ص 201
ومن كلامه (ع) أدوا الأمانة ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء رواه في (البرهان في وجوه
البيان) (ص 403 ط بغداد) ومن كلام له (ع) لما قيل له : من أشد الناس زهدا ؟ من لا
يبالي الدنيا في يد من كانت . رواه في (البيان والتبيين) (ص 159 ط القاهرة) . ومن
كلام له (ع) لما قيل له : من أخسر الناس صفقة ؟ من باع الباقي بالفاني . رواه في
(البيان والتبيين) (ص 159 ط القاهرة) . ومن كلام له (ع) لما قيل له : من أعظم الناس
قدرا ؟ من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا . رواه في (البيان والتبيين) (ص 159 ط القاهرة)
.
ص 202
ومن كلام له (ع) اللهم أعني على الدنيا بالغنى ، وعلى الآخرة بالتقوى . رواه في
(البيان والتبيين) (ص 250 ط القاهرة) . ومن كلام له (ع) ما يعبأ من يؤم هذا البيت
إذا لم يأت بثلاث : ورع يحجره عن محارم الله تعالى ، وحلم يكف به غضبه ، وحسن
الصحبة لم يصحبه من المسلمين . رواه في (العقد الثمين في فضائل البلد الأمين) (ص 78
ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) في معنى قوله تعالى : فكبكبوا فيها هم والغاوون . قوم
وصفوا الحق والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره . ومن كلامه (ع) الصواعق تصيب المؤمن
وغير المؤمن ، ولا تصيب الذاكر . رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 181 ط السعادة
بمصر) قال : حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا ، ميمون بن محمد بن سليمان ، ثنا محمد
بن عباد ، ثنا عبد السلام بن حرب ، عن زياد بن خثيمة ، عن أبي جعفر قاله . ورواه في
(مطالب السئول) (ص 80 ط طهران) ، ورواه في (إسعاف الراغبين) (ص 253 ط العثمانية
بمصر) المطبوع بهامش (نور الأبصار) ، ورواه الخازن في (تفسيره) (ج 4 ص 9 ط مصطفى
بمصر) ، ورواه في (معالم التنزيل) (ج 4 ص 9 الطبع
ص 203
المذكور) ونقله عن (الحلية) في (تذكرة الخواص) (ص 347 ط الغري بعين ما تقدم عنه
سندا ومتنا ، ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30) . ورواه في (الحدائق
الوردية) (ص 36) لكنه ذكر بدل كلمة الذاكر : ذاكر الله عز وجل .
ومن وصيته لابنه
(ع) حين حضرته الوفاة

هذا ما أوصى به يعقوب بنيه : يا بني إن الله اصطفى لكم الدين
فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، وأوصى محمد بن علي ابنه جعفر وأمره أن يكفنه في بردته
التي كان فيها يصلي الجمعة وقميصه وأن يعممه بعمامته وأن يرفع قبره مقدار أربع
أصابع وأن يحل ظماره عند دفنه ، ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله فقلت : يا أبت
ما كان في هذا حتى يشهد عليه قال : يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال لم يوص فأردت أن
يكون ذلك الحجة . رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 204 ط
الغري) قال : عن أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) قال : إن أبي استودعني ما هناك وذلك
أنه لما حضرته الوفاة قال : ادع لي شهودا فدعوت له أربعة ومنهم نافع مولى عبد الله
بن عمر فقال : اكتب ، فذكره .
ص 204
ومن كلامه (ع) لن نعيش بعقل أحد حتى نعيش بظنه . رواه العلامة أبو سعيد بن أوس في
(النوادر في اللغة) (ص 42 ط الآباء اليسوعيين في بيروت) . ومن كلامه (ص) في جواب
خضر بدء خلق هذا البيت إن الله تعالى قال للملائكة : إني جاعل في الأرض خليفة ،
فردوا عليه أتجعل فيها من يفسد فيها الآية ، وغضب عليهم ، فعاذوا بالعرش فطافوا
حوله سبعة أطواف يسترضون بهم ، فرضي عنهم وقال لهم : ابنوا لي في الأرض بيتا فيعوذ
به من سخطت عليه من بني آدم ويطوفون حوله كما فعلتم بعرشي فأرضى عنهم ، فبنوا له
هذا البيت فهذا بدء خلق هذا البيت . رواه العلامة القاضي الديار بكري المتوفى سنة
966 وقيل 982 في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 88 ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283) قال :
وذكر الزبير بن بكار بإسناده إلى جعفر الصادق أن رجلا سأل أبي محمد الباقر بمكة في
ليالي العشر قبل التروية في الحجر ، وكان السائل الخضر ، فقال له : أبا جعفر أخبرني
عن بدء خلق هذا البيت كيف كان ؟ فقاله .
ص 205
نقش خاتمه (ع) قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم
السهمي المتوفى سنة 427 في (تاريخ جرجان) قال : حدثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني ،
حدثنا عمران بن موسى ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثني محمد ابن جعفر ، حدثني أبي
جعفر بن محمد قال : كان نقش خاتم أبي محمد بن علي : القوة لله جميعا . وقال العلامة
الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 652 في (مطالب السئول في
مناقب آل الرسول) (ص 81 ط تهران) : نقل الثعلبي في تفسيره أن الباقر كان نقش خاتمه
هذه ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن . رواها بسنده
في تفسيره متصلا إلى ابنه الصادق .
ص 207
الإمام الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام

ص 208
تاريخ مولده ووفاته

ذكره جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الخطيب التبريزي
العمري في (إكمال الرجال) (ص 623 ط دمشق) قال : جعفر الصادق : هو جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الصادق ، كنيته أبو عبد الله ، كان من سادات
أهل البيت (1) . روى عن أبيه وغيره سمع منه الأئمة الأعلام نحو يحيى بن سعيد وابن
جريح ومالك بن أنس والثوري
(هامش)
(1) وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 81 ط طهران) . وهو (أي
جعفر بن محمد الصادق) من عظماء أهل البيت وساداتهم ذو علم جمة وعبادة موفرة وأوراد
متواصلة وزهادة بينة وتلاوة كثرة يتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره
ويستنتج عجائبه ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكر
الآخرة واستماع كلامه يزهد في الدنيا والاقتداء بهداه يورث الجنة ، نور قسماته شاهد
أنه من سلالة النبوة وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة إلى أن قال : وله
ألقاب أشهرها الصادق ومنها الصابر والفاضل والطاهر وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوت
عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى أن من كثرة علومه المفاضة على
قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام عن
الإحاطة بحكمها ، تضاف إليه وتروى عنه ، وقد قيل : إن كتاب الجفر الذي بالمغرب
يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه وإن في هذه لمنقبة سنية ودرجة في مقام الفضائل
عليه ، وهي نبذة يسير مما نقل عنه . (*)
ص 209
وابن عيينة وأبو حنيفة (1) ، ولد سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومأة وهو
(هامش)
(1) وقد ذكر القوم عن أبي حنيفة كلمات في شأنه ننقلها عن عدة . منهم العلامة
الخوارزمي في (جامع مسانيد أبي حنيفة) (ج 1 ص 222 ط حيدر آباد) قال : أبو حنيفة قال
: جعفر بن محمد أفقه من رأيته ولقد بعث إلي أبو جعفر المنصور أن الناس قد فتنوا
بجعفر بن محمد فهيئ له مسائل شدادا فلخصت أربعين مسألة وبعثت بها إلى المنصور
بالحيرة ، ثم أبرد إلي فوافيته على سريره وجعفر بن محمد عن يمينه فتداخلني من جعفر
هيبة لم أجدها من المنصور فأجلسني ثم التفت إلى جعفر قائلا يا أبا عبد الله هذا أبو
حنيفة فقال : نعم أعرفه . ثم قال المنصور : سله ما بدا لك يا أبا حنيفة ، فجعلت
أسأله ويجيب الاجابة الحسنة ويفحم حتى أجاب عن أربعين مسألة ، فرأيته أعلم الناس
باختلاف الفقهاء ، فلذلك أحكم أنه أفقه من رأيت . أخرجه الحافظ طلحة بن محمد في
مسنده عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن محمد بن الحسين الحازمي ، عن
أبي نجيح إبراهيم بن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن زياد ، عن أبي حنيفة رض . ومنهم
الحافظ أبو المؤيد الموفق الخطيب الخوارزمي في كتابه (مناقب أبي حنيفة) (ج 1 ص 173
ط حيدر آباد) . روى عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة بمعنى ما تقدم عن (جامع
المسانيد) ومنهم العلامة الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي الوفاء في (الجواهر
المضيئة) (ج 2 ص 486 ط حيدر آباد) . روى عن حسن بن زياد عن أبي حنيفة بعين ما تقدم
عن (جامع المسانيد) مع تلخيص في مقدمات الخبر . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين
الهندي في (وسيلة النجاة) = (*)
ص 210
ابن ثمان وستين سنة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين
العابدين
(هامش)
= (ص 354 ط مطبعة گلشن في لكهنو) . روى عن أبي حنيفة بعين ما تقدم عن (جامع
المسانيد) . ومنهم المعاصر المحقق المؤرخ البهلول بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد ص)
(ص ط مطبعة آفتاب) . نقل عن الدميري في (حياة الحيوان) بما ملخصه قال أبو حنيفة :
دخلت مع الربيع على أبي عبد الله عليه السلام فقال : أتعمل بالقياس ؟ فقلت : نعم ،
فقال : لا تقس فإن أول من قاس إبليس قال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
- قال أبو حنيفة : ثم سألني عن مسائل لم نقدر على جوابها . ثم ذكر جوابها ثم ذكر من
حكمة الله في خلق الانسان بما تعجبت من علمه . ومنهم العلامة القاضي وكيع محمد بن
خلف بن حيان الأندلسي في (أخبار القضاة) (ص 77 مطبعة الاستقامة بالقاهرة) قال :
حدثني عبد الله بن سعيد الزهري ، قال : حدثنا أبو الوليد الدمشقي قال : حدثني عمي
محمد بن عبد الله بن بكار ، قال : حدثني سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن علي بن عبد
الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأم علي بن عبد الله بن جعفر زينب بنت علي بن أبي طالب
، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الزهري ، فقال : حدثنا ابن شبرمة ، قال : دخلت أنا
وأبو حنيفة على جعفر بن محمد ، فسلمت عليه ، وكنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر ،
فقلت : أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل ، فقال جعفر : لعله الذي
يقيس الدين برأيه ، ثم أقبل علي ، فقال النعمان بن ثابت ؟ فقال أبو حنيفة : نعم ،
أصلحك الله ، فقال : اتق الله ولا تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس إذ أمره
الله بالسجود لآدم ، فقال : أنا خير منه خلفتني من نار وخلقته من طين ، ثم قال له
جعفر : هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك ، فقال : لا ،
ص 211
(هامش)
= قال : فأخبرني عن الملوحة في العينين ، وعن المرارة في الأذنين ، وعن الماء في
المنخرين وعن العذوبة في الشفتين ، لأي شيء جعل ذلك ؟ قال : لا أدري ، قال جعفر :
الله عز وجل خلق العينين ، فجعلهما شحمتين ، وجعل الملوحة فيها ضنا منه على ابن آدم
ولولا ذلك لذابتا ، فذهبتا ، وجعل المرارة في الأذنين ضنا منه عليه ، ولولا ذلك
لهجمت الدواب ، فأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخرين ليصعد التنفس ، وينزل ويجد
منه الريح الطيبة من الريح الردية ، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم طعم لذة
مطعمه ومشربه ، ثم قال له جعفر : أخبرني عن كلمة أولها شرك ، وآخرها أيمان ، قال :
لا أدري ، قال : لا إله إلا الله ، ثم قال له : أيما أعظم عند الله قتل النفس أم
الزنا ؟ قال : قتل النفس ، قال له جعفر : إن الله عز وجل قد رضي في قتل النفس
بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة ، ثم قال : فما بال المرئة إذا حاضت ، تقضي
الصيام ، ولا تقضي الصلاة ، اتق الله يا عبد الله إنا نقف نحن وأنت غدا ومن خالفنا
بين يدي الله جل وعز ، فنقول : قال رسول الله عليه السلام ، ويقول : أنت وأصحابك
قال : سمعنا ورأينا ، ففعل بنا وبكم ما يشاء . ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا
الحسن بن محمد ، ثنا سعيد بن عنبسة ، ثنا عمرو بن جميع قال : دخلت على جعفر بن محمد
أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة . وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ، حدثنا أحمد بن زنجويه
، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن عبد الله القرشي بمصر ، ثنا عبد الله بن
شبرمة قال : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد فقال لابن أبي ليلي من هذا معك ؟
قال : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين ، قال : لعله يقيس أمر الدين برأيه قال :
نعم ، قال : فقال : جعفر لأبي حنيفة : ما اسمك ؟ قال : نعمان ، قال : يا نعمان هل
قست رأسك بعد ، قال : كيف أقيس رأسي . فذكر بعين ما تقدم عن (أخبار القضاة) . (*)
ص 212
ومنهم العلامة الأبياري في (العرائس الواضحة) (ص 205 ط القاهرة) قال : الصادق هو
جعفر أبو عبد الله ابن محمد الباقر ، قال ابن الوردي : سمي لصدقه وينسب إليه كلام
في صفة الكيمياء والزجر والفال ، ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفي ثمان وأربعين ومأة
. ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السئول) (ص 81 ط طهران) قال
: وأما ولادته (أي الصادق (ع)) فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل : سنة ثلاث
وثمانين والأول أصح ، إلى أن قال : وأما عمره فإنه مات في ثمان وأربعين ومأة .
ومنهم العلامة أبو الخير محمد شمس الدين السخاوي في (التحفة اللطيفة في تاريخ
المدينة الشريفة) (ج 1 ص 410 ط أسعد درابزويي) قال : جعفر الصادق بن محمد الباقر بن
زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . الإمام العلم ، أبو عبد الله ،
الهاشمي العلوي ، الحسيني المدني ، سبط القاسم بن محمد ابن أبي بكر ، أمه أم فروة
بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر . وأمها أسماء بنت عبد الرحمان بن أبي بكر ، ولهذا
كان جعفر يقول : ولدني الصديق مرتين ، يقال : ولد سنة ثمانين ، سنة سيل الجحاف ،
الذي ذهب بالحاج من مكة إلى أن قال وكان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا وجودا
يصلح للخلافة بسؤدده وفضله وعلمه وشرفه ، ومناقبه كثيرة تحتمل كراريس ، مات سنة
ثمان أربعين ومائة عن ثمان وستين ودفن بالبقيع مع أبيه وجده وعمه . ومنهم الحافظ
الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 166 ط حيدر آباد الدكن) قال :
ص 213
جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد
الله العلوي المدني الصادق أحد السادة الأعلام إلى أن قال : وعنه مالك والسفيانان
وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وخلق كثير . قيل : مولده سنة
ثمانين ، فالظاهر أنه رأى سهل بن سعد الساعدي قال : وعن أبي حنيفة قال : ما رأيت
أفقه من جعفر بن محمد . ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوى في (ألف باء)
(ج 2 ص 305 ط مصر) قال : يروى عن عبد الرحمان بن أبي ليلى أنه قال حججت في السنة
التي حج فيها أبو حنيفة رض إلى مكة فكنا في الطريق حتى أتينا المدينة فلما صرت إلى
المدينة قال لي أبو حنيفة : أحب أن أدخل إلى هذا الرجل فأسلم عليه ، يريد جعفر ابن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأسئله وأخاف أن لا يأذن لي
قال عبد الرحمان بن أبي ليلى فقلت له : أخلق به إن علم بمكانك أن لا يأذن لك ولكن
كن معي فإن أذن لي دخلت معي ، قال : قضينا إلى بابه فقلت لغلامه : إقرئه السلام وقل
له : عبد الرحمان بن أبي ليلى ورجل من أهل الكوفة ، قال : فرجع إلينا بالإذن فدخلنا
عليه فرحب بنا وقرب حتى إذا اطمأننا أقبل علي قال : من هذا الرجل ؟ فقلت : بأبي أنت
وأمي أبو حنيفة فقيه أهل الكوفة قال : فأقبل عليه فقال : أنت النعمان بن ثابت ؟ قال
: نعم ، بأبي أنت وأمي ، قال : أنت الذي تقيس الدين برأيك ؟ قال : بأبي أنت وأمي
إنما أقول ذلك في النازلة أو الحادثة تحدث ليس لها في كتاب الله خبر ولا في سنة
رسول الله (ص) ولا في إجماع عليه . قال : فتبسم ثم قال : ويحك يا نعمان ما لم يكن
له في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في إجماع المسلمين ولا في خبر المتصل حجة
فقد زال عنك حكمه ووضع عنك فرضه فلم تتكلف لم تؤمر ، ويحك يا نعمان إياك والقياس
فإن أهل القياس
ص 214
لا يزالون في التباس الخ . ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص
35 ط القاهرة) قال : الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين علي بن
أبي طالب عليهم السلام أحد الأئمة الاثني عشر ، كان من سادات أهل البيت ولقب
بالصادق لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من نار على علم ، كيف لا وهو ابن سيد الأمم ،
وله كلام في صنعة الكيمياء والجفر والفال ، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان
الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل الإمام جعفر الصادق
(ع) وهي خمسمأة رسالة ، وكانت ولادته سنة ثمانين من الهجرة وهي سنة سيل الجحاف ،
وقيل : بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الشمس ثامن شهر رمضان سنة ثمان وثمانين ،
وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومأة بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع في قبر فيه
أبوه محمد الباقر وجده زين العابدين وعم جده الحسن بن علي (ع) ، فلله دره من قبر ما
أكرمه وأشرفه ، وأمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، قال ابن خلكان في
(تاريخه) . وفي (ج 1 ص 50 ، الطبع المذكور) . توفي الإمام جعفر الصادق بن محمد
الباقر رضي الله عنهما سنة ثمان وأربعين ومأة وصنف الخافية في علم الحروف ، وقد
ازدحم على بابه العلماء ، واقتبس من مشكوة أنوار الأصفياء وكان يتكلم بغوامض
الأسرار والعلوم الحقيقية وهو ابن سبع سنين وقد جعل في خافيته الباب الكبير (ا ب ت
ث) إلى آخرها والباب الصغير (أبجد هوز) إلى (قرشت) وهو مصوب ومقلوب ، من كلامهم :
الوفاء شميمة الأخيار وصفة الأبرار . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين محب الله
السهالوي في (وسيلة النجاة)
ص 215
(ص 362 ط گلشن فيض بلكهنو) قال : في فصل الخطاب قال عمر بن المقدام : كنت إذا نظرت
إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين ، ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفي بها
في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة وهو بن ثمان وستين سنة ودفن بالبقيع في قبر فيه
أبوه وجده وعم جده وما أكرم ذلك القبر بأن أجمع من الأشراف الكرام . ومنهم العلامة
ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 253 ، ط
العثمانية بمصر) قال : مات (أي جعفر الصادق) مسموما سنة ثمان وأربعين ومأة . ومنهم
العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 204 ط الغري) . ذكر في ولادته
بالعبارة التي تقدمت عن (مطالب السئول) . وفي (ص 212 ، الطبع المذكور) . مات الصادق
جعفر بن محمد (ع) سنة ثمان وأربعين ومائة في شوال وله من العمر ثمان وستون سنة أقام
فيها مع جده علي بن الحسين أثنى عشر سنة وأياما ومع أبيه محمد بن علي بعد وفاة جده
ثلاثة عشر سنة وبقي بعد موت أبيه أربعا وثلاثين سنة وهي مدة إمامته (ع) يقال : إنه
مات بالسم في أيام المنصور وقبره بالبقيع دفن في القبر الذي فيه أبوه وجده وعم جده
فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 196
ط العثمانية بمصر) . ذكر في ولادته ما تقدم عن (الفصول المهمة) . وفي (ص 199 ،
الطبع المذكور) .
ص 216
ذكر في وفاته أيضا ما تقدم عنه بعينه مع تلخيص بإسقاط قوله : وهي مدة إمامته .
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121 ط البابي بحلب) قال : توفي سنة أربع
وثمانين ومأة مسموما أيضا على ما حكي وعمره ثمان وستون سنة ودفن بالقبة السابقة عند
أهله عن ستة ذكور وبنت منهم . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 355 ط
الغري) قال : قال الواقدي : توفي في خلافة أبي جعفر المنصور بالمدينة سنة ثمان
وأربعين ومائة . وفي (ص 356 ، الطبع المذكور) . اختلفوا في مبلغ سنه على أقوال ،
أحدها خمس وستون ، والثاني خمس وخمسون ، وقال الواقدي : إحدى وسبعون . ومنهم
العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 22 نسخة الظاهرية بدمشق) قال : قال سفيان بن
عيينة : قال لي جعفر بن محمد : توفي علي بن أبي طالب وهو ابن ثمان وخمسين سنة ،
وقتل الحسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين ، وتوفي علي بن الحسين ، وهو ابن ثمان
وخمسين سنة ، وتوفي محمد بن علي بن حسين ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة قال جعفر : وأنا
بهذه السنة في ثمان وخمسين سنة فتوفي فيها . رحمة الله عليهم أجمعين .
ص 217
نقش خاتمه (ع)

رواه القوم : قال العلامة أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي
المتوفى سنة 427 في (تاريخ جرجان) (ص 329 ط حيدر آباد الدكن) قال : حدثنا أحمد بن
أبي عمران ، حدثنا عمران بن موسى ، حدثنا إبراهيم ابن المنذر ، حدثني محمد بن جعفر
، قال : كان نقش خاتم أبي : اللهم أنت ثقتي فاعصمني من خلقك .
أعلام الفقه أخذوا
عنه (ع)

قال الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر) . روى
عن جعفر عدة من التابعين منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأيوب السختياني ، وأبان بن
تغلب ، وأبو عمر بن العلاء ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد . وحدث عنه من الأئمة
والأعلام : مالك بن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وابن جريح ، وعبد الله
بن عمر ، وروح بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر ،
وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز ابن المختار ، ووهب بن خالد ، وإبراهيم بن طهمان في
آخرين ، وأخرج عنه مسلم ابن الحجاج في صحيحه محتجا بحديثه . وقال العلامة محمد بن
طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 81 ط طهران) . استفاد منه (أي جعفر بن محمد)
جماعة من الأئمة وأعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريح ومالك بن أنس
والثوري وابن عيينة وشعبة وأيوب
ص 218
السختياني وغيرهم ، وعدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها . وقال
العلامة المعاصر السيد محمد بن عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتابه (أئمة الهدى)
(ص 117 ط القاهرة بمصر) . لقد كان الإمام جعفر الصادق بحرا زاخرا في العلم حيث أخذ
عنه أربعة آلاف شيخ فرووا عنه الحديث الشريف ومنهم أعلام العلم كالإمام الأعظم أبي
حنيفة والإمام مالك بن أنس ، والإمام سفيان الثوري وغيرهم من أجلة العلماء . وقد
كان الإمام جعفر الصادق زاهدا ورعا تقيا ومستجاب الدعوة وله كرامات ظاهرة مذكورة في
مطولات الكتب . وقال العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي
المصري في كتاب (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 54 ط مصر) . السادس من الأئمة جعفر الصادق
ذو المناقب الكثيرة والفضائل الشهيرة روى عنه الحديث أئمة كثيرون مثل مالك بن أنس
وأبي حنيفة ويحيى بن سعيد وابن جريح والثوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم . وقال
العلامة الشيخ مصطفى رشدي بن الشيخ إسماعيل الدمشقي المتوفى بعد سنة 1309 في كتابه
(الروضة الندية) (ص 12 ط الخيرية بمصر) : الإمام جعفر الصادق (ع) كان فارس ميدان
العلوم ، غواص بحري المنطوق والمفهوم نقل عنه أكثر الناس على اختلاف مذاهبهم من
العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في سائر الأقطار والبلدان ، وقد جمع أسماء
من يروي عنه فكانوا أربعة آلاف رجل . وقال العلامة المعاصر الشيخ محمد بن محمد
المخلوف المالكي المصري في كتابه (طبقات المالكية) (ص 52 ط مطبعة السلفية بالقاهرة)
: أبو عبد الله مالك بن أنس مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي
ص 219
جده أبو عامر إلى أن قال في ص 54 : وصحب جعفر الصادق وروى عنه وهو عن أبيه محمد وهو
عن أبيه زين العابدين وهو عن أبيه الحسين ، وهو عن أبيه وجده (ص) وعليهم أجمعين .
وقال الاستاد الفاضل المعاصر الشيخ أبو محمد زهره المصري المالكي في (مالك) (حياته
وعصره آراؤه وفقه ص 104 ط مطبعة مخيم بمصر) : إن مالك ليروي أنه أخذ عن جعفر الصادق
بن محمد الباقر ما علمت من أنه لم يكن في منهجه يرضي العلويين ، بل يكاد يناقض
طريقهم ولكن ذلك لم يمنعه من أن يأخذ عن جعفر وأن يتأثر طريقه وأن يذكره بأحسن ما
يذكر طالب شيخه المقتدى به إلى أن قال : وكان مالك متصلا بجعفر الصادق وروى عنه .
وقال العلامة ابن حجر في الصواعق (ص 120 ط مصر) : جعفر الصادق نقل الناس عنه من
العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان ، وروى عنه الأئمة الأكابر
كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني ، وأمه
فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر كما مر .
ص 220
نبذة مما ورد عنه في التوحيد

الأول

ما رواه القوم : منهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن
حمدان الرازي المتوفى سنة 322 في (الزينة في الكلمات الإسلامية العربية) (ص 129 ط
دار الكتب العربي بمصر) قال : قال (ع) : أول ما خلق الله عز وجل اسم بالحروف غير
مبثوث ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسد ، وبالتسمية غير موصوف ، وباللون غير
مصبوغ ، منفي مبعد منه الحدود ، محجوب عنه حس كل متوهم ، مستتر غير مستور ، فجعله
كلمة تامة على أربعة أجزاء معا . ليس منها واحد قبل الآخر . فأظهر منها ثلاثة أسماء
لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها ، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء
الثلاثة التي أظهرت ، فالظاهر هو الله عز وجل وتبارك وسبحان ، لكل اسم من هذه أربعة
أركان ، فذلك اثنى عشر ركنا . ثم خلق لكل ركن ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها : فهو
الرحمان الرحيم ، الملك ، القدوس ، الخالق .
الثاني

ما رواه القوم : منهم علامة
الأدب الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 4 ص 398 ط بيروت) قال : سئل جعفر
بن محمد عن كيفية الله تعالى فقال : نور لا ظلمة فيه ، وحياة لا موت منها .
ص 221
الثالث

ما رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة عبد الله بن أسعد اليافعي في
(روض الرياحين) (ص 244 ط القاهرة) قال : روينا عن الإمام الجليل ذي المجد الأثيل
سلالة النبوة معدن الفضائل والعلوم والفتوة جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال : من
زعم أن الله سبحانه في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك بالله ، إذ لو كان على
شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا وتعالى الله
عن ذلك . ومنهم العلامة المذكور في (نشر المحاسن الغالية) (ص 338 ط إبراهيم عطوة
بالقاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم . ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس
ومنتخب النفائس) (ج 1 ص 7 ط عثمان خليفة بالقاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم .
ومنهم العلامة السبكي في (طبقات الشافعية) (ج 5 ص 209 ط القاهرة) . روى شطرا من
الحديث وهو قوله : لو كان الله في شيء لكان محصورا . ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد
الله محمد شمس الدين الشافعي في (الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية كافر)
(ص 256 ط القاهرة) . روى الحديث من طريق أبي القاسم القشيري في رسالته بعين ما تقدم
عن (روض الرياحين) . ومنهم العلامة أبو الفتح صدر الدين السيد محمد بن محمد
الاحسائي
ص 222
الخراساني الشهير بنور بخش في (حاشية شرح الرسالة القشيرية) (ج 1 ص 58 ط دمشق) .
روى قوله (ع) بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) إلى قوله : أشرك .
الرابع

ما رواه
القوم : منهم العلامة ابن سبعين المالكي المغربي في (رسالة النصيحة أو النورية) (ص
9 ط القاهرة) قال : جاء عن جعفر الصادق رضي الله عنه الذي حكاه جابر بن حيان أنه
كان يتكلم في جميع العلوم عقيب الذكر ، وسئل بعض الفلاسفة في يوم حضوره للناس بمحضر
الجميع منهم ، فقال له : ما دليلك على أن للعالم فاعلا مختارا يختار حدوثه ، فقال :
أرأيت لو أنا قدرنا لهذا المحدث الذي يختار ويدبر الأكوان وهو حكيم لا يفعل إلا
الأولى ويتقن المصنوعات - أي شيء كان يظهر في هذا الوجود ، وهذا مني على صورة الفرض
لا على أنه على صورة الدليل ، قال له الفيلسوف : كان يفعل ما ينبغي ويتقن الأشياء
ويضع كل شيء في محله ، قال له جعفر الصادق : فقد كان ذلك وما قدرته قد وقع .
الخامس

ما رواه القوم : منهم العلامة جار الله الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 113 مخطوط)
قال : قال رجل لجعفر بن محمد : ما الدليل على الله ولا تذكر لي العالم والعرض
ص 223
والجوهر فقال له : هل ركبت البحر ؟ قال : نعم ، قال : فهل عصفت بكم الريح حتى خفتم
الغرق ؟ قال : نعم ، قال : فهل انقطع رجاءك من المركب والملاحين ؟ قال : نعم ، قال
: فهل تتبعت نفسك من ينجيك ؟ قال : نعم ، قال : فإن ذلك هو الله قال الله تعالى :
ضل من تدعون إلا إياه وإذا مسكم الضر فإليه تجأرون .
السادس

ما رواه القوم : منهم
العلامة ابن سبعين المالكي المغربي في (رسالة النصيحة أو النورية) (ص 9 ط القاهرة)
. جاء عنه (أي جعفر بن محمد) رضي الله عنه : أنه كان يوما يذكر الله ، فجائه بعض
الناس ، فقال له : ما أقوى دليل على وجود الله الذي أنت ذاكره ، قال له : وجودي ،
وذلك لأن وجودي حدث بعد أن لم يكن بل فاعل يمتنع أن يقال : فاعل وجودي أنا ، لأنه
لا يخلو إما أن يقال : أحدثت نفسي حالما كنت موجودا أو حالما كنت معدوما ، فإن
أحدثت نفسي حالما كنت معدوما ، فالمعدوم كيف يكون موجدا للموجود ، فدل على أن الذي
أنا ذاكره هو الذي نشير إليه بالاشتقاق وهو الصانع الفاعل لوجودي ووجود غيري ، عز
وجل ، ظاهر لا بتأويل المباشرة ، باطن لا بتأويل المباعدة ، يسمع بغير آلة ، ويبصر
بغير حدقة ، لا تحده الصفات ، ولا تأخذه السنات ، القديم وجوده ، والأبد أزله الذي
أين الأين لا يقال له : أين كان .
ص 224
علمه (ع) بالجفر والأعداد

قال العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 204 ط
اسلامبول) : قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : منا الجفر الأبيض ومنا الجفر
الأحمر ومنا الجفر الجامع . وكانت الأئمة الراسخون من أولاده يعرفون أسرار هذا
الشأن العظيم ولما كتب بعض الخلفاء المأمون بن هارون الرشيد إلى علي بن موسى الرضا
على أن يبايعه فقال : إنك عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباءك وإنك تريد المبايعة إلا
أن الجفر الجامع لا يدل على مبايعتك . وقد ازدحم على باب علي كرم الله وجهه
الراسخون من العلماء والحاذقون من الحكماء فاخترت من أسراره ما سره أشمل والعمل به
أكمل بعد أن قرأت سفر آدم وسفر شيث وسفر إدريس وسفر نوح وسفر إبراهيم عليهم الصلاة
والسلام . وفي (ص 415 ، الطبع المذكور) . وقال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه :
علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رق منشور ونكت في القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب
ونقر في الاسماع ولا ينفر عنه الطباع وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر والجفر
الأكبر والجفر الأصغر ومنا الفرس الغواص الفارس القناص فافهم هذا اللسان الغريب
والبيان العجيب قيل : إن الجفر يظهر آخر الزمان مع الإمام محمد المهدي رضي الله عنه
ولا يعرف عن الحقيقة إلا هو ، وكان الإمام علي رضي الله عنه من أعلم الناس بعلم
الحروف وأسرارها .
ص 225
وفي (ص 415 ، الطبع المذكور) . وإن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وضع وفقا مسدسا
على عدد حرف ألف الذي هو كافي (1) وكان يخرج منه علوما كالبحار الزواخر وإن أردت
حله على الحقيقة فانظر في كتاب شق الجيب يظهر لك سر ذلك . وفي (ص 416 ، الطبع
المذكور) . وقد أودع الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في السر الأكبر من الجفر
الأحمر سر كبير ولا ينبئك إلا مثله إمام خبير فإن عرفت سر وضعه وضعت الجفر جميعه
وذكرت بعض هذه الأسرار في الفتوحات المكية . فلما أراد الله أن يثبت الحجة لآدم (ع)
على الملائكة وأراد أن يعلمهم أن آدم (ع) أحق بالخلافة منهم قال يا آدم أنبئهم
بأسمائهم فلما نبئهم بأسمائهم ثبت العجز على الملائكة بالمسألة التي سئلهم إياها
وعجزوا عن علمها فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم لفضل علمه ، فمن وصل إلى
هذه الفضيلة فقد اختصه الله تبارك وتعالى من بين عباده وجعله أفضل أهل زمانه ولم
يهتدون إلى سر أيقغ إلا إمام العلوم باب مدينة المعصوم صلى الله عليه وسلم وأعلى
الله مقامه لديه ، وحللنا نزرا يسيرا في شق الجيب فيما يتعلق بالمهدي (ع) وخروجه
إخراج يا إمام تعطل الإسلام إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد . إذا دار
الزمان على حروف * * بسم الله فالمهدي قاما ويخرج بالحطيم عقيب صوم * * ألا اقرء من
عندي السلاما وقال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 205 ط الغري)
. وقد نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالمغرب الذي
(هامش)
(1) أي عدد 111 وهو عدد حروف كلمة ألف وكافي بحسب حساب الأبجد الكبير . (*)
ص 226
يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي هو من كلام جعفر بن محمد ، وله فيه المنقبة السنية
والدرجة التي هي في مقام الفضل علية . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص
197 ط العثمانية بمصر) . ذكر ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه . ومنهم العلامة
المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 349 ط گلشن فيض بلكهنو) قال : قال
الصادق جعفر بن محمد : علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاستماع ، وإن
عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما
يحتاج الناس إليه .
كلام له (ع) في علمه بالقرآن

رواه القوم : منهم العلامة
القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 23 ط اسلامبول) قال : وفي المناقب مسندا عن عبد
الأعلى بن أعين قال : سمعت جعفر الصادق رضي الله عنه يقول : قد ولدني رسول الله (ص)
وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء
وخبر الأرض وخبر الجنة وخبر النار وخبر ما كان وما يكون وأنا أعلم ذلك كله كأنما
أنظر إلى كفي وإن الله يقول فيه تبيان كل شيء ، ويقول تعالى : ثم أورثنا الكتاب
الذين اصطفينا من عبادنا ، فنحن الذين اصطفانا الله جل شأنه وأورثنا هذا الكتاب فيه
تبيان كل شيء .
ص 227
قوله (ع) : سلوني قبل أن تفقدوني

رواه القوم : منهم العلامة المحدث الحافظ البدخشي
في كتاب (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 71) قال : وحكى ابن الأخضر عن
صالح بن أسود قال : سمعت جعفر بن محمد رضي الله عنهما يقول : سلوني قبل أن تفقدوني
فإنه لا يحدثكم أحد بعدي مثل حديثي . ومنهم العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1
ص 166 ط حيدر آباد الدكن) . روى عن صالح بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) .
جلالته
(ع) وتحليه بالكمالات

رواه القوم : منهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل
الخطاب) (على ما في الينابيع ص 380 ط اسلامبول) قال : اتفقوا على جلالة الصادق (ع)
وسيادته ، قال الشيخ أبو عبد الرحمان السلمي في طبقات المشائخ الصوفية : جعفر
الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت وهو ذو علم غزير في الدين وزهد بالغ في الدنيا
ورع تام عن الشهوات وأدب كامل في الحكمة إلى أن قال : وقال العالم عبد الله بن أسعد
بن علي اليافعي اليماني نزيل الحرمين الشريفين في تاريخه : كان جعفر الصادق رضي
الله عنه واسع العلم وافر الحلم ، وله من الفضائل والمآثر ما لا يحصى .
ص 228
ظهور نسبه من جماله

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة محمد خواجه پارسا
البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 380 ط اسلامبول) قال : قال عمرو بن
المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر الصادق رضي الله عنه علمت أنه من سلالة النبيين .
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 351 ط الغري) قال : قال أبو نعيم في
الحلية : حدثنا علي بن محمد بن محمود : حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد ، حدثني جعفر
بن محمد بن هشام ، حدثنا محمد بن حفص بن راشد ، عن أبيه ، عن عمرو بن المقدام فذكر
كلامه بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب) . ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (المختار
في مناقب الأخيار) (ص 17 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . روى كلام عمرو بعين ما تقدم
عن (فصل الخطاب) . ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 168 المخطوط) . روى
كلام عمرو بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب) .
ص 229
عبادته وزهده (ع)

رواه القوم : منهم العلامة المعاصر الشيخ أبو محمد زهره المصري
المالكي في (مالك حياته وعصره وآرائه وفقهه) (ص 104 ط مخيم بمصر) قال : فقد قال
مالك : ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصليا وإما
صائما وإما يقرء القرآن ، وما رأيته قط يحدث عن رسول الله (ص) إلا على الطهارة ،
ولا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله ، وما
رأيته قط إلا يخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي (1) .
شدة خشوعه (ع) في الصلاة

رواه القوم : منهم العلامة الشيخ نور الدين المولى علي بن سلطان محمد الهروي القاري
المتوفى سنة 1014 في كتابه (شرح عين العلم وزين الحلم) (ص 92 ط القاهرة بالمطبعة
المنيرية) قال : وعن جعفر الصادق والله لقد يحكى الله سبحانه لخلقه في كلامه ولكنهم
(هامش)
(1) قال في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 192 ط السعادة بمصر) : الإمام الناطق : ذو
الزمام السابق ، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، أقبل على العبادة والخضوع ،
وآثر العزلة والخشوع ، ونهى عن الرئاسة والجموع . وقال في (تذكرة الخواص) (ص 351 ط
الغري) : وكنيته أبو عبد الله وقيل أبو إسماعيل ويلقب بالصادق والصابر والفاضل
والطاهر وأشهر ألقابه الصادق وقد ذكرنا أن أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي
بكر قال علماء السير كان قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة . (*)
ص 230
لا يبصرون وقال أيضا وقد سألوه عن حالته الخفية في الصلاة حتى خر مغشيا عليه فلما
سرى عنه قيل له في ذلك فقال : ما زلت أردد الآية في قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها
فلم يثبت جسمي لمعاينة قدره . . . وكأن رضي الله عنه تصور أن الله سبحانه جعل لسانه
بمنزلة شجرة موسى (ع) وأنه نودي في شأنه ما صدر من الكلام في ذلك المقام وفق المرام
. ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروس المصري في (نتائج الأفكار القدسية) (ج
2 ص 44 ط دمشق) . روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (شرح عين العلم) وفي آخره : قال
السهروردي قدس سره : روح جعفر الصادق في ذلك الوقت كشجرة موسى عند ندائه منها بأني
أنا الله . ومنهم العلامة الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله في (عوارف
المعارف) (ص 166 ط دار الكتب الحديثة بمصر) . نقل عن جعفر الصادق أيضا أنه خر مغشيا
عليه وهو في الصلاة فسئل عن ذلك فقال : ما زلت أردد الآية حتى سمعتها من المتكلم
بها .
سخائه (ع)

رواها القوم : منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر
بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسن البرجلاني ، ثنا يحيى بن أبي بكير عن الهياج بن بسطام
. قال : كان جعفر
ابن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء .
ص 231
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 352 ط الغري) روى الحديث نقلا عن
(حلية الأولياء) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي
في (مطالب السئول) (ص 82 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) .
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران) . روى
الحديث عن الهياج بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) .
حديث في عفوه وكرمه (ع)

رواه
جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة العارف الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن
الشافعي النيشابوري المتوفى سنة 465 في (الرسالة القشيرية) (ص 114 ط القاهرة) قال :
وقيل : إن رجلا نام بالمدينة من الحاج فتوهم أن هميانه سرق فخرج فرأى جعفر الصادق
(ع) فتعلق به وقال : أخذت همياني فقال (ع) : إيش كان فيه ؟ فقال : ألف دينار فأدخله
داره ووزن له ألف دينار فرجع الرجل إلى منزله ودخل بيته فرأى هميانه في بيته وقد
كان توهم أنه سرق ، فخرج إلى جعفر (ع) معتذر ورد عليه الدنانير فأبى (ع) أن يقبلها
وقال : شيء أخرجته من يدي لا أسترده فقال الرجل : من هذا ؟ فقيل : جعفر الصادق (1)
.
(هامش)
(1) قال سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 355 ط الغري) : ومن مكارم أخلاقه ما ذكره
الزمخشري في كتاب (ربيع الأبرار) عن الشقراني مولى = (*)
ص 232
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جمال الدين محمد بن العباس الخوارزمي المتوفى سنة 383
في (مفيد العلوم ومبيد الهموم) (ص 244 ط القاهرة) . روى الحديث بمعنى ما تقدم عن
(الرسالة القشيرية) وذكر أن الرجل كان همدانيا وقال في آخره : فقال جعفر : كلا ،
ليس من المروءة أن يرجع الرجل في شيء قد وهبه ، ولم يأخذه . ومنهم العلامة السيد
مصطفى بن محمد العروسي المصري في (نتائح الأفكار القدسية في شرح الرسالة القشيرية)
ج 3 ص 173 ط دمشق) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) . ومنهم
العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليماني في (الارشاد والتطريز) (ص 111 ط
القاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) . ومنهم العلامة الشيخ
محمد بن أبي المكارم الشهير بالمعمار البغدادي في (كتاب الفتوة) (ص 263 ط الشفيق
بالقاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) إلا أنه ذكر بدل قوله
شيء أخرجته من يدي لا استرده : ما أخرجناه لله فلا يرجع إلينا . ومنهم العلامة
الشيخ عبد المجيد بن علي المالكي المصري العدوي في
(هامش)
= رسول الله ص قال : خرج العطا أيام المنصور ومالي شفيع فوقفت على الباب متحيرا
وإذا بجعفر بن محمد قد أقبل فذكرت له حاجتي فدخل وإذا بعطائي في كمه فناولني إياه
وقال : إن الحسن من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا ، وإن القبيح من كل أحد
قبيح وأنه منك أقبح لمكانك منا ، وإنما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب
الشراب فمن مكارم أخلاق جعفر أنه رحب به وقضى حاجته مع علمه بحاله ووعظه على وجه
التعريض وهذا من أخلاق الأنبياء . (*)
ص 233
(التحفة المرضية في الأخبار القدسية والأحاديث النبوية) (ص 129 ط مطبعة البهية
المصرية الكائنة بالقاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) .
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري في (نزهة المجالس ومنتخب
النفايس) (ج 1 ص 224 ط القاهرة : : روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية)
ملخصا لكنه ذكر بدل قوله شيء أخرجته الخ : شيء خرجنا عنه لا نعود فيه . حديث آخر في
عفوه وكرمه (ع) رواه القوم : منهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن أبي بكر بن علي بن
حجة الحموي الحنفي في (ثمرات الأوراق) (ج 2 ص 223 طبع القاهرة) قال : وحكى عن جعفر
الصادق رضي الله عنه أن غلاما له وقف يصب الماء على يديه فوقع إلا بريق من يد
الغلام في الطست فطار الرشاش في وجهه فنظر جعفر (ع) إليه نظرة مغضب فقال : يا مولاي
والكاظمين الغيظ قال : قد كظمت غيظي قال : والعافين عن الناس قال : عفوت عنك قال :
والله يحب المحسنين قال : إذهب فأنت حر لوجه الله الكريم . ومنهم العلامة الشيخ
شهاب الدين أحمد الأبشهي في (المستطرف) (ج 1 ص 175 ط القاهرة) . روى الحديث بعين ما
تقدم عن (ثمرات الأوراق) لكنه ذكر بدل قوله :
ص 234
اذهب فأنت حر : فاذهب أنت حر . ومنهم العلامة يوسف بن محمد الأندلسي في (ألف باء)
(ج 2 ص 499 ط الوهبية بالقاهرة) . يروى إن جارية لجعفر بن محمد كانت تصب على يديه
الماء فأصاب الإبريق جبهته فألمه ألما شديدا تبينت الجارية ذلك فيه فقالت : يا
مولاي والكاظمين الغيظ قال : قد كظمت غيظي قالت : والعافين عن الناس قال : قد عفوت
عنك قالت : والله يحب المحسنين قال : أنت حرة لوجه الله تعالى ولك ألف درهم .
شدة
احترامه لرسول الله (ص) وتكريمه لاسمه

رواه القوم : منهم العلامة الكشفي في
(المناقب المرتضوية) (ص 7 ط بمبئي) . روى نقلا عن (هداية السعداء) عن (الشفاء) قال
: كان جعفر بن محمد كثير الدعابة والتبسم وإذا ذكر عليه الصلاة والسلام عنده أصفر
لونه وما رأيته يحدث عن رسول الله (ص) إلا على طهارة . ومنهم العلامة الشيخ أبو
محمد زهره المالكي في (المالك حيوته وعصره وآرائه وفقهه) (ص 104 ط مخيم بمصر) قال :
قال مالك لقد كنت آتي جعفر بن محمد وكان كثير المزاح والتبسم فإذا ذكر عنده النبي
أخضر واصفر . ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمان السخاوي في (القول
البديع) (ص 176) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب المرتضوية) .
ص 235
فتوته (ع)

رواه القوم : منهم العلامة العارف الشهير أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن
بن عبد الملك ابن طلحة القشيري النيسابوري الشافعي المتوفى سنة (465) في كتابه
(الرسالة القشيرية) (ص 115 ط مصر) قال : سأل شقيق البلخي جعفر بن محمد عن الفتوة ،
قال : ما تقول أنت ؟ فقال شقيق : إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا قال جعفر :
الكلاب عندنا بالمدينة كذلك تفعل ، فقال شقيق : يا ابن بنت رسول الله ما الفتوة
عندكم ؟ فقال : إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا . ومنهم العلامة اليافعي في
(الارشاد والتطريز) (ص 111 ط القاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة
القشيرية) . ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 9 ص 312 ط
الميمنية بمصر) . نقل عن القشيري ما تقدم عنه بعينه وزاد : وفي بعض النسخ فقال شقيق
: الله أعلم حيث يجعل رسالته . ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري
في (نتائج الأفكار القدسية) (ج 3 ص 173 ط دمشق) . روى الحديث بعين ما تقدم عن
(الرسالة القشيرية) .
ص 236
قول جماعة فيه بالإلوهية واستحلاله لسفك دمائهم

ذكره القوم : منهم العلامة المؤرخ
أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفى سنة 437 في كتابه (تاريخ جرجان)
(ص 253 ط حيدر آباد) قال : أخبرني محمد بن عبد الرحمان بن وهب السقطي بالبصرة ،
حدثنا أحمد بن محمد ابن أبي الرجال الصلحي ، حدثنا عباس بن محمد الدوري ، حدثنا
محمد بن جعفر المدائني حدثنا فضيل بن مرزوق عن عيسى الجرجاني قال : قلت لجعفر بن
محمد : إن شئت أخبرتك بما سمعت القوم يقولون قال : (فهات) قال قلت : فإن طائفة منهم
عبدوك اتخذوك إلها من دون الله وطائفة أخرى والوا لك بالنبوة قال : فبكى حتى ابتلت
لحيته ثم قال : إن أمكنني الله من هؤلاء فلم أسفك دماءهم سفك الله دم ولدي على يدي
.
تزينه (ع) للناس ولبسه خشن الثوب من تحت ثيابه لله

رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة الحافظ أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 193 ط السعادة
بمصر) قال : حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد الغطريفي ، ثنا محمد بن أحمد بن مكرم
الضبي ، ثنا علي بن عبد الحميد ، ثنا موسى بن مسعود ، ثنا سفيان الثوري ، قال :
دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيرجاني ، فجعلت
ص 237
أنظر إليه معجبا ، فقال لي : يا ثوري مالك تنظر إلينا لعلك تعجب مما رأيت . قال :
قلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك ، فقال لي : يا ثوري كان
ذلك زمانا مقفرا مقترا وكان يعملون على قدر أقفاره وأقتاره ، وهذا زمان قد أقبل كل
شيء فيه عز إليه ، ثم حسر عن ردن جبته وإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن
الذيل والردن عن الردن ، فقال لي : يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله
أخفيناه ، وما كان لكم أبديناه . ومنهم الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 158
ط حيدر آباد) . روى الحديث نقلا عن (حلية الأولياء) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة
سندا ومتنا . ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب
السئول في مناقب آل الرسول) (ص 82 ط طهران) : روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية
الأولياء) مع زيادة غير مهمة . ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (المختار في
مناقب الأخيار) (ص 17 ط الظاهرية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية
الأولياء) مع زيادة غير مهمة .
ص 238
حديثه (ع) أصح الأحاديث

رواه القوم : منهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمان بن
أبي بكر السيوطي الشافعي المتوفى سنة 911 في (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي)
(ص 36 ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة) قال : قال الحاكم : وأصح طريق يروى في
الدنيا أسانيد أهل البيت ، جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه ، عن
جده ، عن علي ، إذا كان الراوي عن جعفر ثقة ، هذه عبارة الحاكم ، ووافقه من نقلها .
ومنهم علامة الأدب الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 332 ط بيروت) قال
: ليس في الأرض خمسة أشراف متناسقة كتب عنهم الحديث إلا جعفر بن محمد ابن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الرضوان .
نبذة من كراماته

نزول المائدة والكسوة
له (ع) من السماء حين سألها من الله

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة
الشهير ابن المغازلي في (مناقبه) (ص 143 مخطوط) قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عبد
الصمد بن عبد الله بن القاسم الهاشمي سنة أربع
ص 239
وثلاثين وأربعمائة ، ثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد المعروف بابن الكاتب البغدادي
قال : ثنا علي بن محمد المصري ، ثنا أبو غلاته بمصر ، ثنا جدي عبد الله بن محمد
المصري ثنا وهب قال : سمعت الليث بن سعد يقول : حججت سنة عشر ومائة فطفت بالبيت
وسعيت بين الصفا والمروة ورقيت أبا قبيس فوجدت رجلا يدعو وهو ويقول : يا رب يا رب
حتى انقطع نفسه ثم قال : يا ذا الجلال والاكرام حتى انقطع نفسه ثم قال : أي رب أي
رب حتى انقطع نفسه ثم قال : اللهم إن بردي قد خلقا فاكسني وأنا جائع فأطعمني فما
شعرت إلا سلة عنب لا عجم له وبردين ملقيين فخرجت إليه وجلست لا كل معه فقال لي : مه
قلت له : أنا شريكك في هذا الخير فقال : لماذا قلت : كنت تدعو وأنا أومن على دعائك
فقال لي : كل ولا تدخر شيئا فأكلنا وليس في البلد إذ ذاك عنب ثم انصرفنا عن ري ولم
ينقص من السلة شيء ثم قال : خذ أحد البردين إليك فقلت : أنا عنهما غني فقال لي :
فتوار عني حتى ألبسهما فتواريت فلبسهما وأخذ الأخلاف بيده ونزل فاتبعته فلقيه سائل
فقال له : اكسني كساك الله يا ابن رسول الله فأعطاه الأخلاف فاتبعت السائل فقلت :
من هذا ؟ فقال لي : هذا جعفر بن محمد الصادق (ع) . ومنهم العلامة محمد بن طلحة
الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 83 ط طهران) قال : قال الليث بن سعد : قال : حججت سنة
ثلاث عشرة ومائة فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس فإذا برجل جالس وهو يدعو فقال : يا
رب يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال : يا رحيم يا رحيم حتى انقطع نفسه ثم قال : يا أرحم
الراحمين حتى انقطع نفسه ثم قال : يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ثم قال : يا الله يا
الله سبع مرات ثم قال : اللهم إني أشتهي العنب فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (مناقب
ابن المغازلي) وفي آخره : فلحقت الرجل فقلت : من هذا ؟ قال : هذا جعفر
ص 240
ابن محمد ، قال : الليث فطلبته لأسمع منه فلم أجده . ومنهم العلامة النبهاني في
(جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 5 ط الحلبي بالقاهرة) قال : قال الليث بن سعد : حججت
سنة ثلاث عشرة ومائة فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن
(مناقب ابن المغازلي) لكنه ذكر بدل قوله بردين ملقيين : بردين موضوعين ولم أر
مثلهما في الدنيا . ومنهم العلامة الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي في (مفتاح
النجا) (ص 168 مخطوط) : روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) طريقا ومتنا
لكنه عكس في ذكر فقرات الدعاء أسقط كلمة سبع مرات بعد يا الله يا الله . ومنهم
العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 250
، ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) مع تلخيص في الدعاء
وتغيير بعض عبارات بما لا يضر بالمعنى . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121
ط البابي بحلب) . روى الحديث هو أيضا بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) مع تلخيص في
الدعاء وتغيير بعض عبارات الحديث بما لا يضر بالمعنى . ومنهم العلامة سبط بن الجوزي
في (التذكرة) (ص 354 ط الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) لكنه ذكر
الدعاء هكذا يا رب يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال : رب رب رب حتى انقطع نفسه ثم قال :
يا حي يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ثم قال : يا رحيم حتى انقطع نفسه
|