ص 241
ثم قال : يا أرحم الراحمين حتى انقطع نفسه وزاد بعد قوله ببردين موضوعين : لم أر
مثلهما في الدنيا ، وذكر بدل قوله خذ أحب البردين إليك : أخذ أحد البردين ودفع إلي
الآخر . ومنهم العلامة المذكور في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 173 ط حلب) . روى الحديث فيه
أيضا بعينه بتغيير يسير . ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير في (المختار) (ص 18
نسخة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) لكنه ذكر الدعاء
هكذا : يا رب يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال : يا رباه يا رباه حتى انقطع نفسه ثم قال
: رب رب رب حتى انقطع نفسه ثم قال : يا الله يا الله حتى انقطع نفسه ثم قال : يا حي
حتى انقطع نفسه ثم قال : يا رحيم حتى انقطع نفسه ثم قال : يا أرحم الراحمين حتى
انقطع نفسه سبع مرات . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين محب الله السهالوي في
(وسيلة النجاة) (ص 355 ط گلشن فيض بلكهنو) . روى الحديث نقلا عن (صفوة الصفوة) بعين
ما تقدم عنه بلا واسطة . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 10
مخطوط) . روى الحديث من طريق أبي القاسم الطبري عن ابن وهب بعين ما تقدم عن (مطالب
السؤول) لكنه اقتصر في ذكر دعائه على قوله يا رب يا رب يا حي يا حي .
ص 242
استجابة دعائه (ع) في انصراف منصور عن قتله وابتلاء من سعى به إليه من ساعته

رواه
القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 207 ط الغري) قال :
حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع قال : حج المنصور في سنة سبع وأربعين ومأة قدم
المدينة قال للربيع : ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به سعيا قتلني الله إن لم
اقتله فتغافل الربيع عنه وناساه فأعاد عليه في اليوم الثاني وأغلظ له في القول
فأرسل إليه الربيع فلما حضر قال له الربيع : يا أبا عبد الله أذكر الله تعالى فإنه
قد أرسل إليك ما لا دافع له غير الله وإني أتخوف عليك فقال جعفر : لا حول ولا قوة
إلا بالله العظيم ثم إن الربيع دخل به على المنصور فلما رآه المنصور أغلظ له بالقول
فقال : يا عدو الله اتخذك أهل العراق إماما يجبون إليك زكاة أموالهم تلحد في سلطنتي
وتتبع إلي الغوايل قتلني الله إن لم أقتلك فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إن سليمان
أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر ، فهؤلاء أنبياء الله وإليهم
يرجع نسبك ولك فيهم أسوة حسنة ، فقال المنصور : أجل لقد صدقت يا أبا عبد الله ارتفع
إلي هيهنا عندي ثم قال : يا أبا عبد الله إن فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك
فقال : احضره يا أمير المؤمنين أيوافقني على ذلك ، فأحضر الرجل الذي سعى به إلى
المنصور فقال له المنصور : أحقا ما حكيت لي عن جعفر فقال : نعم ، يا أمير المؤمنين
قال جعفر : فاستخلفه على ذلك فبدر الرجل وقال : والله العظيم لا إله إلا هو عالم
الغيب والشهادة الواحد
ص 243
الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأخذ يعد في صفات الله
، فقال جعفر : يا أمير المؤمنين يحلف بما أستحلف به ويترك يمينه هذا فقال المنصور :
حلفه بما تختار فقال جعفر (ع) : قل برئت من حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي
لقد فعل كذا وكذا فامتنع الرجل فنظر إليه المنصور منكرا فحلف بها فما كان بأسرع من
أن ضرب برجله الأرض وقضى ميتا مكانه في المجلس فقال المنصور : جروا برجله وأخرجوه
لعنه الله . ومنهم القاضي أبو علي المحسن بن علي بن داود التنوخي المتوفى سنة 386
في (الفرج بعد الشدة) (ص 70 ط القاهرة) قال : أخبرني أبو الفرج الاصفهاني : عن
الحسين بن علي السلوسي ، عن أحمد بن سعيد بالإسناد : أنه لما قتل إبراهيم بن عبد
الله بباخمري حشرنا من المدينة ، فلم يترك فيها محتلم حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها
شهرا نتوقع القتل ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال : يا هذه الأمة العلوية ادخلوا
على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى قال : فدخلت أنا والحسين بن زيد فلما
صرت بين يديه قال لي : أنت الذي تعلم الغيب قلت : لا يعلم الغيب إلا الله إلى أن
قال : حدثنا علي ابن الحسن بالإسناد قال : حج أبو جعفر المنصور في سنة سبع وأربعين
ومائة فقدم المدينة فقال : ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به تعبا قتلني الله إن
لم أقتله فأمسكت عنه رجاء أن ينساه فأغلظ في الثانية فقلت : جعفر بن محمد بالباب
فقال : ائذن له فدخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال :
لا سلام الله عليك يا عدو الله تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي قتلني الله إن
لم أقتلك قال جعفر : يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر وإن
يوسف ظلم فغفر وأنت من ذلك السنخ فسكت طويلا ثم رفع رأسه وقال : أنت عندي يا أبا
عبد الله البرئ الساحة السليم الناحية القليل الغائلة جزاك الله من ذي رحم
ص 244
أفضل ما يجزي به ذوي الأرحام عن أرحامهم ثم تناول يده فأجلسه على مفرشه ثم قال : يا
غلام علي بالمنفخ ، والمنفخ مدهن كبير فيه غالية فأتى به فغلفه بيده حتى خلت لحيته
قاطرة ثم قال : في حفظ الله وكلاءته يا ربيع ألحق أعط أبا عبد الله جائزته وكسوته
وانصرف فلحقته فقلت : إني قد رأيت ما لم ير ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت وقد رأيتك
شفتيك فما الذي قلت : فقال : نعم ، إنك رجل منا أهل البيت ولك محبة وود قلت : اللهم
احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام وارحمني بقدرتك على لا أهلك
وأنت رجائي يا رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري فلم تحرمني ، يا من قل
عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني يا ذا المعروف الذي
لا ينقضي أبدا ويا ذا النعم التي لا تحصى عددا أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد
بك أدرء في نحره وأعوذ بك من شره اللهم أعني على ديني بدنياي وعلى آخرتي بالتقوى
واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا
تنقصه المغفرة ، اغفر لي ما لا يضرك . وأعطني ما لا ينفعك ، إنك أنت الوهاب ، أسألك
فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا والعافية من جميع البلايا وشكر العافية .
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 307 طبع الغري) قال : أخبرنا
إبراهيم الكاشغري ، أخبرنا علي بن أبي القاسم الطوسي ، أخبرنا يحيى ابن أحمد السبتي
، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، أخبرنا ابن أبي الدنيا ،
حدثنا عيسى بن أبي حرب ، والمغيرة بن محمد قالا : حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا
حسن بن الفضل بن الربيع ، حدثني عبيد الله بن الفضل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الفرج
ص 245
بعد الشدة) ، لكنه ذكر بدل قوله واكنفني بكنفك الذي لا يرام ، واكنفني بركنك الذي
لا يضام الخ . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 253 ط الغري) . روى
الحديث بعين ما تقدم عن (الفرج بعد الشدة) ومنهم العلامة المذكور في (صفة الصفوة)
(ج 2 ص 171 ط حلب) . روى الحديث فيه أيضا بتغيير يسير . ومنهم العلامة مجد الدين بن
الأثير الجزري في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق) . روى الحديث بعين ما تقدم
عن (الفرج بعد الشدة) . ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشامي
الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران) . روى الحديث بمثل ما تقدم عن (كفاية
الطالب) . ومنهم العلامة الشيخ عفيف الدين اليافعي في (روض الرياحين) (ص 58 ط
القاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) ملخصا . ومنهم العلامة
الفهري في (الآيات البينات) (ص 162 ط الوطنية ببلدة الرباط) . روى الحديث نقلا عن
ابن أبي الدنيا في (كتاب الفرج بعد الشدة) بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) سندا
ومتنا لكنه ذكر في في السند حسن بن الفضل بن الربيع عن أبيه ، عن جده وذكر بدل قوله
: وأنت من ذلك السنخ : وأنت على إرث منهم وأحق من تأسي بهم ، وبدل قوله : واكنفني
بركنك الذي لا يضام : واكنفني بكنفك الذي لا يرام ، وبدل كلمة لا ينقضي : لا ينقطع
. وزاد بعد قوله : أن تصلي على
ص 246
محمد وآل محمد : اللهم إنه عبد من عبادك مثلي ألقيت عليه سلطانا من سلطانك فخذ
بسمعه وبصره وقلبه إلى ما فيه صلاح أمري وبك أدرء . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور
الأبصار) (ص 197 ط العثمانية بمصر) . روى الحديث عن عبد الله بن الفضل بن الربيع عن
أبيه بمثل ما تقدم عن (كفاية الطالب) . ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين)
(ج 2 ص 113 ط مطبعة الزهراء) قال : وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن
السيد أبي طالب هذا ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الاصفهاني ، حدثنا عبد الرحمان بن
أبي حاتم ، حدثني أبي ، حدثني الحسن بن فضل مولى الهاشميين بالمدينة سنة خمس عشرة
ومأتين هجرية ، حدثني علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه (ع) قال : أرسل أبو جعفر
الدوانيقي إلى جعفر بن محمد الصادق (ع) ليقتله ، وطرح سيفا ونطعا وقال لحاجبه
الربيع : يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه . فلما
دخل جعفر بن محمد (ع) فنظر إليه من بعيد ، نزق أبو جعفر على فراسه (يعني تحرك) وقال
: مرحبا وأهلا وسهلا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك . ثم
سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته وقال له : قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك ، يا ربيع
لا تمض ثالثة حتى يرجع جعفر بن محمد إلى أهله . فلما خرج هو والربيع قال له : يا
أبا عبد الله أرأيت السيف والنطع ، إنما كانا وضعا لك ، فأي شيء رأيتك تحركت به
شفتاك ، قال يا ربيع : لما رأيت الشر في جهة قلت : (حسبي الرب من المربوبين ، حسبي
الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي الله رب العالمين ، حسبي من
هو حسبي ، حسبي من
ص 247
لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) . وفي
رواية أخرى أن الربيع قال للدوانيقي : ما بدا لك يا أمير المؤمنين حيث انبسطت إلى
جعفر بن محمد بعد ما أضمرت له ما أضمرت ، قال والله : لقد رأيت قدامه أسدين فاغرين
فمويهما ، فلو هممت به سوءا لابتلعاني ، فلذلك تضرعت له وفعلت ما فعلت . ومنهم
العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 120 ط القاهرة) قال : وسعى به عند المنصور لما حج
، فلما حضر الساعي به يشهد قال له : أتحلف ؟ قال : نعم ، فحلف بالله العظيم إلى
آخره ، فقال : أحلفه يا أمير المؤمنين بما أراه ، فقال له : حلفه ، فقال له : قل :
برئت من حول الله وقوته والتجئت إلى حولي وقوتي لقد فعل جعفر كذا وكذا وقال : كذا
وكذا ، فامتنع الرجل ثم حلف ، فما تم حتى مات مكانه ، فقال أمير المؤمنين لجعفر ،
لا بأس عليك أنت المبرء الساحة المأمون العائلة . ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد
الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني في (التدوين) (ج 1 ص 151
النسخة الفوتوغرافية المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال : محمد بن عبد
الله بن عبد العزيز الرازي أبو بكر يروي عن أبي بكر بن خلاد قدم قزوين وحدث بها
رأيت بخط بعض الثقات السالفين ، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن عبد العزيز قدس
سره قال : سمعت أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاد سمعت موسى بن عبيدة السكري يقول : سعى
رجل بجعفر بن محمد إلى أبي جعفر بأنه نال منك وقال فيك ، فأحضر جعفر فقال جعفر :
معاذ الله فقال الساعي : بلى نلت من أمير المؤمنين وقلت فيه كذا وكذا فقال جعفر :
حلفه بالله يا أمير المؤمنين ثم أفعل ما شئت فحلف الرجل فقال له جعفر : إن حلفت
كاذبا أخرج الله منك كل
ص 248
قوة أعطاك فقال : نعم ، فقام الرجل من ساعته أعمى أصم أشل أعرج وخطا خطوتين وارتعد
وسقط ومات . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 4 ط الحلبي
بالقاهرة) قال : قال المناوي : ومن كراماته أنه سعى به عند المنصور فذكر بعين ما
تقدم عن (الصواعق) ثم قال : ومنها : أن بعض البغاة قتل مولاه ، فلم يزل ليلته يصلي
ثم دعا عليه عند السحر فسمعت الضجة بموته . ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي
الحنفي في (وسيلة النجاة) ص (359 ط گلشن فيض بلكهنو) . روى الحديث وفيه ما تقدم عن
(الصواعق) بعينه .
إخباره (ع) عن خلافة صاحب القباء الأصفر وكان المنصور يومئذ
حاضرا وعليه قباء أصفر

رواه القوم : منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع
المودة) (ص 332 ط اسلامبول) قال : وقد ذكر أهل السير أن عبد الله المحض بن الحسن
المثنى بن الحسن السبط رضي الله عنهم كان شيخ بني هاشم في زمانه جمع المحاسن
الكثيرة وهو والد محمد الملقب بالنفس الزكية ووالد إبراهيم أيضا فلما كان في أواخر
دولة بني مروان وضعفهم أراد بنو هاشم أن يبايعوا منهم من يقوم بالأمر فاتفقوا على
محمد وإبراهيم ابني عبد الله المحض فلما اجتمعوا لذلك أرسلوا إلى جعفر الصادق فقال
عبد الله : إنه
ص 249
يفسد أمركم فلما دخل جعفر الصادق سألهم عن سبب اجتماعهم فأخبروه فقال لعبد الله :
يا ابن عمي إني لا أكتم خيرية أحد من هذه الأمة إن استشار بي فكيف لا أدل على
صلاحكم فقال عبد الله : مد يدك لنبايعك قال جعفر : والله إنها ليست لي ولا لابنيك
وإنها لصاحب القباء الأصفر والله ليلعبن بها صبيانهم وغلمانهم ثم نهض وخرج ، وكان
المنصور العباس يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فكان كما قال . ومنهم العلامة ابن
حجر في (الصواعق المحرقة) (ص 121 ط مصر) قال : عند دولة بني أمية وضعفهم أراد بنو
هاشم مبايعة محمد وأخيه وأرسل لجعفر ليبايعهما ، فامتنع فاتهم إنه يحسدهما ، فقال :
والله ليست لي ولا لهما إنها لصاحب القباء الأصفر ليلعبن بها صبيانهم وغلمانهم ،
وكان المنصور العباسي يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فما زالت كلمة جعفر تعمل فيه
حتى ملكوا . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 4 ط الحلبي
بمصر) . روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (ينابيع المودة) .
ظهور ثعبان عظيم للمنصور
حين أراد قتله وهو يقول إن آذيته أبتلعك

رواه القوم : منهم العلامة محمد خواجه پاساري
البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 381 ط اسلامبول) قال : دعى أبو
جعفر المنصور وزيره ليلة وقال : إيتني جعفر الصادق حتى أقتله
ص 250
قال : هو رجل أعرض عن الدنيا ووجه بعبادة المولى فلا يضرك قال المنصور : إنك تقول
بإمامته والله إنه إمامك وإمامي وإمام الخلائق أجمعين والملك عقيم فائتن به قال
الوزير : فذهبت ودخلت عليه فوجدته في الصلاة وبعد فراغه قلت له : يدعوك أمير
المؤمنين فقام وانطلق بي وقبل مجيئه قال المنصور لعبيده : إذا رفعت قلنسوتي عن رأسي
اقتلوه قال الوزير : لما جئنا بالباب استقبله المنصور وأدخله وأجلسه في الصدر وركع
بين يديه فقال : سل حاجتك يا ابن رسول الله قال : حاجتي أن لا تدعني حتى آتيك
باختياري وخليتني بيني وبين عبادة ربي ، قال : لك ذلك وانصرف واقشعر المنصور ونام
وألقينا عليه الأثواب وقال لي : لا تذهب حتى أن أستيقظ ، فنام نومة طويلة حتى فاتت
صلاته من الأوقات الثلاثة ثم انتبه وتوضأ وصلى الفائتة فسئلته ما وقع لك ؟ قال :
لما قدم الصادق في داري رأيت ثعبانا عظيما أحد شفيته فوق الصفة والآخر تحتها ويقول
بلسان فصيح : إن آذيته أبتلعك مع الصفة. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي
في (وسيلة النجاة) (ص 360 ط گلشن بلكهنو) . روى بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب) .
ومنهم النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي الزبيري المتوفى سنة
256 في كتابه (الأخبار الموفقيات) (طبع مطبعة العاني ببغداد ص 149 إلى 150) قال :
حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدثني الزبير قال : حدثني علي ابن صالح ، عن عامر
بن صالح سمعت الفضل بن الربيع يحدث عن أبيه الربيع قال : قدم المنصور المدينة فأتاه
قوم فوشوا بجعفر بن محمد - وقالوا : إنه لا يرى الصلاة خلفك وينتقصك ولا يرى
التسليم عليك فقال لهم : وكيف أقف على صدق ما تقولون
ص 251
قالوا : تمضي ثلاث ليال فلا يصير إليك مسلما قال : إن كان في ذلك لدليلا فلما كان
في اليوم الرابع قال : يا ربيع إيتني بجعفر بن محمد فقتلني الله إن لم أقتله قال
الربيع : فأخذني ما قدم وما حدث فدافعت بإحضاره يومي ذلك فلما كان من غد قال : يا
ربيع أمرتك بإحضار جعفر بن محمد فوريت عن ذلك ائتني به فقتلني الله إن لم أقتله
وقتلني الله إن لم أبدء بك إن أنت لم تأتني به قال الربيع : فمضيت إلى أبي عبد الله
فوافيته يصلي إلى جنب استوانة التوبة فقلت : يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين
للتي لا شوى لها فأوجز في صلاته وتشهده وسلم وأخذ نعله ومضى معي وجعل يهمس بشيء
أفهم بعضه وبعضا لم أفهم فلما أدخلته على أبي جعفر سلم عليه بالخلافة فلم يرد عليه
السلام وقال : يا مرائي يا مارق منتك نفسك مكاني فوريت علي ولم تر الصلاة خلفي
والتسليم علي فلما فرغ من كلامه رفع جعفر رأسه فقال : يا أمير المؤمنين إن داود
النبي (ع) أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر وإن يوسف ظلم فغفر وهؤلاء صلوات الله
عليهم أنبيائه وصفوته من خلقه وأمير المؤمنين من أهل بيت النبوة وإليهم يؤل نسبه ،
وأحق من أخذ بآداب الأنبياء من جعل الله له مثل حظك يا أمير المؤمنين ؟ يقول الله
جل ثناءه : (يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة
فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (1) فتثبت يا أمير المؤمنين يصح لك اليقين : فسرى عن
أبي جعفر ، وزال عنه الغضب وقال : أنا أشهد أبا عبد الله أنك صادق . وأخذ بيده
فرفعه وقال : أنت أخي وابن عمي ، وأجلسه معه على السرير وقال : سلني حاجتك ، صغيرها
وكبيرها . قال : يا أمير المؤمنين قد أذهلني ما كان من لقائك وكلامك في حاجاتي
ولكني أفكر وأجمع حوائجي إن شاء الله . قال الربيع : فلما خرجت قلت له :
(هامش)
(1) الحجرات آية 6 . (*)
ص 252
يا أبا عبد الله ، سمعتك همست بكلام أحب أن أعرفه قال : نعم إن جدي علي بن الحسين
(ع) أجمعين يقول : من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقل : اللهم أحرسني بعينك
التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واغفر بقدرتك (خ ل وارحمني) علي ، فلا
أهلكن وأنت رجائي ، فكم من نعمة قد أنعمت علي قل عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني
بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند نقمته
صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، يا ذا النعماء التي لا
تحصى ، ويا ذا الأيادي اللتي لا تنقضي ، بك استدفع مكروه ما أنا فيه ، وأعوذ بك من
شره يا أرحم الراحمين . قال الربيع : فكتبت بالدعاء ، ولم يلتق مع أمير المؤمنين
المنصور ولا سأله حاجة حتى فارق الدنيا . ومنهم العلامة محمد مبين المولوي السهالوي
في (وسيلة النجاة) (ص 459 ط لكهنو) . روى الحديث ملخصا .
دعاء أخرى له (ع) دعا بها
لدفع شر منصور ، واستجيبت من ساعتها

رواها القوم : منهم العلامة المعاصر الشيخ عبد
الحفيظ المالكي الفهري الفاسي من مشايخنا في الرواية في (الآيات البينات) (ص 159 ط
المطبعة الوطنية ببلدة الرباط من المغرب الأقصى) قال :
ص 253
المسلسل الرابع والثلاثون بقول كل راو كتبته فها هو في جيبي حدثني به القاضي أبو
العباس حميد بناني سماعا قال : حدثنا أبو الحسن علي بن ظاهر الوتري سماعا بفاس ح
وحدثني به عمي أبو جيدة سماعا وهو وابن ظاهر قالا : حدثنا عبد الغني ، عن عابد ، عن
عبد الرحمان بن سليمان الأهدل بسنده السابق من طريق بني الأهدل إلى محمد بن عبد
الرحمان السخاوي قال : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي البيضاوي ، والكاتبة مريم بنت
علي بن عبد الرحمان قالت الثانية أنا المحب محمد بن أحمد الطبري سماعا ، وعبد الله
بن سليمان المكي إذنا إن لم يكن سماعا وقال الأول : أنا أبو السادة عبد الله بن
أسعد اليافعي قال : هو والمكي أنا الرضي أبو إسحاق الطبري ، أنا المحب أحمد بن عبد
الله الطبري ، أنا التقي أبو الحسن علي بن أبي بكر الطبري ، أنا محمد بن إسماعيل بن
أبي الصيف الفقيه ، أنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي ح وقال عبد الرحمان
الأهدل ، أنا أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي ، أنا محمد بن أحمد عقيلة ، أخبرنا
أحمد بن محمد النخلي ، عن محمد بن علان الصديقي ، عن نور الدين علي الحميري ، عن
عبد الرحمان ابن فهد ، عن جار الله بن فهد ، عن ابن أبي شريف ، عن إبراهيم بن علي
الزمزمي قال : هو وشيخ السخاوي الأول وهو إبراهيم البيضاوي وهو عال ، أنا مجد الدين
أبو طاهر الفيروز آبادي ح قال السخاوي : وكتب إلي عاليا عبد الرحمان بن عمر قال هو
والفيروز آبادي : أنا محمد بن أبي القاسم الفارقي ، أنا أبو الحسن الغرافي ، أنا
أبو الفضل جعفر بن علي ، أنا أبو محمد الديباجي ، ثنا محمد بن الحسن بن صدقة بن
سليمان الاسكندري ، ثنا أبو الفتح نصر بن الحسين بن القاسم الشاشي قدم علينا
اسكندرية ثنا علي بن الحسين بن إبراهيم العاقولي ، ثنا القاضي أبو الحسن محمد بن
علي بن صخر الأزدي ، ثنا أبو عياض أحمد بن محمد بن يعقوب الهروي ، ثنا أحمد بن
منصور بن محمد الحافظ المعدل ، ثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد القطان البلخي
بمدينة
ص 254
الرسول (ص) وعلى آله وكان صدوقا ، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المحتسب
البلخي ، ثنا محمد بن هارون الهاشمي ، ثنا محمد بن يحيى المازني ، ثنا محمد بن سهل
عن الربيع حاجب المنصور قال : لما أسندت الخلافة لأبي جعفر يعني المنصور العباسي
قال لي : يا ربيع أبعث إلى جعفر بن محمد (يعني جعفر الصادق بن محمد الباقر) قال :
فقمت من بين يديه فقلت : أي بلية يريد أن يفعل وأوهمته إني أريد أن أفعل ثم أتيته
بعد ساعة فقال : ألم أقل لك ابعث إلى جعفر بن محمد فوالله لتأتيني به أو لأقتلنك شر
قتلة قال : فذهبت إليه فقلت : أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي فلما دنونا
من الباب قام فحرك شفتيه ثم دخل فسلم فلم يرد عليه ووقف فلم يجلس ، ثم رفع رأسه
فقال : يا جعفر أنت الذي البت وكثرت ، وحدثني أبي عن أبيه ، عن جده أن رسول الله
(ص) وعلى آله قال : ينصب للغادر يوم القيامة لواء يعرف به ، قال جعفر بن محمد :
حدثني أبي عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه إن رسول الله (ص) وعلى آله قال : ينادي
مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم من كان أجره على الله فلا يقوم من عباده
إلا المتفضلون فما زال يقول حتى سكن ما به ولان له ، فقال : اجلس أبا عبد الله
ارتفع أبا عبد الله ثم دعا بدهن فيه غالية فأراقه عليه بيده والغالية تقطر من بين
أصابع أمير المؤمنين ثم قال : انصرف أبا عبد الله في حفظ الله تعالى ثم قال : يا
ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته وأضعفها فخرجت فقلت : أبا عبد الله تعلم محبتي لك
قال : أنت منا . حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي (ص) وعلى آله قال : مولى
القوم منهم فقلت أبا عبد الله : شهدت ما لم تشهد وعلمت ما لم تعلم وقد دخلت ورأيتك
تحرك شفتيك عند دخولك إليه ، قال : دعاء كنت أدعو به ، فقلت له : دعاء حفظته عند
دخولك ، أم شيء تأثرته عن آبائك الطاهرين قال : بل حدثني أبي عن أبيه ، عن جده أن
النبي (ص) كان إذا أمر دعا بهذا الدعاء وكان
ص 255
وكان يقول : إنه دعاء الفرج وهو ، اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بكنفك
الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك علي أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها علي قل
لك بها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته
شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا
فلم يفضحني ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على
إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ،
واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا
تنقصه المغفرة ، هب لي ما لا يضرك ، واغفر لي ما لا ينقصك ، يا إلهي أسألك فرجا
قريبا ، وصبرا جميلا ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك الشكر على العافية ،
وأسألك دوام العافية ، وأسألك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم ، قال الربيع : فكتبته من جعفر وها هو في جيبي قال موسى : فكتبته من الربيع
وها هو في جيبي وهكذا قال كل واحد من الرواة إلى أن وصل إلى الشيخين حميد وأبي جيدة
فقال الأول منهما : فكتبته من أبي الحسن بن ظاهر وها هو في جيبي وقال ثانيها :
فكتبته من عبد الغني وها هو في جيبي وأنا أقول فكتبته منهما وها هو في جيبي هذا
حديث جليل حسن غريب أخرجه ابن الطيلسان أبو علي بن أبي الأحوص وغيرهما من أرباب
المسلسلات ببعض مخالفة . ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن هذيل في (عين الأدب
والسياسة) (المطبوع بهامش غرر الخصايص ص 182 ط القاهرة) . روى الحديث بعين ما تقدم
عن (الآيات البينات) .
ص 256
حضور بريد الجن عنده بصورة الطائر وإخباره عن موت هشام

رواه القوم : منهم العلامة
ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 211 ط الغري) قال : عن أبي حمزة الثمالي
قال : كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق بين مكة والمدينة فالتفت فإذا عن
يساره كلب أسود فقال له : مالك قبحك الله ما أشد مسارعتك فإذا هو في الهواء يشبه
الطائر فتعجبت من ذلك فقال : هذا أعثم بريد الجن مات هشام الساعة وهو طائر ينعاه .
واقعة إبراهيم بن عبد الحميد

رواها القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في
(الفصول المهمة) (ص 211 ط الغري) قال : وعن إبراهيم بن عبد الحميد قال : اشتريت من
مكة بردة وآليت على نفسي أن لا تخرج من ملكي حتى تكون كفني ، فخرجت بها إلى عرفة
فوقفت فيها الموقف ثم انصرفت إلى المزدلفة فبعد أن صليت فيها المغرب والعشاء رفعتها
وطويتها ووضعتها تحت رأسي ونمت ، فلما انتبهت لم أجدها فاغتممت لذلك غما شديدا ،
فلما أصبحت صليت وأفضت مع الناس إلى منى فإني والله في المسجد
ص 257
الخيف إذ أتاني رسول أبي عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه يقول لي : قال لك أبو
عبد الله : تأتنا في هذه الساعة فقمت مسرعا حتى دخلت على أبي عبد الله جعفر الصادق
رضي الله عنه وهو في فسطاطه فسلمت عليه وجلست فالتفت إلي وقال : يا إبراهيم نحن نحب
أن نعطيك بردة تكون لك كفنا قلت : والذي خلق إبراهيم لقد كانت معي بردة نعدها لذلك
ولقد ضاعت مني في المزدلفة فأمر غلامه فأتاني ببردة فتناولتها فإذا هي والله بردتي
بعينها فقلت : بردتي يا سيدي فقال : خذها واحمد الله تعالى يا إبراهيم فقد جمع الله
عليك يا إبراهيم . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 198 ط العثمانية
بمصر) . روى الحديث عن إبراهيم بن عبد الحميد بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) إلا
أنه ذكر بدل قوله والذي خلق إبراهيم : والذي يحلف به .
استجابة دعائه (ع) في إحياء
الطيور

رواها القوم : منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص
357 ط گلشن فيض بلكهنو) قال : روي أن جماعة حضروا عنده (ع) فسألوه عن الطيور التي
أحياه الله لإبراهيم (ع) فنادى (ع) عدة من الطيور ثم أمرهم بذبحها فذبحوها وقطعوا
أعضائها ثم نادى الطيور فأحياها الله تعالى بدعائه (ع) .
ص 258
دعائه (ع) على داود بن علي لما قتل معلى بن خنيس وموته فجأة في تلك الليلة

رواها
القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 208 ط الغري) . روى
أن داود بن علي بن العباس قتل المعلى بن خنيس مولى كان لجعفر الصادق (رض) فأخذ ماله
فبلغ ذلك جعفرا فدخل إلى داره ولم يزل ليله كله قائما إلى الصباح ولما كان وقت
السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته : يا ذا القوة القوية ويا ذا المحال الشديد ويا
ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل أكفنا هذا الطاغية وانتقم لنا منه ، فما كان إلا أن
ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل وقيل مات داود ابن علي فجأة . ومنهم العلامة
الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 198 ط العثمانية بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن
(الفصول المهمة) . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص
357 ط گلشن فيض بلكهنو) . روي موت داود في سحر الليلة التي دعا الصادق عليه .
ص 259
دعائه (ع) على الحكم بن العباس وافتراس الأسد له

رواها جماعة من أعلام القوم : منهم
العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 209 ط الغري) قال : ولما بلغ
جعفر الصادق رضي الله عنه قول الحكم بن عباس الكلبي : صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة
* * ولم أر مهديا على الجذع يصلب فرفع جعفر يديه إلى السماء وهما يرتعشان فقال :
اللهم سلط على الحكم بن العباس الكلبي كلبا من كلابك ، فبعثه بنو أمية إلى الكوفة
فافترسه الأسد في الطريق واتصل ذلك بالصادق فخر ساجدا وقال : الحمد لله الذي أنجزنا
ما وعدنا . ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) . روى الحديث نقلا
من خط شيخ الإسلام معين الدين أبي بكر عبد الله بن علي ابن محمد حمويه بعين ما تقدم
عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 198 ط العثمانية
بمصر) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة محمد مبين
السهالوي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 362 ط گلشن فيض بلكهنو) . روى الحديث نقلا عن
شواهد النبوة وغيرها بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) لكنه ذكر الدعاء هكذا : اللهم
إن كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبا .
ص 260
استجابة سائر أدعيته

رواها القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 197
ط العثمانية بمصر) قال : كان جعفر الصادق رضي الله عنه مجاب الدعوة إذا سأل الله
شيئا لا يتم قوله إلا وهو بين يديه . ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف
الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 250 ، ط العثمانية بمصر) . ذكر في توصيفه
ما تقدم عن (نور الأبصار) بعينه .
صيرورة النخلة اليابسة مثمرة بدعائه

رواها القوم
: منهم العلامة المولى محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 358 ط لكهنو) . ومن
جملة كراماته ما روي عن جماعة قالوا : كنا مع جعفر بن محمد في طريق مكة فنزلنا تحت
نخلة يابسة فتحرك شفتاه (ع) فكان يقرء دعاء لا نفهمها فإذا توجه إلى النخلة فقال :
أطعمينا مما أودعه الله فيك فصارت النخلة مثمرة مملوة بالرطب فنادانا فقال : أقبلوا
فكلوا بسم الله فأكلنا فوجدناها أطيب طعام أكلناه منذ اليوم ، وكان هناك أعرابي
فأنكر عليه وقال : هذا سحر مبين فقال (ع) : نحن ورثة الأنبياء ندعو الله فيستجاب
لنا فإن شئت ندعو الله فيمسخك كلبا فقال الأعرابي : سل بذلك ، فلما دعا (ع) مسخ
الأعرابي كلبا فأقبل إلى بيته فكان أهله
ص 261
يضربونه بالعصا فرجع الأعرابي عنده (ع) ويسيل الدمع من عينيه فترحم (ع) فدعا فأعاده
الله إلى صورته .
نبذة من كلماته (ع)

فمنها إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها
ودوامها ، فأكثر من الحمد والشكر عليها ، فإن الله عز وجل قال في كتابه : لئن شكرتم
لأزيدنكم ، وإذا استبطأت الرزق ، فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال في كتابه :
استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ، يا سفيان إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره ، فأكثر
من لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة ، فعقد سفيان
بيده ، وقال : ثلاث وأي ثلاث . قال جعفر : عقلها والله أبو عبد الله ولينفعنه الله
بها . رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 193 ط السعادة) قال : حدثنا عبد الله بن محمد
بن جعفر ، ثنا محمد بن العباس ، حدثني بن عبد الرحمان بن غزوان ، حدثني مالك بن أنس
، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، قال : لما قال سفيان الثوري : لا أقوم حتى
تحدثني ، قال : أنا أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان فقاله . ورواه في
(محاضرات) الأدباء (ج 4 ص 467 ط مكتبة الحياة في بيروت) عن مالك بن أنس . لكنه أسقط
قوله : فأحببت بقائها ودوامها ، وذكر بدل قوله وإذا استبطأت الرزق : وإذا قلت نفقتك
- وبدل إذا حزنك أمر من سلطان أو غيرها فأكثر : وإذا اشتد بك كرب فعليك - وأسقط
قوله : فإنها مفتاح الفرج -
ص 262
وذكر في أوله : أعلمك ثلاثا من خير لك من مال كثير . ورواه في (الفصول المهمة) (ص
205 ط الغري) . ورواه محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 81 ط طهران) وكذا
ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 352 ط الغري) . وفي (صفة الصفوة) (ج 2 ص 168 ط دار
الودعي بحلب) . ورواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 17 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق) لكنه سقط من النسخة قوله : فإن الله قال في كتابه لئن شكرتم إلى
قوله : فأكثر الاستغفار . وقال ابن حازم : كنت عند جعفر بن محمد إذ جاء آذنه فقال :
سفيان الثوري بالباب فقال : أئذن له فدخل فقال جعفر : يا سفيان إنك رجل يطلبك
السلطان وأنا ألقى السلطان قم فاخرج من غير مطرود فقال سفيان : حدثني حتى أسمع
وأقوم فقال جعفر : حدثني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال : من أنعم الله عليه نعمة
فليحمد الله ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن حزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة
إلا بالله . فلما قام سفيان قال جعفر : خذها يا سفيان ثلاث أي ثلاث . ومن كلامه (ع)
إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق - رواه ابن الأثير الجزري
في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق) . ورواه في (التحفة اللطيفة في تاريخ
المدينة) (ج 1 ص 410 ط أسعد دار بزوني) . ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط
الشرفية بمصر) .
ص 263
ومن كلامه (ع) أصل الرجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه ، والناس في آدم مستوون .
رواه سبط ابن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 170) وكذا في (التذكرة) (ص 353 ط
الغري) قال : كان يتردد إليه رجل من السواد فانقطع عنه فقال بعض القوم : إنه نبطي
يريد أن يضع منه فقاله (ع) . ورواه ابن الأثير الجزري في (المختار) (ص 18 نسخة
الظاهرية بدمشق) . ورواه الخطيب البغدادي في (الفقه والمتفقه) (ج 1 ص 119 ط القصيم
في الرياض) . ورواه محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران) . ومن كلامه (ع)
من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة . رواه سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 353)
وفي (صفة الصفوة) (ج 2 ص 170 ط حلب) قال : قال . ورواه ابن الأثير الجزري في
(المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق) . ومن كلامه (ع) الرجال أربعة : رجل يعلم
ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم
فانتبهوه ، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ، ورجل لا يعلم ولا
يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه . رواه أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (أخبار
الحمقى) (ص 24 ط الغري) .
ص 264
ومن كلامه (ع) مودة يوم صلة ومودة سنة رحم ماسة من قطعها قطعه الله عز وجل . رواه
العلامة الشيخ أبو البركات بدر الدين محمد الغزي الدمشقي في (آداب العشرة وذكر
الصحبة والأخوة) (ص 62 ط دمشق) . ومن كلامه (ع) الكعبة بيت الله والحرم حجابه
والموقف بابه فلما قصدوه أوقفهم بالباب ليتضرعوا فلما أذن لهم بالدخول أدناهم من
الباب الثاني وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم فلما
رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب
أمرهم بالزيارة لبيته وكره لهم الصوم أيام التشريق لأنهم في ضيافة الله ولا يجب
للضيف أن يصوم وتعلقهم بالأستار ، مثلهم مثل رجل بينه وبين الآخرة جرم فهو يتعلق به
ويطوف حوله رجاء أن يهب له جرمه . قاله (ع) لما سئل لم جعل الموقف من وراء الحرم ،
ولم يصر في المشعر الحرام ، وعن كراهة صوم الحاج أيام التشريق ، وعن تعلقهم بأستار
الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئا . ورواه العلامة محمد شمس الدين بن عبد الرحمان
السخاوي في (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة) (ص 411 ط القاهرة) .
ص 265
ومن كلامه (ع) أقلل من معرفة الناس وأنكر من عرفت منهم وإن كان لك مأة صديق فاطرح
منهم تسعة وتسعين وكن من الواحد على حذر ، قاله لبعض أخوانه . رواه الشيخ أبو إسحاق
الأنصاري الشهير بالوطواط المتوفى سنة 718 في (غرر الخصائص) (ص 382 ط الشرفية بمصر)
. ومن كلامه (ع) لا يتم المعروف إلا بثلاثة : تعجيله وتصغيره وستره . رواه الحافظ
أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أبي ، ثنا
محمد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عبد الله ، ثنا الوليد بن شجاع ، ثنا إبراهيم
بن أعين ، عن يحيى بن الفرات قال : قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري فذكره . ورواه
سبط ابن الجوزي مرسلا في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 169 ط حلب) . ورواه العلامة النسابة
أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 204 ط القاهرة) . ورواه
العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 17 نسخة الظاهرية بدمشق) . ورواه العلامة محمد
بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران) . ورواه العلامة الشبلنجي في
(نور الأبصار) (ص 199) . ورواه في (الفصول المهمة) (ص 205 الغري) . ورواه ابن
الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 251) لكنه قال : أن تصغره في عينيك وتستره وتعجله .
ص 266
ومن كلامه (ع) لما قيل له : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ فقال (ع) : لأنكم تدعون
من لا تعرفونه . رواه الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن النيشابوري في (الرسالة
القشيرية) (ص 132 ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) لا يستحي من بذل القليل فإن الحرمان
أقل منه . رواه العلامة النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 204 ط القاهرة) . ومن
كلامه (ع) إن الله يبغض السباب الطعان المتفحش . رواه الشيخ أبو إسحاق الأنصاري
الوطواط في (غرر الخصائص) (ص 42 ط الشرفية بمصر) . ومن كلامه (ع) يا ابن آدم مالك
تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت ، ومالك تفرح بموجود لا يترك في يديك الموت .
رواه العلامة السيد حسن خان الحسيني الحنفي ملك بهوبال الهند في (تفسير فتح البيان)
(ج 9 ص 238 ط بولاق مصر) .
ص 267
ومن كلامه (ع) الجود زكاة السعادة ، والايثار على النفس موجب لاسم الكرم . رواه
العلامة النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 204 ط مصر) . ومن كلامه (ع) حين سأله
معاوية بن عمار بقوله : إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو ؟ قال (ع) : ليس بخالق
ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل . رواه في (الاعتقاد) (ص 39) عن أبي عبد الله
محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد قال : ثنا أحمد ابن عثمان الآدمي ثنا ابن
أبي العوام ، ثنا موسى بن داود الضبي ، عن معبد أبي عبد الرحمان ، عن معاوية بن
عمار . ومن كلامه (ع) حين سأله (ع) سفيان الثوري دعاء يدعو به عند البيت الحرام .
إذا بلغت البيت الحرام ، فضع يدك على الحائط ثم قل : (يا سائق الفوت ويا سامع الصوت
ويا كاسي العظام لحما بعد الموت ، ثم ادع بما شئت ، قال له سفيان : فعلمني ما لم
أفقه ، فقال : يا أبا عبد الله إذا جائك ما تحب فأكثر من الحمد وإذا جائك ما تكره ،
فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا استبطأت الرزق ، فأكثر من الاستغفار .
رواه العلامة الشيخ أبو محمد محيي الدين عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي الحنفي
المصري المتوفى سنة 775 في (الجواهر المضيئة) عن رواية الحاكم عنه (ج 1 ط 123 ط
حيدر آباد) .
ص 268
ورواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن
أحمد الجرجاني ، ثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي ثنا جعفر الصائغ ، ثنا عبيد بن إسحاق
، ثنا نصر بن كثير قال : دخلت أنا سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد فذكر الحديث
بمعنى ما تقدم عن (الجواهر المضيئة) . ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 18
نسخة الظاهرية بدمشق) . ومن كلامه (ع) شفيع المذنب إقراره ، وتوبة المجرم الاعتذار
. رواه العلامة عبد الوهاب النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 234 ط القاهرة) . ومن
كلامه (ع) ثمرة القناعة الراحة - رواه العلامة المذكور في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 247
ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) يا سفيان لا مروة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملول
ولا سودد لسيئ الخلق قلت : يا ابن رسول الله زدني قال : يا سفيان كف عن محارم الله
تكن عابدا وارض بما قسم الله لك تكن مسلما ، واصحب الناس بما تحب أن يصحبوك به تكن
مؤمنا ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره (أي للحديث المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل) وشاور في أمرك الذين يخشون الله قلت : يا ابن رسول الله زدني قال :
يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل
ص 269
معصية الله إلى طاعة الله قلت : يا ابن رسول الله زدني فقال : أدبني أبي بثلاث قال
لي : أي بني إن من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مدخل السوء يتهم ، ومن لا
يملك لسانه يندم . رواه العلامة ابن حجر المكي الهيثمي في (الزواجر عن اقتراف
الكبائر) (ص 17 ط الميمنية في بولاق مصر) . عن سفيان الثوري قال : دخلت على جعفر
الصادق (ع) فقلت له : يا ابن رسول الله أوصني فقاله . ورواه العلامة ابن الصبان في
(إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 252) لكنه قال : كف عن محارم الله
وامتثل أوامره تكن عابدا ، وارض بما قسم لك تكن مسلما ، واصحب الناس على ما تحب أن
يصحبوك عليه تكن مؤمنا ، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ، وشاور في أمرك الذين
يخشون الله . رواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور
الأبصار ص 252 ط العثمانية بمصر) . ومن كلام له (ع) لسفيان الثوري شاور في أمرك
الذين يخشون الله تعالى ، وطلب العلم من أعلى الأمور وأصعبها فكانت المشاورة فيه
أهم وأوجب . رواه العلامة برهان الدين الزرنوجي من علماء الحنفية في القرن السادس
في (تعليم المتعلم طريق التعلم) (ص 8 ط المنيرية بمصر) .
ص 270
ومن كلامه (ع) خير السادة أرحبهم ذراعا عند الضيق ، وأعدلهم حلما عند الغضب ،
وأبسطهم
وجها عند المسألة ، وأرحمهم قلبا إذا سلط ، وأكثرهم صفحا إذا قدر . رواه العلامة
الشيخ أبو إسحاق برهان الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري الكتبي
المتوفى سنة 718 في (غرر الخصائص الواضحة) (ص 12 ط الشرفية بمصر) . ومن كلامه (ع)
حسن الجوار عمارة الديار ، ومثراة المال . رواه العلامة أبو حيان علي بن محمد
الشيرازي التوحيدي المتوفى سنة 400 في كتابه (الامتاع والمؤانسة) (ج 2 ص 130 ط
القاهرة) . ومن كلامه (ع) النعم وحشية فأمسكوها بالشكر . رواه العلامة الزمخشري
المتوفى سنة 538 في (ربيع الأبرار) (ص 647 مخطوط) . ومن كلامه (ع) كونوا قششا .
رواه ابن منظور المصري المتوفى سنة 711 في (لسان العرب) .
ص 271
ومن كلامه (ع) الغضب مفتاح كل شر . رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 173 مخطوط)
. ومن كلامه (ع) لإن أندم على العفو أحب إلي من أندم على العقوبة . رواه أبو العباس
محمد بن يزيد المبرد في (الفاضل) (ص 89 ط دار الكتب بمصر) . ومن كلامه (ع) إني
لأسارع إلى حاجة عدوي خوفا من أن أرده فيستغني عني . رواه العلامة الزمخشري في
(ربيع الأبرار) (ص 317 مخطوط) . ومن كلامه (ع) رأس الخير التواضع . فقيل له : وما
التواضع ؟ فقال (ع) : أن ترضى من المجلس بدون شرفك ، وأن تسلم من لقيت ، وأن تترك
المراء وإن كنت محقا . رواه العلامة عبد الوهاب النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص
236
ص 272
ومن كلامه (ع) من أعظم فتنة تكون على الأمة قوم يقيسون في الأمور برأيهم فيحرمون ما
أحل الله ويحلون ما حرم الله . رواه العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني سنة 973 في
كتابه (الميزان الكبرى) (ج 1 ص 57) . ومن كلامه (ع) من قرأ سورة الكوثر بعد صلاة
يصليها نصف الليل من ليلة الجمعة ألف مرة رأى في منامه النبي (ص) . رواه العلامة
النبهاني في (سعادة الدارين) (ص 486 ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) البسملة تيجان
السور . رواه العلامة أبو محمد عبد الحق الغرناطي المتوفى سنة 543 في (الجامع
المحرر الصحيح الوجيز) (ص 287 ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) لا تأكلوا من يد جاعت ثم
شبعت . رواه ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص
251) ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية بمصر) .
ص 273
ومن كلامه (ع) خامس رمضان الماضي أول رمضان الآتي . نقله الصفوري في (نزهة المجالس)
(ص 159 ط القاهرة) . نقله عن (عجائب المخلوقات للقزويني) عنه (ع) . ثم قال : وقد
امتحنوا ذلك خمسين سنة فوجدوه صحيحا . ومن كلامه (ع) في قوله تعالى : رجال لا
تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله : هم الرجال من بين الرجال على الحقيقة لأن الله
حفظ سرائرهم عن الرجوع إلى غيره ، فلا تشغلهم الدنيا وزهرتها ، ولا الآخرة ونعيمها
عن الله تعالى ، لأنهم في بساتين الأنس . رواه العلامة الصفوري في (نزهة المجالس)
(ج 1 ص 51 ط القاهرة) عن جعفر الصادق . ومن كلامه (ع) أكل الرمان ينور القلب . رواه
في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 54 ط القاهرة) (والمحاسن المجتمعة) (ص 173) . ومن كلامه
(ع) إن المؤمن ليتنعم بتسبيح الحلي عليه في الجنة ، في كل مفصل من المؤمن في الجنة
ثلاثة أساور من ذهب وفضة ولؤلؤ .
ص 274
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 550 مخطوط) . ومن كلامه (ع) ما افتقرت كف تختمت
بفيروزج . رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 551 مخطوط) . ومن كلامه (ع) على
العالم إذا علم أن لا يعنف وإذا أعلم أن لا يأنف (يعنف خ ل) . رواه الزمخشري في
(ربيع الأبرار) (ص 458 مخطوط) . ومن كلامه (ع) حين سئل عن العالم الذي أمر بالنظر
إليه : هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة ، ومن كان على خلاف ذلك فالنظر
إليه فتنة . ومن كلامه (ع) لو خطب إليكم رسول الله (ص) وتزوج منكم لجاز له ، ولا
يجوز أن يتزوج منا فهذا دليل على أنا منه وهو منا . قال له حين قال له منصور : نحن
وأنتم في رسول الله سواء . رواه العلامة الراغب الاصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج
1 ص 344 ط بيروت) .
ص 275
ومن كلامه (ع) حين قيل له : لم صار الشعر ، والخطب يمل ما أعيد منها - والقرآن لا
يمل ؟ فقال : لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول
فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا - ولأن كل امرء في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في
كل مدة علوما غضة ، وليس هذا كله في الشعر والخطب . رواه العلامة الغرناطي في
(الجامع المحرر الصحيح الوجيز) (ص 287 ط القاهرة) . ومن كلامه (ع) لا جبر ولا قدر
ولكن أمر بين الأمرين . رواه العلامة السيد خواجه مير المحمدي الحنفي في كتابه (علم
الكتاب) (ص 374 ط دهلي) . ومن كلامه (ع) قاله لما وقع الذباب على وجه المنصور فذبه
عنه فعاد فذبه حتى أضجره . وكان (ع) عنده في ذلك الوقت فقال له المنصور : يا أبا
عبد الله : لم خلق الله هذا الذباب ؟ قال : ليذل به الجبابرة ، فسكت المنصور . رواه
الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا محمد
بن عمر بن سلم ، ثنا الحسين بن عصمة ، ثنا أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي فذكره .
ص 276
ورواه سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 353 ط الغري) . ورواه العلامة الشيباني في
(المختار في مناقب الأخيار) (ص 17 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) . رواه العلامة
الشبلنجي في (نور الأبصار) عن أحمد بن عمر بن مقدام الرازي (ص 200 ط العثمانية
بمصر) . ورواه العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 112 ط بغداد) .
ورواه العلامة محمد بن طلحة الشامي في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران) . ورواه ابن
الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 206 ط الغري) . ومن كلامه (ع) من أراد عزا بلا عشيرة
وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة . رواه العلامة ابن الصبان في
(إسعاف الراغبين) (ص 252) . ومن كلامه (ع) من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل
مدخل السوء يتهم ، ومن لا يملك لسانه يندم . رواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف
الراغبين) (ص 252) . ومن كلامه (ع) حكمة تحريم الربا أن لا يتمانع الناس المعروف .
ص 277
رواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 253) . ورواه الحافظ أبو نعيم في (حلية
الأولياء) (ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم
، ثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب ، ثنا عيسى بن صاحب الديوان ، حدثنا بعض أصحاب
جعفر قال : سئل جعفر بن محمد لم حرم الله الربا ؟ قال : لئلا يتمانع الخ . ورواه
العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 17 نسخة الظاهرية بدمشق) . ورواه في (مطالب
السؤول) (ص 82 ط طهران) . ورواه في (تذكرة الخواص) (ص 193 ط طهران) . ومن كلامه (ع)
إذا بلغك عن أخيك شيء يسوئك فلا تغتم فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت ، وإن
كان على غير ما يقول كانت حسنة لم يعملها (تعملها ظ) قال وقال موسى : يا رب أسألك
أن لا يذكرني أحد إلا بخير قال : ما فعلت ذلك لنفسي . رواه الحافظ أبو نعيم في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا
علي بن رستم سمعت أبا مسعود يقول : قال جعفر ابن محمد فذكره . ورواه الجزري في
(المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق) . ومن كلامه (ع) عزت السلامة حتى لقد خفي
مطلبها فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول ، فإن طلبت في الخمول ولم توجد
فيوشك أن تكون في الصمت ، وإن طلبت في الصمت ولم توجد فيوشك أن تكون في التخلي ،
وإن طلبت في التخلي فلم توجد
ص 278
فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح ، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها .
رواه سفيان الثوري وروى عنه في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران) . ورواه في (نور
الأبصار) (ص 200 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قوله : أن تكون في الصمت إلى قوله
في التخلي فلم توجد : أن تكون في العزلة والخلوة فإن لم توجد في العزلة والخلوة .
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق) لكنه قدم قوله :
فيوشك أن يكون في التخلي الخ على قوله : فيوشك أن تكون في الصمت وكذلك رواه في (صفة
الصفوة) (ج 2 ص 171 ط حلب) . ورواه في (الفصول المهمة) (ص 207 ط الغري) لكنه أسقط
قوله : فيوشك أن تكون في الصمت وإن طلبت في التخلي فلم توجد . ومن كلامه (ع) من لم
يتسحي من العيب ويرعوي عند المشيب ويخشى الله بظهر الغيب ، فلا خير فيه . رواه في
الفصول المهمة (ص 210 ط الغري) . ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط مصر) . ومن دعائه
(ع) اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوايع العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون
سريرتي ، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي . رواه في (حلية الأولياء) (ج
3 ص 134 ط السعادة بمصر) .
ص 279
ومن كلامه (ع) قال : إذا بلغك عن أخيك ما تكره فاطلب له العذر إلى سبعين عذرا ، فإن
لم تجد له عذرا فقل لنفسك : لعل له عذرا لا تعرفه . رواه العلامة باعلوي الحضرمي في
(المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرقية بمصر) . ومن كلامه (ع) قال : إذا بلغكم عن مسلم
كلمة فاحملوها على أحسن ما تجدون ، فإن لم تجدوا فلوموا أنفسكم . رواه العلامة
باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية بمصر) . ومن كلامه (ع) قال :
إذا أذنبت فاستغفر فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال قبل أن تخلفوا وإياكم
والاصرار على ذنب . رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط
الشرفية بمصر) . ومن كلامه (ع) إياكم وملاحاة الشعراء فإنهم يطنبون بالمدح ،
ويجودون بالهجاء . رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري) .
ص 280
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر) . ومن كلامه (ع) اللهم إنك بما
أنت أهله من العفو أولى مني بما أنا أهله من العقوبة . رواه في (الفصول المهمة) (ص
210 ط الغري) . ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر) . ومن كلامه (ع)
إذا دخلت منزل أخيك فاقبل الكرامة ما عدا الجلوس في الصدر . رواه في (الفصول
المهمة) (ص 210 ط الغري) . ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر) . ومن
كلامه (ع) تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة والاعتداء على الله هلكة والاصرار
على الذنب من مكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون . رواه في (الفصول
المهمة) (ص 210 ط الغري) . ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر) . ومن
كلامه (ع) صحبة عشرين يوما قرابة . رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري) .
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط مصر) .
|