ص 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مستدرك الآيات النازلة في شأن سيدنا أمير المؤمنين، إمام
المتقين، قائد الغر المحجلين، سيد الأولين والآخرين بعد سيد النبيين، أبي الحجج
الطاهرين مولانا وإمامنا علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.
قد تقدم ذكر
الآيات النازلة في شأنه عليه السلام في المجلدات السالفة المجلد الثاني والمجلد
الثالث والمجلد الرابع عشر من كتابنا هذا، وذكرنا هناك الأحاديث الواردة عن النبي
صلى الله عليه وآله في تفسير هذه الآيات مع ذكر المصادر من كتب العامة وضبط الصفحات
وتعيين محل الطبع. واستدركنا في هذا المجلد - وهو المجلد العشرون - من المآخذ التي
لم نذكرها قبل من كتب القوم، وأشرنا أيضا إلى صفحات المجلدات السابقة ليكون كالفهرس
ومستدرك عليها. ونحمد الله تعالى شأنه على ما هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن
هدانا الله.
ص 2
الآية الأولى قوله تعالى: 
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون سورة المائدة: 55. 
قد تقدم ما ورد في نزولها في
شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في ج 2 ص 399 وج 3 ص 502 وج 14 ص
2 عن أعلام العامة في كتبهم، ونستدرك النقل هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها في ما
مضى: وفيه أحاديث:
الأول حديث أبي ذر الغفاري 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
منهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن جلال الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي
في توضيح الدلائل (ص 157) قال: روى الزرندي عن الأعمش عن عباية بن الربعي، قال:
بينا ابن عباس
ص 3
رضي الله تعالى عنه جالس على شفير زمزم يحدث عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
وبارك وسلم، فجعل لا يقول قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم إلا قال
رجل متلثم قريب منه قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم. فقال ابن عباس
رضي الله تعالى عنهما: سألتك بالله من أنت؟ قال فكشف العمامة من وجهه وقال: يا أيها
الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري،
سمعت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم بهاتين وإلا فصمتا ورأيت بهاتين وإلا فعميتا
يقول: علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله، أما إني صليت مع
رسول الله صلّى عليه وآله وسلميوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم
يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله
ص فلم يعطني أحد شيئا وعلي كان راكعا، فأومى بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها،
فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي ص ، فرفع النبي رأسه عند
ذلك إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري * ويسر لي
أمري * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري الآية، فأنزلت عليه
قرآنا ناطقا: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك،
اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. قال
أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله صلّى عليه وآله وسلم الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل
من عند الله فقال: يا محمد اقرأ. قال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .
ص 4
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي في غاية المرام (ص 75 والنسخة مصورة
من مكتبة جستر بيتي) قال: وروى الثعلبي قال: بينا عبد الله بن عباس على شفير زمزم
يقول: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم إذ جاء رجال متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس
لا يقول: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلمإلا قال الرجل كذلك. قال ابن عباس:
سألتك بالله من أنت؟ قال: فكشف العمامة عن وجهه وقال: أبو ذر الغفاري، سمعت رسول
الله صلّى عليه وآله وسلمبهاتين وإلا فصمتا ورأيت بهاتين وإلا فعميتا يقول: علي
قائد البررة قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله، أما إني صليت مع رسول الله
صلّى عليه وآله وسلمصلاة الظهر فسائل سأل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده
إلى السماء فقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله صلّى عليه وآله وسلمفلم
يعطني أحد شيئا، وكان علي راكعا فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها، فأقبل
السائل وأخذ الخاتم من يده وذلك بمرأى النبي صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من
الصلاة رفع رأسه إلى السماء قال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري
الآية، فأنزلت قرآنا ناطقا سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ، اللهم وأنا محمد
نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به
ظهري. قال أبو ذر: فما استتم رسول الله صلّى عليه وآله وسلمالكلمة حتى نزل عليه
جبرئيل وقال: يا محمد اقرأ. قال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .
ص 5
ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد صلى الله عليه وعليهم (ص
56. والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: روى الثعلبي في تفسيره بسنده عن
أبي ذر الغفاري عن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم:
اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من
لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * وأشركه
في أمري فأنزلت عليه قرآنا: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون
إليكما ، اللهم وإني محمد نبيك وصفيك، اللهم فشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي
وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. ثم قال أيضا: أخرج أبو إسحق الثعلبي في تفسيره عن
أبي ذر الغفاري قال: صليت مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلميوما من الأيام الظهر،
فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يديه إلى السماء وقال: اللهم
اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي
في الصلاة راكعا، فأومى إليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم، فأقبل السائل فأخذ الخاتم
من خنصره وذلك بمرأى من النبيّ صلّى عليه وآله وسلم وهوفي المسجد، فرفع رسول الله
صلّى عليه وآله وسلمطرفه إلى السماء وقال: ان أخي موسى - إلى آخره. قال أبو ذر رضي
الله عنه: فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله عز وجل وقال: يا
محمد اقرأ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون . نقله إسحق في تفسيره.
ص 6
ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البروني الحنفي في الكوكب المضئ (ص 48 والنسخة
مصورة من مكتبة طوب قبو في تركيا) قال: ورد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: صليت مع
رسول الله صلّى عليه وآله وسلمصلاة الظهر فسأل سائل في مسجد رسول الله صلّى عليه
وآله وسلمفلم يعطه أحد شيئا، وكان علي رضي الله عنه راكعا فأومى إليه بخنصره اليمنى
وكان يتختم فيها، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من يده وذلك بعين رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك
فقال: رب اشرح لي صدري إلى قوله وأشركه في أمري ، فأنزلت سنشد عضدك بأخيك
ونجعل لكما سلطانا فال يصلون إليكم بآياتنا ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فشرح لي
صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به أزري. قال أبو ذر: فما
استتم رسول الله صلّى عليه وآله وسلمحتى نزل جبرئيل ويقول له: اقرأ إنما وليكم
الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون . ومنهم
العلامة (صاحب) كتاب مختار مناقب الأبرار (ص 18 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: وقال
أبو ذر: صليت مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلمصلاة الظهر، فسأل سائل في مسجد رسول
الله صلّى عليه وآله وسلمفلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم
اشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي راكعا فأومى إليه
بخنصره اليمنى وكان يتخم فيها، فأقبل السائل
ص 7
فأخذ الخاتم من يده وذلك بعين رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فلما فرغ من صلاته
رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري * ويسر
لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي
* أشدد ب أزري * وأشركه في أمري ، فأنزلت: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا
فلا يصلون إليكما بآياتنا . اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي
أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به أزري. قال أبو ذر: فما استتم رسول الله
صلّى عليه وآله وسلمحتى نزل جبريل يقول له: اقرأ إنما وليكم الله رسوله والذين
آمنوا الآية.
الثاني حديث ابن عباس 
رواه جماعة من أعلام العامة: منهم العلامة
يحيى بن الموفق بالله الشجري المتوفى سنة 499 في الأمالي (ج 1 ص 137 ط القاهرة)
قال: (وبإسناده) قال حدثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام. (وبإسناده)
قال حدثنا حصين، عن عبد الوهاب عن مجاهد، عن أبيه عن ابن عباس مثله. (وبه) قال
أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه بأصفهان، قال
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان،
ص 8
قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال حدثنا أحمد بن زهير التستري وعبد الرحمن
بن أحمد الزهري، قالا حدثنا أحمد بن منصور، قال حدثنا عبد الرزاق عن عبد الوهاب بن
مجاهد عن أبيه عن ابن عباس: إنما وليكم الله ورسوله قال نزلت في علي بن أبي
طالب عليه السلام. (وبه) قال أخبرنا محمد بن علي المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة،
قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال حدثنا محمد بن الأسود، عن محمد بن مروان عن
محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من
قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: يا رسول الله إن
منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا
بالله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا
يكلمونا، فشق ذلك علينا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ثم إن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل، فقال
له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال: نعم، خاتما من ذهب،
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: من أعطاكه؟ قال: ذاك القائم - وأومأ بيده إلى
علي عليه السلام - فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قرأ: ومن يتول الله
ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك:
أبا الحسن تفديك نفسي ومهجتي وكل بطئ في الهوى ومسارع
ص 9
أيذهب مدحي والمحبر ضائعا * وما المدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت
راكعا * زكاة فدتك النفس يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية * يبينها في محكمات
الشرائع
وقيل في ذلك: أو في الزكاة مع الصلاة مقامها * والله يرحم عبده الصبارا
من
ذا الذي بخاتمه تصدق راكعا * وأسره في نفسه أسرارا
من كان بات على فراش محمد *
ومحمد أسرى يؤم الغارا
من كان جبريل يقوم يمينه * فيها وميكال يقوم يسارا
من كان في
القرآن سمي مؤمنا * في تسع آيات جعن كبارا
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الأصفهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام
تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي (ص 64 ط وزارة الارشاد الإسلامي
بطهران) قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد المقرئ، قال حدثنا أحمد بن نوح، قال حدثنا أبو
عمر الدوري، قال حدثنا محمد بن سروان [عن] الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس رضي
الله عنه في قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . قال (ابن عباس): إن رهطا من مسلمي أهل الكتاب
منهم عبد الله بن سلام وأسد وأسيد وثعلبة لما أمرهم النبي صلى الله عليه وآله
(وسلم) أن يقطعوا مودة اليهود والنصارى فعلوا (ذلك)، فقال بنو قريضة والنضير: فما
لنا نواد أهل دين
ص 10
محمد وقد تبرأوا من ديننا ومودتنا فوالذي يحلف به لا يكلم رجل منا رجلا دخل في دين
محمد ولا نناكحهم ولا نبايعهم ولا ندخل عليهم ولا نأذن لهم في بيوتنا، ففعلوا. فبلغ
ذلك عبد الله بن سلام وأصحابه فأتوا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم (وسلم) عند
الظهر فدخلوا عليه فقالوا: يا رسول الله إن بيوتنا قاصية من المسجد فلا نجد متحدثا
دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم أظهروا
لنا العداوة فأقسموا أن لا يناكحونا (ظ) ولا يواكلونا ولا يشاربونا ولا يجالسونا
ولا يدخلوا علينا ولا ندخل عليهم ولا يخالطونا بشيء ولا يكلمونا فشق ذلك علينا ولا
نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل. فبينما هم يشكون لرسول الله صلّى عليه وآله
وسلم (وسلم) أمرهم إذ نزلت (هذه الآية) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فقرأها عليهم (رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم وسلم) فقالوا: قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين وليا. وأذن بلال فخرج
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم (وسلم) والناس في المسجد يصلون من بين قائم في
الصلاة وراكع وساجد، فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل الناس فدعاه رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم وسلم فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: ماذا أعطاك؟ قال: خاتم
فضة. قال: من أعطاكه؟ قال: ذاك الرجل القائم. فنظر رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
وسلم فإذا هو علي بن أبي طالب فقال: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع.
فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
(الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ومن يتول الله ورسوله إلى آخر
الآية. حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: حدثنا عبد العزيزين
ص 11
سعيد، قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريح، عن ابن عباس رضي الله عنه، وعن
مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قول الله عز وجل: إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا (قال:) يريد (الله تعالى من قوله: والذين آمنوا) الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون علي بن أبي طالب. قال عبد الله بن سلام: يا رسول
الله أنا رأيت علي بن أبي طالب قد تصدق بخاتمه - وهو راكع - على محتاج فنحن نتولاه.
وروى أيضا في ص 79 قال: حدثنا محمد بن المظفر، قال حدثنا علي بن أحمد بن سليمان،
قال حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي، قال حدثنا الخطيب بن ناصح، قال حدثنا عكرمة ابن
إبراهيم، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى
الله عليه وآله يتوضأ للصلاة فنزلت عليه: إنما وليكم الله ورسوله الآية، فتوجه
النبي صلى الله عليه وآله إلى المسجد فاستقبل سائلا فقال له: من تركت في المسجد؟
قال: رجلا تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فدخل النبي صلى الله عليه وآله المسجد فإذا هو
علي عليه السلام. وروى أيضا في ص 80 قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال
حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير، وعبد الرحمن بن أحمد الزهري، قالا حدثنا أحمد بن
منصور، قال حدثنا عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه. عن ابن عباس رضي
الله عنه (في قوله تعالى): إنما وليكم الله ورسوله قال: نزلت في علي بن أبي
طالب صلوات الله عليه.
ص 12
ومنهم العلامة الحسين بن الحكم الحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت (ص 9
ونسخة مصورة من الاحدى مكتبات روسيا في طاشكند) قال: حدثنا علي بن محمد، قال حدثني
الحبري، قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون نزلت عي علي عليه السلام خاصة. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد
بن السيد جلال الدين الحسيني الشافعي الشيرازي في توضيح الدلائل (ص 158 والنسخة
في مكتبة الملى بفارس) قال: وروى الزرندي أيضا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما
قال: أقبل عبد الله ابن سلام ومعه نفر من قومه ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم، فقالوا: يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون
هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا
يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا. فقال لهم النبي صلى الله عليه
وآله وبارك وسلم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم خرج إلى المسجد
والناس من بين قائم وراكع وجالس، فبصر بسائل فقال له النبي صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم خاتم من ذهب. فقال: من أعطاكه؟ قال: ذلك
القائم، وأومأ بيده إلى علي عليه السلام، فقال النبي صلى
ص 13
الله عليه وآله وبارك وسلم: على أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي
صلى الله عليه وآله وبارك وسلم ثم قرأ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب
الله هم الغالبون ، فأنشأ حسان بن ثابت رضي الله عنه (شعر):
أبا حسن تفديك نفسي
ومهجتي * فكل بطئ في الهوى ومسارع
أيذهب مدحي والمصبر ضايعا * وما المدح في جنب الإله بضايع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت
راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
وأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات
الشرايع
الثالث حديث أبي رافع مولى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم 
روى عنه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري المتوفى سنة 499 في
الأمالي (ص 137 ط القاهرة). روى بسنده: عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن
ريذة قراءة عليه بأصبهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني،
قال حدثنا محمد بن عثمان أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، قال
حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال حدثنا عون بن عبيد الله
بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن
أبيه عن جده أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلّى عليه وآله وسلموعلى آله وسلم
وهو نائم - أو يوحى إليه - وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت
بينه وبين الحية فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ
ص 14
وهو يتلو هذه الآية: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الآية، قال: الحمد
لله، فرآني إلى جانبه، فقال: ما أضجعك هاهنا؟ فقلت: لمكان هذه الحية، قال: قم إليها
فاقتلها، فقتلتها، فأخذ بيدي فقال: يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا، حق
على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه،
ليس وراء ذلك شيء. وفي ص 138: وبإسناده قال: حدثنا حصين عن هارون بن سعيد عن محمد
بن عبيد الله الرافعي عن أبيه عن جده عن أبي رافع أنها نزلت في علي عليه السلام.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما
نزل من القرآن في علي عليه السلام تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر
المحمودي سماه النور المشتعل (ص 61 ط وزارة الارشاد بطهران) قال: حدثنا سليمان
بن أحمد (الطبراني) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة (حدثنا يحيى بن الحسن بن
فرات، حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع) قال: حدثنا عون بن
عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده (أبي رافع) قال: دخلت على رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم (وسلم) وهو نائم - أوحى إليه - وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن
أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية، وقلت: إن كان منها شيء يكون بي لا برسول
الله، فاستيقظ (رسول الله) وهو يتلو هذه الآية: إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الآية.
ص 15
(ثم): قال: الحمد لله. (قال) فرآني إلى جانبه فقال: ما أضجعك هاهنا؟ قلت: لمكان هذه
الحية. قال: قم إليها فاقتلها. فقتلتها (فحمد الله) ثم أخذ بيدي وقال: يا أبا رافع
سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق على الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه،
فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك (شيء). (قال أبو نعيم: و) رواه مخول عن
عبد الرحمن (بن) الأسود عن محمد بن عبيد الله وقال: الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه
وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن السيد جلال
الدين عبد الله الحسيني الشيرازي في توضيح الدلائل (ص 157 والنسخة مصورة من
المكتبة الملى بفارس) قال: وبالاسناد المذكور عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال:
دخلت على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم وهو نائم وحية في جانب البيت،
فكرهت أن أثب عليها فأوقظ النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، وخفت أن يكون موحى
إليه، فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى الله عليه وبارك وسلم لئن كان منها سوء كان
النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم دونه فمكثت ساعة واستيقظ النبي صلى الله عليه
وآله وبارك وسلم وهو يقول: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي فضل
الله إياه.
الرابع حديث جابر بن عبد الله الأنصاري 
رواه جماعة العامة في كتبهم:
ص 16
منهم العلامة أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما
نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي
وسماه النور المشتعل (ص 79 ط وزارة الارشاد الإسلامي في طهران) قال: حدثنا
سليمان بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا إبراهيم بن عيسى
التنوخي، قال حدثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد الله بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال: جاء عبد الله بن سلام وأناس معه فشكوا مجانبة الناس إياهم
منذ أسلموا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ابغوني سائلا، فدخلنا المسجد فدنا
سائل إليه فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم
مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه. قال: فاذهب معي فأره هو لي، فذهبنا وإذا علي قائم
يصلي، فقال السائل: هذا القائم أعطاني خاتمه وهو راكع، فنزلت إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .
الخامس حديث الإمام علي بن ابي طالب (ع) 
ص 17
فمنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما
نزل من القرآن في علي عليه السلام تخريج العلامة الشيخ محمد باقر المحمودي سماه
النور المشتعل (ص 71 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا سليمان بن
أحمد، قال حدثنا عبد الرحمن بن سالم، قال حدثنا محمد ابن يحيى بن الضريس الفيدي.
وحدثنا أبو محمد بن حيان، قال حدثني سعيد بن سلمة النوري، قال حدثنا محمد بن يحيى
الفيدي، قال حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال حدثني
أبي، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم (وسلم): إنما وليكم الله ورسوله الآية. (قال:) فخرج
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم (وسلم) فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع
وساجد، فقام يصلي فإذا سائل فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا ذلك
الراكع - (مشيرا) لعلي - أعطاني خاتمه.
السادس 
ما ذكره القوم في كتبهم: وذكر جماعة
من أعلام القوم في كتبهم وتفاسيرهم أن الآية الكريمة نزلت في أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام:
ص 18
منهم العلامة الشيخ أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي التميمي القيرواني المتوفى سنة
440 في التحصيل لفوائد كتاب التفصيل (ص 172، والنسخة مصورة من مكتبة جامع
سليمان باشا في اسلامبول) قال: عن مجاهد والسدي نزلت في رضي الله عنه، إنه أعطى
مسكينا خاتما من فضة وعلي رضي الله عنه راكع. ومنهم العلامة الثعلبي في تفسير
الكشف والبيان (ص 167 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال: وقال السدي
وعتبة بن حكيم وغالب بن عبد الله: إنما نزل والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
الآية في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مر به سائل وهو راكع في المسجد وأعطاه
خاتمه. ومنهم العلامة القاضي الشيخ محمود بن سليمان الكفوي المتوفى سنة 990 في
أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار (ص 124 والنسخة مصورة من مكتبة
جستربيتي في ايرلند) قال: لا بأس بالسؤال والاعطاء، لأن السؤال كانوا يسألون على
عهد رسول الله صلّى عليه وآله وسلمفي المسجد، حتى أن عليا عليه السلام تصدق بخاتمه
في الركوع فمدحه الله تعالى بقوله يؤتون الزكاة وهم راكعون .
ص 19
ومنهم العلامة الشيخ محمود أبو رقيعة الحنفي في تعليقاته على الاختيار لابن مودود
(ج 4 ص 176 ط مصطفى الحلبي بمصر). ذكر مثل ما قاله الكفوي السابق. ومنهم العلامة
الاسكافي في المعيار والموازنة (ص 228 ط بيروت) قال: وفيه (علي عليه السلام)
نزلت إنما وليكم الله ورسوله الآية: تصديقا لقول رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
من كنت مولاه فعلي مولاه إذا قرن الله ولايته بولاية رسوله. ومنهم العلامة
الشريف المرتضى لدين الله محمد بن يحيى بن الحسين ابن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل
بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مسائل عبد الله بن الحسن
(مصورة من مخطوطة مكتبة صنعاء في اليمن ج 5 ص 16) قال: إن هذه الآية نزلت في أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فيقال: إنها نزلت على رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم وهوفي منزله، قال: لقد نزلت علي آية عجبت أمرها فانظروا من ذا الذي
أدى الزكوة وهو راكع، فإذا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قد جاءته
مسكينة وهو راكع فسألته المنفعة فمد يده إليها فأخذت خاتمه من يده فوجده معها فقلبه
في يدها، فكان صلوات الله عليه المتزكي في صلاته فتصدق في ركوعه دون جميع أهل دهره.
ص 20
ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن جلال الدين الحسيني الشافعي الشيرازي في
توضيح الدلائل (ص 156 نسخة مكتبة الملى بفارس) قال: قال الإمام الصالحاني رحمة
الله تعالى عليه: سبب نزوله (أي الآية الكريمة - إنما وليكم الله ورسوله - الخ) إن
المرتضى عليه السلام كان يصلي وسائل يسأل الناس فلم يعطه أحد شيئا، فلما تجرع كأس
اليأس وهم السائل مع فرط سورة الجوع خائبا على الرجوع أعطاه علي خاتمه وهو راكع،
فنزلت هذه الآية في شأنه ورجح بها على الاقران رجحان ميزانه وزاد بهذا الاحسان أبهة
برهانه ومدح حسان هذا الاحسان في شعره:
أو في الصلاة مع الزكاة فقامها * والله يرحم
عبده الصبارا
من ذا بخاتمه تصدق راكعا * وأسره في نفسه إسرارا
من كان بات على فرش
محمد * ومحمد أسرى يؤم الغارا
من كان في القرآن سمي مؤمنا * في تسع آيات جعلن كبارا
وروى الإمام الواحدي: لما دخل النبيّ صلّى عليه وآله وسلموبارك المسجد والناس بين
نائم وراكع وساجد وأبصر سائلا فسأله: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم خاتم من ذهب. قال
صلى الله عليه وسلم: على أي حالة أعطاكه هو؟ قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي صلى
الله عليه وآله وبارك وسلم وقرأ الآية. وقال أيضا في ص 157:
ص 21
وروى الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في الآية قال:
نزلت في علي عليه السلام. وروى الطبري عن الواحدي أيضا. ومنهم العلامة حسام الدين
المروي في آل محمد ص (ص 56 نسخة السيد الأشكوري) قال: ونقل الواحدي في تفسيره
بسنده عن ابن عباس (أنه قال): كان مع عل أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدق بدرهم
ليلا وبدرهم نهارا ودرهم سرا وبدرهم علانية، فأنزل الله تعالى الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم
يحزنون . ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري الأندونسي الجاوي المتولد سنة
1324 ه ق في الإمام المهاجر (ص 158 ط دار الشروق بجدة) قال: قال ابن عباس: ما
أنزل الله في أحد من كتاب الله ما أنزل في علي، وقال: نزلت في علي ثلاثمائة آية.
قال العلماء: منها قوله تعالى الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار . وقوله
تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا . وقوله تعالى: أفمن كان مؤمنا
كمن كافرا نزلت فيه وفي الوليد بن عتبة. وقوله تعالى: أفمن شرح الله صدره
للاسلام نزلت فيه وفي حمزة.
ص 22
ومنهم العلامة محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى سنة 925
في غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام (ص 72 والنسخة مصورة من مكتبة
جستربيتي في ايرلند)، قال في ترجمة علي عليه السلام: ومن خواصه أنه ولي الله وولي
رسوله وولي المؤمنين، قال الله إنما وليكم الله ورسوله الآية. نزلت في علي حين
كان يصلي في المسجد وهو راكع، فقام سائل يسأل فمد علي يده إلى خلفه وأومأ إلى
السائل بخاتمه فأخذه. ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري
المتوفى سنة 1069 في تفسير آية المودة (ص 73 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب
الشخصية بقم). قال بعد عنوانه إن عليا عليه السلام ولي الله وولي رسوله وولي
المؤمنين: قال الله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون نزلت في علي بن أبي طالب حين كان يصلي في المسجد
وهو راكع، فقام سائل يسأل فمد علي عليه السلام يده إلى خلفه وأومأ إلى السائل
بخاتمه فأخذه من أصبعه. وقد قال النبي صلى الله عليه من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه رواه جمع كثير عن رسول الله صلّى عليه وآله
وسلم.
ص 23
الآية الثانية قوله تعالى: 
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
سورة البقرة: 43. 
قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا الإمام علي بن
أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 300 وج 14 ص 276 عن جمع كثير من العامة في كبهم،
ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة الحسين بن الحكم الحبري في
كتابه ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام (ص 3 والنسخة مصورة من إحدى
مكاتب طاشكند في روسيا). حدثنا علي بن محمد، قال حدثني الحبري، قال حدثنا الحسن بن
حسين، قال حدثنا حسان، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قوله اركعوا مع
الراكعين إنها نزلت في رسول الله صلّى عليه وآله وسلموعلي بن أبي طالب عليه
السلام، وهما أول من صلى وركع.
ص 24
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما
نزل من القرآن في علي عليه السلام تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر
المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 40 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: قال
الصنف الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق: حدثنا محمد بن أحمد بن
علي بن مخلد، قال حدثنا محد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا منجاب بن الحارث، قال
حدثنا الحسن بن علي، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله
عنه (في قوله تعالى) واركعوا مع الراكعين (قال:) إنها نزلت في رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم وسلم وعلي خاصة، وهما أول من صلى وركع.
ص 25
الآية الثالثة قوله تعالى 
وأولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون سورة
المجادلة: 22. 
قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه
السلام في ج 14 ص 597 عن جماعة من أعيان العامة في كتبهم، ونستدرك هاهنا عمن لم نقل
عنهم: منهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحق الاصبهاني
الشافعي المتوفى سنة 430 في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه
العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 254 ط وزارة
الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس، قال حدثنا عيسى بن عبد
الله بن (محمد بن) عمر بن علي ابن أبي طالب، قال حدثني أبي (عن أبيه) عن جده، عن
علي (قال:) قال سلمان: قلما اطلعت على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم يا أبا
الحسن (وأنا معه) إلا ضرب بين كتفي وقال: هذا وحزبه هم المفلحون.
ص 26
الآية الرابعة
قوله تعالى 
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية سورة البينة:
6. 
قد تقدم في نزولها ما ورد من الأحاديث في شأن الأمير علي بن أبي طالب عليه
السلام في ج 3 ص 287 وج 14 ص 258 عن جماعة من علماء العامة في كتبهم، ونستدرك النقل
هاهنا عمن لم ننقل عنهم: منهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي
المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام تخريج العلامة المعاصر
الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 274 ط وزارة الارشاد الإسلامي
بطهران) قال: حدثنا أبو محمد بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال حدثنا
حفص بن عمر المهرقاني، قال حدثنا حيوة - يعني إسحاق بن إسماعيل - عن عمر ابن هارون،
عن عمرو، عن جابر، محمد بن علي وتميم بن حذلم، عن ابن
ص 27
عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك
هم خير البرية قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: هم أنت
وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوك غضابا مقمحين. وقال
أيضا في ص 276: وفيما أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن المروزي، قال حدثنا عبد الحكيم
بن ميسرة، عن شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: قال لي علي عليه
السلام: نحن أهل بيت لا نقاس (بالناس). فقام رجل فأتى عبد الله بن عباس (فذكر له ما
سمعه من علي عليه السلام) فقال ابن عباس رضي الله عنه: صدق علي، أو ليس كان النبي
صلى الله عليه وآله لا يقاس بالناس؟ ثم قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في علي إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . ومنهم العلامة السيد شهاب
الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 170
والنسخة من مكتبة الملي بفارس) قال: قوله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية بالإسناد المذكور عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما
نزلت هذه الآية قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك تأتي يوم
القيمة أنت شيعتك راضين مرضيين ويأتي عداك غضابا مقمحين. فقال كرم الله تعالى وجهه:
يا رسول
ص 28
الله ومن عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك. ثم قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلموبارك
وسلم: من قال رحم الله عليا فرحمه الله. رواه الإمامان الصالحاني والزرندي. وعن
جابر رضي الله تعالى عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، فأقبل
علي رحمة الله ورضوانه عليه، فقال النبي صلى الله عيه وعلى آله وبارك وسلم: قد
أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده فقال: والذي نفسي بيده أن هذا وشيعته
لهم الفائزون يوم القيامة. ثم قال: إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم
بأمر الله عز وجل وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية. قال:
فنزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . رواه الإمام الخطيب
والصالحاني. وقد أورد الصالحاني في كتاب فوائد الموائد عن الإمام جعفر الصادق رضي
الله تعالى عنه: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلموعلى آله وبارك وسلم كان يوعك
وإنه دخل حائطا لرجل من الأنصار وقعد رسول الله وجبريل عليهما الصلاة والسلام،
فقال: أتى شفاؤك في غدق أبي طالب يحنيه لك خير أمتك.
ص 29
الآية الخامسة قوله تعالى 
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله
واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله سورة التوبة: 19. 
قد تقدم ما
ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا علي مير المؤمنين عليه السلام في ج 3 ص 122
وج 14 ص 194 عن جماعة من أعلام العامة في كتبهم، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل
عنهم: منهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في
توضيح الدلائل (ص 161 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: عن أنس بن مالك
قال: قعد العباس بن عبد المطلب وشيبة صاحب البيت يفتخران، فقال العباس رضي الله
تعالى عنه: أنا أشرف منك أنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم وصنوا
أبيه وسقاية الحجيج لي، فقال له شيبة: بل أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته
وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني، وبينما هما في ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي
بن أبي طالب عليه السلام، فقال له العباس رضي
ص 30
الله تعالى عنه نحكمه، قال: نعم رضيت. فلما جاءهما قال له العباس رضي الله تعالى
عنهما: أن شيبة فاخرني وزعم أنه أشرف مني. قال عليه السلام: فما قلت له يا عماه.
قال له رضي الله تعالى عنه: قلت أنا عم رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم
ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف. فقال عليه السلام: ما قلت يا شيبة؟ قال: قلت بل
أنا أشرف منك أنا أمين الله تعالى وخازنه أفلا أئتمنك كما أتمنني. قال: فقال رضي
الله تعالى عنه لهما أجعل لي معكما فخرا. قالا: نعم. قال عليه السلام: فأنا أشرف
منكما، أنا أول من آمن بالوعد والوعيد من ذكور هذه الأمة وهاجر وجاهد. فانطلقوا
ثلاثتهم إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم فجثوا بين يديه وأخبره كل
واحد منهم بفخره، فما أجابهم رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم بشيء، فنزل
الوحي بعد أيام فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، فأتوه فقرأ عليهم النبي
صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الخ. رواه
الإمام الزرندي. ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن محمد الخزرجي التلمساني المتوفى
سنة 789 في كتابه تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم (ص 150): قال أبو محمد بن عطية في التفسير، قال محمد بن كعب،: إن
العباس وعليا وعثمان بن طلحة تفاخروا، فقال العباس: أنا ساقي الحاج، وقال عثمان:
أنا عامر البيت ولو شئت بت فيه، وقال علي: أنا صاحب جهاد الكفار مع النبي – صلى
الله عليه وسلم - والذي آمنت وهاجرت قديما، فنزلت الآية أجعلتم سقاية الحاج
ص 31
وعمارة المسجد الحرام كما آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند
الله والله لا يهدي القوم الظالمين . ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد
الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من
القرآن في علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه
النور المشتعل (ص 98 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا سليمان بن
أحمد، قال حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا يحيى
بن زكرياء بن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر (الشعبي) قال: نزلت
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل
الله في علي عليه السلام والعباس رضي الله عنه وطلحة بن شيبة. حدثنا سليمان بن
أحمد، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الغني بن سعيد، قال حدثنا موسى بن عبد
الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه. وعن مقاتل، عن الضحاك، عن
ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام
كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله (قال:) نزلت في علي بن أبي طالب
عليه السلام والعباس رضي الله عنه وطلحة بن شيبة.
ص 32
ومنهم العلامة أبو العباس أحمد بن محمد في تفسير غرر المعاني (نسخة مكتبة مدرسة
سپه سالار الجديدة في طهران ص 8) قال: وقال الحسن والشعبي والقرطبي: نزلت الآية في
علي والعباس وطلحة بن
شيبة، افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه ولو أشاء بت فيه، وقال
العباس: أنا صاحب السقاء والقائم عليها ولو أشاء بت في المسجد، وقال علي: ما أدرى
ما تقولان لقد صليت القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله سبحانه
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر الخ.
ص 33
الآية السادسة قوله تعالى: 
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه سورة هود:
17. 
قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام
عن جماعة من أعلام العامة في (ج 3 ص 352 وج 14 ص 309)، ونستدرك النقل ههنا عمن لم
ننقل عنهم: منهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة
430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد
باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 106 ط وزارة الارشاد بطهران) قال: حدثنا
سليمان بن أحمد، قال حدثنا إبراهيم بن نائلة، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي،
قال حدثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، قال حدثني المنهال بن عمرو، قال حدثنا
عباد بن عبد الله الأسدي، قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه
ص 34
السلام وهو يقول: ما أحد من قريش إلا وقد نزلت فيه آية [أ] وآيتان. فقال له رجل:
وما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟ قال: فغضب ثم قال: أما والله لو لم تسألني على رؤس
القوم ما حدثتك (به) ثم قال (له): هل تقرأ سورة هود؟ ثم قرأ: أفمن كان على بينة
من ربه ويتلوه شاهد منه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم على بينة من ربه وأنا
الشاهد منه. وبالاسناد أيضا قال: ورواه عيسى بن موسى (الحافظ) غنجار (من رجال
البخاري والقزويني) عن أبي مريم مثله. ورواه أيضا الصباح بن يحيى وعبد الله بن عبد
القدوس عن الأعمش عن المنهال ابن عمرو. ومنهم العلامة المؤرخ أبو القاسم علي بن
الحسن الشافعي الدمشقي المشتهر بابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 420 3 ط بيروت)
قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد،
أنبأنا أبو بكر (محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا) الجوزقي، أنبأنا عمرو بن الحسن
بن علي، أنبأنا أحمد بن الحسن الحرار، أنبأنا أبي، أنبأنا حسين بن مخارق، عن ضمرة،
عن عطاء، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: رسول الله على بينة من ربه وأنا
الشاهد منه. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي
الشافعي في توضيح الدلائل (ص 161 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: قوله تعالى
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه وبالاسناد المذكور
ص 35
عن الأعمش ع المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: بينا أنا عند علي رحمة الله
ورضوانه عليه في الرحبة فأتاه رجل فسأله عن هذه الآية أفمن كان على بينة من ربه
ويتلوه شاهد منه ؟ فقال علي عليه: والله لإن تكونوا تعلمون ما سبق لنا أهل البيت
على لسان النبي الأمي أحب إلي من أن يكون لي مثل هذه الرحبة ذهبا وفضة، والله إن
مثلها في هذه الآية كمثل سفينة نوح وإن مثلها في هذه الآية كمثل باب حطة في بني
إسرائيل. رواه الإمام الصالحاني. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال أفمن كان
على بينة من ربه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ويتلوه شاهد منه علي بن أبي
طالب خاصة. رواه الزرندي. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه
آل محمد صلى الله عليه وآله 2 (ص 114 نسخة مكتبة الأشكوري) قال: عن كتاب مودة
القربى عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: إن الله تبارك
وتعالى أيد هذا الدين بعلي عليه السلام، وإنه مني وأنا منه، وفيه أنزل أفمن كان
على بينة من ربه الآية. وقال أيضا في ص 309: قال صلى الله عليه وسلم: كان على
بينة من ربه وأنا التالي الشاهد منه . أخرجه الحمويني يرفعه بسنده عن ابن عباس وعن
علي، الحمويني بسنده عن جابر وعن البختري هما عن علي. أخرجه موفق بن محمد بسنده عن
ابن عباس أخرجه أبو نعيم والثعلبي والواقدي هم بسندهم عن ابن عباس وعن جابر
ص 36
كلهم عن علي. أخرجه ابن المغازلي بسنده عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا كرم
الله وجهه ورضي الله عنه يقول في خطبته: ما نزلت آية من كتاب الله إلا وقد علمت متى
أنزلت وفي من أنزلت، وما من قريش رجل إلا وقد أنزلت فيه آية من الله عز وجل تسوقه
إلى جنة أو نار. قال رجل: يا أمير المؤمنين فما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ أفمن كان
على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه الآية، فرسول الله صلّى عليه وآله وسلمعلى بينة
من ربه وأنا التالي الشاهد منه.
ص 37
الآية السابعة قوله تعالى: 
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون سورة السجدة: 18. 
قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام (ج 3 ص 367 وج 14 ص 300) عن جماعة من محدثي العامة،
ونستدرك النقل ههنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن جلال
الدين عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلال (ص 164 نسخة مكتبة
الملي بفارس) قال: عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الوليد بن عقبة قال لعلي بن
أبي طالب عليه السلام: أنا أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا واملأ للكتيبة منك. فقال
له علي عليه السلام: اسكت فإنما أنت فاسق، فأنزل الله عز وجل في ذلك أفمن
ص 38
كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون رواه الإمام الصالحاني ورواه الإمام الزرندي
أيضا بزيادة: يعني بالمؤمن علي بن أبي طالب وبالفاسق الوليد بن عقبة. ومنهم العلامة
الشيخ نجم الدين الشافعي في منال الطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ص 86
مخطوط). قال روى الإمام أبو إسحاق الثعلبي أيضا في تفسيره: إن هذه الآية نزلت في
علي عليه السلام وفي الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه، وذلك أنه كان
بينهما تنازع في شيء، فقال الوليد لعلي عليه السلام: أسكت فإنك صبي وأنا والله أبسط
منك لسانا وأحد سنانا وأملأ للكتيبة منك. فقال له علي: اسكت فإنك فاسق، فأنزل الله
سبحانه وتعالى تصديقا لعلي عليه السلام أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون
يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد. ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد
الله بن إسحاق بن موسى الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في
علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور
المشتعل (ص 164 ط وزارة الارشاد في طهران) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
قال حدثنا إسحاق بن بنان، حدثنا حبيش بن مبشر، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال
حدثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال
الوليد بن عقبة لعلي
ص 39
عليه السلام: أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ منك حشوا للكتيبة. فقال (له)
علي عليه السلام: اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا
يستوون . قال (ابن عباس): يعني (الله تعالى) بالمؤمن عليا عليه السلام وبالفاسق
الوليد بن عقبة.
ص 40
الآية الثامنة قوله تعالى: 
أفمن وعدناه وعدا حسنا لاقيه كمن متعناه متاع الحياة
الدنيا سورة القصص: 61. 
قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن علي عليه السلام في (ج 3
ص 563 وج 14 ص 431) عن جماعة من العامة كتبهم، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم في
ما مضى: فمنهم العلامة الشريف السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي
الشافعي في توضيح الدلائل (ص 164 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: قوله تعالى
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا . قال مجاهد:
الآية نزلت في علي وحمزة عليهما السلام، وكان الممتع أبا جهل. رواه الإمام الطبري
والزرندي.
ص 41
الآية التاسعة قوله تعالى: 
الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم
سورة الطور: 21. 
قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا علي بن أبي
طالب عليه السلام في (ج 14 ص 676) عن جماعة من العامة في كتبهم، ونستدرك النقل
هاهنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي من أعلام المائة
(14) في آل محمد صلى الله عليه وآله (ص 183 والنسخة مصورة من مكتبة المحقق
السيد الأشكوري) قال: إن الله تعالى يقول الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان
ألحقنا بهم ذريتهم . ففاطمة مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلمفي درجته وعلي معهما.
ص 42
الآية العاشرة قوله تعالى: 
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم
وأنفسهم أعظم درجة عند الله أولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان
وجناب لهم فيها نعيم مقيم سورة التوبة: 20، 21. 
قد تقدم ما ورد في نزولها من
الأخبار في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 14 ص 488) عن جماعة من
العامة، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة الحسين بن الحكم
الحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام (ص 13 والنسخة مصورة من
إحدى مكاتب طاشكند في روسيا). ذكر أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب خاصة.
ص 43
الآية الحادية عشر قوله تعالى: 
حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله
وفضل سورة آل عمران: 173، 174. 
قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في
(ج 3 ص 373 وج 14 ص 326) عن جماعة من علماء العامة، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم
ننقل عنهم في ما مضى: فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني
الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 156 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال:
وبالاسناد المذكور عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم وجه عليا في نفر معه رضي الله تعالى عنه وعنهم في طلب أبي سفيان، فلقيهم
أعرابي من خزاعة وقال: إن القوم قد جمعوا لكم. فقال حسبنا الله ونعم الوكيل
فنزل الذين قال لهم الناس... الآية. رواه الصالحاني.
ص 44
الآية الثانية عشر قوله تعالى: 
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية
فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقرة: 274. 
قد تقدم ما ورد في
نزولها من الأخبار في شأن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عن جماعة من
العامة في كتبهم (ج 3 ص 246 وج 14)، ونستدرك هاهنا النقل عن كتب القوم التي لم ننقل
عنها: منهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي ابن السيد جلال الدين
عبد الله في في توضيح الدلائل (ص 155 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي
بفارس). قال بعد ذكر الآية الكريمة: وروى الصالحاني أن هذه الآية نزلت في علي عليه
السلام وقال: وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في هذه الآية قال: كان لعلي بن أبي
ص 45
طالب عليه السلام أربعة دنانير فتصدق بدينار نهارا وبدينار ليلا وبدينار سرا
وبدينار علانية، فأنزل الله تعالى هذه الآية. رواه الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب.
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: نزلت هذه الآية في علي بن
أبي طالب عليه السلام، كان معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي
السر درهما وفي العلانية درهما، فقال له رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم:
الآن لك ذلك فنزلت رواه الطبري ورواه الزرندي أيضا عنه، ورواه أيضا الإمام الواحدي
ولفظه فقال عليه السلام: ألا لك ذلك. ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في
كتابه منال الطالب (ص 141) قال: نقل الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن
عباس رضي الله عنه أنه قال: إن علي بن أبي طالب كان يملك أربعة دراهم، فتصدق بدرهم
ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية، فنزلت فيه قوله تعالى الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون . ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد المعطي محمد بن علي النووي الجاوي التناوي
المعاصر في مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد (ج 1 ص 80 ط دار الفكر سنة
1398). قال في تفسير الآية الكريمة: وقال ابن عباس: إن عليا رضي الله عنه ما يملك
غير أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية،
ص 46
فقال صلى الله عليه وسلم: ما حملك على هذا؟ فقال: أن أستوجب ما وعدني ربي. فقال: لك
ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ومنهم العلامة عبد الحق بن أبي بكر في تفسيره
(ص 212 نسخة مكتبة جامع السلطان محمود العثماني بإسلامبول) قال: (قال: عبد الله بن
عباس نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كانت له أربعة دراهم فتصدق
بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية. ومنهم العلامة الحسين بن الحكم
الحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت (ص 4 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب
طاشكند في روسيا). حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن
ابن عباس قوله الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية نزلت في علي
خاصة في أربعة دنانير كانت له تصدق بعضها نهارا وبعضها ليلا وبعضها سرا وبعضها
علانية. ومنهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في التذكرة
الحمدونية (ج 1 ص 70 ط بيروت) قال: وروي أنه عليه السلام ملك أربعة دراهم، فتصدق
بدرهم ليلا وبآخر نهارا وبدرهم سرا وبآخر علانية، فأنزل الله عز وجل الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون .
ص 47
ومنهم العلامة المفسر أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي المتوفى سنة 468 في الوجيز
في تفسير القرآن العزيز (ج 1 ص 80 طبع بهامش مراح لبيد للنووي في دار إحياء
الكتب العلمية في القاهرة) قال: والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار الآية،
نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كان عنده أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق
بدرهم سرا ودرهم علانية ودرهم ليلا ودرهم نهارا. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد
الله الأصفهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام
خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 43 ط
وزارة الارشاد بطهران) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال حدثنا أحمد بن علي الخزاز،
قال حدثنا محمود ابن الحسين المروزي، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال
حدثنا محمد ابن يحيى بن مالك بن مالك الضبي، قال حدثنا محمد بن سهل الجرجاني.
وحدثنا محمد بن إبراهيم بن علي قالا حدثنا أبو عروبة، قال حدثنا سلمة بن شبيب، قال
حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله
عنه في قوله عز وجل الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال: نزلت
في علي بن أبي طالب عليه السلام، كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار
درهما وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا. وقال سلمة (بن شبيب): وسرا درهما وعلانية
درهما.
ص 48
الآية الثالثة عشر قوله تعالى: وألقيا في جهنم كل كفار عنيد سورة ق: 24. 
قد
تقدم ما ورد في تفسيرها في (ج 14 ص 467) عن جماعة من أعلام العامة في كتبهم،
ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في
آل محمد (ص 31 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: روى عن النبيّ صلّى
عليه وآله وسلم أنه قال: إذا جمع الناس في صعيد واحد وكنت أنا وأنت يا علي يومئذ عن
يمين العرش، ثم يقول ربنا لي ولك: ألقيا في من أبغضكما وكذبكما. وفي هذه الصفحة
أيضا قال: وفي المناقب عن محمد بن حمران عن جعفر الصادق في تفسير ألقيا في جهنم
كل كفار عنيد قال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد صلى الله عليه وسلم وعلي على
ص 49
الصراط، وينادي مناد: يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار بنبوتك يا محمد وعنيد
بولايتك يا علي. وفي ص 34 قال: الحديث من رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: إذا كان
يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعلي بن أبي طالب: أدخلا النار من أبغضكما وأدخلا
الجنة من أحبكما، وذلك قوله تعالى وألقيا في جهنم كل جبار عنيد أي كفار بنبوتي
وعنيد عن إطاعة علي. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في
توضيح الدلائل (ص 167) قال: قوله تعالى ألقيا في جهنم كل كفار عنيد وبالاسناد
المذكور روى عن عباية ابن ربعي رضي الله تعالى عنه أن المأمورين بالالقاء النبي
وعلي صلى الله على النبي وعلي وآلهما وبارك وسلم. رواه الإمام الصالحاني.
ص 50
الآية الرابعة عشر قوله تعالى: 
ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا
يفتنون سورة العنكبوت: 2. 
قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 369 وج 14 ص 620) عن جماعة من
أعلام العامة في كتبهم، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة شهاب الدين
أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل ص 164 (والنسخة مصورة من مكتبة
الملي بفارس) قال: قوله تعالى: ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا
يفتنون . عن علي عليه السلام: قلت يا رسول الله ما هذه الفتنة؟ قال صلى الله عليه
وآله وبارك وسلم: يا علي إنك مبتلى ومبتلى بك وإنك مخاصم فأعد للخصومة. رواه
الصالحاني.
|