الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج12)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 81

ومنها ما ذكره القوم : منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 201) قال : ونقل ابن سعد أن هشام إسماعيل المخزومي كان والي المدينة وكان يؤذي علي بن الحسين ويشتم عليا رضي الله عنهم على المنبر وينال منهم ، فلما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة عزله وأمر أن يوقف للناس لاستيفاء الحقوق منه فقال هشام : والله ما أخاف إلا من علي بن الحسين فإنه رجل صالح يسمع قوله فأوصى علي بن الحسين أصحابه ومواليه وخاصته أن لا يتعرضوا ، ثم مر عليه في حاجة فما عرض له ، ويروى أنه جاء له وكلمه وقال : يا ابن عم عافاك الله لقد أسائني ما صنع بك فادعنا إلى ما أحببت فقال هشام : الله أعلم حيث يجعل رسالته وكان زين العابدين عظيم الهدى والسمت الصالح وقد أخرج الخطيب في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي (ص) قال : إن الهدى الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة .

ص 82

صبره عليه السلام

رواه القوم : منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا الحسن بن المتوكل ، قال : ثنا أبو الحسن المدائني عن إبراهيم بن سعد ، قال : سمع علي بن الحسين ناعية في بيته وعنده جماعة ، فنهض إلى منزله ثم رجع إلى مجلسه ، فقيل له : أمن حدث كانت الناعية ، قال : نعم فعزوه وتعجبوا من صبره . فقال : إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب ، ونحمده فيما نكره . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 27 من النسخة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث عن إبراهيم بن سعد بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل كلمة : فعزوه : فقدوه .

ص 83

عدم مؤاكلته مع أمه كراهة أن تسبق يده على يدها   

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد في (الكامل) (ج1 ص 311 ط مصر) قال : كانت أم علي بن الحسين سلافة من ولد يزدجر معروفة النسب وكانت من خيرات النساء ويروى أنه قيل لعلي بن الحسين رحمه الله إنك من أبر الناس ولست تأكل مع أمك في صحفة فقال : أكره أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها وكان يقال له : ابن الخيرتين لقوله (ص) لله تعالى من عباده خيرتان فخيرته من العرب قريش ومن العجم الفارس . ومنهم العلامة المذكور في (الفاضل) (ص 103 ط دار الكتب بمصر) قال : ويروى أنه قيل لعلي بن الحسين : إنك أبر الناس وأتقاهم ، فما بالك لا تأكل مع والدتك في ص واحدة ؟ فقال : أكره أن تقع عينها على لقمة فأحاول أخذها وأنا لا أعلم فأكون قد عققتها . ومنهم العلامة الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 327 ط بيروت) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل) وزاد بعد قوله من أبر الناس : بوالدتك . ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي في

ص 84

(مرآة الجنان) (ج 1 ص 191 ط حيدر آباد) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل) إلا أنه أسقط قوله : فأكون قد عققتها وزاد بعد قوله من أبر الناس : بأمك . ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن علي المالكي المصري العدوى في (التحفة المرضية في الأخبار القدسية والأحاديث النبوية) (ص 94 ط المطبعة البهية المصرية الكائنة بالقاهرة) : روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل) . ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان في (تاريخه) (ج 1 ص 348 ط ايران سنة 1264) قال : كان زين العابدين كثير البر بأمه حتى قيل له إنك من أبر الناس بأمك فذكر بعين ما تقدم عن (الكامل) إلى آخره .

علمه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشيخ عبد الله بن عامر الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 50 ط مصر) قال : ومن كلام زين العابدين علي رضي الله عنه :

يا رب جوهر علم لو أبوح به * * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا

ولاستحل رجال مسلمون دمي * * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

إني لأكتم من علمي جواهره * * كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا

وقد تقدم في هذا أبو حسن * * إلى الحسين ووصى قبله حسنا

ص 85

ومنهم العلامة المير حسين معين الدين الميبدي اليزدي في (شرح ديوان أمير المؤمنين) (ص 15 المخطوط) . روى الأبيات بعين ما تقدم عن (الإتحاف بحب الأشراف) . ومنهم الآلوسي البغدادي في (غرائب الاغتراب) (ص 70) . روى البيت الأول والثالث والرابع بعين ما تقدم عن (الإتحاف بحب الأشراف) لكنه ذكر بدل كلمة أبوح : أخوه . ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب المصري في (لطائف المنن) (ج 2 ص 89 ط مصر) . روى البيتين الأولين من الأبيات المتقدمة عن (الإتحاف) . ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) . روى الأبيات المذكورة عنه (ع) لكنه ذكر بدل البيت الأول هكذا : إني لأكتم من علمي جواهره * * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا ثم قال : وقال أيضا : نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه وتراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده وموضع سره (1) .

(هامش)

(1) قال العلامة أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141 ط السعادة بمصر) : أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أحمد البغدادي في كتابه : وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني ، ثنا عبد الصمد بن محمد ، حدثني جعفر بن محمد بن جعفر ، ثنا مخلد ابن مالك عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : دخلنا على علي بن الحسين بن علي ، فقال : يا زهري فيم كنتم ، قلت : تذاكرنا الصوم ، فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شيء واجب إلا شهر رمضان ، فقال : يا زهري ليس كما قلتم ، الصوم على أربعين وجها : عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان ، وعشرة منها حرام ، وأربعة عشر خصلة صاحبها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر ، وصوم النذر واجب ، وصوم الاعتكاف واجب ، قال = (*)

ص 86

(هامش)

= قلت : فسرهن يا ابن رسول الله ، قال : أما الواجب فصوم شهر رمضان ، وصيام شهرين متتابعين - يعني في قتل الخطاء لمن لم يجد العتق - قال تعالى : (ومن قتل مؤمنا خطأ) الآية ، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين ، لمن لم يجد الاطعام ، قال الله عز وجل : ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم ، وصيام حلف (حلق ظ) الرأس ، قال الله تعالى : فمن كان منكم مريضا أوبه أذى من رأسه ، الآية ، صاحبه بالخيار إن شاء صام ثلثا ، وصوم المتعة وصوم دم المتعة ، لمن لم يجد الهدى . قال الله تعالى : فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ، الآية ، وصوم جزاء الصيد ، قال الله عز وجل : ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ، الآية ، وإنما يقوم ذلك الصيد قيمة ثم يقص ذلك الثمن على الحنطة ، وأما الذي صاحبه بالخيار ، فصوم يوم الاثنين والخميس ، وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان ، ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء كل ذلك صاحبه بالخيار ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر ، وأما صوم الأذن ، فالمرئة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها وكذلك العبد والأمة ، وأما صوم الحرام ، فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى ، وأيام التشريق ، ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان ، وصوم الوصال حرام ، وصوم الصمت حرام ، وصوم نذر المعصية حرام ، وصوم الدهر حرام ، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم ، ويؤمر الصبي بالصوم إذا لم يراهق تأنيسا ، وليس بفرض وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم وجد قوة في بدنه أمر بالامساك ، وذلك تأديب الله عز وجل ، وليس بفرض ، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أمر بالامساك ، وأما صوم الإباحة ، فمن أكل أو شرب ناسيا من غير عمد ، فقد أبيح له ذلك وأجزئه عن صومه ، وأما صوم المريض وصوم المسافر ، فإن العامة اختلفت فيه ، فقال بعضهم : يصوم . وقال قوم : لا يصوم ، وقال قوم : إن شاء صام ، وإن شاء أفطر ، وأما نحن ، فنقول : يفطر في الحالين جميعا ، فإن صام في السفر والمرض ، فعليه القضاء ، قال الله عز وجل : فعدة من أيام أخر ، أسند علي بن الحسين الكثير . وسمع من ابن عباس ، وجابر ، ومروان ، وصفية ، وأم سلمة ، وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم . (*)

ص 87

كان عنده عليه السلام سيف رسول الله ودرعه (وهما من ودائع الإمامة)

رواه القوم : منهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن حيان الاصفهاني الشهير بأبي الشيخ المتوفى سنة 369 في (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم) (ص 149 ط مطابع الهلالي) قال : حدثنا أحمد ، نا إسماعيل ، نا أبو بكر ، نا وكيع عن إسرائيل ، عن جابر عن عامر قال : أخرج إلينا علي بن الحسين سيف رسول الله (ص) فإذا قبيعته ، والحلقتان اللتان فيهما الحمائل فضة قال : فسللته فإذا هو قد نحل كان سيفا لمنبه ابن الحجاج السهمي اتخذه رسول الله (ص) لنفسه يوم بدر . وفي (ص 150) قال : نا أحمد بن عمر ، نا إسماعيل ، نا وكيع ، نا إسرائيل ، عن جابر عن عامر ، قال : أخرج لنا علي بن الحسين درع رسول الله (ص) ، فإذا هي يمانية دقيقة ، ذات زرافين ، فإذا علقت بزرافينها شمرت ، وإذا أرسلت مست الأرض .

ص 88

شفقته (ع) للحيوانات

رواها القوم : منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 133 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال : ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا محمد ابن الصباح قال : ثنا جرير عن عمرو بن ثابت ، قال : كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 من النسخة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث عن عمرو بن ثابت بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في (الفصول المهمة) (ص 185 ط الغري) : وعن إبراهيم بن علي عن أبيه قال : حججت مع علي بن الحسين فتلكأت ناقته فأشار إليها بالقضيب ثم رده وقال : آه من القصاص ، وتلكأت ناقته عليه مرة أخرى بين جبال رضوي فأناخها وأراها القضيب وقال : لتنطلقن أو لأفعلن ثم ركبها فانطلقت ولم تتلكأ بعدها أبدا . ومنهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (في كتاب الفاضل) (ص 105 ط دار الكتب بمصر) قال : وروى عن جابر بن سليمان الأنصاري عن عمه عثمان بن صفوان الأنصاري قال : خرجنا في جنازة علي بن الحسين رحمة الله عليهما فتبعتنا ناقته تخط الأرض بزمامها فلما صلينا عليه ودفناه أقبلت تحن وتتردد وتريد قبره فأوسعنا لها

ص 89

فجائت حتى بركت عليه وجعلت تفحص بكركرتها (1) وتحن فوالله ما بقي أحد إلا بكى وانتحب وقال : وبلغنا أنه حج عليها ثماني عشرة حجة أو تسع عشرة حجة لم يقرعها بعصا .

وقاره وسكينته عليه السلام

رواها القوم : منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 77 ط طهران) قال : كان (أي علي بن الحسين) إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وعليه السكينة والخشوع .

مهابته عليه السلام

رواها القوم : منهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 121 ط مصر) قال : كان سيدي علي زين العابدين شديد المهابة ولذلك قيل في حقه . يغضي حياء ويغضى من مهابته * * فلا يكلم إلا حين يبتسم أقول : وسيجئ ذكر قصيدة الفرزدق ومدارك نقلها .

(هامش)

(1) الكركرة : رحى زور البعير والناقة الذي إذا برك أصاب الأرض ، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة . (*)

ص 90

تواضعه عليه السلام

رواه القوم : منهم العلامة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305 ط حيدر آباد) قال : وقال مالك : قال نافع بن جبير بن مطعم لعلي بن الحسين : إنك تجالس أقواما دونا فقال علي بن الحسين : إني أجالس من انتفع بمجالسته في ديني . قال : وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين .

حسن تلقيه للسائل

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 78 ط طهران) قال : كان (أي علي بن الحسين) إذا أتاه السائل يقول : مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة . ومنهم الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 137 ط السعادة بمصر) : حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا محمد بن إشكاب ، قال : ثنا محمد بن بشر ، قال : ثنا ابن المنهال الطائي ، أن علي بن الحسين كان إذا ناول الصدقة السائل ، قبله ثم ناوله .

ص 91

مظلوميته عليه السلام

وأنموذج ذلك ما رواه بالقوم : منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 137 ط السعادة بمصر (قال : حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : ثنا سفيان ، قال : قال علي بن الحسين : ما أحب أن لي بنصيبي من الذل ، حمر النعم . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 78 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 12 ط أحمد البابي بحلب) : قال : وكان يقول : ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 210 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (الصواعق) .

ص 92

كثرة بكائه (ع) لشهداء كربلاء

رواها القوم : منهم العلامة المبرد في (الفاضل) (ص 105 ط طراز الكتب بمصر) قال : حدثني التوزي عمن حدثه قال : قال علي بن الحسين : لقد ابيضت عينا يعقوب من أقل مما نالني ، وذلك أنه فقد واحدا من اثنا عشر وأنا رأيت ثلاثة عشر من لحمتي قتلوا بين يدي . ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ، قال : ثنا عمر بن الحسن ، قال : ثنا عبد الله بن حمد بن عبيد ، قال : ثنا الحسين بن عبد الرحمان عن أبي حمزة الثمالي ، عن جعفر بن محمد . قال : سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه ، فقال : لا تلوموني فإن يعقوب فقد سبطا من ولده ، فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات . وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غزاة واحدة أفترون حزنهم يذهب من قلبي . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 27 نسخة الظاهرية بدمشق) : روى الحديث عن جعفر بن محمد بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل قوله : فقد سبطا : فقد استبطأ وهو الصحيح .

ص 93

آوى (ع) لأهل مروان لما اجتمع أهل المدينة لإخراج بني أمية عنها مع قتلهم لأبيه وأهله (ع)

رواه القوم : منهم علامة التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد المرواني الاصفهاني المتوفى سنة 356 في كتابه (الأغاني) (ج 1 ص 21 ط دار الفكر) قال : قال المدائني : واجتمع أهل المدينة لإخراج بني أمية عنها فأخذوا عليهم العهود أن لا يعينوا عليهم الجيش وأن يردوهم عنهم فإن لم يقدروا على ردهم لا يرجعوا إلى المدينة معهم فقال لهم عثمان بن محمد بن أبي سفيان : أنشدكم الله في دمائكم وطاعتكم فإن الجنود تأتيكم وتطأكم وأعذر لكم أن لا تخرجوا أميركم إنكم إن ظفرتم وأنا مقيم بين أظهركم فما أيسر شأني وأقدركم على إخراجي وما أقول هذا إلا نظرا لكم أريد به حقن دمائكم . فشتموه وشتموا يزيد وقالوا : لا نبدأ إلا بك ثم نخرجهم بعدك فأتى مروان عبد الله بن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمان إن هؤلاء القوم قد ركبوا بما ترى فضم عيالنا فقال : لست من أمركم وأمر هؤلاء في شيء ، فقام مروان وهو يقول قبح الله هذا أمرا وهذا دينا ، ثم أتى علي ابن الحسين (ع) فسأله أن يضم أهله وثقله ففعل ووجههم وامرأته أم أبان بنت عثمان إلى الطائف ومعها ابناه عبد الله محمد .

ص 94

كراماته (ع)

ونذكر منها نبذة يسرة فمنها ما رواه القوم : منهم الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 135 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : حدثت عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال : ثنا عبد الله بن محمد بن عمرو البلوي قال : ثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال : حدثني سالم بن فروح مولى الجعفريين عن ابن الشهاب الزهري . قال : شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك ابن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديدا ، ووكل به حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع ، له فأذنوا لي ، فدخلت عليه وهو في قبة والأقياد في رجليه والغل في يديه فبكيت . وقلت : وددت أني مكانك وأنت سالم . فقال : يا زهري أتظن أن هذا مما ترى علي وفي عنقي يكربني ، أما لو شئت ما كان . فإنه وإن بلغ منك وبأمثالك ليذكرني في عذاب الله ، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد . ثم قال : يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة . قال : فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه ، فكنت فيم سئلهم عنه . فقال لي بعضهم : إنا لنراه متبوعا ، إنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده ، إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديدة . قال الزهري : فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان ، فسئلني عن علي بن الحسين فأخبرته . فقال لي : إنه قد جائني في يوم فقده الأعوان ، فدخل علي فقال : ما أنا وأنت . فقلت :

ص 95

أقم عندي فقال : لا أحب ، ثم خرج فوالله لقد امتلاء ثوبي منه خيفة . قال الزهري : فقلت : يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن إنه مشغول بنفسه . فقال : حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به ، قال : وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 26 نسخة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 78 ط طهران) روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه أسقط قوله في آخر الحديث : وكان الزهري الخ . ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 299 طبع الغري) قال : وأخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن القبيطي وابن عبد السميع الهاشمي قالا : أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا حمد بن أحمد بن الحسن الحداد ، أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال : حدثت عن أحمد بن محمد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) سندا ومتنا ثم قال : ذكره في (حلية الأولياء) وتابعه محدث الشام سواء . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 378 ط اسلامبول) : روى الحديث عن أبي نعيم عن ابن حمدون عن الزهري بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) مضمونا ثم قال : أخرج أبو نعيم في الحلية والطبراني في الكبير

ص 96

والحافظ السلفي . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر) : روى الحديث ملخصا . ومنهم العلامة ابن المولوي محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة) (330 ط كلشن لكهنو) . روى  الحديث عن الزهري بعين ما تقدم في (حلية الأولياء) . ومنهم العلامة بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد) (ص 178 ط مطبعة آفتاب) . روى الحديث نقلا عن (حلية الأولياء) ملخصا . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 240 ط العثمانية بمصر) . روى الحديث ملخصا . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 310 ط الحلبي بمصر) . ذكر الواقعة بعين ما تقدم عن الحلية بتغيير يسير في العبارة . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط أحمد البابي بحلب) . روى الحديث عن الزهري بمعنى ما تقدم عن (حلية الأولياء) وزاد في آخره : ومن ثم كتب عبد الملك للحجاج : أن يجتنب دماء بني عبد المطلب وأمره يكتم ذلك ، فكوشف به زين العابدين ، في يوم . أقول : وسيجئ تفصيل الواقعة في الكرامة الثانية .

ص 97

ومنها ما رواه القوم : منهم الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : حدثنا محمد بن محمد قال : ثنا عبد الله بن جعفر الرازي قال : ثنا علي بن رجاء القادسي قال : ثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي . قال : أتيت باب علي بن الحسين فكرهت أن أضرب ، فقعدت حتى خرج فسلمت عليه ودعوت له فرد علي السلام ودعا لي ، ثم انتهى إلى حائط له . فقال : يا أبا حمزة ترى هذا الحائط ، قلت : بلى يا ابن رسول الله قال : فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين فإذا رجل حسن الوجه حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي ثم قال : يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا أعلى الدنيا فهو رزق (1) يأكل منها البر والفاجر ، فقلت : ما عليها أحزن لأنه كما تقول ، فقال : أعلى الآخرة ، هو وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر ، قلت : ما على هذا أحزن لأنه كما تقول ، فقال : وما حزنك يا علي بن الحسين ، قلت : ما أتخوف من فتنة ابن الزبير ، فقال لي : يا علي هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا . ثم قال : فخاف الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، ثم غاب عني فقيل لي : يا علي هذا الخضر (ع) ناجاك . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 185 ط الغري) . روى الحديث عن أبي حمزة الثمالي بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) إلى آخره .

(هامش)

(1) هذا في نسخة حلية الأولياء ، وفي سائر الكتب التي روينا عنها : رزق حاضر . (*)

ص 98

ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) روى الحديث نقلا عن (الفصول المهمة) بعين ما تقدم عنه . ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 78 ط تهران) : روى الحديث عن أبي حمزة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) . ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 301 طبع الغري) قال : أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن القبيطي وأبو تمام الهاشمي قالا : أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد ، أخبرنا الحافظ أبو نعيم ، حدثنا محمد بن أحمد ، حدثنا عبيد الله بن جعفر الرازي ، حدثنا علي بن رجاء الفارسي ، حدثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي . فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل قوله فخاف الله فلم يكفه : فخف الله يكفيك أمره . ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 49 ط مصر) : روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (حلية الأولياء) . ومنها ما رواه القوم : منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي ، ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق بن خزيمة ،

ص 99

ثنا سعيد بن عبيد الله بن عبد الحكم قال : ثنا عبد الرحمان بن واقد ، ثنا يحيى ابن ثعلبة الأنصاري ، ثنا أبو حمزة الثمالي . قال : كنت عند علي بن الحسين فإذا عصافير يطرن حوله يصرخن . فقال : يا أبا حمزة هل تدري ما يقول هؤلاء العصافير ؟ فقلت : لا . قال : فإنها تقدس ربها عز وجل وتسئله قوت يومها . ومنها ما رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 185 ط الغري) قال : وعن أبي عبد الله الزاهد قال : لما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجاج بن يوسف الثقفي : (بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فانظر دماء بني عبد المطلب فاجتنبها فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا إلا قليلا والسلام) قال : وبعث بالكتاب سرا إلى الحجاج وقال له : اكتم ذلك ، فكوشف بذلك علي ابن الحسين (ع) حين الكتابة إلى الحجاج ، فكتب علي بن الحسين من فوره : (بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الملك بن مروان من علي بن الحسين أما بعد فإنك كتبت في يوم كذا من شهر كذا إلى الحجاج سرا في حقنا بني عبد المطلب بما هو كيت وكيت وقد شكر الله لك ذلك) ثم طوى الكتاب وختمه وأرسل به مع غلام له من يومه على ناقة له إلى عبد الملك بن مروان وذلك من المدينة الشريفة إلى الشام فلما قدم الغلام على عبد الملك أوصله الكتاب فلما نظره وتأمل فيه فوجد تاريخه موافقا لتاريخ كتابه الذي أرسله إلى الحجاج في اليوم والساعة فعرف صدق علي بن الحسين وصلاحه ودينه ومكاشفته له .

ص 100

ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 189 ط العثمانية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي ابن محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 333 ط كلشن فيض الكائنة في لكهنو) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط أحمد البابي بحلب) . روى الحديث ، وقد تقدم نقل عبارته في ذيل الكرامة الأولى . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 310 ط الحلبي بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنها ما رواه القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 190 ط العثمانية بمصر) قال : استشاره (أي علي بن الحسين) زيد ابنه في الخروج فنهاه وقال : أخشى أن تكون المقتول المصلوب ، أما علمت أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلا قتل ، فكان كما قال .

ص 101

ومنها ما رواه القوم : منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكي الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في (وسيلة النجاة) (ص 334 ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال : ومن جملة كراماته على ما في شواهد النبوة أنه قدم محمد ابن الحنفية إليه (ع) وذكر له أنه عمه وأكبر أولاد علي بعد الحسن والحسين وأنه أولى بالإمامة وطلب منه سلاح رسول الله (ص) فقال علي (ع) : اتق الله يا عم ولا تبغ ما ليس لك فلما بالغ في ذلك دعاه (ع) إلى التحاكم إلى الحجر الأسود فلما بلغا عنده رفع (ع) يديه إلى السماء ودعا الله بأسمائه العظام وسأله أن ينطق الحجر ويجعله حكما بهما ثم أقبل إلى الحجر فقال : بحق من أودع فيك مواثيق عباده أخبرنا بالامام والوصي بعد الحسين فتحرك الحجر حتى أوشك أن يسقط من مكانه فنادى بصوت عربي فصيح يا محمد إن الإمام والوصي بعد الحسين هو علي ابن الحسين .

ص 102

نبذة من كلماته عليه السلام

كان (ع) يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوايع العيون علانيتي وتقبح في خفيات العيون سريرتي أللهم كما أسئت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي ، رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر) . ورواه في مطالب السؤول) (ص 77 ط طهران) . وفي (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28) لكنه ذكر بدل كلمة لوايع : لوامع ، وبدل قوله خفيات العيون : خفيات القلوب ، ورواه في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري) من قوله : اللهم كما أسئت الخ . وكان يقول (ع) إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة ، فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوا الله شكرا ، فتلك عبادة الأحرار ، رواه العلامة أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر) ، ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28) ورواه العلامة ابن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 77) ورواه العلامة الشيخ عبد المجيد النقشبندي الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 31) ، ورواه الخواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) على (ما في ينابيع المودة) (ص 377 ط اسلامبول) ، ورواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 241 ط مصر) ، ورواه الشيخ عبد المجيد النقشبندي في (الحدايق الوردية) (ص 34 ط مطبعة الدرويشية في دمشق) .

ص 103

وكان يقول (ع) عبادة الأحرار لا تكون إلا شكرا لله لا خوفا ولا رغبة - رواه سيد الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) ، ورواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 242 ، المطبوع بهامش نور الأبصار) ، ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 31) ، ورواه العلامة باعلوي في (المشرع - الروي) (ج 1 ص 40) لكنه ذكر بدل قوله لا تكون الخ : إنما تكون محبة لله تعالى . ومن كلامه (ع) إن الله يحب المؤمن المذنب التواب - رواه العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر) ، ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 41 ط الشرفية بمصر) . ومن كلامه (ع) أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب - . رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار (ص 171 ، مخطوط) ، ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 34 ط الدرويشية بدمشق) . ومن كلامه (ع) ضل من ليس له حكيم يرشده ، وذل من ليس له سيفه يعضده . رواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري) . ورواه العلامة باعلوي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) لكنه ذكر بدل كلمة حكيم : حلم .

ص 104

ومن كلامه (ع) الكريم يبتهج بفضله ، واللئيم يفتخر بماله . رواه النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 205 ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) الفكرة مرآة ترى المؤمن سيئاته فيقلع عنها وحسناته فيكثر منها فلا تقع مقرعة التقريع عليه ولا تنظر عين العواقب شزيرا إليه - رواه الشيخ أبو إسحاق الوطواط المتوفى 718 في (غرر الخصائص الواضحة) (ص 77) . ومن كلامه (ع) لولده يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع . رواه الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي التركماني الدمشقي المتوفى سنة (748) في كتابه (الكبائر) (ص 47 ط مطبعة مصطفى محمد) . ومن كلامه (ع) أربع لهن ذل : البنت ولو مريم ، والدين ولو درهم ، والغربة ولو ليلة ، والسؤال ولو كيف الطريق ؟ رواه ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري) ورواه الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل كلمة لهن : عزهن ، ورواه العلامة الباعلوي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) .

ص 105

وكان يقول عليه السلام : أيها الناس أحبونا بحب الإسلام وبحب نبيكم فما برح يناحبكم من غير التقوى حتى صار علينا عارا - رواه السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات - الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) . ورواه الخواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 377 ط اسلامبول) . وروى قوله (ع) عن حماد بن زيد قال : سمعت علي بن الحسين (ع) فذكر كلامه بعين ما تقدم عن الطبقات في (منهاج السنة) (ج 4 ص 144 ط مصر مختصرا) . ومن كلامه عليه السلام عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة ، وعجبت لمن شك في الله وهو يرى عجائب مخلوقاته ، وعجبت لمن يشك في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، وعجبت لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء . رواه العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 336 ط الغري) . ورواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 241 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قوله وهو غدا جيفة : سيكون جيفة وزاد بعد قوله عجبت ثانيا كلمة : كل العجب ، وذكر بدل قوله عجائب مخلوقاته : خلقه ، وذكر بدل قوله يشك : أنكر ، ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28) لكنه زاد بعد كلمة العجب في كلا الموضعين : كل العجب ، وبدل قوله النشأة الأولى : خلفه ، وبدل قوله يشك : أنكر . ورواه العلامة أبو العون أو أبو عبد الله شمس الدين السفاريني في

ص 106

(شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق) . لكنه ذكر بدل قوله عجائب مخلوقاته : خلقه . وبدل قوله يشك : أنكر . ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 21) بعين ما تقدم عن الثلاثيات لكنه زاد بعد قوله عجبت ثانيا : كلمة كل العجب .

ومن وصيته لابنه الباقر (ع)

لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، قال : قلت : جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة ؟ قال : لا تصحبن فاسقا ، فإنه بايعك بأكلة فما دونها ، قال : قلت : يا أبة وما دونها ؟ قال : يطمع فيها ثم لا ينالها ، قال : قلت : يا أبة ومن الثاني ؟ قال : لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه ، قال : قلت : يا أبة ومن الثالث ؟ قال : لا تصحبن كذابا ، فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد ، قال : قلت : يا أبة ومن الرابع ؟ : قال : لا تصحبن أحمق ، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، قال : قلت : يا أبة ومن الخامس ؟ قال : لا تصحبن قاطع رحم ، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع . رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 81 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك ، ثنا محمد ابن يزيد ، ثنا محمد بن عبد الله القرشي ، ثنا محمد بن عبد الله الزبيري ، عن أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال : أوصاني أبي ثم ذكرها . ورواها العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 50 ط مصر) بعينه والعلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 341 ط الغري) ، والعلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 79 ط طهران) بتلخيص يسير

ص 107

في غير كلماته ، وابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 187 ط الغري) . ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) باختلاف بعض العبارات بما لا يضر في المعنى ، وكذا العلامة الشيخ عبد المجيد الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 34) ، وكذا رواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) .

ومن كلامه (ع)

لما سأله ابن عائشة عن صفة الزاهد في الدنيا فقال : يتبلغ بدون قوته ويستعد لوم موته ، ويتبرم من حياته . رواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . ومن كلامه (ع) يا أيها الناس إن كل صمت ليس فيه فكر فهو عي ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو هباء ، ألا إن الله عز وجل ذكر أقواما بآبائهم فحفظ الأبناء للآباء قال الله تعالى : وكان أبوهما صالحا ، ولقد حدثني أبي عن آبائه أنه كان التاسع من ولده ونحن عترة رسول الله (ص) فاحفظونا لرسول الله (ص) ، قال الراوي : فرأيت الناس يبكون من كل جانب ، رواه في (وسيلة المآل) (ص 201 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . ومن كلامه (ع) إنما شيعتنا من جاهد فينا ومنع من ظلمنا حتى يأخذ الله لنا حقنا . رواه العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 276 اسلامبول) من طريق الجعابي عن يحيى بن زيد عنه .

ص 108

ومن كلامه (ع) إنما الدنيا جيفة حولها كلاب ، فمن أحبها فليصبر على معاشرة الكلاب . رواه العلامة الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 2 ص 520 ط بيروت) من طريق الجعابي عن يحيى بن زيد . ومن كلامه (ع) ومن تمام المروة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم بنفسه أوما تسمع قوله : وامرءته قائمة . رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 337) . ومن كلامه (ع) من ضحك ضحكة مج مجة من العلم ، رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 133 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبو معمر قال : ثنا جرير عن فضيل بن غزوان قال : قاله لي علي بن الحسين . ورواه الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد) عن فضيل بن غزوان عنه . ورواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 187 ط الغري) . والعلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) لكنهما ذكرا بدل قوله مجة من العلم : مج من عقله مجة علم . ورواه العلامة النابلسي في (شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق) ، ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرقية بمصر) .

ص 109

ومن كلامه عليه السلام معاشر الناس أوصيكم بالآخرة ولا أوصيكم بالدنيا - رواه العلامة خواجه پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) .

وكان يقول (ع) :

إذا نصح العبد لله تعالى في سره أطلعه على مساوي عمله فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس - رواه العلامة الشعراني في (الطبقات) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) ، ورواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 241) ، ورواه الشيخ عبد الحميد النقشبندي في (الحدائق الوردية) (ص 34 ط الدرويشية بدمشق) . وكان يقول (ع) : كيف يكون صاحبكم من إذا فتحتم كيسه فأخذتم منه حاجتكم فلم يشترح لذلك . رواه العلامة الشعراني في (الطبقات) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) . ورواه العلامة الشيخ عبد المجيد النقشبندي في (الحدائق الوردية) (ص 34 ط الدرويشية بدمشق) . ورواه في (المشروع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) لكنه قال : ليس بصاحبكم من إذا فتحتم كيسه بغير إذنه وأخذتم منه تكدر ولم ينشرح .

ص 110

ومن كلامه عليه السلام لرجل بلغ شيعتنا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا ، وإن ولايتنا لا تنال إلا بالورع . رواه العلامة خواجه پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) . ومن كلامه عليه السلام أما بدؤ هذا الطواف بهذا البيت فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة فقالت الملائكة : أي رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون أي رب اجعل ذلك الخليفة منا فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتباغض ولا نتحاسد ولا نتباغي ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك ، فقال الله تعالى : إني أعلم ما لا تعلمون قال : فظنت الملائكة أن ما قالوا ردا (رد خ ل) على ربهم عز وجل وأنه قد غضب من قولهم ، فلا ذوا بالعرش ورفعوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون إشفاقا لغضبه وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر الله إليهم فنزلت الرحمة عليهم فوضع الله تعالى تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد وغشاهن بياقوتة حمراء وسمى ذلك البيت الضراح ثم قال الله تعالى للملائكة : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش قال : فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم من العرش وهو البيت المعمور الذي ذكره الله عز وجل يدخله في كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ، ثم إن الله سبحانه وتعالى بعث ملائكة فقال لهم : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره فأمر الله سبحانه من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور ، فقال الرجل : صدقت يا ابن

ص 111

رسول الله (ص) هكذا كان ، رواه العلامة الأزرقي المكي المتوفى سنة 263 في (أخبار مكة) (ج 1 ص 32 ط دار الثقافة بمكة) قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثني علي بن هارون بن مسلم العجلي عن أبيه قال : حدثنا القاسم بن عبد الرحمان الأنصاري قال : حدثني محمد بن علي بن الحسين قال : كنت مع أبي علي بن الحسين بمكة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه إذ جاءه رجل شرجع من الرجال يقول : طويل (1) فوضع يده على ظهر أبي فالتفت أبي إليه فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت رسول الله إني أريد أن أسألك فسكت أبي وأنا والرجل خلفه حتى فرغ من أسبوعه فدخل الحجر فقام تحت الميزاب فقمت أنا والرجل خلفه فصلى ركعتي أسبوعه ثم استوى قاعدا فالتفت إلي فقمت فجلست إلى جنبه فقال : يا محمد فأين هذا السائل فأومأت إلى الرجل فجاء فجلس بين يدي أبي فقال له أبي : عما تسأل ؟ قال : أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت لم كان وأني كان وحيث كان وكيف كان ؟ فقال له أبي : نعم من أين أنت ؟ قال : من أهل الشام قال : أين مسكنك ؟ قال : في بيت المقدس قال : فهل قرأت الكتابين ؟ - يعني التوراة والانجيل - قال الرجل : نعم قال أبي : يا أخا أهل الشام إحفظ ولا تروين عني إلا حقا . فذكره ورواه محب الدين الطبري في (القرى القاصد أم القرى) (ص 301 ط مصر) من قوله وضع تحت العرش بيتا الخ . ومن كلامه (ع) لما قيل له : من أعظم الناس خطرا ؟ فقال : من لم ير الدنيا خطرا لنفسه ، رواه ابن قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 2 ص 331 ط مصر) ، ورواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 ط نسخة الظاهرية بدمشق)

(هامش)

(1) في الأعلام : إذ جاءه رجل طويل . (*)

ص 112

لكنه ذكر بدل قوله لم ير الدنيا : لم يرض الدنيا . ومن كلامه (ع) يا بني اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له . رواه أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا يحيى بن زكريا الغلابي قال : ثنا العتبي قال : حدثني أبي أنه (ع) قال لابنه ، ورواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري) لكنه قال : اصبر للنوائب ولا تتعرض للحتوف ولا تعط نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه عليك . ومن كلامه (ع) إن الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر . رواه العلامة أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ثنا جرير . وثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو سعيد الكندي ، قال : ثنا حفص بن غياث عن حجاج ، عن أبي جعفر عنه . رواه أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط مطبعة السعادة بمصر) ، ورواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري) .

ص 113

ومن كلامه (ع) من أراد عزا بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان ، وغنى بلا فقر ، فليخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة . رواه العلامة الشيخ عبد العزيز يحيى المغربي المصري في (الدر المنثور في تفسير أسماء الله الحسنى بالمأثور) (ص 47 ط مطبعة الميمنية بمصر) . ومن كلامه (ع) ويحك إياك والغيبة فإنها أدام كلاب النار ، ومن كف عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة . رواه في (ربيع الأبرار) (ص 218 مخطوط) قاله (ع) : حين سمع رجلا يغتاب . ومن كلامه (ع) الدنيا سبات ، والآخرة يقظة ، ونحن بينهما أضغاث . رواه في (ربيع الأبرار) (ص 4 مخطوط) . ومن كلامه (ع) فقد الأحبة غربة . رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر) وفي (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) وفي (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري) وفي (شرح ثلاثيات أحمد) (ج 2 ص 648 ط دمشق) وفي (الحدائق الوردية)

ص 114

(ص 34 ط الدرويشية بدمشق) . ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) . ومن كلامه (ع) لما سئل متى كان ربك ؟ قال : ومتى لم يكن . رواه في (البدء والتاريخ) (ج 1 ص 74 ط الخانجي بمصر) . ومن كلامه (ع) إن المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم وينصت ليسلم ، لا يحدث بالسر والأمانة إلا صدقا ، ولا يكتم الشهادة للبعد ولا يحيف على الأعداء ، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ، ولا يدعه حياء فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون وإن المنافق ينهي ولا ينتهي ويؤمر ولا يأتمر ، إذا قام إلى الصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر ، يمسي وهمته العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمته النوم ولم يسهر . رواه الحافظ القرطبي الأندلسي في (جامع بيان العلم وفضله) (ج 1 ص 165 ط القاهرة) قال : وعن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال : يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق قلت : بلى جعلني الله فداك

ص 115

ومن كلامه (ع) من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس . رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 135 ط السعادة بمصر) عن عبد الله بن محمد بن جعفر قال : ثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال : ثنا محمد بن تسنيم قال : ثنا الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين يقوله ، ورواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ج 3 ص 135 ط السعادة بمصر) . ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية) . ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28) . ومن كلامه (ع) حتى متى على الدنيا إقبالك وشهواتك واشتغالك ، وقد وعظك القدير ، ووافاك النذير ، وأنت عما يوافيك ساهي ، وبلذة النوم لاهي : لرؤية شيبي صمت عن طلب الصبا * * وعيد شبابي لا يعود فأفطر

إن الرجال بادروا للآجال لعلمهم أن سير المنية أعجال ، عرفوا أن الراحة في المعاد ، فهجروا طيب الرقاد ، واشتغلوا بتحصيل الزاد : يا غافلا مقبلا على أمله * * تسلك سبيل العز في مهله

كم نظرة لامرء يسر بها * * فعاقها عنه منتهى أجله

رواه العلامة الديريني في (طهارة القلوب) (المطبوع بهامش نزهة مجالس ج 2 ص 9 ط القاهرة) .

ص 116

ومن كلامه (ع) الفتي من لا يدخر ولا يعتذر . ومن كلامه (ع) أنا لا أكلمك في ما يوهي دينك ويوقع أمانتك ، ولكن الحر القادر إذا أراد أن يحسن أحسن ، قال (ع) : حين كلم عاملا في رجل . رواه الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 2 ص 647 ط بيروت) .ومن كلامه (ع) عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرته . وقال (ع) : إياك والابتهاج بالذنب فإن الابتهاج به أعظم من ركوبه . رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري) . ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) . ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) . ومن كلامه (ع) حين نظر سائلا يسأل وهو يبكي : لو أن الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه لما كان ينبغي له أن يبكي عليها . رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري) عن أبي سعيد منصور بن الحسين الإبي في (كتاب نثر الدرر) .

ص 117

ومن كلامه (ع) حق الإمام على الناس أن يطيعوه في ظاهرهم وباطنهم على توقير وتعظيم وحق السلطان أن يطيعوه في الظاهر فقط قال : حق العلم أن تفرغ له قلبك وتحضر ذهنك وتذكر له سمعك وتشتحذ له فطنتك بستر اللذات ورفض الشهوات . رواه العلامة محمد بن أبي ذر العامري المتوفى سنة 381 في (السعادة والإسعاد) ومن كلامه (ع) لو كان الناس يعرفون جملة الحال في فضل الاستبانة ، وجملة الحال في صواب التبيين لأعربوا كل ما تخلج في صدورهم ، ولو وجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المنازعة إلى كل حال سوى حالهم ، وعلى أن درك ذلك لا يعدمهم في الأيام القليلة العدة والفكرة القصيرة المدة ، ولكنهم من بين مغمور بالجهل ومفتون بالعجب ومعدول بالهوى عن باب التثبت ، ومصروف بسوء العادة عن فضل التعلم . رواه الجاحظ في (البيان والتبيين) (ج 1 ص 107 ط) . ومن كلامه (ع) لأولاده يا بني إذا أصابتكم مصيبة من مصائب الدنيا أو نزل بكم فاقة أو أمر قادح فليتوضأ الرجل منكم وضوء للصلاة وليصل أربع ركعات أو ركعتين فإذا فرغ من صلاته فليقل : يا موضع كل شكوى يا سامع كل نجوى يا شافي كل بلوى ويا عالم كل خفية ويا كاشف ما يشاء من بلية ويا منجي موسى ويا مصطفى محمد ويا متخذا إبراهيم خليلا أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته دعاء الغريق الغريب الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين

ص 118

سبحانك إني كنت من الظالمين . ثم قال (ع) : لا يدعو بهذا رجل أصابه بلاء إلا فرج عنه . رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري) عن أبي حمزة الثمالي قال : كان علي بن الحسين يقول لأولاده . ومن كلامه (ع) إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم أهل الفضل ، فيقوم ناس من ناس ، فيقال : إنطلقوا إلى الجنة ، فتتلقاهم الملائكة ، فيقولون : إلى أين ؟ فيقولون : إلى الجنة ، قالوا : قبل الحساب ؟ قالوا : نعم ، قالوا : من أنتم ؟ قالا : أهل الفضل ، قالوا : وما كان فضلكم ؟ قالوا : كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا أسئ علينا غفرنا ، قالوا : ادخلوا الجنة ، فنعم أجر العاملين . ثم ينادي مناد : ليقم أهل الصبر ، فيقوم ناس من الناس ، فيقال لهم : إنطلقوا إلى الجنة ، فتتلقاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، فيقولون : نحن أهل الصبر ، قالوا : ما كان صبركم ؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله ، وصبرناها عن معصية الله عز وجل . قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين . ثم ينادي مناد : ليقم جيران الله في داره ، فيقوم ناس من الناس وهم قليلون ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتتلقاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، قالوا : وبما جاورتم الله في داره ؟ قالوا : كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله ، قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولية) (ج 3 ص 139 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : ثنا حفص بن عبد الله الحلواني قال : ثنا زافر بن سليمان عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء ، عن

ص 119

ثابت بن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين فقاله (ع) . ورواه ابن الأثير في (المختار) (ص 29 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) وفي (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138 ، الطبع المذكور) . حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل العسكري العطار قال : ثنا صهيب بن محمد قال : ثنا شداد بن علي قال : ثنا إسرائيل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين فقاله . إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين أهل الصبر ، فيقوم ناس من الناس ، فيقال : على ما صبرتم ؟ قالوا : صبرنا على طاعة الله ، وصبرنا عن معصية الله عز وجل ، فيقال : صدقتم ادخلوا الجنة . ومن كلامه (ع) لا يقولن أحدكم : أللهم تصدق علي بالجنة فإنما يتصدق أصحاب الذنوب ولكن ليقولن : اللهم أرزقني الجنة ، اللهم من علي بالجنة . رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط السعادة بمصر) قال : أخبرت عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا مندل بن علي عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين فقاله . ومن كلامه (ع) التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراءه ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل : وما تقاته ؟ قال : يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أن عليه أو أن يطغى . رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط السعادة بمصر) قال : حدثت عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، ثنا أبو يوسف القلوسي ، ثنا عبد العزيز بن الخطاب ، حدثنا موسى بن أبي حبيب عن علي بن الحسين فقاله .

ص 120

ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) لكنه ذكر بدل كلمة كنابذ : لنابذ . ومن كلامه (ع) من كتم علما أحدا أو أخذ عليه أجرا رفدا ، فلا ينفعه أبدا . رواه العلامة أبو نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط السعادة بمصر) . ومن كلامه (ع) لدرهم أدخل به السوق أشتري به لحما أدعو عليه إخواني أحب إلي من أن أعتق نسمة . رواه العلامة الشيخ أبو الوفاء علي بن عقيل في (الفنون) (ص 195 ط دار المشرق في بيروت) . ومن كتابه (ع) إلى عبد الملك أما بعد فإنك أعز ما تكون بالله أحوج ما تكون إليه ، فإذا عززت فاعف عنه فإنك به تقدر وإليه ترجع والسلام . رواه في (بهجة المجالس وأنس المجالس) (ج 2 ص 326 ط دار الكاتب العربي بالقاهرة) .

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج12)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب