ص 121
ومن كتابه (ع) إليه أيضا إن الله قد رفع بالاسلام الخسيسة ، وأتم النقيصة ، وأكرم
به من اللؤم فلا عار على مسلم ، هذا رسول الله (ص) قد تزوج أمته وامرأة عبده ، فقال
عبد الملك : إن علي ابن الحسين يتشرف من حيث يتضع الناس . كتبه (ع) حين تزوج بأم
ولد لبعض الأنصار فلامه عبد الملك في ذلك . رواه علامة الأدب واللغة ابن قتيبة
الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 4 ص 8 ط لجنة النشر والتأليف بالقاهرة) . ومن كلامه
(ع) أمسيت والله كبني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، يا
منهال أمست العرب تفتخر على العجم بأن محمدا (ص) عربي ، وأمست قريش تفتخر على سائر
العرب بأن محمد منها ، وأمسينا آل محمد ونحن مغصوبون مظلومون مقهورون مقتولون
مشردون فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أمسينا يا منهال . قاله (ع) حين خرج ذات
يوم فجعل يمشي في سوق دمشق فاستقبله المنهال ابن عمرو الضبابي فقال : كيف أمسيت يا
ابن رسول الله . رواه العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 71 ط الغري) .
ورواه العلامة السيد علوي الحداد الحضرمي في (القول الفصل) (ج 1 ص 93 ط جاوا) من
طريق ابن جرير قال : وكان من جملة جوابه قوله (وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على
العرب لأن محمدا (ص) منها لا تعدلها فضلا إلا به ، وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك فلئن
كانت العرب صدقت أن لها فضلا على العجم وصدقت قريش أن لها الفضل على العرب لأن
محمدا منها ، إن لنا أهل البيت الفضل على قريش لأن محمدا
ص 122
منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا . ومن كلامه (ع) حين اعتل (ع) فدخل
عليه جماعة من أصحاب رسول الله (ص) يعودونه فقالوا : كيف أصبحت يا ابن رسول الله
فدتك أنفسنا . قال : في عافية والله المحمود على ذلك كيف أصبحتم أنتم جميعا قالوا :
أصبحنا لك والله يا ابن رسول الله محبين وادين فقال : من أحبنا لله أدخله الله ظلا
ظليلا يوم لا ظل إلا ظله ، ومن أحبنا يريد مكافئتنا كافأه الله عنا الجنة ، ومن
أحبنا لغرض دنياه أتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب . رواه العلامة ابن الصباغ
المالكي في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري) . ورواه العلامة الشبلنجي في (نور
الأبصار) (ص 189 ط العثمانية بمصر) . ورواه العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين)
(ص 103 ط القضاء) . ورواه العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في (رشفة الصادي) . ورواه
العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 61 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) .
ورواه العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 276 ط اسلامبول) إلى قوله : ومن
أحبنا يريد ، وأسقط قوله فقالوا له : كيف أصبحت إلى قوله محبين وادين .
ص 123
ومن كلامه (ع) إياك ومؤاخاة من أخطأ من نفسه حسن الاحتفاظ ، فإنه لا ثقة لما اسس
على غير التقوى . رواه العلامة النيسابوري في (السعادة والإسعاد في السيرة
الانسانية) (ص 149 ط الجرمن باهتمام المينوي) . ومن كلامه (ع) لا تجزع إن من وراء
ابنك ثلاث خلال أما أولهن فشهادة أن لا إله إلا الله والثاني شفاعة جدي (ص)
والثالثة رحمة الله التي وسعت كل شيء فأين يخرج ابنك من واحدة من هذه الخلال . قاله
(ع) لجليس له مات ابنه فجزع عليه فعزاه ووعظه وقال : يا ابن رسول الله إن ابني كان
من المسرفين على نفسه . رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 590 ، المخطوط) . ومن
كلامه (ع) الطعام أيسر من أن يقسم عليه فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعاما ،
فكلوا من طعامه ولا تنظروا أن يقال لكم : هلموا ، فإنما وضع الطعام ليؤكل . قاله
(ع) حين دخل عليه ناس من أهل الكوفة وهو يأكل فسلموا وقعدوا . رواه الزمخشري في
(ربيع الأبرار) (مخطوط) .
ص 124
ومن كلامه (ع) سألت الله أن يعلمني الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، فقيل لي في
النوم : قل : اللهم إني أسئلك الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، قال : فما
دعوت به إلا رأيت النجح . رواه في (لوامع البينات في شرح أسمائه تعالى والصفات) (ص
70) . ومن كلامه (ع) اللهم صل على محمد عدد البرى والثرى والورى . رواه الزمخشري في
(الفائق) (ج 1 ص 84 ط دار الإحياء القاهرة) .
ومن دعائه (ع)

اللهم ارفعني في درجات
هذه الندية وأعني بعزم الإرادة حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي ، وذكر ما يشتمل على
المحن وما انتحلته طوايف من هذه الأمة بعد مفارقتها لأئمة الدين والشجرة النبوية
إلى أن قال : وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا
بآرائهم واتهموا مأثور الخبر وقد درست أعلام الأمة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف
يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما
جائهم البينات ، فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب
وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى
من غير حجة ، هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم وبرأهم من الآفات وافترض موتهم في الكتاب
ص 125
هم العروة الوثقى ومعدن التقى وخير حبال العالمين ووثيقها . رواه العلامة القندوزي
في (الينابيع) (ص 273 ط اسلامبول) قال : قد أخرج الحافظ عبد العزيز بن الأخضر عن
أبي الطفيل عامر بن وائلة وهو آخر الصحابة موتا بالاتفاق رضي الله عنه قال : كان
علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم إذا تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله وكونوا مع الصادقين ، يقول ، فذكر الدعاء . ومن دعائه (ع) اللهم احرسني بعينك
اللتي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واغفر بقدرتك علي فلا أهلكن وأنت
رجائي ، فكم من نعمة قد أنعمت علي قل عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني قل لك
عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري ، فلم يحرمني ، ويا من قل عند نقمته صبري
فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، ويا ذا النعماء اللتي لا تحصى ،
ويا ذا الأيادي اللتي لا تنقضي ، بك أستدفع مكروه ما أنا فيه ، وأعوذ بك من شره يا
أرحم الراحمين . رواها النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي
الزبيري المتوفى سنة 256 في كتابه (الأخبار الموفقيات) (ص 151 ط مطبعة العاني في
بغداد) بسنده عن الصادق (ع) ما لفظه : إن علي بن الحسين (ع) يقول : من خاف من سلطان
ظلامة أو تغطرسا فليقلها .
ص 126
شطر من خطبة ألقاها على منبر مسجد الشام بعد شهادة أبيه (ع) حين أسارته مع أهل بيته

أيها الناس أعطينا ستا ، وفضلنا بسبع : أعطينا العلم . والحلم . والسماحة .
والفصاحة . والشجاعة . والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار
محمدا (ص) ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد الرسول ، ومنا سيدة
نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وسيدا شباب أهل الجنة ، فمن
عرفني فقد عرفني ، ولم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي : أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم
والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا
ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حج ولبى ، أنا
ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد
الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن
من دنى فتدلى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء ، أنا
ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن علي المرتضى ،
أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله ، أنا ابن من ضرب بين يدي
رسول الله بسيفين ، وطعن برمحين ، وهاجر الهجرتين ، وبايع البيعتين ، وصلى القبلتين
وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، أنا ابن صالح المؤمنين ، ووراث
النبيين ، وقامع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين ، وزين العابدين وتاج
البكائين ، وأصبر الصابرين ، وأفضل القائمين من آل ياسين ، ورسول رب العالمين ، أنا
ابن المؤيد بجبرائيل ، المنصور بميكائيل ، أنا ابن المحامي عن حرم
ص 127
المسلمين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، والمجاهد أعدائه الناصبين ، وأفخر
من مشى من قريش أجمعين ، وأول من أجاب واستجاب لله من المؤمنين ، وأقدم السابقين ،
وقاسم المعتدين ، ومبير المشركين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان حكمة
العابدين ، ناصر دين الله ، وولي أمر الله ، وبستان حكمة الله ، وعيبة علم الله ،
سمح سخي ، بهلول زكي أبطحي رضي مرضي مقدام همام صابر صوام ، مهذب قوام شجاع قمقام ،
قاطع الأصلاب ، ومفرق الأحزاب ، أربطهم جنانا ، وأطلقهم عنانا ، وأجراهم لسانا ،
وأمضاهم عزيمة ، وأشدهم شكيمة ، أسد باسل وغيث هاطل ، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت
الأسنة وقربت الأعنة طحن الرحى ، ويذروهم ذرو الريح الهشيم ، ليث الحجاز ، وصاحب
الاعجاز ، وكبش العراق ، الإمام بالنص والاستحقاق ، مكي مدني ، أبطحي طحامي ، خيفي
عقبي ، بدري أحدي ، شجري مهاجري ، من العرب سيدها ، ومن الوغى ليثها ، وارث
المشعرين ، وأبو السبطين ، والحسن والحسين ، مظهر العجائب ، ومفرق الكتائب ،
والشهاب الثاقب ، والنور العاقب ، أسد الله الغالب ، مطلوب كل طالب ، غالب كل غالب
، ذاك جدي علي بن أبي طالب ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيدة النساء ، أنا
ابن الطهر البتول ، أنا ابن بضعة الرسول . نقله العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين)
(ج 2 ص 69 ط الغري) قال : روي أن يزيد أمر بمنبر وخطيب ، ليذكر للناس مساوي للحسين
وأبيه علي (ع) فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر الوقيعة في علي
والحسين ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد ، فصاح به علي بن الحسين : ويلك أيها الخاطب
، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق ، فتبوأ مقعدك من النار . ثم قال : يا يزيد ائذن
لي حتى أصعد هذه الأعواد ، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضى ، ولهؤلاء الجالسين أجر
وثواب فأبى يزيد ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين
ص 128
ائذن له ليصعد ، فلعلنا نسمع منه شيئا فقال لهم : إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلا
بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا ، فقال : إنه من أهل
بيت قد زقوا العلم زقا . ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود ، فصعد المنبر فحمد الله
وأثنى عليه ، ثم خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، فقال فيها : أيها
الناس أعطينا إلى آخر ما تقدم ، ثم قال : ولم يزل يقول : أنا أنا حتى ضج الناس
بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذن أن يؤذن فقطع عليه الكلام
وسكت ، فلما قال المؤذن الله أكبر ، قال علي بن الحسين : كبرت كبيرا لا يقاس ، ولا
يدرك بالحواس ، لا شيء أكبر من الله ، فلما قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال
علي : شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ، ومخي وعظمي ، فلما قال : أشهد أن محمدا رسول
الله ، التفت علي من أعلى المنبر إلى يزيد وقال : يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك ؟
فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت ، وإن قلت : إنه جدي فلم قتلت عترته . قال : وفرغ المؤذن
من الأذان والإقامة ، فتقدم يزيد وصلى صلاة الظهر .
ومن منظومه (ع)

إني لأكتم من
علمي جواهره * * كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * * إلى
الحسين وأوصى بعده الحسنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به * * لقيل إنه ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
رواه العلامة باعلوي في
(الشرع الروي) (ج 1 ص 40) .
ص 129
أنموذج مما قيل في شأنه في كتب القوم

منها ما ذكره العلامة الشيخ البلخي القندوزي
المتوفى في سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 153 ط اسلامبول) حيث قال : وأما علي بن
الحسين فالناس على اختلاف مذاهبهم مجتمعون على فضله ولا يشك أحد في تقديمه وإمامته
. ومنها ما ذكره الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني المتوفي سنة 430 في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 133 ط مطبعة السعاة بمصر) قال : علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب رضي الله تعالى عنهم زين العابدين ، ومنار القانتين ، كان عابدا وفيا ،
وجوادا حفيا . ومنها ما نقله القوم عن الزهري : منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 141 ط مصر) عن الزهري حيث قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ،
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عمرو بن محمد الناقد ، ثنا سفيان بن عيينة .
قال : قال الزهري : لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين .
ص 130
ونقله الذهبي عن الزهري في (تاريخ الإسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر) . والعلامة ابن تيمية
الحنبلي في (منهاج السنة) (ج 4 ص 144) . والبدخشي في (مفتاح النجا) (ص 158 مخطوط) .
والعلامة الساعاتي في (بلوغ الأماني) (المطبوع بذيل الفتح الرباني ج 10 ص 253 ط
القاهرة) . وابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 185 ط الغري) . ونقله عن الزهري وابن
عيينة العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 139 ط الأزهرية بمصر) . والعلامة
الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 188 ط العثمانية بمصر) . والعلامة ابن خلكان في
(التاريخ) (ج 1 ص 347 ط ايران سنة 1264) لكنهما ذكرا بدل هاشميا : قرشيا . ورواه
العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 340 ط الغري) . والعلامة السفاريني في (شرح
ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق) . ورواه العلامة الشيخ
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المتوفى سنة 756 في (الصارم
المنكي في الرد على السبكي) (ص 99 ط مطبعة الإمام في شارع قرقول) قال : فهذا علي بن
الحسين زين العابدين وهو من أجل التابعين علما ودينا حتى قال الزهري : ما رأيت
هاشميا مثله . وذكر بعضهم : منهم العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط
حيدر آباد) قال الزهري : ما رأيت أفقه من علي بن الحسين نقله عن الخلاصة .
ص 131
ومنهم العلامة في (دول الإسلام) (ج 1 ص 47 ط مصر) . ومنهم العلامة الساعاتي في
(بلوغ الأماني) (المطبوع بذيل الفتح الرباني ج 10 ص 253 ط القاهرة) ومنهم العلامة
الديار بكري المتوفى سنة 966 وقيل سنة 983 في (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (ج
2 ص 313 ط مصر سنة 1283) . ومنهم العلامة مجد الدين في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 26 نسخة الظاهرية بدمشق) . ومنها ما نقله القوم عن أبي حازم : منهم العلامة أبو
نعيم الاصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141 ط مصر) حيث قال : حدثنا أحمد بن جعفر
بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ثنا ابن حازم . قال : سمعت أبا
حازم يقول : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين . ومنهم العلامة الذهبي في
(تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد) ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الإسلام)
(ج 4 ص 35 ط مصر) . ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في (إكمال الرجال) (ص 725 ط
دمشق) . ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305 ط حيدر آباد) .
وقال العلامة البيهقي في (الاعتقاد) (ص 187 ط القاهرة) :
ص 132
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني ، ثنا أبو العباس
أحمد بن خالد الدامغاني ، ثنا أبو مصعب الزهري ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن
أبيه قال : ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين . ومنها ما ذكره العلامة
العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305 ط حيدر آباد) حيث قال : قال الحاكم : سمعت
أبا بكر بن دارم عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : أصح الأسانيد كلها
الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي . وقال حماد بن زيد ، عن يحيى بن
سعيد : سمعت علي بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته . ونقل كلام ابن أبي شيبة
العلامة السفاريني في (شرح ثلاثيات أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق)
. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن حليم بن تيمية الحنبلي المتوفى سنة 728 في (الرد على
الأخنائي واستحباب زيارة خير البرية) (ص 92 ط السلفية بالقاهرة) قال : قال الزهري :
ما رأيت هاشميا مثله . ومنها ما رواه القوم : منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 141 ط مطبعة السعادة بمصر) حيث قال :
ص 133
حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ، ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، ثنا محمد بن عبد
الكريم ، ثنا الهيثم بن عدي ، أخبرنا صالح بن حسان . قال : قال رجل لسعيد بن المسيب
: ما رأيت أحدا أورع من فلان ، قال : هل رأيت علي بن الحسين ؟ ! قال : لا . قال :
ما رأيت أحدا أورع منه - . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 340 ط
الغري) . روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدم عنه في (حلية الأولياء) سندا
ومتنا . ورواه العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد) . ورواه
العلامة المذكور في (تاريخ الإسلام) (ج 4 ص 35) . ورواه العلامة العسقلاني في
(تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305 ط حيدر آباد) . ورواه العلامة الساعاتي في (بلوغ
الأماني) (المطبوع في ذيل الفتح الرباني ج 10 ص 253 ط القاهرة) . ورواه العلامة
المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 139 ط الأزهرية بمصر) . ورواه العلامة ابن طلحة
الشافعي في (مطالب السئول) (ص 79 ط طهران) . ورواه العلامة السفاريني في (شرح
ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دمشق) .
ص 134
ومنها ما ذكره العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305 ط حيدر آباد) حيث
قال : قال ابن وهب : عن مالك : لم يكن في أهل بيت رسول الله (ص) مثل علي بن الحسين
. ومنها ما ذكره القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في (الفصول
المهمة) (ص 185 ط الغري) قال : وجلس إلى سعيد بن المسيب فتى من قريش فطلع علي بن
الحسين (ع) فقال القرشي لابن المسيب : من هذا يا أبا محمد ؟ فقال : هذا سيد
العابدين علي بن الحسين . ومنهم الحاكم أبو عبد الله النيشابوري المتوفى سنة 405 في
(المستدرك) (ج 3 ص 108 ط حيدر آباد الدكن) قال : حدثني بكير بن محمد الحداد الصوفي
المتوفى بمكة ، ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، ثنا عبد الرحمان بن عمرو بن
جبلة الباهلي ، ثنا أبي ، عن الزبير بن سعيد القرشي قال : كنا جلوسا عند سعيد بن
المسيب فمر بنا علي بن الحسين ولم أر هاشميا قط كان أعبد لله منه .
ص 135
ومنها ما ذكره العلامة الشيخ مصطفى رشدي ابن الشيخ إسماعيل الدمشقي المتوفى بعد سنة
1309 في كتابه (الروضة الندية) (ص 12 ط الخيرية بمصر) قال : أبو محمد زين العابدين
علي الأصغر ويلقب بالسجاد لكثرة عبادته ، كان إماما وفضله لا ينكر ، وهماما مناقبه
وكراماته جلت أن تعد أو تحصى . ومنها ما ذكره القوم : منهم العلامة محمد بن سعد بن
منيع في (الطبقات الكبرى) (ج 5 ص 222 ط بيروت) حيث قال : قالوا : وكان علي بن
الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا . ونقله عنه العلامة البغوي في
(منهاج السنة) (ج 4 ص 144 ط مصر) . والعلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص
305 ط حيدر آباد) . ومنها ما ذكره القوم : منهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى
الحسيني الزبيدي المتوفى سنة 1205 في (تاج العروس) (ج 9 ص 156 ط القاهرة) قال : ذو
الثفنات هو لقب أبي محمد علي بن الحسين بن علي المعروف بزين العابدين والسجاد ، لقب
بذلك لأن مساجده كانت كثفنة البعير من كثرة صلاته رضي الله
ص 136
تعالى عنه وإليه يشير دعبل الخزاعي :
مدارس آيات خلت من تلاوة * * ومنزل وحي مقفر
العرصات
ديار علي والحسين وجعفر * * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ومنهم العلامة أبو
منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي النيسابوري في (ثمار القلوب) (ص 291 وص 223 ط
القاهرة) . ذكر الوجه المتقدم لتلقبه بذي الثفنات ، ثم نقل البيتين المتقدمين من
الدعبل . ومنها ما ذكره العلامة الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 344
وج 4 ص 479 ط مكتبة الحياة في بيروت) قال : قال عمر بن عبد العزيز يوما وقد قام من
عنده علي بن الحسين : من أشرف الناس ? فقيل : أنتم لكم الشرف في الجاهلية والخلافة
في الإسلام ، فقال : كلا أشرف الناس هذا القائم من عندي ، فإن أشرف الناس من أحب كل
إنسان أن يكون منه ، ولا يحب أن يكون من أحد . وهذه صورته . ومنها ما ذكره القوم :
منهم العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني المالكي في (زهر الآداب)
(المطبوع بهامش عقد الفريد ج 1 ص 69 ط مصر) قال : حج هشام بن عبد الملك أو الوليد
أخوه فطاف بالبيت وأراد استلام الحجر فلم يقدر فنصب له منبر فجلس عليه فبينا هو
كذلك إذ أقبل علي بن الحسين بن
ص 137
علي بن أبي طالب رضي الله عنه في إزار ورداء وكان أحسن الناس وجها وأعطرهم رائحة
وأكثرهم خشوعا وبين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز وطاف بالبيت وأتى ليستلم الحجر
فتنحى له الناس هيبة وإجلالا فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشام : من الذي أكرمه
الناس هذا الإكرام وأعظموه هذا الإعظام ؟ فقال هشام : لا أعرف لئلا يعظم في صدور
أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا :
هذا ابن خير عباد الله كلهم * * هذا التقي
النقي الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * * والبيت يعرفه والحل والحرم
إذا
رأته قريش قال قائلها * * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته * *
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفه خيزران ريحه عبق * * في كف أروع في عرنينه شمم
يغضى حياء ويغضى من مهابته * * فما يكلم إلا حين يبتسم
مشتقة من رسول الله نبعته *
* طابت عناصره والخيم (1) والشيم
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * * عن نيلها عرب
الإسلام والعجم
ينجاب نور الهدى عن نور غرته * * كالشمس ينجاب عن إشراقها القشم
حمال أثقال أقوام إذا اقترحوا * * حلو الشمائل تحلوا عنده نعم
هذا ابن فاطمة إن كنت
جاهله * * بجده أنبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما وشرفه * * جرى بذاك له في لوحه
القلم
من جده دان فضل الأنبياء له * * وفضل أمته دانت له الأمم
عم البرية بالاحسان
فانقشعت * * عنها الغياهب والإملاق والظلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما * * تستوكفان
ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره * * تزينه الاثنان الحلم والكرم
(هامش)
(1) في بعض الكتب بدل كلمة الخيم : الجسم . (*)
ص 138
لا يخلف الوعد ميمون بغرته * * رحب الفناء أريب حين يعتزم
ما قال لا قط إلا في
تشهده * * لولا التشهد كانت لاءه نعم
من معشر حبهم دين وبغضهم * * كفر وقربهم منجى
ومعتصم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * * ويسترب به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله
ذكرهم * * في كل بدء ومختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * * أو قيل من
خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم * * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم
الغيوث إذا ما أزمة أزمت * * والأسد أسد الشرا والبأس محتدم
يأبى لهم أن يحل الذم
ساحتهم * * خيم كريم وأيد بالندى هضم
لا ينقض العسر بسطا من أكفهم * * سيان ذلك إن
أثروا وإن عدموا
أي الخلائق ليست في رقابهم * * لأولية هذا أوله - نعم
من يعرف الله
يعرف أوليته * * فالدين من بيت هذا ناله الأمم
وليس قولك من هذا بضائره * * العرب
تعرف من أنكرت والعجم
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في
مناقب الأخيار) (ص 29 نسخة الظاهرية بدمشق) : روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر
الآداب) لكنه قال بعد قوله فنصب له منبر فجلس عليه : وأطاف به أهل الشام ، وذكر يدل
قوله من هذا الذي الخ من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر ،
وأسقط البيت المبدو بقوله : ماقال لا قط ، والبيت الأخير (1)
(هامش)
(1) ثم قال محمد بن عائشة : فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين مكة
والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إلى الفرزدق بإثني عشر ألف درهم وقال : اعذر
أبا فراس لو كان عندي أكثر منها لوصلناك بها فردها وقال يا ابن رسول الله ما قلت
الذي قلت إلا = (*)
ص 139
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد أحمد السفاريني في شرح (ثلاثيات مسند أحمد) (ج
2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق) . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة
المآل) (ص 216 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (المختار)
بتفاوت يسير في مقدمة الحديث وذكر القصيدة بعين ما تقدم بلا تفاوت لكنه ذكر بدل
كلمة ينجاب : ينشق وبدل قوله تزينه الاثنان الحلم : تزينه الاثنان حسن الخلق ، وبدل
قوله عنها الغياهب والإملاق والظلم : عنه الغباوة والإملاق والعدم . ومنهم العلامة
إبراهيم بن محمد البيهقي المتوفى سنة 300 بقليل في (المحاسن والمساوي) (ص 212 ط
بيروت) قال : حدثنا المدائني عن كيسان عن الهيثم قال : حج عبد الملك بن مروان ومعه
الفرزدق ، فبينا هو قاعد بمكة في الحجر إذ مر به علي بن الحسين بن أبي طالب وعليه
مطرف خز فقال عبد الملك : من هذا يا فرزدق ؟ فأنشأ يقول ، ثم ذكر من أبيات الفرزدق
تسعة أبيات من أولها والبيت المبدو بقوله : من معشر والأبيات الأربعة التالية له .
ومنهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 143) قال : حدثنا أبو حنيفة محمد بن
حنيفة الواسطي ، نا يزيد بن عمرو والبراء الغنوي نا سليمان بن الهيثم قال : كان علي
بن الحسين بن علي رضي الله عنه يطوف بالبيت ، فأراد أن يستلم الحجر ، فأوسع الناس
له والفرزدق بن غالب ينظر إليه ، فقال رجل : يا أبا فراس من هذا ؟ فقال الفرزدق :
فذكر القصيدة إلى البيت السابع ثم
(هامش)
= غضبا لله ورسوله وما كنت لأرزأ عليها شيئا فردها وقال : بحقي عليك لما قبلتها فقد
رأى الله مقامك وعلم نيتك ، فقبلها وجعل يهجو هشاما . (*)
ص 140
ذكر البيت الثالث والعشرون والسابع والعشرون ، إلا أنه ذكر بدل كلمة القبائل :
العشائر . ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص
200 ط مكتبة القدسي في القاهرة) . روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عن
(زهر الآداب) ملخصا وذكر أبيات الفرزدق من أولها إلى سابعها والبيت المبدو بقوله :
لا يستطيع جواد ، والمبدو بقوله : أي الخلائق وإن كان قد ذكر بدل كلمة الخلائق :
العشائر . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق المحرقة) (ص 189 ط الميمنية بمصر) .
روى الحديث من طريق أبي نعيم والسلفي بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) وذكر من أبيات
الفرزدق ثمانية . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 189 ط
الغري) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ملخصا وذكر أبيات الفرزدق كلها
بعين ما تقدم إلا ثلاثة أبيات : قوله من جده الخ وقوله ما قال لا الخ وقوله يستدفع
الشر الخ . ومنهم العلامة الحضرمي في (رشفة الصادي) (ص 114 ط مصر) . روى الحديث
بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ثم ذكر أبيات الفرزدق بعين ما تقدم عنه مع اختلاف في
ترتيبها وذكر بدل قوله تزينه اثنتان الحلم والكرم : يزينه اثنان حسن والخلق والشيم
، وبدل قوله : من يعرف الله يعرف أوليته : من يشكر الله يشكر أولية ذا ، وبدل قوله
: عن نيلها عرب الإسلام والعجم : عنها الأكف وعن إدراكها القدم ، وبدل قوله : الله
فضله قدما وشرفه : الله شرفه قدما
ص 141
وعظمه ، وقد غير بعض الكلمات بما لا يهمنا ذكره . ومنهم الحافظ عماد الدين ابن كثير
القرشي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 208 ط القاهرة) . وقد روى الطبراني : حدثنا
أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ، ثنا يزيد بن البراء ابن عمرو بن البراء الغنوي ،
ثنا سليمان بن الهيثم قال : كان الحسين بن علي يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع
له الناس ، فقال رجل : يا أبا فراس من هذا ؟ فقال الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء
وطأته * * والبيت يعرفه والحل والحرم الأشعار المعروفة المشهورة الخ . فإن المشهور
أنها من قيل الفرزدق في علي بن الحسين لا في أبيه ، وهو أشبه فإن الفرزدق لم ير
الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق ، فسأل الحسين الفرزدق عن
الناس فذكر له ما تقدم - . ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج
3 ص 139 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال : ثنا محمد بن إسحاق
الثقفي ، قال : سمعت محمد بن زكريا قال : أخبرنا ابن عائشة عن أبيه فذكر الحديث
ملخصا وذكر من قصيدة الفرزدق تسعة من أولها إلا البيت المبدو بقوله : في كفة خيزران
، وثلاثة أخرى مثلها . ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين بن أبي بكر بن حجة الحموي في
(ثمرات الأوراق) (ج 2 ص 20 ط القاهرة) قال : قال أبو الفرج الاصبهاني : حدثني أحمد
بن محمد الجعد ومحمد بن يحيى قال : حدثنا محمد بن زكريا العلائي قال : حدثنا ابن
عائشة قال : حج هشام بن عبد الملك
ص 142
في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام فطاف وجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من
الازدحام فذكر الحديث مع قصيدة الفرزدق . ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول
وآثار الأول) (ص 110 ط بغداد) قال : حكي أنه لما حج هشام بن عبد الملك في حياة أبيه
دخل إلى الطواف وجهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل عليه لكثرة ازدحام الناس عليه
فنصب له منبر إلى جانب زمزم وجلس عليه ينظر إلى الناس وحوله جماعة من أعيان أهل
الشام فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين يريد الطواف فلما انتهى إلى الحجر تنحى
له الناس حتى استلمه فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي قد هابته الناس هذه
الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضرا
فقال : أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو ؟ فقال : ثم شرع في نقل القصيدة . ومنهم
العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 338 ط الغري) . روى من القصيدة المذكورة :
البيت 1 و2 و3 و4 و6 و7 و8 و12 و14 و15 و16 و19 و22 و23 و24 و9 بدل كلمة القشم :
الظلم ، و17 لكنه ذكر المصرع الأول منه هكذا : لا يخلف الوعد ميمون بعزته . ومنهم
العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 303 طبع الغري) . نقل القصيدة بعين ما تقدم عن
(زهر الآداب) مع مخالفة في ترتيب أبياتها (1) .
(هامش)
(1) ثم قال : قلت ذكره غير واحد من أهل السير والتواريخ ، وذكره الحافظ أبو نعيم في
(حلية الأولياء) ، هذا لفظ محدث الشام في ترجمة زين العابدين عليه السلام من = (*)
ص 143
ومنهم العلامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين الشافعي السبكي في (طبقات
الشافعية الكبرى) (ج 1 ص 153 ط القاهرة) قال : أخبرنا أبي تغمده الله برحمته من
لفظه قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن حامد الأرموي الصوفي بقرائتي عليه
، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن مكي السبط ، أخبرنا جدي الحافظ أبو طاهر السلفي
، أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقرائتي ، أخبرنا أبو
الحسن محمد بن محمد
(هامش)
= كتابه . ورواه أبو القاسم الطبراني مع جلالة قدره في معجمه الكبير في ترجمة
الحسين عليه السلام ، قال حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي زيد بن عمرو بن
البراء العبدي حدثنا سليمان بن الهيثم قال كان الحسين بن علي يطوف بالبيت فأراد أن
يستلم الحجر فأوسع له الناس والفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل : من هذا يا أبا
فراس ؟ فقال الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته وجعله فيه ، وهذا عندي وهم
لوجهين (أحدهما) اتفاق الأئمة على خلافه أنه في المذكور كما أخرجناه (الثاني) ما
رواه الدارقطني أنه لم يره إلا مرة واحدة في طريق مكة فاعلم ذلك ، ونسبه أبو تمام
الطائي إلى حزين ، وروى دعبل أنها لكثير السهمي في محمد بن علي بن الحسين (ع) وكل
ذلك خطأ لما بيناه ، وسمعت الحافظ فقيه الحرم محمد بن أحمد بن علي القسطلاني يقول :
سمعت شيخ الحرمين أبا عبد الله القرطبي يقول : لو لم يكن لأبي فراس عند الله عمل
إلا هذا دخل الجنة به ، لأنها كلمة حق عند سلطان جائر . ومنهم العلامة الخوارزمي في
(مقتل الحسين) (ج 1 ص 223 ط الغري) . نقل الأبيات عن الفرزدق وإن ذكره في حق الحسين
بن علي (ع) فلعله من اشتباه النسخة فذكر الأبيات بعين ما تقدم عن (زهر الأدب) لكنه
أسقط البيت المبدو بقوله : في كفه خيزران الخ والبيت المبدو بقوله : ما قال لا قط
الخ وذكر بدل قوله : ينجاب نور الهدى : (*)
ص 144
ابن علي الوراق ، أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن
طيفور البصري اللغوي قرئت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوفى بالبصرة
وأبي الحسين محمد بن محمد بن جعفر بن كنكك اللغوي قالا : حدثنا أبو عبد الله محمد
بن زكريا بن دينار ، حدثنا عبد الله بن محمد يعني ابن عائشة ، حدثني أبي وغيره قال
: حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى
الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام
إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان من أحسن الناس وجها
وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل
الشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن
يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق : لكني أعرفه قال الشامي : من
هو يا أبا فراس ؟ فقال الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * * والبيت يعرفه
والحل والحرم - الخ ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الشافعي الدميري
في (حيوة الحيوان) (ج 1 ص 9 ط القاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات
الشافعية) وقال في آخر الحديث : فغضب هشام على الفرزدق وأمر بحبسه فأنفذ له زين
العابدين اثني عشر ألف درهم فردها وقال : مدحته لله تعالى لا للعطاء فأرسل إليه زين
العابدين وقال له : إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده والله عز وجل يعلم نيتك
ويثيبك عليها ، فشكرا الله لك سعيك ، فلما بلغته الرسالة قبلها . ومنهم العلامة
الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة المصري المتوفى 768 في (شرح العيون) (المطبوع بهامش
الغيث المسجم ج 2 ص 163) .
ص 145
روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ملخصا وذكر ثلاثة من أبيات الفرزدق .
ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي المتوفى سنة
768 في كتابه (مرآة الجنان) (ج 1 ص 239 ط حيدر آباد) . روى الحديث بعين ما تقدم عن
(زهر الآداب) ملخصا لكنه ذكر : من ذا الذي هابه الناس هذه الهيبة وكذا قصيدة
الفرزدق . ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري التوفي سنة 538
في كتابه (الفائق) (ج 1 ص 219 طبع القاهرة) . ذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدو
بقوله : في كفه . ومنهم العلامة الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) (ج 4 ص 297 ط
الأزهرية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات الشافعية) . ومنهم العلامة
المحدث الشهير الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي النسب الهندي الفتني الوطن المتوفى
سنة 986 في كتابه (مجمع بحار الأنوار) (ج 1 ص 341 وص 216 ط نول كشور في لكهنو) :
وذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدو بقوله : في كفه خيزران . ومنهم الشيخ الإمام
عفيف الدين أبو محمد عبد الله أسعد اليافعي في (روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة) .
روى الحديث ملخصا وذكر من قصيدة الفرزدق ستة من أولها إلا البيت المبدو بقوله : في
كفه خيزران ، وأربعة أخرى . ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) على ما في
(فلك النجاة)
ص 146
(ج 1 ص 178 ، المخطوط) . نقل الحديث عن (الصواعق) . ومنهم العلامة محمد خواجه
پارساري البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 378 ط اسلامبول) . روى
الحديث من طريق أبي نعيم في الحلية والطبراني في الكبير والحافظ السلفي وأهل السير
والتواريخ بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) لكنه قال : من هذا الذي هاب الناس من هيبته
، وذكر من أبيات الفرزدق تسعة ثم قال : فلما سمعها هشام غضب وحبس الفرزدق فأرسل
إليه الإمام زين العابدين رضي الله عنه اثني عشر ألف درهم فردها وقال : مدحته لله
تعالى لا للعطاء فقال : إنا أهل البيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده فقبلها الفرزدق .
قال الشيخ أبو عبد الله القرظي شيخ الحرمين الشريفين : لو لم يمكن لأبي فراس عند
الله عز وجل عمل إلا هذا دخل الجنة لأنها كلمة حق عند سلطان جائر ، وهجا هشاما وهو
في الحبس : أتحبسني بين المدينة والتي * * إليها قلوب الناس يهوى منيبها يقلب رأسا
لم يكن رأس سيد * * وعينا له حولاء باد عيوبها فأخرجه من الحبس وكان هشام أحول .
ومنهم العلامة أبو مجد زكي الدين بن عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبداه بن
محمد المصري الشهير بابن أبي الأصبغ العدواني المصري المتوفى سنة 654 والمولود سنة
585 في (بديع القرآن) (ص 202 ط مكتبة نهضة مصر بالقاهرة) : أشار إلى قصيدة الفرزدق
. ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 79
ص 147
ط طهران) . روى الحديث بعين ما تقدم ملخصا ثم شرع في نقل القصيدة . ومنهم العلامة
الشيخ برهان الدين الأنصاري الكتبي في (غرر الخصائص الواضحة) (ص 16 ط القاهرة) .
ذكر البيت السادس من القصيدة . ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 121 ط
مصر) . روى الحديث من طريق ابن حجر بعين ما تقدم عنه بلا واسطة . ومنهم العلامة
المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتابه (أئمة الهدى) (ص 109 ط
القاهرة بمصر) . روى الحديث مفصلا . ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى
الحسيني الزبيدي المتوفى سنة 1205 في (تاج العروس) (ج 3 ص 174 مادة (خزر) ط
القاهرة) . ذكر البيت الخامس من القصيدة . ومنهم العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار
المصري في (الاشراف) (ص 25 ط مصر) . روى الحديث والقصيدة ملخصا . وذكر علامة الأدب
الشيخ الحسين بن محمد بن مفضل أبي القاسم الراغب الاصبهاني المتوفى (سنة 565) في
(محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 299 طبع مكتبة الحياة في بيروت
ص 148
وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يطوف بالبيت ، فرآه يزيد فقال : من هذا ؟ فقال
له الحارث بن الليث : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * * والبيت يعرفه والحل والحرم
ومنهم العلامة السيد عباس بن علي بن نور الدين المكي في (نزهة الجليس ومنية الأديب
الأنيس) (ج 2 ص 16 ط مصر) . روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (زهر الآداب) لكنه ذكر فيه
، بدل قوله وأعطرهم رائحة الخ : وأطيبهم ريحا وأكرمهم نفسا وأعلامهم حسبا وأعظمهم
شرفا فساق الحديث إلى آخر القصيدة إلا أنه أسقط ثلاثة أبيات مما تقدم في (زهر
الآداب) وزاد فيها بيتا وهو : حيية بسلام وهو مرتفق * * وضجة القوم عند الباب تزدحم
ذكر بدل قوله كلمة ينجاب في (البيت التاسع) : تنشق ، وبدل قوله الحلم والكرم في
(البيت السادس عشر) : الخلق والهمم ، وبدل قوله ميمون بغرته في (البيت السابع عشر)
: مأمون عواقبه ، وبدل قوله عنها الغياهب والإملاق والظلم في (البيت الرابع عشر) :
عنه الملامة والإملاق والعدم . ثم ذكر بعد ختم القصيدة ما تقدم عن (ينابيع المودة)
بعينه إلى قوله : فقبلها الفرزدق . ومنهم العلامة المعاصر توفيق علم في كتابه (أهل
البيت) (ص 427 ط القاهرة) . ذكر أبيات الفرزدق لكنه أسقط بعضها . حج هشام بن عبد
الملك في خلافة أبيه عبد الملك بن مروان فلما طاف بالبيت وأتى الحجر زاحمه الناس
فجعله رجال أهل الشام على سرير فحملوه على
ص 149
أعناقهم فبينما هم يطوفون به إذ دخل على باب المسجد شاب وعليه مئزر وإزار وفي جبهته
كأنها كبسة عنز كأنها الشمس تطلع من بين حاجبيه فبدأ بالطواف فلما أتى الحجر فرج
لها الناس عنه هيبة له وإجلالا فأغاظ ذلك هشام بن عبد الملك غيظا شديدا فقالوا له :
من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال لهم : لا أعرفه لئلا يفتن به رجال أهل الشام ، وكان
الفرزدق بالحضرة فقال : أنا أعرفه يا ابن أمير المؤمنين قال له : فقل ، فأنشأ
الفرزدق يقول : فذكر الأبيات لكنه أسقط البيت المبدو بقوله : ما قال لا قط الخ .
وزاد هذا البيت : هذا سليل حسين وابن فاطمة * * بنت الرسول الذي انجابت به الظلم
ص 151
الإمام الخامس باقر العلوم محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام

ص 152
تاريخ ميلاده ووفاته

فممن ننقل كلامه في ذلك : العلامة الخطيب التبريزي في (إكمال
الرجال) (ص 759 ط دمشق) قال : محمد بن علي (هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب) يكنى أبا جعفر المعروف بالباقر ، سمع أباه زين العابدين ، وجابر بن عبد الله
، روى عنه ابنه جعفر الصادق وغيره . ولد سنة ست وخمسين ، ومات بالمدينة سنة سبع
عشرة ، وقيل : ثماني عشرة ومأة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل غير ذلك ، ودفن
بالبقيع وسمي (الباقر) لأنه تبقر في العلم أي توسع . ومنهم العلامة السيد عباس
المكي في (نزهة الجليس ومنية الأنيس) (ج 2 ص 23 ط القاهرة) قال : وكان مولده يوم
الثلثاء سنة سبع وخمسين ، وكان عمره يوم قتل جده الحسين (ع) ثلاث سنين وأمه أم عبد
الله ، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومأة ، وقيل : في الثالث والعشرين من
شهر صفر سنة أربع عشرة ، وقيل : ثماني عشرة ومأة بالجميمة ونقل إلى المدينة ودفن في
البقيع في القبر الذي فيه أبوه وعم أبيه الحسن بن علي (ع) في القبة التي فيها قبر
العباس رضي الله عنه ، وأما معجزات الباقر (ع) وفضائله لا تحصر وقد ذكره الشيخ محمد
بن حسن الحر في أرجوزة له ذكر بعض فضائله ومعجزاته (ع) ومنهم العلامة محمد بن طلحة
في (مطالب السؤول) (ص 80 ط طهران) قال : أما ولادته (أي محمد بن علي (ع) فبالمدينة
في ثالث صفر من سنة سبع وخمسين
ص 153
للهجرة قبل قتل جده بثلاث سنين ، وقيل : غير ذلك إلى أن قال : وأما عمره فإنه مات
في سبع عشرة ومأة ، وقيل : غير ذلك وقد نيف على الستين وقيل : غير ذلك ، أقام مع
أبيه زين العابدين بضعا وثلاثين سنة من عمره . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في
(التذكرة) (ص 350 ط الغري) قال : اختلفوا فيها (أي وفاة الباقر (ع)) على ثلاثة
أقوال : أحدها أنه توفي سنة سبع عشرة ومأة ذكره الواقدي ، والثاني سنة أربع عشرة
ومأة قاله الفضل بن دكين ، والثالث سنة ثمان عشرة ومأة . واختلفوا في سنه أيضا على
ثلاثة أقوال : أحدها ثمان وخمسون ، والثاني سبع وخمسون ، والثالث ثلاث وسبعون .
والأول أشهرها لما روينا في سن أمير المؤمنين علي ، فإن محمدا هذا روى إن عليا قتل
وهو ابن ثمان وخمسين ، قال : ومات لها الحسن ومات لها الحسين ومات لها علي بن
الحسين . قال جعفر بن محمد هذا وسمعت أبي يقول لعمته فاطمة بنت الحسين : قد أتت علي
ثمان وخمسون فتوفي لها . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص
193 ط الغري) قال : ولد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه بالمدينة في
ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة قبل قتل جده الحسين (ع) بثلاث سنين . ومنهم
العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 193 ط العثمانية بمصر) . ذكر ما تقدم عن
(الفصول المهمة) بعينه . وفي (ص 195 ، الطبع المذكور) قال : مات أبو جعفر محمد
الباقر سنة سبع عشرة ومأة ، وله من العمر ثلاث وستون
ص 154
سنة وقيل : ثمان وخمسون ، وقيل : غير ذلك . وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي
فيه . وفي درر الأصداف : مات مسموما كأبيه ودفن بقبة العباس بالبقيع . . . ومنهم
العلامة الشيخ زين الدين الشهير بابن الوردي في ذيل (تاريخ أبي الفداء) (ج 1 ص 248
ط الغري) قال : سنة ست عشرة ومأة فيها توفي (الباقر) محمد بن زين العابدين علي بن
الحسين ، وقيل : سنة أربع عشرة وقيل : سبع عشرة وقيل : ثماني عشرة ومأة . قيل : عاش
ثلاثا وسبعين وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه ، تبقر في العلم : أي توسع
، ومولده سنة سبع وخمسين وكان عمره لما قتل الحسين ثلاث سنين توفي بالحميمة من
الشراة فنقل إلى البقيع . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين)
(المطبوع بهامش نور الأبصار ص 254 ، ط العثمانية بمصر) قال : مات (أي محمد بن علي
(ع) مسموما سنة سبع عشرة ومأة عن نحو ثلاث وسبعين سنة ، وأوصى أن يكفن في قميصه
الذي كان يصلي فيه .
ص 155
إخبار رسول الله (ص) جابرا بأنه يدرك الباقر (ع) وأمره بإبلاغ سلامه إليه

رواه
جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في (مطالب السئول) (ص
81 ط طهران) قال : ونقل عن أبي الزبير بن محمد بن أسلم المكي ، قال : كنا عند جابر
بن عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي ، فقال علي لابنه محمد :
قبل رأس عمك ، فدنا محمد من جابر فقبل رأسه ، فقال جابر : من هذا ؟ وكان قد كف بصره
، فقال له علي : هذا ابني محمد ، فضمه جابر إليه وقال : يا محمدا محمد جدك رسول
الله (ص) يقرء عليك السلام ، فقال لجابر : وكيف ذلك يا أبا عبد الله ؟ فقال : كنت
مع رسول الله (ص) والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : يا جابر يولد لابني الحسين
ابن يقال له : علي إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين ، فيقوم علي
بن الحسين ، ويولد لعلي ابن يقال له : محمد يا جابر إن رأيته فاقرئه مني السلام .
وقد تقدم منا نقل هذا الحديث عن جماعة من أرباب كتبهم في فضائل الإمام سيد الساجدين
علي بن الحسين سلام الله عليه . منهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق
المحرقة) (ص 199 ط عبد اللطيف بمصر) . ومنهم الحافظ العسقلاني في (لسان الميزان) (ج
5 ص 168 ط حيدر آباد الدكن) .
ص 156
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 121 ط مصر) . ومنهم العلامة ابن
الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري) . ومنهم العلامة البدخشي في
(مفتاح النجا) (ص 164 مخطوط) . ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 333 ط
اسلامبول) . ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 164 ط الأزهرية
بمصر) . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) ومنهم
العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 347 ط الغري) . ومنهم العلامة مجد الدين بن
الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) .
إخبار رسول الله (ص) للجابر عنه (ع) وأنه يبقر العلم بقرا فإذا رأيته فاقرئه مني
السلام

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن الصباغ
المالكي في (الفصول المهمة) (ص 193 ط الغري) قال : وروى جابر بن عبد الله الأنصاري
قال : قال رسول الله (ص) : يا جابر يوشك أن تلتحق بولد لي من ولد الحسين (ع) اسمه
كاسمي يبقر العلم بقرا أي يفجره تفجيرا فإذا رأيته فاقرئه عني السلام ، قال جابر
رضي الله عنه : فأخر الله تعالى مدتي حتى رأيت الباقر (ع) فأقرئته السلام عن جده
(ص) .
ص 157
ومنهم العلامة المؤرخ القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 111 ط بغداد) . روى
الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الحنفي
السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 338 ط فيض في لكهنو) . روى الحديث عن جابر بعين ما
تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي في (الروضة
الندية) (ص 16 ط الخيرية بمصر) روى عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال
: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين
يقال له محمد ، يبقر العلم بقرا فإذا لقيته فاقرء مني السلام (1) .
(هامش)
(1) قال البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا المخطوط ص 165) . وحكى ابن
الأخضر عن أبي جعفر رضي الله عنه قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول لي :
أنت ابن خير البرية ، وجدك سيد شباب أهل الجنة ، وجدتك سيدة نساء العالمين . (*)
ص 158
تقبيل جابر بطنه (ع) وقوله : أمرني رسول الله (ص) بأن أقر عليك السلام

رواه القوم :
منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 10 ص 22 ط مكتبة القدسي
في القاهرة) قال : روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : أتاني جابر عبد
الله وأنا في الكتاب فقال : اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبله ثم قال : إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أقرء عليك السلام ، رواه الطبراني في الأوسط .
إخبار النبي (ص) جابرا بأنه يعمر حتى يدرك الباقر (ع) فلما أدركه مات من ليلته

رواه
القوم : منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 1 ص 212 ط مصر) قال
: أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي (ص) قال : يا جابر إنك ستعمر بعدي حتى يولد لي
مولود أسمه كإسمي يبقر العلم بقرا ، فإذا لقيته فاقرئه مني السلام ، فكان جابر
يتردد في سكك المدينة بعد ذهاب بصره وهو ينادي : يا باقر ، حتى قال الناس : قد جن
جابر ، فبينا هو ذات يوم بالبلاط إذ بصر بجارية يتوركها صبي ، فقال لها : يا جارية
من هذا الصبي ؟ قالت : هذا محمد بن علي بن
ص 159
الحسين بن علي بن أبي طالب ، فقال : أدنيه مني ، فأدنته منه ، فقبل بين عينيه وقال
: يا حبيبي ، رسول الله يقرئك السلام . ثم قال : نعيت إلي نفسي ورب الكعبة . ثم
انصرف إلى منزله وأوصى ، فمات من ليلته .
قد أجلسه جده الحسين في حجره وأخبره بأن
رسول الله (ص) يقرئك السلام

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 330 ط الميمنية
بمصر) . أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكريني ، حدثنا أبو بكر العاطر
فاني أملأ ثنا عبد الرحمان محمد بن إبراهيم المديني ، ثنا ابن عقدة ، ثنا محمد بن
عبد الله بن أبي نجيح ، حدثني علي بن حسان القرشي عن عمه عبد الرحمان بن كثير ، عن
أبي جعفر محمد قال : قال أبو جعفر محمد بن علي : أجلسني جدي الحسين ابن علي في حجره
وقال لي : رسول الله (ص) يقرئك السلام . وقال لي علي بن الحسين : أجلسني علي بن أبي
طالب في حجره وقال لي : رسول الله (ص) يقرئك السلام . ومنهم العلامة مجد الدين بن
الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخبار) (ص 30) . روى الحديث عن جعفر بن محمد
بعين ما تقدم عن (منتخب كنز العمال) .
ص 160
لقب بالباقر لأنه (ع) بقر العلم

رواه القوم : منهم العلامة الشيخ محيي الدين أبو
زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة (676) في (شرح صحيح مسلم) (ج 1 ص 102
طبع القاهرة) قال : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
المعروف بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه فعرف أصله وتمكن فيه . وفي (ص 15 ط
نول كشور في بلدة لكهنو) . قال : في شرح قول مسلم عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر
، أبو جعفر هذا هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المعروف
بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه . ومنهم العلامة الراغب الاصبهاني في (مفردات
القرآن) (ص 56 ط الميمنية بمصر) قال : سمي محمد بن علي رضي الله عنه باقرا لتوسعه
في دقائق العلوم . ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 4
ص 74 ط دار الصادر بيروت) قال : وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي ، الباقر
رضوان الله عليهم ، لأنه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقر في العلم . ومنهم
العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 380
ط اسلامبول) قال :
|