الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج15)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 651

الحديث الرابع عشر

(علي أول من أسلم) (علي سعيد في الدنيا والآخرة) (قول النبي صلى الله عليه وآله علي وفاطمة مني وأنا منهما) دعاء النبي لهما بالتطهير وغيره (علي خير أهل النبي) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 4 ص 451 إلى ص 453) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في (المناقب) (ص 243 ط الحيدرية في النجف) قال: وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرني محمود بن إسماعيل بن محمد الاصبهاني، أخبرني أحمد ابن محمد بن الحسين البناني، أخبرني سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثني إسحاق بن إبراهيم الصفائي، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلا العجلي، عن عمه شعيب بن خالد، عن حنظلة بن سبرة بن الحسيب بن نجية عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله فلا يذكرها أحد إلا صد عنه رسول الله حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ عليا عليه السلام فقال: إني ما أرى رسول الله صلى الله عليه وآله يحبسها إلا عليك. فقال علي عليه السلام فكيف ترى ذلك فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما

ص 652

أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه يعني يتألفه أول من أسلم. قال سعد فإني أعزم عليك لتفرجها عني فإن لي في ذلك فرجا. قال فأقول ماذا؟ قال تقول: جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله. قال فانطلق علي عليه السلام تعرض للنبي صلى الله عليه وآله وهو يقبل على حصر فقال له النبي صلى الله عليه وآله كان لك حاجة يا علي؟ قلت: أجل جئتك خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد فقال لي النبي صلى الله عليه وآله مرحبا بكلمة ضعيفة ثم سكت فجاء علي عليه السلام فأخبر سعدا فقال سعد أنكحك والذي بعثه بالحق إنه لا خلف الآن ولا كذب عنده اعزم عليك لتأتينه غدا ولتقولن له: يا نبي الله متى تلبني؟ قال علي عليه السلام هذه والله أشد علي من الأولى أولا أقول يا رسول الله حاجتي. قال: قل كما أمرتك فانطلق علي عليه السلام فقال يا رسول الله متى تلبني قال الليلة إنشاء الله. ثم دعا بلالا فقال: يا بلال إني قد زوجت ابنتي من ابن عمي وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح، فآت المغنم فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة فاجعل في قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت منها فأذني بها، فانطلق ففعل ما أمر به ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله صلى الله عليه وآله في رأسها ثم قال: أدخل علي الناس يزفون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى إذا فرغ الناس ثم عمد النبي صلى الله عليه وآله إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال: يا بلال احملها إلى أمهاتك فقل لهن

ص 653

كلن وأطعمن من غشيكن. ثم إن النبي صلى الله عليه وآله قام حتى دخل على النساء فقال: إني قد زوجت ابنتي فاطمة من ابن عمي علي عليهما السلام وقد علمتن منزلتها عندي وإني أدفعها إليه الآن فدونكن ابنتكن، فقام النساء فعلقتها من طيبهن وحليهن، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله دخل فلما رآه النساء وثبن وبينهن وبين النبي صلى الله عليه وآله ستره، وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي صلى الله عليه وآله: كما أنت على رسلك من أنت؟ قالت: أنا التي أحرس ابنتك، إن الفتاة لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا افضت بذلك إليها. قال: فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم. ثم صرخ بفاطمة فأقبلت، فلما رأت عليا عليه السلام جالسا إلى جنب النبي صلى الله عليه وآله حصرت وبكت، فأشفق النبي صلى الله عليه وآله أن يكون بكاؤها لأن عليا عليه السلام لا مال له، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله ما يبكيك فوالله لقد أصبت لك خير أهلي وأيم الذي نفسي بيده لقد زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين فدنا منها. وقال يا أسماء ايتني بالمخضب بملئه ماء فأتته بالمخضب وملئته ماء فمج النبي صلى الله عليه وآله وغسل فيه وجهه وقدميه، ثم دعا بفاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين يديها، ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال: اللهم إنها مني وأنا منها، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فأذهب عنها الرجس وطهرها. ثم دعى بمخضب آخر فدعا عليا عليه السلام فصنع به كما صنع بها، ثم

ص 654

دعا له كما دعا لها، ثم قال قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما وبارك في سركما وأصلح بالكما، ثم قام فأغلق عليه بابه بيده. قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته.

الحديث الخامس عشر

(علي أول من صلى) (كان بيده لواء النبي صلى الله عليه وآله في كل زحف) (وصبر معه يوم المهراس) (وهو الذي غسل النبي صلى الله عليه وآله ودفنه) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 4 ص 454 إلى ص 456) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. منهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 90 ط بيروت) قال: حدثنا الإمام أبو طاهر الزيادي إملاءا قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد البزاز، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي إن مفضل بن صالح الأسدي قال حدثني سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال: هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي صلى الله عليه وآله، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله، وهو الذي ادخله قبره. رواه جماعة عن عكرمة، وجماعة عن ابن عباس، وفي الباب عن جماعة

ص 655

من الصحابة، وأسانيده مذكورة في كتاب مفرد لهذه المسألة. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 143). روى بسندين عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل). ومنهم العلامة أبو سعيد محمد الخادمي في (شرح وصايا أبي حنيفة) (ص 175 ط اسلامبول). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل) لكنه ذكر بدل قوله يوم المهراس (انهزم الناس كلهم غيره). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 28). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (شرح الوصايا). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 184 و596 ط لاهور). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (شرح الوصايا). ومنهم العلامة محمد مبين الدهلوي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 107 ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو). روى الحديث من طريق الحاكم عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل).

ص 656

الحديث السادس عشر

(حديث المنزلة) (حديث إعطاء الراية لعلي عليه السلام) (نزول آية المباهلة في الخمسة الطاهرة) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 4 ص 460 إلى ص 461) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. منهم الحافظ أحمد بن حنبل في (المسند) (ج 1 ص 185 ط بيروت) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه فقال علي رضي الله عنه: أتخلفني مع النساء والصبيان - قال: يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي عليا رضي الله عنه، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية (ندع أبنائنا وأبنائكم) دعا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلا أهلي. (1)

(هامش)

(1) روى الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في (الكنى) (ص 11 ط حيدر آباد) عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة حليف بني زهرة، قال عبد الله بن محمد العبسي = (*)

ص 657

ومنهم الحافظ الذهبي في (تلخيص المستدرك) (المطبوع في ذيل المستدرك ج 3 ص 108 ط حيدر آباد الدكن). روى عن أبي بكر الحنفي، ثنا بكير بن مسمار سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لأبي ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ فقال: لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. قال معاوية: وما هن؟ قال: حين أنزل عليه فأخذ عليا وفاطمة وابنيهما فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: رب إن هؤلا أهل بيتي، ولا أشبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك فقال له خلفتني مع الصبيان والنساء قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي،ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر قال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه فتطاولنا لرسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أين علي قالوا هو أرمد. قال: أدعوه فدعوه فبصق في وجهه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه قال: فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 144 ط حيدر آباد).

(هامش)

= نا جعفر بن عون، قال نا شقيق بن أبي عبيد، قال نا أبو بكر بن خالد، عن عرفطة قال أتيت سعد بن مالك فقال: ذكر لي إنكم تسبون عليا. قال: فلعلك قد سببته. قلت. معاذ الله. قال: لا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا بعد ما سمعته من رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ما سمعت. ورواه بعينه في (كنز العمال) (ج 15 ص 143 ط حيدر آباد). ورواه بعينه في (حياة الصحابة) (ج 2 ص 772 ط دار القلم بدمشق). (*)

ص 658

روى الحديث عن عامر بن سعد بعين ما تقدم عن (المسند) من أوله إلى قوله: ففتح الله عليه. وفي (ص 143، الطبع المذكور). روى الحديث عن سعد من قوله لأعطين إلى قوله (ففتح الله عليه). روى من طريق ابن جرير عن سعد قال: سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يقول: لعلي ثلاث خصال لإن يكون لي واحدة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 2 المخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان. فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب. فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فلن أسبه أن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 21 مخطوط). روى عن سعد: ثلاث خصال قالهن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم لعلي

ص 659

لإن تكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يقوله حين خلفه في بعض مغازيه - فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المسند) إلا أنه ذكر بدل كلمة لا نبوة (لا نبي). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 51 ط اسلامبول). روى عن مسلم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ، قال حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب. قال: أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فلن أسبه لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المسند). ورواه في (ص 193) ثم قال أخرجه مسلم والترمذي وأخرجه ابن ماجة أيضا لكن أورد حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) مكان آية (تعالوا ندع أبنائنا). ورواه في (ص 51) عن ابن ماجة بسنده عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول لهذا الرجل، سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي في (حياة الصحابة) (ج 2 ص 772 ط دار القلم بدمشق).

ص 660

روى الحديث من طريق أحمد ومسلم والترمذي عن سعد بعين ما تقدم أولا عن (ينابيع المودة). ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الرحمان الشهير بالساعاتي في (بدائع المنن) (ج 2 ص 504 ط دار الأنوار مصر). روى الحديث عن سعد من قوله: سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم الخ بعين ما تقدم عن (المسند). ومنهم العلامة محمد بن سليمان في (جمع الفوائد) (ج 2 ص 211 ط بلدة ميرية). روى الحديث من طريق مسلم والترمذي عن سعد بعين ما تقدم أولا عن (الينابيع). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 491 و437 ط لاهور). روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم أولا عن (الينابيع). ورواه في (ص 566) بعين ما تقدم ثالثا عن (الينابيع). ورواه في (ص 491) من طريق ابن ماجة بعين ما تقدم ثانيا عن (الينابيع) ومنهم العلامة المولى محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 109 ط لكهنو). روى الحديث بعين ما تقدم. ومنهم العلامة نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص 70 و71).

ص 661

روى من طريق مسلم والترمذي بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت المرسلين) (ص 73 مخطوط). روى من طريق النسائي عن سعد بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله القرشي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 371 ط دهلي). روى الحديث من طريق مسلم بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة). ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 206 إلى ص 217 ط بيروت). روى الحديث بتسع أسانيد عن سعد ويشتمل اثنان منها على حديث المنزلة وإعطاء الراية والمباهلة، وفي اثنين منها بدل حديث المباهلة حديث الغدير، وفي خمس بدل حديث المباهلة حديث التطهير. وروى في جملتها عن الحارث بن مالك أيضا قال: أتيت مكة فلقيت سعد ابن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة. قال: قد شهدت له أربعا لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر فخذها وبلغها. ورد علي أبا بكر فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شيء. قال: لا إلا خيرا، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني أو قال: من أهل بيتي. قال سعد: فكنا مع النبي صلّى عليه وآله وسلم في المسجد فنودي فينا ليلا ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وآل علي قال:

ص 662

فخرجنا نجر نعالنا، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلّى عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام. فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به. قال: والثالثة إن نبي الله صلّى عليه وآله وسلم بعث عمرا وسعدا إلى خيبر فخرج سعد ورجع عمر، فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله كثيرا خشي أن أحصي فدعا عليا فقالوا له: إنه أرمد فجئ به يقاد فقال له: افتح عينيك. فقال: لا أستطيع. فقال: فتفل في عينيه من ريقه ودلكها بإبهامه وأعطاه الراية. والرابعة يوم غدير خم، قالم رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فأبلغ ثم قال: أيها الناس ألست أولى من أنفسهم - ثلاث مرات - قالوا: بلى. قال: أدن يا علي فرفع يده ورفع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه - حتى قالها ثلاث مرات. والخامسة من مناقبه أن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم غزا على ناقته الحمراء وخلف عليا، فنفست ذلك عليه قريش، وقالوا: إنه إنما خلف أنه استثقله وكره صحبته. فبلغ ذلك عليا، قال: فجاء حتى أخذ بغرز الناقة فقال: زعمت قريش إنك إنما خلفتني أنك تستثقلني وكرهت صحبتي. قال: وبكى علي، قال: فنادى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في الناس فاجتمعوا ثم قال: أيها الناس ما منكم أحد إلا وله حامة أما ترضى ابن أبي طالب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.. فقال علي: رضيت عن الله ورسوله.

ص 663

الحديث السابع عشر

(كتمان رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بعض فضائل علي عليه السلام خوفا من توهم الألوهية في حقه) (قوله صلّى عليه وآله وسلم لعلي أنت مني وأنا منك) (وإنه يرث رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ويرثه) (وإنه من النبي بمنزلة هارون من موسى) (وإنه يبر ذمة النبي صلّى عليه وآله وسلم ويؤدي دينه) (ويقاتل على سنة النبي صلّى عليه وآله وسلم) (وهو أقرب الناس من رسول الله صلّى عليه وآله وسلم) (وهو خليفة النبي صلّى عليه وآله وسلم على الحوض) (وحربه حرب النبي صلّى عليه وآله وسلم) (ومحبه في الجنة) (وهو أول من يكسى مع النبي صلّى عليه وآله وسلم) (وأول من يدخل الجنة من الأمة) (شيعة علي على منابر من نور) (الحق مع لسان علي وفي قلبه وبين عينيه) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 4 ص 483، إلى ص 486) وننقله هيهنا عمن لم نذكره هناك. منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 63 ط اسلامبول). روى موفق بن أحمد، قال أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الديلمي بسنده عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي

ص 664

رضي الله عنهم قال: قال لي رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يوم فتحت خيبر: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا بحيث لا تمر على ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. يا علي أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني، وإنك على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض، وأنت أول داخل في الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور روأ مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني، وإن أعداءك غدا ظماء مظمئين مسودة وجوههم مقمحون ومقمعون يضربون بالمقامع وهي سياط من نار مقتحمين، حربك حربي وسلمك سلمي وسرك سري وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي وإن ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي، وإن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإن الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنك أنت وعترتك في الجنة وعدوك في النار لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك. قال علي: فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما أنعمه علي من الإسلام والقرآن، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 442 ط لاهور) روى الحديث من طريق ابن المغازلي والخوارزمي والملا في وسيلة المتعبدين عن جابر بن عبد الله بعين ما رواه في (الينابيع) عن علي وزاد في

ص 665

آخره: وصفوة الله في جميع الأولين والآخرين وإحسانا من الله وتفضلا منه علي. فقال النبي صلّى عليه وآله وسلم: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون من بعدي، لقد جعل الله عز وجل نسل كل نبي من صلبه، وجعل نسلي من صلبك يا علي، أنت أعز الخلق وأكرمهم علي، وأعزهم عندي، ومحبك أكرم من يرد على الحوض من أمتي.

الحديث الثامن عشر

(كثرة فضائل علي) (الحسنان فاضلان في الدنيا والآخرة) (قول النبي من أحبكما فقد أحب الله ومن أبغضكما فقد أبغض الله) (دعاء النبي للحسنين) (محافظة الملائكة على الحسنين عند منامهما) (علي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) (قول النبي من أحب ابني علي فهو معنا في الجنة) (من أحبهما ففي الجنة ومن أبغضهما ففي النار) (إن الله زوج فاطمة لعلي) (شرح تزويج فاطمة من علي) (علي وصي النبي) (قوله صلى الله عليه وآله وسلم علي مني وأنا منه) (علي أشجع الناس وأعلمهم) (وأقدمهم سلما) (بيده لواء الحمد) (وبيده مفاتيح الجنة) (الحسنان سيدا شباب أهل الجنة) (شيعة علي هم الفائزون) (أول من يحلق بي في القيامة الخمسة الطاهرة) (مسخ رجل بسب علي) (تسمية الحسنين في التوراة) رواة جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 5 ص 25 إلى ص 32) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك.

ص 666

منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 56 مخطوط) قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان الفرج بن الأزهر الصيرفي البغدادي رحمه الله قدم علينا واسطا، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن سليمان أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العكبري، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن غياث الهروي، أخبرنا عمر بن شبه بن عبيدة النميري، قال حدثني المدائني قال: وجه المنصور إلى الأعمش يدعوه. قال وأخبرنا محمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله العكبري أخبرنا عبد الله بن محمد بن غياث، أخبرنا الحسن بن عرفة، أخبرنا أبو معاوية، قال أخبرنا الأعمش قال: أرسل إلي المنصور. وحدثنا محمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن غياث العقبى، أخبرنا أحمد بن علي العمي، أخبرنا إبراهيم بن الحكم، قال حدثني سليمان بن سالم، حدثني الأعمش، قال بعث إلي أبو جعفر المنصور فقلت للرسول ما يريد بي أمير المؤمنين. قال لا أعلم فقلت أبلغه إني أتيته ثم تفكرت في نفسي فقلت: ما دعاني في هذا الوقت لخير ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فإن أخبرته قتلني. قال: فتطهرت ولبست أكفاني وتحنطت ثم كتبت وصيتي ثم صرت إليه، فوجدت عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله على ذلك وقلت: وجدت عنده عون صدق من أهل البصرة، فقال لي: أدن يا سليمان

ص 667

فدنوت فلما قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسأله وفاح مني ريح الحنوط فقال: يا سليمان ما هذه الرائحة والله لتصدقني وإلا قتلتك. فقلت: يا أمير المؤمنين أتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني في فضائل علي فإن أخبرته قتلني فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت، فاستوى جالسا وهو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال: أتدري يا سليمان ما اسمي؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: ما اسمي. قلت: عبد الله الطويل بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. قال: صدقت فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كم رويت في علي من فضيلة من جميع الفقهاء وكم يكون. قلت: يسير يا أمير المؤمنين. قال: على ذلك. قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد. قال: فقال يا سليمان لأحدثك في فضائل علي حديثين يأكلان كل حديث رويته عن جميع الفقهاء فإن حلفت لي أن لا ترويها لأحد من الشيعة حدثتك بهما. فقلت: لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم. فقال: كنت هاربا من بني مروان وكنت أدور البلدان أتقرب إلى الناس بحب علي وفضائله وكانوا يأوونني ويطعمونني ويزورونني ويكرموني ويحملوني حتى وردت بلاد الشام، وأهل الشام كلما أصبحوا لعنوا عليا عليه السلام في مساجدهم لأن كلهم خوارج وأصحاب معاوية فدخلت مسجدا وفي نفسي منهم ما فيها فأقيمت الصلاة فصليت الظهر وعلي كساء خلق فلما سلم الإمام إتكى على الحائط وأهل المسجد حضور فجلست فلم أر أحدا منهم يتكلم توقيرا لإمامهم فإذا بصبيين قد دخلا المسجد فلما نظر إليهما الإمام قال أدخلا مرحبا بكما ومرحبا

ص 668

بمن سميتكما بأسمائهما والله ما سميتكما بأسمائهما إلا بحب محمد وآل محمد فإذا أحدهما يقال له الحسن والآخر الحسين فقلت فيما بيني وبين نفسي قد أصبت اليوم حاجتي ولا قوة إلا بالله، وكان شاب إلى جنبي فسألته من هذا الشيخ ومن هذان الغلامان؟ فقال: الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب عليا عليه السلام غير هذا الشيخ ولذلك سماهما الحسن والحسين، فقمت فرحا وإني يومئذ لصارم لا أخاف الرجال فدنوت من الشيخ فقلت: هل لك في حديث أقر به عينك؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك وإن أقررت عيني أقررت عينك. فقلت: حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. فقال لي: من والدك ومن جدك فلما عرفت أنه يريد أسماء الرجال؟ فقلت: محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. قال: إنا كنا مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فإذا فاطمة قد أقبلت تبكي فقال النبي صلّى عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا أبة إن الحسن والحسين قد غبرا أو قد ذهبا منذ اليوم ولا أدري أين هما وإن عليا مشى على الدالية منذ خمسة أيام ليسقي البستان وإني قد طلبتهما في منازلك فما أحسست لهما أثرا، وإذا أبو بكر عن يمينه فقال يا أبا بكر قم فاطلب قرة عيني. ثم قال: يا عمر قم فاطلبهما يا سلمان يا أبا ذر يا فلان يا فلان. قال: فأحصينا على رسول الله سبعين رجلا بعثهم في طلبهما وحثهم فرجعوا ولم يصيبوهما، فاغتم النبي صلّى عليه وآله وسلم لذلك غما شديدا ووقف على باب المسجد وهو يقول: اللهم بحق إبراهيم خليلك وبحق آدم صفيك إن كانا قرتا عيني وثمرتا فؤادي أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما فإذا جبرئيل عليه السلام قد هبط فقال: يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويقول لك لا تحزن ولا تغتم

ص 669

الصبيان فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وهما في الجنة وقد وكلت بهما ملكا يحفظهما إذا ناما وإذا قاما، ففرح رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فرحا شديدا ومضى جبرائيل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخل حظيرة بني النجار فسلم على ذلك الملك الموكل بهما، ثم جثا النبي صلّى عليه وآله وسلم على ركبتيه وإن الحسن معانق للحسين وهما نائمان وذلك الملك الموكل قد جعل إحدى جناحيه تحتهما والآخر فوقهما وعلى كل واحد منهما دراعة من شعر أو صوف والمداز على شفتيهما فما زال النبي صلّى عليه وآله وسلم يلثمهما حتى استيقظا فحمل النبي صلّى عليه وآله وسلم الحسن وحمل جبرائيل الحسين وخرج النبي صلّى عليه وآله وسلم من الحضيرة فقال ابن عباس وجدنا الحسن عن يمين النبي صلّى عليه وآله وسلم والحسين عن يساره وهو يقبلهما ويقول: من أحبكما فقد أحب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ومن أبغضكما فقد أبغض رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. فقال أبو بكر: يا رسول الله اعطني أحدهما أحمله. فقال له رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: نعم المحمول ونعم المطية تحتهما، فلما أن صار إلى باب الحظيرة لقيه عمر فقال له مثل مقالة أبي بكر فرد عليه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم كما رد على أبي بكر فرأينا الحسن متشبثا بثوب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم متكئا باليمين على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ووجدنا يد النبي صلّى عليه وآله وسلم على رأسه فدخل النبي صلّى عليه وآله وسلم المسجد فقال: لأشرفن ابني اليوم كما شرفهما الله، فقال يا بلال علي بالناس، فنادى بهم فاجتمع الناس فقال النبي صلّى عليه وآله وسلم: معشر أصحابي بلغوا عن نبيكم سمعنا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يقول: ألا أدلكم اليوم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا:

ص 670

بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين، فإن جدهما محمد رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة. هل أدلكم على خير الناس أبا وأما. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين فإن أباهما علي بن أبي طالب وهو خير منهما شاب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ذو المنفعة والمنقبة في الإسلام وأمهما فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنة معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن والحسين فإن عمهما جعفر ذو الجناحين يطير في الجنان مع الملائكة وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب، معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: عليكم بالحسن والحسين فإن خالهما القاسم وخالتهما زينب بنت رسول الله ألا معشر الناس أعلمكم إن جدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحب ابني علي فهو معنا في الجنة ومن أبغضهما فهو في النار وإن من كرامتهما على الله أنه سماهما في التوراة شبرا شبيرا. فلما سمع الشيخ الإمام هذا مني قدمني وقال هذا حالك وأنت تروي في علي هذا فكساني حلة وحملني على بغلة بعتها بمائة دينار ثم قال لي: ألا أدلك على من يفعل لك خيرا فهنا أخوان لي في هذه المدينة أحدهما كان إمام قوم وكان إذا أصبح لعن عليا عليه السلام ألف مرة كل غداة وإنه لعنه يوم الجمعة أربعة آلاف مرة فغير الله ما به من نعمة فصار آية للسائلين فهو اليوم يحبه وأخ لي يحب عليا منذ خرج من بطن أمه فقم إليه ولا تحبس عنده، والله يا سليمان لقد ركب البغلة وإني يومئذ لجائع فقام معي الشيخ وأهل المسجد حتى صرنا إلى

ص 671

الدار وقال الشيخ انظر لا تحبس، فدققت الباب وقد ذهب من كان معي فإذا شاب أدم قد خرج إلي، فلما رآني والبغلة قال: مرحبا بك والله ما كساك أبو فلان خلعته ولا حملك على بغلته إلا أنك رجل يحب الله ورسوله إن أقررت عيني لأقر عينك، والله يا سليمان إني لأنفس بهذا الحديث الذي سمعته وتسمعه. ومنهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680 في كتابه (در بحر المناقب) (ص 48 مخطوط). روى عن أبي طالب محمد بن أحمد بن المفرج ابن الأزهر رفعه، عن رجل له إلى سلمان بن سلمان قال أخبرني سلمان بن الأعمش، قال: وجه إلي المنصور فقلت: ربما يسألني عن فضائل علي بن أبي طالب فتطهرت وتكفنت وتحنطت ثم كتبت وصيتي، فصرت إليه فوجدت عنده عمر بن عبيد، فحمدت الله على ذلك فقلت في نفسي وجدت عنده عوضا صديقا من أهل البصرة، فسلمت عليه فقال أدنو مني، فلما قربت منه أقبلت على عمر بن عبيد أسأله ففاح مني روائح الحنوط، فقال: يا سلمان ما هذه الرائحة، والله لتصدقني وإلا قتلتك، فقلت: يا أمير المؤمنين أتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي ما بعث إلي في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإن أنا أخبرته قتلني فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت. قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وهو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم قال: أتدري يا سلمان ما اسمي؟ فقلت: يا أمير المؤمنين دعنا الساعة من هذا. فقال: ما اسمي. فقلت: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن

ص 672

العباس بن عبد المطلب. قال: صدقت فأخبرني بالله وقرابتي من رسول الله صلّى عليه وآله وسلم كم رويت من حديث علي بن أبي طالب وكم من فضيلة من جميع الفقهاء. قلت: شيء يسير يا أمير المؤمنين. قال: كم؟ قلت: مقدار عشرة آلاف حديث وما يزداد. قال: يا سلمان ألا أحدثك بحديث في فضائل علي عليه السلام يأكل كل حديث رويته عن جميع الفقهاء، فإن حلفت لا ترويها لأحد من الشيعة حدثتك بها. قال: لا أحلف ولا أحدث بها. قال: اسمع كنت هاربا من بني مروان وكنت أدور البلدان أتقرب إلى الناس بحب علي رضي الله عنه وفضائله وكانوا يشرفوني ويعظموني ويكرموني حتى وردت بلاد الإسلام وأهل الشام كلما أصبحوا لعنوا عليا رضي الله عنه في مساجدهم فإنهم كلهم خوارج وأصحاب معاوية، فدخلت مسجدا وفي نفسي منهم ما فيها فأقمت الصلاة وصليت الظهر وعلي كسأ خلق، فلما سلم الإمام إتكى على الحائط وأهل المسجد حضور وجلست فلم أر أحدا يتكلم توقرا منهم لإمامهم فإذا أنا بصبيين قد دخلا المسجد، فلما نظر إليهما الإمام قام ثم قال: أدخلا فمرحبا بكما وبمن سميتهما باسمهما والله ما سميتهما باسميهما إلا لأجل حبي لمحمد وآل محمد،، فإذا أحدهما الحسن والآخر الحسين، فقلت في نفسي: قد أجيبت حاجتي ولا قوة إلا بالله، وكان إلى جانبي شاب فسألته من هذا الشيخ ومن هذان الغلامان. فقال: الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب عليا سواه فلذلك سماهما الحسن والحسين، ففرحت فرحا شديدا وكنت يومئذ لا أخاف الرجال، فدنوت من الشيخ فقلت هل لك في حديث أقر به عينك. فقال ما أحوجني إلى ذلك وإن أقررت عينك،

ص 673

فعند ذلك قلت: حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. قال لي ومن أبوك ومن جدك؟ فعلمت أنه يريد نسبتي فقلت: أنا محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس وإنه قال: كنا مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وإذا بفاطمة عليها السلام وقد أقبلت تبكي فقال لها النبي: وما يبكيك لا أبكى الله عيناك. قالت: يا أبتا إن الحسن والحسين قد ذهبا منذ اليوم ولم أرد أين هما وإن عليا رضي الله عنه يمشي إلى الدالية منذ خمسة أيام يسقي البستان وأني قد استوحشت لهما. قال: يا أبا بكر اذهب فاطلبهما، ويا عمر اذهب فاطلبهما، ويا فلان ويا فلان: قال ولم يزل يوجه حتى مضوا سبعين رجلا يعثرون في طلبهم فرجعوا ولم يصيبوهما فاغتم النبي عليه السلام ثم قالم ووقف على باب المسجد فقال: اللهم بحق إبراهيم خليلك وبحق آدم صفوتك إن كانا قرة عيني في بر أو بحر أو سهل أو جبل فاحفظهما وسلمهما على قلب فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين، فإذا باب من السماء قد فتح وجبرئيل قد نزل من عند رب لم يزل وقال: السلام عليك يا رسول الله الحق يقرئك السلام ويقول لك لا تحزن ولا تغتم الغلامان فاضلان في الدنيا والآخرة وهما سيدا شباب أهل الجنة وإنهما في حديقة بني النجار وقد وكلت بهما ملكين رحيمين يحفظاهما إن قاما أو قعدا أو ناما أو استيقظا. قال: فعند ذلك فرح النبي صلّى عليه وآله وسلم فرحا شديدا وقام ومضى وجبرئيل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخل حظيرة بني النجار فسلم عليه الملكان الموكلان بهما فرد عليهما السلام والحسن والحسين نيام (معتنقان)

ص 674

وذلك الملك قد جعل جناحه تحتهما والجناح الآخر فوقهما، فجثى النبي على ركبتيه وانكب عليهما يقبلهما حتى استيقظا فرأيا جدهما فحمل النبي الحسن وحمل جبرئيل الحسين عليهما السلام وخرج النبي من الحظيرة، قال فحدث من كان حاضرا. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 218 ط بمبئي). روى الحديث من طريق (الشرف النبوية) (وهداية السعداء) عن إسحاق ابن سلمان الهاشمي قال: كنت في مجلس هرون الرشيد وقد ذكر عنده من مناقب علي بن أبي طالب، فقال: إن الناس يزعمون أني لا أحب عليا وأولاده إن الله سبحانه يعلم فرط محبتي به وبأولاده الأمجاد وإني لمعترف بأفضليته وقد صح عندي حديث عن ابن عباس. فذكر الحديث بمثل ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي).

ص 675

الحديث التاسع عشر

(قول النبي (ص) لعمار: لو خالف علي جميع الناس فعليك بطريق علي) (وإن عليا لا يردك عن هدى) (طاعة علي طاعة الله) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 5 ص 71 وص 72) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 124 ط المطبعة الحيدرية في النجف). قال: وروى السيد أبو طالب بإسناده عن علقمة والأسود، قالا أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنبيه صلى الله عليه وآله إذ أوحى إلى راحلتك فبركت على بابك وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفا لك فضيلة فضلك الله بها، فأخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال أبو أيوب: فإني أقسم لكما لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله وعلي جالس عن يمينه وأنا جالس عن يساره وأنس بن مالك قائم بين يديه، إذ تحرك الباب فقال النبي أنظر من بالباب وخرج أنس ونظر فقال هذا عمار بن ياسر، فقال النبي صلى الله عليه وآله: افتح لعمار الطيب ابن الطيب، ففتح أنس ودخل عمار فسلم على رسول الله، فرحب به ثم قال: يا عمار إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف

ص 676

السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا يبر بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع الذي عن يميني علي بن أبي طالب وإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس، يا عمار إن عليا لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 202 ط بمبئي). روى الحديث نقلا عن (المودات ومناقب الخطيب وبحر المناقب) عن علقمة بن قيس وأسود بن يزيد بعين ما تقدم عن (المناقب) بالترجمة الفارسية ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 250 ط اسلامبول). روى الحديث عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة السيد على الهمداني في (مودة القربى) (ص 57 ط لاهور). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 624 ط لاهور). روى من طريق أحمد وابن عساكر بعين ما تقدم.

ص 677

الحديث العشرون

(فيه الأخبار بنبوة نبينا) (وفيه ذكر أمير المؤمنين وجملة من نعوته) تقدم نقله عن جماعة من أعلام القوم في (ج 5 ص 96 إلى ص 100) وممن ذكره ملخصا ولم ننقل عنه هناك. الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة 774 في كتابه (البداية والنهاية) (ج 7 ص 254 ط مطبعة السعادة بمصر). وكان في جيشه ثمانون بديا ومائة وخمسون ممن بايع تحت الشجرة. رواه ابن ديزيل. وقد اجتاز في طريقه براهب فكان من أمره ما ذكره الحسين بن ديزيل في كتابه فيما رواه عن يحيى بن عبد لله الكرابيسي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر ابن سعد، حدثني مسلم الأعور، عن حبة العرني قال: لما أتى علي الرقة نزل بمكان يقال له البليخ على جانب الفرات فنزل إليه راهب من صومعته فقال لعلي إن عندنا كتابا توارثناه من آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم عليهما السلام، أعرضه عليك؟ فقال علي: نعم. فقرأ الراهب الكتاب: (بسم الله الرحمان الرحيم الذي قضى فيما قضى وسطر فيما سطر وكتب فيما كتب أنه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويدلهم

ص 678

على سبيل الله، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل شرف، وفي كل صعود وهبوط، تذل ألسنتهم بالتهليل والتكبير، ينصره الله على كل من ناواه، فإذا توفاه الله اختلفت أمته ثم اجتمعت فلبثت بذلك ما شاء الله ثم اختلفت ثم يمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق ولا ينكس الحكم، الدنيا أهون عليه من الرماد - أو قال التراب - في يوم عصفت فيه الريح، والموت أهون عليه من شرب الماء، يخاف الله في السراء وينصح في العلانية، ولا يخاف في الله لومة لائم، فمن أدرك ذلك النبي من أهل البلاد فأمن به كان ثوابه رضواني والجنة، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن القتل معه شهادة). ثم قال لعلي: فأنا أصاحبك فلا أفارقك حتى يصيبني ما أصابك. فبكى علي ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده نسيا منسيا، والحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار. فمضى الراهب معه وأسلم فكان مع علي حتى أصيب يوم صفين، فلما خرج الناس يطلبون قتلاهم قال علي: اطلبوا الراهب، فوجدوه قتيلا، فلما وجدوه صلى عليه ودفنه واستغفر له.

ص 679

الحديث الحادي والعشرون

(احتجاج أمير المؤمنين على أهل الشورى) (وفيه جملة من فضائله الجمة) تقدم نقله عن جماعة من أعلام القوم في (ج 5 ص 26 إلى ص 32) وذكر شطرا منها جماعة ممن لم نذكره هناك. منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (مناقبه) (ص 112 ط بيروت) أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي حدثنا نصر وهو ابن مزاحم، حدثنا الحكم بن مسكين، حدثنا أبو الجارود وابن طارق، عن عامر بن واثلة وأبو ساسان وأبو حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة قال: كنت مع علي عليه السلام في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم بغير ذلك. ثم قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد

ص 680

رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله عشر مرات تقدم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد منكم الغائب) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (اللهم أتني بأحب الخلق إليك والي وأشدهم حبا لك وحبا لي يأكل معي من هذا الطائر) فأتاه فأكل معه غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه إذ رجع غير منهزم) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله لبني وليعة (لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاكم بالسيف) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله (كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا) غيري؟ قالوا: اللهم نعم.

ص 681

قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله من القليب غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة فقال رسول الله (إنه مني وأنا منه) فقال له جبرئيل وأنا منكما غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نودي فيه من السماء (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي صلّى عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (إني قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت على تأويل القرآن) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله بأن يأخذ براءة من أبي بكر، فقال له أبو بكر يا رسول الله أنزل في شيء؟ فقال له: إنه لا يؤدي عني إلا علي غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول الله (ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه بل الله سد أبوابكم

ص 682

وفتح بابه) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنه ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك فقلتم ناجاه دوننا، فقال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله قال (الحق مع علي وعلي مع الحق يدور الحق مع علي حيث دار)؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله قال (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض)؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله بنفسه من المشركين فاضطجع مضطجعه غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد بارز عمر بن عبد ود حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث يقول (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (أنت سيد العرب) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله) غيري؟ قالوا: اللهم نعم. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 87 ط بيروت) قال:

ص 683

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد، أنبأنا يحيى بن زكريا بن شيبان، أنبأ يعقوب ابن معبد، حدثني مثنى أبو عبد الله، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، وهبيرة. وعن العلا بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي. وعن عمرو بن واثلة قالوا: قال علي بن أبي طالب يوم الشورى: والله لأحتجن عليهم بما لا يستطيع قرشيهم ولا عربيهم ولا عجميهم رده ولا يقول خلافه. ثم قال لعثمان بن عفان وعبد الرحمان، والزبير، وطلحة وسعد، وهم أصحاب الشورى وكلهم من قريش وقد كان قدم طلحة: فذكر جملة ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). وزاد فيه قوله: أنشدكم بالله هل فيكم أحد صلى لله قبلي وصلى القبلتين قالوا: اللهم لا. قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أخو رسول الله صلّى عليه وآله وسلم غيري؟ إذ آخى بين المؤمنين، فآخى بيني وبين نفسه. وقال: نشدتكم بالله أفيكم أحد دعا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم له في العلم وأن يكون أذنه الواعية مثل ما دعا لي؟ قالوا: اللهم لا. قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في الرحم، ومن جعله رسول الله صلّى عليه وآله وسلم نفسه، وابناه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: اللهم لا.

ص 684

قال: نشدتكم بالله أفيكم أحد ولي غمض رسول الله صلّى عليه وآله وسلم مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: نشدتكم بالله أفيكم أحد ولي غسل النبي صلّى عليه وآله وسلم مع الملائكة يقلبونه لي كيف أشأ غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: نشدتكم بالله أفيكم أحد كان آخر عهده برسول الله صلّى عليه وآله وسلم حتى وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: نشدتكم بالله أفيكم أحد قضى عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بعده ديونه ومواعيده غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: وقد قال الله عز وجل: (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين). أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفر، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي، أنبأنا محمد ابن أحمد الوراميني، أنبأنا يحيى بن المغيرة الرازي، أنبأنا زافر، عن رجل عن الحرث بن محمد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، قال أبو الطفيل: كنت واقفا على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر، وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان؟ إذا لا أسمع ولا أطيع، وإن عمر جعلني في خمسة نفر أناسا دسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع

ص 685

سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا الشرط أن يرد خصلة منها لفعلت. فذكر جملة مما تقدم في (مناقب ابن المغازلي) وزاد: قال: أنشدتكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم أحد آخى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله مني؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان أعظم غناءا عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي، وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر، وسهم في الغائب؟ قالوا: اللهم لا. قال: أكان فيكم أحد مطهر في كتاب الله غيري؟ حين سد النبي صلّى عليه وآله وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي، فقام إليه عماه حمزة العباس فقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟ فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال: (وآت ذا القربى حقه) قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد ناجاه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ثنتي عشرة مرة غيري حين قال الله: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)؟ قالوا: اللهم لا.

ص 686

قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلّى عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد آخر عهدا برسول الله صلّى عليه وآله وسلم حتى وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا. ومنهم الحافظ الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في (ميزان الاعتدال) (ج 1 ص 441 ط عيسى الحلبي وشركاء بالقاهرة). روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (تاريخ دمشق). ومنهم العلامة ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 473 ط حيدر آباد الدكن) قال: وحدثنا عبد الوارث، حدثنا القاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قال حدثنا عمرو بن حماد القناد، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ، عن زياد بن المنذر، عن سعيد بن محمد الأزدي، عن أبي الطفيل قال: لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال لهم علي: أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري؟ قالوا: اللهم لا. ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 12) قال: وأخرج الدارقطني عن علي كرم الله وجهه أنه احتج يوم الشورى على أهلها فقال لهم: أنشدكم بالله تعالى هل منكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه

ص 687

وسلم في الرحم مني ومن جعله صلّى عليه وآله وسلم نفسه وأبنائه أبنائه ونسائه نسائه غيري؟ قالوا: اللهم لا. ومنهم العلامة الشيخ سليما البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 266 ط اسلامبول) قال: وأخرج الدارقطني عن عاصم بن ضمرة وهبيرة وعمرو بن واثلة قالوا: قال علي كرم الله وجهه يوم الشورى: والله لأحتجن عليهم بما لا يستطيع قرشيهم ولا عربيهم ولا عجميهم رده. ثم قال لهم خصالا صدقوها إلى أن قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله مني وهل فيكم من جعله الله نفس نبيه نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا. وقال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (أنت أبو ولدي) غيري قالوا: لا. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 482 ط لاهور). روى من طريق ابن عساكر في تاريخه عن عثمان بن عبد الله القروشي، قال: قال علي في أثناء خطبة خطبها يوم بويع عثمان للمهاجرين والأنصار: أنشدكم الله هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلّى عليه وآله وسلم، قاتلت الملائكة عن شماله؟ قالوا: اللهم نعم.

ص 688

الحديث الثاني والعشرون

(على أحب الخلق إلى رسول الله) (إن الله زوج فاطمة لعلي) (إن الله اختار عليا أخا ووزيرا للنبي) (تزويج فاطمة لعلي في السماء) (نبذة من فضائل علي) روى هذه الفضائل جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في (المناقب) (ص 247 ط الحيدرية في النجف) قال: وأنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرني محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصار وأبو القسم هبة الله ابن عبد الواحد بن الحصين، قالا أخبرنا أبو القسم علي بن المحسن السرخي إذنا، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز، حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي قراءة علينا من لفظه ومن كتابه، حدثني الحسن بن محمد الصفار الضرير، حدثني عبد الوهاب بن جابر، حدثني محمد بن عمر عن أيوب عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السلام وكل قالوا: إنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله مدرك النساء أخطبها أكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال، وكان كلما ذكرها أحد من قريش أعرض رسول الله صلى الله عليه وآله

ص 689

عنه بوجهه حتى كان يظن الرجل منهم في نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وآله ما خط عليه إذ قد نزل على رسول الله فيه وحي من السماء. إلى أن قال: قال أبو بكر لعلي: يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل، وأنت من رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة، وقد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فردهم وقال إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله وتخطبها منه، فإني أرجو أن يكون الله سبحانه وتعالى ورسوله إنما يحبسانها عليك. قال: فغرغر عينا علي بالدموع - إلى أن قال - فدق علي الباب فقالت أم سلمة من بالباب؟ فقال لها رسول الله من قبل أن يقول علي: قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب ومريه بالدخول فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما. قالت أم سلمة: فقلت فداك أبي وأمي ومن هذا الذي تذكر فيه وأنت لم تره. فقال: يا أم سلمة هذا رجل ليس بالخرق هذا أخي وابن عمي وأحب الخلق إلي. إلى أن قال فقال لي رسول الله: أبشر يا أبا الحسن فإن الله قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجكها في الأرض، ولقد هبط علي في موضع من قبل أن تأتيني ملك - إلى أن قال - فما استتم الملك كلامه حتى هبط علي جبرائيل فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا نبي الله، ثم إنه وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة فيها سطران مكتوبان بالنور. فقلت: حبيبي جبرائيل ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط؟ فقال جبرئيل: يا محمد إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارك من خلقه وبعثك برسالاته، ثم اطلع ثانية فاختار لك منها أخا

ص 690

ووزيرا وصاحبا وختنا فزوجه ابنتك فاطمة. فقلت: حبيبي جبرئيل وما هذا الرجل؟ فقال لي: يا محمد أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب، وإن الله أوحى إلى الجنان أن تزخرفي فتزخرفت الجنان وأوحى إلى شجرة طوبى أن احملي الحلي والحلل، فحملت شجرة طوبى الحلي والحلل وتزخرفت الجنان وتزينت الحور العين، وأمر الله الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عن البيت المعمور. قال: فهبط الملائكة من الصفيح الأعلى وملائكة السماء الخامسة إلى السماء الرابعة ورقت ملائكة السماء الدنيا وملائكة السماء الثانية ملائكة السماء الثالثة إلى الرابعة، وأمر الله عز وجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علمه الله الأسماء وعرضه على الملائكة وهو منبر من نور، فأوحى الله عز وجل إلى ملك من ملائكة حجبه يقال له راحيل أن يعلو ذلك المنبر وأن يحمده بمحامده وأن يمجده بتمجيده وأن يثني عليه بما هو أهله وليس في الملائكة كلها أحسن منطقا ولا أملى لغة من راحيل الملك، فعلا راحيل المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه وأثنى عليه بما هو أهله فارتحب السماء فرحا وسرورا. قال جبرئيل: ثم أوحى إلي أن أعقد عقدة النكاح فإني قد زوجت فاطمة ابنة حبيبي محمد من عبدي علي بن أبي طالب، فعقدت عقدة النكاح وأشهدت على ذلك الملائكة أجمعين وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة وقد أمرني ربي أن أعرضها عليك وأن أختمها بخاتم مسك أبيض وأن أدفعها إلى رضوان خازن الجنان، وإن الله عز وجل لما أشهد على تزويج فاطمة من علي بن أبي

ص 691

طالب أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها وما فيها من الحلي والحلل فنثرت الشجرة ما فيها والتقطته الملائكة والحور العين وإن الحور ليتهادينه ويفخرن به إلى يوم القيامة، يا محمد وإن الله أمرني أن آمرك أن تزوج عليا في الأرض فاطمة وأن تبشرهما بغلامين زكيين طاهرين فاضلين خيرين في الدنيا والآخرة. يا أبا الحسن فوالله ما عرجت الملائكة من عندي حتى دفعت الباب وإني منفذ فيك أمر ربي. إلى أن قال: قال لي: يا أبا الحسن ما أحسن زوجتك وأجملها، أبشر يا أبا الحسن فقد زوجتك سيدة نساء العالمين. إلى أن قال: يا بنية لو تعلمين ما يعلم أبوك لسمحت الدنيا في عينك، والله يا بنية ما ألوتك نصحا أن زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما يا بنية إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك، يا بنية نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمرا. ثم صاح بي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: لبيك يا رسول الله. قال: أدخل بيتك والطف بزوجك وارفق بها، فإن فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها، استودعكما الله واستخلفه عليكما. قال علي: فوالله ما أعضبتها ولا أكرهتها من بعد ذلك على أمر حتى قبضها الله عز وجل إليه، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا - الحديث.

ص 692

الحديث الثالث والعشرون

(في أن الله تعالى خلق النبي صلى الله عليه وآله وعليا من نور واحد) (لحمه لحم النبي ودمه دم النبي) (من أحبه أحب النبي ومن أبغضه فقد أبغض النبي) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 5 ص 242 إلى ص 255) وننقل هيهنا عمن لم ننقل هناك. منهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 459 ط لاهور). روى من طريق ابن مردويه والخوارزمي وشهاب الدين أحمد والمطرزي والعاصمي عن الحسين بن علي، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرت في صلب عبد المطلب فقسمه نصفان، قسما في صلب عبد الله، وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه، فيحبني أحبه، ومن أبغضه، فيبغضني أبغضه.

ص 693

الحديث الحادي والعشرون

(قول ابن عباس إن مناقب علي وفضائله أقرب إلى ثلاثين ألف) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 5 ص 128 وص 129) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. منهم الحافظ الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي المتوفى سنة 748 في (ميزان الاعتدال) (ج 1 ص 484 ط عيسى الحلبي وشركاء في القاهرة) قال: الحسين بن الحكم الحبري، أخبرنا حسن بن الحسين، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه عن جده قال رجل لابن عباس: سبحان الله إني لأحسب مناقب علي ثلاثة آلاف. فقال: أولا تقول أنها إلى ثلاثين ألفا أقرب.

ص 694

الحديث الرابع والعشرون

(كلام أحمد بن حنبل: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 5 ص 122 إلى ص 127) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. فمنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ص 18 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر السكري أخبرنا أبو بكر المقري، قال سمعت عبد الله بن محمد الموبقي، قال سمعت محمد بن هارون المصري، قال سمعت محمد بن منصور قال سمعت احمد بن حنبل يقول: ما جأ لاحد من اصحاب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل اكثر مما جأ لعلي بن أبي طالب. وأيضا حدثنيه أبو عمرو الواعظ، قال حدثني أبو محمد عبد الله بن عثمان بن علي الصفار ببغداد، قال حدثني أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن سليمان الوراق، قال حدثني أبو نصر محمد بن أحمد بن هشام، ومحمد بن هارون أبو حامد الحضرمي، قالا حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب النبي صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل أكثر مما جاء لعلي بن أبي طالب. أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه من أصله، أنبأنا أبو الحسين محمد بن

ص 695

المظفر الحافظ ببغداد، أنبأنا أبو الحسين العباس ابن العباس الجوهري، قال سمعت حمدان الوراق يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما روي لأحد ما أصحاب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل الصحاح ما روي لعلي ابن أبي طالب. وما رواه يزيد بن هارون، حدثنيه أبو بكر السكري، قال حدثنا أبو بكر ابن المقرئ وهو شيخ ثقة جليل، قال حدثنا أبو عمرو عبيد الله بن أحمد بن عقبة الاصبهاني، قال حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، قال حدثنا يزيد بن هارون عن فطر بن خليفة قال: سمعت أبا الطفيل يقول: كان بعض أصحاب النبي صلّى عليه وآله وسلم يقول: لقد كان لعلي بن أبي طالب من السوابق ما لو أن سابقة منها قسمت بين الخلائق لأوسعتهم خيرا. ورواه أيضا محمد بن عيسى عن فطر، وسمى الصحابي. أخبرنيه أحمد بن علي الحافظ، أخبرنا محمد بن علي بن عاصم، ومحمد ابن الحسن بن قتيبة، أخبرنا محمد بن عمرو الغزي، أخبرنا محمد بن عيسى، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس قال: لقد سبقت لعلي من السوابق ما لو قسمت واحدة منها بين جميع الخلائق لأوسعتهم خيرا. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 63 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال سمعت محمد بن عبد الله الحافظ، يقول سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولان: سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي، يقول سمعت أحمد بن حنبل، يقول: ما جاء لأحد من أصحاب

ص 696

رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. وروى قبله ما تقدم نقله أخيرا عن (شواهد التنزيل) بعينه. ومنهم العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في (مناقب أحمد بن حنبل) (ص 163 ط دار الآفاق الجديدة بيروت).أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال أنبأنا المؤتمن ابن أحمد، قال أنا محمد ابن الوراق، قال أنا محمد بن الحسين الصغاني، قال أنا سعيد بن محمد بن بلبل، قال سمعت أبا الفضل الطوسي، يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعلي رضي الله عنه. ومنهم العلامة محمد بن محمد بن الحسين الحنبلي البغدادي في (طبقات الحنابلة) (ج 1 ص 319 ط مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة) قال: وأنبأنا أبو الحسين بن الأبنوسي، قال أخبرنا عمر بن إبراهيم الكتاني، قال حدثنا أبو الحسين بن عمر بن الحسن القاضي الأشناني، حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال حدثني محمد بن منصور الطوسي، قال سمعت أحمد ابن حنبل، يقول: ما روي لأحد من الفضائل أكثر مما روي لعلي بن أبي طالب. وفي (ج 2 ص 120) الطبعة المذكورة. حدثنا العباس بن المغيرة، قال سمعت إسحاق بن الحسن الحربي، يقول سمعت محمد بن المنصور الطوسي، يقول سمعت أحمد بن حنبل، يقول: ما روي في فضائل أحد من أصحاب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بالأسانيد الصحاح ما روي في علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 30 مخطوط) قال:

ص 697

قال الإمام أحمد بن حنبل: لم يرو في فضائل أحد من الصحابة رضي الله عنهم بالأسانيد الحسان مثل ما روي في فضائل علي رضي الله عنه. ومنهم العلامة الشيخ علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح في شرح مشكوة المصابيح) (ج 11 ص 335 ط ملتان). قال أحمد والنسائي وغيرهما: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي كرم الله وجهه. ومنهم الحافظ الحاكم أبو عبد الله محمد النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 405 في كتابه (المستدرك) (ج 3 ص 107 ط حيدر آباد الدكن) قال: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ، يقولان سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي، يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 5 من النسخة المخطوطة في المكتبة الظاهرية بدمشق). نقل عن أحمد بن حنبل بعين ما نقل عنه في (المستدرك). ومنهم العلامة المعاصر محمد العربي التباني المدرس في (إتحاف ذوي النجابة) (ص 143 ط مصطفى الحلبي) قال: قال الإمام أحمد بن حنبل: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي رضي الله عنه.

ص 698

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة مدير دار الحديث بمكة المكرمة في (ظلمات أبي رية) (ط المطبعة السلفية بالروضة ص 229). وقال ابن حنبل: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي، وقال هو والنسائي والنيسابوري وغيرهم لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء فيه - الخ. ومنهم العلامة الشيخ محمد المالكي المصري في (طبقات المالكية) (ج 2 ص 71 ط مطبعة السلفية بالقاهرة) قال: وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 63 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال سمعت محمد بن عبد الله الحافظ، يقول سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراجي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المستدرك) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 97 ط لاهور) قال: خرج الحاكم عن أحمد بن حنبل قال: ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من الفضائل ما ورد لعلي، وكذلك قال إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبو علي النيسابوري وأحمد بن شعيب النسائي لم يرد في حق

ص 699

أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي، ورواه (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) للعلامة ابن عبد البر و(الصواعق المحرقة) في (مطالب السئول). ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله القيرواني السلماني في (المدخل) (ص 25 ط المنيرية بمصر) قال: كان الإمام أحمد يقول: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما لعلي رضي الله عنه. وقال: من لم يثبت الإمامة لعلي فهو أضل من حمار أهله. ومنهم العلامة محمد بن يحيى الأندلسي في (التمهيد والبيان) (ص 173 ط بيروت) لبنان. عن عبد الله قال حدث أبي بحديث سفينة، فقلت: يا أبت ما تقول في التفضيل؟ قال: في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان. فقلت: وعلي بن أبي طالب قال: يا بني علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد. ثم روى عن أحمد بن حنبل ما تقدم عن (المدخل) قال: وقال أحمد بن حنبل: من لم يثبت الإمامة لعلي رضي الله عنه فهو اضل من حمار أهله. ومنهم العلامة الشيخ طه بن مهنا في (شرح رسالة الحلبي) (ص 63 ط بولاق). روى عن أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 66 ط لكهنو).

ص 700

نقل كلام أحمد والنسائي وغيرهما بعين ما تقدم عن (أرجح المطالب). ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 349 طبع دهلي). روى نقلا عن الحاكم بعين ما تقدم عن (المستدرك) لكنه ذكر بدل كلمة جاء، (ورد). ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب) (ص 124 مخطوط). روى عن أحمد بن حنبل بعين ما تقدم عن (المستدرك). ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد الخادمي الحنفي في (البريقة المحمودية) (ج 1 ص 213 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة). روى كلام ابن حنبل بعين ما تقدم عن (تفريح الأحباب).

ص 701

الحديث الخامس والعشرون

(قول عمر إن لأصحاب محمد ثمانية عشر منقبة اختص علي بثلاثة عشر منها) رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 5 ص 118 إلى ص 120) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك. منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 286 ط اسلامبول). أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان لعلي ثماني عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 696 ط لاهور). روى الحديث من طريق الطبراني وابن حجر في (الصواعق المحرقة) عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة). ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله الهاشمي الحنفي في (تفريح الأحباب) (ص 351 ط دهلي). روى من طريق الطبراني في الأوسط بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة).ومنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ص 15 ط بيروت) قال:

ص 702

أخبرنا الشيخ جدي أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسكان بقراءتي عليه من أصل سماعه، أخبرنا أبو منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم المفسر، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمان بن محمد المذكر، أخبرنا أبو لبيد محمد بن إبراهيم بن سلمة بن شبيب، أخبرنا أحمد بن يونس، أخبرنا إسرائيل. وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقري، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان الرازي، أخبرنا الحسن ابن علوية القطان، أخبرنا علي بن سيابة، أخبرنا الوضاح بن حسان، أخبرنا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لقد كانت لعلي بن أبي طالب عليه السلام ثمانية عشر منقبة لو لم يكن له إلا واحدة منهن لنجا بها. وقال جدي - رحمه الله - لقد كان لعلي بن أبي طالب ثمانية عشر منقبة لو لم يكن إلا واحدة لنجا بها، ولقد كانت له ثلاثة عشر منقبة لم تكن لأحد من هذه الأمة. حدثني أبو زكريا ابن إسحاق المذكر، حدثنا عبد الله بن إسحاق الخراساني ببغداد، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، حدثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا إسرائيل، عن حكيم بن جبير عن مجاهد، وعبد الله بن شداد قالا: ذكر علي عند ابن عباس فقال: لقد كانت لعلي ثمانية عشر منقبة، وإن خمسا منها لو لم يكن له إلا واحدة منها كان نجا بها، وإن ثلاثة عشر منها ما كانت لأحد في هذه الأمة أخبرنا أبو جعفر الحلبي، أخبرنا أبو الحسن بن الطيوري الحلبي، أخبرنا

ص 703

أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل، أخبرنا جعفر بن محمد بن علي بن رجأ الخلال بقادسية الكوفة، أخبرنا إسماعيل بن أبان، أخبرنا إسرائيل، عن حكيم، عن مجاهد، وعبد الله بن شداد بن الهاد، عن ابن عباس قال: لقد كان لعلي ثمانية عشر منقبة لو كانت واحدة منها لرجل من هذه الأمة لنجا بها ولقد كانت له اثنتا عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.

 

الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج15)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب