ص 361
الله عز وجل ذكره بقوله: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. كذلك غيبة القائم فإن
الناس استنكرها لطولها فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد، وقائل يقول: أنه ولد ومات،
وقائل يقول: إن حادي عشرنا كان عقيما، وقائل يقول: إنه يتعدى إلى ثالث عشر وما عدا،
وقائل يقول: إن روح القائم ينطق في هيكل غيره وكلها باطل وأما إبطائه كإبطاء نوح
عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه بعث الله الروح الأمين فقال: يا نبي
الله إن الله يقول: إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أهلكهم إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام
الحجة واغرس النوى فإن لك الخلاص إذا أثمرت فإذا أثمرت قال الله له: أغرس النوى
واصبر واجتهد فأخبر ذلك بالذين آمنوا به فارتد منهم ثلاثمائة رجل، ثم إن الله يأمر
عند ثمرها كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زال منهم يرتد
إلى أن بقي بالإيمان نيف وسبعون رجلا، فأوحى الله إليه: الآن صفي الحق عن الكدر
بارتداد من كانت طينته خبيثة فكذلك القائم منا فإنه تمتد غيبته، ثم تلا: حتى إذا
استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا، وأما الخضر ما طول الله عمره لنبوة
قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله ولا لأمة يلزم
اقتدائهم به ولا لطاعة يفرضها له، بل طول عمره للاستدلال به على طول عمر القائم
عليهما السلام ولينقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.
ص 362
السابع والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول
المهمة (ص 283 ط الغري). روى عن أبي عبد الله عليه السلام لا يخرج القائم إلا في
وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع. ومنهم العلامة الشيخ عبد
الهادي الأبياري في جالية الكدر (ص 208 ط مصر). روى الحديث عن أبي نصر: عن أبي
عبد الله عليه السلام بعين ما تقدم عن الفصول المهمة . ومنهم العلامة المذكور في
العرائس الواضحة (ص 209 ط مصر). روى الحديث فيه أيضا عن أبي نصر، عن أبي عبد
الله عليه السلام بعين ما تقدم عن الفصول المهمة .
ص 363
الثامن والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ هاشم بن سليمان في كتاب
المحجة على ما في ينابيع المودة (ص 426 ط إسلامبول) قال: روي في قوله تعالى:
(قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) عن ابن دراج قال: سمعت
جعفر الصادق رضي الله عنه، يقول في هذه الآية: يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على
القائم عليه السلام ولا ينفع أحدا تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا، وأما من
كان قبل هذا الفتح موقنا بإمامته ومنتظرا بخروجه فذلك الذي ينفعه إيمانه ويعظم الله
عز وجل عنده قدره وشأنه، وهذا أجر الموالين لأهل البيت عليهم السلام (1).
(هامش)
(1) وقال بعد ذلك: وفي سورة سبأ: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى
ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) عن محمد بن صالح الهمداني
قال: كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام: إن أهل بيتي يؤذونني بالحديث الذي روي عن
آبائك عليهم السلام أنهم قالوا شراد خلق الله فكتبت ويحكم أما تقرؤن ما قال الله
تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) فنحن والله القرى
التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة، وهذا التفسير أيضا روي عن الباقر والصادق
والكاظم رضي الله عنهم. (*)
ص 364
نبذة مما ورد فيه عن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

ما رواه القوم: منهم العلامة
الشيخ هاشم بن سليمان في كتاب المحجة على ما في ينابيع المودة (ص 429 ط
إسلامبول). روى في قوله تعالى في سورة الملك: (قل أرأيتم إن أصبح مائكم غورا فمن
يأتيكم بماء معين) عن علي بن جعفر الصادق، عن أخيه موسى الكاظم رضي الله عنهم في
هذه الآية قال: إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد غيره.
نبذة مما ورد فيه
عن علي بن موسى الرضا عليه السلام

ونروي عنه أحاديث:
الأول ما رواه القوم:

منهم
العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 448 ط إسلامبول) قال: عن الحسين بن خالد
قال: قال علي بن موسى الرضا رضي الله عنه: لا دين لمن لا ورع له وإن أكرمكم عند
الله أتقاكم أي أعملكم بالتقوى ثم قال: إن الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر
الله به الأرض من كل جور وظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة فإذا
خرج أشرقت الأرض
ص 365
بنور ربها ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا وهو الذي تطوى له الأرض
ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض ألا إن حجة
الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه وهو قول الله عز وجل إن نشأ
ننزل عليهم آية من السماء فظلت أعناقهم لها خاضعين -. وقول الله عز وجل: يوم ينادي
المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج أي خروج ولدي القائم
المهدي عليه السلام.
الثاني ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الشيخ
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه فرائد
السمطين (المخطوط). روى بإسناده إلى أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: سمعت
دعبل ابن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا عليه السلام قصيدتي التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة فلما انتهيت إلى قولي: خروج إمام لا محالة كائن * يقوم على
اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا
بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي ثم قال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين
البيتين فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي إلا إني سمعت بخروج
إمام منكم يطهر الأرض من الفساد يملأها عدلا فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني
وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في
غيبته المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى
يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،
ص 366
وأما متى فإخبار عن الوقت وقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم
السلام: أن النبي قيل له متى يخرج القائم من ذريتك فقال: مثله كمثل الساعة لا
يجليها لوقتها إلا هو عز وجل ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة. ومنهم
العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 454 ط إسلامبول). روى الحديث من طريق
الحمويني بعين ما تقدم عن فرائد السمطين إلا أنه ذكر بدل قوله يطهر الأرض من
الفساد يملأها عدلا: يملأ الأرض قسطا وعدلا وأسقط قوله: لو لم يبق.
الثالث ما رواه
القوم:

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 274 ط الغري) قال:
روى ابن خشاب في كتابه مواليد أهل البيت يرفعه بسنده إلى علي بن موسى الرضا أنه
قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان القائم المهدي.
ص 367
الرابع ما رواه القوم:

منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة
(ص 426 ط لكهنو). روى عن الرضا عليه السلام قال: المهدي أعلم الناس وأحلم الناس
وأتقى الناس وأسخى الناس وأشجع الناس وأعبد الناس ويولد مختوما وطاهرا ومطهرا.
الخامس ما رواه القوم:

منهم العلامة المولوي محمد مبين أيضا في وسيلة النجاة (ص
416 ط لكهنو). روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قيل له: ما إسم قائمكم؟ قال:
منعنا أن نسميه قبل ولادته.
ص 368
نبذة مما ورد عن أبيه الحسن العسكري عليه السلام

ونروي في ذلك أحاديث:
الأول ما
رواه القوم:

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 274 ط الغري)
قال: روي عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي محمد الحسن بن علي: جلالتك تمنعني من
مسائلتك فتأذن أن أسألك؟ فقال: سل فقلت: يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم، قلت: فإن حدث
حادث فأين أسأل عنه؟ قال: بالمدينة.
الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن الصباغ
المالكي في الفصول المهمة (ص 274 ط الغري) قال: أما النص على إمامته من جهة
أبيه فروى محمد بن علي بن بلال قال: خرج إلى أمر أبي محمد الحسن بن علي العسكري قبل
مضيه بسنين يخبرني بالخلف من بعده، ثم خرج إلي قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف
بأنه ابنه من بعده.
ص 369
الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص
270 ط الغري). عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عيسى بن الفتح قال: لما دخل
علينا أبو الحسن عليه السلام السجن قال لي: يا عيسى لك من العمر خمس وستون سنة وشهر
ويومان (إلى أن قال) قلت له: يا سيدي وأنت لك ولد فقال: والله سيكون لي ولد يملأ
الأرض قسطا وعدلا وأما الآن فلا، ثم أنشد متمثلا:
لعلك يوما أن تراني كأنما * بنى
حوالي الأسود اللوابد
فإن تميما قبل أن تلد القضاء * أقام زمانا وهو في الناس واحد
(1).
(هامش)
(1) شطر من كلمات الصحابة في المهدي. فمنها ما رواه القوم منهم العلامة السيوطي في
الحاوي للفتاوي (ص 76 ط مصر). عن أبي هريرة قال: يبايع المهدي بين الركن
والمقام لا يوقظ نائما ولا يهريق دما. ومنها ما رواه القوم منهم العلامة السمهودي
المتوفى سنة 911 في تاريخ المدينة المنورة (ج 1 ص 96 ط بمصر). عن ابن شبة عن
أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يجئ جيش من قبل الشام حتى يدخل المدينة
فيقتلون المقاتلة ويبقرون بطون النساء ويقولون الحبلى في البطن اقتلوا صبابة الشر
فإذا علو البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فلا يدرك أسفلهم أعلاهم ولا أعلاهم أسفلهم.
ومنها ما رواه القوم منهم العلامة السيوطي في الحاوي للفتاوي = (*)
ص 370
(هامش)
= (ص 69 ط مصر). عن عمار بن ياسر قال: إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد
خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح. ومنها ما رواه المولى علي المتقي الهندي في
منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 426 ط مصر). عن عمار بن ياسر قال:
إن لأهل البيت بينكم أمارات فالزموا الأرض حتى ينساب الترك في خلافته فينزع بعد
سنتين من بيعته ويخالف الترك بالروم. ومنها ما رواه العلامة السيوطي في كتابه
الحاوي للفتاوي (ص 76 ط مصر). عن سعيد بن المسيب قال: يكون فرقة واختلاف حتى يطلع
كف من السماء وينادي مناد من السماء أن أميركم فلان. ومنها ما رواه أيضا في
الحاوي للفتاوي (ص 80، الطبع المذكور). عن ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: لا تمضي
الأيام والليالي حتى يلي منا أهل البيت فتى لم تلبسه الفتن ولم يلبسها قيل: يا أبا
العباس يعجز عنها مشيختكم وينالها شبابكم قال: هو أمر الله يؤتيه من يشاء. ومنها ما
رواه أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 84، الطبع المذكور). عن ابن عباس قال: المهدي
شاب منا أهل البيت قيل عجز عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم قال: يفعل الله ما يشاء.
ومنها ما رواه أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 72 ط مصر). عن ابن مسعود قال: إذا
انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن خرج سبعة نفر علماء من أفق شتى على غير ميعاد
يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا حتى يجتمعوا بمكة فيلتقي السبعة فيقول
بعضهم لبعض ما جائكم فيقولون جئنا في طلب هذا = (*)
ص 371
(هامش)
الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن وتفتح له القسطنطينية قد عرفناه باسمه
وإسم أبيه وأمه وجيشه، فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه فيصيبونه بمكة فيقولون له أنت
فلان ابن فلان فيقول لا بل أنا رجل من الأنصار حتى يفلت منهم فيصفونه لأهل الخبر
منه والمعرفة به فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه وقد لحق بالمدينة فيطلبونه بالمدينة
فيخالفهم إلى أهل مكة فيطلبونه بمكة، فيصيبونه فيقولون أنت فلان بن فلان وأمك فلانة
ابنة فلان وفيك آية كذا وكذا وقد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم
حتى يفلت منهم فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عند الركن ويقولون
له: إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجه
في طلبنا عليهم رجل من حرام فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له فيلقي الله
محبته في صدور الناس فيصير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل. ومنها ما رواه الحافظ
الگنجي في البيان في أخبار آخر الزمان (ص 93 ط النجف). بإسناده عن أبي قبيل عن
عبد الله بن عمرو قال: يخرج من ولد الحسين عليه السلام من قبل المشرق لو استقبله
الجبال لهدمها واتخذ فيها طرقا قلت: رواه الطبراني وأبو نعيم عنه. ومنها ما رواه
أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 76 الطبع المذكور). عن ابن عباس قال: يبعث المهدي
بعد إياس وحتى يقول الناس لا مهدي، وأنصاره ناس من أهل الشام عددهم ثلاثمائة وخمسة
عشر رجلا عدد أصحاب بدر يسيرون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة من دار عند
الصفا فيبايعونه كرها فيصلي بهم ركعتين عند المقام يصعد المنبر. ومنها ما رواه أيضا
في الحاوي للفتاوي (ص 76 الطبع المذكور). عن عمار بن ياسر قال: إذا قتل النفس
الزكية وآخره تقتل بمكة صنيعة نادي مناد = (*)
ص 372
(هامش)
= من السماء أن أميركم فلان وذلك المهدي الذي يملأ الأرض خصبا وعدلا. ومنها ما رواه
العلامة محمد بن علي بن الحسين العلوي في فضائل الكوفة (ص 46 ط مصر). عن عيسى
بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: أبو عبيدة ابن عبد الله بن
عمار بن ياسر يرفع الحديث إلى عبد الملك بن أبي ذر الغفاري قال: أمرني أبو ذر أن
أصحب سلمان الفارسي، فخرجت معه فر البطنا بالشام حتى إذا أقبلنا من سفرنا نريد
الكوفة حتى إذا كنا بالنجف بدت لنا أبيات الحيرة قال سلمان: أهي هي، قلت: لا، قال:
ثم سرنا حتى بدت لنا أبيات الكوفة، فقال سلمان: أهي هي، قلت: نعم، قال: واها لك أرض
البلية وأرض البقية بها قبة الإسلام، بها قبة الإسلام والذي نفس سلمان بيده ما أعلم
تحت أديم السماء أبياتا يدفع الله عنها من الذل والخزي إلا دون ما يدفع عنك إلا
أبياتا أحاطت ببيت الله الحرام أو بقية نبيه عليه السلام، والذي نفس سلمان بيده
كأني أنظر إلى البلاء يصب عليك صبا ثم يكشفه عنك قاصم الجبارين يدفع الله عنها من
البلاء ما يدفع عنها إلا أبياتا، والذي نفس سلمان بيده إني لا أعلم لك زمانا لا
يبقى تحت أديم السماء مؤمن إلا وهو فيك أو قلبه يحن إليك، والذي نفس سلمان بيده
كأني إلى المهدي غاديا منك في اثنى عشر ألف عنان لا تقوم له راية إلا أكبها لوجهها
حتى يفتح مدينة القسطنطينية. ومنها ما رواه أيضا العلامة السيوطي في الحاوي
للفتاوي (ص 68 الطبع المذكور). عن عمرو بن العاص قال: علامة خروج المهدي إذا خسف
بجيش في البيداء فهو علامة خروج المهدي. ومنها ما رواه أيضا في الحاوي للفتاوي
(ص 75، الطبع المذكور). عن سعيد بن المسيب قال: تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان
كلما سكنت من جانب طمت من جانب آخر فلا تتناهى حيى ينادي مناد من السماء ألا أن
الأمير فلان ذلكم الأمير = (*)
ص 373
(هامش)
= حقا ثلاث مرات. ومنها ما رواه العلامة المولى علي المتقي الهندي في كنز العمال
(ج 7 ص 260 ط حيدر آباد الدكن). عن ابن عباس قال: إني لأرجو أن لا تذهب الأيام
والليالي حتى يبعث الله منا غلاما شابا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لم يلبس
الفتن ولم تلبسه الفتن ولم تلبسه الفتن وإني لأرجو أن يختم الله بنا هذا الأمر كما
فتحه بنا، فقال له رجل: يا ابن عباس عجزت عنها شيوخكم وترجوها لشبابكم قال: إن الله
يفعل ما يشاء. ومنها ما رواه العلامة الشيخ هاشم بن سليمان في كتاب المحجة على
ما في ينابيع المودة (ص 423 ط إسلامبول). عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما
في هذه الآية: لا يبقى صاحب ملة إلا صار إلى الإسلام حتى تأمن الشاة من الذئب
والبقر من الأسد والانسان من الحية وحتى لا تقرض الغائرة جرابا وذلك عند قيام
القائم عليه السلام. ومنها ما رواه محمد طاهر الصديقي الهندي في مجمع البحار (ج
1 ص 45 ط نول كشور). عن ابن عباس في وصف المهدي يفرج الله به عن هذه الأمة كل كرب
ويصرف بعدله كل جور. ومنها ما رواه السمهودي في جواهر العقدين (على ما في
ينابيع المودة ص 435 ط إسلامبول). عن نوف أنه قال: راية المهدي فيها مكتوب البيعة
لله. ومنها ما رواه العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 151 ط مصر). نقلا عن
القرطبي من حديث ابن مسعود وغيره أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب = (*)
ص 374
(هامش)
= الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلا راياته بيض وصفر فيها رقوم فيها إسم الله
الأعظم مكتوب فلا تنهزم له راية، فيبعث هذه الرايات مع قوم قد أخذ الله لهم ميثاق
النصر والظفر أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون الحديث يطول وفيه فيأتي
الناس من كل جانب ومكان فيبايعونه يومئذ بين الركن والمقام وهو كاره لهذه المبايعة
الثانية بعد المبايعة الأولى بالمغرب ا ه وفي رسالة الشيخ الصبان قال: يؤخذ من
أحاديث أخر أنه يخرج أي المهدي من المشرق من بلاد الحجاز والقول بأنه يخرج من
المغرب لا أصل له كما نبه عليه العلقمي ا ه (قلت) ولعل الجمع ممكن عملا بالروايتين
بأن تحمل أحاديث المشرق على الظهور التام بدليل المبايعة الثانية بين الركن والمقام
بعد البيعة الأولى كما في رواية القرطبي. ومنها ما رواه العلامة أبو عبد الله محمد
بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في فضائل الكوفة (ص 48) قال:
أنا محمد قال: أنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي قال: أنا محمد ابن
القاسم بن زكريا قرائة قال: عباد بن يعقوب قال: أنا عيسى بن عبد الله قال: أخبرني
غير واحد من أهل بيتي أن سلمان الفارسي كان يقول: الكوفة مهاجر آل محمد. أنموذج من
كلمات علماء القوم في المهدي عليه السلام قد تقدم نقل كلمات جماعة منهم في باب
(تاريخ ميلاده ع) ونذكر هيهنا جملة أخرى قال العلامة أبو عبد الله محمد بن يوسف
الكنجي في البيان في أخبار آخر الزمان (ص 102 ط الغري): من الدلالة على كون
المهدي حيا باقيا منذ غيبته وإلى الآن وأنه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى بن مريم
والخضر وإلياس من أولياء الله تعالى وبقاء الأعور الدجال وإبليس اللعين من أعداء
الله هؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة. أما عيسى فالدليل علي بقاءه قوله تعالى:
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل = (*)
ص 375
(هامش)
= موته، ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد فلا بد أن يكون هذا في
آخر الزمان، وأما السنة فما رواه مسلم في صحيحه عن ابن سمعان في حديث طويل في قصة
الدجال قال: فينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء بين مهرورتين واضعا كفيه على
أجنحة ملكين وأيضا ما تقدم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن
مريم فيكم وإمامكم منكم. وأما الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس
باقيان يسيران في الأرض وأيضا ما رواه في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: حدثنا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا طويلا عن الدجال وكان فيما حدثنا أنه قال: يأتي
وهو محرم عليه أن يدخل بقباب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج
إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول الدجال: إن قتلت هذا ثم أحييته
أتشكون في الأمر فيقولون: لا قال: فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت
فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال: فيريد الدجال أن يقتله فلن يسلط عليه وقال إبراهيم
بن سعد: يقال إن هذا الرجل هو الخضر هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سقناه سواء. وأما
الدليل على بقاء الدجال (إلى أن قال): وأما بقاء المهدي فقد جاء في الكتاب والسنة
أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى: ليظهره على الدين كله ولو
كره المشركون، قال: هو المهدي من عترة فاطمة عليها السلام (إلى أن قال): وأما السنة
فما تقدم في كتابنا من الأحاديث الصحيحة الصريحة. وأما الجواب عن طول الزمان فمن
حيث النص والمعنى. أما النص فما تقدم من الأخبار على أنه لا بد من وجود الثلاثة في
آخر الزمان وأنهم ليس فيهم متبوع غير المهدي بدليل أنه إمام الأمة في آخر الزمان
وأن عيسى (ع) يصلي خلفه كما ورد في الصحاح ويصدقه في دعواه والثالث هو الدجال
اللعين وقد ثبت أنه = (*)
ص 376
(هامش)
= حي موجود. وأما المعنى في بقائهم لا يخلو من أحد قسمين، إما أن يكون بقاؤهم في
مقدور الله أو لا يكون، ومستحيل أن يخرج عن مقدور الله لأن من بدأ الخلق من غير شيء
وأفناه ثم يعيده بعد الفناء لا بد أن يكون البقاء في مقدوره، وإذا ثبت أن البقاء في
مقدوره تعالى فلا يخلو أيضا من قسمين إما أن يكون راجعا إلى اختيار الله تعالى أو
إلى اختيار الأمة ولا يجوز أن يكون إلى اختيار الأمة لأنه لو صح ذلك منهم لصح من
أحدنا أن يختار البقاء لنفسه ولولده وذلك غير حاصل لنا غير داخل تحت مقدورنا فلا بد
من أن يكون راجعا إلى اختيار الله سبحانه. ثم لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين
أيضا إما أن يكون لسبب أو لا يكون لسبب فإن كان لغير سبب كان خارجا عن وجه الحكمة
وما خرج عن وجه الحكمة لا يدخل في أفعال الله تعالى فلا بد من أن يكون لسبب تقتضيه
حكمة الله تعالى قلت: وسنذكر بقاء كل أحد منهم على حدته أما بقاء عيسى (ع) لسبب وهو
قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) ولم يؤمن به منذ نزول هذه
الآية إلى يومنا هذا أحد فلا بد أن يكون هذا في آخر الزمان. وأما الدجال اللعين لم
يحدث حدثا مذ عهد إلينا رسول الله (ص) أنه خارج فيكم الأعور الدجال وأن معه جبال من
خبز تسير معه إلى غير ذلك من آياته فلا بد أن يكون ذلك في آخر الزمان لا محالة.
وأما الإمام المهدي (ع) مذ غيبته عن الأبصار إلى يومنا هذا لم يملأ الأرض قسطا
وعدلا كما تقدمت الأخبار في ذلك فلا لا بد أن يكون ذلك مشروطا بآخر الزمان فقد صارت
هذه الأسباب لاستيفاء الأجل المعلوم، فعلى هذا اتفقت أسباب بقاء الثلاثة لصحة أمر
معلوم في وقت معلوم وهما صالحان نبي وإمام طالح عدو الله وهو الدجال وقد تقدمت
الأخبار من الصحاح بما ذكرناه في صحة بقاء الدجال مع صحة بقاء عيسى (ع) فما المانع
من بقاء المهدي عليه السلام. = (*)
ص 377
(هامش)
= كان إمام آخر الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلا على ما تقدمت الأخبار فيكون بقاؤه
مصلحة للمكلفين ولطفا لهم في بقائه من عند رب العالمين. والدجال إذا بقى فبقاؤه
مفسدة للعالمين لما ذكر من ادعائه الربوبية وفتكه بالأمة ولكن في بقائه ابتلاء من
الله تعالى. وأما بقاء عيسى (ع) فهو سبب إيمان أهل الكتاب للآية والتصديق بنبوة
سيدنا محمد سيد الأنبياء وخاتم النبيين ورسول رب العالمين ويكون بيانا لدعوى الإمام
عن أهل الإيمان ومصدقا لما دعا إليه عند أهل الطغيان بدليل صلاته خلفه ونصرته إياه
ودعاؤه إلى الملة المحمدية التي هو إمام فيها فصار بقاء المهدي عليه السلام أصلا
وبقاء الأثنين فرعا على بقائه فكيف يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما ولو صح
ذلك لصح وجود المسبب من دون وجود السبب وذلك مستحيل في العقول وإنما قلنا أن بقاء
المهدي أصل لبقاء الاثنين لأنه لا يصح وجود عيسى (ع) بانفراده غير ناصر لملة
الإسلام وغير مصدق للإمام لأنه لو صح ذلك لكان منفردا بدولة ودعوة وذلك يبطل دعوة
الإسلام من حيث أراد أن يكون تبعا فصار متبوعا وأراد أن يكون فرعا فصار أصلا والنبي
(ص) قال: لا نبي بعدي وقال (ص): الحلال ما أحل الله على لساني إلى يوم القيامة
والحرام ما حرم الله على لساني إلى يوم القيامة فلا بد من أن يكون عونا وناصرا
ومصدقا وإذا لم يجد من يكون له عونا ومصدقا لدعواه لم يكن لوجوده تأثير فيثبت أن
وجود المهدي أصل لوجوده وكذلك الدجال اللعين لا يصح وجوده في آخر الزمان ولا يكون
للأمة إمام يرجعون إليه ووزير يعولون عليه لأنه لو كان الأمر كذلك لم يزل الإسلام
مقهورا ودعوته باطلا فصار وجود الإمام أصلا لوجوده على ما قلنا. ونقل العلامة
السيوطي في الحاوي للفتاوي (ص 67 ط مصر). عن ابن سعد وابن أبي شيبة عن ابن عمرو
أنه قال: يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس = (*)
ص 378
(هامش)
= بالمهدي. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 66 ط مصر) قال: عن نعيم بن حماد
وعمر بن شيبة عن عبد الله بن عمرو قال: إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج
المهدي. ونقل العلامة القرطبي في التذكرة . بإسناده عن عبد الله بن عمر قال: إذا
خسف الله بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي. ونقل العلامة المولى علي المتقي
الهندي في كنز العمال (ج 11 ص 224 ط حيدر آباد). عن ابن عباس قال: إذا كان خروج
السفياني في سبع وثلاثين كان ملكه (ثمانية وعشرين شهرا) وإن خرج في تسع وثلاثين كان
ملكه تسعة أشهر، (نعيم بن حماد). ونقل العلامة ابن الصباغ في الفصول المهمة (ص
282 ط الغري). والعلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار (ص 124
ط الشرفية بمصر) قالا: وقال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين في قوله تعالى:
وأنه لعلم الساعة، هو المهدي يكون في آخر الزمان. ومنها ما نقله الحافظ أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 في تفسيره جامع البيان (ج 1 ص 501). عن
موسى قال: ثنا عمرو قال: ثنا أسباط عن السدي قوله (لهم في الدنيا خزي) أما خزيهم في
الدنيا فإنهم إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم فذلك الخزي. ونقل العلامة
القرطبي في تفسيره . عن السدي: = (*)
ص 379
(هامش)
= في قوله تعالى: ليظهره على الدين كله، ذاك عند خروج المهدي لا يبقى أحد إلا دخل
في الإسلام أو أدى الجزية قال: وقيل أن المهدي هو عيسى فقط وهو غير صحيح لأن
الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهدي من عترة رسول الله (ص) فلا يجوز حمله على
عيسى قال: والحديث الذي ورد أنه لا مهدي إلا عيسى غير صحيح. قال: وقال البيهقي في
كتاب البعث والنشور لأنه رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول يروي عن أبان بن أبي
عياش وهو متروك عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع والأحاديث التي
قبله في التنصيص على خروج المهدي وفيها بيان كون المهدي من عترة النبي صلى الله
عليه وسلم أصح إسنادا. ونقل العلامة السيوطي في الحاوي للفتاوي (ص 73 ط مصر)
قال: عن مطر الوراق قال: لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله جهرا. ونقل أيضا في
الحاوي للفتاوي (ص 74 ط مصر). عن الزهري قال: يخرج المهدي بعد الخسف في ثلاثمائة
وأربعة عشر رجلا عدد أهل بدر فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني وأصحاب المهدي يومئذ
جنتهم البرادع - يعني تراسهم - ويقال: أنه يسمع يومئذ صوت مناد من السماء ينادي ألا
إن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي فتكون الدبرة على أصحاب السفياني فيقتلون لا
يبقى منهم إلا الشريد فيهربون إلى السفياني فيخبرونه ويخرج المهدي إلى الشام فيلتقي
السفياني المهدي ببيعته ويسارع الناس إليه من كل وجه ويملأ الأرض عدلا. ونقل
العلامة السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي (ص 75 ط مصر) قال: عن طاووس قال:
علامة المهدي أن يكون شديدا على العمال جوادا بالمال رحيما بالمساكين. = (*)
ص 380
(هامش)
= ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 75 ط مصر). عن الوليد بن مسلم قال: لا يخرج
المهدي حتى يقوم السفياني على أعوادها. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 75 ط
مصر). عن صمرة عن بعض أصحابه قال: لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل ولا ابن قيل إلا
هلك - والقيل الرأس -. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 71 ط مصر). عن الزهري
قال: يستخرج المهدي كارها من مكة من ولد فاطمة فيبايع. ومنها ما نقله أيضا في
الحاوي للفتاوي (ص 73 ط مصر). عن أرطأة قال: المهدي مني من قريش آدم ضرب من
الرجال. أيضا عن أرطأة قال: المهدي ابن عشرين سنة. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي
(ص 75 ط مصر). عن ابن سيرين قال: على راية المهدي مكتوب: البيعة لله. ونقل أيضا في
الحاوي للفتاوي (ص 73 ط مصر). عن ابن سيرين قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل
تسعة سبعة. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 73 ط مصر). عن أبي عمرو الداني في
سننه عن ابن شوذب قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى جبل من جبال الشام يستخرج منه
أسفار التوراة يحاج بها اليهود فيسلم على يديه جماعة من اليهود. ونقل أيضا في
الحاوي للفتاوي (ص 82 ط مصر). عن نعيم، عن كعب قال: يطلع نجم من المشرق قبل خروج
المهدي له ذنب يضئ. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 82 ط مصر). عن نعيم بن حماد
وأبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات عن علي بن عبد الله بن = (*)
ص 381
(هامش)
= عباس قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية. ونقل أيضا في كتابه الحاوي
للفتاوي (ص 75 ط مصر). عن عبد الله بن شريك قال: مع المهدي راية رسول الله صلى
الله عليه وسلم المعلمة. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 73 ط مصر). عن أبي
جعفر قال: لا يخرج المهدي حتى تروا الظلمة. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 77
ط مصر). عن كعب قال قتادة: المهدي خير الناس أهل نصرته وبيعته من أهل كوفان واليمن
وأبدال الشام مقدمته جبرئيل وساقته ميكائيل محبوب في الخلايق يطفي الله به الفتنة
العمياء وتأمن الأرض حتى أن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل لا تتقي شيئا إلا
الله تعطي الأرض زكاتها والسماء بركتها. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 77 ط
مصر). عن كعب قال: إني أجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء ما في عمله ظلم ولا
عيب. ونقل أيضا في الحاوي للفتاوي (ص 65 ط مصر). عن ابن أبي شيبة عن مجاهد قال:
حدثني فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن المهدي لا يخرج حتى تقتل
النفس الزكية فإذا فتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتى
الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها، وهو يملأ الأرض قسطا
وعدلا وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم أمتي ولايته نعمة لم تنعمها قط.
وقال الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 في تهذيب
التهذيب (ج 9 ص 144 ط حيدر آباد): وقد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن
المصطفى صلى الله عليه وآله = (*)
ص 382
(هامش)
= وسلم في المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلا وأن عيسى
عليه الصلاة والسلام يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي
خلفه في طول من قصته وأمره. وذكره في الحاوي للفتاوي بعينه. ومنها ما نقله
العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار المصري في كتابه الإشراف (ص 34 ط مصر) قال:
المهدي رجل تقي من سلالة الرسول يظهر في آخر الزمان لتطهير المجتمع من البدع
والضلالات وقد جائت الأحاديث النبوية كثيرة في صدد ظهوره رد بها العلامة السيد
الغماري على من أنكره من المعاصرين. ونقل المولى علي المتقي الهندي في منتخب كنز
العمال (ج 6 ص 31 ط الميمنية بمصر). عن نعيم بن حماد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده قال: في ذي القعدة تجاذب القبائل وعامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى حتى
يهرب صاحبهم فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره يبايع مثل عدة أهل بدر يرضى عن ساكن
السماء وساكن الأرض. نعيم بن حماد في الفتن (ك) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
ونقل أيضا في كنز العمال (ج 11 ص 375). عن الحسن بن محمد بن علي قال: لا يزال
القوم على ثبج من أمرهم حتى ينزل بهم إحدى أربع خلال، يلقي الله بأسهم بينهم، أو
تجئ الرايات السود من قبل المشرق فتستبيحهم، أو تقتل النفس الزاكية في البلد الحرام
فيتخلى الله منهم، أو يبعثوا جيشا إلى البلد الحرام فيخسف بهم (نعيم). وروى العلامة
أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن = (*)
ص 383
(هامش)
= في فضائل الكوفة (ص 57) قال: أنا محمد قال: أنا محمد بن عبد الله الجعفي قال:
نا أبو جعفر أحمد بن علي بن سهل الحناط العابد قال: أنا قاسم بن عبيد الطحان قال:
أنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: أنا عبد الرحمن بن راشد المنقري عن أبي داود
الطهوي قال: أنا عبد الأعلى بن عامر قال: سمعت محمد بن الحنفية يقول: الكوفة دار
هجرة مرتين، قال: قلت: وكيف ذاك؟ قال: هاجروا إلى علي بن أبي طالب صلى الله عليه
ويهاجرون إلى المهدي. وعن محمد قال أنا محمد بن العباس الحذاء المقري قال: أنا أحمد
بن محمد بن عمرو قال: أنا الحسين بن حميد قال: أنا محمد بن الحسن الجعفي قال: حدثني
حفص بن عمر أبو عمر الفراء قال: أنا أبو داود الطهوي عن عبد الأعلى الثعلبي، عن
محمد بن الحنفية قال: إن الكوفة دار هجرة مرتين قال: قلت: وكيف ذاك؟ قال: كانوا
وزراء أمير المؤمنين وأنصاره، وسيكونون وزراء المهدي وأنصاره. وروى العلامة العارف
الشهير الشيخ محيي الدين محمد الطائي الأندلسي المالكي المعروف بابن العربي المتوفى
سنة 638 في محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار (ج 1 ص 258 ط مصر بمطبعة الشعراوي).
عن عبد الواحد بن إسماعيل بن إبراهيم العسقلاني الكتاني قال: حدثني أبي قال: قرئت
في كتاب ابن عصمة إلى أن قال: ثم يخرج المهدي فيقتل السفياني ذبحا تحت شجرة بخارج
دمشق ويبايع بين الركن والمقام فيملأ الأرض قسطا وعدلا، ثم يغزو القسطنطينية بعساكر
في جملتهم سبعون ألفا من ولد إسحاق فيكبرون عليها فينهدم ثلثها ثم يكبرون الثانية
فينهدم الثلث الثاني ثم يكبرون ثالثة فينهدم سورها كله فيدخلونها فيكسبون فيها
أموالا عظاما. ونقل العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 125 ط مصر). عن الشيخ
القطب الغوثي سيدي محيي الدين بن العربي في الفتوحات قال: = (*)
ص 384
(هامش)
= اعلموا أنه لا بد من خروج حتى لا يخرج حتى تملأ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا
وعدلا، وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة رضي الله تعالى عنها
جده الحسين بن علي بن أبي طالب والده الإمام حسن العسكري ابن الإمام علي النقي
بالنون ابن الإمام محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم
ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن
الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يواطئ إسمه إسم رسول
الله صلى الله عليه وسلم يبايعه المسلمون بين الركن والمقام يشبه رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الخلق بفتح الخاء وقريبا منه في الخلق أسعد الناس به أهل الكوفة
يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية يمشي الخضر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا
يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم له ملك يسدده من حيث لا يراه (إلى أن قال)
واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون
يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة عنه ويعينونه على ما
قلده الله به، ينزل عليه عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرق دمشق متكئا
على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فيتنحى الإمام من مقامه
فيتقدم فيصلي بالناس يؤم الناس بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويكسر الصليب
ويقتل الخنزير ويقبض الله إليه المهدي طاهرا مطهرا وقال في محل آخر من فتوحاته: قد
استوزر الله للمهدي طائفة خباهم الله تعالى من مكنون غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على
الحقايق وما هو إلا أمر الله في عباده فلا يفعل المهدي شيئا إلا بمشاورتهم إلخ.
وقال العلامة عبد الله بن الحسين بن عبد الله الحنبلي البغدادي العكبري المتوفى سنة
616 والمولود سنة 538 في التبيان في شرح الديوان أي ديوان المتنبي (ج 2 ص 67 ط
الحلبي بمصر). = (*)
ص 385
(هامش)
= المهدي الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يأتي في آخر الزمان، ويخرج في
زمنه عيسى بن مريم. وقال العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 377 ط النجف):
المهدي هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف
الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة. وقال العلامة الشيخ عبد
النبي بن أحمد القدوسي الحنفي في سنن الهدى (مخطوط): والمهدي من أمته وعترته
صلى الله عليه وسلم الذي يخرج في آخر الزمان ويملأ العالم من العدل والإحسان. وقال
النبهاني في جواهر البحار (ج 4 ص 168 ط القاهرة): والكوفة وهو حرم رابع عند بعض
المحققين وهو المروي عن علي رضي الله تعالى عنه ولذا اتخذها على دار الخلافة
وسيتخذها المهدي عليه السلام خليفة آخر الزمان. وقال الشيخ حسن النجار في الاشراف
(ص 34 ط مصر): وفي فضائل المهدي وتعيين إسمه وتحديد مهمته التي يقوم بها وضبط
بلده التي ينشأ منها وذكر أوصافه ومدة مكثه في الأرض وكيفية اجتماعه بعيسى عليه
السلام عند نزوله آخر الزمان في كل هذا كلام كثير واسع أفاض فيه كتاب نور الأبصار
للشبلنجي وكتاب بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال لأبي عبد الله حمدان بن
يحيى. وقال العلامة الشيخ عبد الهادي (نجا) الأبياري المصري السالك المعاصر في كتاب
جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي (ص 207 و208 ط مصر). ثم قال (أي صاحب
الفصول المهمة) ومن الدلائل على كون المهدي حيا باقيا = (*)
ص 386
(هامش)
= منذ غيبته إلى آخر الزمان بقاء عيسى بن مريم والخضر إلى أن قال: وصفته أنه شاب
مربوع القامة حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه أقنى الأنف أجلى الجبهة في خده الأيمن
خال أسود، وقد ورد فيه أحاديث كثيرة وأخبار شهيرة دونها العلماء كأبي نعيم جمع
أربعين حديثا في أمره وأبي عبد الله الكنجي في كتابه البيان في أخبار آخر الزمان.
وقال العلامة بهجت أفندي في تاريخ آل محمد (ص 198 ط طهران): لما كان حديث (من
مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة الجاهلية) متفقا عليه بين علماء المسلمين فلا
يوجد مسلم لا يعتقد بوجود الإمام المنتظر ونحن نعتقد أن المهدي صاحب العصر والزمان
ولد ببلدة سامراء وإليه انتهت وراثة النبوة والوصاية والإمامة وقد اقتضت الحكمة
الإلهية حفظ سلسلة الإمامة إلى يوم القيامة فإن عدد الأئمة بعد رسول الله (صلعم)
محصورة معلومة وهي اثنا عشر بمقتضى الحديث المعتبر المروي في الصحيحين خلفاء بعدي
اثنى عشر كلهم من بني هاشم. وقال العلامة الشيخ عبد القادر الشافعي بن محمد بن سعيد
بن أحمد الكردي السنندجي المتوفى 1306 في كتابه تقريب المرام في شرح تهذيب
الأحكام (ص 335 ط الامرية ببولاق): قد وردت أحاديث صحيحة في ظهور إمام من ولد
فاطمة يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فذهب العلماء إلى أنه إمام عادل
من ولد فاطمة رضي الله عنها. وقال العلامة السيد الشريف محمد بن رسول الحسيني
البرزنجي الشافعي المدني المتوفى سنة 1103 في كتابه الإشاعة في أشراط الساعة (ص
87 ط مصر): إعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر فقد
قال محمد بن = (*)
ص 387
(هامش)
= بذكر المهدي وأنه من أهل بيته صلى الله عليه وسلم (إلى أن قال) (المقام الأول) في
إسمه ونسبه ومولده ومبايعه ومهاجره وحليته وسيرته فذكرها على ما تقدم مشروحا أما
إسمه إلى أن قال: وفي (ص 93 ط مصر): ورد عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما
السلام أنه قال: لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبتان إحداهما تطول حتى
يقول بعضهم مات، وبعضهم ذهب ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى
الذي يلي أمره، وهاتان الغيبتان والله أعلم ما مر آنفا. وفي (نسخة 99): ثم تتمهد
الأرض للمهدي ويلقي الإسلام بحرا به ويدخل في طاعته ملوك الأرض كلهم ويبعث بعثا إلى
الهند فتفتح ويؤتى بملوك الهند إليه مغلغلين وتنقل خزائنها إلى بيت المقدس فتجعل
حلية لبيت المقدس ويمكث في ذلك سنين إلى أن قال: وأما سيرته فإنه يعمل بسنة النبي
صلى الله عليه وسلم لا يوقظ نائما ولا يهريق دما يقاتل على السنة لا يترك سنة إلا
أقامها ولا بدعة إلا رفعها يقوم بالدين آخر الزمان كما قام به النبي صلى الله عليه
وسلم أوله يملك الدنيا كلها كما ملك ذو القرنين وسليمان يكسر الصليب ويقتل الخنزير
يرد إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يحثو
المال حثيا ولا يعده عدا يقسم المال صحاحا بالسوية يرضى عنه ساكن السماء وساكن
الأرض والطير في الجو والوحش في القفر والحيتان في البحر يملأ قلوب أمة محمد غنى
حتى أنه يأمر مناديا ينادي ألا من له حاجة في المال؟ فلا يأتيه إلا رجل واحد فيقول
أنا فيقول إئت السادن يعني الخازن فقل له أن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له
أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم
أي أحرصهم والجشع أشد الحرص ويقول أعجزهما وسعهم قال: فيرده = (*)
ص 388
(هامش)
= فلا يقبل منه فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، تنعم الأمة برها وفاجرها في
زمنه نعمة لم يسمع بمثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا لا تدخر شيئا من قطرها تؤتي
الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا من برزها تجري على يديه الملاحم يستخرج الكنوز ويفتح
المدائن ما بين الخافقين يؤتى إليه بملوك الهند مغلغلين وتجعل خزائنهم حليا لبيت
المقدس يأوي إليه الناس كما تأوي النحل إلى يعسوبها حتى يكون الناس على مثل أمرهم
الأول يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه مخالفيه وأدبارهم جبرئيل على
مقدمته وميكائيل على ساقته ترعى الشاة والذئب في زمنه في مكان واحد وتلعب الصبيان
بالحيات والعقارب لا تضربهم شيئا ويزرع الانسان مدا يخرج له سبعمائة مد ويرفع الربا
والوبا والزنا وشرب الخمر وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة وتهلك الأشرار ولا يبقى من
يبغض آل محمد صلى الله عليه وسلم، محبوب في الخلائق يطفئ الله به الفتنة العمياء
وتأمن الأرض حتى أن المرأة تحج في ضمن نسوة ما معهن رجل لا يخفن شيئا إلا الله،
مكتوب في أسفار الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب. وقال العلامة المحدث الشيخ حسن
العدوي الحمزاوي من علماء أواخر القرن الثالث عشر في كتابه مشارق الأنوار (ص
156 ط مصر): وجاء في بعض الروايات أنه ينادي عند ظهوره فوق رأسه ملك: هذا المهدي
خليفة الله فاتبعوه فتقبل عليه الناس ويشربون حبه أنه يملك الأرض شرقها وغربها وأن
الذين يبايعونه أولا بين الركن والمقام بعدد أهل بدر إلى أن قال: وأن على مقدمة
جيشه جبرئيل وميكائيل على ساقته إلى أن قال: وأحاديثه بلغت مبلغ التواتر المعنوي
فلا معنى لإنكارها. وفي (ص 150، الطبع المذكور). وذكر (العارف الشعراني) في حديث
آخر في مبايعة المهدي: أن المهدي يقول: أيها الناس أخرجوا إلى قتال عدو الله وعدوكم
فيجيبونه ولا يعصون له أمرا، فيخرج المهدي = (*)
ص 389
(هامش)
= ومن معه من المسلمين من مكة إلى الشام لمحاربة عروة بن محمد السفياني ومن معه من
بني كلب، وللإمام السيوطي فيما يتعلق بالمهدي إلى أن قال: وأما السفياني فيبعث إليه
جيشا من الشام فيخسف بهم بالبيداء فلا ينجو منهم إلا المخبر فيسير إليه السفياني
بمن معه ويسير هو بمن معه إلى السفياني فتكون النصرة للمهدي ويذبح السفياني وهو رجل
من ولد خالد ابن يزيد بن أبي سفيان إلى أن قال: ويبالغ ولي الله المهدي فيخرج في
ثلاثين رجلا فيبلغ المؤمنين خروجه فيأتوه من أقطار الأرض ويحنون إليه كما تحن
الناقة إلى فصيلها إلى أن قال: فإذا فرغ من بيعة الناس بعث خيلا إلى المدينة عليهم
رجل من أهل بيته فيقاتل الزهري فيقتل من كلا الفريقين مقتلة عظيمة ويرزق الله وليه
الظفر فيقتل الزهري ويقتل أصحابه فالخائب يومئذ من خاب من غنيمة بني كلب ولو بعقال،
فإذا بلغ الخبر السفياني خرج من الكوفة في سبعين ألفا حتى إذا بلغ البيداء عسكره
وهو يريد قتال ولي الله وخراب بيت الله فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نفر فرس رجل من
العسكر فخرج الرجل في طلبه وبعث الله جبرئيل فضرب الأرض برجله فخسف الله عز وجل
بالسفياني وأصحابه ورجع الرجل يقود فرسه فيستقبله جبرئيل فيقول ما هذه الضجة في
العسكر فيضربه الجبرئيل بجناحه فيتحول وجهه مكان القفا إلخ. وقال العلامة الشيخ
شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في نهاية الأرب (ج 14 ص 273 ط
القاهرة): يبعث إلى المهدي عج جيش ثلاثون ألفا فينزلون في البرية، ثم يخرج السفياني
إلى البيداء، فإذا استقر بالموضع خسف الله تعالى بهم الأرض، فيأخذهم إلى أعناقهم
حتى لا يفلت منهم إلا رجلان يخرجان بفرسيهما، فإذا وصلوا إلى القوم رأوهم وقد خسف
الله بهم، فيخسف الأرض بواحد منهما، ويحول الله وجه الآخر إلى قفاه، فيبقى كذلك مدة
حياته ثم يخرج المهدي بمن معه إلى بلاد الروم فيسير حتى يسمع بهلاك السفياني
وأصحابه. = (*)
ص 390
(هامش)
= قال: وذلك قوله تعالى: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب). فيحمد
المهدي الله تعالى ذلك، ويخرج إلى بلاد الروم في نحو مائة ألف فيصل إلى القسطنطينية
فيدعو ملك الروم إلى الإسلام فيأبى فيقاتله، ويدوم القتال بينهم شهرين، ثم ينهزم
ملك الروم، ويدخل (المسلمون) إلى القسطنطينية، فينزل المهدي على بابها، ولها سبعة
أسوار فيكبر سبع تكبيرات فينهدم كل سور منها بتكبيرة. ويدخلها المهدي ويقتل خلقا
كثيرا ويقتل ملك الروم، ثم يرفع (عنهم) السيف، ويأخذ المسلمون من الغنائم ما لا
يحصى، حتى أن الرجل ليأخذ من الجوهر ما يعجز عن حمله. فبينما هم كذلك إذ يأتيهم
الخبر من خليفة المهدي بخروج الدجال واجتماع الناس عليه، فيتركون تلك الغنائم
وينصرفون إلى بلادهم مسرعين لمحاربة الدجال. فيقال: أن المهدي يسير نحو الدجال وعلى
رأسه عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيلتقون ويقتلون قتالا شديدا، فيقتل من
أصحاب الدجال أكثر من ثلاثين ألفا، ثم ينهزم الدجال فيمر نحو بيت المقدس، فيأمر
الله الأرض بإمساك قوائم خيله، ويرسل عليهم ريحا حمراء فتقتل منهم أربعين ألفا.
قال: ثم يقبل المهدي بجيشه زهاء مائة ألف، في أيديهم الرايات البيض. فيقول المهدي
(لعسكر الدجال): ويلكم أتشكون في هذا الأعور الكذاب أنه الدجال؟ فيقولون: لا، ولكنا
نعيش في طعامه، فيمسخون في الحال قردة، وخنازير. ثم ينزل عيسى بعد ذلك إلى الأرض
ويصلي خلف المهدي على ما نذكره إنشاء الله تعالى. وقال علامة اللغة محمد بن مكرم بن
منظور المصري في لسان العرب (ج 14 ص 4 ط دار الصادر في بيروت): في حديث أبي
هريرة ينزل المهدي فيبقى في الأرض أربعين، وقيل أربعين سنة. قال الشيخ عبد الرحمن
البسطامي: في درة المعارف في حقه نظما (على ما في تاريخ آل محمد ص 197):
ويظهر ميم المجد من آل أحمد * ويظهر عدل الله في الناس أولا = (*)
ص 391
(هامش)
= كما قد روينا عن علي الرضا * وفي كنز علم الحرف أضحى محصلا
ويخرج حرف الميم
من بعد شينه * بمكة نحو البيت بالنصر قد علا
فهذا هو المهدي بالحق ظاهر * سيأتي
من الرحمن للخلق مرسلا
ويملأ كل الأرض بالعدل رحمة * ويمحو ظلام الشرك والجور
أولا
ولايته بالأمر من عند ربه * خليفة خير الرسل من عالم العلا
وقال صدر
الدين قونوي من كبار الصوفية:
يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا * على رغم الشياطين
يمحق الكفر
يؤيد شرع المصطفى (ص) وهو ختمه * ويمتد من ميم بأحكامها يدري
وقال
العلامة السيد عباس المكي في نزهة الجليس (ج 2 ص 128):
وأما فضائله (أي المهدي
عليه السلام) فكثيرة ومعجزاته كالشمس شهيرة، وقد ذكر بعض فضائله ومعجزاته الشيخ
العلامة الفهامة محمد بن الحسن الحر الشامي العاملي المشغري في ديوانه في
أرجوزة طويلة اختصرنا منها قوله:
لقبه المهدي والمنتظر * والقائم المكرم المطهر
تواتر النص بأنه ولد * من الفريقين وأنه وجد
وكم رآه رجل ففازا * إذ شاهد
الرشاد والإعجازا
أكثر من سبعين شخصا شاهدوا * جماله ولاحت الشواهد
لذاك قد
تواتر الأخبار * بذاك والأنباء والآثار
وغاب غيبتين صغرى امتدت * وكانت الشدة
فيها اشتدت
قريب سبعين من الأعوام * كان اختفى عن أكثر الأنام
كان له من
الموالي سفرا * إذ غاب واختفى ورام السفرا
وغيبة أخرى إلى ذا الآن * وأنه لصاحب
الزمان
لكنه لا بد من أن يخرجا * وبعد شدة تلاقي الفرجا = (*)
ص 392
(هامش)
= والنص ناهيك به تواترا * فانظر إلى كل كتاب كي ترى
وهي ألوف قد روت في
الكتب * وشهدت له بكل عجب
عليك بتتبع النصوص * على العموم وعلى الخصوص
إن
شئت فاصرف نحوها الأعنة * وانظر مؤلفات أهل السنة
تجد كثيرا من رواياتهم * جاء
بها من ليس بالمتهم
وإن ترد أخبار البديعة * فانظر إلى مؤلفات الشيعة
فإنها
مشحونة بذاكا * فدع جهولا منكرا أفاكا
ومعجزاته كثيرة أتت * منقولة مما استفاض
وثبت
كم أخبر القوم بما كان اختفى * من مرض الشكوك فازوا بالشفاء
كم حملوا
له من الأموال * وما درى خلق بتلك الحال
فجائهم كتابه بكل ما * كان وبالتفصيل
فانظر واعلما
وفي سوار أرسلوه من ذهب * عجائب شتى بها الشك ذهب
إذ رده
وباقي المال قبل * قال اكسروه فبأمره عمل
فظهر الحديد والنحاس * وسطه وحار فيه
الناس
وأرسلوا ذهبه فقبلا * وكم غريب مثله قد نقلا
وبعثوا يوما إليه مالا *
فرده إذ لم يكن حلالا
وقال: من مال فلان فيه * أربعمائة بلا تمويه
فحسبوا
فوجدوه حقا * ولم يقل مولاي إلا صدقا
أخبر قوما بزمان موتهم * وأرسل الأكفان
عند فوتهم
وكم دعى فلاحت الإجابة * وربه لما دعي أجابه
وجعل التراب في
الحال ذهب * ووهب السائل منه ما وهب
ونطقه في ساعة الولادة * بالذكر والدعاء
والشهادة = (*)
ص 393
(هامش)
= وبعدها في صفر السن عجب * وأي علم عنهم قد احتجت
ولاح نور ساطع إلى السماء
* إذ ذاك فتعجبوا لما سما
وطيه الأرض لبعض الناس * معجزة لاحت بلا التباس
وكتبوا له بلا مداد * فورد الجواب بالسواد
وقد شفى الأمراض ميل كحلا * به فأذهب
الشكوك والبلا
وفرش الحصير فوق الماء * وقام للصلاة والدعاء
فحار فيه طالب
وغرقا * وعاد عنه خائبا منطلقا
ومحمل له مضى نحو السماء * كأنه قد كان يرقى
سلما
وكم شفى المرضى بمسح الكف * أو بدعاء في الشفاء يكفي
روى ثلاثمأة من
ماء * لم ينتقص من أعجب الأشياء
شبعهم من زاده أيضا عجب * وهو بحاله وقد زال
السغب
أراهم الورد الطري الأحمرا * في غير وقته فدع عنك المرا
إخباره
بالغيب ليست تنكر * إذ في كتاب الله ذاك يذكر
إلا من ارتضاه من رسول * في سورة
الجن فخذ دليلي
إذ علمه من النبي المرتضى * إختارهم لكل غيب وارتضى
رأيته
في النوم غير مرة * فأوجب الفرحة والمسرة
أخبرني بكل ما أضمرته * وقد أجابني
وما سئلته
ناولني الكأس وليس يكسر * شربته ما كان فيه سكر
وكنت إذ ذاك
مريضا دنفا * ففزت لما أن شربت بالشفا
تفصيل معجزاته يطول * وكل ما نقلوا له
قليل
وعمره ثمانمأة خلت * ثلاثة وأربعين قد تلت
وربنا أدرى بما قد بقيا *
من عمره وما رأى ولقيا = (*)
ص 394
(هامش)
= غيبته تواترت أخبارها * واشتهرت من قبلها آثارها
وطول عمره كذا مروي *
ينقله العدو والولي
وطول عمر الخضر ليس ينكر * فما الذي من مثل هذا أنكر
وعمر لقمان وإبليس عجب * وذاك ممكن وهذا قد وجب
كذاك إلياس بلا نزاع * وذاك أمر
ما اقتضاه داع
كذاك إدريس وعيسى بقيا * وكم وكم مثلهم قد رويا
وانظر إلى
المعمرين ألفا * وفوقها بين الأنام يلقى
وانظر إلى غيبة بعض الأنبيا * ثم إلى
اختفاء بعض الأوصيا
وقدرة الله التي لا تنكر * تشمل ما يروي هنا ويذكر
خروجه في آخر الزمان * قد صح بالنص وبالبرهان
آخر الجزء الثالث عشر، والحمد لله
أولا وآخرا. (*)
|