 641

ومنها ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 408 ط اسلامبول) قال: وقال أيضا أخذ بيدي الإمام علي ليلة فخرج بي إلى البقيع وقال: اقرء يا ابن عباس فقرأت بسم الله الرحمن الرحيم فتكلم في أسرار الباء إلى بزوغ الفجر.

ومنها ما رواه القوم:

منهم العلامة السيد أحمد زيني دحلان الشافعي في (السيرة النبوية) (المطبوع بهامش السيرة الحلبية) (ج 2 ص 11 ط القاهرة) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما كل ما تكلمت به في التفسير فإنما أخذته عن علي كرم الله وجهه. ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق بن أبي بكر بن عبد الملك الغرناطي ابن عطية المتوفى سنة 543 في مقدمة تفسيره (الجامع المحرر الصحيح الوجيز) (ص 263 ط القاهرة) قال: ما لفظه: فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن عباس إلى أن قال وقال ابن عباس: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحض على الأخذ عنه. ومنهم العلامة الشيخ علي بن إبراهيم برهان الدين الحلبي الشافعي في (انسان العيون الشهيرة بالسيرة الحلبية) (ج 2 ص 207 ط القاهرة)

ص 642

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (السيرة النبوية). ومنهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 247) قال: قال ابن عباس: ما أخذت من تفسيره فعن علي، ويتلوه ابن عباس.

ومنها ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 408 ط اسلامبول) قال: وقد أرسل هرقل ملك الروم رسولا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن خواص سواقط الفاتحة وأسرارها فأخبره بها علي رضي الله عنه فحصل لرسول ملك الروم غم وحزن لمعرفة الإمام علس أشرار هذه الحروف.

ومنها ما رواه القوم:

منهم العلامة النبهاني في (الشرف المؤبد لآل محمد (ص)) (ص 58 ط مصر) قال: عن ابن عباس قال: قال لي علي يا ابن عباس إذا صليت عشاء الآخرة فألحق الجبانة قال فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال فقال لي ما تفسير الألف من الحمد قلت لا أعلم فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال ما تفسير الحاء من الحمد قال قلت لا أعلم فتكلم فيها ساعة تامة ثم قال: ما تفسير الميم من الحمد قال قلت لا أعلم قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة قال: فما تفسير الدال من الحمد قال: قلت لا أدري فتكلم فيها إلى أن بزغ عمود الفجر قال: وقال لي: قم يا ابن عباس إلى منزلك

ص 643

فتأهب لفرضك فقمت وقد وعيت ما قال ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر، قال: القرارة الغدير الصغير والمثعنجر البحر -.

ومنها ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 70 ط اسلامبول) قال: وقال أيضا يشرح لنا علي رضي الله عنه نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلة فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة في جنب البحر المثعجر. ومنهم العلامة الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 113 ط لاهور): روى من طريق ابن المغازلي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة)

ومنها ما رواه القوم:

منهم العلامة مجد الدين ابن الأثير في (النهاية) (ج 1 ص 152 ط الخيرية بمصر) قال: (ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما) فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر، القرارة الغدير الصغير. ومنهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 6 ط القاهرة) قال:

ص 644

ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه أخذ ومنه فرع وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عباس فقال كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط -.

علمه بالإلهيات

ما رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في كتابه (شرح النهج) (ج 1 ص 6 ط القاهرة) قال: وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي لأن شرف العلم بشرف المعلوم ومعلومه أشرف الموجودات فكان هو أشرف العلوم ومن كلامه عليه السلام اقتبس وعنه نقل وإليه انتهى ومنه ابتدء، فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل وأرباب النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته وأصحابه لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه عليه السلام وأما الأشعرية فإنهم ينتهون إلى أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي بن أبي بشر الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة فالأشعرية ينتهون بالآخرة إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم وهو علي بن أبي طالب عليه السلام وأما الإمامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر -. وفي (ج 2 ص 128، ط القاهرة) قال:. وأما الحكمة والبحث في الأمور الإلهية فلم يكن من فن أحد من العرب، ولا نقل في جهاز أكابرهم وأصاغرهم شيء من ذلك أصلا، وهذا فن كانت اليونان

ص 645

وأوائل الحكماء وأساطين الحكمة ينفردون به، وأول من خاض فيه من العرب علي عليه السلام، ولهذا تجد المباحث الدقيقة في التوحيد والعدل مبثوثة عنه في فرش كلامه وخطبه، ولا نجد في كلام أحد من الصحابة والتابعين كلمة واحدة من ذلك ولا يتصورونه ولو فهموه لم يفهموه وأنى للعرب ذلك ولهذا انتسب المتكلمون الذين لججوا في بحار المعقولات إليه خاصة دون غيره وسموه أستاذهم ورئيسهم، واجتذبته كل فرقة من الفرق إلى نفسها، ألا ترى أن أصحابنا ينتمون إلى واصل بن عطاء، وواصل تلميذ أبي هاشم بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه محمد، ومحمد تلميذ أبيه علي عليه السلام، فأما الشيعة من الإمامية، والزيدية، والكيسانية، فانتهاءهم إليه ظاهر، وأما الأشعرية فإنهم بآخرة ينتمون إليه أيضا لأن أبا الحسن الأشعري تلميذ شيخنا أبي علي ره، وأبو علي تلميذ أبي يعقوب الشحام، وأبو يعقوب تلميذ أبي الهذيل، وأبو الهذيل تلميذ أبي عثمان الطويل، وأبو عثمان الطويل تلميذ واصل بن عطاء، فعاد الأمر إلى انتهاء الأشعرية إلى علي عليه السلام، وأما الكرامية فإن ابن الهيصم ذكر في المعروف كتاب المقالات إن أصل مقالتهم وعقيدتهم تنتهي إلى علي عليه السلام من طريقين، أحدهما أنهم يسندون اعتقادهم عن شيخ بعد شيخ إلى أن ينتهي إلى سفيان الثوري ثم قال: وسفيان الثوري من الزيد به ثم سأل نفسه فقال: إذا شيخكم الأكبر الذي ينتمون إليه كان زيديا فما بالكم لا تكونون زيدية، وأجاب بأن سفيان الثوري ره إلى أن قال: وهؤلاء أخذوا العلم من علي بن أبي طالب عليه السلام فهو رئيس الجماعة يعني أصحابه وأقوالهم منقولة عنه ومأخوذة منه وأما الخوارج فانتماؤهم إليه ظاهر أيضا مع طعنهم فيه لأنهم كانوا أصحابه وعنه مرقوا بعد أن تعلموا عنه، واقتبسوا منه، وهم شيعته وأنصاره بالجمل وصفين، ولكن الشيطان ران على قلوبهم وأعمى بصائرهم.

 

الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج7)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب