ص 2
ايقاظ وازاحة اشتباه
قد أوردنا في (ج 13 ص 85) في طرق الحديث الشريف: من مات ولم
يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، عن صحيح مسلم ونقلنا عنه بلا واسطة، ولكنه مع
الاسف اشتباه مطبعى والصحيح هكذا: ومنهم العلامة الشيخ محيى الدين أبو محمد عبد
القادر بن أبى الوفأ المتوفى سنة 775 في (الجواهر المضيئة) (ج 2 ص 457 ط حيدر آباد
الدكن) روى عن صحيح مسلم بما هذا لفظه: وقوله عليه السلام في صحيح مسلم: من مات ولم
يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. ونسأل الباري تعالى أن يوفقنا لا تمام طبع هذه
الأسفار الشريفة وأن يحفظنا من الزيغ والخطأ والاشتباه والزلل بحق أوليائه
الطاهرين. من منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي قم - ايران
ص 3
بسمه تعالى شأنه العزيز

يقدم جميل الشكر وعظيم الابتهال إلى المولى سبحانه على
التوفيق إتمام المجلد الرابع عشر من مستدرك (تعاليق إحقاق الحق) على نمط لطيف
وأسلوب جالب جاذب شريف. ولا تسأل أيها القارئ الكريم عن تعب النفوس الزكية وسهرها
إلى السحر في الاستخراج عن مآت الزبر والأسفار والجمع واللم من هنا وهنا، وأرجو من
كرم المفيض أن يجزيهم وإياي خير الجزاء، وأن يحشرنا تحت لواء سيدنا أمير المؤمنين،
وقدوة المظلومين والمضطهدين المهضوم حقه، والمؤخر سبقه، وأن يعدنا في الذابين عنه
والمعرضين عن كل وليجة دونه وكل مطاع سواه آمين آمين. وليعلم أن لتنشيف الأسماع
والأذان وترويج قلوب محبي الرسول نقلنا عدة أبيات للفاضل الأديب الألمعي المعاصر
(بولس سلامة) المسيحي في مديح الوصي الأكرم وكذا صورة مكتوبة إلى بعض العلماء
المعاصرين أدام الله بركاته. حرره العبد الكئيب خادم علوم أهل البيت: أبو المعالي
شهاب الحسيني المرعشي النجفي في 22 صفر الخير 1398
ص 4
مكتوب الفاضل الاريحي النشيط في حب أهل البيت الشاعر المغلق المعاصر (بولس سلامه)
إلى أحد أعلام الشيعة صاحب الآثار الممتعة حرسه الباري

تحية عربية خلصة وبعد فإن
ملحمة عبد الغدير هي أولى الملاحم العربية. ولقد شرفت قلمي فجعلت مدارها أهل البيت
الطيبين الأكرمين فأحرزت مجدا لا بعد له مجد إذ أجمع كبار أدباء العرب على تسميتي
شاعر أهل البيت. ولا يخفى على أحد مدى تأثير هذه الملحمة في الذياد عن القيم
والأخلاق العلى التي تقمصت العترة الطاهرة. وإن الناس في عصر المادة هذا لاحوج ما
يكون إلى التمثل بتلك القمم الشوامخ أعلام التاريخ وكواكب السواطع. ومما يؤلمني
أنني لم أستطع نشر هذا الكتاب على المدى الذي يستحقه بالنسبة إلى سمو غايته وجلالة
أهدافه، ولقد عقدت النية بعد استشارة أصدقائي من العلماء وأساطين الأدب على نشر
الملحمة في طبعة واسعة نضفي عليها حلة من الاتقان جديدة إن شا ء الله ورأينا قبل
مباشرة العمل الاتصال بالأعلام اللوامع وبالقيمين على المؤسسات والمكتبات التي تقدر
القيم وتعني بالشؤون الجليلة. بذلك نرجو أن تتفضلوا بإعلامنا عن كمية النسخ التي
تسهمون في شرائها لإنجاح هذا المشروع الخطير. ولقد جعلنا ثمن النسخة خمس ليرات
لبنانية يدفع نصفها مقدما لتمكن الطباعة. فإن تكرمتم بالموافقة - ولا نخالكم إلا
فاعلين - خدمة لأهل البيت الأكرمين ونصرة للحق فنرجو الجواب في أقرب وقت ممكن
مصحوبا بنصف الثمن أعزكم الله وحفظكم للفضل والمكارم بولس سلامة 12 شوال 1286
العنوان بولس سلامة فرن الشباك بيروت.
ص 5
جلجل الحق في المسيحي حتى * عاد من فرط حبه علويا
فإذا لم يكن علي نبيا * فلقد كان
خلفه نبويا
يا سماء أشهدي ويا أرض قري * واخشعي إنني أحب عليا
لا تقل شيعة هواة علي
* إن في كل منصف شيعيا
هذه مقطوعة من ديوانه المسمى بملحمة الغدير
ص 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مستدرك الآيات النازلة في أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأبي
الأئمة الطاهرين علي بن أبي طالب عليه السلام

قد تقدم سرد الآيات النازلة فيه عليه
السلام في المجلد الثاني والثالث من كتابنا هذا مع نقل الأحاديث الواردة في نزولها
في شأنه من كتب العامة بضبط أسماء الكتب ومؤلفيها ومحل طبعها. ونخص بالذكر في هذا
المجلد ما لم نذكرها من الآيات النازلة فيه عليه السلام هناك أو ذكرناها ونقلنا في
ذيلها غير الحديث المذكور هنا أو نقلناه عن غير المدارك المنقول عنها هيهنا وهي
آيات:
ص 2
(الآية الأولى)

قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في
كتبهم (ج 2 ص 399 وج 3 ص 502) ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك، ويشتمل
على أحاديث.
الأول حديث عمار بن ياسر

روى عنه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ
أبو نعيم الأصفهاني في (نزول القرآن) (ص 106 مخطوط). روى بسند يرفعه إلى زيد بن
الحسن عن أبيه قال: سمعت عمار بن ياسر (رض) يقول: وقف لعلي عليه السلام سائل وهو
راكع في صلاة التطوع، فنزع خاتمه فأعطاه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه
فنزلت هذه الآية: إنما وليكم الله ورسوله الآية. ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني
من أعلام القرن الخامس في
ص 3
(شواهد التنزيل) (ج 1 ص 173 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا
أبو الشيخ أخبرنا الوليد بن أبان عن سلمة ابن محمد عن خالد بن يزيد عن إسحاق بن عبد
الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن حسن، عن
جده قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة
التطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك
فنزل على النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله) إلى آخر
الآية قال رسول الله: من كنت مولاه فإن عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه. ورواه أيضا أبو النضر العياشي في كتابه وفي تفسيره قال: حدثنا سلمة بن محمد
بذلك. ومنهم الحافظ الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 7 ص 17 ط مكتبة القدسي في
القاهرة). روى عن عمار بن ياسر قال: وقف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو
راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه
بذلك فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون. فقرأها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط). روى الحديث عن عمار بعين ما
تقدم عن (مجمع الزوائد). ومنهم العلامة الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 86
ص 4
ط مطبعة القضأ) روى الحديث عن عمار بعين ما تقدم عن (نزول القرآن). ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن محمد بن سليمان في (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) (ج 2
ص 87 ط المنيرية من بلاد الهند). روى الحديث عن عمار بعين ما تقدم عن (مجمع
الزوائد). ومنهم العلامة السيوطي في (الحاوي للفتاوى) (ج 1 ص 119 ط مكتبة القدسي
بالقاهرة). روى الحديث من طريق الطبراني في الأوسط عن عمار بعين ما تقدم عن (نزول
القرآن). ومنهم العلامة المعاصر توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 61 ط السعادة
بالقاهرة). روى الحديث عن عمار بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد) وزاد في آخره ثم
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
الثاني حديث سلمة
بن كهيل

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في (نزول
القرآن) (ص 106 مخطوط). روى بإسناد يرفعه إلى موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل
قال تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع فنزلت: إنما وليكم الله ورسوله الآية.
ص 5
ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 7 ص 357 ط مصر) قال: قال
الحافظ ابن عساكر: أنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو
العباس أحمد بن محمد الشاهد، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمان بن عبد الله ابن
الحارث الرملي، ثنا القاضي جملة بن محمد، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو نعيم الأحول
عن موسى بن قيس عن سلمة، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزول القرآن). ومنهم العلامة
السيوطي في (الحاوي للفتاوى) (ج 1 ص 119 ط مصر). روى الحديث من طريق ابن أبي حاتم
في تفسيره وابن عساكر في تاريخه عن سلمة بعين ما تقدم عن (نزول القرآن). ومنهم
العلامة السيد أحمد زيني دحلان في (الفتح المبين) (ص 154 ط الميمنية بمصر) قال:
أخرج الواحدي أن عليا جاءه سائل وهو راكع فنزع خاتمة وتصدق به عليه فنزلت الآية.
الثالث حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الحمويني في
(فرائد السمطين) (ص 105 مخطوط قال:
ص 6
أخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني
بقرائتي عليه بها في الخافقان الإمامي ضحوة يوم الأحد ثاني ذي القعدة سنة سبع
وثمانين وستمائة، قلت له: أخبرك الشيخ الإمام إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم بن
محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة قال: نعم، قرأت على الإمام أحمد بن
إسماعيل قال: أنبأنا الإمام أبو الأسعد هبة الرحمان عبد الواحد القشري وأبو المظفر
عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القشري إجازة قال: أنبأنا الأستاد زين الإسلام
أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشري، أنبأنا أبو محمد عبد الله ابن يوسف
الأصفهاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، أنبأنا الخضر
بن الهمداني الهاشمي، أنبأنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة، نبأنا أنس بن مالك إن سائلا
أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الملي الوفي وعلي عليه السلام راكع يقول بيده خلفه
للسائل أن أخلع الخاتم من يدي، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر وجبت،
قال: بأبي وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتى
خلعه من كل ذنب ومن كل خطيئة. ومنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 165
ط الاعلمى في بيروت) قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف إملاءا وقراءة في الفوائد أخبرنا
علي بن محمد بن عقبة، عن الخضر بن أبان عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس: إن سائلا أتى
المسجد وهو يقول: من يقرض الوفي الملي؟ وعلي عليه السلام راكع يقول بيده خلفه
للسائل أي أخلع الخاتم من يدي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر وجبت.
قال: بأبي وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده
حتى خلعه من كل ذنب ومن كل خطيئة. قال: بأبي وأمي يا رسول الله هذا لهذا؟ قال:
ص 7
هذا لمن فعل هذا من أمتي. وأخبرني الحاكم الوالد، ومحمد بن القاسم أن عمر بن أحمد
بن عثمان الواعظ أخبرهم: إن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقري حدثهم عن أحمد بن
إسحاق - وكان ثقة / 40 ب / - قال: أخبرنا أبو أحمد زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث
ابن قيس الكندي: عن حميد الطويل، عن أنس قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى
صلاة الظهر فإذا هو بعلي يركع ويسجد، وإذا بسائل يسأل فأوجع قلب علي كلام السائل
فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره فدنا السائل منه فسل خاتمه عن إصبعه فأنزل الله فيه
آية من القرآن وانصرف علي إلى المنزل فبعث النبي صلى الله عليه وآله إليه فأحضره
فقال: أي شي عملت يومك هذا بينك وبين الله تعالى؟ فأخبره فقال له: هنيئا لك يا أبا
الحسن قد أنزل الله فيك آية من القرآن: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية. ومنهم
العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 169 ط لاهور). روى الحديث نقلا عن الرافعي
في (تاريخ قزوين) عن أنس بعين ما تقدم عن (فرائد السمطين). ومنهم العلامة الصفوري
في (المحاسن المجتمعة) (ص 162 مخطوط). روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (فرائد
السمطين).
ص 8
الرابع حديث أبو ذر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيباني في (المختار
في مناقب الأخيار) (ص 4، من النسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وقال أبو ذر: صليت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر يوما من الأيام فسأل سائل في مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء قال: اللهم اشهد
أني سألت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي راكعا
فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يختم فيها فأقبل السائل وأخذ الخاتم من يده وذلك
بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال:
اللهم إن اخى موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني
يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري، فأنزلت:
سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا، اللهم وأنا نبيك محمد
وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به أزري، قال
أبو ذر رضي الله عنه فما استتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبرئيل يقول
له أقر: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا. ومنهم العلامة الهروي في (الأربعين
حديثا) (ص 19 مخطوط). روى عن أبي ذر الغفاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
بهاتين وإلا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميا يقول: قائد البررة وقاتل الكفرة، منصور
من نصره، مخذول
ص 9
من خذله، أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر
فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء قال فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (المختار) ثم قال: وهذا الحديث مروي من طريق ابن عباس أيضا وفيه من
الزيادة فأنشأ حسان بن ثابت.
أبا حسن يفديك نفسي ومهجتي * وكل بطىء في الهدى ومسارع
أيذهب مدحي والمحبر ضايعا * وما المدح في جنب الله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت
راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
وأنزل فيك الله خير ولائه * وبينها في محكمات
الشرائع
ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 40 وص 443 ط لاهور). روى عن
عيسى بن الربعي، قال: بينا عبد الله بن عباس جالس في شفير زمزم يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، إذا أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلا والرجل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ابن عباس: سئلتك بالله من أنت؟ قال: فكشف العمامة عن وجهه، قال أيها الناس من عرفني
فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا جندب بن جنادة البدوي: أبو ذر الغفاري، سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم بهاتين وإلا فصمتا ورأيت بهاتين وإلا فعميا يقول: علي قائد
البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، أ ما إني صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعط أحد
شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء، قال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك، فلم
يعطني أحد شيئا، وكان علي راكعا، فأومى إليه خنصره اليمنى، وكان يختم فيها، فأقبل
السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي،
فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم
ص 10
إن أخي موسى أسئلك فقال: رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني،
يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري،
فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: سنشد به عضدك بأخيك، ونجعل لكما سلطانا، فلا يصلون إليكما،
اللهم، فأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا
من أهلي عليا أخي، أشدد به أزري، قال أبو ذر: فما استتم رسول الله صلى الله عليه
وسلم دعائه، إلا ونزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمد، أقر، قال: - إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون،
وأخرجه الثعلبي في تفسيره يسمى (بكشف البيان في تفسير القرآن) ومحمد بن طلحة
الشافعي في (مطالب السئول) وسبط بن الجوزي في (تذكرة خواص الأمة) ومحمد بن زرندى في
(نظم درر السمطين) وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) والإمام فخر الدين رازي
في (تفسير الكبير) ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاد توفيق أبو علم في (أهل
البيت) (ص 224 ط مطبعة السعادة بالقاهرة). روى الحديث عن أبي ذر بعين ما تقدم عن (المختار).
ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد النقشبندي في (شرح وصايا أبى حنيفة) (ص 177 ط
اسلامبول). روى الحديث عن أبي ذر بعين ما تقدم عن (المختار). ومنهم الحافظ الحسكاني
في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 167 ط الأعلمي في بيروت). حدثني أبو الحسن محمد بن
القاسم (الفقيه) الصيدلاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني قال:
حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين القاشاني
ص 11
قال: حدثني المظفر بن الحسين الأنصاري قال: حدثنا السندي بن علي الوراق قال: حدثنا
يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال:
بينما عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إلا قال الرجل: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس: سألتك بالله من
أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا
جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت النبي صلى الله عليه وآله بهاتين وإلا
فصمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا وهو يقول: علي قائد البررة وقاتل الكفرة، منصور
من نصره ومخذول من خذله. أما إني صليت مع رسول الله يوما من الأيام صلاة الظهر فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن (المختار) لكنه ذكر في آخره: قال: فوالله مااستتم رسول الله
الكلام حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله وقال: يا محمد هنيئا لك ما وهب لك في أخيك
قال: وماذا يا جبرئيل قال: أمر الله أمتك بموالاته إلى يوم القيامة وأنزل عليك:
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون.
ص 12
الخامس حديث عبد الله بن عباس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو نعيم
الأصفهاني في (نزول القرآن) (ص 106 مخطوط). روى بإسناده عن ابن صالح عن ابن عباس
قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه
وسلم قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا
متحدث دون هذا المجلس وأن قومنا لما رأوا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا
على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا، فقال لهم النبي
صلى الله عليه وسلم إنما وليكم الله ورسوله الآية، ثم إن النبي خرج إلى المسجد
والناس من بين يديه ما بين قائم وراكع، فبصر بسائل يسأل فقال النبي هل أعطاك أحد
شيئا؟ فقال: نعم خاتم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أعطاكه؟ قال: ذاك القائم
وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على أي حال أعطاكه؟
قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ: من يتول الله ورسوله
والذين آمنوا، فأنشد حسان بن ثابت يقول في ذلك:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل
بطئ في الهوا ومسارع
أيذهب مدحي والمحبر ضايع * وما المدح في جنب الإله بضائع
فأنت
الذي أعطيت إذ كنت راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية *
وبينها في محكمات الشرائع
وقيل في ذلك:
ص 13
أوفي الصلاة مع الزكاة أقامها * والله يرحم عبده الصبارا
من ذا بخاتمه تصدق راكعا *
وأسره في نفسه إسرارا
من كان بات على فراش محمد * ومحمد أسرى يوم الغارا
من كان
جبريل يقوم يمينه * يوما وميكال يقوم يسارا
من كان في القرآن سمى مؤمنا * في تسع
آيات جعلن كبارا
ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 181 ط الأعلمي
ببيروت) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب، أخبرنا محمد بن
الأسود عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن (نزول القرآن) إلى آخر الأبيات لكنه ذكر بدل قوله فدتك نفوس القوم
يا خير راكع: زكاتا فدتك النفس يا خير راكع. وبدل قوله وبينها في محكمات الشرائع:
فبينها مثنى كتاب الشرائع. وفي (ص 180). حدثني أبو الحسن الفارسي حدثني محمد بن علي
صاحب الفقيه حدثنا المأمون ابن أحمد السلمي حدثنا علي بن إسحاق الحنظلي عن محمد بن
مروان. وأخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي، وعبد
العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى أخبرنا محمد بن زكريا أبو اليسع أخبرنا أيوب بن
سليمان الحنطي كذا قال: حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزول القرآن). ومنهم الحافظ أخطب خوارزم في (المناقب)
(ص 177 ط تبريز): أخبرنا الإمام شيخ الأئمة سراج الدين أبو الفتح محمد بن أحمد
المكي أدام
ص 14
الله سموه أخبرني الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل حدثني
السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أخبرني أبو أحمد
محمد بن علي المؤدب المعروف بالمكفوف بقرائتي عليه أخبرني أبو محمد عبد الله بن
جعفر أخبرني الحسين بن محمد بن أبي هريرة حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثني محمد
بن الأسود، عن مروان بن محمد، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن (نزول القرآن) في أمير المؤمنين. ومنهم العلامة الحمويني في
(فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرني السيد الإمام عماد الدين محمد بن ذي الفقار
الحسيني المرعزي رحمه الله إجازة، أخبرني الحافظ مجد الدين محمود بن أبي الحسن بن
النجار البغدادي إجازة أنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي، أنا
الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي رحمه الله، فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). وقال في موضع آخر: أنبأني السيد جلال الدين عبد
الحميد بن فخار بن معد الموسوي قال: أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرحمان بن عبد
السميع الهاشمي إجازة قال: أنا شاذان ابن جبريل القمي قال: أنا أبو عبد الله محمد
بن أحمد بن علي النطنزي قال: أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الاخشد السراج فيما قرأت
عليه قال: حدثنا أبو طاهر محمد ابن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم قال: ثنا أبو محمد
بن حيان فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الزرندي
في (نظم درر السمطين) (ص 87 ط مطبعة القضاء). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم
عن (نزول القرآن) في
ص 15
أمير المؤمنين. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط). روى الحديث من
طريق ابن مردويه عن ابن عباس بتلخيص يسير في مقدمة الحديث. ومنهم العلامة الأستاد
توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 60 و224 ط السعادة بالقاهرة). روى الحديث نقلا عن
أسباب النزول بعين ما تقدم عن (نزول القرآن) في أمير المؤمنين. وقال: أخبرنا محمد
بن أحمد بن عثمان، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن ابن شاذان البرار إذنا،
نبأ الحسين بن علي العدوي، نبأ سلمة بن سليب، نبأ عبد الرزاق أنبأ مجاهد عن أبيه عن
ابن عباس في قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال: نزلت في علي
عليه السلام. وقال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان - أنبأ أبو أحمد عمر بن عبد الله
بن شوذب، نبأ محمد بن أحمد العسكري الدقاق - نبأ محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأ
عبادة، نبأ عمر بن ثابت عن محمد بن السائب، عن أبيه عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:
كان علي راكعا فجائه مسكين فأعطاه خاتمه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
أعطاك هذا؟ فقال: أعطاني هذا الراكع فأنزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا) إلى آخر الآية. ومنهم العلامة الثعلبي في (تفسيره) على ما في مناقب
عبد الله الشافعي (ص 114 مخطوط).
ص 16
روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي).
السادس حديث آخر له
أيضا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة السيوطي في (الحاوي للفتاوى) (ص 119
ط مكتبة القدسي بالقاهرة) قال: أخرج ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس، قال: خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون وإذا مسكين يسأل فقال: أعطاك
أحد شيئا؟ قال: نعم ذاك القائم، قال: على أي حال أعطاك؟ قال: وهو راكع، قال: وذلك
علي فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). ومنهم العلامة ابن كثير
الدمشقي في (تفسير القرآن) (المطبوع بهامش فتح البيان ج 3 ص 367). روى الحديث عن
ابن مردويه من طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بعين ما تقدم عن
(الحاوي للفتاوى) لكنه قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول:
ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون. ثم رواه ابن مردويه
من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع.
ص 17
ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 104 مخطوط) قال: قال: أخبرنا
أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدثهم قال: حدثنا
أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد السلام قال: حدثنا محمد بن عمر بن بشير العسقلاني
قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مطلب بن زياد عن السدى، عن أبي عيسى، عن ابن عباس قال:
مر سائل بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم قال: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال:
ذاك الراكع وكان علي يصلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعلها في
وفي أهل بيتي إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الآية، وكان على خاتمه الذي تصدق
به: سبحان من فخري بأني له عبد. ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن
الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 161 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو بكر
الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، وعبد الرحمان بن أحمد
الزهري قالا: حدثنا أحمد بن منصور عن عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه:
عن ابن عباس في قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) قال: نزلت في
علي بن أبي طالب عليه السلام. أخبرنا السيد عقيل بن الحسين العلوي أخبرنا أبو محمد
عبد الرحمان بن إبراهيم ابن أحمد بن الفضل الطبري من لفظه بسجستان أخبرنا أبو
الحسين محمد بن عبد الله المزني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا
الفهم سعيد بن الفهم بن سعيد بن سليك بن عبد الله الغطفاني صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: حدثنا عبد الرزاق ابن همام عن / 39 ب معمر: عن أبي طاووس عن أبيه
قال: كنت جالسا مع ابن عباس إذ دخل عليه رجل فقال: أخبرني عن هذه الآية: (إنما
وليكم الله ورسوله) فقال ابن عباس
ص 18
أنزلت في علي بن أبي طالب. أخبرنا الحسين بن محمد الثقفي، أخبرنا عبيد الله بن محمد
بن شيبة كذا، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي، أخبرنا أبو عقيل محمد بن
حاجب عن عبد الرزاق عن ابن مجاهد، عن أبيه. عن ابن عباس في قوله: (إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا) قال: علي عليه السلام. وأخبرنا الحسين، أخبرنا أبو القاسم أبو
الفتح (خ) محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، عن عصام بن غياث السمان البغدادي، عن
أحمد بن سيار المروزي، عن عبد الرزاق به، وقال: نزلت في علي بن أبي طالب. أخبرنا
عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو عمر
وعثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد، أخبرنا ابن السمان، أخبرنا عبد الله بن
ثابت المقري قال: حدثني أبي عن الهذيل، عن مقاتل، عن الضحاك عن ابن عباس به. وحدثني
الحسن بن محمد بن عثمان النسوي عن ابن عباس. وحدثنا الحسن بن محمد بن عثمان النسوي
بالبصرة، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن
منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس. قال سفيان: وحدثني الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) يعني ناصركم الله
(ورسوله) يعني محمدا صلى الله عليه وآله ثم قال: (والذين آمنوا) فخص من بين
المؤمنين علي بن أبي طالب فقال: (الذين يقيمون الصلاة) يعني يتمون وضوءها وقراءتها
وركوعها وسجودها (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وذلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى يوما بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائما
يصلي بين الظهر
ص 19
والعصر إذ دخل عليه فقير من فقرأ المسلمين فلم ير في المسجد أحدا خلا عليا فأقبل
نحوه فقال: يا ولي الله بالذي يصلى له أن تتصدق علي بما أمكنك. وله خاتم عقيق يماني
أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل
بنزعه، فنزعه ودعا له، ومضى وهبط جبرئيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: لقد
باهى الله بك ملائكته اليوم، إقرأ (إنما وليكم الله ورسوله).
السابع حديث جابر بن
عبد الله الأنصاري

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ محمد بن أبي الفوارس في
(الأربعين) (ص 22 مخطوط). روى بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري وغيره من
الرجال قالوا: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ ورد أعرابي أشعث الحال رث
الأطمار وأثر الفقر لايح بين عينيه فدخل المسجد وسلم وجعل يقول:
أتيتك والعذراء
تبكي برنة * وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل
وأخت وبنتان وأم كبيرة * وقد كد ت من فقري
أخالط في عقلي
وقد مسني عرى وضر وفاقة * وليس لنا ماء يمر ولا يحلي
وما المنتهى إلا
إليك مفزعا * وأين مفر الخلق إلا إلا الرسل
قال فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله
شعر الأعرابي بكى ثم قال: معاشر الناس إن الله ساق إليكم ثوابا وقاد إليكم أجرا
عظيما والجزاء من الله غرفة في الجنة تضاهي غرف إبراهيم الخليل فمن فيكم يواسي هذا
الفقير بشيء من الدنيا وكان علي عليه السلام
ص 20
في ناحية من المسجد يصلي ركعتين يتضرع بهما وكان يصليهما دائما فأومى إلى الأعرابي
أدن مني فدنا إليه فدفع إليه الخاتم خاتمه الشريف وهو في الصلاة فجعل الفقير يقول:
أنا عبد لآل يس * وآل طه والطواسين هم خمسة في الأنام كلهم * لأنهم في الورى ميامين
قال فغشى النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ونزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: السلام عليك يا محمد العلي يقرئك السلام ويقول لك: أقر قال: وما أقرأ قال:
أقر إنما وليكم الله الخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: معاشر الناس من منكم اليوم
عمل خيرا فقالوا: يا رسول الله ما منا من عمل خيرا إلا أخوك وابن عمك وزوج ابنتك
علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه تصدق بخاتمه على الأعرابي فقال النبي صلى الله
عليه وآله وجبت الغرفة والله لعلي ابن عمي عليه السلام وقرأ عليهم الآية فتصدق
الناس في ذلك اليوم على الأعرابي بأربعمأة خاتم فولى الأعرابي وهو يقول: أنا عبد
لخمسة نزلت فيهم السور * آل طه وهل أتى فاقرؤا واعرفوا الخبر والطواسين بعدها
والحواميم والزمر * أنا عبد لهؤلاء وعدو لمن كفر ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين
محمد بن أحمد الحنفي في (در بحر المناقب) (ص 109 مخطوط). روى الحديث عن جابر بعين
ما تقدم عن (الأربعين) لكنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معاشر المسلمين
أيكم اليوم عمل خيرا حتى جعله الله ولي كل من آمن. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن
عبد الله بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني المتوفى سنة 402 أو سنة 430 في كتابه
(نزول القرآن) (المخطوط).
ص 21
روى بسند رفعه إلى أبى الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: جاء عبد الله بن سلام
وأناس معه يشكون مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إبعثوا إلى سائلا فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه فقال له: أعطاك أحد شيئا؟
قال: نعم مررت برجل ركع فأعطاني خاتمه قال: فاذهب فأرني قال: فذهبنا فإذا علي قائم
فقال: هذا، فنزلت (إنما وليكم الله ورسوله) الآية. ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني
من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 174 ط الأعلمي ببيروت) قال: حدثنا
الحاكم أبو عبد الله الحافظ غير مرة، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر ابن يزيد الآدمي
الغارمي ببغداد، أخبرنا أحمد بن موسى بن يزيد الشطوي هو أبو إسحاق الكوفي، عن
إبراهيم بن الحسن التغلبي، عن يحيى بن يعلى، عن عبد الله ابن موسى، عن أبي الزبير:
عن جابر قال: جاء عبد الله بن سلام وأناس معه يشكون إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا فقال النبي صلى الله عليه وآله ابتغوا إلى
سائلا. فدخلنا المسجد فوجدنا فيه مسكينا فأتينا به النبي صلى الله عليه وآله فسأله
هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم مررت برجل يصلي فأعطاني خاتمه فقال اذهب فأرهم إياه
قال جابر: فانطلقنا وعلي قائم يصلي قال: هو هذا فرجعنا وقد نزلت هذه الآية: (إنما
وليكم الله ورسوله) الآية.
ص 22
الثامن حديث عبد الله بن سلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ محب الدين
أحمد بن عبد الله الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 227 ط مصر). روى عن عبد الله بن
سلام قال: أذن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل
فأعطاه علي خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أخرجه الواحدي وأبو الفرج والفضائلي. ومنهم
العلامة المذكور في (ذخائر العقبى) (ص 102 ط مكتبة القدسي بمصر). روى الحديث فيه
أيضا من طريق الواقدي وأبي الفرج عن عبد الله بن سلام بعين ما تقدم عن (الرياض
النضرة). ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 4 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق). قال عبد الله بن سلام: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهط من
قومي فقلت: إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله وأقسموا أن لا يكلمون فأنزل الله
تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)، ثم أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس
يصلون فمن بين ساجد وراكع وسائل يسأل فأعطاه على خاتمه وهو راكع، فأخبر
ص 23
السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم
راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون). ومنهم
العلامة أبو عبد الله محمد بن عثمان البغدادي في (المنتخب من صحيح البخاري ومسلم)
(ص 216 مخطوط). روى الحديث عن عبد الله بن سلام بعين ما تقدم عن (المختار في مناقب
الأخيار). ومنهم العلامة البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 218 ط اسلامبول).
روى الحديث من طريق الواحدي وأبي الفرج عن عبد الله بن سلام بعين ما تقدم عن
(الرياض النضرة). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 79 ط لاهور). روى
الحديث من طريق الواحدي في (أسباب النزول) وابن الأثير في (جامع الأصول) والنسائي
وابن الجوزي عن عبد الله بن سلام بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). وفي (ص 78،
الطبع المذكور). روى عن ابن عباس (رض) قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه
ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله إن منزلنا بعيدة ليس
لنا مجلس دون هذا المجلس وإن قومنا رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا
على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا، فقال لهم النبي
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الخ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من
المسجد والناس بين قائم وراكع، فرأى السائل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل
أعطاك أحد شيئا؟ فقال: نعم، خاصف، فقال صلى الله عليه وسلم: من أعطاك؟ قال:
ص 24
ذلك القائم وأومئ بيده إلى علي فقال صلى الله عليه وسلم: على أي حال أعطاك؟ قال:
أعطاني وهو راكع، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ: ومن يتولى الله ورسوله
والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون فأنشأ حسان بن ثابت منه:
التاسع حديث عبد
الله بن محمد بن الحنفية

رواه القوم: منهم الحافظ الحسين بن الحكم الحبري في (تنزيل
الآيات) (ص 9 نسخة المخطوطة في جامعة طهران) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني
الحبري قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا موسى بن مطير عن المنهال بن عمرو،
عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: كان علي عليه السلام يصلي إذ جاء سائل فسأله
فقال: بإصبعه فمدها فأعطاه للسائل خاتما فجاء السائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: هل أعطاك علي شيئا؟ قال: نعم فنزلت فيه (إنما وليكم الله ورسوله) الآية.
ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص
161 ط الأعلمي في بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن علي (أخبرنا) محمد بن عمران (أخبرنا)
علي بن محمد الحافظ فذكر الحديث بعين ما تقدم من (تنزيل الآيات) سندا ومتنا. وفي (ص
168، الطبع المذكور). أخبرنا أبو عبد الله النيسابوري السفياني قراءة، أخبرنا ظفوان
كذا بن الحسين أخبرنا أبو الحسن علي بن عثمان، عن تارخ المعمري، عن يحيى بن عبدك
ص 25
القزويني، عن حسان بن حسان، عن موسى بن فطر الكوفي، عن الحكم بن عيينة. عن المنهال
بن عمرو، عن محمد بن الحنفية أن سائلا سأل في مسجد رسول الله فلم يعطه غير علي أحد
شيئا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا رجل
مررت به وهو راكع فناولني خاتمه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): وتعرفه؟ قال: لا.
فنزلت هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون) فكان علي بن أبي طالب. وأخبرنا أيضا قراءة قال: حدثنا أحمد بن
جعفر بن حمدان / 41 / أ ابن عبد الله حدثنا محمد بن إسحاق المسوجي عن ابن أحمد، عن
علي بن أبي بكر، عن موسى مولى آل طلحة، عن الحكم. عن المنهال، عن محمد بن الحنفية
قال: جاء سائل فلم يعطه أحد، فمر بعلي وهو راكع في الصلاة فناوله خاتمه فأنزل الله:
(إنما وليكم الله ورسوله) الآية. ورواه أيضا الحماني عن موسى بن مطهر كذا عن
المنهال في العتيق.
العاشر حديث عباية بن الربعي

رواه القوم: منهم العلامة الثعلبي
في (تفسيره) على ما في مناقب عبد الله الشافعي (ص 112 مخطوط). روى حديثا عن عباية
بن الربعي (تقدم نقله منا في (ج 4 ص 59) وفيه: سأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد
شيئا وكان علي راكعا فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها فأقبل السائل حتى
أخذ الخاتم.
ص 26
الحادي عشر حديث علي

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحاكم النيشابوري في (معرفة
علوم الحديث) (ص 102 ط دار الكتب مصر) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الصفار قال: ثنا أبو يحيى عبد الرحمان بن محمد ابن سلام الرازي بإصبهان قال: ثنا
يحيى بن الضريس قال: ثنا عيسى بن عبد الله ابن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب
قال: ثنا أبي عن أبيه، عن جده، عن علي قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله
عليه وسلم (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع
وقائم فصلى، فإذا سائل قال: يا سائل أعطاك أحد شيئا؟ فقال: لا إلا هذا الراكع لعلي
أعطاني خاتما. ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 7 ص 357 ط
مصر) قال: قال الطبراني: ثنا عبد الرحمان بن مسلم الرازي، ثنا محمد بن يحيى، عن
ضريس العبدي، ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر فذكر الحديث بعين ما تقدم
عن (معرفة علوم الحديث) سندا ومتنا. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في
(المناقب) (113 نسخة صنعاء يمن). وقال أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن الطحان إجازة
عن القاضي أبي الفرج
ص 27
الحنوطي، نبأ عبد الحميد بن موسى العباد، نبأ محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن
علي عليه السلام في قوله عز وجل: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) قال الله
ورسوله والذين آمنوا علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في
(كنز العمال) (ج 15 ص 146 ط حيدر آباد الدكن). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن
(معرفة علوم الحديث). ومنهم العلامة السيوطي في (الحاوي للفتاوى) (ج 1 ص 119 ط
مكتبة القدسي بالقاهرة). روى الحديث من طريق أبي الشيخ بن حبان وابن مردويه عن علي
بعين ما تقدم عن (معرفة علوم الحديث).
الثاني عشر حديث آخر له

رواه القوم: منهم
الحافظ الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 179 ط تبريز). وأخبرني الشيخ
الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن
أحمد الواعظ، أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرني أبو عبد الله
الحافظ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثني أبو يحيى عبد الله بن
سلمة الرازي بإصبهان، حدثني يحيى بن حريص، حدثني عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن
أبي طالب قال:
ص 28
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى
الله عليه وآله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون
الزكوة وهم راكعون) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون ما
بين راكع وساجد وإذا سائل قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: يا سائل أعطاك أحد
شيئا؟ قال: لا إلا هذا الراكع أعطاني خاتما وأشار إلى علي عليه السلام. ومنهم
الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 175 ط
الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو بكر القيسي بقرائتي عليه من أصله، أخبرنا أبو محمد
عبد الله بن محمد، أخبرنا سعيد بن سلمة الثوري، عن محمد بن يحيى الفيدي، عن عيسى بن
عبيد الله ابن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن
جده: عن علي قال: نزلت هذه الآية على رسول الله في بيته: (إنما وليكم الله ورسوله)
فخرج رسول الله ودخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم فإذا سائل فقال:
يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا ذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه.
الثالث
عشر حديث آخر له أيضا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الحمويني في (فرائد
السمطين) (ص 105 مخطوط). قال أخبرنا جعفر بن محمد العلوي، حدثنا محمد بن عبد الله
بن محمد البيع، أخبرني محمد بن علي دحيم السناني، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عاصم
بن
ص 29
يوسف اليربوعي، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن أبيه، عن أبي صادق قال: قال علي
عليه السلام: أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون صاحبه: الصلاة والزكاة
والموالاة، قال الواحدي: وهذا منتزع من قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون. وذلك أن الله تعالى أثبت
الموالاة بين المؤمنين ثم لم يصفهم إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة فمن وإلي عليا فقد والى الله ورسوله. ومنهم العلامة
الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 85 ط مطبعة القضاء) روي الحديث عن علي بعين ما
تقدم عن (فرائد السمطين).
الرابع عشر حديث مقداد

رواه القوم: منهم الحافظ الحسكاني
في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 177 ط الأعلمي في بيروت) قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن
محمد الحبري، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني عن الحسن بن إسماعيل، عن عبد
الرحمان بن إبراهيم الفهري قال: حدثني أبي عن علي بن صدقة، عن هلال: عن المقداد بن
الأسود الكندي قال: كنا جلوسا بين يدي رسول الله إذ جاء أعرابي بدوي متنكب على
قوسه.
ص 30
وساق الحديث بطوله حتى قال: وعلي بن أبي طالب قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين
الظهر والعصر فناوله خاتمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ بخ بخ وجبت الغرفات.
فأنشأ الأعرابي يقول:
يا ولي المؤمنين كلهم * وسيد الأوصياء من آدم
قد فزت بالنفل
يا أبا حسن * إذ جادت الكف منك بالخاتم
فالجود فرع وأنت مغرسه * وأنتم سادة لذا
العالم
فعندها هبط جبرئيل بالآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين)
الآية.
الخامس عشر حديث عطاء

رواه القوم: منهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام
القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 168 ط الأعلمي ببيروت) قال: حدثني الحاكم
أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن حنيف بشيراز، حدثنا
أبو الطيب النعمان بن أحمد بن نعيم الواسطي، حدثنا عبد الله بن عمر القرشي أبو حفص،
عن محمد بن حمد الصفار، عن جعفر بن سليمان، عن عطاء بن السائب في قوله تعالى: (إنما
وليكم الله ورسوله) الآية قال: نزلت في علي مر به سائل وهو راكع فناوله خاتمه.
ص 31
السادس عشر حديث عبد الملك بن جريح المكي

رواه القوم: منهم الحاكم عبيد الله
الحسكاني من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 168 ط الأعلمي ببيروت)
قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي عن علي بن محمد بن لؤلؤ، عن الهيثم
ابن خلف الدوري، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن حجاج، عن ابن جريح قال: لما نزلت:
(إنما وليكم الله ورسوله) الآية، خرج النبي صلى الله عليه وآله وإذا سائل قد خرج من
المسجد فقال له: هل أعطاك أحد شيئا وهو راكع؟ قال: نعم رجل لا أدري من هو. قال:
ماذا أعطاك؟ قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل علي بن أبي طالب، والخاتم خاتمه عرفه
النبي صلى الله عليه وآله.
ص 32
(الآية الثانية)

قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك

قد تقدم ما
ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 2 ص 415 وج 3 ص 512) عن جماعة من العامة
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنه ويشتمل على حديثين:
الأول

ما رواه ابن عباس
فممن رواه عنه الحافظ الحسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 9 مخطوط) قال: حدثنا علي
بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن
أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين. نزلت
في علي عليه السلام أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه. ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في
(شواهد التنزيل) (ج 1 ص 188 ط الأعلمي ببيروت) قال:
ص 33
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة، أخبرنا علي بن عبد الرحمان بن عيسى
الدهقان بالكوفة، أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري، أخبرنا الحسن بن الحسين العرني،
أخبرنا حبان بن علي العنزي قال الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله عز وجل:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية، قال: نزلت في علي، أمر رسول الله
أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه. رواه جماعة عن الحبري وأخرجه السبيعي في تفسيره عنه، فكأني
سمعته من السبيعي ورواه جماعة عن الكلبي. وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء
الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزأ. وفي (ج 1 ص 192، الطبع
المذكور). حدثني محمد بن القاسم بن أحمد في تفسيره، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي
الفقيه، حدثنا أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله البرقي، عن أبيه، عن
خلف بن عمار الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية ابن ربعي: عن عبد
الله بن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وساق حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم
أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسول الله وإن عليا وزيرك. قال ابن عباس: فهبط
رسول الله فكره أن يحدث الناس بشيء منها - إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية - حتى مضى
من ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك) فاحتمل رسول
الله صلى الله عليه وآله حتى كان يوم الثامن عشر، أنزل الله عليه (يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك) ثم إن رسول الله أمر بلالا حتى يأذن في الناس أن لا يبقى
غدا أحدا إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول
ص 34
الله صلى الله عليه وآله والناس من الغد، فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم
برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد
أنزله علي بعد وعيد، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض
إبطيهما (إبطهما خ) ثم قال: أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم فمن كنت مولاه فعلي
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وأنزل الله:
(اليوم أكملت لكم دينكم).
الثاني ما رواه البراء بن عازب

رواه القوم: منهم العلامة
السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في (مودة القربى) (ص 55 ط لاهور). روى عن البراء
بن عازب قال: أقبلت مع رسول الله في حجة الوداع فلما كان بغدير خم نودي الصلاة
جامعة، فجلس رسول الله تحت شجرة وأخذ بيد علي وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: ألا من أنا مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه، فلقاه عمر فقال: هنيئا لك يا علي بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل
مؤمن ومؤمنة - وفيه أنزلت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية.
ص 35
الثالث حديث جابر

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 192
ط الأعلمي ببيروت) قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق، عن محمد بن مسعود بن محمد، عن
سهل بن بحر، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن عون بن أذينة، عن الكلبي،
عن أبي صالح: عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: أمر الله محمدا أن ينصب عليا
للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله أن يقولوا حابا ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك
عليه، فأوحي الله إليه: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية، فقام رسول
الله بولايته يوم غدير خم.
الرابع حديث عبد الله بن أبي أوفى

رواه القوم: منهم
الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 190 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو
بكر السكري، أخبرنا أبو عمرو المقري، أخبرنا الحسن بن سفيان،
ص 36
قال حدثني أحمد بن أزهر، عن عبد الرحمان بن عمرو بن جبلة، عن عمر بن نعيم بن عمر بن
قيس الماصر، قال: سمعت جدي قال: حدثنا عبد الله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل
إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال:
ألا من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: اللهم
اشهد.
الخامس حديث أبي إسحاق الحميدي

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد
التنزيل) (ج 1 ص 188 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة،
أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني (كذا) قال: أخبرني عبد الرحمان بن حمدان، عن
محمد بن عثمان العبسي، عن إبراهيم ابن محمد بن ميمون، عن علي بن عابس، عن الأعمش،
عن أبي الجحاف، عن عطية: عن أبي إسحاق الحميدي (الخدري خ) قال: نزلت هذه الآية في
علي بن أبي طالب: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك).
ص 37
السادس حديث أبي هريرة

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص
187 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني رحمه
الله قراءة، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن علي الأنصاري بطوس، أخبرنا قريش بن
خداش بن السائب، أخبرنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم، عن إسماعيل، عن أبي معشر، عن
سعيد المقبري. عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما أسرى بي إلى
السماء سمعت تحت العرش أن عليا راية الهدى وحبيب من يؤويني (كذا) بلغ يا محمد، قال:
فلما نزل النبي صلى الله عليه وآله أسر ذلك، فأنزل الله عز وجل: (يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك في علي بن أبي طالب، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من
الناس).
ص 38
السابع حديث أبي جعفر

رواه القوم: منهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص
191 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا عمرو بن محمد بن أحمد العدل بقراءتي عليه من أصل
سماع شيخه زاهد ابن أحمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، أخبرنا المغيرة بن
محمد، أخبرنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: حدثني أبي قال: سمعت زياد بن
المنذر يقول: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل
البصرة يقال له: عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يا ابن رسول
الله جعلني الله فداك إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من
الرجل (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك). فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر
به، ولكنه يخاف، إن جبرئيل هبط على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إن الله
يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم. فدلهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل
أمتك على زكاتهم. فدلهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم
على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة من جميع
ذلك.
ص 39
فقال رسول الله: إن قومي قريبوا عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا
وقد وتره وليهم وأني أخاف، فأنزل الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من
ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته - يريد فما بلغتها تامة - والله يعصمك من الناس).
فلما ضمن الله له بالعصمة وخوفه، أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال: يا أيها الناس من
كنت مولاه فعلي مولاه، ألهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأحب من
أحبه وأبغض من أبغضه.
ص 40
(الآية الثالثة)

قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 2 ص 502 وج 3 ص 513 وج
9 ص 2 إلى ص 85) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم
ويشتمل على أحاديث:
الأول حديث أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وآله

رواه جماعة
من أعلام القوم: منهم العلامة الترمذي في (جامع الترمذي) (ج 4 ص 164 ط مصر) قال:
حدثنا قتيبة، نا محمد بن سليمان بن الإصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي
رياح، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت هذه الآية
على النبي صلى الله عليه وسلم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله
بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم
ص 41
تطهيرا قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت على خير، هذا
حديث غريب من هذا الوجه من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة. ومنهم العلامة باكثير
الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 73 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن عمر
بن أبي سلمة بعين ما تقدم عن (جامع الترمذي). ومنهم العلامة محب الله السهالوي في
(وسيلة النجاة) (ص 254 ط لكهنو). روى الحديث بمثل ما تقدم عن (جامع الترمذي) وفيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لكل نبي أهل وهؤلاء أهلي.
الثاني حديث أم
سلمة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو بشر الدولابي (كتاب الكنى) (ج 2 ص
121 طبع حيدر آباد) قال: أخبرني أحمد بن شعيب قال: أخبرنا سليمان بن سالم قال:
أنبأنا النضر قال: حدثنا عوف عن أبي المعزل عطية الطفاوي، عن أبيه أن أم سلمة حدثته
قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته يوما إذ قال لي الخادم إن عليا
وفاطمة بالسدة فقال لي: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل
علي وفاطمة ومعها الحسن والحسين وهما صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره واعتنق
عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى فقبلهما وأغدف عليهم خميصة سوداء
ص 42
وقال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي. حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال:
حدثنا المعلي بن زياد قال: حدثني مرة ذياب قال: مررت بعقبة بن عبد الغفار حين انهزم
الناس وهو صريع في الخندق جريح فنادى إلي يا أبا المعزل بمعناه. فقال: حدثنا علي بن
معبد بن نوح قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف قال: حدثنا عوف عن أبي المعزل عطية
الطفاوي قال: حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: بينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بيتي إذ قالت الخادم إن عليا وفاطمة بالسدة فقال لي
قومي عن أهل بيتي قالت: فقمت فتنحيت في ناحية البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما
الحسن والحسين صبيان صغيران فأخذ الصبيين فقبلهما ووضعهما في حجره واعتنق عليا
وفاطمة ثم أغدف عليهما ببردة له وقال: اللهم إليك لا إلى النار. ومنهم الحافظ
الحسين بن الحكم الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 20 نسخة فوتوغرافية في جامعة طهران)
قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري، قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا أبو
غسان ملك بن إسماعيل، عن فضل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة قالت:
أنزلت هذه الآية في علي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) قلت: يا رسول الله: ألست من أهل البيت؟ قال: إنك على خير إنك من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم وكان في البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة
والحسن والحسين:. وفي (ص 20 النسخة أيضا). حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري،
قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا أبو مريم، قال: حدثنا داود بن أبي عوف، قال:
حدثني شهر بن حوشب
ص 43
قال: أتيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم عليها فقلت لها: رأيت هذه
الآية يا أم المؤمنين (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
قالت: وأنا ورسول الله صلى الله عليه على منامة لنا تحتنا كسا خيبري فجائت فاطمة
ومعها حسن وحسين وفخاره فيه حريرة وذكر الحديث. وفي (ص 21 النسخة المذكورة). حدثنا
علي بن محمد قال: حدثني الحبري، قال: حدثنا ملك بن إسماعيل عن أبي إسرائيل يعني
الملاى، عن ربيدة، عن شهر بن خوشب، عن أم سلمة أن الآية نزلت في بيتها والنبي صلى
الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين فأخذ عبا فجللهم بها ثم قال: اللهم
هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت: وأنا عند عتبة الباب يا رسول
الله وأنا منهم أو معهم؟ قال: إنك لعلي خير. وفي (ص 22 النسخة المذكورة). حدثنا علي
بن محمد، قال: حدثني الحبري قال: حدثنا ملك بن إسماعيل عن جعفر الأحمر، عن شهر بن
خوشب عن أم سلمة وعهد الملك، عن عطاء، عن أم سلمة فذكر الحديث بعين ما تقدم ولكنه
قال: فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم
سلمة: يا رسول الله وأنا معهم؟ قال: أنت زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأنت على أو
إلى خير. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة
المصابيح) (ج 11 ص 370 ط ملتان). روى عن أم سلمة إن النبي صلى الله عليه وسلم جلل
على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا (أخرجه الترمذي). ومنهم العلامة الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص
73 نسخة مكتبة
ص 44
الظاهرية بدمشق). روى من طريق الترمذي عن أم سلمة بعين ما تقدم عن (مرقاة
المفاتيح). وزاد: قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله قال: إنك على خير. وفي (ص
73 أيضا). وعنها أيضا رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ثوبا
فجلله فاطمة وعليا والحسن والحسين وهو معهم ثم قرأ هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: فجئت أدخل معهم فقال: مكانك إنك على
خير. وفي (ص 74 النسخة المذكورة). وأخرج في معالم العترة من طريق محمد بن عبد الله
القرشي قال: حدثنا علي ابن الجعدي قال: قال أخبرني عبد الحميد بهرام قال: حدثنا شهر
قال: سمعت أم سلمة رضي الله عنها حين جاء نعي الحسين رضي الله عنهما لعنت أهل
العراق وقالت: قتلوه لعنهم الله غروه وذلوه لعنهم الله إني رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم جائته فاطمة رضي الله عنها غديته ببرمة وقد صنعت له فيها عصيدة تحملها في
طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها: أين ابن عمك قالت: هو في البيت قال: إذهبي
فادعيه وإيتيني بابنيه قالت: فجاءت تقود بابنيها كل واحد منهما بيد وعلي يمشي في
أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره واجلس عليا
على يمينه وفاطمة على يساره قالت أم سلمة: واجتذب من تحته كساء خيبريا كان بساطا
لنا على النامه فلفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بطرفي الكساء بيده اليسرى
وأومى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل وقال: اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ثلاثا، قالت قلت: يا رسول الله ألست منهم؟ قال: فادخلي في الكساء قالت:
ص 45
فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وبنته فاطمة رضي الله عنهم. وفي
(ص 73 النسخة المذكورة). روى عن حكيم بن سعد رضي الله قال: ذكرنا علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه عند أم سلمة فقالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتي فقال:
لا تأذني لأحد فجاءت فاطمة فلم أستطع أحجبها عن أبيها ثم جاء الحسن فلم أستطع أن
أحجبه عن جده ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه عن جده ثم جاء علي فلم أستطع أن
أحجبه فاجتمعوا فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ثم قال: هؤلاء
أهل بيتي فاذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فنزلت هذه الآية اجتمعوا على البساط
قالت: فقلت: يا رسول الله وأنا فوالله ما أنعم وقال: إنك إلى خير أخرجه أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (110 نسخة
مكتبة صنعا يمن) قال: أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن الحسن العلوي في
جمادى الأولى في سنة ثماني وثمانين وأربعمأة، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن
عثمان المزني الملقب بابن السقا الحافظ الواسطي، نبأ محمود بن محمد، نبأ عثمان يعني
ابن أبي شيبة، نبأ الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمان، عن حكيم بن سعيد، عن أم سلمة
قالت: نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين:. قال: أخبرنا أبو
الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب، أنبأ أبو بكر محمد ابن أحمد بن محمد بن
يعقوب المفيد، نبأ عبد الله بن ناجية، نبأ عماد بن خالد، نبأ أحمد الأزرق، نبأ عبد
الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى الكندي، عن
ص 46
أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها على منامه تحته كساء خيبري
فجائت فاطمة صلوات الله عليها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعوتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي صلى الله
عليه وسلم - (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا - فأخذ
النبي صلى الله عليه وآله بفضلة الكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا. وقال أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب سنة تسع وثلاثين
وأربعمأة نبأ محمد بن الحسن بن عبد الله قال: قرئ على أبي الحسن الطشتي وأنا أسمع
حدثني حمدون بن حمدان السمسار، حدثني أبو الجهم، نبأ حسان بن إبراهيم الكرماني نبأ
محمد بن مسلمة، عن أبيه، عن شهر بن خوشب، قال: سمعت أم سلمة تقول بينما رسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس عندي فأرسل إلى الحسن والحسين وفاطمة وعلي صلوات الله
عليهم قال: فانتزع كساء تحتي فألقاه عليه وعليهم وقال: (اللهم إن هؤلاء أهل بيتي
أذهب عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا) مرارا، قال: قالت: قلت وأنا معهم؟ قال: إنك على خير
أو إلى خير. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد رضا المصري المالكي في (الحسن
والحسين) (ص 7 ط دار الأحياء الكتب العربية بالقاهرة). روى عن أم سلمة قالت: كان
النبي صلى الله عليه وسلم عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهما خزيرة فأكلوا
وناموا وغطى عليهم عباءة أو قطيفة ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا).
ص 47
الثالث حديث أبي سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو الحسن
علي بن أحمد النيسابوري الواحدي في (الوسيط) (مخطوط). روى عن أبي سعيد الخدري قال:
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن عمرو بن عاصم قال:
أخبرني أبو الربيع الزهراني قال: أخبرني عمار بن محمد الثوري قال: أخبرني سفيان، عن
أبي الحجاف، عن عطية، عن أبي سعيد (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) نزلت في خمسة
في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في
(مرقاة المفاتيح) (ج 11 ص 371 ط ملتان). روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن
(تفسير الوسيط). ومنهم العلامة الحسين بن الحكم الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 23
مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال حدثني الحبري قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن
إسحاق بن إبراهبم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تفسير
الوسيط) ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 76 نسخة المكتبة
الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري بعين ما
تقدم
ص 48
عن (مرقاة المفاتيح). ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد رضا المصري المالكي أمين
مكتبة جامعة فؤاد الأول المتوفى قبل سنة 1372 بقليل في كتابه (الحسن والحسين سبطا
رسول الله) (ص 6 ط دار الأحياء الكتب العربية بالقاهرة) قال: إن المراد بأهل البيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة وعلي والحسن والحسين، قاله أبو سعيد الخدري
وعائشة وأم سلمة. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (مخطوط) قال:
أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن، نبأ أبو محمد عبد الله بن محمد
المروزي، نبأ يحيى بن محمد بن صاعد، نبأ يوسف بن موسى القطان، نبأ أبو نعيم، نبأ
عمران بن أبي مسلم قال يحيى بن محمد بن صاعد - وحدثنا محمد بن علي الوراق، نبأ عبد
الله بن موسى، أنبأ عمران أبو عمر الأزدي، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت
هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في نبي الله
وعلي وفاطمة وحسن وحسين قال فجللهم رسول الله صلى الله عليه وآله بكساء وقال: اللهم
هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قال: وأم سلمة على باب البيت
فقالت: يا رسول الله وأنا؟ قال إنك لخير أو على خير. *(الهامش)*(1) قال العلامة
السيد علي بن شهاب الدين بن محمد الهمداني العلوي الحسيني الشافعي المتوفى سنة 782
في كتابه (مودة القربى) (ص 28 ط لاهور) وعن علي عليه السلام قال قال رسول الله: إنا
أهل البيت فقد أذهب الله عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. (*)
ص 49
الرابع حديث أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الترمذي في (جامع
الترمذي) (ج 4 ص 164) قال: حدثنا عبد بن حميد، نا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة،
نا علي بن زيد عن أنس بن مالك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة
ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه إنما نعرفه
من حديث حماد بن سلمة، وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة. ومنهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 16 ص 257 ط الثانية بحيدر
آباد الدكن). روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (جامع الترمذي). ومنهم العلامة علي
بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح) (ج 11 ص 371 ط ملتان). روى الحديث من
طريق أحمد عن أنس بعين ما تقدم عن (جامع الترمذي) لكنه أسقط قوله ستة أشهر. ومنهم
العلامة المعاصر الشيخ محمد رضا المصري المالكي في (الحسن والحسين) (ص 6 ط دار
الأحياء الكتب العربية بالقاهرة). روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (مرقاة
المفاتيح)
ص 50
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 76 نسخة المكتبة الظاهرية
بدمشق). روى الحديث من طريق أحمد وعبد بن حميد عن أنس بعين ما تقدم عن (جامع
الترمذي).
الخامس حديث عائشة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة باكثير
الحضرمي من (وسيلة المآل) (ص 72 نسخة الظاهرية بدمشق). روى عن عائشة رضي الله عنها
قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر فجاء الحسن
بن علي رضي الله عنهما فأدخله ثم جاء الحسين رضي الله عنه فأدخله ثم جاءت فاطمة رضي
الله عنها فأدخلها ثم جاء علي رضي الله عنه فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن يحيى في
(الدر المنثور في تفسير الأسماء الحسنى بالمأثور) (ص 126 ط الميمنية بمصر). روى
الحديث بعين ما تقدم. ومنهم العلامة المعاصر محمد رضا المصري المالكي في (الحسن
والحسين) (ص 6 ط دار الأحياء الكتب العربية بالقاهرة) روى الحديث عن عائشة. ومنهم
العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح) (ج 11
|