ص 2
للعلامة مادح أهل البيت: وقد خمسه الشاعر المفلق عبد الباقي العمري والقصيدة
المذكورة في كتاب حلية البشر (ج 2 ص 711):
(يا عليا به تباهي العلا * وتناهي في نعته
الإطراء)
(ما لمجد شائوت فيه انتهاء * غاية المدح في علاك ابتداء)
(ليت شعري ما
تصنع الشعراء)
(كنت للمجتبى بحرب وسلم * وزرا قائما بكل مهم)
(أنت صنو له بعلم وحكم
* يا أخا المصطفى وخير ابن عم)
(وأمير إن عدت الأمراء)
(رتب نلتها بنسبة طه * قصرت
كل رتبة عن مداها)
(إن نظرنا الأنام من مبتداها * ما نرى ما استطال إلا تناها)
(ومعاليك
ما لهن انتهاء)
(لدراريك في سما المجد ضوء * وبحضن الأدوار منهن خب ء)
(يقتفي الحتم
من سواريك بدء * فلك دائر إذا غاب جزء)
(من نواحيه أشرقت أجزاء)
(أو كشمس يغشي
سناها الهباء * من غبار تثيره الهيجاء)
(فيميط الهباء عنها الهواء * أو كبدر ما
يعتريه خفاء)
(من غمام إلا عراه انجلاء)
(أنت بحر لكنه غير آجن * لقريش به حمي
ومساكن)
(لك مد قبل التكون كائن * يحذر البحر صولة الجزر لكن)
ص 3
(غارة المد غارة شعراء)
(نلت فضلا أبا تراب فأقصى * كل فضل عم الوجود وخصا)
(وبيوم
الحساب لا يستقصي * ربما رمل عالج يوم يحصى)
(لم يضق في رماله الإحصاء)
(ولو أن
الأقلام كل نبات * ومياه البحار حبر دواة)
(ضقن عما أظهرت من خارقات * وتضيق
الأرقام عن معجزات)
(لك يا من إليه ردت ذكاء)
(منهجا للهدى خلقت قديما * جئت تهدي
عميا وتشفي سقيما)
(فاتخذناك هاديا وحكيما * يا صراطا إلى الهدى مستقيما)
(وبه جاء
للصدور شفاء)
(شدت في ذي الفقار للدين أصلا * فتسامى قدرا وعز وجلا)
(وعلى ما أسست
قولا وفعلا * بني الدين فاستقام ولولا)
(ضرب ماضيك ما استقام البناء)
(أنت والحق
دمتما بوفاق * أنت يوم اللقاء على الحوض ساق)
(أنت ذاك الكرار يوم سباق * أنت للحق
سلم ما لراق)
(يتأتي بغيره الارتقاء)
(فيك خير الأنام أوتي سؤلا * مثل ما أوتي ابن
عمران قبلا)
(يا أبا شبر وقد صح نقلا * أنت هارون والكليم محلا)
(من نبي سمت به
الأنبياء)
(قل تعالوا ندعو بمحكم ذكر * لك فخر بها علا كل فخر)
(أنا أدري وجملة
الخلق تدري * أنت ثاني ذوي الكساء ولعمري)
(أشرف الخلق من حواه الكساء)
ص 4
(كنت في جيب الغيب معني يصان * حين لا أعصر ولا أحيان)
(أيقل الأسرار منك مكان *
ولقد كنت والسماء دخان)
(ما بها فرقد ولا جوزاء)
(بك ليل العماء ضاء بلالي *
فاستضاء الوجود من ظلمة الغي)
(درة كنت والجواهر لا شيء * في دجى بحر قدرة بين
بردى)
(صدف فيه للوجود الضياء)
(نقطة فرغت وليس وعاء * ملئت حكمة ولا إملاء)
(أنت
باء لها العباء غطاء * لا الخلا يوم ذاك فيها خلاء)
(فيسمي ولا الملاء ملاء)
(خبر
جاءنا بذا مأثور * وحديث مسلسل مشهور)
