الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج24)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وعلى آله وذريته الطاهرين، إلى قيام يوم الدين. وبعد: نقدم إليه الملأ العلمي المجلد الرابع والعشرين من الموسوعة الكبرى (ملحقات الاحقاق) الجامعة لفضائل أهل البيت عليهم السلام المروية في أمهات الكتب الإسلامية، نقدمه في وقت يغمرنا الأسى واللوعة بفقد مؤلفها العظيم سماحة السيد الوالد المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي قدس سره العزيز. فقد لبى نداء ربه في سابع شهر صفر سنة 1411 ه‍، وتركنا والعالم الإسلامي نلمس الفجوة السحيقة التي وجدت بوفاته ولا يملأها شيء عبر الأعوام والسنين. لقد واصل هذا الانسان الدؤوب المتفاني في حب آل الرسول عليهم الصلاة

ص 4

والسلام، منذ نحو أربعين سنة في تهيئة المواد والمصادر لموسوعته (ملحقات الاحقاق)، فتتبع فهارس المخطوطات الصادرة لمكتبات العالم واستخرج منها ما يخص الموضوع وسعى جادا في تصويرها، وهكذا جد في الحصول على ما يطبع من المصادر في البلدان الإسلامية والعربية والأوربية، فزادت قائمة المصادر المرجوع إليها في تهيئة مجلدات هذه الموسوعة الألف كتابا من مؤلفات أعلام المفسرين والمحدثين والمؤرخين من مختلف المذاهب الإسلامية. إن هذا الجد الحثيث ما هو نموذج من أدلة ولائه لأهل البيت عليهم السلام الذي كان يعايشه منذ بدايات عمره وكانت تتجلى في مختلف المجالات الدينية والعلمية التي كان يمارسها طيلة حياته. إنه كان يسر أيما سرور حينما كنت أريه ما يخرج من الطبع من ملازم موسوعته هذه، وربما تتناثر على خديه قطرات دموع الشوق الدالة على شدة فرحه لما خرج من أدلة آيات ولائه لأسياده السادة المعصومين عليهم السلام. ويكفينا دليلا على أهمية هذه الموسوعة في نفسه، وصاياه المتكررة بإصدار مجلداتها تباعا والاهتمام بطبعها وإخراجها بالسرعة المتيسرة. فإنه - رضوان الله تعالى عليه - كان يؤكد هذه الوصية في كل مناسبة ويطلب منا أن نجعل ذلك في رأس قائمة الأعمال التي بدأها. وعندما توفي السيد الوالد واجهتنا عدة مشاكل نتيجة لفقده المفاجئ (قده)، وكان أهمها المشكلة المالية التي سببت توقف كثير من الأعمال العلمية والحوزوية المدارة من قبله، ومنها العمل في هذه الموسوعة، فرؤي في المنام أنه يطلب التأكيد على الاستمرار في إخراج بقية مجلدات كتابه العظيم وعدم التوقف عنه بأي شكل ممكن. هذه الرؤيا الصادقة حثتني على العود إلى السعي في تهيئة المقدمات اللازمة

ص 5

لطبع الكتاب بالرغم من مواجهة الصعوبات المالية وغير المالية، وها هو - ولله الحمد والمنة - المجلد الرابع والعشرون ينشر كما انتشرت المجلدات الماضية وستصدر بعونه تعالى المجلدات الباقية تباعا. إننا نبتهل إلى الله تعالى أن يمن علينا - ببركات وجود إمامنا ومولانا الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأدعية السيد الوالد قدس الله نفسه الزكية - ويوفقنا لإصدار ما تبقى من مجلدات هذا السفر الخالد، لكي نوفق لأداء بعض الحق الأبوي والروحي تجاه سيدنا الراحل تغمده الله بشآبيب رحمته ورضوانه. وهنا أنتهز الفرصة لتقديم الشكر المتواصل للذين آزرونا بشتى نواحي المؤازرة في إعداد هذا الكتاب وإخراجه، وأسأله عز شأنه أن يمن علينا وعليهم بالتوفيق لخدمة الدين والعلم والسير في طريق الهدى والسداد وهو الموفق والمعين. قم - 6 ذي الحجة 1411 ه‍ السيد محمود المرعشي النجفي

ص 6

الفهرس

ص 1

بسم الله الرحمن الرحيم (وبه نستعين)

مستدرك الآيات النازلة في الكتاب الكريم في شأن أهل البيت عليهم السلام

قد تقدمت الآيات النازلة في حق أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين في المجلدات الماضية من هذه الموسوعة الكبرى. ونستدرك في هذا المجلد - وهو المجلد الرابع والعشرون - عن كتب أعلام العامة التي لم ننقل عنها فيما سبق. ونسأل الله عز وجل التوفيق وعليه التكلان.

ص 2

الآية الأولى قوله تعالى: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) [سورة آل عمران: 61]

قد تقدمت الأحاديث في شأن أهل البيت عليهم السلام من كتب العامة في ج 3 ص 46 وج 9 ص 70 وج 14 ص 31 عن جماعة، ونستدرك ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك (1)

(هامش)

(1) قال الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) ص 260 ط دار الجيل بيروت - قال: ثم يقول صاحب الكتاب سالف الذكر وهو كتاب (حياة أمير المؤمنين)، في حديثه عن آية المباهلة: فيقول - وقوله الحق - (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل: تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) = (*)

ص 3

[...]

(هامش)

= فدعا الرسول - كما يحدث بذلك مسلم والترمذي - عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، وقال: (اللهم هؤلاء أهلي) وقد روى الرازي في تفسيره الكبير أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليه مرط من شعر أسود، وقد أخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها، وهو يقول: إذا دعوت فأمنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. بهذا النفر القليل من عترته الطاهرة بأهل النبي نصارى نجران فبهلهم، ورجعوا مأخوذين بروحانيتهم معتقدين الهلاك والدمار إذا هم مضوا في المباهلة، تقدم النبي الكريم إلى النصارى بريحانتيه العباقتين الحسن والحسين، غير مقتصر على أحدهما، لأن لكل منهما منزلته ومكانته، فلا يمثل أحدهما الآخر، وإنما هما نظيران وندان.. لذلك تراه قد دعاهما معا ممثلا بهما الأبناء، ولو كان في الأمة الإسلامية من من يساويهما لدعاه كما دعاهما ولما لم يكن في النساء من يقاس في بضعته الزهراء، نرى الرسول الأعظم يستغني بوجودها عن وجود غيرها، فكأنه صلى الله عليه وسلم إذ دعاها دعا النساء جمعاء، لأنها أم الأئمة وسيدة نساء هذه الأمة. أما علي فقد دعاه الرسول ليمثل بنفسه نفس النبي، لأنه وصيه وخليفته وولي عهده، عهده، فهو باستطاعته أن يمثله ويقوم مقامه. ماذا بقي لي لأقوله بعد هذا؟ لا شيء، فقد استبان الحق ووضحت السبيل، وعلم من هم أهل البيت؟ وقال العلامة شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في (علم الحديث) (ص = (*)

ص 4

وفيه أحاديث:

منها حديث علي عليه السلام

رواه جماعة من الأعلام: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الشافعي الحسيني في (توضيح الدلائل) (ص 156 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وروى الإمام الخطيب عن أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسين. ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ص 14 ج 3 والنسخة مصورة من مخطوطة جستربيتي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا عاصم بن الحسن بن محمد، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبر أبو العباس بن عقدة، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا ابنا هاشم بن المنذر، عن الحرث بن حصيرة، عن أبي صادق،

(هامش)

= 267 ي دار الكتب العلمية ببيروت): ولما أراد أن يباهل أهل نجران أخذ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وخرج ليباهل بهم. (*)

ص 5

عن ربيعة بن ناجد، عن علي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر مثل ما تقدم عن كتاب (توضيح الدلائل).

ومنها حديث سعد بن أبي وقاص

رواه جماعة من أعلام القوم: فمنهم العلامة الشيخ يس بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في كتابه (الأنوار القدسية) (ص 22 ط السعادة بمصر) قال: وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص (رض) قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى سنة 925 ه‍ في كتابه (غاية المرام) (ص 71 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: قال سعد بن أبي وقاص: لما نزلت قوله تعالى (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فذكر مثل ما تقدم عن كتاب (الأنوار القدسية). وقال أيضا في ص 221: قال سعد بن أبي وقاص: لما نزلت قوله تعالى (قل تعالوا ندع أبناءنا

ص 6

وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فذكر مثل ما تقدم آنفا عن كتاب (الأنوار القدسية). ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني في (عيون المسائل) (ص 83) قال: وعنه أيضا رضي الله عنه في حديثه الطويل قال في آخره: لما نزلت هذه الآية: (ندعوا أبناءنا وأبناءكم) فذكر مثل ما تقدم. ومنهم صاحب كتاب (القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم) (ص 21 ي بيروت) قال: وقال في كتابه (الجواب الصحيح) في صفحة 61: وقد ثبت في الصحاح حديث وفد نجران، ففي البخاري ومسلم عن حذيفة وأخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 3 ص 213 ي دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) فذكر ما تقدم آنفا.

ص 7

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 322 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: عن سعد بن أبي وقاص في جواب معاوية لما أمره بسب جامع الفضائل والمناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء الأربعة أهلي رواه الطبري وقال: أخرجه مسلم والترمذي. ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة بدوي (العشرة المبشرون بالجنة) (ص 206 مطبعة محمد علي صبيح بمصر) قال: وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في (زهر الحديقة في رجال الطريقة) (ص 173 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال: وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص في حديث طويل قال في آخره ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) فذكر مثل ما تقدم آنفا.

ص 8

ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البتروني الحنفي في (الكوكب المضئ) (ص 43) قال: أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) فذكر مثل ما تقدم آنفا. ومنهم الشريف السيد عبد الله بن محمد الصديق بن أحمد الحسني الادريسي المؤمني الغماري الطنجي المعاصر المولود بثغر طنجة سنة 1328 في (الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج) (ص 192 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1405) قال: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي. رواه مسلم والترمذي وقال: حسن صحيح غريب، ورواه الحاكم وزاد (وأدخلهم تحت ثوبه). ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 579 في كتابه (الحدائق) (ج 1 ص 396 ط بيروت سنة 1408) قال: وقد أخرج مسلم في أفراده من حديث سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

ص 9

ومنها حديث الأزرق بن قيس

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي الدمشقي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 286 ط بيروت) قال: قال هوذة: حدثنا عوف، عن الأزرق بن قيس، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف نجران والعاقب، فعرض عليهما الإسلام فقالا: كنا مسلمين قبلك. قال: كذبتما إنه منع الإسلام منكما ثلاث، قولكما: اتخذ الله ولدا، وأكلكما الخنزير، وسجودكما للصنم. قالا: فمن أبو عيسى؟ فما عرف حتى أنزل الله عليه (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) إلى قوله (إن هذا لهو القصص الحق) [آل عمران: 59 - 63]، فدعاهما إلى الملاعنة وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين وقال: هؤلاء بني. قال: فخلا أحدهما بالآخر، فقال: لا تلاعنه، فإن كان نبيا فلا بقية، فقالا: لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك، فهل من ثالثة؟ قال الجزية، فأقرا ورجعا. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم مرسلا:

ص 10

فمنهم العلامة أبو سعيد الخادمي في (البريقة المحمودية) (ج 1 ص 212 ط القاهرة) قال: أولها آية المباهلة: (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) لأن المراد بالأنفس علي. ومنهم العلامة الشيخ عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار في (تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد) (ص 194 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: إن نصارى نجران وغيرهم من النصارى دعاهم إلى الإسلام فقالوا: أسلمنا قبلك، فكذبهم في قولهم بأنهم قالوا لله ولد وعظموا الصلب وأكلوا الخنزير، فقال شيخ منهم كبير فهيم: من أبو عيسى؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يعجل حتى يأمره الله، فأنزل الله عز وجل (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم * إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) إلى قوله (إن هذا لهو القصص الحق فلا من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم). فقرأ رسول الله (ص) عليهم ذلك، ثم دعاهم إلى المباهلة وأخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة رضوان الله عليهم، فقال واحد منهم لمن معه من النصارى: أنصف الرجل، وتشاوروا قال قائل منهم: إنه لصادق ولئن باهلتموه لنحرقن. فقالوا له: لا نبارزك، وكرهوا الإسلام وأقروا بالجزية وسألوه أن يقبلها منهم، فأجابهم إلى ذلك.

ص 11

ومنهم العلامة حسين بن نصر بن أحمد المشتهر بابن خميس في (مختار مناقب الأبرار) (ص 17) قال: ولما نزلت هذه الآية (ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم)، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 9 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) إلى (الكاذبين) قال في الكشاف: لا دليل أقوى من هذا على أن فضل أصحاب الكساء وهم علي وفاطمة والحسنان، فهذا لما نزلت عليه صلى الله عليه وسلم فاحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفها، فعلم أنهم المراد من الآية، وإن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبناءه صلى الله عليه وسلم وينسبون إليه نسبة صحيحة نابعة في الدنيا والآخرة. ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ محمد علي الصابوني المكي في (صفوة التفاسير) (ص 310 ط بيروت سنة 1406) قال: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم) أي من جادلك في أمر عيسى بعد ما وضح لك الحق واستبان (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم

ص 12

وأنفسنا وأنفسكم) أي هلموا نجتمع ويدعو كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة، وفي صحيح مسلم لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسينا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) أي نتضرع إلى الله فنقول: اللهم العن الكاذب منا في شأن عيسى، فلما دعاهم إلى المباهلة امتنعوا وقبلوا بالجزية، عن ابن عباس أنه قال: لو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا. قال أبو حيان: وفي ترك النصارى الملاعنة لعلمهم بصدقه شاهد عظيم على صحة نبوته ثم قال تعالى: (إن هذا لهو القصص الحق) أي الذي قصصناه. ومنهم العلامة صلاح الدين محمد بن شاكر الشافعي في (عيون التواريخ) (ج 1 ص 144 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: وأما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا مباهلته فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، فلما رأوهم قالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها، ولم يباهلوه وصالحوه على ألفي حلة ثمن كل حلة أربعون درهما، وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل لهم ذمة الله وعهده وشرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به. ومنهم العلامة محمد علي الأنسي في (الدرر واللآل) (ص 208 ط بيروت) قال: ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره حديث دعوة وفد نجران للمباهلة وهو الذي قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (فقل تعالوا ندع أبناءنا

ص 13

وأبناءكم) الآية. وفيه: وقد غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم محتضنا للحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبال من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا. ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 3 ص 291 ط بيروت) قال: حيث لما أنزل الله هذه الآية - قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم - الحديث. ت في التفسير (4 النساء: 9) عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عنه به، وقال: حسن صحيح غريب. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 156 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: وروي أيضا عن مجاهد قال: قلت لابن عباس رضي الله عنه: من الذين أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يباهل بهم؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين، والأنفس النبي وعلي.

ص 14

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور فوزي جعفر في (علي ومناوئوه) (ص 40) قال: ولما نزلت هذه الآية (قل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) الآية، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة أبو نعيم عبيد الله بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد الحداد الاصبهاني في (الجامع بين الصحيحين) (ص 534 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: ولما نزلت هذه الآية (قل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة شمس الدين محمد الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 387 ط بيروت) قال: معمر: عن قتادة، قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباهل أهل نجران، أخذ بيد الحسن والحسين، وقال لفاطمة: اتبعينا، فلما رأى ذلك أعداء الله رجعوا. ومنهم العلامة أبو عبد المعطي محمد بن عمر بن علي النووي الجاوي التناوي في (مراح لبيد) (ص 102 ط دار الفكر) قال: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا) أي نخرج بأنفسنا

ص 15

(وأنفسكم) أي اخرجوا بأنفسكم (نبتهل) أي نجتهد في الدعاء ونخلصه أو نلاعن بيننا وبينكم (فنجعل لعنة الله) فيما بيننا (على الكاذبين) على الله في حق عيسى وهم من يقولون أن عيسى ابن الله أو أنه إله. روي أنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدلائل على نصارى نجران ثم أنهم أصروا على جهلهم، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم فقالوا: يا أبا القاسم حتى نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك غدا، فلما رجعوا إلى قومهم قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج من بيته إلى المسجد وعليه مرط من شعر أسود محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وهو يقول لهؤلاء الأربعة: إذا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا، ثم قالوا: يا أبا القاسم رأينا أنا لا نباهلك وأن نثبت على ديننا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين، فأبوا فقال: فإني أناجزكم القتال. فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة ألفا في رجب وثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح، فصالحهم رسول الله على ذلك.

ص 16

ومنهم العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي ابن قيم الجوزي المتوفى بدمشق سنة 751 في (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) (ص 55 ط بيروت 1407) قال: فأنزل الله عز وجل (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) [آل عمران 59 - 61] فأبوا أن يقروا بذلك، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشي عند ظهره إلى الملاعنة. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الهندي في كتابه (الرحيق المختوم) (ص 414 طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وكانت وفادة أهل نجران سنة تسع من الهجرة، وقوام الوفد ستون رجلا، منهم أربعة وعشرون من الأشراف، فيهم ثلاثة كانت إليهم زعامة أهل نجران، أحدهم العاقب كانت إليه الأمارة والحكومة واسمه عبد المسيح، والثاني السيد كانت تحت إشرافه الأمور الثقافية والسياسية واسمه الايهم أو شرحبيل، والثالث الأسقف وكانت إليه الزعامة الدينية والقيادة الروحانية واسمه أبو حارثة بن علقمة. ولما نزل الوفد بالمدينة، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم سألهم وسألوه، ثم دعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن، فامتنعوا وسألوه عما يقول في عيسى عليه السلام، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه ذلك حتى نزل عليه:

ص 17

(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) [3: 59، 60، 61]. ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بقوله في عيسى بن مريم في ضوء هذه الآية الكريمة، وتركهم ذلك اليوم ليفكروا في أمرهم، فأبوا أن يقروا بما قال في عيسى، فلما أصبحوا وقد أبوا عن قبول ما عرض عليهم من قوله في عيسى وأبوا عن الإسلام، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة، وأقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميل له وفاطمة تمشي عند ظهره، فلما رأوا منه الجد والتهيؤ خلوا وتشاوروا، فقال كل من العاقب والسيد للآخر: لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك. ثم اجتمع رأيهم على تحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرهم، فجاؤوا وقالوا: إنا نعطيك ما سألتنا. فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الجزية وصالحهم على ألفي حلة ألف في رجب وألف في صفر، ومع كل حلة أوقية، وأعطاهم ذمة الله وذمة رسوله، وترك لهم الحرية الكاملة في دينهم، وكتب لهم بذلك كتابا، وطلبوا منه أن يبعث عليهم رجلا أمينا، فبعث عليهم أمين هذه الأمة أبا عبيدة بن الجراح ليقبض مال الصلح. ثم طفق الإسلام يفشو فيهم، فقد ذكروا أن السيد والعاقب أسلما بعد ما رجعا إلى نجران، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عليا ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم، ومعلوم أن الصدقة إنما تؤخذ من المسلمين.

ص 18

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 9 ط القاهرة سنة 1399) قال: ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. وقال أيضا في ص 75: ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) [3 آل عمران 61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر مثل ما تقدم آنفا. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 3 ص 210 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: يوم المباهلة - هو اليوم الذي أخذ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام عليا كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء زوجته والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين وقصد (مباهلة النصارى) ودعا القوم المشركين للبراز للدعاء والمباهلة، فجاء زعيم النصارى ونظر في وجوههم فصعق من النور الرباني والهيبة والجلال، فقال لقومه: هؤلاء قوم إذا دعوا لا ترد دعوتهم. وقد نزلت في المباهلة الآية الآتية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين). وفي ذلك يقول الشيخ محمود عبد الله القصري في قصيدته العلوية: وخصهم يوم قصد الابتهال بأن * قال اتبعوني لحجى فرقة الاضم

ص 19

فتابعوه خروجا للوجوه ضيا * يبديه سر معان في قلوبهم قال الزعيم وجوه لا ترد إذا * توجهت لإله العرب والعجم الآن آمنت قبل الابتهال بأن * قد ينكر الفم طعم الماء من سقم قد حصحص الحق أني لا أباهلكم * وأنني مخطئ في الزعم والزعم ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن محمد الرحبي الحنفي البغدادي في (فقه الملوك ومفتاح الرتاج) (ص 472 ط بغداد) قال: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الله عنه والفصل من القضاء بينه وبينهم، وأمر بملاعنتهم أن ردوا ذلك عليه، دعاهم إلى المباهلة، فقالوا: دعنا يا أبا القاسم نرجع ننظر في أمرنا ثم نأتيك، فانصرفوا عنه ثم خلوا بالعاقب وكان رأيهم، فقالوا: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكوا، فإن أبيتم إلا ألف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم. فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غدا محتضنا للحسين أخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها، وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا. وكان عليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله ثم الحسين ثم فاطمة ثم علي فأدخلهم داخله، ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن

ص 20

يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا. قال: فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا، فأبوا. قال: إني أحاربكم. قالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة، ألف في صفر وألف في رجب. فصالحهم على ذلك مع شروط له، وشروط لهم سيأتي بيانهما. ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 14 ط المطبعة الفاسية) قال: وحكي أن الرشيد قال لموسى الكاظم رضي الله عنه: كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم بنو علي؟ وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده لأمه. فقرأ الكاظم (ومن ذريته داود) إلى قوله (من الصالحين). ثم قال: وليس لعيسى أب وأنما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه، وكذلك ألحقنا بذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أمنا فاطمة رضي الله عنها. ثم قال: قال الله عز وجل (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) الآية. ولم يدع صلى الله عليه وسلم عند مباهلتهم غير فاطمة وعلي والحسن والحسين وهما الأبناء. وذكر في الروض الزاهر عن الشعبي قال: لما بلغ الحجاج أن يحيى بن يعمر يقول: إن الحسن والحسين رضي الله عنهما من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحيى بن يعمر بخراسان، فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والي خراسان

ص 21

أن ابعث إلي بيحيى بن يعمر، فبعث به إليه. قال الشعبي: وكنت عند الحجاج حين أتي به إليه، فقال له الحجاج: بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أجل يا حجاج. قال الشعبي: فعجبت من جرأته بقوله يا حجاج: فقال له الحجاج: والله إن لم تخرج منها وتأتني بها مبينة واضحة من كتاب الله لألقين أكثر منك شعرا ولا تأتني بهذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) قال: فإن خرجت من ذلك وأتيت بها واضحة مبينة من كتاب الله فهو أماني؟ قال: نعم. قال الله تعالى (ووهبنا له إسحق ويعقوب) إلى (الصالحين) ثم قال يحيى بن يعمر: فمن كان أبا عيسى وقد ألحقه الله بذرية إبراهيم وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وسلم. فقال له الحجاج: وما أدراك إلا وقد خرجت وأتيت بها مبينة واضحة، والله لقد قرأتها وما علمت بها قط. ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة 276 في (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) (ص 43 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال: قوله تعالى (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) فدعا حسنا وحسينا (ونساءنا ونساءكم) فدعا فاطمة عليها السلام (وأنفسنا وأنفسكم) فدعا عليا عليه السلام. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 102 ط بيروت سنة 1408) قال: پس روز ديگرى اين آيت نازل شد (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك

ص 22

فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) سيد عالم ايشانرا طلبيدند وآيات بر ايشان خواندند مگر آنها اقرار نكرده بر اعتقاد خويش مصر بودند، حضرت فرمود چون باور نمى كنيد بيائيد تا با يكديگر مباهله كنيم يعنى دعا كنيم در شأن يكديگر وگوئيم لعنت خدا بر دروغ گويان باد. گفتند ما را مهلت ده در اين باب تا برويم وفردا بيائيم، ودر خلوت با عاقب گفتند: رأى تو در اين باب چيست؟ عاقب گفت كه بخدا سوگند كه شما ميدانيد كه محمد پيغمبر مرسل است ودر باب عيسى دليل ظاهر آورده مباهله باوي نكنيد ور نه هلاك خواهيد شد چون خواهيد كه بر دين خود ثابت باشيد با وى مصالحت كنيد وجزيه قبول نمائيد چنانچه روز ديگر صباح به در رسول (ص) آمده وحضرت (ص) خود از حجره بيرون آمده حسين بن علي در زير بغل ودست حسن را گرفته وفاطمة زهرا رضي الله عنها در عقب آنحضرت وعلي مرتضى در عقب فاطمة وبا ايشان فرمود چون من دعا كنم شما آمين گوئيد. سبحان الله اين چه وضع وچه حالت است وچه شاهد وچه مشهود. گروه نصاراى نجران چون اين پنج تن پاك را ديدند وحديث دعا وآمين شنيدند بترسيدند. ابو الحارث كه در ايشان دانشمند بود گفت: اى قوم بدرستيكه من روى چندى چندى بينم اگر بخواهند از خدا كه زائل گرداند كوه را از جاى خود زائل ميگرداند بخواهش ايشان زنهار مباهله نكنيد كه هلاك شويد هيچكس روى زمين نماند. پس گفتند: ما تو را مباهله نمى كنيم. فرمود: پس مسلمان شويد. گفتند اين كار از ما نمى آيد واني مسئول وإنكم مسئولون فما أنتم قائلون فرمود: پس محاربه را آماده شويد. گفتند: مارا طاقت محاربه با تو نيست وليكن مصالحت ميكنيم با تو بر آنكه هر سال دو هزار حله

ص 23

كه بهاى هر حله چهل درهم باشد دهيم وبه روايتى آمده كه سى اسب وسى شتر وسى زره وسى نيزه دهيم پس بر اين جمله مصالحت واقع شد (1)

(هامش)

(1) قال الفاضل المعاصر محمود شبلي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 256 ط دار الجيل بيروت): قال صاحب كتاب (حياة أمير المؤمنين): كان بيت الوصي ممتازا بكل معنى الكلمة، فهو ممتاز من حيث المكان كما عرفت وهو ممتاز من حيث السكان كذلك، فهو يضم بين جدرانه الزهراء والوصي والحسن والحسين سلام الله عليهم، وهم جميعا سادة المسلمين بنظر النبي الكريم، فعلي سيد المسلمين وولي المتقين، وفاطمة سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، هؤلاء هم عترة النبي وأهل بيته الذين عناهم الله تعالى في محكم كتابه إذ قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). فعن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزلت هذه الآية على رسول الله في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت على خير. وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ائتني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم واكفا عليهم كساء فدكيا، ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد. قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه رسول الله وقال: إنك على خير.. وفي رواية: أنت على خير، أنت من أزواج النبي.. = (*)

ص 24

(هامش)

= وأنت إذ تقرأ هذه الروايات تفهم جد الفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على أن يعلم الأمة الإسلامية علما لا يقبل الشك، أن المقصود من آية التطهير حصرها بعلي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم، لذلك تراه صلى الله عليه وآله يجللهم بكسائه أولا، ثم يضع يديه عليهم ثانيا، ثم يشير إليهم مؤكدا وقائلا: اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد.. ويزيد النبي في توضيح هذا الأمر بأن يلفهم جميعا بكسائه الخيبري – كما تحدث أم سلمة - آخذا بطرفي الكساء مشيرا بيده اليمنى إلى السماء قائلا: اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا... مكررا ذلك ثلاثا. ولذلك تراه صلى الله عليه وآله يجتذب الكساء من يد أم سلمة، فلا يدعها تدخل معهم آمرا إياها أن تبقى على مكانها، مفهما لها أنها ليست من أهل البيت وإنما هي من أزواجه (أنت على خير، أنت من أزواج النبي). وقد أفهمها بأنها على خير لتطمئن أولا، ولتعلم أنها مع شهادة الرسول بأنها على خير، ولكنه لا يجوز أن تجلل بهذا الكساء، لأن الله قد عني أهل البيت وليست زوجاته - على جلالة قدرهن - من أهله... وقد صرح الرسول الأعظم فقال: أنزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وفي الحسن والحسين وفاطمة، ولتأكيد هذه الآية وتوطيدها في أذهان المسلمين، كان الرسول يقرأ هذه الآية كلما مر بباب فاطمة. فعن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر، إذا خرج إلى صلاة الفجر، فيقول: الصلاة يا أهل البيت. ويقرأ الآية = (*)

ص 25

(هامش)

= كما أخرجه الإمام أحمد. وعن أبي الحمراء قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر، فكان إذا أصبح أتى على باب علي وفاطمة وهو يقول: يرحمكم الله (إنما يريد الله...) الآية. وهذه الآية صريحة كل الصراحة بعصمتهم سلام الله عليهم، لأنهم مطهرون من كل دنس منزهون عن كل رجس، فلا يقترفون ذنبا ولا يأتون عملا مزريا، وإنما هم دائما وأبدا أئمة بررة، يهدون بالحق وبه يعدلون.. (*)

ص 26

الآية الثانية قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (سورة الأحزاب: 33).

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأحاديث الشريفة في شان سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام عن كتب أعلام العامة في ج 2 ص 501 إلى ص 562 وج 3 ص 513 إلى ص 531 وج 9 ص 1 إلى ص 85 وج 14 ص 40 إلى 105 وج 18 ص 359 إلى 383، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى (1):

(هامش)

(1) قال علامة التاريخ أبو الحسن أحمد بن علي بن عبد القادر الشافعي المصري المقريزي المتوفى سنة 845 في كتابه (فضل آل البيت) ص 42 طبع مطبعة دار الاعتصام في القاهرة: ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا محضا قد طهره الله تعالى وأهل بيته تطهيرا، وأذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم، فإن الرجس هو القذر عند العرب كذا قال الفراء، قال الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل = (*)

ص 27

(هامش)

= البيت ويطهركم تطهيرا) فلا يضاف إليهم إلا مطهر ولا بد، فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم، فما يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس. فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلمان منا أهل البيت) وشهد الله لهم بالتطهير وذهاب الرجس عنهم، وإذا كان لا يضاف إليهم إلا مقدس مطهر، وحصلت له العناية الإلهية بمجرد الاضافة فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم فهم المطهرون، بل هم عين الطهارة.. فهذه الآية تدل على أن الله تبارك وتعالى قد شرك أهل البيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر). وقال الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه (الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم) (ص 7 ط بيروت) قال: أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أقرب الناس إليه، وقد خصهم بعطفه ورعايته، وكرمهم الله تعالى وخصهم بالطهارة وذهاب الرجس عنهم، قال تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). إلى أن قال: قالت عائشة رضي الله عنها: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله معه، ثم جاء علي فأدخله معه، ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر كلما خرج إلى الصلاة فيقول: الصلاة أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس = (*)

ص 28

وفيه أحاديث: منها

حديث علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 67 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال صلى الله عليه وسلم: اللهم هؤلاء أهل بيتي، لحمهم لحمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. إن عليا قال: إن الله أنزل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فجمعني وفاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساءا.

(هامش)

= أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وعن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فجعلت لهم خزيرة فأكلوا وناموا وغطى عليهم عباءة أو قطيفة ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وعن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال: الصلاة، الصلاة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). (*)

ص 29

وقال في هامشه: رواه الحمويني يرفعه بسنده عن سليم بن قيس الهلالي وعن أم سلمة. ومنها

حديث الحسن بن علي عليهما السلام

رواه جماعة من أعلام العامة: منهم العلامة محمد بن أحمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 70) قال: وذكر ابن سعد في الطبقات عن أبي يحيى قال: قال مروان بن الحكم يوما للحسن (ع): إنكم أهل بيت ملعونين. فقال له الحسن عليه السلام: يا بن الملعون لقد لعن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أباك وأنت في صلبه، نحن أهل بيت أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا. ومنهم الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة 902 في (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول) (ص 27 والنسخة مصورة من مكتبة عاطف أفندي الكائنة في اسلامبول) قال: وكذلك قال الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما رواه ابن أبي حاتم من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي جميلة: إن الحسن بن علي رضي الله عنهما استخلف حين قتل علي رضي الله عنه، قال: فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه

ص 30

بخنجر، وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد وحسن ساجد، فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم، ونحن أهل البيت الذي قال الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قال: فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلا وهو يحن بكاء. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 154 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال صلى الله عليه وسلم: اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وأخرج ابن سعد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال في خطبته: نحن أهل بيت الذين قال الله فينا (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنها

حديث علي بن الحسين عليهما السلام

رواه جماعة من أعلام العامة: فمنهم الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة 902 في (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول) (ص 27 نسخة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: قال زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل

ص 31

من أهل الشام: أما قرأت في الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)؟ قال: ولأنتم هم. قال: نعم. ومنها حديث أم سلمة رواه عنها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 23 ص 327 ط مطبعة الأمة بغداد) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا عثمان، ثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن، عن حكيم بن سعد، عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين. وقال أيضا في ص 249: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا فضيل بن مرزوق، ثنا عطية، عن أبي سعيد قال: قالت أم سلمة: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وأنا جالسة على الباب، فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: أنت إلى خير. وقال أيضا في ص 333: حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا يحيى الحماني، ثنا أبو إسرائيل، عن زبيد،

ص 32

عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة: إن الآية نزلت في بيتها (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فأخذ عباءة فجللهم بها ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقلت وأنا عند عتبة الباب: يا رسول الله وأنا معهم؟ قال: إنك بخير إلى خير. وقال أيضا في ص 336: حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ثنا حسين الأشقر، حدثنا منصور بن أبي الأسود، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ثوبا فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين ثم قرأ هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وقال أيضا في ص 357: حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا عمرو بن هشام الحراني، ثنا عثمان، عن القاسم بن مسلم الهاشمي، عن أم حبيبة بنت كيسان، عن أم سلمة قالت: أنزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وأنا في بيتي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين فأجلس أحدهما على فخذه اليمنى والآخر على فخذه اليسرى وألقت عليهم فاطمة كساء، فلما أنزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: وأنت معنا.

ص 33

ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي في (ما نزل من القرآن في علي عليه السلام) (ص 175 تخريج الفاضل المعاصر الشيخ المحمودي وسماه (النور المشتعل) ط طهران) قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحارث المرهبي وزيد بن علي المقرئ، قالا حدثنا القاسم بن محمد بن حماد الدلال، قال حدثنا مخول بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي الشيباني، عن عمار الدهني، عن عمرة بنت أفعى، عن أم سلمة رضي الله عنها قلت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: أنت على خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله، وما قال إنك من أهل البيت. وفي ص 178 قال: حدثنا سليمان بن أحمد [الطبراني]، قال حدثنا الحسين بن إسحاق، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن، عن حكيم بن سعد، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم أجمعين. [قال المؤلف: وهذا الحديث] حدثنا به سليمان بن أحمد في كتابه المعجم الكبير.

ص 34

وقال في ص 179: حدثنا سليمان بن أحمد، قال حدثنا ابن زهير التستري، قال حدثنا عبد الرحمن ابن محمد بن منصور بن أبي الأسود، قال حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] أخذ ثوبا فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم قرأ هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في (علي إمام الأئمة) (ص 379 دار مصر للطباعة قال: وثالثها: عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت جالسة على باب بيت النبي حين نزلت الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، وقد كان في البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فجللهم رسول الله بكساء وقال: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إنك إلى خير، أنت من أزواج رسول الله. ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى الحسيني البغدادي في (عيون الأخبار في مناقب الأخيار) (ص 41 نسخة مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المكتب، أنبأ أحمد بن شعيب البخاري، نبأ صالح بن محمد جررة بن حبيب بن حيان بن أبي الأشرس، حدثني معمر بن زائدة قائد الأعمش، عن الأعمش، عن حفص بن

ص 35

إياس، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة قال: أتيتها فسألتها عن علي رضي الله عنه، فقالت: ومن مثله يسأل. فقلت: فكيف بمن يسبه ويسب من يحبه؟ فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت رضي الله عنها: ثكلتني أمي أيسب النبي عليه السلام وأنتم أحياء؟ قلت: ليس يعنون رسول الله إنما يسبون عليا. فقالت: أليس يسبون عليا ويسبون من يحبه؟ فقلت: بلى. فقالت: والله لقد رأى رسول الله صلى الله عليه وهو يحبه، ونزلت هذه الآية ورسول الله مسجى بثوب أبيض (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فأمرني ألا أدع أحدا يدخل عليه، فأغفيت فجاء الحسن والحسين حتى دخلا عليه، ثم جاء علي وفاطمة رضي الله عنهم حتى دخلا عليه، وأخذ كساء كنا نلبسه أحيانا ونبسطه أحيانا، فغطاه عليهم ثم قال: رب هؤلاء حامتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقال النبي عليه السلام باصبعه فأدارها عليهم، قلت: يا رسول الله وأنا منهم؟ فسكت ثم أعدتها ثلاثا، فقال: إنك إلى خير. قالت: فوالله ما زادني بعد ثالثة على أن قال: إنك إلى خير. وفي ص 42 قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم المقرئ، نبأ موسى بن إسحق، نبأ محمد بن عبد الله بن نمير، نبأ عبيد الله ابن سعيد، عن سفيان، عن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة عن النبي عليه السلام في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) نزلت في علي وحسن وحسين وفاطمة رضي الله عنهم. وقال أيضا: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله المعدل، أنبأ أبو علي أحمد

ص 36

ابن الفضل بن خزيمة، أنبأ أبو عيسى موسى بن هرون الطوسي إملاء، نبأ معاوية ابن عمر، نبأ فضيل بن مرزوق، نبأ عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية، قالت: وأنا جالسة على باب البيت. قالت: قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال عليه السلام: إنك إلى خير، إنك من أزواج رسول الله. قلت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم. وقال أيضا في ص 43: أخبرنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب ابن مهران البزار، أنبأ أبو بكر بن سليمان بن أيوب بن صبيح العباداني، نبأ محمد بن عبد الملك الرفيفي، نبأ يزيد بن هارون، نبأ عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطا، عن أم سلمة. وعن أبي ليلى الكندي، وعن أم سلمة وعن واقد ابن أبي هند، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة قالت: بينا النبي [كذا] عليه السلام على منامه عليه كساء خيبري إذ جاءته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها حرير، فقال لها رسول الله: أدعي وابنيك. قالت: فاجتمعوا على تلك البرمة يأكلون منها، فنزلت هذه الآية وأنا أصلي في الحجرة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، فأخذ رسول الله صلى الله عليه فضل الكساء فغشاهم إياه ثم أخرج يديه فألوى بهما نحو السماء فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا - قالها مرتين. قالت: فأدخلت رأسي في الكساء فقلت: يا رسول الله وأنا معهم؟ قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير. قالت: هم خمسة تحت الكساء رسول الله وفاطمة وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم.

ص 37

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن [عمرو بن] أبي عاصم الصحاك ابن مخلد الشيباني المتوفى سنة 287 في كتابه (الأوائل) (ص 54 ط بيروت سنة 1407) قال: حدثنا نصر بن علي، ثنا ابن داود، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، حدثتني أم سلمة، أن هذه الآية نزلت في بيتها (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في (الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد) (ص 212 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1405) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي من أصل كتابه، قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا عثمان بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة قالت: في بيتي أنزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قالت: فأرسل رسول الله إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال: هؤلاء أهلي. فقلت: يا رسول الله أما أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله. قال أبو عبد الله: هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته. ومنهم العلامة المؤرخ تقي الدين أبو محمد أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي في كتابه (معرفة ما يجب لآل البيت) (ص 20) قال: ومن حديث وكيع، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن

ص 38

فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فجلل عليهم بكساء خيبري وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة: ألست منهم؟ قال: وأنت إلى خير. أقول: الخبر مذكور في تفسير الطبري ج 6 وفي مسند أحمد ج 4 ص 107 وفي مجمع الزوائد ج 9 ص 167. وقال أيضا في ص 26: ومن حديث عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن حكيم بن سعد قال: ذكرنا علي بن أبي طالب عند أم سلمة رضي الله عنها فقالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قالت أم سلمة: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلي بيتي فقال: لا تأذني لأحد، فجاءت فاطمة رضي الله عنها فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن رضي الله عنه فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه، ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه، فاجتمعوا حول النبي صلى الله عليه وسلم على بساط فجللهم النبي بكساء كان عليه، ثم قال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط. قالت أم سلمة: فقلت يا رسول الله وأنا؟ قالت: فوالله ما أنعم، وقال إنك على خير. أقول: الخبر مذكور في تفسير الطبري ج 8 ص 22. ومن حديث هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد الله بن وهب ابن زمعة قال: أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص 39

جمع فاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جاء إلى الله تعالى وقال: هؤلاء أهل بيتي فقالت أم سلمة: يا رسول الله أدخلني معهم. قال إنك من أهلي. أقول: الخبر مذكور في تفسير الطبري ج 7 ص 23 وفي كتاب تحفة الأحوذي شرح الترمذي ج 9 ص 66. ومنهم العلامة أحمد بن محمد بن أحمد الخافي في (التبر المذاب) (ص 62 والنسخة في المكتبة المرعشية بقم) قال: لما نزلت الآية قالت أم سلمة: يا رسول الله ألست من أهل بيتك؟ قال: إنما هو علي وفاطمة والحسن والحسين، وإنك لعلى خير. ومنهم الفاضل المعاصر حسن كامل الملطاوي في كتابه (رسول الله في القرآن) (ص 422 دار المعارف القاهرة) قال: وأضاف الإمام القرطبي كذلك: أما إن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال: هؤلاء أهل بيتي، وقرأ الآية وقال: اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك، وأنت على خير. أخرجه الترمذي وغيره.

ص 40

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في (توضيح الدلائل) (ص 166 والنسخة مصورة من مخطوطة المكتبة الملي بفارس) قال: قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وبالاسناد المذكور عن أم سلمة (رض) قالت: أنزلت هذه الآية في بيتي. قالت: وأنا جالسة على باب البيت فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أنت على خير، إنك من أزواج (النبي). قالت: في البيت رسول الله صلى الله عليه وبارك وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين. رواه الإمام الصالحاني ورواه جماعة من المفسرين والمحدثين، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيانه في القسم الثالث. وقال أيضا في ص 314: وعن أم سلمة رضي الله تعالى قالت: إن هذه الآية نزلت في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قالت: وأنا جالسة عند الباب فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: إنك إلى خير، أنت من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم. قالت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين، فجللهم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. رواه في (جامع الأصول) وقال: أخرجه الترمذي. وعنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وبارك وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءا وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة رضي الله تعالى عنها: وأنا معهم

ص 41

يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: إنك إلى خير. رواه في جامع الأصول وقال: أخرجه الترمذي، ورواه الطبري وقال: أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعنها رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أخذ ثوبا فجلله فاطمة وعليا والحسن والحسين وهو صلى الله عليه وآله وبارك وسلم معهم، ثم قرأ هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قالت: فجئت أدخل معهم، فقال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: مكانك إنك على خير. وعنها رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال لفاطمة عليها السلام: ايتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع صلى الله عليه وآله وبارك وسلم يده عليهم ثم قال: اللهم إن هؤلاء أهل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد. قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم وقال: إنك على خير. رواهما الطبري وقال: أخرجهما الدولابي. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 64 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: من حديث أم سلمة قالت: دخل (على النبي) علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين، فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى فجعل عليهم خميصة سوداء. وله طرق وفي بعض طرقه (كساء) بدل خميصة. (فقال:) اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا - قالها ثلاث مرات.

ص 42

(وعنها أيضا قالت: قال ص:) اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ثم قال: أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم. قال في هامشه: رواه الدولابي والنسائي في معجمه هما يرفعه بسنده عن أم سلمة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ثوبا فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين وهو معهم، ثم قرأ (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وقال أيضا في ص 65: عن أم سلمة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها إذ جاءت فاطمة أباها صلى الله عليه وسلم ببرمة وقد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق ووضعتها بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقال لها: أين ابن عمك وابناك؟ فقالت: في البيت. فقال: ادعيهم، فجاءت إلى علي فقالت: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت وابناك، فجاء علي وحسن وحسين وفاطمة قد أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا على يمينه وفاطمة على يساره وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذ، ثم لف عليهم كساء فجعلوا يأكلون من تلك الحريرة تحت الكساء فأنزل الله عز وجل هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). نقله القاضي البيضاوي في تفسيره. وقال أيضا: عن أم سلمة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ايتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم وقال: اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد.

ص 43

وقال أيضا في ص 66: (قال ص) اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أي حامتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم، ألقى عليهم كساء ووضع يده عليها ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي - إلى آخر الحديث. وفي رواية (إنما يريد الله) إلى آخره. رواه الطبراني يرفعه بسنده عن أم سلمة. وقال أيضا: عن أم سلمة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة وهؤلاء هم أهل الكساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وقال في هامشه: رواه الترمذي يرفعه بسنده عن أم سلمة. وقال في ص 67: عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، فجاءت فاطمة ببرمة فيها ثريد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها: ادعي زوجك وحسنا وحسينا، فدعتهم فبينا هم يأكلون إذا نزلت هذه الآية، فغشاهم بكساء خيبري كان عليه فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا - ثلاث مرات. قال في هامشه: رواه الطبراني وابن جرير وابن المنذر هم جميعا يرفعه بسنده عن أم سلمة قالت في بيتي... وقال أيضا في ص 154: وأخرج الطبراني وابن جرير وابن المنذر جميعا بالإسناد عن أم سلمة رضي

ص 44

الله عنها - إلى آخر ما تقدم آنفا. ومنهم العلامة الحسين بن الحكم الحبري في (ما نزل من القرآن في أهل البيت) (ص 20 نسخة مكتبة طاشكند في روسيا) قال: حدثنا علي بن محمد، قال حدثني الحبري، قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا أبو غسان ملك بن إسماعيل، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة قالت: أنزلت هذه الآية في علي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك على خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في البيت رسول الله صلى الله عليه وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في (تبصرة المبتدي) (ص 200 والنسخة من مكتبة جستربيتي) قال: وفي حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل الحسن والحسين وعليا وفاطمة بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة: وأنا معهم. قال: إنك إلى خير. وكان أحمد بن حنبل إذا سئل عن علي وأهل بيته قال: بيت لا يقاس به أحد.

ص 45

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في كتابه (آل بيت الرسول) (ص 11 ط القاهرة) قال: وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ائتني بزوجك وابنيك فجاءت بهم، فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء كان تحتي خيبريا - أصبناه من خيبر - ثم قال: اللهم هؤلاء آل محمد عليه السلام، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه (الحدائق) (ج 1 ص 396 ط بيروت سنة 1408) قال: حدثنا الترمذي، قال حدثنا محمود بن غيلان، قال حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال حدثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال: الله هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنك على خير. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء في هذا الباب وفي الباب عن أنس وعمر بن أبي سلمة وأبي الحمراء. وقال أيضا في ص 194: عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة أباها صلى الله عليه وسلم ببرمة وقد صنعت

ص 46

له فيها عصيدة تحملها في طبق ووضعتها بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقال لها: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت. قال: ادعيه وأيتيني بابنيك، فجاؤا فأجلس الحسنين في حجره وجلس علي على يمينه وفاطمة على يساره. قالت أم سلمة: واجتبذ من تحتي كساء خيبريا فلفهم جميعا وأخذ في الكساء وأومأ بيده اليمنى إلى ربه تبارك وتعالى وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات. ومنهم الحافظ العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الشافعي في (سير أعلام النبلاء) (ج 10 ص 346 ط بيروت) قال: أنبأنا جماعة عن أسعد بن روح، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، أخبرنا ابن ريذة، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر، سمعت أم سلمة تقول: جاءت فاطمة غدية بثريد لها تحملها في طبق حتى وضعتها بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقال لها: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت. قال: ادعيه وائتيني بابني. قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد، وعلي يمشي في أثرها، حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة عن يساره. قالت أم سلمة: فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت، ببرمة فيها خزيرة، فجلسوا يأكلون من تلك البرمة، وأنا أصلي في تلك الحجرة، فنزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب 33] فأخذ فضل الكساء فغشاهم، ثم أخرج يده اليمنى من الكساء وألوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي. قالت: فأدخلت رأسي فقلت: يا رسول الله وأنا معكم؟ قال: أنت إلى خير مرتين.

ص 47

رواه الترمذي مختصرا، وصححه من طريق الثوري عن زبيد عن شهر بن حوشب. ومنهم علامة النحو والأدب الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي النحاس الصفار المصري في (اعراب القرآن) (ج 3 ص 314 ط بيروت) قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قال أبو إسحاق قبل: يراد به نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل يراد به نساؤه وأهله الذين هم أهل بيته. قال أبو جعفر: والحديث في هذا مشهور عن أم سلمة وأبي سعيد الخدري أن هذا نزل في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وكان عليهم كساء. وقوله (عنكم) يدل على أنه ليس للنساء خاصة. قال أبو إسحاق (أهل البيت) نصب على المدح. ومنهم الشريف السيد عبد الله بن محمد الصديق بن أحمد الحسني الادريسي المؤمني الغماري الطنجي المعاصر المولود بثغر طنجة سنة 1328 في (الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج) (ص 191 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1405) قال: قوله: وهم علي وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم لأنها لما نزلت لف عليه الصلاة والسلام عليهم كساء وقال: هؤلاء أهل بيتي. ابن جرير والحاكم والبيهقي في السنن، من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قال: نزلت في بيتي هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين

ص 48

فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. قالت أم سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي. قال الحاكم على شرط البخاري وأقره الذهبي. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي في (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 72 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال: قالت أم سلمة: جلل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة: قلت يا رسول الله أنا منهم؟ قال: إنك على خير. وقال أيضا في ص 294: قالت أم سلمة في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين وأجلسهم وحوى عليهم عباءة وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله أما أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله تعالى. وقال أيضا في ج 3 ص 11: روي عن أم سلمة أنها قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وكنت على باب البيت فقلت: أين أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أنت في خير وإلى خير. وقال أيضا في ج 7 ص 5:

ص 49

عن أم سلمة (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة صلوات الله عليها ببرمة فيها خزيرة، فدخلت بها إليه، فقال لها: ادعي زوجك وابنيك، فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منام له على دكان تحته كساء خيبري. قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده وأومى بها إلى السماء ثم قال: هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت: فأدخلت رأسي في البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة 1069 في (تفسير آية المودة) (ص 11 نسخة إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: وعن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ايتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال: اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد. قالت: فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه وقال: إنك على خير. وقال أيضا في ص 31: عن أم سلمة أن النبي (ص) جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة رضوان الله عليهم كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أي خاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله. قال: إنك على خير.

ص 50

وقال أيضا في ص 32: وللنسائي في معجمه عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندنا منكسا رأسه، فعملت له فاطمة حريرة فجاءت ومعها حسن وحسين، فقال لها النبي: أين زوجك اذهبي فادعيه، فجاءت به فأكلوا، فأخذ كساء فأداره عليهم وأمسك طرفه بيده اليسرى ثم رفع اليمنى إلى السماء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم عدو لمن عاداهم. وقال أيضا: وعن حكيم بن سعد قال: ذكرنا علي بن أبي طالب عند أم سلمة فقالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتي فقال: لا تأذني لأحد، فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أحجبه عن جده وأمه، ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه، ثم جاء علي فلم أستطع أن أحجبه، فاجتمعوا فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ثم قال: هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم، فنزلت هذه الآية حتى اجتمعوا على البساط قالت: فقلت: يا رسول الله وأنا؟ قالت: فوالله ما أنعم وقال: إنك على خير. وفي رواية الديلمي عن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع فاطمة وعليا والحسن والحسين تحت ثوبه: اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهم إنهم مني وأنا منهم

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج24)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب