ص 201
الخزاز أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار البغداديان إذنا أن
الحسين بن محمد حدثهم، نا الحجاج بن يوسف بن قتيبة. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
(أخبار أصبهان) سندا ومتنا.
السابع عشر ما رواه إسماعيل بن أبي المغيرة عن أنس

رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي في كتابه (المناقب) (ص ط طهران)
قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد ابن
إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار البغدادي إذنا أن محمد بن الحسين بن حميد بن
الربيع حدثهم، قال نا جدي، نا عبد الله بن موسى، نا إسماعيل بن أبي المغيرة، عن أنس
بن مالك قال: أهدي لرسول الله صلّى عليه وآله وسلم أطيار فقسمها بين نسائه فأصاب كل
امرأة منهن ثلاثة، فأصبح عند بعض نسائه قطاتان (قطيتان خ) فبعثت بهما إلى النبي
صلّى عليه وآله وسلم فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك يأكل معي من هذا
الطعام. فقلت: اللهم اجعله
ص 202
من الأنصار، فجاء علي فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم أنظر من في الباب، فنظرت
فإذا علي فقلت له: رسول الله على حاجة، ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم، فجاء علي فقال: يا أنس أنظر من على الباب، فنظرت فإذا علي (حتى فعل ذلك
ثلاث) ففتحت له فدخل يمشي وأنا خلفه، فقال له رسول الله صلى الله علي وسلم ما حبسك؟
فقال: هذا آخر ثلاثة مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة، فقال رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله سمعت دعاك فأحببت أن يكون رجلا
من الأنصار قومي. فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: إن الرجل قد يحب قومه، إن
الرجل قد يحب قومه، إن الرجل قد يحب قومه. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام
علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 130 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، وأبو
القاسم زاهر الشحامي، قالا: أنبأنا أبو يعلى الصابوني، أنبأنا أبو سعيد الرازي،
أنبأنا محمد بن أيوب الرازي، أنبأنا مسلم ابن إبراهيم، أنبأنا الحرث بن نبهان،
أنبأنا إسماعيل رجل من أهل الكوفة، عن أنس بن مالك، إن رسول الله صلّى عليه وآله
وسلم أهدي له طير ففرق بعضها في نسائه ووضع بعضها بين يديه، فقال: اللهم سق أحب
خلقك إليك يأكل معي.
ص 203
الثامن عشر ما رواه ثمامة عن أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر
في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 110 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو محمد بن
الأكفاني بقراءتي (أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو الحسن علي بن
موسى بن الحسين، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، أنبأنا محمد بن مخلد بن
حفص العطار، أنبأنا حاتم بن الليث الجوهري، أنبأنا عبد السلام بن راشد، أنبأنا عبد
الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس، قال: أتي النبي صلّى عليه وآله وسلم بطير فقال:
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي منه. فجاء علي عليه السلام فأكل معه.
ص 204
التاسع عشر ما رواه ميمون أبو خلف عن أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ
ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 118 ط بيروت) قال: أخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن
أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، أنبأنا أحمد بن
حازم، أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا سكين ابن عبد العزيز، عن ميمون أبي خلف،
حدثني أنس بن مالك، قال: أهدي إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم نحامات فقال:
اللهم وفق لي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. قال: أنس: قلت: اللهم اجعله
رجلا من الأنصار. فجاء علي فضرب الباب، قلت: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم على
حاجة. قال: فدفع الباب ثم دخل فقال (رسول الله لما رآه:) اللهم والي. قال
الدارقطني: هذا حديث غريب، من حديث ميمون أبي خلف عن أنس، تفرد به سكين بن عبد
العزيز عنه.
ص 205
وقال: أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال وفاطمة بنت ناصر - واللفظ للخلال قالا:
أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا
إبراهيم الشامي، أنبأنا سكين فذكر الحديث بعين ما تقدم عنه أولا سندا ومتنا.
العشرون ما رواه عبد العزيز بن زياد عن أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ
ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 119 ط بيروت) قال: أخبرنا
أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر، أنبأنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد
الله الإمام، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان، قالا: أنبأنا أبو الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، أنبأنا أبو جعفر محمد ابن عمر بن حفص الجورجيري،
أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، أنبأنا العناء بن الجارود، عن عبد العزيز بن
زياد، أن الحجاج بن يوسف دعا أنس ابن مالك من البصرة فسأله عن علي بن أبي طالب،
فقال: أهدي للنبي صلّى عليه وآله وسلم طائر فأمر به فطبخ وصنع فقال النبي صلّى عليه
وآله وسلم: اللهم
ص 206
ائتني بأحب الخلق إلي يأكل معي. فجاء علي فرددته، ثم جاء ثانية فرددته ثم جاء
الثالثة فرددته، فقال النبي صلّى عليه وآله وسلم: يا أنس إني قد دعوت ربي وقد
استجيب لي فانظر من كان بالباب فأدخله، فخرجت فإذا أنا بعلي فأدخلته فقال النبي
صلّى عليه وآله وسلم: إني قد دعوت ربي أن يأتيني بأحب خلقه إلي وقد استجيب لي فما
حبسك؟ قال: يا نبي الله جئت أربع مرات كل ذلك يردني أنس. قال النبي صلّى عليه وآله
وسلم: ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال قلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي إنه ليس أحد إلا
وهو يحب قومه وإن عليا جاء فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلا من قومي. وكان النبي صلّى
عليه وآله وسلم نبي الرحمة فسكت ولم يقل شيئا.
الحادي والعشرون ما رواه عطاء عن أنس

روى عنه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من
تاريخ دمشق) (ج 2 ص 131 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو النجم
بدر بن عبد الله
ص 207
الشيحي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا التنوخي، أنبأنا أبو الطيب
ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخاس المعروف بالفأفاء سنة أربع وثمانين وثلاث مائة،
أنبأنا أبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري، أنبأنا أحمد ابن محمد بن عاصم
الرازي، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني. حيلولة: قال: وأنبأنا أبو بكر عبد القاهر بن
محمد بن عترة الموصلي، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري الزرقي، أنبأنا أحمد
بن علي الخراز، أنبأنا محمد بن عاصم الرازي، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني، أنبأنا
النجم ابن بشير، عن إسماعيل بن سليمان الرازي (أخي إسحاق بن سليمان) عن عبد الملك
بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أنس بن مالك، قال: أتي النبي صلّى عليه وآله وسلم بطائر
فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء عليه بن أبي طالب
فدق الباب. وذكر الحديث.
الثاني والعشرون ما رواه سعيد بن المسيب عن أنس

رواه جماعة
من أعلام القوم:
ص 208
منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 112 بيروت) قال:
أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله
بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، أنبأنا عبد الله بن إسحاق المدايني، أنبأنا
عبد القدوس بن محمد بن شعيب الحبحاب، حدثني عمي صالح ابن عبد الكبير بن شعيب، حدثني
عبد الله بن زياد أبو العلا، عن سعيد بن المسيب، عن أنس، قال: أهدي إلى رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم طير مشوي فقال: اللهم أدخل علي أحب أهل الأرض إليك يأكل معي.
قال أنس: فجاء علي فحجبته، ثم جاء ثانية فحجبته، ثم جاء ثالثة فحجبته رجاء أن تكون
الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء الرابعة فأذنت له، فلما رآه النبي صلّى عليه وآله وسلم
قال: اللهم وأنا أحبه. فأكل معه من الطير. وفي (ص 114) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن
طاهر، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البجيري، أنبأنا زاهر بن أحمد، أنبأنا
محمد بن نوح، قال: قرئ على عبد القدوس بن محمد بن شعيب، أنبأنا عمي صالح، أنبأنا
عبيد الله بن زياد أبو العلا، عن علي بن زيد، سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك، قال:
أهدي لرسول الله صلّى عليه وآله وسلم طير مشوي فقال: اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك
من أهل الأرض يأكل معي منه. قال أنس: فجاء علي فحجبته، ثم جاء
ص 209
الثانية فحجبته، ثم جاء الثالثة فحجبته رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء
الرابعة فأذنت له فدخل فلما رآه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، قال اللهم إني
أحبه. فأكل معه من ذلك الطير. وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو
محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا عبد
القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن الحبحاب بالبصرة، حدثني عميه صالح بن عبد الكبير،
أنبأنا عبد الله بن زياد أبو العلا، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن
مالك. فذكر الحديث بعين ما تقدم عنه ثانيا.
الثالث والعشرون ما رواه عمرو بن دينار
عن أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز
العمال) (ج 15 ص 147 ط حيدر آباد الدكن). روى من طريق ابن عساكر وابن النجار عن
عمرو بن دينار عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى عليه وسلم في بستان فأهدي لنا طائر
مشوي فقال:
ص 210
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، فجاء علي بن أبي طالب، فقلت: رسول الله مشغول، فرجع ثم
جاء بعد ساعة ودق الباب ورددته مثل ذلك، ثم قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: يا
أنس افتح له فطال ما رددته، فقلت: يا رسول كنت أطمع أن يكون رجلا من الأنصار، فدخل
علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير، فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: المر يحب
قومه.
الرابع والعشرون ما رواة الحسن البصري من أنس

رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 115 بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة ابن
يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا جعفر بن أحمد بن عاصم. حيلولة: وأنبأنا أبو
محمد ابن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار، أنبأنا أبو
الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري،
ص 211
أنبأنا أبو محمد جعفر بن عاصم بن الرواس، أنبأنا محمد بن مصفى، أنبأنا حفص بن عمر،
عن موسى بن سعد، عن الحسن، عن أنس، قال: أتي النبي صلّى عليه وآله وسلم بطير جبلي،
فقال: اللهم ائتني برجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فإذا علي يقرع الباب،
قال أنس: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم مشغول - زاد الأكفاني: قال: وكنت أحب أن
يكون رجلا من الأنصار. وقالا: - ثم أتى الثانية، فقال أنس: إن رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم مشغول، ثم أتى الثالثة فقال (رسول الله): يا أنس أدخله فقد عنيته. قال:
فقال النبي صلّى عليه وآله وسلم: اللهم إلي اللهم إلي. وأخبرنا عاليا أبو القاسم
الشحامي، أنبأنا أبو سعيد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن عمرو بن الحسن الأشعري بحمص، أنبأنا محمد بن مصفا، أنبأنا حفص بن عمر
العدني، أنبأنا موسى بن سعد البصري قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أنس بن مالك: فذكر
الحديث وفيه دعاء النبي صلّى عليه وآله وسلم وقوله بعد دخول علي: اللهم إلي اللهم
إلي.
الخامس والعشرون ما رواه الحكم بن محمد بن سليم عن أنس

رواه جماعة من أعلام
القوم:
ص 212
منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 142 بيروت) قال:
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، وأم
البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنبأنا محمد ابن علي بن علي، أنبأنا
علي بن عمر بن محمد، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني سنة عشر
وثلاثمائة، أنبأنا عبد الله بن علي بن الحسن، أنبأنا محمد بن علي، أنبأنا الحكم بن
محمد بن سليم، عن أنس بن مالك، قال: أهدي لرسول الله صلّى عليه وآله وسلم طير مشوي،
فقال: اللهم أدخل علي من تحبه وأحبه يأكل معيه من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب،
فقلت: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم على حاجة، فرجع ثم قال النبي صلّى عليه
وآله وسلم: اللهم أدخل - زاد ابن السبط: علي وقالوا: - من تحبه وأحبه يأكل معي من
هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم على حاجة
فرجع، ثم قال النبي صلّى عليه وآله وسلم: اللهم أدخل - زاد ابن السبط: علي - من
تحبه وأحبه يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم: على حاجة، فدفعني ودخل فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ما بطأ
بك يا ابن أبي طالب؟ قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يردني أنس. قال: ما حملك على هذا
يا أنس. قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال: رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم: لست
ص 213
بأول رجل أحب قومه.
السادس والعشرون ما رواه يحيى بن سعيد عن أنس

رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 114 ط
گلشن فيض الكائنة في الكنهو). روى نقلا عن المشكاة عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم
رسول الله فقدم لرسول الله فرخ مشوي. فقال: اللهم ايتني بأحب خلقك إليك يأكل معي
هذا الطير. قال: فقلت: اللهم اجعل رجلا من الأنصار، فجاء علي فقلت: إن رسول الله
على حاجته، ثم جاء فقال رسول الله: افتح. فدخل فقال رسول الله: ما حملك على ما
صنعت؟ فقلت: يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال رسول الله:
إن الرجل قد يحب قومه. وفي بعض الروايات: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو
الفضل العظيم.
ص 214
السابع والعشرون ما رواه عبد الله القشيري عن أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 147 ط حيدر آباد) قال:
روى من طريق ابن عساكر عن عبد الله القشيري، قال حدثني أنس بن مالك قال: كنت أحجب
النبي صلّى عليه وآله وسلم، فسمعته يقول: اللهم أطعمنا من طعام الجنة، فأتي بلحم
طير مشوي فوضع بين يديه فقال: اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك ويحب نبيك ويحبه نبيك.
قال أنس: فخرجت فإذا علي بالباب، فاستأذنني قلم آذن له، ثم عدت فسمعت من النبي صلّى
عليه وآله وسلم مثل ذلك فخرجت فإذا علي بالباب، فاستأذنني لم آذن له، ثم عدت فسمعت
من النبي صلّى عليه وآله وسلم مثل ذلك - أحسب أنه قال: ثلاثا، فدخل بغير إذني فقال
النبي صلّى عليه وآله وسلم: ما الذي أبطأ بك يا علي؟ قال: يا رسول الله جئت لأدخل
فحجبني أنس. قال: يا أنس لم حجبته؟ قال: يا رسول الله لما سمعت الدعوة
ص 215
أحببت أن يجئ رجل من قومي فتكون له. فقال النبي صلّى عليه وآله وسلم: لا يضر الرجل
محبة قومه ما لم يبغض سواهم.
الثامن والعشرون ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري عن
النبي صلى الله عليه وآله

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في
(ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 105 بيروت) قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن
محمد بن البغدادي، أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد الكوسح وأبو منصور محمد
بن أحمد بن شكرويه، قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن علي بن أحمد بن سليمان بن
البغدادي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي، أنبأنا أبو
إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي أنبأنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني ابن
لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صنعت امرأة من
الأنصار لرسول الله صلّى عليه وآله وسلم أربعة أرغفة، وذبحت له دجاجة فطبختها
فقدمته بين
ص 216
يدي النبي صلّى عليه وآله وسلم، فبعث رسول الله صلّى عليه وآله وسلم إلى أبي بكر
وعمر فأتياه، ثم رفع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يديه إلى السماء ثم قال: اللهم
سق إلينا رجلا رابعا محبا لك ولرسولك، تحبه اللهم أنت ورسولك فيشركنا في طعامنا
وبارك لنا فيه، ثم قال رسول الله صلى عليه وسلم: اللهم اجعله علي بن أبي طالب. قال:
فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب، فكبر رسول الله صلّى عليه وآله وسلم،
وقال: الحمد لله الذي سرى بكم جميعا وجمعه وإياكم.
التاسع والعشرون ما روي من حديث
الطير مرسلا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة عبد الرحمن الصفوري في
(المحاسن المجتمعة) (ص 217 مخطوط). ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 4 المصور من المخطوطة).
ص 217
ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 9 مخطوط). ومنهم العلامة الشيخ يوسف
بن الزكي الشافعي في (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) (ص 94 بمبي). ومنهم العلامة
الشيخ أبو الفضل العاقولي الشافعي في (الرصف) (ص 369 الكويت). ومنهم العلامة المولى
علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 47 ط حيد آباد الدكن). ومنهم العلامة
الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي في (لسان الميزان) (ج 1 ص 37 ط حيدر آباد).
ومنهم العلامة قطب الدين أحمد شاه ولي الله في (قرة العينين) (ص 119 و166 ط بلدة
پشاور). ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر السنندجي في (تقريب المرام في شرح تهذيب
الأحكام) (ص 332 ط بولاق).
ص 218
ومنهم العلامة ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي الشافعي في (طوالع الأنوار)
(مخطوط). ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 7 ص 120 ط
الميمنية بمصر). ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب)
(ص 501 ط لاهور). ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح في
شرح مشكوة المصابيح) (ج 11 ص 343 ط ملتان). ومنهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين
الهمداني الحسيني في (مودة القربى) (ص 87 ط لاهور). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي
في (وسيلة المآل) (ص 111 مخطوط). ومنهم الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفاظ).
ص 219
ومنهم العلامة القاضي أبو بكر الطيب الباقلاني في (مناقب الأئمة) (نسخة الظاهرية
بدمشق). ومنهم العلامة محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في
(تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 308 ط دهلي). ومنهم العلامة السيد محمد
صديق حسن خان الواسطي في (الادراك) (ص 46 ط كانپور). ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد
الخادمي في (البريقة المحمودية) (ج ص 211 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة). ومنهم العلامة
الشيخ نجم الدين الشافعي (منال الطالب) (ص 63 مخطوط). ومنهم استاد الأدب العلامة
الجاحظ في (العثمانية) (ص 134 ط دار الكتاب العربي بالقاهرة). ومنهم العلامة محمد
بن عبد الله الاسكافي في (المعيار والموازنة) (ص 224). ومنهم العلامة المولوي ولي
الله اللكهنوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 34).
ص 220
الباب الثامن

في أن النبي صلى الله عليه وآله قد خص عليا بإعطاء الراية يوم خيبر
بعد ما أخبر بأنه لا يعطيه إلا لمن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
وقد تقدم نقل
الأحاديث الدالة عليه في (ج 5 ص 368، إلى ص 468) ونخص بالنقل هيهنا ما لم ننقله
هناك أو نقلناه عن غير هذه الكتب ونشتمل على أحاديث:
ص 221
الأول حديث بريدة الأسلمي

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي
الشافعي في (المناقب) (ص 441 ط طهران) قال: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن
أحمد الدفي قراءة عليه في سنة ثمان وعشرة وثلاثمائة، قال حدثنا حميد بن زنجويه، قال
حدثنا النضر بن شميل، قال أخبرنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله الكردي، عن عبد الله
بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي لما كان حيث نزل رسول الله صلى عليه وسلم بحضرة
أهل حنين أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض معه من نهض من الناس فلقوا أهل حنين وكشف
عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يجبنه أصحابه ويجبن أصحابه،
فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله، فلما كان الغد تصادف لها أبو بكر وعمر فدعا عليا وهو أرمد فتفل في
عينيه وأعطاه اللواء، ونهض
ص 222
معه الناس فلقي أهل خيبر وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم وإذا هو يقول: قد علمت قريش
أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذ الليوث أقبلت تلهب
قال: فاختلف هو وعلي بضربة، فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه، وسمع
أهل العسكر صوت ضربته وتتأم الناس حتى فتح لأولاهم. وفي (ص 178) قال: أخبرنا أحمد
بن محمد، أنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر، نا محمد الحسين بن محمد
الزعفراني، نا يحيى بن أبي طالب، نا روح بن عبادة، نا عوف، عن ميمون، عن عبد الله
بن بريدة، عن أبيه عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم نزل بحضرة أهل حنين قال:
لأعطين اللواء اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فلما كان الغد صادف
أبا بكر وعمر، فدعا عليا وهو أرمد العين فتفل في عينه وأعطاه اللواء ونهض معه
الناس. قال: فلقوا أهل خيبر وإذا مرحب بين أيديهم يرتجز وهو يقول - فذكر الحديث
بعين ما تقدم عنه أولا. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ
دمشق) (ج 1 ص 174 إلى 180 ط بيروت). روى الحديث عن بريدة بخمسة أسانيد، وفيه قوله
صلّى عليه وآله وسلم:
ص 223
لأعطين الراية، أو إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،
فأعطاه عليا. ومنهم العلامة محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي
الهندي في (تفريج الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 114 ط دهلي). روى الحديث عن
بريدة وفيه ما تقدم عن (تاريخ دمشق) بعينه. ومنهم العلامة حسن بن محمد المشاط في
(إنارة الدجى) (ج 2 ص 125 ط المدني القاهرة) قال: وفي حديث بريدة (لا يرجع حتى يفتح
الله له)، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم كلهم يرجو أن
يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول الله هو يشتكي عينيه. قال:
فأرسلوا إليه، فأتي به فبصق صلّى عليه وآله وسلم في عينيه ودعا له، فبر حتى كأن لم
يكن به وجع. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح في شرح
مشكوة المصابيح) (ج 11 ص 339 ط ملتان). روى من طريق أحمد في (المناقب) عن بريدة
قال: حاصرنا خيبر فأخذ
ص 224
اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذ عمر من الغد فخرج ورجع ولم يفتح له،
وأصاب الناس يومئذ شدة، فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: إني دافع غدا إلى رجل
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح عليه، فبتنا طيبة أنفسنا أن
الفتح غدا، فلما أصبح صلّى عليه وآله وسلم قام قائما فدعا باللواء والناس على
مصافهم، فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع اللواء إليه ففتح له. قال بريدة:
وأنا ممن تطاول لها. ومنهم العلامة العيني الحيدر آبادي في (مناقب علي) (ص ط أعلم
پريس). روى من طريق ابن الأثير في (أسد الغابة عن عبد الله بن بريدة قال رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم: لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه. ومنهم
العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 7 ص 188 ط الميمنية بمصر).
روى الحديث عن عبد الله بن بريدة بمعنى ما تقدم وفيه: لأعطينها غدا رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله - الخ.
ص 225
الثاني حديث سعد بن أبي وقاص

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي
في (مناقبه) (ص 188 ط طهران) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، أنبأنا
القاضي أبو الفرج أحمد بن علي الخيوطي الحافظ، أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني
العدل، أنبأنا يحيى ابن أبي طالب، أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا حاتم بن إسماعيل،
عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله. قال: فتطاولنا. قال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد فبصق في عنيه ودفع الراية
إليه ففتح الله عليه. وروى حديثا آخر ينتهي سنده إلى خارجة بن سعد عن سعد بن أبي
وقاص نقلناه في ج 875 وقال فيه: وأعطاه (أي عليا (ع)) الراية يوم خيبر.
ص 226
ومنهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني الحسيني الشافعي في (مودة القربى)
(ص 86 ط لاهور). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنهم العلامة
الشيخ غياث الدين الشاقولي في (الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف) (ص 369 ط
الكويت). روى من طريق مسلم والترمذي عن سعد بن أبي وقاص أن معاوية بن أبي سفيان قال
له: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالها له رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم فلن أسبه، لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله
خلفتني مع النساء والصبيان. فقال له رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين
الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا فقال: أدعوا لي عليا،
فأتي به أمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية
(ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا
وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
ص 227
ومنهم العلامة أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي المصري الحنفي في (العقيدة الطحاوية)
(ص 309 دار النذير في بغداد). روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم عن (مناقب ابن
المغازلي). ومنهم العلامة البخاري صاحب الصحيح في (تاريخ الكبير) (ج 1 من القسم
الثاني ص 115). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب المغازلي). ومنهم الحافظ أبو
نعيم الاصبهاني المتوفى سنة 430 في (حلية الأولياء) (ج 4 ص 356 ط مصر). روى حديثا
مسندا ينتهي إلى سعد بن أبي قاص (تقدم منا نقله في ج 4 ص 448) وفيه قول النبي:
لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام
علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 205 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن،
أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي،
أنبأنا محمد بن سليمان بن بنت مطر، أنبأنا أبو معاوية، أنبأنا موسى بن مسلم، عن ابن
سابط، عن سعد
ص 228
قال: سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يقول: لأعطين الراية رجلا يحبه الله
ورسوله ويحب الله ورسوله. قال: فدفعها إلى علي.
الثالث حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ج 7 ص 89 ط
الوطن العربي في بغداد) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا ضرار بن صرد أبو نعيم،
ثنا علي بن هاشم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فدعا عليا فأعطاه إياها ومنهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 106 ط حيدر آباد).
ص 229
روى من طريق ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة والبزار وابن جبير والطبراني في الأوسط
والحاكم والبيهقي في الدلائل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يخرج في
الشتاء في إزار ورداء خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل. فقال
الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنه يسمر معه، فسألت أبي فقلت: إن الناس قد رأوا
من أمير المؤمنين شيئا استنكروه، قال: وما ذاك؟ قال يخرج في الحر الشديد في القباء
المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين
والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا، فهل سمعت في ذلك شيئا فقد أمروني أن أسألك
أن تسأله إذا سمرت عنده، فسمر عنده فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تفقدوا منك
شيئا. قال: وما هو؟ قال: تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج
في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا.
قال: أو ما كنت معنا يا أبا ليلى في خيبر. قلت بلى والله قد كنت معكم. قال: فإن
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث
عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار، فأرسل إلي
فدعاني فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا، فتفل في عيني وقال: اللهم اكفه الحر والبرد!
فما آذاني حر ولا برد. ومنهم العلامة المولوي أبو عطا محمد الشهير بحسن الزمان في
(الفقه الأكبر) (ج 3 ص 5 ط حيدر آباد).
ص 230
روى الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليل بعين ما تقدم عن (كنز العمال). ومنهم العلامة
ابن المغازلي الشافعي في (مناقبه) (ص 73 ط طهران) قال: حدثنا محمد بن القسم، نا
أحمد بن إسحاق الوراق، نا عثمان بن أبي شيبة، نا وكيع، ع أبي ليلى، عن الحكم، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى أنه كان يسمر مع علي عليه السلام فتراه تلبس
لباس الشتاء في الصيف ولباس الصيف في الشتاء، فسألته عن ذلك فقال: طلبني رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم يوم خيبر، فجئت وأنا أرمد فبصق في عيني فبرأت وقال: اللهم قه
الحر والبرد، فما وجدت بعد ذلك حرا ولا بردا. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد
القاري في كتابه (مرقاة المفاتيح في شرح مشكوة المصابيح) (ج 11 ص 440 ط ملتان).
وأخرج أحمد أيضا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع علي وكان علي يلبس
ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته، فسأله فقال: إن
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول
الله إني أرمد العين. قال: فتفل في عيني وقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما
وجدت حدا ولا بردا منذ يومئذ، وقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله ليس بفرار، فتشرف لها أصحاب محمد صلّى عليه وآله وسلم فأعطانيها.
ص 231
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 115 نسخة المكتبة الظاهرية
بدمشق). روى الحديث من طريق أحمد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بعين ما تقدم عن (مرقاة
المفاتيح). ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 195
إلى ص 202 ط بيروت). روى الحديث بسنده عن ابن أبي ليلى وفيه قوله صلّى عليه وآله
وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فأعطاه عليا. ومنهم
العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج ص 125 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة).
روى من طريق أحمد عن علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: ما رمدت منذ تفل النبي
صلّى عليه وآله وسلم في عيني. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين النهدي في (وسيلة
النجاة) (ص 156 ط لكهنو).
ص 232
روى عن علي (ع) بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح). ومنهم العلامة الشهير بابن
حسنويه في (رد بحر المناقب) (ص 92 مخطوط). روى بطريق سليم بن قيس، عن سعد بن أبي
وقاص، عن علي حديثا نقلناه في (ج 4 ص 76) وفيه: ويوم خيبر حين انهزم أبو بكر وعمر
غضب رسول الله (ص) وقال: ما بال قوم يلقون المشركين ثم يفرون، لأعطين الراية غدا
رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه. ومنهم العلامة المولوي
ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 53). روى الحديث نقلا عن الحاكم عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى بمعنى ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح) وفيه قوله صلّى عليه وآله
وسلم بعينه. ومنهم الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي المالكي الأندلسي
المتوفى سنة 534 في كتابه (الاكتفاء في مغازي رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
والثلاثة الخلفاء) (ج 2 ص 258 ط مكتبة الخانجي بالقاهرة) قال: وحدث سلمة بن عمرو بن
الأكوع قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله يفتح الله على
ص 233
يديه ليس بفرار، فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد، فتفل في عينيه ثم
قال: خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك، فخرج وهو يهرول بها هرولة وإنا
لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن، فأطلع إليه يهودي من رأس
الحصن فقال: من أنت؟ قال أنا علي بن أبي طالب. قال اليهودي: علوتم وما أنزل على
موسى - أو كما قال - فما رجع حتى فتح الله على يديه. وقال أبو رافع مولى رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم: خرجنا مع علي رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلّى عليه وآله
وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه
من يده، فتناول علي بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل
حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة ثامنهم
نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.
الرابع حديث سلمة بن عمرو الأكوع

رواه جماعة
من أعلام القوم:
ص 234
ومنهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ج 7 ص 14 ط الوطن العربي في بغداد) قال:
حدثنا علي بن العزيز، ثنا أبو حذيفة (ح) وثنا أبو حذيفة، ثنا أبو الوليد الطيالسي،
قالا ثنا عكرمة بن عمار، ثنا إياس بن سلمة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
قال: فبعثني إلى علي وهو أرمد فجئت به أقوده، فتفل في عينه فبرأ وأعطاه الراية. وفي
(ج 7 ص 19 الطبع المذكور): روى بسنده حديثا طويلا وفيه ما تأتي عن (مناقب ابن
المغازلي) بعينه. وفي (ج 7 ص 34 الطبع المذكور): حدثنا محمد بن يحيى القزاز، ثنا
القعنبي، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع أن رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم وقال ليلة صبحة خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله
ورسوله يفتح الله عليه. فإذا بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأعطاه رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم الراية ففتح الله عليه. ومنهم الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد البر
الأندلسي في (الدرر في اختصار المغازي والسير) (ص 213 ط القاهرة في سنة 1386 ه)
قال:
ص 235
حدثنا سعيد بن نصر، قال حدثنا قاسم بن اصبغ (قال) حدثنا محمد بن وضاح (قال) حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة (قال) حدثنا هاشم بن القاسم (قال) حدثنا عكرمة بن عمار، قال
حدثني إياس بن سلمة الأكوع، قال أخبرني أبي قال: لما خرج عمي عامر بن سنان إلى خيبر
بارز يوما مرحبا اليهودي فقال مرحب: قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب وقال عمي: قد علمت خيبر أني عامر *
شاكي السلاح بطل مغاور فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في قوس عامر ورجع سيف (عامر)
على ساقه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه. قال سلمة: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
أرسلني إلى علي بن أبي طالب وقال: لأعطين الراية - الحديث. ومنهم العلامة الشيخ
محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري في (الفتوحات الربانية) (الجزز 5 ص 69 ط
المكتبة الإسلامية للحاج رياض الشيخ). روى الحديث عن سلمة بن الأكوع قال: قال رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،
فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى عليه وسلم، فبصق في عينيه فبرأ
ثم أعطاه الراية.
ص 236
ومنهم العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) (ص 182 ط طهران) قال: أخبرنا أبو غالب محمد
بن أحمد بن سهل النحوي، نا أبو عبد الله محمد ابن علي السقطي إملاءا، نا أبو محمد
يوسف بن سهل القاضي، نا الحضرمي، نا عبد الله بن الحكم، نا أبو النضر، نا عكرمة
قال: أخبرني أياس بن سلمة، قال أخبرني أبي أن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم أرسلني
إلى علي وقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال:
فجئت به أقوده أرمد، فبصق نبي الله في عينه ثم أعطاه الراية فخرج ومرحب يخطر بسيفه
فقال: قد علمت خيبر أني مرحب * شاك السلاح بطل مجرب إذا الليوث أقبلت تلهب فقال
الإمام عليه السلام: أنا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة أكيلكم
بالسيف كيل السندرة ففلق رأس مرحب السيف. ومنهم الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد البر
الأندلسي في (الدرد في اختصار المغازي والسير) (ص 213 ط القاهرة سنة 1386 ه) قال:
قال سلمة: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم أرسلني إلى علي بن أبي طالب
ص 237
وقال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فجئت به
أقوده أرمد، فبصق النبي (ص) في عينه ثم أعطاه الراية - الحديث. وفي (ص 212): إن
النبي صلّى عليه وآله وسلم لما نزل بحصن خيبر قال: لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله
ويحبه الله ورسوله، فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر، فدعى عليا وهو أرمد
فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه الناس فلقوا أهل خيبر (إلى أن قال:) فاختلف
هو ولي ضربتين فضربه علي على رأسه حتى عض السيف بأضراسه وسمع العسكر صوت ضربته.
قال: فما تتام الناس حتى فتحوا لهم. ومنهم العلامة أبو عوانة في (المسند) (ج 4 ص
279 ط حيد آباد) قال: حدثنا بكار بن قتيبة البكراوي، فثنا عمر بن يونس، فثنا عكرمة
بن عمار، فثنا إياس - أو قال: حدثني إياس بن سلمة - عن أبيه قال: غزونا خيبر فقال
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية اليوم رجلا يحبه الله ورسوله يفتح
الله على يديه، فدعى علي بن أبي طالب فأعطاه إياه. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين
الهندي الفرنگي محلي الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في
كتابه (وسيلة النجاة) (ص 88 ط مطبعة گلشن فيض).
ص 238
روى الحديث من طريق البخاري ومسلم بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح) ثم روى من طريق
مسلم ما يشتمل عليه وعلى غيره. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة
المفاتيح في شرح مشكوة المصابيح) (ج 11 ص 339 ط ملتان). روى من طريق البخاري ومسلم
عن سلمة بن الأكوع قال: كان علي قد تخلف عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في خيبر،
وكان به رمد فقال: أتخلف عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. فخرج علي فلحق بالنبي
صلّى عليه وآله وسلم، فلما كانت الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله أو
قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقال: هذا علي،
وأعطاه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ففتح الله عليه. وروى من طريق ابن إسحاق أيضا
عن سلمة بن الأكوع قال: بعث رسول الله صلّى عليه وآله وسلم أبا بكر الصديق برايته
وكانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر فقاتل ورجع ولم يكن فتح وقد جهد، ثم بعث الغد عمر بن
الخطاب فقاتل ولم يكن فتح وقد جهد، فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين
الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار، فدعا رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم عليا وهو أرمد فتفل في عينه ثم قال: خذ هذه الراية فامض حتى
يفتح الله عليك. قال سلمة: فخرج والله بها يهرول هرولة وأنا خلفه،
ص 239
فنتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس
الحصن فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. قال اليهودي: علوتم وما أنزل على
موسى أو كما قال، فما رجع حتى فتح الله على يديه. ومنهم العلامة المولوي ولي الله
اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 52). روى الحديث نقلا عن (إزالة الخفاء) عن سلمة
بن الأكوع بعين ما تقدم ثانيا عن (مرقاة المفاتيح). ومنهم العلامة... في (المطالب
العالية) (ج 4 ص 239). روى الحديث عن سلمة بعين ما تقدم ثانيا عن (مرقاة المفاتيح)
إلى قوله: يفتح الله على يديه. ومنهم العلامة حسن بن محمد المشاط في (إنارة الدجى)
(ج 2 ص 124 ط القاهرة). روى الحديث عن سلمة بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح).
ومنهم العلامة العسقلاني في (تلخيص التحبير) (ج 4 ص 98 ط شركة الطباعة الفنية
بالقاهرة) قال:
ص 240
نقل عن الصحيحين قوله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله، فأعطاها لعلي. ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي نجا في (العرائس
الواضحة) (ص 4 ط القاهرة). روى الحديث عن سلمة بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح).
ومنهم العلامة الحضرمي في (وسيلة المآل) (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث
عن سلمة بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح). ومنهم العلامة المعاصر الشيخ منصور بن
علي ناصف الحصري من علماء الجامع الأزهر والمدرس بالجامع الزينبي في (التاج الجامع
للأصول في أحاديث الرسول) (ج 3 ص 293 ط عيسى الحلبي بالقاهرة). روى الحديث عن سلمة
بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح) (ج 7 ص 188 ط الميمنية بمصر). ومنهم العلامة
الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 7 ص 188 ط القاهرة). روى الحديث عن
سلمة بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح).
ص 241
ورواه عن سلمة قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار. قال سلمة: فدعى بعلي وهو أرمد - الخ.
ومنهم العلامة العيني الحيدر آبادي في (مناقب علي) (ص 44 ط أعلم پريس). روى عن أحمد
عن علي وابن إسحاق عن سلمة: لأبعثن رجلا يحبه الله ورسوله ليس بفرار. ومنهم الحافظ
ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 168 إلى ص 173 ط بيروت). روى
حديث سلمة بن الأكوع بستة أسانيد في اثنين منها لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله
ورسوله أو قال يحب الله ورسوله. وفي واحد منها رجلا يحبه الله ورسوله أو قال من أهل
الجنة وفي ثلاثة منها يحب الله ورسوله. ومنهم العلامة الشنقيطي في (زاد المسلم) (ص
345 ط الحلبي بالقاهرة). روى الحديث عن سلمة بن الأكوع بعين ما تقدم أولا عن (تاريخ
دمشق) لابن عساكر.
ص 242
ومنهم الحافظ محمد بن حيان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي في (الثقات) (ج 2 ص 266
ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد). روى الحديث بسنده عن سلمة بن الأكوع
وفيه: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه. ومنهم العلامة
الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص 71 مخطوط). روى الحديث عن سلمة بن
الأكوع، وفيه: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله.
الخامس حديث أبي سعيد
الخدري

رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 243
منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 225 ط بيروت).
روى بسنده عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلا
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، فأعطاها عليا. ومنهم العلامة ابن المغازلي
الشافعي في (مناقبه) (ص 184 ط طهران) قال: أخبرني أبو القاسم عمر بن علي الميموني
وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب ابن طاوان الواسطيان بقراءتي عليهما فأقرا به أن أبا
إسحاق إبراهيم بن أحمد ابن محمد الطبري أجاز لهما، نا عبد الله بن إبراهيم، نا
الحسن بن عليل، قال حدثني محمد بن عبد الرحمن الذارع، نا قيس بن حفص الدارمي، نا
علي بن الحسن العبدي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم حيث كان أرسل عمر بن الخطاب إلى خيبر (فانهزم) هو ومن معه فرجعوا
إلى رسول الله (ص)، فبات تلك الليلة وبه من الغم غير قليل، فلما أصبح خرج إلى الناس
ومعه الراية فقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله غير فرار،
فعرض لها جميع المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله: أين علي حيث فقده، فقالوا: يا
رسول الله هو أرمد، فأرسل إليه أبا ذر وسلمان فجاء وهو يقاد لا يقدر على أن يفتح
عينيه، ثم قال: اللهم أذهب عنه الرمد والحر والبرد وانصره على عدوه وافتح عليه فإنه
عبدك ويحبك
ص 244
ويحب رسولك غير فرار. ثم دفع الراية إليه فاستأذنه حسان بن ثابت في أن يقول فيه
شعرا، فقال له: قل، فأنشأ يقول:
وكان علي أرمد العين يبتغي * دواءا فلما لم يحس
مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا
فقال سأعطي الراية
اليوم صارما * مكيا محبا للرسول مواليا
يحب إلهي والإله يحبه * به فتح الله الحصون
العواليا
فأصغى بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المواخيا
ومنهم العلامة
باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 115 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وعن أبي
سعيد الخدري (رض) إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: أخذ الراية وهزها ثم قال: من
يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا. فقال صلّى عليه وآله وسلم: والذي أكرم وجه محمد
لأعطينها رجلا لا يفر هاك يا علي، فانطلق حتى فتح الله على يديه خيبر وفدك وجاء
بعجوتها وقديدها.
ص 245
السادس حديث أبي هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي
الشافعي في (مناقبه) (ص 181 ط طهران) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو
الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا، نا أبو جعفر أحمد بن محمد نصير
الضيعي، قال حدثني إدريس بن الحكم أبو يحيى، نا يوسف بن عطية الصفار، نا سعيد ابن
عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح عليه، فقال: ثم بعث عمر فلم يفتح عليه، فقال:
لأعطين الراية رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فدعا علي بن
أبي طالب وهو أرمد العين فتفل في عينه وكأن لم يرمد قط، قال: خذ هذه الراية فامض
بها حتى يفتح الله عليك. فخرج يهرول وأنا خلف أثره حتى ركز رايته في رضم تحت الحصن،
فاطلع رجل
ص 246
يهودي من رأس الحصن قال: من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب، فالتفت إلى أصحابه وقال:
غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى. قال: فوالله ما رجع حتى فتح الله عليه. وفي (ص
186 ط طهران): أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أنا القاضي أبو الفرج
أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي، نا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن
محمد الزعفراني العدل، نا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا
سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم:
لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها أصحاب رسول
(ص) فدفعها إلى علي بن أبي طالب. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من
تاريخ دمشق) (ج 1 ص 157 إلى ص 163 ط بيروت). روى قوله صلّى عليه وآله وسلم: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وإنه أعطاه عليا. عن أبي هريرة
بثلاثة أسانيد.
ص 247
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد رجب السلامي البغدادي المتوفى
795 ق في (جامع العلوم والحكم) (ص 182 ط مطبعة الأهرام التجارية بالقاهرة). روى من
طريق مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى عليه وآله وسلم دعا
عليا يوم خيبر فأعطاه الراية وقال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، فسار علي
شيئا ولم يلتفت، ثم وقف فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ فقال: قاتلهم على
أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا منك
دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل. ومنهم العلامة المولوي محمد
مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 88 ط لكهنو) قال: أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم قال يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويفتح
الله على يديه. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الأمارة إلا يومئذ، فبادرت لها رجاء أن
يدعى لها، قال: فدعا رسول الله علي بن أبي طالب فأعطاه إياها.
ص 248
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 53). روى الحديث
نقلا عن (الخصائص) عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة) إلى قوله: فدعا
رسول الله (ص). ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح في شرح
مشكوة المصابيح) (ج 11 ص 339 ط ملتان). روى من طريق مسلم في الرياض عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله
ورسوله يفتح الله عليه. قال عمر: فما أحببت الأمارة إلا يومئذ فتشاورت فدعا رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم عليا فأعطاه إياه وقال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله
عليك. فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ما أقاتل؟ فقال رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله
فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 115 مخطوط). روى من طريق أبي
حاتم عن أبي هريرة (رض) أن النبي صلى الله عليه
ص 249
وسلم قال: لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله - ثم ذكر معنى ما بقي.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن محمد بن سليمان الروداني نزيل دمشق في (جمع الفوائد)
(ج 2 ص 211 ط بلدة ميرية الهند). روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن (شرح
مشكوة المصابيح). ومنهم العلامة الشيخ منصور المصري في (التاج الجامع) (ج 3 ص 294 ط
القاهرة). روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن (مرقاة المفاتيح).
السابع حديث
الحسن بن علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في
(المعجم الكبير) (ص 139 مخطوط) قال:
ص 250
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا ضرار بن صرد، يحيى بن يعلى، عن إسماعيل بن أبي
خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن الحسن ابن علي قال: كان رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم لا يبعث عليا مبعثا إلا أعطاه الراية. وقال: حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة، نا ضرار بن صرد، نا علي بن هاشم، عن صدقة بن أبي عمران، عن أبي إسحاق، عن
هبيرة بن يريم، عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: ما بعث النبي صلى الله عليه عليا
مبعثا إلا أعطاه الراية. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة
المؤمنين) (ص 55). في الخصائص عن حسن بن علي عليه السلام عن النبي (ص) وإن جبرئيل
يقاتل عن يمينه وميكائيل عن يساره. وعن أبي إسحاق عن أبي هبيرة بن يريم قال: خرج
إلينا الحسن بن علي عليهما السلام وعليه عمامة سوداء فقال: لقد كان فيكم بالأمس رجل
ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، وإن رسول الله (ص) قال: لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم
قال: لا يؤذيني رايته حتى يفتح الله عليه، ما ترك دينارا ولا درهما إلا سبعمائة
درهم أخذها من عطائه أن يبتاع بها خادما لأهله.
|