(عنعنته عن الصدور صدور * قال زورا من قال
ذلك زور)
(وافترى من يقول ذاك افتراء)
(قصب السبق في مقام كريم * حزتها من لدن حكيم
عليم)
(أنت يا من سبقت في تقديم * آية في القديم صنع قديم)
(قاهر قادر على ما يشاء)
(هل أتى في سواك ذكر حكيم * لك في نص آية تعظيم)
(أولم يفن من له الجهل خيم * نبأ
والعظيم قال عظيم)
(ويل قوم لم يغنها الانباء)
(خصك الله من لدنه بمفخر * في مرايا
العقول لا يتصور)
(كنت في غابة الهوية حيدر * لم تكن في العموم من عالم الذر)
(وينهل عن العموم النهاء)
(إنما الناس إن نظرت معادن * فرقها في تفاضل متباين)
(خلني
من دفائن وضغائن * معدن الناس كلها الأرض لكن)
(أنت من جوهر وهم حصباء)
(كم قضينا
من نشر تلك المطاوي * عجبا يوقع النهى في مهاوي)
ص 5
(ولقد صح إذ سبرنا الفحاوي * شبه الشكل ليس يقضي تساوي)
(إنما في الحقائق الاستواء)
(لم ينل نجم الأرض مهما تزيا * مثل نجم السماء مكانا عليا)
(فاتحاد الألفاظ لم يغن
شيئا * لا تفيد الثرى حروف الثريا)
رفعة أو يعمه استعلاء)
(روضة أنت للعقول وروح *
يجتني من طوباك رشد ونصح)
(ومتى هب من عبيرك نفح * شمل الروح من نسيمك روح)
(حين من
ربه أتاه النداء)
(طالما للأملاك كنت دليلا * ولناموسهم هديت سبيلا)
(يوم نادى رب
السماء جبرئيلا * قائلا من أنا فروي قليلا)
(وهو لولاك فاته الاهتداء)
(لك شكل
نتيجة للقضايا * لك قلب للعالمين مرايا)
(لك فعل حوى رفيع المزايا * لك اسم رآه خير
البرايا)
(مذ تدلى وضمه الاسراء)
(فوعاه بالحس حدا ورسما * حيث ساوى معناه منك
مسمى)
(قبل عرض الأسماء اسما فاسما * خط مع اسمه على العرش قدما)
(في زمان لم تعرض
الأسماء)
(إثر هذا أبدي عوالم ملك * فاطر الأرض والسماء ذات حبك)
(وأناط البروج
فيها بسلك * ثم لاح الصباح من غير شك)
(وبدا سرها وبان الخفاء)
(فقضاها مسبب
الأسباب * نوبة للأرحام والأصلاب)
(وجرى ما جرى بأم الكتاب * وبرى الله آدما من
تراب)
(ثم كانت من آدم حواء).
ص 1
بسم الله الرحمن الرحيم
تتمة الباب الثالث (1) الذي عقدناه للإشارة إلى بعض علومه
عليه السلام)
كونه عليه السلام واضعا لعلم النحو

وقد تعرض له جماعة من أعلام القوم
ننقل كلمات جملة منهم مع رعاية ترتيب يقع كلام كل واحد منهم تلو ما يناسبه في
مضمونه. فمنهم العلامة أبو البركات الأنباري في (لمع الأدلة في أصول النحو) (ص 97)
قال: أول من وضع قواعد أصوله، ونبه على فروعه وفصوله ذلك الحبر العظيم علي بن أبي
طالب عليه السلام.
ومنهم العلامة المذكور في (نزهة الالباء) (ص 3 ط القاهرة) قال:
إعلم أيدك الله بالتوفيق وأرشدك إلى سواء الطريق، أن أول من وضع علم العربية وأسس
قواعده وحد حدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأخذ عنه