قوله صلى الله عليه وسلم : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي
وفيه
أحاديث :
الأول حديث عمر

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة المؤرخ الشهير
بابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 8 ص 463 ط بيروت) قال : أخبرنا أنس بن عياض
الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، رفعه إلى عمر بن الخطاب قال : قال النبي صلى
الله عليه وسلم : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي . ومنهم الحافظ أبو
بكر البغدادي في تاريخ بغداد (ج 6 ص 182 ط السعادة بمصر) قال : أخبرنا الحسن بن
أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا موسى بن هارون ، وأحمد
بن الحسين بن إسحاق الصوفي ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهران جار الهيثم بن خارجة
، أخبرنا الليث بن سعد ، وأخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي ، واللفظ له ،
أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي ، حدثنا
إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي حدثنا الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة في سنة
إحدى وسبعين ومأة بمصر ، عن موسى بن علي بن رباح اللخمي ، عن أبيه ، عن عقبة بن
عامر الجهني ، عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: كل سبب وصهر منقطع يوم (ج 41)
ص 657
القيامة إلا سببي ونسبي . ومنهم العلامة الراغب الإصبهاني في محاضرات الأدباء
(ج 4 ص 479 ط مكتبة الحياة ببيروت) روى الحديث عن عمر بعين ما تقدم عن الطبقات
الكبرى . ومنهم الحافظ الطبراني في المعجم الكبير (ص 130 مخطوط قال : حدثنا
محمد بن عبد الله الحضرمي ، نا الحسن بن سهل الحناط ، نا سفين بن عينية ، عن حفص بن
محمد ، عن أبيه ، عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطاب (رض) يقول : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي . ومنهم
الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في السنن الكبرى (ج 7 ص 63 ط
حيدرآباد الدكن) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا الحسن بن يعقوب ، وإبراهيم
عن عصمة ، قالا : ثنا السري بن خزيمة ، ثنا معلى بن أسد ، ثنا وهيب بن خالد ، عن
جعفر بن محمد عن أبيه ، عن علي بن الحسين (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا
أبو العباس محمد ابن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن
إسحاق ، حدثني أبو جعفر فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى سندا ومتنا
. وفي (ج 7 ص 64 ، الطبع المذكور) أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ دعلج بن أحمد
، ثنا موسى بن هارون ثنا سفيان بن وكيع ، أنبأ روح بن عبادة ، ثنا ابن جريح ،
أخبرني ابن أبي مليكة أخبرني حسن بن حسن ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب فذكر الحديث
بعين ما
ص 658
تقدم عن الطبقات الكبرى . وقال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد ابن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ،
حدثني أبو جعفر فذكر الحديث بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد سندا ومتنا . ومنهم
العلامة الشيخ عز الدين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 3 ص 124 ط
القاهرة) روى الحديث عن عمر بعين ما تقدم لكنه قال : سببي ونسبي وصهري ومنهم الحافظ
الذهبي في تذكرة الحفاظ (ج 3 ص 117 ط حيدر آباد) قال : أخبرنا أحمد بن سلامة
إجازة عن مسعود بن أبي منصور ، أنا أبو علي المقري أنا أبو نعيم ، أنا أبو إسحاق بن
حمزة ، أنا أبو جعفر الحضرمي ، أنا عبادة بن زياد أنا يونس بن أبي يعقوب ، عن أبيه
، سمعت ابن عمر ، سمعت عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كل سبب
ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي . ومنهم العلامة الطبراني في المعجم
الكبير (ص 130 مخطوط) قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا عبادة بن زياد
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن تذكرة الحفاظ سندا ومتنا . ومنهم الحافظ نور الدين
الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 173 ط القدسي في القاهرة) روى الحديث من طريق
الطبراني في الأوسط و الكبير عن عمر بن الخطاب بعين ما تقدم عن تاريخ
بغداد . وفي (ج 4 ص 271 ، الطبع المذكور) : رواه عن أسلم مولى عمر ، عن عمر بن
الخطاب بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد .
ص 659
ومنهم الحافظ السيوطي في الجامع الصغير (ص 236 ط مصر) روى الحديث من طريق
الطبراني بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم الحافظ المذكور في إحياء الميت
(المطبوع بهامش الاتحاف ص 113 ط الحلبي بمصر) روى الحديث من طريق الطبراني في
الأوسط عن جابر ، عن عمر بن الخطاب بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم
العلامة الشيخ عبد الرحمن الشهير بابن الديبع في تمييز الطيب من الخبيث (ص 150
ط مصر) روى من طريق الطبراني في الكبير ، والحاكم ، والبيهقي عن عمر بعين ما
تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم العلامة السيد صديق حسن خان ملك بهوپال في فتح
البيان (ج 6 ص 261 ط بولاق مصر) روى الحديث من طريق البزار ، والطبراني ، وأبي نعيم ،
والحاكم والضياء في المختارة عن عمر بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم
العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 100 مخطوط) روى الحديث عن عمر بن الخطاب
بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم العلامة الشيخ ضياء الدين الگمشخانوي في
راموز الأحاديث (ص 340 ط قشله همايون بالاستانة) روى الحديث من طريق جماعة عن عمر
بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة
(ص 186 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق الطبراني في الكبير والحاكم ، والبيهقي
في سننه عن عمر بن الخطاب بعين ما تقدم عن الطبقات وفي (ص 267 ، الطبع
المذكور) رواه عن عمر بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم العلامة السيد أحمد
بن سودة الإدريسي في رفع اللبس والشبهات
ص 660
(ص 81 ط مصر) روى الحديث عن عمر بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . وفي (ص 13) أشار
إلى حديث عمر بن الخطاب . ومنهم العلامة الشيخ يوسف النبهاني في الفتح الكبير
(ج 2 ص 324 ط مصر) روى الحديث من طريق الطبراني عن عمر بعين ما تقدم عن الطبقات
الكبرى . ومنهم العلامة الطاهر الحداد الحضرمي في القول الفصل (ج 2 ص 19 ط
جاوا) قال : أخرجه (أي قوله صلى الله عليه وآله إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة
إلا ما كان من سببي ونسبي) من طريق وهب بن خالد عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عمر
. وفي (ص 20 ، الطبع المذكور) من طريق البيهقي أيضا عن عمر ، ومن طريق أبي مليكة عن
الحسن ، عن أبيه ، عن عمر ، ومن طريق الحافظ بن السكن في صحاحه من طريق حسن بن حسين
عن أبيه ، عن عمر ، ومن طريق ابن المغازلي ، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن
أبي طالب ، قال : سمعت عن عبد الله بن عمر ، عن عمر بن الخطاب وزاد : إنهما يأتيان
يوم القيامة ويشفعان لصاحبهما ، وأخرجه الدارقطني أيضا من حديث يونس بن أبي يعقوب
العبدي ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت أبي يقول :
فذكر الحديث بعين ما تقدم . وفي (ص 22) قال : وقد أخرجه أحمد في المسند كذلك ،
وذكره ابن سعد ، عن أنس بن عياض
ص 661
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه فذكر الحديث بنحو ما تقدم . ومنهم العلامة الآمرتسري في
أرجح المطالب (ص 262 ط لاهور) روى الحديث من طريق الطبراني عن عمر بعين ما تقدم
عن الطبقات الكبرى .
الثاني حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم
الحافظ أبو بكر البغدادي في تاريخ بغداد (ج 10 ص 271 ط السعادة بمصر) قال :
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار ، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه
، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : حدثنا عبد الرحمان بن بشر النيشابوري ،
حدثنا موسى بن عبد العزيز ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي .
ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي
القزويني المتوفى سنة 623 في التدوين (ج 2 ص 98 النسخة الفوتوغرافية وكلية
طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال : رأيت بخط الإمام هبة الله بن
زاذان أخبرني الشيخ العم ، عن أحمد بن محمد ابن علي النسوي الشافعي ، عن أبي بكر بن
عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ، أنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، ثنا موسى
بن عبد الله أبو شعيب ، ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : كل سبب ونسب منقطع
ص 662
إلا سببي ونسبي . ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في مجمع الزوائد (ج 9
ص 173 وج 8 ص 216 ط مكتبة القدسي في القاهرة) روى الحديث من طريق البزاز عن ابن
عباس بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم الحافظ السيوطي في إحياء الميت
(المطبوع بهامش الاتحاف ص 114 ط مصطفى الحلبي بمصر) روى الحديث من طريق الطبراني عن
ابن عباس بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم الحافظ المذكور في الجامع
الصغير (ص 236 ط مصر) روى الحديث من طريق الطبراني عن ابن عباس بعين ما تقدم عن
تاريخ بغداد . ومنهم العلامة الشيخ ضياء الدين الگمشخانوي في راموز الأحاديث
(ص 340 ط الاستانة) روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد .
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص 186 وص 189 ط
اسلامبول) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم . وفي (ص 267) روى من طريق الطبراني
في الكبير عن ابن عباس نحوه . ومنهم العلامة النبهاني في الفتح الكبير (ج 2
ص 324 ط مصر)
ص 663
روى الحديث من طريق الطبراني عن ابن عباس بعين ما تقدم عن تاريخ بغداد . ومنهم
العلامة أحمد بن سودة الإدريسي في رفع اللبس والشبهات (ص 80 ط مصر)
روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم . ومنهم العلامة السيد علوي الطاهر الحداد
الحضرمي في القول الفصل (ج 2 ص 17 ط جاوا) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم
.
الثالث حديث ابن عمر

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن كثير في
تفسير القرآن (ج 7 ص 34 ط الخيرية ببولاق مصر) قال : روى الحافظ ابن عساكر في
ترجمة أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أبي
القاسم بن البغوي ، حدثنا سليمان بن عمر بن الأقطع حدثنا إبراهيم بن يزيد ، عن محمد
بن عباد بن جعفر ، سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل نسب
وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري . ومنهم العلامة السيد أبو الطيب الصديق حسن
خان في فتح البيان في تفسير القرآن (ج 6 ص 261 ط بولاق مصر) روى الحديث من طريق
ابن عساكر عن ابن عمر بعين ما تقدم . ومنهم الحافظ السيوطي في إحياء الميت
(المطبوع بهامش الاتحاف
ص 664
(ص 114 ط مصطفى الحلبي بمصر) روى الحديث من طريق ابن عساكر في تاريخه عن ابن
عمر بعين ما تقدم . ومنهم الحافظ المذكور في الجامع الصغير (ج 1 ص 636 ط مصر)
روي الحديث من طريق ابن عساكر عن ابن عمر بعين ما تقدم عن تفسير القرآن . ومنهم
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص 267 ط اسلامبول) روى
من طريق عبد الله بن أحمد والبيهقي نحوه . ومنهم العلامة السيد طاهر الحداد الحضرمي
في القول الفصل (ج 2 ص 22 ط جاوا) روى الحديث من طريق ابن عساكر عن ابن عمر
بعين ما تقدم ثم قال : أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن ابن مسعود بن أبي منصور ،
أخبرنا أبو علي المقري ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ، حدثنا أبو
جعفر الحضرمي حدثنا عبادة بن زياد ، حدثنا يونس بن أبي يعفور ، عن أبيه سمعت ابن
عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم
القيامة إلا سببي ونسبي . ومنهم العلامة السيد أحمد بن سودة الإدريسي في رفع
اللبس والشبهات (ص 13 ط مصر) أشار إلى حديث عبد الله بن عمر . ومنهم العلامة
الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في أرجح المطالب (ص 262 ط لاهور) روى الحديث
من طريق الطبراني عن ابن عمر بعين ما تقدم .
ص 665
الرابع حديث المسور بن المخرمة

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم الحاكم أبو عبد
الله النيشابوري في المستدرك (ج 3 ص 158 ط حيدرآباد الدكن) قال : أخبرنا أحمد
بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني
هاشم ، ثنا عبد الله بن جعفر ، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة ، عن عبيد الله
بن أبي رافع ، عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له : قل له :
فيلقاني في العتمة قال : فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيم
الله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول الله صلى
الله عليه وآله قال : فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها وإن
الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها
ذلك فانطلق عاذرا له - هذا حديث صحيح الإسناد . ومنهم العلامة البيهقي في السنن
الكبرى (ج 7 ص 64 ط حيدرآباد دكن) قال : (وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ،
أنبأ أبو سهل بن زياد ، ثنا إسماعيل ابن إسحاق ، ثنا إسحاق بن محمد الفروي ، ثنا
عبد الله بن جعفر الزهري ، عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن المسور بن مخرمة رضي
الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقطع كل نسب إلا نسبي وسببي
وصهري ، هكذا رواه جماعة عن عبد الله بن جعفر دون ابن أبي رافع في إسناده . ومنهم
العلامة نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 203 ط مكتبة
القدسي بمصر)
ص 666
روى من طريق الطبراني عن المسور بن مخرمة من قوله صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة
الخ . ومنهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 38 ط مكتبة القدسي
بمصر) روى الحديث من طريق أحمد في المناقب عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن
المستدرك من قوله : بعث إليه الخ ، لكنه ذكر بدل كلمة غير : إلا وبدل كلمة
ابنتها : ابنته . ومنهم العلامة الذهبي في تلخيص المستدرك (المطبوع بذيله ج 3 ص
158 الطبع المذكور) روى الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك بتلخيص السند . ومنهم
العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (ص 186 ط عبد اللطيف بمصر) روى
الحديث من طريق أحمد ، والحاكم ، عن المسور من قوله : إن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الخ . لكنه ذكر بدل قوله : يقبضني ما يقبضها : يغضبني ما يغضبها . ومنهم الحافظ
نور الدين علي بن أبي بكر في مجمع الزوائد (ج 9 ص 173 ط مكتبة القدسي في
القاهرة) قال : وعن أم بكر بنت المسور بن مخرمة إن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن
مخرمة ابنته فزوجه وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل سبب ونسب
منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، رواه الطبراني . ومنهم الحافظ السيوطي في
الجامع الصغير (ص 169 ط مصر) روى الحديث من طريق أحمد والحاكم بعين ما تقدم عن
المستدرك من قوله : فاطمة بضعة مني الخ .
ص 667
وفي (ص 236 ، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق الطبراني عن المسور مثله . ومنهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج
5 ص 96 ط مصر) روى الحديث من طريق أحمد في المسند والحاكم في المستدرك عن
المسور بعين ما تقدم عن الجامع الصغير . ومنهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن حمدان
الرازي في تعليق الزينة (ج 2 ص 132 ط مطبعة الحجازية بالقاهرة) قال : عن المسور
قال : بعث حسن بن حسن إلى المسور يخطب بنتا له ، قال له : توافيني في العتمة فلقيه
: فحمد الله المسور ، فقال : ما من سبب ولا نسب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم ،
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فاطمة شجنة مني ، يبسطني ما بسطها ،
ويقبضني ما قبضها ، وإنه ينقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبي وسببي
وتحتك ابنتها ، ولو زوجتك قبضها ذلك ، فذهب عاذرا له . ومنهم العلامة الشيخ أحمد
الحنفي النقشبندي الگمشخانوي في راموز الأحاديث (ص 321 ط قشله همايون
بالاستانة) روى الحديث من طريق أحمد ، والطبراني ، والحاكم عن المسور بعين ما تقدم
عن الجامع الصغير . وفي (ص 340 ، الطبع المذكور) رواه من طريق الطبراني عن
المسور مثله . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص
266 ط اسلامبول)
ص 668
روى الحديث من طريق أحمد والحاكم والبيهقي عن المسور رفعه قال صلى الله عليه وسلم :
إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري . وفي (ص 186 ، الطبع المذكور)
رواه من طريق الطبراني عن المسور بمثله . ونقله عن الجامع بعين ما تقدم عنه بلا
واسطة . ومنهم العلامة البرزنجي في جالية الكدر (ص 195 ط مصر) روى الحديث بعين
ما تقدم عن المستدرك إلى قوله : ولو زوجتك الخ . ومنهم العلامة النبهاني في
الفتح الكبير (ج 2 ص 263 ط مصر) روى الحديث من طريق أحمد ، والحاكم عن المسور
بعين ما تقدم عن الجامع الصغير . وفي (ص 324 ، الطبع المذكور) روى من طريق
الطبراني عن المسور مثله . ومنهم العلامة السيد صديق حسن خان الحسيني الحنفي ملك
بهوپال الهند في فت البيان (ج 6 ص 260 - 261 ط بولاق) قال : وأخرج أحمد
والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وآله : إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري . ومنهم
العلامة السيد علوي بن الطاهر الحداد الحضرمي في القول الفصل (ج 2 ص 8 ط جاوا)
روى الحديث من طريق أحمد في مسنده عن المسور بعين ما تقدم عن تعليق الزينة .
ص 669
وفي (ص 21 ، الطبع المذكور) رواه من طريق الحاكم عن المسور بعين ما تقدم عن
المستدرك . ومنهم العلامة أحمد بن سودة الإدريسي في رفع اللبس والشبهات (ص 13
ط مصر) أشار إلى حديث مسور بن مخرمة .
الخامس ما روي مرسلا بلفظ :

كل نسب وسبب
منقطع يوم القيامة يوم القيامة إلا نسبي وسببي رواه جماعة من مؤلفي القوم : منهم
العلامة المؤرخ ابن عبد ربه الأندلسي في عقد الفريد (ج 2 ص 32 ط الشرفية بمصر)
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير في النهاية (ج 2 ص 149 ط الخيرية بمصر)
ومنهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي في الزينة (ج 2 ص 131 ط القاهرة)
ومنهم علامة اللغة أبو الفضل محمد بن مكرم بن المنظور المصري في لسان العرب (ج
1 ص 459 ط بيروت) ومنهم العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 2 ص 254 ط مصر)
ومنهم العلامة الراغب الإصبهاني في مفردات القرآن (ص 4 ط مصر) ومنهم العلامة
الشيخ تاج الدين عبد الوهاب الشافعي في الطبقات الشافعية الكبرى (ج 1 ص 100 ط
القاهرة)
ص 670
ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني في تاج العروس (ج 1 ص 293 ط
القاهرة) ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص 153
وص 180 ط اسلامبول) ومنهم العلامة النبهاني في الشرف المؤبد لآل محمد (ص 27 وص
39 ط مصر) ومنهم العلامة المذكور في الأنوار المحمدية (ص 315 ط بيروت) ومنهم
العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (ص 234 ط عبد اللطيف بمصر)
ومنهم العلامة الشيباني في تيسير الوصول (ج 2 ص 82 ط نول كشور) ومنهم العلامة
المناوي في كنوز الحقايق (ص 113 ط بولاق بمصر) ومنهم العلامة المعاصر الشيخ حسن
النجار المصري في الأشراف (ص 11 ط مصر) (1)
(هامش)
(1) ونذكر ههنا جملة مما ذكره القوم في حق أهل البيت عليهم السلام : قال العلامة
المعاصر الشيخ محمد بهجت ابن الشيخ بهاء الدين البيطار الدمشقي من مشايخنا في
الرواية في نقد عين الميزان (ص 13 ط مطبعة مجلة القيمرية) : أما مودة أهل البيت
وكونها من الواجبات ، فقضية مسلمة مقبولة ومعلومة غير مجهولة . وقال العلامة
المعاصر الشيخ حسن النجار المصري في الأشراف (ص 21 ط مصر) (*)
ص 671
وروى عن سيدي الخواص أنه كان يقول : ومن حق الأشراف علينا أن نفديهم بكل ما نملك
لسريان لحم رسول الله ودمه الكريمين فيهم ، فهم بضعة منه وللبعض في الاجلال
والتوقير والتعظيم ما للكل وحرمة جزئه صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمة جزئه حيا على
حد سواء . وقال العلامة السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 50 ط
القاهرة) ونقل السيد السمهودي في كتابه جواهر العقدين عن توثيق عرى الإيمان
للبارزي نقلا عن الشيخ العلامة العارف بالله أبي الحسن الحراني قال في جملة كلام له
: إلى أن قال : وبالحقيقة لا يعد من المؤمنين من لم يجد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وذريته أحب إليه وأعز عليه من أهله وولده والناس أجمعين . وفي (ص 63 ،
الطبع المذكور) وقال القاضي عياض في كتاب الشفاء ما حاصله : إن من سب أبا أحد من
ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تقم بينة على إخراجه قتل انتهى . وأفتى
الكمال الرداد في من قال : لعن الله والدي الشريف أنه يصير بذلك مرتدا خارجا عن
الإسلام ويجب عليه تجديد الشهادتين فإن لم يسلم قتل بالسيف وجاز طرحه للكلاب
والحالة هذه . وفي فتاوى العلامة سالم باصهى الحضرمي رحمه الله - مسألة : ما حكم من
ثلب ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ حاصل ما أجاب به أنه : قدم على ما
يسخط الله عليه ويمقته به لأن الإيمان منوط بحبهم والنفاق مربوط ببغضهم وأطال - إلى
أن قال : فيجب على الوالي استتابته وتعزيره فإن لم يتب مستحلا لذلك قتل وأغرى
يجيفته الكلاب . وروى السلف رضي الله عنهم أن من أطلق لسانه في الذرية العلية لا
يموت إلا مرتدا عن الإسلام إن لم يتب توبة مثمرة للندم والاقلاع والعزم على أن يعود
مع استيفاء التعزير
ص 672
الشرعي من الساب والاستحلال من الشريف الذي سبه فواجب على ولاة المسلمين أن يشددوا
في التنكيل والتهديد على من فعل ذلك لمخالفته للقرآن وعناده للسنة وقد شوهد كثير من
المبتلين بسب الذرية لم يلبثوا إلا قليلا حتى عجل الله العقوبة عليهم بالمصائب
العظام ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعملون وقد قيل في المعنى : حذار أيها الباغي
ظلا متنا * فإن لحم بني الزهراء مسموم وقال سيدي الشيخ الكبير عبد الوهاب الشعراوي
في اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ويجب اعتقاد وجوب محبة ذرية نبينا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإكرامهم واحترامهم وهم : الحسن والحسين ابنا فاطمة
رضي الله عنهم وأولادهم إلى يوم القيامة ، وأن نكره كل من آذى شريفا وهجره ولو كان
من أعز أصحابنا لقوله تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى . وقال
سيدي الشيخ الكبير أحمد الرفاعي قده : نوروا قلوبكم بمحبة آله الكرام عليه أفضل
الصلاة والسلام ، فهم أنوار الوجود اللامعة وشموس السعود الطالعة من أراد الله به
خيرا ألزمه وصية نبيه في آله فأحبهم واعتنى بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم ، وكان
لهم مراعيا ولحقوق رسوله فيهم راعيا ، المرء مع من أحب ، ومن أحب الله أحب رسول
الله ومن أحب رسول الله أحب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أحبهم كان
معهم وهم مع أبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام قدموهم عليك ولا تقدموهم ، وأعينوهم
وأكرموهم يعد خير ذلك عليكم انتهى . وفي (ص 52 : الطبع المذكور) : وقال سيدي الشيخ
الأكبر محيي الدين بن العربي قده في الباب الثاني بعد الخمسمأة من الفتوحات
المكية : اعلم أن من الخيانة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تخونه فيما
سألك فيه من المودة لقرابته وأهل بيته فإن من كره أحدا من أهل بيته فقد كره رسول
الله صلى الله عليه آله وسلم لأنه صلى الله عليه وآله وسلم واحد من أهل البيت وحب
(ج 42)
ص 673
أهل البيت لا يتبعض فإنه ما تعلق إلا بمطلق الأهل لا بواحد بعينه فاجعله ببالك
واعرف قدر أهل البيت فمن خان أهل البيت فقد خان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في سننه ومن خان ما سنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد خانه صلى الله عليه
وآله وسلم . ولقد أخبرني الثقة عندي بمكة أن شخصا كان يكره ما يفعله الشرفاء بمكة
في الناس فرأى في المنام فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي معرضة
عنه فسلم عليها وسألها عن اعراضها فقالت له : إنك تقع في الشرفاء قال : فقلت يا
سيدتي ألا ترين ما يفعلونه في الناس ؟ فقالت : أليس هم بني ؟ ! قال : فقلت لها : من
الآن تبت إلى الله فأقبلت علي وتبسمت ، فلا تعدل يا أخي بأهل البيت أحدا لأنهم أهل
الشهادة فبغض الانسان لهم خسران حقيقي وحبهم عبادة شرعية وذكر هذين البيتين : فلا
تعدل بأهل البيت خلقا * فأهل البيت هم أهل السيادة وبغضهم لأهل العقل خسر * حقيقي
وحبهم عبادة انتهى وقال رضي الله عنه في الكتاب المذكور في الباب التاسع والعشرين
بعد كلام طويل في التحذير من ذمهم والعياذ بالله قال فإن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ما طلب منا عن أمر الله إلا المودة في القربى وفيه سر صلة الأرحام ومن لم يقبل
سؤال نبيه فيما سأله فيه مما هو قادر عليه بأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته وهو ما
أسعف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيما طلب منه من المودة في قرابته فكيف بأهل
بيته فهم أخص القرابة . قال بعضهم : هذا الحديث أيضا مصرح يكفر من سب شريفا والعياذ
بالله تعالى وإذا كانت اللعنة وهي الطرد عن رحمة الله تعالى واقعة من الله ورسوله
ومن كل نبي على من استحل منهم ما حرم الله تعالى كما في حديث عائشة السابق فلا يبعد
كفر الساب لهم لا سيما إن كان السب مقرونا باستخفاف بمقام الشرف أو استحلال لذلك .
وفي (ص 59 ، الطبع المذكور) قال سيدي العارف ، بالله شيخ بن عبد الله العيدروس نفع
الله به في كتابه العقد النبوي
ص 674
بعد كلام يتعلق بالذرية العلية : قال : واعلم أن حبهم يبلغ صاحبه عند الله الدرجة
العالية والقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم دليل على محبة الله وطاعته كما قال : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله
، وقال تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، وكلما ازددت قربا
ونفعا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ازددت قربا بقدره من الله ، وتتخذ بذلك
الحب يدا عند الله ورسوله على قدره لأنك تتحقق أنك كلما ازددت محبة وقربا ومودة
وحرمة وقدرا وإعظاما ازددت عند محبوبك بقدر ما أحببتهم وعظمتهم ، وكل ما نقصت عن
ذلك فيهم انتقصت عنده بقدر ذلك النقصان انتهى كلامه نفع الله به . وصح عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله تعالى : وكان أبوهما صالحا ، أنه قال : حفظا بصلاح أبيهما
وما ذكر عنهما صلاحا وروي أنه كان بينهما سبعة أو تسعة آباء فكيف لا تحفظ ذرية
النبي صلى الله عليه وآله وسلم به وإن كثرت الوسائط بينهم وبينه ، ومن ثم قال جعفر
الصادق رضي الله عنه : احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين ، وكان أبوهما
صالحا أخرجه عبد العزيز بن الأخضر في معالم العترة . وفي (ص 17 ، الطبع
المذكور) : قال بعد كلام له : وكإخباره عليه الصلاة والسلام في أحاديث متعددة بأن
المهدي الموعود به في آخر الزمان من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم إلى غير ذلك
من الأحاديث والأخبار الدالة قطعا على أن هذه السلالة الطاهرة والعناصر الزكية هم
أهل البيت المطهرون وإنهم المرادون بكل ما ورد في فضل أهل البيت من الآيات
والأحاديث والآثار وأنهم ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته وبنوه وأولاده
وإنهم لن يفارقوا الكتاب إلى يوم القيامة وإنهم أحد الثقلين اللذين تركهما فينا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر أمته بالتمسك بهم وقد أجمعت الأمة على ذلك
فلا حاجة لإطالة الاستدلال له . وإذا استطال الشيء قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس
تذهب باطلا
ص 675
وقال العلامة المغربي في رفع اللبس والشبهات (ص 89 ط مصر) وفي كنوز المطالب قال
صاحب الكمائم يعني البيهقي لما قال منصور النميري تقربا لهارون الرشيد ليعطيه : -
يسمون النبي أبا ويأبى من الأحزاب سطر من السطور - يعني ما كان محمد الآية رأى صلى
الله عليه وسلم في منامه وهو يهوي إليه بقضيب وهو يقول له : أنت الذي تنفي ذريتي
مني فانتبه مذعورا ومال إلى محبة آل النبي صلى الله عليه وسلم وقال في ذلك ما أوجب
أن أمر الرشيد بقتله فذهبوا إليه ليقتلوه فوجدوه قد مات ، ونجاه الله وذلك مذكور في
كتاب الأغاني . وقال الحافظ محمد بن أحمد الذهبي في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 2 48
ط القاهرة) قال : الحسين بن أحمد القادسي قال : منعني النواصب أن أروي مناقب أهل
البيت فأملى العجائب . وقال العلامة الشاه تقي الهندي في الروض الأزهر (ص 328 ط
مصر) قال في خزائن الحكمة بعد كلام له : ثم اعلمن أن هؤلاء المستنيرين بنور النبوة
على طبقات ثلاث : الأولى وارث الحكمة والعصمة والوجاهة ، وهم أهل البيت وقد جرت
السنة الإلهية على أن تكون أهل بيت كل نبي من وارث هذا التفضيل الجلي وهؤلاء علي
وأولاده وفاطمة رضي الله تعالى عنهم أجمعين . وقال العلامة المعاصر السيد علوي بن
طاهر الحداد الحضرمي في القول الفصل (ج 2 ص 38 ط جاوا) قال في ذيل حديث في فضل
أهل البيت : وأخرجه أحمد في مسنده بسند رجاله ثقاة فمحبة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ومحبة أهل بيته متلازمة ومن أحبهم أحب
ص 676
ذريتهم وذوي قرباهم لا محالة لأن من أحبهم إنما أحبهم بحبه لسلفهم ومن أبغضهم فإنما
أبغضهم لبغضه لسلفهم . وفي (ج 1 ص 442 الطبع المذكور) فعلى السعيد بحبهم ، والمعتبط
بودهم وقربهم ، والمتشوف إلى الاطلاع على ما لهم من المناقب ، وما خصوا به من
الخصائص والمواهب ، أن يرجع إلى ما كتبه الأئمة في ذلك فقد ألفوا وصنفوا في ذلك
الدواوين النافعة ، والمؤلفات الجامعة فممن ألف في ذلك الإمام الحافظ الناقد الحجة
عبد الرحمن بن أبي حاتم صاحب التأليف في علم الجرح والتعديل المتوفى سنة 327 ،
ومنهم الحافظ الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385 له كتاب
ثناء الصحابة على القرابة ومنهم الحافظ الجليل الإمام أبو بشر محمد بن أحمد بن
حماد الأنصاري المعروف بالدولابي المتوفى سنة 310 له كتاب الذرية الطاهرة ،
ومنهم الحافظ الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي
المتوفى سنة 371 له كتاب التبصرة بفضائل العترة المطهرة ، ومنهم الحافظ أبو عبد
الله محمد بن أبي المظفر يوسف الزرندي المدني له كتاب نظم درر السمطين في ذرية
السبطين وكتاب معراج الوصول إلى معرفة فضائل آل الرسول ، ومنهم حافظ الحنابلة
عبد العزيز بن محمد بن مبارك الجنابذي البغدادي له معالم العترة النبوية ومعارف
أهل البيت الفاطمية ، ومنهم المحدث المكثر الحافظ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن
خسرو البلخي الحنفي مؤلف مسند الإمام أبي حنيفة له كتاب مناقب أهل البيت ،
ومنهم الحافظ أبو جعفر أحمد المعروف بالمحب الطبري له ذخائر العقبى في مناقب ذوي
القربى ، ومنهم الشريف العلامة الفقيه المحدث علي بن عبد الله السمهودي المدني له
كتاب جواهر العقدين في فضل الشرفين ومنهم الشيخ الحافظ أبو عبد الله ابن الآبار
له كتاب درر السمط في خبر السبط ومنهم الحافظ السيوطي له كتاب إحياء الميت
بفضائل أهل البيت ومنهم الشيخ العلامة أحمد باكثير الحضرمي له كتاب وسيلة المآل
في عدد مناقب الآل ومنهم الشيخ العلامة أحمد بن عبد القادر الخفطي له كتاب عقد
اللأل في فضائل الآل ، ومنهم السيد العلامة العارف بالله فريد عصره عبد الرحمان
بن
ص 677
مصطفى العيدروس له كتاب عقد اللأل في فضائل الآل ، وكتاب عقد الجواهر في
فضائل أهل البيت الطاهر ، ومنهم السيد العلامة أحمد بن علوي جمل الليل العلوي له
كتاب الذخيرة ، ومنهم الشيخ العلامة حسن العدوي الحمزاوي له استطرادات إلى ذكر
مناقب أهل البيت في كثير من مؤلفاته كمشارق الأنوار ونحوه ، ومنهم الشيخ
العلامة الصبان له كتاب إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين
، ومنهم الشيخ العلامة عبد الله بن محمد الشبراوي المصري له كتاب الاتحاف بحب
الأشراف ، ومنهم الشيخ الحافظ محمد بن علي الشوكاني له كتاب وبل الغمام ودر
السحابة في مناقب القرابة والصحابة ، ومنهم السيد العلامة المحقق العارف بالله
عبد الله بن عمر بن يحيى العلوي له رسالة جامعة في فضائل أهل البيت وللشيخ
العلامة محمد بن سعيد با بصيل خلاصة من ذلك ، ومنهم حافظ العصر العلامة حسن الزمان
بن محمد قاسم ذو الفقار الهندي له كتاب القول المستحسن في فخر الحسن وكتاب
الفقه الأكبر وفيهما من مناقب أهل البيت كثيرا طيبا ، ومنهم عالم العصر الشيخ
العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني له كتاب الشرف المؤبد لآل محمد ، ومنهم
العلامة المحقق المتفنن الشريف الأصيل السيد أبو بكر بن عبد الرحمان بن شهاب الدين
العلوي له كتاب رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي إلى غير ذلك مما
أغفلنا ذكره أو لم يبلغ إلينا علمه ، أما المؤلفات المخصوصة بمناقب بعضهم أو قبيلة
منهم فهي كثيرة ومن أشملها وأعمها وأعظمها مناقب أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه
أفضل أهل البيت وخيرهم وسيدهم بعد مشرفهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
فمنها كتاب مناقب علي للإمام أحمد بن حنبل ، وكتاب خصائص علي للحافظ
النسائي ، وكتاب ينابيع الموالاه في طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه للحافظ
ابن جرير الطبري في مجلدين ، وكتاب طرق حديث الطير في مجلد وقد صنف فيه جماعة
غيره منهم الحافظ ابن مردويه والحافظ أبو عبد الله الحاكم وصاحبه الحافظ أبو طاهر
محمد بن أحمد بن حمدان الخراساني الرحالة المصنف ، والحافظ أبو مسعود
ص 678
السجستاني أخرج حديث الموالاة عن مأة وعشرين من الصحابة والحافظ الحجة المكثر أحمد
بن سعيد بن عقدة له كتاب الموالاة في حديث من كنت مولاه أخرجه فيه عن مأة وخمسة
من الصحابة قال الحافظ ابن حجر : وفي أسانيده جياد وحسان وكان الحافظ أبو العلاء
العطار الهمداني يقول : أروى هذا الحديث بمأتي طريق وخمسين طريق ، وللمحدث محمد بن
محمد الجزري الشافعي كتاب أسنى المطالب في مناقب المولى علي بن أبي طالب ولأبي
عبد الله الحاكم جزؤ في فضايل الزهراء البتول على أبيها وعليها الصلاة والسلام ،
وقد استدرك في المستدرك كثيرا من الأحاديث في فضائل أهل البيت وتعقب الذهبي
شيئا منها وقد أخطأ في مواضع من تعقبه ولفقيد الإسلام الشهيد عبد الحميد الزهراوي
ره مؤلف في مناقب أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، وبالجملة فالمؤلفات في هذا
الشأن كثيرة وفي هذه الكتب الخاصة كثير من مناقبهم العامة بل قلما يخلو كتاب من كتب
الإسلام عن ذكر شيء من فضائلهم أو الإشارة إلى شيء منها ، وبالجملة فإن مناقب أهل
البيت الطاهرة وما لهم من الفضائل والمفاخر قد ملئت بها الأسفار وسارت سير المثل في
الأقطار وبلغت مبلغ الليل والنهار ، وأذكر هنا ما أخبرني به بعضهم قال : إن بعض
المبتلين بجذان النصب من أهل هذا العصر وكان عربيا ركب البحر مرة فصمه السفر إلى
بعض المتعلمين من الصينيين في أحد السفن التجارية فلما أدنى التعارف أحدهما إلى
الآخر أخذا يتداولان أطراف الأحاديث من قديم وحديث ، حتى أفضى ذلك الشانئ المبتلى
إلى ذكر السادة الأشراف فأخذ يقصبهم ويعيبهم ويحقر شأنهم ويستصغر قديمهم ويقذف ما
شاء من رجيع بطنه ودغل قلبه قال : فلم يستمر في مقاله حتى اشتشاط ذلك الصيني غضبا
وقال له : إنك ما تريد بما تسمعني من أكاذيبك إلا أن تسمني بسمة البلاهة والغباوة
كأنك لا تعلم أني متعلم متخرج من المدارس العالية قد قرءت التاريخ واطلعت عليه
وعرفت أول أمركم وقديمه وما كنتم عليه قبل الإسلام وإنه لولا منة الله عليكم بهذا
البيت لما عدكم الناس في الأمم قال : فكأنما ألقمه حجرا ، وهناك نظائر هذه القصة لا
محل لذكرها ولسنا بصدد نزح هذا البحر الذي لا تنقطع أمداده ، ولا عد الرمل الذي
يستحيل تعداده ، من رام
ص 679
عد القطر عد طويلا ، وإنما نتعرض من ذلك لما تكلم فيه (التلميذ) من تلك المفاخر
العظيمة والمناقب الكريمة ، مع الاتيان ببلة من ذلك الفرات العذب ، تبرد بها غلة
الأحباب ، ونظم لئالئ من كبار اللؤلؤ الرطب نزين بها جيد الكتاب ، ومن أراد
الاستقصاء والزيادة والمبالغة في الاستفادة فليرجع إلى ما ذكرناه من المؤلفات وما
لم نذكره يجد فيها الكثير الطيب في الكثير الطيب : فهم الكثير الطيب المدعو لهم *
من جدهم عند الزفاف الاتعى والله الموفق والمعين . وقال العلامة إبراهيم بن محمد
البيهقي في المحاسن والمساوئ (ص 91 ط بيروت) قيل ولما بلغ غانمة بنت غانم سب
معاوية وعمرو بن العاص بني هاشم قالت لأهل مكة : أيها الناس إن قريشا لم تلد من رقم
ولا رقم سادت وجادت وملكت فملكت وفضلت ففضلت ، واصطفيت فاصطفت ، ليس فيها كدر عيب
ولا افن ريب ولا حشروا طاغين ولا حادوا نادمين ولا المغضوب عليهم ولا الضالين ، إن
بني هاشم أطول الناس باعا وأمجد الناس أصلا وأحلم الناس حلما وأكثر الناس عطاء ،
منا عبد مناف الذي يقول فيه الشاعر : كانت قريش بيضة فتفلقت * فالمخ خالصها لعبد
مناف إلى أن قال : ومنا أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفرس بني هاشم
وأكرم من احتفى وتنعل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فضائله ما قصر عنكم
أنباؤها وفيه يقول الشاعر : وهذا علي سيد الناس فاتقوا * عليا بإسلام تقدم عن قبل
ومنا الحسن بن علي رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل
الجنة وفيه يقول الشاعر : ومن يك جده حقا نبيا * فإن له الفضيلة في الأنام
ص 680
ومنا الحسين بن علي رضوان الله عليه حمله جبريل عليه السلام على عاتقه وكفى بذلك
فخرا ، وفيه يقول الشاعر : نفي عنه عيب الآدميين ربه * ومن مجده مجد الحسين المطهر
وقال العلامة المعاصر الشيخ يوسف بن إسماعيل بن النبهاني البيروتي في كتابه الشرف
المؤبد لآل محمد (ص 94 ط مصر) وعن الشيخ زين الدين عبد الرحمان الحلال البغدادي
إن بعض أمراء تيمور لنگ أخبره أنه لما مرض مرض الموت اضطرب ذات يوم اضطرابا شديدا
واسود وجهه وتغير لونه ثم أفاق فذكروا له ذلك فقال : إن ملائكة العذاب أتوه فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : اذهبوا عنه فإنه كان يحب ذريتي ويحسن
إليهم فذهبوا إلى أن قال : وعن شمس الدين محمد بن حسن الخالدي قال رأى بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ورأى عنده تيمور لنگ فقال له : وصلت إلى هنا يا
عدو الله ؟ ! فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : إليك يا محمد فإنه كان يحب ذريتي
. وقال العلامة الابشهي في المستطرف (ج 2 ص 249 ط القاهرة) وذكر أبو العباس
الشيباني قال : وفد على أبي دلف عشرة من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في
العلة التي مات فيها فأقاموا ببابه شهرا لا يؤذن لهم لشدة العلة التي أصيب بها ، ثم
أفاق فقال لخادمه بشر : إن قلبي يحدثني أن بالباب قوما لهم إلينا حوائج فافتح الباب
ولا تمنعن أحدا قال : فكان أول من دخل آل علي رضي الله عنه ، فسلموا عليه ثم ابتدء
الكلام رجل منهم من ولد جعفر الطيار ، فقال : أصلحك الله إنا من أهل بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفينا من ولده وقد حطمتنا المصائب وأجحفت بنا النوائب فإن رأيت
أن تجبر كسيرا وتغني فقيرا لا يملك قطميرا فافعل ، فقال لخادمه : خذ بيدي وأجلسني
ثم أقبل معتذرا إليهم ودعا بدواة وقرطاس وقال : ليكتب كل منكم بيده أنه قبض مني ألف
دينار قالوا : فبقينا والله متحيرين فلما أن كتبنا الرقاع ووضعناها بين يديه قال
لخادمه : علي بالمال فوزن لكل واحد
ص 681
منا ألف دينار ثم أمر بوضع تلك الرقاع في كفنه . وقال العلامة الشيخ سليمان البلخي
القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 391 ط اسلامبول) قال : ومن ذلك
(أي من القصص العجيبة) ما حكاه المقريزي عن الرئيس شمس الدين محمد بن عبد الله
العمري قال : سرت يوما عند محمود العجمي المحتسب وهو مع خدمه في بيت الشريف عبد
الرحمان الطباطبي قال المحتسب للشريف : إنك لما جلست البارحة عند السلطان برقوق
فوقي كرهتك فرأيت الليلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لي : يا محمود تأنف أن
تجلس تحت ولدي فبكى الشريف وقال : من أنا حتى يذكرني جدي صلى الله عليه وآله وسلم
وبكى معه الجماعة . وقال العلامة النبهاني في الشرف المؤبد (ص 95 ط مصر) وحكى
العلامة ابن حجر الهيتمي عن التقي الفارسي ، عن بعض الأئمة أنه كان يبالغ في تعظيم
الأشراف فسئل عن سبب تلك المبالغة فقال : إن شخصا من الأشراف يقال له مطير قد مات ،
وكان كثير اللعب واللهو فتوقف الأستاذ عن الصلاة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في
المنام ومعه فاطمة الزهراء فأعرضت عنه فاستعطفها حتى أقبلت عليه وعاتبته قالت له :
أما يسع جاهنا مطيرا ! ؟ . وفي (ص 98 ، الطبع المذكور) وعن سيدي محمد الفارسي أنه
قال كنت أبغض أشراف المدينة بني حسين لأنه كان يرى منهم ما يخالف ظاهره السنة فقال
لي النبي مناما يا فلان - باسمي - ما لي أراك تبغض أولادي ؟ قلت : حاشا لله ما
أكرههم يا رسول الله وإنما كرهت ما رأيت من فعلهم فقال لي : مسألة فقهية : أليس
الولد العاق يلحق بالنسب ؟ قلت بلى يا رسول الله قال : هذا ولد عاق ، فلما انتبهت
صرت لا ألقى منهم أحدا إلا بالغت في إكرامه وقد تقدمت هذه القصة في خصائصهم . وقال
العلامة الحمزاوي المالكي في مشارق الأنوار (ص 111
ص 682
ط مصر) : ذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الملتقط قال : كان رجل ببلخ من
العلويين نازلا بها وكان له زوجة وبنات فتوفى الرجل قالت المرأة : فخرجت بالبنات
إلى سمرقند خوفا من شماتة الأعداء فوصلت في شدة البرد فأدخلت البنات مسجدا ومضيت
لاحتال لهن في القوت فرأيت الناس مجتمعين على شيخ فسألت عنه فقالوا : هذا شيخ البلد
فتقدمت إليه وشرحت حالي له ، فقال : أقيمي عندي البينة إنك علوية ولم يلتفت إلي ،
فعدت إلى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة وحوله جماعة فقلت : من هذا ؟
فقالوا : ضامن البلد وهو مجوسي فقلت : عسى أن يكون عنده الفرج فتقدمت إليه وحدثته
حديثي وما جرى لي مع شيخ البلد وإن بناتي في المسجد ما لهن شيء يقتتن به فصاح بخادم
له فخرج فقال ، قل لسيدتك تلبس ثيابها فدخل وخرجت ومعها جوار فقال لها : اذهبي مع
هذه إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار فجائت معي وحملت بناتي إلى الدار
وقد أفرد لنا دارا في بيته وأدخلنا الحمام وكسانا ثيابا فاخرة وأرغد علينا بألوان
الأطعمة فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم كأن القيامة قد قامت وإن اللواء
على رأس محمد صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه فقال : يا رسول الله تعرض عني وأنا رجل
مسلم فقال له : أقم بالبينة عندي أنك مسلم ، فتحير الرجل فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم : نسبت ما قلت للعلوية ، وهذا القصر للشيخ الذي هي في داره الآن
فانتبه الرجل وهو يبكي ويلطم وبعث غلمانه في البلد إلى أن قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل . وقال
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ج 3 ص 37 ط مطبعة
العرفان ببيروت) وقال بعض كبراء العارفين في معرفة سر سلمان الفارسي الذي ألحقه
بأهل البيت : ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا محضا قد طهره الله وأهل
بيته تطهيرا كاملا وأذهب
ص 683
عنهم الرجس وعن كل ما يشينهم فهم المطهرون بل هم عين الطهارة فهذه الآية تدل على أن
الله قد أشرك أهل البيت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تبارك وتعالى :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فدخل الشرفاء أولاد فاطمة رضي الله عنها
قاطبة كلهم ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا في دار الآخرة فإنهم يحشرون
مغفورا لهم فلا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة بهم وقد شهد الله بتطهيرهم ، ذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فسلمان منهم لقوله صلى الله عليه وآله
وسلم : سلمان منا أهل البيت ، بل أرجو أن يكون عقب علي رضي الله عنه مطلقا تلحقهم
هذه العناية وموالي أهل البيت منهم فإن ظهر منهم ظلم فذلك في زعمك ظلم لا في نفس
الأمر وإن حكم عليه ظاهر الشرع بأدائه وإن حكم ظلمهم يشبه جري المقادير علينا في
المال والنفس بغرق أو بحرق وغير ذلك من الأمور المهلكة فلتشكر الله أو تصبر ليجزل
أجرك وإن تنسب فيهم بسوء والله ما ذلك إلا من نقص إيمانك ومن مكر الله بك واستدراجه
إياك من حيث لا تعلم فلو كشف الله لك يا ولي الله منازلهم عند الله تعالى في الآخرة
لوددت أن تكون مولى من مواليهم . وقال العلامة المعاصر الشيخ عبد الحفيظ الفهري
الفاسي في رياض الجنة (ج 2 ص 2) : في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
فصل وسلم وبارك عليه وعلى آله وعترته الذين جعلتهم في مفرق المجد تاجا ، وفي دجى
الكون نورا وسراجا ، وآتيتهم من الفضل ما لم تؤت أحدا من العالمين ، ونشرت مآثرهم
على تعاقب السنين وكلاءتهم فلم تغيرهم الحوادث والتنقلات أو تنقص من بهجتهم نقائص
الحالات ، ومنحتهم إجلالا وتعظيما وتوقيرا بقولك : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وجعلت التمسك بهم أمانا لأهل الأرض طولها والعرض ،
وحفظتهم مع القرآن من الانقراض والانعدام كما أفصح عنه حديث نبيك عليه الصلاة
والسلام . وقال الشبلنجي في نور الأبصار (ص 107 ط مصر) :
ص 684
وحكي أن بعض الوعاظ أطنب في مدح آل البيت الشريف وذكر فضائلهم حتى كادت الشمس أن
تغرب ، فالتفت إلى الشمس وقال مخاطبا لها :
لا تغربي يا شمس حتى ينقضي * مدحي لآل
محمد ولنسله
وأثني عنانك إن أردت ثناءهم * أنسيت إذ كان الوقوف لأجله
إن كان للمولى
وقوفك فليكن * هذا الوقوف لفرعه ولنجله
فطلعت الشمس ، وحصل في ذلك المجلس أنس كثير
وسرور عظيم وذكره العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار المصري في الأشراف (ص 25 ط
مصر) بعين ما تقدم عن نور الأبصار (1) . وذكره العلامة الشيخ علي بن برهان
الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة 1044 في كتابه انسان العيون الشهير بالسيرة
الحلبية (ج 1 ص 385 ط مصر) أنه وقع لبعض الوعاظ ببغداد إذ قعد يعظ بعد العصر ثم
أخذ في ذكر فضائل آل البيت فجاءت سحابة غطت الشمس فظن وظن الناس الحاضرون عنده أن
الشمس غابت فأرادوا الانصراف فأشار إليهم أن لا يتحركوا ثم أدار وجهه إلى ناحية
الغرب وقال :
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي * مدحي لآل المصطفى ولنجله
إن كان للمولى
وقوفك فليكن * هذا الوقوف لولده ولنسله
فطلعت الشمس . وقال العلامة السيد أبو بكر
بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي في رشفة الصادي (ص 56 ط القاهرة بمصر) :
(هامش)
(1) وقد تقدم نقل هذه الحكاية اللطيفة عن جملة من كتب القوم في ذيل أحاديث رد الشمس
فراجع . (*)
ص 685
وروي أن الشيخ الكبير الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمان بلحاج بأفضل قال ذات يوم :
ما معي من العمل الذي أعتمد عليه غير ذرة من حب آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فبلغ ذلك السيد الجليل الشريف أحمد بن علوي بأحجدب قده فقال اذهبوا إليه وبشروه
فإن هذا هو الذي أشار إليه الشيخ أبو بكر العبدروس العدني رضي الله عنه بقوله :
لك
الهنا إن حل فيك ذرة * من حبهم أو لاح منك خطره
من ذكرهم ما أعظم المسرة * طوبى
لقلب حل حبهم فيه
نبذة مما ورد في كتب القوم من الأبيات المنظومة في مدح أهل البيت
عليهم السلام للشافعي :
قالوا ترفضت قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت
بغير شك * خير إمام وخير هادي
إن كان حب الولي رفضا * فإني أرفض العباد
روى عنه في
ينابيع المودة (ص 275 ط اسلامبول) وفي الروض الأزهر (ص 369 ط حيدرآباد
الدكن) وفي نظم درر السمطين وفي رشفة الصادي (ص 97 ط مصر) لكنه ذكر في
البيت الثالث بدل كلمة الولي : الوصي . وله أيضا :
إن كان رفضا حب آل محمد
* فليشهد الثقلان أني رافض
نقله العلامة الملا علي القاري الهروي في جمع الوسائل
(ج 1 ص 208 ط مصر) وله أيضا :
إذا نحن فضلنا عليا فإننا * روافض بالتفضيل عند ذوي
الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته * رميت بنصب عند ذكري للفضل
فلا زلت ذا رفض ونصب
كلاهما * بحبهما حتى أوسد في الرمل
ص 686
روى عنه في الروض الأزهر (ص 369 ط حيدرآباد الدكن) وفي نظم درر السمطين .
وله أيضا :
آل النبي (ص) ذريعتي * وهم إليه وسيلتي
أرجو بهم أعطى غدا * بيد اليمين
صحيفتي
روى عنه في مفتاح النجا (ص 12 مخطوط) وله أيضا :
يا راكبا قف بالمحصب من
مني * واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات
الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافض
روى عنه العلامة النبهاني
في الشرف المؤبد (ص 88 ط مصر) حيث قال : روى ابن السبكي في طبقاته بسنده المتصل
إلى الربيع بن سليمان المرادي صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه قال : خرجنا مع
الشافعي من مكة نريد منى فلم ينزل واديا ولم يصعد شعبا إلا وهو يقول الأبيات .
ورواه العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 12 مخطوط) لكنه أسقط البيت الثاني .
ورواه العلامة الشاه تقي الهندي في الروض الأزهر ورواه العلامة السيد أبو بكر
الحضرمي في رشفة الصادي وله أيضا :
إذا في مجلس ذكروا عليا * وسبطيه وفاطمة
الزكية
فأجرى بعضهم ذكرا سواهم * فأيقن أنه سلقلقية
ص 687
إذا ذكروا عليه وبنيه * تشاغل بالروايات العلية
وقال تجاوزا يا قوم هذا * فهذا من
حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول
صلاة ربي * ولعنته لتلك الجاهلية
روى عنه العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص
275 ط اسلامبول) حيث قال : قد نقل البيهقي عن الربيع بن سليمان هو أحد من أصحاب
الإمام الشافعي قال : قيل للشافعي : إن أناسا لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة
لأهل البيت فإذا رأوا أحدا منا يذكرها يقولون : هذا رافضي ويشتغلون بكلام آخر فأنشأ
الإمام الشافعي يقول : فذكرها . ورواه أيضا العلامة العلوي الحضرمي في رشفة
الصادي (ص 98 ط القاهرة) ورواه الشيخ حسن المصري في الأشراف (ص 26 ط مصر)
لكنه اقتصر على نقل البيت الأول والرابع والخامس . وله أيضا
لو شق قلبي لبدا وسطه *
سطران قد خطا بلا كاتب
الشرع والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب
روى عنه
السيد أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي (ص 59 ط القاهرة) حيث قال : وقد جعل
الإمام الأعظم محمد بن إدريس الشافعي روح الله روحه أحب أهل البيت رضوان الله عليهم
موازيا ومعادلا لمحل التوحيد والشريعة في القلب الذي هو موضع نظر ربه حيث قال :
فذكر الأبيات . وله أيضا : يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن
أنزله
ص 688
كفاكم من عظيم القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له
روى عنه العلامة القندوزي
في ينابيع المودة (ص 357 ط اسلامبول) حيث قال : قال الحافظ أبو عبد الله جمال
الدين محمد بن أبي المظفر يوسف الزرندي المدني في كتابه معراج الوصول في معرفة آل
الرسول قال الإمام الشافعي رحمه الله . فذكر الأبيات . ونقلهما في القول البديع
بواسطة المجد الشيرازي ونقله في مفتاح النجا (ص 12 مخطوط) وفي مشارق
الأنوار (ص 111 ط مصر) وفي الأشراف (ص 24 ط مصر) لكنه ذكر في الأخير في البيت
الثاني : يكفيكم من عظيم الفخر إنكم و الشرف المؤبد و رشفة الصادي بعد قوله .
وانظر كيف كانت منازل محبيهم عند الله تعالى وعند جدهم الأكبر محمد صلى الله عليه
وآله وسلم ولا جرم أن كل مؤمن يؤمن بالله وبرسوله واليوم الآخر يكون ممتلئ القلب
بحبهم ومودتهم لا سيما إذا بلغه ما ورد في ذلك من الآيات والأحاديث ومن لم يكن بهذه
الصفة فليتهم نفسه في إيمانه وقد اقتضت الأحاديث المذكورة في هذا الباب وجوب محبة
أهل البيت الطاهر وتحريم بغضهم . وقد صرح بذلك الإمام الأعظم محمد بن إدريس الشافعي
ثم ذكر الأبيات . ولأبي حنيفة :
حب اليهود لآل موسى ظاهر * وولائهم لبني أخيه باد
وكذا النصارى يكرمون محبة * لمسيحهم نجرا من الأعواد
فمتى يوالي آل أحمد مسلم *
قتلوه أو سموه بالإلحاد
لم يحفظوا حق النبي محمد ص * في آله والله بالمرصاد (ج
43)
ص 689
قال العلامة البدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العبا (مخطوط ص 12) وكان
الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رحمه الله يعظم أهل البيت كثيرا
ويتقرب بالإنفاق على المستترين منهم والظاهرين وهذه الأبيات منسوبة إليه فذكر
الأبيات المتقدمة . ومنهم العلامة العارف المولوي السيد شاه تقي علي الكاظمي العلوي
الشهير بقلندر الهندي الحنفي المتوفى سنة 1290 في كتابه روض الأزهر (ط حيدرآباد
ص 359) ذكر ما تقدم عن مفتاح النجا بعينه . ولأبي تمام :
بجدكم نالوا علاها
فأصبحوا * يرون بها فخرا عليكم ومظهرا
ومن الحزامة أن تكون حزامة * أن لا تؤخر من
به تتقدم
نقله العلامة الحداد الحضرمي في القول الفصل (ج 1 ص 93 ط جاوا)
ولمنصور الفقيه :
إن كان حبي خمسة زكت به فرائضي *وبغض من عاداهم رفضا فإني رافضي
ذكره العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 4 ط اسلامبول) نقلا عن
الثعلبي في تفسيره عقيب ذكر حديث الخمسة أهل الكساء ثم قال : ولله در القائل : لو
لم تكن في حب آل محمد * ثكلتك أمك غير طيب المولد
ص 690
ولابن هرمة : مهما ألام على حبهم * فإني أحب بني فاطمة
بني بنت من جاء بالمحكما - ت
والدين والسنن القائمة
نقله العلامة أبو إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي المتوفى
سنة 356 في كتابه ذيل الأمالي والنوادر (ص 174 ط) حيث قال : وحدثنا أبو بكر بن
أبي الأزهر ، قال : حدثنا الزبير ، قال : أخبرنا ابن ميمون عن ابن مالك قال : قال
ابن هرمة ، فذكر الأبيات ثم قال : فلقيه بعد ذلك رجل فسأله : من قائلها ؟ فقال : من
عض ببظر أمه ، فقال له ابنه : يا أبت ألست قائلها ؟ قال : بلى قال : فلم تشتم نفسك
؟ قال : أليس الرجل يعض بظر أمه خيرا له من أن يأخذه ابن قحطبة . وللسيد محمد أبي
الهدى الصيادي الرفاعي :
حب آل النبي حبل نجاة * وطريق إلى النبي الكريم
وسبيل إلى
الوصول إلى الله * وباب لكل خير عظيم
وله أيضا : حب آل النبي باب الترقي * وسبيل
العلا وحرز الأمان
فضلهم والثناء عليهم أتانا * ضمن أي بمحكم القرآن
نقله السيد أبو
بكر بن شهاب الدين العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 56 ط القاهرة) . وللعلامة
السيد جعفر البرزنجي :
وكذا بفاطمة التي فضلت على * كل النساء وقلدت عقد الفخر
أيضا
وبالحسنين سبطي سيد * الكونين من بكسائه لهما ستر
وبعمه العباس ثم بنجله * الحبر
عبد الله نبراس الفكر
ص 691
وكذا بكل الآل والأصحاب والأ - زواج والعمات ربات الخفر
وعلي السجاد مصباح الدجى *
وبباقر من للمعالم قد بقر
وبصادق وبكاظم ثم الرضا * من للمساجد والمدارس قد عمر
والأمجدين تقيهم ونقيهم * وبعسكري أئمة اثني عشر
وبختمهم نجل الرسول محمد مهدينا
الآتي الإمام المنتظر
ذكره نفسه في منظومته (ص 10) . وللكميت :
ألم ترني من حب
آل محمد * أرواح وأغدو خائفا أترقب
على أي جرم أم بأية سيرة * أعنف في تقريظهم
واؤنب
رواه الفاضل الأديب المعاصر القلماوي المصري في أدب الخوارج في العصر
الأموي (ص 131 ط النشر والتأليف) . وله أيضا :
بأي كتاب أم بأية سنة * ترى حبهم
عارا علي وتحسب
رواه الفاضل المذكور أيضا في الموضع المذكور . للقطب حبيب بن عبد
الله بن محمد الحداد :
وآل رسول الله (ص) بيت مطهر * محبتهم مفروضة كالمودة
هم
الحاملون السر بعد نبيهم * ووراثه أكرم بها من وراثة
نقله العلامة السيد أبو بكر بن
شهاب الدين العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 50 ط القاهرة) ولمحيي الدين ابن
العربي :
رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربا
ص 692
فما سأل المختار (ص) أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى
وتبعهم الشهاب
البكري في ذلك المعنى فقال :
حب النبي وآله * والصحب فرض لازم
فتمسكن بجنابهم * يا
أيهذا الخادم
فتكون في الدنيا وفي * دار البقاء الغانم
فلك الهنا ولك المنى * ولك
النعيم الدائم
نقله العلامة المذكور في (ص 49 ، الطبع المذكور) حيث قال : وقال
المجد البغوي في تفسيره : إن مودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومودة أقاربه من
فرائض الدين ، وذكر نحوه الثعلبي ، وجزم به البيهقي قال القرطبي رحمه الله
والأحاديث تقتضي وجوب احترام آله صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب
الفروض التي لا عذر لها لأحد منها انتهى ، ويوافقه ما جاء عن الشيخ الأكبر محيي
الدين ابن العربي قده ، ثم ذكر الأبيات . للسيد أحمد أسعد المدني الحنفي الماتريدي
:
من عودكم باللطف كان تعودي * إن أستغيث بكم لنجح المقصد
وتعوذي بملاذ كعبة عزكم *
أجلو به خطب الزمان المعتدي
يا جيرة العلمين تهيامى (1) بكم * روحي وريحاني وجنة
موردي
وحياتكم ما زال رق هواكم * رقى وإن رغمت أنوف الحسد
قلبي المحير أمه ركب
النوى * بحصاره يأل الحسين المنحد
وإذا ذكرتكم أميس ترنما * من ذكركم مثل الغصون
الميد
لي في الفؤاد تشوف وتشوق * نيرانه بسوى اللقا لم تبرد
فصبا بنجد والحجاز وبات
من * وجد مع العشاق صب ترصد
(هامش)
(1) التهيام : الحب . (*)
ص 693
يا من بأوج العز قر قرارهم * هل من جواب العطف للمستنجد
يا سادتي منوا بجبر متيم *
خلع السوى وفنى بذاك المشهد
يروى العقيق حيا عقيق جفونه * حتى يرى منه لباس زمرد
ماذا على من هام في آل العبا * أو من سبى شغفا بآل محمد (ص)
لله نجب ما أعدت ثنائهم
* إلا ولذ لمهجتى أن ابتدي
يا آل طه من يزغ عن حبكم * لا ذاق من طيب الهناء الأرغد
يا سادتي وسعادتي دنيا وفي * دار المقر وعدتي في الموعد
أنتم كما صح الحديث أماننا
* وبفضلكم كم من صحيح مسند
قدستم بطهارة ونزاهة * عن كل رجس بالكمال الأحمدي
فودادكم فرض على كل الملأ * وبذا أتى القرآن للمسترشد
ما إن رجا راج عواطف سركم *
إلا نجا وعن الحمى لم يردد
أنهلتم هذا الوجود بجودكم * فبمد حكم حمدا يروح ويغتدي
أكرم بباب مدينة العلم الذي * هو منبع العرفان صنو محمد (ص)
لا سيف إلا ذو الفقار
ولا فتى * إلا علي قاهر المتمرد
صهر النبي خزينة النسب الذي * في صلبه عقد الكمال
المفرد
نقله علامة الشام الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار الحنبلي في حلية البشر
(ج 1 ص 212 ط مجمع اللغة العربية) حيث قال : الشريف السيد أحمد أسعد المدني
الحسيني ابن السيد محمد أسعد ابن السيد أحمد الحنفي الماتريدي مفتي المدينة المنورة
النبوية المحمدية ، قال في قصيدة متوسلا بهذه السلسلة الشريفة وقد أجاد ، ووفى
بالمرام والمرام ، فذكر الأبيات . لبعض الأمويين : يا أمين الله إني قائل * قول ذي
فهم وعلم وأدب
ص 694
عبد شمس كان يتلوها شما * وهما بعد لام ولاب
فاحفظ الأرحام فينا إنما * عبد شمس عم
عبد المطلب
لكم الفضل علينا ولنا * بكم الفضل على كل العرب
نقله العلامة ابن الصباغ
المالكي في الفصول المهمة (ط الغري) ولأبي عبد الله بن تيمية :
إن كان نصبا حب
آل محمد (ص)* فليشهد الثقلان أني ناصب
نقله العلامة السيد صفي الدين الحنفي البخاري
في القول الجلي في ترجمة ابن تيمية الحنبلي (المطبوع بهامش جلاء العينين ص 52 ط
بغداد) ولأبي الحسن بن جبير :
أحب النبي المصطفى وابن عمه * عليا وسبطيه وفاطمة
الزهرا
هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم * وأطلعهم أفق الهدى أنجما زهرا
موالاتهم فرض
على كل مسلم * وحبهم سنا الذخائر للأخرى
نقله العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار
المصري في الأشراف (ص 24 ط مصر) لأبي الحسن بن سعيد :
يا أهل البيت المصطفى
عجبا لمن * يأبى حديثكم من الأقوام
والله قد أثنى عليكم قبلها * وبهديكم شدت عرى
الإسلام
الله يحشر كل من عاداكم * يوم الحساب مزلزل الأقدام
ويرى شفاعة جدكم من
دونه * ويذاد عن حوض طريدا ظامي
نقله العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 357
ط اسلامبول) ولبعضهم :
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا * يمسك في أخراه بالسبب
الأقوى
ص 695
هم القوم فاقوا العالمين مناقبا * محاسنها تجلى وآياتها تروى
موالاتهم فرض وحبهم
هدى * وطاعتهم ود وود هم التقوى
نقله العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول
المهمة (ص 11 ط الغري) ولأحمد بن محمد الأنصاري الشيرواني :
قلم الولاء جرى بنور
سوادي * لذوي الفخار السادة الأمجاد
فبدت به كلمات مقول شاعر * يسمو بها شعراء كل
بلاد
أهل الكساء ما رمت غير جنابكم * وودادكم فارعوا عظيم ودادي
أهل الكساء ما حلت
عن منهاجكم * وبكم أنال الفوز يوم معادي
أهل الكساء إني أسير هواكم * وبه وجاهكم
حصول مرادي
أهل الكساء أنا لا أميل وحقكم * عنكم بلوم ذوي قلي وفساد
أهل الكساء من
لا مني في حبكم * يصلى غدا نارا مع ابن زياد
هو ذاك من آذى النبي بسوء ما * أبداه
بغضا في أبي السجاد
ومع الذين لهم فضائح جمة * وقلوبهم ملئت من الأحقاد
أهل الكساء
إني ابتليت بعصبة * كرهت سماع حديثكم في نادي
وإذا ذكرت مناقبا ظهرت لكم * في محفل
أعزى إلى الإلحاد
أهل الكساء طوبى لمن والاكم * يا سادتي تعسا لكل معادي
أهل الكساء
جحد النواصب فضلكم * والفضل كالشمس المنيرة بادي
ومرامهم إني أوافقهم على * لمز لهم
جلت عن التعداد أ
ني أحول عن الصلاح وأبتغي * طرق الفساد ومسلك الأضداد
والله لست
براغب عما به * يرض الإله وسيد الأمجاد
نقله العلامة الشيخ عبد الرزاق حسن بن
إبراهيم البيطار الحنبلي في
ص 696
حلية البشر (ج 1 ص 297 ط مطبعة اللغة العربية) . ولديك الجن :
والخمسة الغر
أصحاب الكساء معا * خير البرية من عجم ومن عرب
ولأبي عثمان الخالدي : أعاذل أن كساء
التقى * كسانيه حبي لأهل الكساء
نقلهما العلامة المنصور عبد الملك بن محمد الثعالبي
النيسابوري في ثمار القلوب (ص 483 ط القاهرة) ولابن هرثمة :
فمن كان يعذل في
حبهم * فإني أحب بني فاطمة
بني بنت من جاء بالبينات * وبالدين والسنن القائمة
نقله
العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 110 ط الغري) ولابن العريف :
وإذا ابتغيت وسيلة * ومدحته ومدحت آله
فاقطع بأنك آمن * يوم القيامة لا محاله
نقله
العلامة النبهاني البيروتي في سعادة الدارين (ص 539 ط بيروت) وفي كتابه مطالع
الأنوار . ولبعضهم :
جلوا قدورا أن يحدد فضلهم * وأثيل مجدهم بحصر الحاصر
إني
لمادحهم أحاطته بما * يحوون من كرم ومجد شاهر
يا من يروم إحاطة بكمالهم * أيحاط
بالبحر المحيط الزاخر .
فهم الأولى جلت مناقبهم وقد * ورثوا السيادة كابرا عن كابر
فالله يرضيهم ويرضي عنهم * وعليهم أزكي السلام العاطر
ص 697
نقله العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي (ص 4 ط القاهرة) حيث قال :
ولعمري أن ما رقمته بالنسبة إلى علو مفخرهم وعظيم مظهرهم كقطرة من البحر وكلحظة من
الدهر فذكر الأبيات ثم قال : أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ، و
أولئك أولياؤه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، يسبحون الليل والنهار لا
يفترون ، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون . ولا يمن بن خريم : نهاركم
مكابدة وصوم * وليلتكم صلاة واقتراء
وليتم بالقرآن والتزكي * فأسرع فيكم ذاك البلاء
بكى نجد غداة غد عليكم * ومكة والمدينة والجواء
وحق لكل أرض فارقوها * عليكم لا
أبالكم البكاء
أأجعلكم وأقواما سواء * وبينكم وبينهم الهواء
وهم أرض لأرجلكم وأنتم
* لا رؤسهم وأعينهم سماء
روى عنه أبو الفرج في الأغاني (ج 21 ص 10 ط ليدن)
ولبعضهم :
وإذ صح أنهم بضعة * فقل لي : يا ذا الحجاء الرجاح
أيدخل بعض النبي الجحيم
* لعمري هذا محال مطاح
ومن ههنا قال كم جهبذ * من القادة الغر شم المراح
من
المستحيلات كفر الشريف * سلالة أفصح كل الفصاح
عليه الصلاة معا والسلام * وما قاله
فالصواب الصراح
إذا الكفر لا يغفر الله منه * ولو كان ما كان فهو المطاح
ص 698
وقد ثبت العفو عن ذنبهم * فكفرهم مستحيل طياح
وهذا بحكم القيامة لا * بحكم ذه الدار
دار الطماح
لهذا عليهم أقمنا الحدود * بوفق الشريعة دون انقماح
وما ذاك من قدرهم
واضعا * فقدرهم فوق هام الضراح
عدنا ما نحن بصدده من ذكر ما جاء في فضل محبتهم ،
والتحذير عن بغضهم وكراهيتهم . نقله العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في رشفة
الصادي (ص 58 ط القاهرة) ولبعضهم :
أراد الحاسدون بغير علم * ولا هدى رواه ولا
كتاب
سقوط مقام أبناء التهامي * لعمرك ذا من العجب العجاب
بني المختار سادات
البرايا * وكيف وجدهم عالي الجناب
علوا بالمصطفى (ص) قدرا وفيه * رقوا حتى إلى كشف
الحجاب
فبغضهم الخسارة يوم حشر * وحبهم الذخيرة للحساب
وتنقيص احترامهم ضلال * وهل
بعد الضلالة من ثواب
وهل لميقن بلقاء طه * على حسد القرابة من جواب
ومن عجب تستره
لحمق * بإظهار المحبة للصحاب
فلو صدق الخبيث بمدعاه * درى ما للقرابة في الكتاب
وشيد حبهم بل وارتضاهم * دروعا للأمان من العقاب
وعظم ربتة الأصحاب فضلا * كما أمر
الرسول (ص) بلا ارتياب
كأن محب أهل البيت حاشا * عدو الصحب قبح من ذهاب
ذهاب قام عن
حسد وجهل * وظلم واعتساف وارتكاب
ص 699
ألا أن الصحاب بدور هدى * ومنتهم علينا للمآب
بهم للدين قام منار عز * به التجأ
السهى تحت الركاب
ففي المحراب قادات صدور * وأسد الله في يوم الحراب
بناء الدين قام
بصحب طه * وحب بنيه طوق في الرقاب
سحاب الفضل قد همعت عليهم * وحسبك فضل ربك من
سحاب
فقل للكلب نبحك عن فضول * أتخشى الزهر من نبح الكلاب
نقلة العلامة السيد أبو
بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 68 ط القاهرة بمصر) ولبعضهم :
هم معشر
حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب به
الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بر ومختوم به الكلم
يأبى لهم أن
يحلى الذم ساحتهم * خيم كريم وايد بالندى هضم
نقله ابن الفوطي في الحوادث الجامعة
(ص 153 ط بغداد) ولبعضهم :
هم العروة الوثقى لمعتصم بهم * مناقبهم جائت بوحي
وانزال
مناقب في الشورى وسورة هل أتى * وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي
وهم أهل بيت
المصطفى فودادهم * على الناس مفروض بحكم واسجال
نقله العلامة ابن الصباغ المالكي في
الفصول المهمة (ص 11 ط الغري) حيث قال : فهؤلاء هم أهل البيت المرتقون بتطهيرهم
إلى ذروة أوج الكمال المستحقون لتوقيرهم مراتب الاعظام والاجلال . ثم نقل الأشعار
ص 700
ونقله أيضا السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 28 ط
القاهرة) . قال : ولبعضهم :
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في أبحر الغي
والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت
حبل الله وهو ولائهم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
نقله العلامة المذكور في رشفة
الصادي (ص 25 ، الطبع المذكور) ولبعضهم : لي خمسة أنجوبها من شر نار الحاطمة *
المصطفى والمرتضى وابنيهما والفاطمة نقله العلامة عثمان مدوخ بن السيد محمد مدوخ
الحسيني في العدل الشاهد (ص 22 ط القاهرة) ولنجم الدين أيوب والد صلاح الدين :
رميت يا دهر كف المجد بالشلل * وجيدها بعد حسن الحلي بالعطل
يا عاذلي في هوى أبناء
فاطمة * لك الملامة إن قصرت في عذلي
بالله زر صاحبي القصرين وابك معي * عليهما لا
على صفين والجمل
وربما عادت الدنيا لمعقلها * منكم وأضحت بكم محلولة
العقد والله لا
فاز يوم الحشر مبغضكم * ولا نجا من عذاب النار غير ولي
ولا سقى الماء من حر ومن
ظماء * من كف خير البرايا خاتم الرسل
باب النجاة فهم دنيا وآخرة * وحبهم فهو أصل
الدين والعمل
نور الهدى ومصابيح الدجى ومحل الغيث اذونت الأنواء في المحل
نقله
العلامة أبو محمد عمارة بن اليمني الشافعي في تاريخ اليمن (ص 16 ط مصر) ثم قال
: ويقول المقريزي بأن هذه القصيدة كانت سببا في موت عمارة . تم الكتاب