ص 546
حديث
(أمرت فاطمة عليها السلام أسماء بنت عميس أن تجعل لها نعشا يستر به جسدها) (في
أول من عمل عليه النعش)
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 10 ص 470
إلى ص 475 وج 19 ص 175 و176، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي في (التبيين في أنساب
الصحابة القرشيين) (ص 11 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال: وروي
أنها قالت لأسماء ابنة عميس: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة
الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة،
فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله،
تعرف به المرأة من الرجل، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد، ففعله
بها ذلك، فأمرت أن تدفن ليلا
ص 547
فدفنت، وصلى عليها علي، وقيل: صلى عليها العباس، ودخل قبرها هو وعلي والفضل في سنة
إحدى عشر رضي الله عنها. ومنهم العلامة الشيخ عبد الغني بن إسماعيل المقدسي الدمشقي
في (زهر الحديقة في رجال الطريقة) (ص 196 نسخة مكتبة ايرلندة) قال: وقيل: إن فاطمة
قالت لأسماء بنت عميس: إني استقبح ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب
فيصفها، وقالت: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة، فدعت بجرائد رطبه
فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من
الرجل، إذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا يدخلن علي أحدا - الحديث. ومنهم العلامة
محمد بن داود البازلي الشافعي في (غاية المرام) (ص 295 والنسخة مصورة من مكتبة
جستربيتي بايرلندة) قال: قال أنس: قالت فاطمة: يا أنس كيف طابت قلوبكم تحثوا الترات
على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولما حضرها الوفاة قالت لأسماء بنت عميس: يا
أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت: أسماء:
يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، قد بنيت بجرائد رطبه فتنحتها،
ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله فإذا مت فاغسليني أنت وعلي،
ولا تدخلي علي أحدا. فلما توفيت جاءتها عائشة، فمنعتها أسماء، فشكتها عائشة إلى أبي
بكر وقالت: هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوقف
أبو بكر على الباب فقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي (ص) أن يدخلن
على بنت رسول الله؟ وكانت
ص 548
قد صنعت لها هودجا، فقالت: هي أمرتني أن لا أدخل عليها أحدا، وأن اصنع لها ذلك.
فقال: فافعلي ما أمرتك. وغسلتها أسماء وعلي، وهي أول من غطى نعشها في الإسلام، ثم
زينب بنت جحش، وصلى عليها علي بن أبي طالب، وقيل العباس، وأوصيت أن تدفن ليلا، ففعل
ذلك، ودخل قبرها علي وعباس وابنه الفضل، وعاشت ثلاثين سنة، أو خمسا وثلاثين. ومنهم
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في (الوسائل في مسامرة
الأوائل) (ص 24 ط بيروت سنة 1406) قال: وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: فاطمة رضي
الله عنها أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع
بأرض الحبشة. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت
الرسول) (ص 273 ط القاهرة سنة 1399). روى مثل ما تقدم عن (الوسائل في مسامرة
الأوائل). ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 342 ط
دار الجيل بيروت). فروى عن ابن عباس مثل ما تقدم. ومنهم الفاضلة المعاصرة وداد
السكاكيني في (أمهات المؤمنين وبنات الرسول) (ص 198 ط دار الفكر بيروت) قال: وشكت
فاطمة ذات يوم إلى أسماء بنت عميس إحدى السباقات إلى الإيمان
ص 549
والهجرة، نحول جسمها وتوعك مزاجها، وشد ما راع أسماء أن تسألها الزهراء سؤالا
أجفلها، إذ قالت: أتستطيعين يا أسماء أن تواريني بشيء؟ فخففت عنها الوهم وهدهدت
أشجانها، ولما ألحت الزهراء أجابت أسماء: إني رأيت أهل الحبشة يعملون السرير
للمرأة، ويشدون النعش بقوائم السرير... فالتمست الزهراء أن يصنع لها مثل ذلك، فلما
رأته قالت: سترتموني ستركم الله. وأقام علي بين يديها يواسيها ويسليها، ويهون
عليها، ويرجو لها العافية، وقد امتلأت نفسه حنانا عليها، فلما لحقت فاطمة بأبيها
بعد أشهر معدودات، دفنها علي وروحه تكاد تنفطر حزنا وغما، ونزل في قبرها يودعها
الوداع الأخير. وكانت لا تنقطع عن البكاء بنتاها زينب وأم كلثوم، وأسرف أولادها على
أنفسهم فلم يتعزوا عن الحزن الذي ملأ قلوبهم لوعة وحسرة، واستوحش علي بعدها من
البيت، وجزع عليها وبكاها، وكان لا يشفيه إلا أن يزور قبرها ويرثيها بشعره الدميع،
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة
911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 25 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد
الهند) قال: وأخرج ابن السكن في المعرفة عن عبيد الله بن بريدة قال: أتت فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين بين يوم وليلة فقالت: إني لأستحي من خلل هذا
النعش إذا حملت فيه. فقالت لها امرأة - لا أدري أسماء بنت عميس أو أم سلمة: إن شئت
عملت لك شيئا يعمل بالحبشة يحمل فيه النساء. قالت أجل فاصنعيه، فصنعت النعش، فلما
رأته قالت لها: سترك الله. قال: فما زالت النعوش تصنع بعدها.
ص 550
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 151 ط
مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: ودخلت أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر - كانت
أسماء أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي عليه الصلاة والسلام لأمها وكانت تحت جعفر
بن أبي طالب فلما نال الشهادة يوم موتة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر
أسماء بنت عميس يوم حنين - على فاطمة قالت: إني استقبح ما يصنع بالنساء يطرح على
المرأة الثوب فيصفها. فقالت أسماء بنت عميس: ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة - كانت
أسماء من مهاجري الحبشة مع جعفر بن أبي طالب -؟ فقالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم: بلى. فدعت أسماء بجريدة رطبة فحسيتها - حنتها - ثم طرحت عليها ثوبا
فقالت الزهراء: ما أحسن هذا وأجمله لا تعرف به المرأة من الرجل، إذا أنا مت فغسليني
أنت وعلي، ولا تدخلي علي أحدا، ثم اصنعي بي هكذا. وصدقت نبؤة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فقد ماتت الزهراء وكانت أول أهله لحوقا به صلى الله عليه وسلم، وجاءت أم
المؤمنين عائشة تدخل عليها ولكن أسماء بنت عميس منعتها وقالت لها: لا تدخلي. فشكت
عائشة إلى أبيها فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج - نعش - العرس. فجاء أبو بكر الصديق فوقف على
الباب وقال لزوجته: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي عليه الصلاة والسلام
أن يدخلن على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العرس؟ قالت
أسماء بنت عميس: أمرتني ألا يدخل عليها أحد وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني
أن أصنع ذلك لها. فقال خليفة رسول الله صلى الله عليه
ص 551
وسلم: فاصنعي ما أمرتك. ثم انصرف، فغسلتها أسماء بنت عميس وأبو الحسن كما أوصت
الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب -
وقيل العباس بن عبد المطلب - ونزل أبو الحسن وعمه العباس والفضل بن العباس قبرها،
ونظر علي بن أبي طالب إليها وقال: هذا ركني الثاني الذي قال لي النبي عليه الصلاة
والسلام. ثم استطرد أبو الحسن: (السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في
جوارك والسريعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، ورق عنها تجلدي، ألا لي
في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز، فقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت بين
نحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون، فقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة،
أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم،
وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها، فاحفها - الاحفاء بالسؤال الاستقصاء فيه -
السؤال، واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهد، ولم يخل منه الذكر، عليكما سلام مودع
لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله
الصابرين). ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد
المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 1 ص 227 ط دمشق) قالا: عن أم جعفر أن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع
بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت
ص 552
أسماء: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبه فحنتها
ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله، يعرف به الرجل من المرأة،
فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحد، فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت
أسماء: لا تدخلي، فشكت إلى أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء أبو بكر فوقف على
الباب وقال: يا أسماء! ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن
على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت: أمرتني
أن لا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها،
فقال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك، ثم غسلها علي وأسماء (ق). وقالا أيضا في ج 6 ص 302:
عن أم جعفر - فذكر الحديث مثل ما تقدم، وقالا في آخره (هق). ومنهم العلامة الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند
فاطمة عليها السلام) (ص 90 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406). روى
الحديث مثل ما تقدم عن (جامع الأحاديث).
ص 553
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في
(تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 3 ص 48 ط بيروت سنة 1407) قال: قال
قتيبة: نا محمد بن موسى، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر، وعن
عمارة بن مهاجر، عن أم جعفر، إن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس: إني أستقبح ما يصنع
بالنساء - روى الحديث مثل ما تقدم. وقال في آخره: قال ابن عبد البر: فهي أول من غطي
نعشها في الإسلام على تلك الصفة.
ص 554
تاريخ (وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام ومدة عمرها) (ومدة مكثها بعد أبيها صلى
الله عليهما وآلهما) قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعيان العامة في ج 10 ص 455
إلى ص 462 وج 19 ص 175 إلى ص 178 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبرى ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر
الجزائري في كتابه (العلم والعلماء) (ص 240 دار الكتب بالقاهرة) قال: عاشت الزهراء
عمرا مباركا غير طويل، إذ توفيت وعمرها ثمان وعشرون سنة ونصف، ولم تتزوج بغير علي
رضي الله عنها، وأنجبت الحسن والحسين ومحسنا - ومات الأخير صغيرا - وزينب وأم
كلثوم، وكان زواجها في السنة الثانية من الهجرة بعد وقعة بدر. وكان ميلادها قبل
نبوة والدها بخمس سنين، وتوفيت رضي الله عنها في رمضان لثلاث خلون منه، فغسلها علي
بنفسه وصلى عليها ودفنها ليلا. وكانت وفاتها
ص 555
بعد وفاة والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر على الصحيح من الروايات
فرضي الله عن الزهراء وأرضاها وأسكنها بجوار والدها خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم
أجمعين وألحقنا بهم في مواكب الصالحين بعد أن يتوفانا مسلمين. ومنهم الفاضل المعاصر
الشريف علي فكري بن الدكتور محمد بن عبد الله الحسيني القاهري في (أحسن القصص) (ج 5
ص 59 ط بيروت) قال: وقال عروة بن الزبير وعائشة: لبثت ستة أشهر، وهو الصحيح. ومنهم
الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة
1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 1 ص 66 ط دار الفكر في بيروت) قال:
وماتت سيدة النساء بعده بستة أشهر ولم تجد رضي الله عنها فرصة الرواية. ومنهم
العلامة موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي في (التبيين في أنساب
القرشيين) (ص 11 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: وولدت - أي
فاطمة (ع) - لعلي رضي الله عنه الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، وروي أنها ولدت ابنا
سماه رسول الله محسنا، وقال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر، فلم يبق من
ولد رسول الله (ص) حيا بعد موته إلا فاطمة، وماتت بعده بستة أشهر، وقيل بثلاثة
أشهر، وقيل غير ذلك.
ص 556
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب
في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 21 والنسخة مصورة من المكتبة
الرضوية بخراسان) قال: أما وفاتها بعد أبيها بستة أشهر، وكذا ذكره الإمام الجليل
القشيري في صحيح مسلم وعليه الاعتماد. والله أعلم. أخرجه الملا في سيرته والله
سبحانه أعلم. ثم قال أيضا: وقد اختلفوا في مولدها رضي الله عنها، والصحيح أنها ولدت
بعد البعثة بخمسة أعوام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وأربعين سنة، وأقامت
معه بمكة إلى حين هاجرت سنة ثلاث وخمسين، وهي بنت ثماني سنين، وأقامت بالمدينة عشرة
أعوام، فهذه ثمانية عشر سنة، وعاشت بعد أبيها صلى الله عليه وسلم ستة أشهر كما ذكره
الإمام مسلم في صحيحه. ومنهم الفاضل المعاصر الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي
البريانوي في (تاريخ الأحمدي) (ص 132 ط بيروت سنة 1408) قال: قال الديار بكري في
تاريخ الخميس: توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله (ص) لستة أشهر في ليله الثلاثاء
لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهي بنت ثمان وعشرين ونصف سنة. وقال
عبد الله بن حسن: ابنة ثلاثين سنة - إلى أن قال - وغسلها علي وصلى عليها وأخرج ابن
جرير في التاريخ: عن عروة قال: توفيت فاطمة بعد النبي (ص) بستة أشهر وغسلها علي
وأسماء بنت عميس.
ص 557
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري بن الدكتور محمد بن عبد الله الحسيني القاهري
في (أحسن القصص) (ج 5 ص 59 ط بيروت) قال: وفاتها - توفيت عليها السلام ليلة
الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة، وهي ابنت ثمان وعشرين سنة،
ودفنت بالبقيع ليلا، وصلى عليها علي عليه السلام. وقيل: صلى عليها ونزل في قبرها هو
والفضل بن العباس. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في (سيدات نساء أهل
الجنة) (ص 153 ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال: وقد توفيت فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشر من الهجرة بعد أن
انتقل أبوها صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بستة أشهر. ومنهم العلامة المؤرخ
ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 1 ص 435 ط دار البشير) قال: وقال: حدثني أبو
عبد الله، حدثنا سفيان قال: قال عمر وعن الزبيري قال: ماتت بعد النبي صلى الله عليه
وسلم بثلاثة أشهر، يعني فاطمة. وقال: وحدثني أبو عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي
جعفر قال: ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، قيل: سفيان عن عمرو عن أبي
جعفر؟ قال: نعم.
ص 558
وقال في ص 436 من الطبعة المذكورة: حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي،
أخبرنا أبو بكر بن خلف حدثنا الحاكم أبو عبد الله، حدثنا أبو جعفر بن محمد
البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن
لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قال: توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم بستة أشهر، وهي ابنت ثمان وعشرين سنة، وكانت مولدها وقريش تبني الكعبة،
ورسول الله (ص) ابن خمس وثلاثين سنة. أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدثنا عبد
العزيز الكناني، حدثنا أبو محمد ابن أبي نصر، حدثنا أبو الميمون بن راشد، حدثنا أبو
زرعة، حدثني الحكم بن نافع، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: توفيت - يعني
فاطمة - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، فدفنها علي بن أبي طالب ليلا.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الشافعي في (سير أعلام النبلاء) (ج 2
ص 127 ط بيروت) قال: الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: عاشت فاطمة بعد النبي صلى
الله عليه وسلم ستة أشهر، ودفنت ليلا. قال الواقدي: هذا أثبت الأقاويل عندنا، قال:
وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور
عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 273 ط القاهرة) قال: عن أبي جعفر قال:
ستة أشهر.
ص 559
عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر. قال محمد بن عمر
وهو الثبت عندنا: وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي
ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها. ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 3 ص 47 ط بيروت) قال: وقال
الزهري عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة
أشهر، ودفنت ليلا. وقال الواقدي: هذا أثبت الأقاويل عندنا. وقال: وصلى عليها
العباس، ونزل في حفرتها هو والفضل بن العباس. وقال سعيد بن عفير: ماتت ليلة
الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان، وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا. ومنهم
العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في (تاريخ
مدينة دمشق) (ج 1 ص 434 ط دار البشير) قال: حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن
بن خلف، أخبرنا أبو بكر أحمد بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت
أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى الزكي يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق
يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول: سمعت أبي
يقول: سمعت أبي جعفر بن سليمان يقول: ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد النبي
صلى الله عليه وسلم، وماتت فاطمة وهي ابنة إحدى وعشرين سنة.
ص 560
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في (دلائل النبوة) (ج 6 ص 365 ط
بيروت) قال: واختلفوا في مكث فاطمة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى ماتت، فقيل مكثت شهرين وقيل ثلاثة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل ثمانية أشهر. وأصح
الروايات رواية الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: مكثت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ستة أشهر، أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن
جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، قال: وأخبرنا
الحجاج بن أبي منيع، حدثنا جدي، جميعا عن الزهري، قال: حدثنا عروة، إن عائشة
أخبرته، قالت: عاشت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ستة أشهر. أخرجاه في الصحيح. ومنهم العلامة جمال الدين أبو الحجاج
يوسف بن الزكي عبد الرحمن ابن يوسف الكلبي المزي المتوفى سنة 743 في (تهذيب الكمال
في أسماء الرجال) (ج 22 ص 144 نسخة جامع السلطان أحمد بإسلامبول) قال: قال الزهري،
عن عروة، عن عائشة: عاشت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، وكذلك
قال محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير عن أبيه عن عائشة وغير
واحد. وقال أبو بكر بن أبي شيبه: توفيت فاطمة وهي بنت سبع وعشرين سنة. وقال محمد بن
إسحاق في موضع آخر: توفيت فاطمة وهي بنت ثمان وعشرين
ص 561
سنة وكان مولدها وقريش تبني الكعبة، وبنت قريش الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه
وسلم بسبع سنين وستة أشهر، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد مبعثه
ثم هاجر وأقام عشرا، وعاشت بعده ستة أشهر، وتوفيت سنة إحدى عشرة من الهجرة. وقال
أبو عمر بن عبد البر: فاطمة أول من غطي نعشها في الإسلام في الصفة المذكورة في هذا
الخبر - يعني خبر أسماء بنت عميس - ثم بعدها زينب بنت جحش صنع ذلك أيضا بها، وماتت
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أول أهله لحوقا به، وصلى عليها علي
بن أبي طالب، وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس، ولم يخلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم من بنيه غيرها. وقيل: توفيت بخمس وسبعين ليلة، وقيل: ستة أشهر إلا ليلتين،
وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلت من شهر رمضان، وغسلها زوجها علي بن أبي طالب، أشارت
عليه أن يدفنها ليلا، وقد قيل: صلى عليها العباس بن عبد المطلب، ودخل قبرها هو وعلي
والفضل. قال أبو عمر: واختلف في وفاتها، فقال أبو جعفر محمد بن علي: توفيت بعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وروي عنه أنها لبثت بعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاثة أشهر، وقيل: ماتت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمائة يوم.
وقال الواقدي: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قال: وأخبرنا ابن جريح،
عن الزهري أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، قال الواقدي:
وهو الثلاث عندنا، قال: وتوفيت يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى
عشرة. وقال عبد الله بن الحرث وعمرو بن دينار: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر وقال
ص 562
ابن بريدة: عاشت بعده سبعين يوما، وقال المدائني: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من
رمضان سنة إحدى عشر وهي ابنة تسع وعشرين سنة، ولدت قبل النبوة بخمس سنين وصلى عليها
العباس. قال أبو عمر: واختلف في سنها وقت وفاتها، فذكر الزبير بن بكار أن عبد الله
ابن حسن بن حسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبي، فقال هشام لعبد الله ابن
حسن: يا با محمد كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن؟ فقال:
ثلاثين سنة، فقال هشام للكلبي: كم بلغت من السن؟ قال: خمسا وثلاثين. فقال هشام لعبد
الله بن حسن: اسمع الكلبي يقول: ما تسمع، وقد عني بهذا الشأن، فقال عبد الله بن
حسن: يا أمير المؤمنين سلني عن أمي وسل الكلبي عن أمه. ومنهم الحافظ أبو القاسم
سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 22 ص 399 ط مطبعة
الأمة في بغداد) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، ثنا عبد الملك
بن هشام، ثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحق، قال: توفيت فاطمة وهي بنت
ثمان وعشرين، وكان مولدها وقريش تبني الكعبة، وبنت قريش الكعبة قبل مبعث النبي صلى
الله عليه وسلم بسبع سنين وستة أشهر، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشرة
سنين بعد مبعثه، ثم هاجر فأقام عشرا، ثم عاشت فاطمة بعده ستة أشهر، وتوفيت سنة إحدى
عشرة من الهجرة.
ص 563
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ
الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 3 ص 47 ط بيروت سنة 1407) قال: وقال يزيد بن
أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: مكثت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ستة أشهر وهي تذوب. وقيل إنها عاشت بعد أبيها ثمانية أشهر. نقله جماعة في كتبهم.
ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج 1 ص 435 ط دار البشير) قال:
أخبرنا أبو غالب الماوردي، حدثنا أبو الحسين السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي، حدثنا بن عمران بن موسى، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خياط،
حدثنا أبو وهب السهمي، حدثنا حاتم بن أبي مغيرة، عن عمرو بن دينار قال: توفيت فاطمة
بعد أبيها بثمانية أشهر. وقال أيضا: حدثنا خليفة، حدثنا أحمد بن علي، عن جرير، عن
يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث، قال: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر. قال
خليفة: وقال المدائني: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة،
وهي ابنة تسع وعشرين سنة، ولدت قبل النبوة بخمس سنين. وقال أيضا: وقال: أخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر الطبري، أنبأنا
ص 564
أبو الحسين بن المفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد
الله بن عثمان، حدثنا جرير، جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث،
قال: عاشت فاطمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر. ومنهم العلامة
محمد بن داود البازلي الشافعي في (غاية المرام) (ص 295 والنسخة مصورة من مكتبة
جستربيتي في ايرلندة) قال: وتوفيت بعد أبيها بستة أو ثمانية أشهر، وقيل: عاشت بعده
سبعين يوما، وما رئيت ضاحكة بعد وفاته قط حتى لحقت بالله، ووجدت عليه وجدا عظيما.
وقيل: إنها عليها السلام عاشت بعد أبيها ثلاثة أشهر. ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر
في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 1 ص435 ط دار البشير) قال: وحدثنا خليفة، حدثنا أبو عاصم،
عن كهمش بن الحسن، عن ابن بريدة قال: عاشت سبعين يوم وليلة بعد أبيها صلى الله عليه
وسلم عليها. وقال: حدثنا خليفة، حدثنا محمد بن معاوية، عن سفيان: لبثت بعده (ص)
ثلاثة أشهر. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو
منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا
أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا
الأصمعي، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب قال: ماتت فاطمة بنت رسول
الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر. وقال: أخبرنا أبو بكر محمد بن
الحسين بن علي بن المزرمي، أخبرنا أبو بكر
ص 565
الخطيب، أنبأنا ابن زرقويه، أخبرنا عثمان بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، حدثنا
سعيد بن سليمان، حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار قال: بقيت فاطمة بعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر. إنتهى. وقال: حدثنا يعقوب، حدثنا أبو بكر
الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو عن ابن شهاب قال: مكثت فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد النبي ثلاثة أشهر. ومنهم الفاضل المعاصر عبد المعطي أمين قلعجي
في (آل بيت الرسول) (ص 273 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن الزهري قال: عاشت فاطمة بعد
النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر. ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد
الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 3 ص 47 ط
بيروت سنة 1407) قال: وقال أبو جعفر الباقر: ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر. ومنهم
الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج
22 ص 399 ط مطبعة الأمة في بغداد) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد
الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن أبي جعفر قال: مكثت فاطمة بعد النبي
صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر، وما رؤيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا أنهم قد أمتروا في طرف نابها.
ص 566
ومنهم العلامة الشيخ موفق الدين عبد بن محمد المقدسي الحنبلي في (التبيين في أنساب
القرشيين) (ص 11 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: وقيل [ماتت فاطمة عليها
السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله] بثلاثة أشهر. ومنهم العلامة جمال الدين أبو
الحجاج يوسف بن عبد الرحمن الزكي ابن يوسف الكلبي المزي في (تهذيب الكمال) (ج 22 ص
144 نسخة جامع السلطان أحمد الثالث بإسلامبول) قال: وقال عمرو بن دينار عن أبي جعفر
محمد بن علي بن الحسين: مكثت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أشهر،
وما رئيت ضاحكة بعده. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري المولود سنة
1296 والمتوفى بها سنة 1372 في (أحسن القصص) (ج 5 ص 59 ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال: لبثت فاطمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر، وقيل: إنها عاشت
بعد أبيها سبعين يوما. رواه جماعة. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي
الشافعي في (غاية المرام) (ص 295 والنسخة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: وقيل:
عاشت [فاطمة عليها السلام] بعده [أبيها] سبعين يوما، وما رؤيت ضاحكة بعد وفاته قط
حتى لحقت بالله ووجدت عليه وجدا عظيما.
ص 567
وروي (أن فاطمة عليها السلام عاشت بعد أبيها شهرين) 
رواه جماعة من علماء العامة في
كتبهم: فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة
748 في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 3 ص 48 ط بيروت سنة 1407) قال:
وروي عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: كان بينها وبين أبيها شهران. هذا غريب. قلت:
والصحيح أن سنها أربع وعشرون سنة رضي الله عنها. وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي
أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة، كان مولدها وقريش تبني الكعبة، وغسلها علي. ومنهم
العلامة المؤرخ ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 1 ص 434 ط دار البشير) قال:
وحدثني أبو عبد الله، حدثنا موسى، حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن ابن مليكة، عن
عائشة قالت: كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين فاطمة شهران.
ص 568
حديث (أوصت فاطمة الزهراء أن يغسلها علي عليه السلام) 
قد مر نقل ما يدل عليه عن كتب
أعلام العامة في ج 10 ص 467 إلى ص 469 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبرى، ونستدرك
هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق: فمنهم قائد الشافعية أبو عبد الله محمد
بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 في (المسند) (ص 361 ط دار الكتب العلمية في
بيروت) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن عمارة، عن أم محمد بنت محمد بن جعفر بن أبي
طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس: إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصت أن
تغسلها إذا ماتت هي وعلي، فغسلتها هي وعلي. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز
الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 163 ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة)
قال: يقال: أنها لم تغسل بعد الموت وأنها غسلت نفسها. تقول سلمى:
ص 569
اشتكت فاطمة شكواها - مرضها - التي قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوما وخرج علي لبعض
حاجته، فقالت: يا أمه اسكبي لي غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل،
ثم قالت: أعطيني ثيابي الجدد فلبستها ثم قالت: قربي فراشي وسط البيت فاضطجعت
واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها وقالت: يا أمة إني مقبوضة وقد تطهرت فلا
يكشفني أحد. فقبضت مكانها. فجاء علي فأخبرته فقال: لا والله لا يكشفها أحد، فدفنها
بغسلها ذلك. وقد أوردنا أن الزهراء لما حضرتها الوفاة أمرت عليا وأسماء بنت عميس أن
يضعا لها غسلا فغسلها علي وأسماء. أول من غطي نعشها في الإسلام: وقد أشرنا إلى ما
دار بين الزهراء وأسماء بنت عميس من حديث. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان
الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 133 ط بيروت سنة 1408) قال:
ودر جذب القلوب محدث دهلوي است كه حضرت زهرا وصيت كرده بودكه متكفل غسل وتجهيز او
اسماء بنت عميس وعلي مرتضى باشد وديگري رادر آنجا مدخلى نباشد واين روايت رد آن
ميكندكه گفته اند ابو بكر رضي الله عنه را علم به وفات حضرت فاطمه نبود وعدم حضور
او به نماز جنازه وى از اين جهت بود، زيرا كه اسماء بنت عميس در آن زمان در تحت ابو
بكر بود وبغايت بعيدا است كه زوجه او حاضر باشد وغسل دهد واورا وقوف نبود. قال ابن
واضح الكاتب العباسي في تاريخه: أوصت عليا زوجها أن يغسلها فغسلها وأعانته أسماء
بنت عميس، ودفنت فاطمة ليلا ولم يحضرها أحد إلا سلمان وأبو ذر وعمار.
ص 570
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 272 ط
القاهرة سنة 1399) قال: عن سلمى قالت: مرضت فاطمة بنت رسول الله عندنا، فلما كان
اليوم الذي توفيت فيه خرج علي، قالت لي: يا أمه اسكبي لي غسلا. فسكبت لها فاغتسلت
كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت: ائتيني بثيابي الجدد. فآتيتها بها فلبستها ثم قالت:
اجعلي فراشي وسط البيت. فجعلته فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة ثم قالت لي: يا أمة
إني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت فلا يكشفن لي كتفا. قالت فماتت، فجاء علي فأخبرته
فقال: لا والله لا يكشف لها أحد كتفا. فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك. عن محمد بن موسى
أن علي بن أبي طالب غسل فاطمة. ومنهم العلامة الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
المقدسي الدمشقي في (زهر الحديقة في رجال الطريقة) (ص 195 وص 196 والنسخة مصورة من
مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال: وعن ابن أبي رافع، عن أبيه، عن سلمى - وهي زوجة
أبي رافع - قالت: مرضت فاطمة - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب (آل بيت الرسول) بعينه.
ومنهم العلامة الشيخ موفق الدين بن عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي في (التبيين
في أنساب الصحابة القرشيين) (ص 11 نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: وروي عنها
أنها اغتسلت لما حضرها الوفاة وتكفنت، وأمرت عليا أن لا يكشفها إذا توفيت، وأن
يدرجها في ثيابها كما هي ويدفنها ليلا، لكن الصحيح
ص 571
كما قال ابن الأثير: إن عليا وأسماء غسلاها كما ذكرنا. ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد
بن الحسين بن علي بن موسى الشافعي الخسروجردي البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 3 ص 396
ط حيدر آباد) قال: (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الصفار، ثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن موسى المخزومي،
ثنا عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر اظنه، وعن
عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا
أسماء إذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي بن أبي طالب، فغسلها علي وأسماء رضي الله
عنهما. وأخبرنا أبو حازم الحافظ، أنبأ الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي، ثنا عبد
الله - يعني ابن حمزة - الزبيري، ثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن موسى، عن عون بن
محمد الهاشمي، عن أمه، عن أسماء بنت عميس: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم أوصت أن يغسلها زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فغسلها هو وأسماء بنت
عميس. ورواه الدراوردي عن محمد بن موسى، عن عون بن محمد بن علي، عن عمارة بن
المهاجر أن أم جعفر بنت محمد بن علي قالت: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: غسلت أنا
وعلي رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ص 572
حديث صلاة علي عليه السلام على فاطمة الزهراء صلوات الله عليها) 
قد أمضينا ما يدل
عليه عن كتب القوم في مواضع متفرقة من هذه الموسوعة الكبرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم ننقل عنها فيما سبق: فمنهم الحافظ الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
صالح العجلي المتولد سنة 182 والمتوفى سنة 261 في (تاريخ الثقات) (رتبة الحافظ نور
الدين الهيثمي المتوفى سنة 807 - ص 523) قال: حدثنا أبو مسلم، حدثنا أبي ملاء على
إملاء من حفظه في جمادي الأولى سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال: فاطمة بنت محمد صلى
الله عليه وسلم ورضي عنها وكرم وجهها، عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر
ودفنها علي رضي الله عنه ليلا وغسلها وصلى عليها.
ص 573
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 274 ط
القاهرة سنة 1399) قال: عن عروة أن عليا صلى على فاطمة. ومنهم الفاضل المعاصر محمود
شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 342 ط دار الجيل بيروت) قال: عن عروة: إن
عليا صلى على فاطمة.
ص 574
حديث (دفن الزهراء عليها السلام ليلا بوصية منها) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب
أعلام العامة في ج 10 ص 478 إلى 481 وج 19 ص 170 و171، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق: منهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل
بيت الرسول) (ص 294 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن الزهري قال: دفنت فاطمة بنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلا، ودفنها علي. عن ابن شهاب: دفنت فاطمة ليلا، دفنها
علي. عن عروة عن عائشة: إن عليا دفن فاطمة ليلا. عن علي بن حسين قال: سألت ابن عباس
متى دفنتم فاطمة؟ فقال: دفناها بليل بعد هدأة. قال: قلت: فمن صلى عليها؟ قال: علي.
ص 575
ومنهم العلامة المعاصر محمود شلبي في كتابه (حياة الإمام علي عليه السلام) (ص 270 ط
دار الجيل في بيروت) قال: وعن علي بن حسين قال: سألت ابن عباس: متى دفنتم فاطمة؟
فقال: دفناها بليل بعد هدأة. قال: قلت: فمن صلى عليها؟ قال: علي. وعن الزهري قال:
دفنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا، ودفنها علي. وروى أيضا مثله في
ص 342 عن الزهري، وعن عروة عن عائشة، وعن ابن عباس. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو
الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الاشراف
بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 469 ط بيروت) قال: حديث: أن عليا دفن فاطمة ليلا - وغير
ذلك. في ترجمة عائشة، عن أبي بكر الصديق - ح 6630). ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن
عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في تحفة الأحوذي
بشرح جامع الترمذي) (ج 4 ص 165 ط دار الفكر في بيروت) قال: وعلي رضي الله عنه دفن
فاطمة ليلا.
ص 576
حديث موضع قبر فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وعليها وآلهما 
قد مر نقد ما يدل عليه
في مواضع متفرقة من هذه الموسوعة الكبرى نقلا عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان
الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الاحمدي) (ص 134 ط بيروت سنة 1408) قال:
محدث دهلوي در جذب القلوب مي نويسد كه در تعين موضع قبر حضرت سيدة النساء فاطمه
زهرا سلام الله عليها وعلى أولادها، أخبار مختلفة وأقوال متنوعة آمده همجنانكه حليه
كمالش درحيات از جشم اغيار مستور بود جمال عصمتش بعد از ممات نيز نامكشوف ماند (إلى
ان قال) بعضى برآنند كه مرقد مطهر او در بقيع است آنجا كه سائر اهل بيت نبوت آسوده
اند وبعضى كفته اند كه دفن او هم در بيت اوست كه داخل مسجد نبوى شده است (إلى ان
قال) واز امام جعفر صادق سلام الله عليه وعلى آبائه الكرام روايت است كه حضرت فاطمه
زهرا سلام الله عليها راهم در حجره او كه عمر بن عبد العزيز در مسجد در آورده دفن
كردند جنانكه بيغمبر خدا صلى الله عليه وسلم راهم در خانه او سبردند.
ص 577
ومنهم الحافظ جمال الدين يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه
(تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 463 ط بيروت) قال: حديث (ما بين بيتي ومنبري
روضة من رياض الجنة). ت في المناقب (149: 3) عن عبد الله بن أبي زياد، عن أبي نباتة
يونس بن يحيى بن نباتة... عن سلمة بن وردان، عن أبي سعيد بن أبي المعلي، عن علي
وأبي هريرة (ح 14939) به، وقال: غريب من هذا الوجه. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور
عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 274 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عبد
الرحمن بن أبي الموالي قال: دفنت فاطمة في زاوية دار عقيل مما يلي دار الجحشيين
مستقبل خرجة بني نبيه من بني عبد الدار بالبقيع وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع.
ص 578
مستدرك (شكوى علي عليه السلام في وفاة الزهراء) (إلى النبي صلى الله عليه وعليهما
وآلهم أجمعين) 
قد تقدم عن كتب أعلام العامة في ج 10 ص 481 ومواضع أخرى من هذا
الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل
المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في (خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام) (ص 33 ط
مكتبة غريب في القاهرة) قال: وعندما ماتت الزهراء رضي الله عنها، وقف علي بن أبي
طالب يودعها... ويشكو حزنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد استرجعت
الوديعة، وأخذت الرهينة، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، إلى أن يختار الله لي
دارك التي أنت بها مقيم، وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها، فأحفها بالسؤال،
واستخبرها المقام، هذا ولم يطل بك العهد ولم يخل منك الذكر).
ص 579
مستدرك (رثاء علي في وفاة أم الحسنين الزهراء المرضية) (عليهم السلام) 
قد روينا
نبذة من رثاء علي أمير المؤمنين في وفاة فاطمة الزهراء عن كتب القوم في ج 10 ص 482
وج 19 ص 179 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها
فيما سبق: فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري
القرطبي المتوفى سنة 463 في (بهجة المجالس وأنس المجالس) (ج 2 ص 359 ط القاهرة)
قال: ولما دفن علي فاطمة رضي الله عنهما تمثل على قبرها بهذين البيتين: لكل اجتماع
من خليلين فرقة * وكل الذي دون الممات قليل وإن افتقادي واحدا بعد واحد * دليل على
ألا يدوم خليل
ص 580
ومنهم الفاضل المعاصر الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي الهندي في (تاريخ الأحمدي)
(ص 133 ط بيروت) قال: وفي بعض كتب السير: لما فرغ علي من جهازها ودفنها رجع إلى
البيت فاستوحش فيه، وجزع عليها جزعا شديدا ثم أنشأ يقول: أرى علل الدنيا علي كثيرة
- وصاحبها حتى الممات عليل بكل اجتماع من خليلين فرقة - وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد - دليل على أن لا يدوم خليل
ص 581
جملة من كلمات العلماء في خصوص سيدتنا فاطمة أم الحسنين (صلوات الله عليهم) 
قد
ذكرنا نبذة منها في مطويات كتابنا هذا عن كتب علماء العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم
التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم الفاضل الدكتور عبد المعطي قلعجي في (تعليقه على
تاريخ الثقات) (ص 523) قال: فاطمة بنت محمد النبي صلى الله عليه وسلم سيدة نساء
العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، تعرف بالزهراء، وهي أصغر بنات الرسول صلى الله
عليه وسلم، وقد تزوجها علي في سنة اثنتين من الهجرة وكان سنها خمس عشرة سنة وخمسة
أشهر ونصفا، ولم يتزوج عليها حتى ماتت، وقد جهزها النبي صلى الله عليه وسلم عند
زواجها في خميل، وقربة، ووسادة حشوها اذخر، وأصدقها علي درعه الحطمية وكانت تساوي
أربعة دراهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد منحه إياها، وكان
ص 582
النبي صلى الله عليه وسلم يحبها حبا شديدا، وقال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها
أغضبني، وكانت تميط الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وغسلت دمه الشريف عن وجهه
يوم أحد، وقد قال لها النبي صلى الله عليه وسلم وهو على فراش موته: إنها أول أهل
بيته تتبعه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء العالمين، ولم يكن أحد
أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت لعلي: الحسن والحسين وأم كلثوم
وزينب، ولما مرضت وكان اليوم الذي توفيت فيه اغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم لبست
ثيابها الجدد، وجعلت فراشها وسط البيت واضطجعت عليه واستقبلت القبلة، وكانت وفاتها
ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشره وهي ابنة تسع وعشرون سنة.
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في
(جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 2 ص 39 ط دمشق) قالا: عن أسلم: أن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا فاطمة!
والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، والله ما كان أحد من
الناس بعد أبيك أحب إلي منك (ك). ورويا أيضا مثله في ج 6 ص 290 عن أسلم
ص 583
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب
في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية
بخراسان) قال: وقد تكلم الناس في المعنى الذي سادت به عليه سائر أخواتها، فقيل
لأنها ولدت سيد هذه الأمة (وهو الحسن لقوله عليه الصلاة والسلام إن ابني هذا سيد)
وهو خليفة وبعلها أيضا خليفة. وأحسن من هذا قول من قال: سادت على سائر أخواتها
لأنهن متن في حياته فكن في صحيفته، ومات هو صلى الله عليه وسلم فكان رزؤه في
صحيفتها وميزانها. ومنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في (العلم والعلماء)
(ص 237 ط بيروت) قال: فضائلها رضي الله عنها: إن الفضائل التي حازتها فاطمة الزهراء
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لكثيرة، وحسبنا أن نذكر طرفا منها فيما يلي: 1 -
إنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكرم أهله عليه كما صرح بذلك علي رضي الله
عنه. 2 - إنها أم الحسنين وهما سيدا شباب أهل الجنة، وكل أشراف الدنيا منها بلا
منازع. 3 - وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها، إذ بذلك فازت بأعظم أجر على
أعظم مصيبة كانت على وجه الأرض، يدل لذلك قول الصحابة لبعضهم: من أصابته مصيبة
فليذكر مصيبته برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ص 584
إلى أن قال: علمها رضي الله عنها: كيف لا تكون فاطمة عالمة وهي بنت رسول الله مدينة
العلم وبابها وهي بضعة منه فداها أبي وأمي ونفسي. ويشهد لعلمها أن أحمد أسند لها -
في مسنده عدة أحاديث منها حديث إباحة لحوم الأضاحي، وحديث أدب دخول المساجد، وحديث:
كانت تنقز الحسن بن علي وتقول: بابي شبه النبي، ليس شبيها بعلي!! وما يدل على علمها
رضي الله عنها: ما حدثت به عائشة رضي الله عنها، إذ قالت أقبلت فاطمة تمشي كأن
مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام: مرحبا
بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها:
استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ثم تبكين؟ ثم إنه أسر إليها حديثا فضحكت
فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض النبي صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت:
إنه أسر إلي فقال إن جبرئيل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة وإنه
عارضني به العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم
السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة، أو
نساء المؤمنين؟ قالت: فضحكت لذلك!!. صبرها وتحملها رضي الله عنها: ما كانت فاطمة في
عيشها كما يكون نساء الأمراء والوزراء يرفلن في الحرير، ويأكلن الفطير، ويخدمن
الخوادم بل كانت رضي الله عنها تعيش في بيت فقير أهله متواضع بناؤه، فكانت الزهراء
تقم بيتها وتطحن حبها وتربي أولادها صابرة على شظف العيش، متحملة راضية بقسمة الله
وما آتاها حتى توفاها الله وألحقها بوالدها
ص 585
طيبة طاهرة فسلام عليها في القانتات الصابرات. وهذا بعلها أبو الحسنين علي رضي الله
عنه يحدث عن نفسه وعن زوجه الزهراء فيقول: يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟
كانت بنت رسول الله وأكرم أهله عليه، وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثرت الرحى
بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بصدرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها،
وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها وأصابها من ذلك ضر. هكذا عاشت فاطمة تعاني من
الخدمة صابره متحملة لم تتبرم من الحياة، ولم تسخط القدر، ولم تظهر في غير مظهر
الصبر والاحتمال حتى لحقت بالرفيق الأعلى رضي الله عنها. حياؤه رضي الله عنها: إن
خلق الحياء في فاطمة الزهراء لا يستغرب وجوده، ولا يستكبر عظمه عندها وكماله، وكيف
وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال واصفه فيه: إنه كان أشد حياء من
البكر في خدرها. ولذا لزم أن يكون الحياء في فاطمة وهي وارثة أبيها في الكمالات
الروحية، لا في المال والأمتعة المادية. لزم أن يكون أوفر ما يكون وأعظم ما يوجد
لدى الزهراء سيدة النساء ولا فخر!!. ولما لم يستدع الأمر ذكر الشواهد العديدة كمال
خلق الحياء لدى فاطمة الزهراء فإنا نكتفي في التدليل بذكر الخبرين التاليين: 1 -
أخرج أبو نعيم في حليه الأولياء بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول
الله: ما خير للنساء؟ فلم ندر ما نقول، فسار علي إلى فاطمة فأخبرها بذلك فقالت:
فهلا قلت له: خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يروهن، فرجع فأخبره بذلك، فقال له: من
علمك هذا؟ قال: فاطمة. قال: إنها بضعة مني. فهذه الرواية قد وردت من عدة طرق تشهد
بما أوتيت الزهراء من علم وفضل
ص 586
وما كانت عليه من حياء واحتشام يضرب بهما المثل في حياة الناس. 2 - أخرج أحمد في
مسنده بسند لا بأس به عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
زوجه بفاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف، ورحيين، وسقاء وجرتين، فقال علي
لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي
فاستخدميه. فقالت: وأنا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: ما جاء بك وما حاجتك أي بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله،
فرجعت فقال: ما فعلت؟ قالت: استحيت أن أسأله فأتياه جميعا فقال علي: يا رسول الله
لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله عز وجل
بسبي وسعة فأخدمنا. فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم لا أجد ما
أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا وأتاهما النبي صلى الله عليه
وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما
تكشفت رؤوسهما، فثارا فقال: مكانكما، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا:
بلى. قال كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دبر كل صلاة عشر وتحمدان عشر وتكبران عشر
وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا
وثلاثين. قال علي: والله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال
له ابن الكوا: ولا ليلة صفين؟ قال: قاتلكم الله يا أهل العراق نعم ولا ليلة صفين.
وفاتها رضي الله عنها: عاشت الزهراء عمرا مباركا غير طويل، إذا توفيت وعمرها ثمان
وعشرون سنة ونصف، ولم تتزوج بغير علي رضي الله عنها، وأنجبت الحسن والحسين ومحسنا،
ومات الأخير صغيرا، وزينب وأم كلثوم. وكان زواجها في السنة الثانية من
ص 587
الهجرة بعد وقعة بدر. وكان ميلادها قبل نبوة والدها بخمس سنين، وتوفيت رضي الله
عنها في رمضان لثلاث خلون منه، فغسلها علي بنفسه وصلى عليها ودفنها ليلا. وكانت
وفاتها بعد وفاة والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر على الصحيح من
الروايات. فرضي الله عن الزهراء وأرضاها وأسكنها بجوار والدها خاتم الأنبياء وسيد
ولد آدم أجمعين وألحقنا بهم في مواكب الصالحين بعد أن يتوفانا مسلمين. ومنهم
العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في (إتحاف أهل الإسلام) (ص 35 والنسخة
مصورة من المكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وفاطمة كما قال ابن دربة مشتقة من الفطم،
وهو القطع أي المنع، يقال: فطمت المرأة الصبي إذا قطعت عنه اللبن، سميت بذلك لأن
الله تعالى فطمها عن النار، كما وردت به الأخبار الآتية في الباب الثاني، فهو فاطمة
بمعنى مفطومة. وقد كان خطبها قبله أبو بكر، ثم عمر، فأعرض صلى الله عليه وسلم
عنهما، فلما خطبها علي أجابه، وجعل صداقها درعه، ولم يكن له غيرها، وبيعت بأربعمائة
درهم وثمانين درهما، وجعل لها صلى الله عليه وسلم وسادة من أدم حشوها ليف، وسلاء
البيت رملا مبسوطا، وأعطاها إهاب كبش تفرشه وخميلة وسقاء وجرتين، كما جاءت بذلك
الروايات. وفي حديث مسلم عن جابر قال: حضرنا عرس علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأكلنا زبيبا وتمرا. وروى الطبراني من حديث أسماء قالت:
لما أهديت فاطمة إلى علي بن أبي طالب لم نجد في بيته إلا رملا مبسوطا ووسادة حشوها
ليف وكوزا، فأرسل صلى الله عليه وسلم يقول له: لا تقربن أهلك حتى آتيكما، فجاء فدعى
بدعاء
ص 588
فسمى فيه وقال ما شاء الله أن يقول، ثم مسح صدر علي ووجهه، ثم دعى فاطمة فقامت تعثر
في موطئها في الحياء فنضح عليها من ذلك. وفي حديث بريدة فدعا. رسول الله صلى الله
عليه وسلم بماء توضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: اللهم بارك فيهما وبارك لهما
في نسلهما. وفي رواية فنضح الماء على رأسها وبين ثدييها، وقال: اللهم إني أعيذها بك
وذريتها من الشيطان الرجيم. ولم يتزوج عليها علي حتى ماتت. وقد كان خطب عليها أبي
جهل، فأنكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجتمع بنت رسول الله (ص) وبنت عدو
الله عند رجل واحدا أبدا، فترك الخطبة. وقد ولدت فاطمة من علي رضي الله تعالى عنه
ستة ثلاثة ذكور وثلاث إناث، فالذكور الحسن والحسين والمحسن والمحسن بضم الميم وفتح
الحاء وتشديد السين مكسورة، والإناث زينب وأم كلثوم ورقية، ومات ولم تبلغ. نقله ابن
الجوزي. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المتوفى سنة 911 في (إتمام الدراية لقراء النقاية) (ص 18 ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال: ونعتقد أن أفضل النساء مريم بنت عمران (وفاطمة) بنت النبي صلى الله
عليه وسلم - روى الترمذي وصححه.
ص 589
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 154 ط
مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: كانت الزهراء أعز أبناء رسول الله صلى الله
عليه وسلم وبناته عنده، فعن مكانتها يقول المسرور بن مخرمة: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فاطمة بضعة مني - أي جزء مني - فمن أغضبها فقد أغضبني. أما عن الحكم
فيمن يسبها فيقول السهيلي: إن من سبها فقد كفر. ومنهم العلامة أحمد بن علي بن الحجر
العسقلاني في (تقريب التهذيب) (ص 292 ط الدهلي) قال: فاطمة الزهراء بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، أم الحسنين، سيدة نساء هذه الأمة، تزوجها علي في السنة الثانية
من الهجرة، وماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة شهر، وقد جاوزت العشرين بقليل.
وقال في كتابه (تهذيب التهذيب) ج 12 ص 441 ط حيدر آباد: عن ابن جريح: قال لي غير
واحد: كانت فاطمة أصغرهن (أي في بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأحبهن إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة عبد الرؤف المناوي الشافعي في (شرح
الجامع الصغير) (ص 328 مخطوط) قال: وذكر العلم القرافي: إن فاطمة وأخاها إبراهيم
أفضل من الخلفاء الأربعة
ص 590
بالاتفاق 1). ومنهم العلامة شمس الدين محمد الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 2 ص
119 ط بيروت) قال: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها،
ومناقبها غزيرة، وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله.