(هامش)
1) كذا في المصدر. (*)
ص 7
[...]
(هامش)
= قال حافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي المقتول سنة 658 في
(كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) ص 64 بعد نقل حديث الغدير: قلت: هذا حديث
مشهور حسن روته الثقات، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة على صحة النقل، ولو
لم يكن في محبة علي عليه السلام الادعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمحب علي بكل خير
لكان فيه كفاية لمن وفقه الله عز وجل، فكيف وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربه عز وجل بموالاة من والاه وبمحبة من أحبه وبنصر من نصره. وعلى وفق النص قال حسان
بن ثابت في المعنى:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم فأسمع بالرسول مناديا
فقال فمن
مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق
منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن
كنت مولاه فهذا وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نافحت عنا بلسانك. = (*)
ص 8
[...]
(هامش)
= وقال السيد الحميري عليه الرحمة في المعنى:
يا بايع الدين بدنياه * ليس بهذا أمر
الله
من أين أبغضت علي الرضي * وأحمد قد كان يرضاه
من الذي أحمد من بينهم * يوم
غدير الخم ناداه
أقامه من بين أصحابه * وهم حواليه فسماه
هذا علي بن أبي طالب *
مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا العلا * وعاد من قد كان عاداه
وقال من
قصيدة في معناه:
إذا أنا لم أحفظ وصاة محمد * ولا عهد يوم الغدير مؤكدا
فإني كمن
يشتري الضلالة بالهدى * تنصر من بعد التقى أو تهودا
وما لي وتيما أو عديا وإنما *
أولو نعمتي في الله من آل أحمدا
تتم صلاتي بالصلاة عليهم * وليست صلاتي بعد أن
أتشهدا
بكاملة إن لم أصل عليهم * وأدع لهم ربا كريما ممجدا
وقال العلامة الحافظ
الشيخ يوسف بن قزأوغلي بن عبد الله المعروف بسبط ابن الجوزي المتوفى سنة 654 في
كتاب (تذكرة الخواص) ص 30 ط النجف: اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد
رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع
الصحابة وكانوا مائة = (*)
ص 9
[...]
(هامش)
= وعشرين ألفا وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه - الحديث نص صلى الله عليه وسلم على
ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة. وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بأسناده
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار،
فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتاه على ناقة له فأناخها على باب المسجد ثم
عقلها وجاء فدخل في المسجد فجثا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا
محمد إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله فقبلنا منك ذلك، وإنك
أمرتنا أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ونصوم شهر رمضان ونحج البيت ونزكي
أموالنا فقبلنا منك وذلك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس
وقلت (من كنت مولاه فعلي مولاه)، فهذا شيء منك أو من الله؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم - وقد احمرت عيناه..: والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله وليس مني
(قالها ثلاثا)، فقام الحارث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأرسل من
السماء علينا حجارة أو ائتنا بعذاب أليم. قال: فوالله ما بلغ ناقته حتى رماه الله
من السماء بحجر فوقع على هامته فخرج من دبره ومات، وأنزل الله تعالى: (سأل سائل
بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع). فأما قوله (من كنت مولاه) فقال علماء العربية
لفظة (المولى) ترد على وجوه: أحدها: بمعنى المالك، ومنه قوله تعالى (ضرب الله مثلا
عبدا مملوكا لا = (*)
ص 10
[...]
(هامش)
= يقدر شيء وهو كل على مولاه) أي على مالك رقه. والثاني: بمعنى المولى المعتق بكسر
التاء. والثالث: بمعنى المعتق بفتح التاء. والرابع: بمعنى الناصر، ومنه قوله تعالى
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم) أي لا ناصر لهم.
والخامس: بمعنى ابن العم، قال الشاعر: مهلا بني عمنا مهلا موالينا * لا تنبشوا
بنينا ما كان مدفونا وقال آخر هم الموالي حتفوا علينا * وإنا من لقائهم لزور وحكى
صاحب الصحاح عن أبي عبيدة إن قائل هذا البيت عني بالموالي بني العم، قال: وهو كقوله
تعالى (ثم يخرجكم طفلا). والسادس: الحليف، قال الشاعر: موالي حلف لا موالي قرابة *
ولكن قطينا يسألون الاتاويا يقول: هم حلفاء لا أبناء عم، قال في الصحاح: وأما قول
الفرزدق: ولو كان عبد الله مولى هجوته * ولكن عبد الله مولى المواليا فلأن عبد الله
بن أبي إسحاق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بني عبد شمس ابن عبد مناف، والحليف عند
العرب مولى، وإنما نصب (المواليا) لأنه رده إلى = (*)
ص 11
[...]
(هامش)
= أصله للضرورة، وإنما لم ينون مولى لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف
والسابع: المتولي لضمان الجريرة وحيازة الميراث، وكان ذلك في الجاهلية ثم نسخ بآية
المواريث. والثامن: الجار، وإنما سمي به لماله من الحقوق بالمجاورة. والتاسع: السيد
المطاع، وهو المولى المطلق، قال في الصحاح: كل من ولي أمر أحد فهو وليه. والعاشر:
بمعنى الأولى، قال الله تعالى (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم
النار هي موليكم) أي أولى بكم. وإذا ثبت هذا لم يجز حمل لفظة (المولى) في هذا
الحديث على مالك الرق لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مالكا لرق علي عليه
السلام حقيقة. ولا على المولى المعتق، لأنه لم يكن معتقا لعلي ولا علب المعتق لأنه
عليه السلام كان حرا، ولا على الناصر، لأنه عليه السلام كان ينصر من ينصر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ويخذل من يخذله. ولا على ابن العم، لأنه كان ابن عمه. ولا على
الحليف، لأن الحلف يكون بين الغرماء للتعاضد والتناصر وهذا المعنى موجود فيه ولا
على المتولي لضمان الجريرة، لما قلنا أنه انتسخ ذلك. ولا على الجار، لأنه يكون لغوا
من الكلام، وحوشي منصبه الكريم من ذلك. ولا على السيد المطاع، لأنه كان مطيعا له
يقيه بنفسه ويجاهد بين يديه، والمراد من الحديث الطاعة المحضة = (*)
ص 12
[...]
(هامش)
= المخصوصة، فتعين الوجه العاشر، وهو الأولى، ومعناه من كنت أولى به من نفسه فعلي
أولى به. وقد صرح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن السعيد الثقفي الاصبهاني في
كتابه المسمى بمرج البحرين، فإنه روى الحديث بإسناده إلى مشايخه وقال فيه: فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي عليه السلام فقال: من كنت وليه وأولى به من
نفسه فعلي وليه، فعلم أن جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر. ودل عليه أيضا قوله
عليه السلام: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول
طاعته، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: وأدر الحق معه حيثما دار وكيف ما دار، فيه
دليل على أنه ما جرى خلاف بين علي عليه السلام وبين أحد من الصحابة إلا والحق مع
علي عليه السلام، وهذا بإجماع الأمة. ألا ترى أن العلماء إنما استنبطوا أحكام
البغاة من وقعة الجمل وصفين. وقد أكثرت الشعراء في يوم غدير خم، فقال حسان بن ثابت:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم فأسمع بالرسول مناديا
وقال: فمن مولاكم ووليكم *
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
ألهك مولانا وأنت ولينا * ومالك منا في الولاية
عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا
وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا = (*)
ص 13
[...]
(هامش)
= هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
ويروى أن النبي صلى الله
عليه وسلم لما سمعه ينشد هذه الأبيات قال له: يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما
نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك. وقال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، وأنشدها بين يدي
علي عليه السلام بصفين:
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل
وعلي
إمامنا وإمام * لسوانا به أتى التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب
جليل
وأن ما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل
وقال الكميت:
نفى عن عينك
الأرق الهجوعا * وهما تمتري عنه الدموعا
لدى الرحمن يشفع بالمثاني * فكان له أبو
حسن شفيعا
ويم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا
ولكن الرجال تبايعوها
* فلم أر مثلها خطرا منيعا
ولهذه الأبيات قصة عجيبة، حدثنا بها شيخنا عمرو بن
الصافي الموصلي رحمه الله تعالى قال: أنشد بعضهم هذه الأبيات وبات مفكرا، فرأى عليا
عليه السلام في المنام فقال له: أعد علي أبيات الكميت، فأنشده إياها حتى بلغ إلى
قوله (خطرا = (*)
ص 14
(هامش)
= منيعا) فأنشده علي عليه السلام بيتا آخر من قوله زيادة فيها:
فلم أر مثل ذاك
اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا
فانتبه الرجل مذعورا. وقال السيد الحميري:
يا
بايع الدين بدنياه * ليس بهذا أمر الله
من أين أبغضت علي الرضى * وأحمد قد كان
يرضاه
من الذي أحمد من بينهم * يوم غدير الخم ناداه
أقامه من بين أصحابه * وهم
حواليه فسماه
هذا علي بن أبي طالب * مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا
العلا * وعاد من قد كان عاداه
وقال بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمداني:
يا دار منتجع الرسالة * وبيت مختلف الملائك
يا بن الفواطم والعواتك * والترايك
والأرايك
أنا حائك إن لم أكن * مولى ولائك وابن حائك
وقال العلامة أبو جعفر
الاسكافي محمد بن عبد الله المعتزلي المتوفى سنة 240 في كتابة القيم (المعيار
والموازنة) ص 210 ط بيروت قال: ثم قوله [صلى الله عليه وآله وسلم] له في غدير خم
(من كنت مولاه فعلي = (*)
ص 15
[...]
(هامش)
= مولاه) [يكون] إبانة له منهم وتقريبا له من نفسه، ليعلموا أنه لا منزلة أقرب إلى
النبي صلى الله عليه من منزلته. فإن قال قائل: إنما قال ذلك النبي عليه السلام في
ولاء النعمة، ومعنى الحديث في زيد بن حارثة، لأنهما قد كانت بينهما مشاجرة فادعى
علي بن أبي طالب ولاء زيد بن حارثة وأنكر ذلك زيد، فبلغ ذلك النبي عليه السلام
فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، [فيكون ذلك إذا] في ولاء العتق. قلنا: ليس لما
ذهبتم إليه معنى يصح، لأن أول الحديث وآخره يبطل ما ذكرتم لأنه ذكر في أول الحديث
[إنه صلى الله عليه وآله خطب الناس] فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ و[من] كل
مؤمن ومؤمنة؟ قالوا: اللهم بلى. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فلا يكون من البيان
في نفي ما قلتم أوضح من هذا، لأنه قد نص على المؤمنين جميعا بقوله، ودل على إبانة
علي من الكل بمولويته على كل مؤمن ومؤمنة، ثم أقامه في التقديم عليهم مقامه،
وأعلمهم أن تلك لعلي فضيلة عليهم كما كانت له صلى الله عليه وسلم فضيلة، تأكيدا
وبيانا لما أراد من قيام الحجة ونفي تأويل من تأول بغير معرفة. ولو كان ذلك من
النبي عليه السلام على طريق الولاء والملك لكان العباس بذلك أولى من علي، لأنه أقرب
إلى النبي صلى الله عليه وسلم منه. = (*)
ص 16
[...]
(هامش)
= وآخر الحديث [أيضا] يدل على أن ذلك لم يكن لما ذكروه من العلة، وهو قوله (اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه)، وهذا كله يدل على ما قلنا [5] من تقدمه [على الناس]
في الدين وتفضيله على العالمين و[إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما] اختاره
[لعلمه] بأنه لا يكون منه تغيير ولا تبديل، وإن حاله واحدة متصلة عداوته بعداوة
الله وولايته بولايته، كما اتصل ذلك من النبي عليه السلام. [وقد ذكرنا من مدلول
الحديث ما يلفت نظركم إلى الحق] لتعلموا أن النظر في الحديث يوجب أن النبي إنما
أراد بهذا الحديث إبانة علي رضي الله عنه من المؤمنين جميعا، وإعلامهم أن منزلته في
التفضيل عليهم والتقدم لهم بمنزلته عليه السلام. ففكروا في هذا الحديث، فما أبين
دلائله وأوضح حجته وتأكيده وما أعجب قوته عند النظر فيه من جميع أسبابه ومعانيه.
[وفكروا أيضا في] قول عمر - له عندما سمع [من النبي صلى الله عليه وآله وسلم] هذا
الحديث - بخ بخ [لك] يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فهذا حديث
يؤكد بعضه بعضا ويشهد بشهادة واحدة، وينفي تحريف الشاكين والمقصرين، ويوجب قول أهل
العلم واليقين. وقد قال قوم: إن معنى الحديث إنما هو في الولاية، فمعنى قوله (من
كنت = (*)
ص 17
[...]
(هامش)
= مولاه فعلي مولاه) من كنت وليه فعلي وليه. ويدل على ذلك قول الله (ذلك بأن الله
مولى الذين آمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم) (11 / محمد: 47) فإنما أراد الله بهذه
الولاية، فخص علي بن أبي طالب بهذه الكلمة [لأنه أراد منها الرئاسة والأمارة، ولو
كان يريد منهما غير الرئاسة والأمارة من مثل المحبة والنصرة] و[كان] المؤمنون جميعا
في معنى الولاية [بهذا التفسير] داخلون، لأنهم لله ولرسوله موالون [لم يكن وجه
لتخصيصه عليا بها] كما خصت الأنصار باسم النصرة والمؤمنون جميعا في معنى النصرة
[لله] ولرسوله داخلون. [قال أبو جعفر الاسكافي]: وهذا أيضا خطأ من التأويل بدلالة
أول الحديث لأن قوله (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وبكل مؤمن ومؤمنة؟) [وهذا] يدل
[على] أنه لم يرد بذلك الولاية، لأن هذا المعنى لا يجوز أن يكون لهم، لأن الوليين
كل واحد منهما مولى صاحبه. وقوله (ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة؟ وأولى بالمؤمنين من
أنفسهم)؟ إيجاب أن للنبي عليه السلام عليهم في ذلك ما ليس لهم في التقدمة، وكذلك
علي مولاهم أنه أولى بهم جهة التقدمة، لأن آخر الكلام على أوله مردود، فمن أراد أن
يدخل في آخر الحديث معنى يزيل ما قلنا [ه] نفاه أول الحديث، ومن أراد أن يدخل في
أوله معنى غير ما وصفنا [ه] نفاه آخر الحديث، فالحديث يشهد بعضه لبعض بما قلنا،
ويوجب الحجة الواضحة بما إليه ذهبنا. = (*)
ص 18
[...]
(هامش)
= فإن قال قائل: فإذا كنتم قد أبطلتم من معنى الحديث ولاية الدين والولاء والعتق
فليس لما ذهبتم إليه معنى. قلنا لهم: قد أوضحنا لكم معنى ثالثا لو فهمتم، لأن أول
الحديث فيه ذكر كل مؤمن ومؤمنة، فيعلم أنه لم يرد بذلك زيد بن حارثة إلا بدخوله في
اسم الإيمان وما في آخره من ذكر العداوة والولاية. ولم يرد بقوله (ألست أولى بكل
مؤمن ومؤمنة) الولاية، لأن هذه منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ليست لأحد من
المؤمنين، والولاية لهم هم لها موصوفون فتلك منزلة علي بن أبي طالب. فإن قال قائل:
وبما استحق علي بن أبي طالب هذه المنزلة؟ قلنا له: إن قولكم (بما استحق علي بن أبي
طالب هذه المنزلة) بعد ما أوقفناكم وعرفتم أن النبي عليه السلام أنزله هذه المنزلة
وأبانه بهذه الفضيلة تهمة وسوء ظن بالنبي عليه السلام، لأن الذي فعل [به] النبي
عليه السلام [ذلك] قمن بذلك لم يفعله [به] إلا بالاستحقاق، ولأن النبي عليه السلام
لم يكن بالذي يتقدم بين يدي الله، فبين علي بن أبي طالب هذه البينونة ويشهره هذه
الشهرة إلا بأمر من الله، فهذا من قولكم تهمة، فإن أقمتم عليه بعد البينة كفرتم.
فإن قالوا: فدلونا على قوله (من كنت مولاه) يحتمل ما قلتم من التقدمة والابانة في
اللغة. = (*)
ص 19
[...]
(هامش)
= قلنا: ذلك ما لا يستنكر في كلامهم وتعاملهم، قد يقول الرجل للرجل إذا أراد تقديمه
وتفضيله على نفسه: فلان مولاي، يريد بذلك أنه سيدي والمتقدم علي والبائن مني.
والمولى قد يكون في اللغة على طريق الولاية وعلى طريق الولاء في العتق وعلى طريق
السؤدد والابانة في الفضل، واحتمل [اللفظ] هذه الوجوه الثلاثة، فبطل الوجهان من
الحديث وثبت الثالث، وهو ما قلنا. على أنا قد بينا استحقاق علي بهذه المنزلة من
النبي عليه السلام بما قد ذكرنا من مناقبه وفضائله، فله على جميع المؤمنين التقدمة
في السؤدد، والفضل بماله عليهم من النعمة والمنة والشرف، وذلك لأن النبي صلى الله
عليه وسلم مولى المؤمنين جميعا بالسؤدد، لأن به تخلصوا من الضلال ودخلوا في نعمة
الإسلام، حتى استنقذهم بدعائه وأمره وقيامه وصبره في ساعات الخوف والضيق من شفا
الحفرة ومعاطب الهلكة. ولعلي الفضل عليهم بذبه عنهم بسيفه وقيامه بالاصطلاء بحروب
عدوهم منة ونعمة استحق بها عليهم السؤدد والتقدم، لأنه قوى بذلك عزائمهم، وأزال
الشكوك بفعله عنهم وثبت يقينهم، وحامى عن أنفسهم وأموالهم في مواقف مشهورة قد ذكرنا
بعضها ثم حفظه لما جاء به النبي عليه السلام من الدين والسبق وعنايته بذلك ينبه =
(*)
ص 20
[...]
(هامش)
= عاقلهم ويعلم جاهلهم ويقيم الحجة على معاندهم، وسنذكر فضله عليهم في العلم في
موضعه. وقال العلامة أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري المقرئ المتوفى سنة 833
في (أسمى المناقب) ص 22 ط بيروت بعد نقل حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) ما لفظه:
هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي عليه
السلام، وهو متواتر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الجم الغفير عن الجم
الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم، فقد ورد مرفوعا عن
أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام والعباس بن
عبد المطلب وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وبريدة بن الحصيب وأبي هريرة وأبي سعيد
الخدري وجابر بن عبد الله وعبد الله ابن العباس وحبشي بن جنادة وعبد الله بن مسعود
وعمران بن حصين وعبد الله بن عمر وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي
وأسعد بن زرارة وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان
وسمرة بن جندب وزيد بن ثابت وأنس بن مالك وغيرهم من الصحابة وصح عن جماعه منهم ممن
يحصل القطع بخبرهم. وثبت أيضا أن هذا القول كان منه صلى الله عليه وسلم يوم غدير
خم، وذلك = (*)
ص 21
وفيه أحاديث:
منها حديث بريدة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع
الأحاديث) (ج 7 ص 671 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بريدة! ألست
أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه (حم، حب) وسمويه (ك، ض) عن ابن
عباس عن بريدة رضي الله عني. ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في (المطالب العالية)
(ج 4 ص 59) قال: بريدة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية واستعمل
علينا عليا
(هامش)
= في خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حقه ذلك اليوم، وهو الثامن عشر من شهر
ذي الحجة سنة إحدى عشرة لما رجع صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع. وقال أيضا
المؤلف المذكور في كتابه (أسنى المطالب) ص 48 مثله، إلا أن فيه (ويثبت أيضا). أقول:
لفظة (إحدى) زائدة، والصواب السنة العاشرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حج بالناس
في السنة العاشرة من الهجرة النبوية. (*)
ص 22
فلما جئناه قال: كيف رأيتم صاحبكم؟ قال: فأما شكوته وإما شكاه غيري، فرفعت رأسي
وكنت رجلا مكبابا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت
مولاه فعلي مولاه. ومنهم العلامة الشيخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن
كثير الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 774 في كتابه (السيرة النبوية) (ج 4 ص 415 ط دار
الإحياء في بيروت) قال: وقال الإمام أحمد: حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا ابن أبي
غنية، عن الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن
فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته،
فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى
يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وكذا رواه النسائي عن أبي داود
الحراني، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الملك بن أبي غنية بإسناده نحوه. وهذا
إسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في (مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 38) قال: في الخصائص عن ابن عباس قال:
حدثني بريدة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا على اليمن، فذكرت عليا فرأيت
منه جفوة فبغضته، فجعل رسول الله
ص 23
يتغير وجهه وقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله .
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وفي رواية: يا بريدة لا تقع في علي، فإن عليا مني
وأنا منه وهو وليكم بعدي. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل
محمد) (ص 456 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: (النسائي) أخبرنا أبو كريب محمد بن
العلاء الكوفي، قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش، عن سعيد بن عمير، عن ابن
بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل علينا عليا، فلما
رجعنا سألنا: كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإما شكوته أنا وإما شكاه غيري، فرفعت رأسي
وكنت رجلا مكبابا وإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احمر، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي وليه. وقال أيضا في ص 581: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم من كنت مولاه فعلي مولاه.
أخرجه في مسنده الإمام أحمد بن حنبل، وأخرجه الطبراني في (الكبير) وسمويه والحاكم
وأبو حاتم هم جميعا بالإسناد عن بريدة وابن عباس. وقال أيضا في ص 582: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
ص 24
قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخبرنا هذا الحديث أبو داود
وقال: حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا عبد الملك ابن أبي عيينة، قال أخبرنا الحكم عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن
فرأيت منه جفوة، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فتنقصته، فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه فقال... وقال أيضا: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يا بريدة من كنت مولاه فعلي مولاه. أخبرنا هذا الحديث في (سنن) النسائي
بإسناده عن محمد بن المثنى، قال حدثنا أبو أحمد، قال أخبرنا عبد الملك بن أبي
عيينة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: حدثني بريدة قال: بعثني النبي
صلى الله عليه وسلم مع علي رضي الله عنه إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما رجعت شكوت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
متغيرا إلي وقال - فذكره.
ومنها حديث علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم:
ص 25
منهم العلامة أبو الفداء في (السيرة النبوية) (ج 4 ص 420 ط دار الإحياء في بيروت)
قال: وقال ابن جرير: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا أبو عامر العقدي، وروى ابن أبي
عاصم، عن سليمان الغلابي، عن أبي العقدي، حدثنا كثير بن زيد، حدثني محمد بن عمر بن
علي، عن أبيه، عن علي أن رسول الله حضر الشجرة بخم. فذكر الحديث وفيه: من كنت مولاه
فإن عليا مولاه. وقد رواه بعضهم عن أبي عامر، عن كثير، عن محمد بن عمر بن علي، عن
علي منقطعا. وقال في ص 421: وقال عبد الله بن أحمد: حدثني حجاج بن الشاعر، حدثنا
شبابة، حدثنا نعيم ابن حكيم، حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي، أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فزاد الناس بعد:
وال من والاه، وعاد من عاداه. روى أبو داود بهذا السند حديث المخدج. ومنهم الحافظ
أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الدولابي المتوفى سنة 310 أو سنة 320
في كتاب (الذرية الطاهرة) (ض 168 ط قم) قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، نسا أبو عامر
العقدي، حدثني كثير بن زيد، عن
ص 26
محمد بن عمر بن علي، عن علي: أن النبي صلى الله عليه وآله مسلم حضر الشجرة بخم قال:
فخرج آخذا بيد علي فقال: أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من
أنفسكم وإن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فإن عليا مولاه - أو
قال: فإن هذا مولاه، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وأهل بيتي.
ومنها حديث سيدتنا فاطمة
رواه جماعة من العامة في كتبهم: منهم العلامة شمس الدين
محمد بن محمد بن محمد الجزري في (أسمى المناقب) (ص 32 ط بيروت) قال: وألطف طريق وقع
بهذا الحديث وأغربه ما: حدثنا به شيخنا خاتمة الحفاظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن
المحب المقدسي مشافهة [قال]: أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم
المقدسية، عن أبي المظفر محمد بن فتيان المسيني، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر
الحافظ، أنبأنا ابن عمة والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد
المديني بقراءتي عليه، أنبأنا ظفر بن داعي العلوي باستراباذ، أنبأنا والدي وأبو
أحمد ابن مطرف المطرفي قالا: حدثنا أبو سعيد الادريسي إجازة - فيما أخرجه في تاريخ
استراباذ - حدثني
ص 27
محمد بن محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند - وما كتباه
إلا عنه - حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر
الأهوازي مولى الرشيد، حدثنا بكر بن أحمد القصري، حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى
الرضى، حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى ابن جعفر، قلن حدثتنا فاطمة بنت
جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن
الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي
صلى الله عليه وسلم، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ورضي عنها،
قالت: أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه
فعلي مولاه؟ ومنهم العلامة المذكور في كتابه (أسنى المطالب) (ص 49 ط بيروت) قال:
حدثنا به شيخنا خاتمة الحفاظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب المقدسي مشافهة،
أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم المقدسية، عن أبي المظفر محمد
بن فتيان بن المسيني، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا ابن عمة
والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد المديني بقراءتي عليه،
أخبرنا ظفر بن داعي العلوي باستراباد، أخبرنا والدي وأبو أحمد بن مطرف المطرفي،
قالا حدثنا أبو سعيد الادريسي إجازة فيما أخرجه في تاريخ استراباد، حدثني محمد بن
محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد
ص 28
هارون الرشيد بسمر قند وما كتبناه إلا عنه، حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني
حدثنا علي بن محمد بن جعفر الأهوازي مولى الرشيد حدثنا بكر بن أحمد القصري حدثتنا
فاطمة بنت علي بن موسى الرضا، حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر،
قلن: حدثتنا فاطمة فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي،
حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن أم
كلثوم بنت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ورضي عنها، قالت: أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم:
من كنت مولاه فعلي مولاه. وهكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في (المسلسل
بالأسماء) قال: وهذا الحديث مسلسل من وجه آخر، وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن
عمة لها، فهو رواية خمس بنات أخ كل واحدة منهن من عمتها.
ومنها حديث الإمام جعفر
الصادق عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
ص 29
فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الشيرازي الحسيني الشافعي في
(توضيح الدلائل) (ص 196 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده رضي الله تعالى عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمم علي بن أبي
طالب كرم الله تعالى وجهه عمامته السحاب فأرخاها من بين يده ومن خلفه، ثم قال صلى
الله عليه وآله وسلم: أقبل، فأقبل ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم أدبر فأدبر، فقال
صلى الله عليه وآله وسلم هكذا جاءني الملائكة. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من
خذله. فقال حسان: يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، ثم أنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
بأني
مولاكم نعم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن
تجدن منا لك اليوم عاصيا
هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا
فقال
له قم يا علي فإنني * نصبتك من بعدي وليا وهاديا
رواه الزرندي والصالحاني أيضا،
ولفظه: عن عبد الله بشر المازني قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم
غدير خم إلى علي كرم الله تعالى وجهه فدعاه ثم عممه وأسدل العمامة بين كتفيه، وقال
صلى الله عليه وآله وسلم: هكذا أمدني
ص 30
ربي يوم خيبر ويوم بدر بملائكة معممين قد أسدلوا العمائم، فقال صلى الله عليه وآله
وسلم: يا أيها الناس من كنت مولاه فهذا مولاه، والى الله والاه وعادى الله من عاداه
ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 450 نسخة مكتبة
السيد الأشكوري) قال: (أخرج) ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره: إن سفيان بن
عيينة سئل عن قوله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع بالكافرين) فيمن نزلت؟ فقال للسائل:
لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عبد جعفر بن محمد عن آبائه
رضي الله عنهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس
فاجتمعوا، فأخذ بيد علي رضي الله عنه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فشاع ذلك فطار
في البلاد، وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ناقة له، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها، فقال: يا محمد أمرتنا عن الله عز وجل
أن نشهد أن لا إله الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسة فقبلنا
منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلناه، وأمرتنا بالحج
فقبلناها، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت ضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت: من كنت مولاه
فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله عز وجل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي
لا إله إلا هو إن هذا من الله عز وجل. فولى الحارث بن النعمان الفهري يريد راحلته
وهو يريد أن يركب ناقته ويقول:
ص 31
اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا بحجارة من السماء أو اتنا بعذاب أليم،
فما وصل إلى راحلته رماه الله عز وجل بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره
فقتله، فأنزل الله عز وجل (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله
ذي المعارج).
ومنها حديث البراء
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: منهم العلامة
شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي في (توضيح الدلائل (ص 197 مصورة مكتبة الملي
بفارس) قال: وعن البراء بن عازب، قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع، حتى إذا كنا بغدير خم يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة، فنودي فينا
الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فأخذ النبي صلى الله عليه
الله وسلم بيد علي كرم الله تعالى وجهه ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب (رض) بعد ذلك فقال له: هنيئا لك
يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. هذه إحدى رواياته، وفي رواية
له: صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من
ص 32
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم أعنه وأعن به وارحمه وارحم به وانصره وانصر به اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه. رواه الزرندي عن الحافظ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين
البيهقي رحمهما الله تعالى وقال أيضا في ص 195: عن البراء بن عازب (رض) قال: كنا
عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة
جماعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تحت شجرة، فصلى الظهر وأخذ بيد
علي كرم الله تعالى وجهه وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا:
بلى. فأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي
طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. ومنهم العلامة السيد عبد القادر محمد
الحسني الشافعي في (عيون المسائل) (ص 84 ط مطبعة السلام بالقاهرة) قال: وروي الإمام
أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه إن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه لقي عليا بعد ذلك، فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل
مؤمن ومؤمنة.
ص 33
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في (تلخيص المتشابه في
الرسم) (ط دمشق ج 1 ص 244) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد
بن عبد الله الشافعي (ح) وأخبرنا الحسين بن أبي طالب - واللفظ لحديثه - ثنا أحمد بن
إبراهيم بن شاذان، قالا حدثنا محمد بن الحسين بقن حميد بن الربيع، ثنا أحمد بن يحيى
الصوفي، حدثنا إبراهيم بن محمد - وهو ابن ميمون - عن أبي حنيفة سائق الحاج سعيد بن
بيان، عن أبي إسحق، عن البراء قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدير
قام في الظهيرة فأمر بقم الشجرات، ثم جمعت له أحجار وأمر بلالا فنادى في الناس،
فاجتمع المسلمون فصد رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك الأحجار فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: (أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه وأبغض من أبغضه وأحب من أحبه وعز من نصره). قال أبو إسحاق: قال البراء: في
يوم صائف شديد حده حتى جعل الرجل من بعض ثوبه تحت قدمه وبعضه على رأسه، فلما هم
بالنزول قال: ألستم تشهدون أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه
فعلي مولاه. رواه أبو الحسين بن البواب المقرئ، عن محمد بن الحسين بن حميد، فوهم
فيه وهما قبيحا، قال عن أبي حنيفة، عن سعيد بن بيان. وأخرجه في جمعه
ص 34
لحديث أبي حنيفة النعمان بن ثابت. ومنهم العلامة حسام الدين المردي في (آل محمد) (ص
73 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: في (جامع الأنساب): روي صاحب كتاب
(مودة القربى) يرفعه بسنده عن البراء قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع، فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعه، فجلس رسول الله صلى الله عليه
وسلم تحت شجرة وأخذ بيد علي وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا
رسول الله. فقال من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا علي أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة وفيه
نزلت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية. وفيه أيضا ص 77: قال: روى
الإمام أحمد بن حنبل يرفعه بسنده عن البراء وعن عمر وعن شعيب أنه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فرفع يد
علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من
نصره وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه. وقال في ص 74: روى الإمام أحمد في مسنده يرفعه
بسنده عن البراء قال: إن النبي صلى الله
ص 35
عليه وسلم لما نزل بغدير خم أخذ بيد علي - [في مشكاة المصابيح]. وأيضا أخرجه أحمد
بسنده عن زيد بن أرقام وعن عطية العوفي وعن ابن ميمون وعمر بن الخطاب قال: قال
النبي صلى الله وسلم: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال:
ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال: اللهم من كنت مولاه
فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا
علي أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وفيه أيضا ص 74: قال صاحب المذهب الإمام أحمد بن
حنبل في (مسنده)، قال حدثنا عفان، قال حدثنا حماد بن سلمة، عن زيد بن علي بن ثابت،
عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره، فنزلنا بغدير
خم ونودي فينا الصلاة جامعة، فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال: ألستم تعلمون أني أولى
بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن، من نفسه؟
قالوا: بلى، آخذا بيد علي فقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب (رض) فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب
أصبحت مولى كل مؤمن مؤمنة. وقال في هامشه: رواه في مسند الإمام أحمد بن حنبل يرفعه
بسنده عن البراء وعن عمر بن الخطاب، وأخرجه أيضا الثعلبي هذا الحديث بلفظه عن
البراء.
ص 36
وقال أيضا في ص 75: روى الإمام أحمد بن حنبل في (مسنده) أنه ذكر حديث غدير خم بسنده
عن البراء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم: في حجة الوداع، فنزلنا بغدير خم
فنودي الصلاة جامعة، فصلينا الظهر مع النبي وأخذ بيد علي وقال: ألستم تعلمون أني
أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فرفع يد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاة،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال:: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: يا علي
أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه أحمد أيضا، أخرجه في المناقب من حديث عمر وزاد:
انصر من نصره وأحبب من أحبه. قال شعيب: قال: أبغض من أبغضه. وقال أيضا في ص 456:
أخرجه أبو نعيم الحافظ وابن المغازلي وذكره أيضا الإمام أبو إسحاق الثعلبي في كتابه
هم جميعا يرفعه بسنده إلى عن البراء بن عازب في قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك) أي بلغ من فضائل علي، نزلت في غدير خم، فخطب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. فقال عمر (رض): بخ بخ لك يا علي أصبحت
مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ذكره في فضائل أمير المؤمنين.
ص 37
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخوافي [الحافي] الحسيني نسبا والشافعي
مذهبا في (التبر المذاب) (ص 41 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وعن البراء بن عازب
قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر لنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة
جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه
السلام وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. فقال: اللهم
من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر بعد ذلك
فقال له: هنيئا لك أبا الحسن أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ومنهم
العلامة هبة الدين بن عبد الله المعروف بابن سيد الكل في (الأنباء المستطابة) (ص 64
نسخة جستربيتي) قال: ومن ذلك ما روى البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في حجة الوداع، حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا أن الصلاة جامعة،
وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فأخذ النبي بيد علي بن أبي طالب ثم
قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. ثم قال: ألست أولى بكل مؤمن من
نفسه. قالوا: بلى. ثم قال: أليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا
مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال
هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
ص 38
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني المتوفى سنة 954 في (ابتسام البرق
في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق) (ط بيروت ص 256) قال: فمن روايات أهل
البيت عليهم السلام وشيعتهم ما رووه بالإسناد عن البراء بن عازب قال: أقبلت مع
النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فكنا بغدير خم فنودي أن الصلاة جامعة،
وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ألست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه. فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل
مؤمن ومؤمنة. ومنهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري المتوفى سنة 499 في
الأمالي (ط القاهرة ج 1 ص 145) قال: وبالاسناد المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين
أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله، قال أخبرنا الشيخ الإمام أحمد بن
الحسن بن بابا الأذوني قراءة عليه، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله
تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه
في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد المعدل، قال
أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال
حدثنا زيد بن عوف وأبو سلمة، قالا حدثنا حماد بن سلمة عبد علي بن زيد، عن علي بن
ثابت، عن
ص 39
البراء قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع، فكنا بغدير
خم فنودي فينا أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين،
فأخذ بيد علي السلام فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول
الله. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من واليت وعاد من عاديت. فلقيه عمر
فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. ومنهم العلامة
الشيخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي
الشافعي الدمشقي المولود سنة 701 والمتوفى سنة 744 في كتابه السيرة النبوية (ج 4 ص
416 ط دار الإحياء بيروت) قال: وقال ابن ماجة: حدثنا علي بن محمد، أخبرنا أبو
الحسين، أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء
بن عازب، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التي حج، فنزل
في الطريق، فأمر الصلاة جامعة. فأخذ بيد علي فقال: ألست بأولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا بلى. قال: ألست بأولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا بلى. قال فهذا ولي من أنا
مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وكذا رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن علي
بن زيد بن جدعان، عن عدي، عن البراء وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان:
حدثنا هدبة، حدثنا حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون، عن عدي بن ثابت، عن
البراء، قال: كنا
ص 40
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول
الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليا وأخذ بيده، فأقامه عن يمينه فقال: ألست أولى بكل امرئ من
نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة!
ومنها حديث زيد بن أرقم
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: منهم العلامتان
الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 6 ص 591 ط
دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من
والاه، وعاد من عاداه، وأعز من نصره، وأعن من أعانه (طب) عن عمرو بن مرة وزيد بن
أرقم رضي الله عنه معا. ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة بدوي في (العشرة المبشرون
بالجنة) (ص 206 ط محمد علي صبيح بمصر) قال: وأخرج الترمذي عن أبي سريحة أو زيد بن
أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله
ص 41
وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ومنهم
العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح
الدلائل (ص 197 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه
يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات
عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلى،
ثم قام صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا فحمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر ووعظ وقال
ما شاء الله أن يقول، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس إني تارك فيكم
أمرين لن تضلوا أين اتبعتموها: كتاب الله، وأهل بيتي عترتي. ثم قال صلى الله عليه
وآله وسلم: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم - ثلاث مرات - فقال الناس: نعم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني المتوفى سنة 954 في (ابتسام البرق في شرح منظومة
القصص الحق في سيرة خير الخلق (ص 256 ط بيروت) قال: ورووا بالأسانيد إلى زيد بن
أرقام قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس
دوحات عظام، فقام تحتهن فأناخ صلى الله عليه وآله وسلم عشية، فصلى ثم قام خطيبا،
فحمد الله وأثنى عليه وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم
أمرين لن تضلوا ما اتبعتموهما، القرآن وعترتي
ص 42
أهل بيتي. ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم فقال صلى الله
عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال رجل من القوم: ما يألو أن يرفع ابن
عمه. وقال أيضا في ص 257: وفي المستدرك: بالإسناد إلى زيد بن أرقم قال: لما رجع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقمن،
ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب
الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم
قال: إن الله عز وجل مولاي، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه. ومنهم
العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 74 نسخة مكتبة السيد
الأشكوري) قال: في مسند الإمام أحمد بن حنبل قال: حدثنا عفان، قال حدثنا أبي عوانة،
قال حدثنا المغيرة، عن أبي عبيدة وعن ابن ميمون بن عبد الله وعن زيد بن أرقم قال:
نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي غدير خم، فخطبنا فقال: ألستم تعلمون
أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه. وقال أيضا في ص 76: روى النسائي في سننه يرفعه بسنده عن
زيد بن أرقم - قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد،
ص 43
قال حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله، قال زيد بن أرقام: قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل
مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه
فهذا مولاه - وأخذ بيد علي. وقال أيضا في ص 447: (الترمذي) حدثنا محمد بن بشار، قال
حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن
أبي سريحة أو زيد ابن أرقم [شك شعبة] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت
مولاه فعلي مولاه. وروى شعبة هذا الحديث عن ميمون عن زيد بن أرقام عن النبي صلى
الله عليه وسلم، وأبو سريحة وهو حذيفة بن أسيد. رواه الإمام أحمد بن حنبل. وفي
(مشكاة المصابيح) عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم [قال]: من كنت مولاه
فعلي مولاه. (رواه ابن ماجة) يرفعه بسنده عن سعد بن أبي وقاص وعن البراء، وأيضا
الإمام أحمد عن بريدة والترمذي والنسائي، وأيضا هم جميعا يرفعه بسنده إلى عن زيد بن
أرقم. وقال أيضا في ص 452: وفي كتاب (مودة القربى) يرفعه بسنده إلى عن أبي عبد الله
الشيباني قال: بينما أنا جالس عند زيد بن أرقام في مسجد أرقم إذ جاء رجل فقال: أيكم
زيد بن أرقم؟ فقال القوم: هذا زيد. فقال: أنشدك بالذي لا إله إلا هو أسمعت رسول
الله
ص 44
صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه؟ قال: نعم. ومنهم العلامة يحيى بن الموفق الشجري في (الأمالي) (ج 1 ص 145 ط
القاهرة) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في
جامع البصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد بن كثير الكوفي العامري،
قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عباس بن عبد الله، قال
حدثنا سليمان بن قرة، عن سلمة بن كهيل، قال حدثنا أبو الطفيل أنه سمع زيد بن أرقم
يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات
عظام، فقام تحتهن فأناخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيته يصلي، ثم قام
خطيبا فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس
إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما اتبعتموهما، القرآن وأهل بيتي عترتي. ثم قال:
تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فإن عليا مولاه. وبإسناده قال: وحدثنا سليمان بن
قرة، عن محمد بن السائب، قال حدثني عبد الله بن بأقل اليماني، قال: كنت عند زيد بن
أرقام إذ أتاه رجل على بغلة فنزل
ص 45
ثم قال: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أنا زيد بن أرقم،
فأعادها الرجل عليه، فقال زيد: أنا زيد بن أرقم، فأعادها الرجل عليه، فقال زيد: أنا
صاحبك الذي تريد فما حاجتك؟ قال: حدثني ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في ولاية علي ولا تذكره عن غيره إن لم تكن سمعته منه. فقال زيد: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم عند الدوحات وهن غدير خم يقول: ألستم تعلمون أني أولى
بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. فقال رجل من
القوم: ما يألو أن يرفع ابن عمه. ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني
الشافعي المتوفي سنة 365 في (الكامل في الرجال) (ج 6 ص 2408 ط دار الفكر بيروت)
قال: أخبرنا الساجي، ثنا بندار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن ميمون أبي عبد
الله، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وفيه أيضا ص 2102 قال: حدثنا ابن ذريح، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الفضل بن
دكين، عن كامل أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن أبي جعدة، عن زيد ابن
أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي
مولاه.
ص 46
ومنهم العلامة أبو نعيم أحمد بن عبد الله في (معرفة الصحابة) (ص 160 مصورة ايرلند)
قال: روي بإسناده عن زيد بن أرقام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ومنهم العلامة المؤرخ الشيخ
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي الدمشقي المولود سنة 701
والمتوفى سنة 774 في السيرة (النبوية) (ج 4 ص 416 ط بيروت) قال: وقد روى النسائي في
سننه، عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن حماد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن حبيب بن
أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقام قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه
وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت،
إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما
فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن. ثم
أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت
لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه
بعينه وسمعه بأذنيه. وقال أيضا في ص 418 في حديث زيد بن يثيع:
ص 47
قال عبد الله: وحدثنا علي، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي
الطفيل، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال في ص 421 بعد نقل
حديث أبي الطفيل: (ما سمعه عن علي عليه السلام في الرحبة من المناشدة) إن أبا
الطفيل قال: فخرجت كأن في نفسي شيئا، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا
يقول كذا وكذا. قال: فما تنكر؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له:
هكذا ذكره الإمام أحمد في مسند زيد بن أرقم رضي الله عنه. ورواه النسائي من حديث
الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقام به. وقد تقدم. وأخرجه
الترمذي عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي
سريحة - أو زيد بن أرقم شك شعبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت
مولاه فعلي مولاه. ورواه ابن جرير عن أحمد بن حازم، عن أبي نعيم، عن كامل أبي
العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقام. وقال الإمام أحمد:
حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبد الله،
قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله منزلا يقال له وادي خم، فأمر
بالصلاة فصلاها بهجير. قال: فخطبنا وأظل رسول الله بثوب على شجرة ستره من الشمس،
فقال:
ص 48
ألستم تعلمون - أو ألستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن
كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم رواه أحمد عن
غندر، عن شعبة، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم إلى قوله: من كنت مولاه فعلي
مولاه. قال ميمون: حدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وهذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن، وقد
صحح الترمذي بهذا السند حديثا في الريث.
ومنها حديث سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من
علماء العامة في كتبهم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري المتوفى سنة
711 في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 130 نسخة اسلامبول) قال: روى عن سعد وقاص قال:
أما والله إني لأعرف عليا وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشهد أنه قال
لعلي يوم غدير خم ونحن قعود معه فأخذ بضبعه ثم قال: أيها الناس من مولاكم؟ قالوا:
الله ورسوله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه. وفي
حديث الحارث بن مالك: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص،
ص 49
فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: [شهدت] له أربعا لأن يكون لي واحد منهن أحب إلي من
الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
أبا بكر ببرائة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر
فخذها فبلغها، ورد علي أبا بكر، فرجع أبو بكر فقال لرسول الله: أنزل في شيء؟ قال:
لا إلا خير إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني - أو قال: من أهل بيتي -.
[الثانية] قال: فكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنودي فينا ليلا ليخرج من في
المسجد إلا آل رسول الله وآل علي. قال: فخرجنا نجر نعالنا، فلما أصبحنا أتى العباس
النبي فقال: يا رسول الله أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام، أن الله هو الذي
أمر به. والثالثة إن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر وسعد إلى خيبر، فخرج عمر
وسعد فرجع عمر فقال رسول الله: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله (إلى أن قال) فدعا عليا فقالوا: إنه أرمد، فجيئ به يقاد، فقال له: افتح
عينيك. قال: لا أستطيع. قال: فتفل في عينيه ريقه ودلكهما بإبهامه وأعطاه الراية.
والرابعة يوم غدير خم، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبلغ ثم قال: أيها الناس
ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات؟ قالوا: بلى؟ قال:
ص 50
ادن يا علي، فرفع يده، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى نظرت إلى بياض
إبطيه، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. حتى قالها ثلاث مرات. وقال أيضا: ومن حديث
الحارث بن مالك قال: أتيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة - إلى أن قال
-: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبلغ، ثم قال: أيها الناس ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات، قالوا: بلى. قال: ادن يا علي، فرفع يده ورفع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال: من كنت مولاه فعلي
مولاه، قالها ثلاثا. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص
197 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن سعد بن أبي وقاص (رض) وقد سئل عن مقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيهم يوم غدير خم قال: نعم قام فينا الظهيرة فأخذ بيد علي
بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد
من عاداه. قال: فقال أبو بكر وعمر: أصبحت وأمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن
ومؤمنة. رواهما الصالحاني. ومنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في
(جامع الأحاديث) (ج 9 ص 366 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت
وليه فإن عليا وليه (بز) عن سعد.