الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج29)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 601

إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ما هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد صلى الله عليه وسلم لرحم. ومنهم العلامة محيي الدين محمد بن علي المالكي المتوفى سنة 638 في الملحمة (ق 120 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال: قال أبو جعفر رضي الله عنه قال: آيتان يكونان قبل خروج المهدي: كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره. قال: قلت: يا بن رسول الله تكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟ فقال أبو جعفر: أنا أعلم بما قلت، إنها آيتان لم يكونان منذ هبوط آدم عليه السلام. ومنهم الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في الفتن والملاحم (ج 1 ص 345 ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال: حدثنا سعيد، أبو عثمان عن جابر، عن أبي جعفر قال: ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى بصوته يقول: أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا تشركوا به شيئا وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع، فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته. فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر على غير ميعاد وقزعا كقزع الخريف، رهبان بالليل أسد بالنهار. فيفتح الله تعالى للمهدي أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، تنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة إلى المهدي ويبعث المهدي

ص 602

جنوده في الآفاق ويميت الجور وأهله وتستقيم له البلدان ويفتح الله على يده القسطنطينية. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان (ص 74 ط قم) قال: وأخرج أيضا عن أبي جعفر قال: ينادي مناد من السماء: إن الحق في آل محمد، وينادي مناد من الأرض: إن الحق في آل عيسى - أو قال: آل عباس - فشك فيه، وإنما الصوت الأسفل كلمة الشيطان والصوت الأعلى كلمة الله العليا. وعن محمد بن علي قال: إذا كان الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة فاسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت اللعين ينادي: ألا إن فلانا قتل مظلوما، ليشك [الناس] ويفتنهم، فكم في اليوم من شاك متحير، فإذا سمعتم الصوت في رمضان - يعني الأول - فلا تشكوا إنه صوت جبريل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم المهدي واسم أبيه. وقال أيضا في ص 104: وأخرج الداني، عن الحكم بن عيينة قال: قلت لمحمد بن علي: سمعت أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة. قال: إنا نرجو ما يرجو الناس وإنا نرجوا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يكون ما ترجوه هذه الأمة وقبل ذلك فتن شر، فتنة يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا. فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليكن من أحلاس بيته. وقال أيضا في ص 107: وأخرج الدارقطني في سننه عن محمد بن علي قال: لمهدينا آيتان لم تكونا منذ

ص 603

خلق الله السموات والأرض: ينخسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه ولم تكونا منذ خلق الله السموات والأرض. وقال أيضا في ص 108: وعن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله تعالى عنه قال: إذا بلغ العباسي خراسان طلع بالمشرق القرن ذو السنين، وكان أول ما طلع بهلاك قوم نوح حين أغرقهم الله تعالى بالطوفان، وطلع في زمان إبراهيم حين ألقي في نار نمرود، وطلع حين أهلك الله تعالى قوم فرعون ومن معه ونجى موسى ومن معه، وطلع حين قتل يحيى بن زكريا، فإذا رأيتم ذلك فاستعيذوا بالله من شر الفتن، ويكون طلوعه قبل انكساف الشمس والقمر، ثم لا يلبثون حتى يظهر الأبقع بمصر. أخرجه الإمام نعيم بن حماد في كتاب الفتن . وقال أيضا في ص 120: وأخرج أيضا عن أبي جعفر قال: بعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه فزعة من وراء النهر من أرض خراسان، عليهم رجل من بني أمية فيكون لهم وقعة بتونس، ووقعة بدولاب الري، ووقعة بتخوم زرنيخ، فعند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكتفه اليمنى خال سهل الله أمره وطريقه، ثم تكون لهم وقعة بتخوم خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيبرح الرجل من بني تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلى إصطخر إلى الأموي، فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر، فيكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها، ثم يأتيه جنود من سجستان عظيمة عليهم رجل من بني عدي، فيظهر الله أنصاره وجنوده، ثم تكون وقعة بالمدائن بعد وقعة الري، وفي عاقرقوفا وقعة صلمية يخبر عنها كل ناج [منها]، ثم يكون بعده ذبح

ص 604

عظيم [ببابل] ووقعة في أرض من أرض نصيبين، ثم يخرج على الأحوص قوم من سوادهم وهم العصب، عامتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنقذوا ما في يديه من سبي كوفان. وقال أيضا ص 141: وأخرج أيضا عن أبي جعفر قال: يظهر المهدي بمكة عند العشاء معه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحج وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وآمركم أن لا تشركوا به شيئا، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا للهدى، ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد آن فناؤها وزوالها، وآذنت بانصرام، فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه، وإماتة الباطل وإحياء سنته، فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد أهل بدر على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، رهبان بالليل أسد بالنهار. فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وينزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي ويبعث المهدي جنوده في الآفاق، ويميت الجور وأهله وتستقيم له البلدان ويفتح الله على يديه القسطنطينية. وقال أيضا في ص 145: وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يظهر المهدي في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام وكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم،

ص 605

قائم بين الركن والمقام، وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وتسير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعوه فيملأ بهم الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما. وقال أيضا في ص 150: وأخرج أيضا عن أبي جعفر قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث [به] إليهم بالبيعة. وقال أيضا في ص 151: وأخرج نعيم بن حماد عن أبي جعفر قال: يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال من خراسان برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم. وقال أيضا في ص 171: وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى - حتى إذا كان قبل خروجه انتهى المولى الذي يكون معه حتى يخرج فيلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحوا من الأربعين رجلا. فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى بنا الجبال لناوينا معه بها. ثم يأتيهم من القابلة فيقول: أشيروا إلي من رؤسائكم عشرة، فيشيرون له فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها. وقال أيضا في ص 174: وأخرج المحاملي في أماليه عن جعفر بن محمد بن علي بن حسين قال: يزعمون أني أنا المهدي وأني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدعون.

ص 606

ومنها

ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أعلى الصفحة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة محيي الدين محمد بن علي المالكي المتوفى سنة 638 في الملحمة (ص 122 نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال: وعن جعفر الصادق رضي الله عنه قال: إذا قام القائم عليه السلام إلى الكوفة، فهدم بها أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها موطية، ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف والمزاريب إلى الطرقات، ولم يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها، ويفتح القسطنطينية، والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنينكم هذه، ثم يفعل الله ما يشاء. قال: قلت له: جعلت فداك فكيف تطول سنين؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك بالثبوت وقلة الحركة، فتطول لذلك الأيام والسنون. قال: قلت له: أنتم تقولون: إن الفلك إن تغير فسد. قال ذلك [قول] الزنادقة، وقد شق الله القمر لنبيه عليه السلام ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون. ومنهم العلامة الشيخ محمد السفاريني في أهوال يوم القيامة وعلاماتها الكبرى (ص 24 ط دار المنار بالقاهرة) قال: وقال جعفر الصادق بن محمد الباقر: لا يظهر المهدي إلى على خوف شديد من الناس، وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس، والطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم، وتغيير في حالهم، حتى

ص 607

يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظيم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا، فحينئذ يخرج، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره. لا يخرج المهدي عليه السلام إلا في وتر من السنين رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة محيي الدين محمد بن علي المالكي المتوفى سنة 638 في الملحمة (ق 121 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال: وروى عن أبي الحسن بن محبوب، عن علي بن حمزة، عن أبي نصرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يخرج المهدي عليه السلام إلا في وتر من السنين، كسنة أحد وثلاث أو خمس أو سبع أو تسع.

ص 608

نبذة من كلمات علماء العامة في المهدي عليه السلام

فمنهم العلامة محمد السفاريني في أهوال يوم القيامة وعلاماتها الكبرى (ص 18 دار المنار بالقاهرة) قال: فوائد في شأن المهدي الأولى - حليته وصفته: (منها) في حليته وصفته، قال ابن عباس رضي الله عنهما: المهدي اسمه محمد بن عبد الله، وهو رجل ربعة مشرب بحمرة، يفرح الله به عن هذه الأمة كل كرب ويصرف بعدله كل جور. إلى أن قال في ص 20: وقال كعب الأحبار: إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب. وقال كعب أبو عمرو المقري في سننه ونعيم بن حماد. وأخرج أبو نعيم عن طاوس قال: علامة المهدي أنه يكون شديدا على العمال

ص 609

جوادا بالمال رحيما بالمساكين. ورأيتني قد وصفته في كتابي البحار الزاخرة بأنه آدم أي أسمر، ضرب من الرجال أي خفيف اللحم، ممشوق مستدق، ربعة أي لا بالطويل ولا بالقصير، أجلى الجبهة أي خفيف شعر النزعتين عن الصدغين وهو الذي انحسر الشعر عن جبهته، أقنى الأنف أي طويله مع دقة أرنبته، أشم أي رفيع العرنين أزج أي حاجبه فيه تقويس مع طول في طرفه أو امتداده، أبلج أعين أكحل العينين واسع العين والكحل بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة من غير اكتحال، براق لثناياه بريق ولمعان، أفرقها أي ليست متلاصقة، أزيل الفخذين أي منفرج الفخذين متباعدهما. وفي رواية: في لسانه ثقل وإذا أبطأ عليه ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى 1)، ابن *(الهامش)* 1) قوله: وفي رواية: في لسانه ثقل وإذا أبطأ عليه ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى. أقول: هذه الرواية كأخواتها من أن المهدي من بني أمية، أو بني العباس، أمن بني الحسن عليه السلام، أوليس المهدي إلا عيسى بن مريم عليه السلام، من موضوعات بعض مخالفي أهل البيت عليهم السلام الذين يتجسسون في وادي الضلالة دليلا يقام في تضعيف مقامهم السامي عليهم السلام. وهم مع ذلك يدعون في الظاهر مودتهم ويظهرون محبتهم في لسانهم. ومن هذا القبيل قولهم في أبيه أبي طالب أنه لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله ومات كافرا، وهو في ضحضاح من النار، بخلاف قول رسول الله صلى الله عليه وآله فيه. روى لما ماتت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ألبسها النبي صلى الله عليه وآله قميصه واضطجع معها في قبرها. فقالوا: ما رأيناك يا رسول الله صنعت هذا؟ فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها لتهون عليها وحشة القبر. وكان أبو طالب بارا برسول الله صلى الله عليه وآله وناصرا له وذابا عنه من كفرة قريش وعبدة الأصنام. وأهل البيت - وهم أدرى بما في البيت - كلهم قالوا بإيمان أبي طالب. هذا زعيمهم وعظيمهم رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجابر: يا جابر فلما أسري بي وانتهيت = (*)

ص 610

(هامش)

= إلى العرش فرأيت أربعة أنوار. فقلت: يا إلهي ما هذا الأنوار؟ فقال: يا محمد هذا عبد المطلب، وهذا أبو طالب، وهذا أبوك عبد الله، وهذا أخوك طالب. فقلت: إلهي وسيدي فيما نالوا هذه الدرجة؟ قال: بكتمانهم الإيمان وإظهارهم الكفر وصبرهم على ذلك حتى ماتوا. وهذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام في رواية ميثم التمار عنه عليه السلام قال: تبع أبو طالب عبد المطلب في أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته وأوصاني أن أدفنه في قبره فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك. فقال: اذهب فواره وأنفذ لما أمرك فغسلته وكفنته وحملته إلى الحجون ونبشت قبر عبد المطلب فرفعت الصفيح عن لحده، فإذا هو موجه إلى القبلة فحمدت الله تعالى على ذلك ووجهت الشيخ وأطبقت الصفيح عليهما. فأنا وصي الأوصياء وورثة خير الأنبياء. قال ميثم: فوالله ما عبد علي ولا عبد أحد من آبائه غير الله تعالى إلى أن توفاهم الله تعالى. وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام رثي لموته فقال: أبا طالب عصمة المستجير * وغيث المحول ونور الظلم * لقد هد فقدك أهل الحفاظ فصلى عليك ولي النعم * ولقاك ربك رضوانه فقد كنت للطهر خير عم وهذا الإمام محمد الباقر عليه السلام قال: مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلما مؤمنا. وهذا الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان وأيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم. وقال عليه السلام بعد تكذيب رواية ضحضاح: كذب أعداء الله، إن أبا طالب من رفقاء. النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وهذا الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم كتب في جواب عبد العظيم بن عبد الله العلوي الحسني: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإنك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار. وذكر العلامة السيد أحمد بن زيني دحلان شيخ العلماء ببلد الله الحرام مفتي الشافعية = (*)

ص 611

(هامش)

= وشيخ الخطباء في كتابه أسني المطالب في نجاة أبي طالب ص 60: وقد ذكر الإمام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلامة ابن سلامة القضاعي المتوفى سنة 454 ه‍ أن بغض أبي طالب كفر، ونص على ذلك أيضا من أئمة المالكية العلامة علي الأجهوري في فتاويه والتلمساني في حاشيته على الشفا. فقال عند ذكر أبي طالب: لا ينبغي أن يذكر إلا بحماية النبي صلى الله عليه وسلم لأنه حماه ونصره بقوله وفعله وفي ذكره بمكروه أذية للنبي صلى الله عليه وسلم وموذي النبي صلى الله عليه وسلم كافر والكافر يقتل وقال أبو الطاهر: من أبغض أبا طالب فهو كافر. والحاصل: إن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر يقتل فاعله إن لم يتب وعند المالكية يقتل وإن تاب. ثم روى عن الطبراني والبيهقي خبر ابنة أبي لهب أنه قيل لها: لا تغني عنك هجرتك وأنت بنت حطب النار فتأذت من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فاشتد غضبه ثم قام على المنبر فقال: ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي فمن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى. وأخرج ابن عساكر عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، فبغض أبي طالب والتكلم فيه يؤذي النبي صلى الله عليه وآله، ويؤذي أولاده الموجودين في كل عصر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات. ومما يؤيد هذا التحقيق الذي حققه العلامة البرزنجي في نجاة أبي طالب أن كثيرا من العلماء المحققين وكثيرا من الأولياء العارفين أرباب الكشف قالوا نجاة أبي طالب منهم القرطبي والسبكي والشعراني وخلائق كثيرون، وقالوا: هذا الذي نعتقده وندين الله به. إلى أن قال: وقد ذكر البرزنجي أحاديث كثيرة تدل على نجاة أبي طالب، ثم قال: وإن كان بعضها ضعيفا لكن لكثرتها يقوي بعضها بعضا لا سيما وأكثرها صحيح لا ضعف فيه. ثم ذكر بعض (*)

ص 612

(هامش)

= هذه الأحاديث ونحن أعرضنا عن ذكرها خوفا من الإطالة. وهذا غير خفي أن آباء النبي كانوا موحدين مؤمنين معتقدين للمبدء والمعاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ولدت من بغي قط منذ خرجت من صلب آدم ولم تزل تتنازعني الأمم كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين من العرب: هاشم وزهرة. وكان جده عبد المطلب على التوحيد وعلى أكمل الصفات وانتهت إليه الرياسة وكان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي ويحثهم على مكارم الأخلاق وينهاهم عن الدنيات والصفات السيئات. وكان يقول: لم يخرج من الدنيا ظلوم حتى ينتقم الله منه وتصيبه عقوبة إلى أن هلك رجل ظلوم من أرض الشام ولم تصبه عقوبة. فقيل لعبد المطلب في ذلك ففكر وقال: والله إن وراء هذه الدار دار يجزى فيها المحسن بإحسانه ويعاقب المسئ بإساءته. قلت: روى ابن أبي الحديد في شرح النهج مثل ذلك عن ولده الشريف زبير بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عنده رجل ظلوم من بني أمية مات. قال : كيف؟ قيل: حتف أنفه. فقال الزبير: وفي هذا دلالة أن لله دارا غير هذه الدار - فذكر مثل قول أبيه عبد المطلب. ويروى أن عبد المطلب يعطى نور الأنبياء وجمال الملوك ويبعث أمة واحدة لأنه كان على التوحيد، وروي عن أبي طالب قال: ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعا. ولقد قال: إن من صلبي لنبيا لوددت أني أدركت ذلك الزمان فآمنت به فمن أدركه من ولدي فيؤمن به. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: والله ما عبد أبي ولا جدي ولا هاشم ولا عبد مناف صنما قط. قيل: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به. وروي أن عبد المطلب يعتكف شهر رمضان كل سنة في الحراء من أول الشهر إلى آخره وكان هو كآبائه الطاهرين موحدين وما قيل في آزر إنه يتخذ الأصنام آلهة فهو لم يكن أبا لإبراهيم عليه السلام بل كان عمه كما حقق في محله. لم ينقل عن أحد من أسرة النبي صلى الله عليه وآله وبني هاشم أن يقول للنبي صلى الله عليه وآله حين نهى قريش عن عبادة الأصنام: لم تسب آباءنا وتشتم آلهتنا وتسفه أحلامنا. = (*)

ص 613

(هامش)

= كما قالته قريش فلو عرفوا من آبائهم ذلك لقالوا: أتذكر آباءك بسوء. وأما عداوة أبي لهب فكانت بسبب مصاهرة أبي سفيان الأموي لأنه كان متزوجا أخت أبي سفيان أم جميل حمالة الحطب وكان أبو لهب يهوي هواهم. وأبو طالب كان على ملة آبائه ولو عبد أبو طالب صنما يلزم أن يكون أول من أشرك من هذه الأسرة الشريفة والسلسلة الكريمة ولم يثبت بطريق ثابت أن أبا طالب أو من أحدث الشرك وعبادة الأصنام من هذا النسب الطاهر والسلسلة المباركة، والأصل عدم ذلك فهو تبع لعبد المطلب في أحواله كلها من مكارم الأخلاق وحماية الذمار والرياسة حتى خرج من الدنيا وهو على ملة أبيه عبد المطلب، وكان أبو طالب ملجأ في الشدائد يلوذون به ويلتمسون منه في حل مشكلاتهم. أصاب أهل مكة قحط شديد فأتوا أبا طالب وقالوا له: قد أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق فخرج أبو طالب ومعه النبي صلى الله عليه وآله هو غلام فأخذه أبو طالب فألصقه بالكعبة ولاذ الغلام أي أشار بأصبعه إلى السماء كالملتجئ وما في السماء قزعة فأقبل السحاب من هيهنا ومن هيهنا وأمطرت السماء واغدودق الوادي وكثر قطره وأخصب النادي والبادي، وفي هذه يقول أبو طالب بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله يذكر قريشا يده وبركته صلى الله عليه وآله عليهم من صغره: وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل وروى البيهقي عن أنس أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وشكا الجدب والقحط وأنشد أبياتا. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله حتى سعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ودعا فما رد يديه حتى التقت السماء بأبراقها ثم بعد ذلك جاؤوا يضجعون من المطر خوف الغرق، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بدت نواجذه ثم قال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه من ينشدنا قوله؟ فقال علي كرم الله وجهه: كأنك تريد قوله: وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل فقال صلى الله عليه وآله: أجل. وفي هذا أيضا دلالة واضحة على إيمان أبي طالب = (*)

ص 614

(هامش)

= وأنه ليس بكافر لأنه لو كان كافرا لم يدعو له النبي صلى الله عليه وآله ولم يقل : لله در أبي طالب. ومات أبو طالب في النصف من شوال في السنة العاشرة من البعثة، وقال جبرئيل للنبي: أخرج من مكة مات ناصرك فليس لك فيها ناصر ومعين: فهاجر النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة الطيبة. ويظهر من هذه كلها أن أبا طالب ما كان كافرا وكان على دين آبائه الحنيف الإبراهيمي وإصرار هؤلاء الحمقاء على تكفيره ناش من أفكار عمال بني أمية وبني مروان وبني العباس الفسقة الفجرة تجار الحديث الذين باعوا دينهم بدنياهم وخسروا خسرانا مبينا. وكانوا يبغضون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي بغضه بغض رسول الله وبغض رسول الله صلى الله عليه وآله بغض الله تعالى، وذلك البغض يحثهم إلى جعل هذه الأكاذيب الفاحشة. قيل لبعضهم لم لا تحب عليا؟ قال: لأنه قتل آبائي وأجدادي. وقال أتباعهم الخبيثة يوم عاشوراء للحسين الشهيد سيد باب أهل الجنة: إنما نقتلك على بغض أبيك علي بن أبي طالب. وقالوا: إنما قتل الحسين بسيف جده. وأفتى قاضيهم بأن الحسين خرج عن دين جده فدمه هدر. وأخبر النبي صلى الله عليه وآله أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، من آذاهما فقد آذاني. ولعن قتلته هؤلاء الكذبة الفجرة قالوا ما قالوا وفعلوا ما فعلوا وجعلوا ما جعلوا بخلاف قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي وأبيه وأولاده حتى المهدي عليه السلام قالوا إنه من بني أمية أو من بني العباس أو من بني الحسن. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه: المهدي من عترتي، وفي بعضها: هو مني من ابنتي فاطمة من ولد الحسين اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلا وقسطا بعد ما ملئت جورا وظلما، وهؤلاء زادوا في بعضها ونقصوا في بعض آخر وحرفوا الكلم عن مواضعه. ومما زادوا هذه الرواية: إن في لسان المهدي عليه السلام ثقلا ويحتبس عليه الكلام حتى يضرب بيده على فخذه. وعلى الاعتقاد الحق فليكن الإمام كالرسول صلى الله عليه وآله بريئا عن العيوب البدنية والنفسانية وجامعا للكمالات بأجمعها وكاملا في نفسه ومكملا لغيره ومقدما على أهل زمانه في الفضائل والفواضل بحكم العقل لأن المفضول لا يكون إماما مع = (*)

ص 615

أربعين سنة - وفي رواية ما بين ثلاثين إلى أربعين - خاشع لله خشوع النسر بجناحيه عليه عباءتان قطوانيتان. قال في النهاية : هي عباءة بيضاء قصيرة الخمل، والنون زائدة. الثانية - سيرته: قال أهل العلم: يعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يوقظ نائما ويقاتل على السنة لا يترك سنة إلا أقامها ولا بدعة إلا رفعها، يقوم بالدين آخر الزمان كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم أوله، يملك الدنيا كلها كما ملك ذو القرنين وسليمان بن داود عليهما السلام، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرد إلى المسلمين إلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يحثوا المال حثوا ولا يعده عدا، يقسم المال صحاحا بالسوية ن يرضى عنه الطير في الجو والوحش في القفر والحيتان في البحر، يملأ قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى حتى أنه يأمر مناديا ينادي: ألا من له حاجة في المال؟ فلا يأتيه إلا رجل واحد. فيقول: أنا. فيقول: ائت السادن - أي الخازن - فقل له المهدي يأمرك أن تعطيني مالا. فيقول له: أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم. فيقول: كنت أشجع أي أحرص أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعجز عني ما وسعهم؟ قال: فيرده فلا يقبل منه. فقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه الأمة. تنعم أمة محمد برها وفاجرها في زمانه نعمة لم يسمعوا بمثلها قط وترسل السماء عليهم مدرارا لا تدخر شيئا من قطرها، وتؤتى الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا من بذرها، تجري على يديه الملاحم، يستخرج الكنوز ويفتح المدائن ما بين الخافقين، يؤتى إليه بملوك الهند مغللين وتجعل خزائنهم لبيت المقدس حليا، يأوي إليه الناس

(هامش)

= وجود الفاضل يقبح تقدم المفضول على الفاضل عند العقل، والثقل في اللسان هو أيضا من العيوب المنفرة المنزجرة للنفوس فلا يجوز ذلك للإمام عليه السلام. (*)

ص 616

كما يأوي النحل إلى يعسوبه حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه مخالفيه وأدبارهم، جبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته، ترعى الشاة والذئب في زمانه في مكان واحد، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا تضرهم شيئا، ويزرع الانسان مدا فيخرج له سبعمائة مد، ويرفع الربا والزنا وشرب الخمر، وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة وتهلك الأشرار ولا يبقى من يبغض آل محمد صلى الله عليه وسلم، محبوب - يعني المهدي - في الخلائق، يطفئ الله به الفتنة العمياء وتأمن الأرض حتى أن المرأة تحج في خمس نسوة ما معهن رجل ولا يخفن شيئا إلا الله، مكتوب في شعائر الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب. الثالثة - علامات ظهوره: قال العلامة الشيخ مرعي في كتابه فوائد الفكر في المهدي المنتظر : إعلم أن لظهور المهدي علامات جاءت بها الآثار ودلت عليها الأحاديث والأخبار، فمن علامات ظهوره على ما ورد كسوف الشمس والقمر ونجم الذنب والظلمة وسماع الصوت برمضان وتحارب القبائل بذي القعدة وظهور الخسف والفتن، ومعه قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيفه ورايته من مرط مخملة معلمة سوداء فيها حجر لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي مكتوب على رأسها البيعة لله كذا في الإشاعة للعلامة السيد محمد البرزنجي المدني، ويغرس قضيبا يابسا في أرض يابسة فيخضر ويورق، ويطلب منه آية فيومي إلى طير في الهواء بيده فيسقط على يده وينادي مناد من السماء: أيها الناس إن الله قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعهم وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالحقوه بمكة فإنه المهدي واسمه محمد بن عبد الله، وتخرج الأرض أفلاذ كبدها مثل الأسطوانات من الذهب ويخرج كنز الكعبة المدفون

ص 617

فيها فيقسمه في سبيل الله. رواه أبو نعيم عن علي رضي الله عنه. ويستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية أو من بحيرة طبرية فيخرج حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس فإذا نظر إليه اليهود أسلموا إلا قليل منهم، وتأتيه الرايات السود من خراسان فيرسلون إليه البيعة، وتنشف الفرات عن جبل من ذهب. وذكروا أنه ينكسف القمر أول ليلة من رمضان والشمس ليلة النصف. ونظر هذا الشيخ مرعي بأن العادة انكساف القمر ليالي الأبدار والشمس أيام الأسرار، ولكن من الممكن أن يكون ذلك آية لظهوره وفيها خرق للعادة. وروى أبو نعيم في الفتن قال شريك: بلغني أن القمر قبل خروجه ينكسف مرتين برمضان. وذكر الكساني عن كعب الأحبار أن القمر ينكسف ثلاث ليال متواليات. وروي عن كعب الأحبار: يطلع نجم بالمشرق وله ذنب يضئ كما يضئ القمر ينعطف حتى يلتقي طرفاه أو يكاد. وفي الديلمي مرفوعا تكون هذه في رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان. ومن علامات المهدي أيضا خسف قرية ببلاد الشام يقال لها حرستا، كما في الإشاعة وغيرها. الرابعة - بعض ما يسبقه من الفتن: (في الإشارة إلى بعض الفتن الواقعة قبل خروج المهدي وخروج خوارج قبل ذلك). (منها) ما ذكره في الإشاعة أنه يحسر الفرات عن جبل من ذهب كما تقدم، فإذا سمع به الناس ساروا إليه واجتمع عليه ثلاثة كلهم ابن خليفة يقتتلون عنده ثم لا يصير إلى أحد منهم. فيقول كل واحد: والله لئن تركت الناس يأخذون منه ليذهبن بكله

ص 618

فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون، وفي رواية: فيقتل تسعة أعشارهم، وفي رواية: من كل تسعة سبعة، فيقول كل رجل: لعلي أكون أنا أنجو. وقد قال صلى الله عليه وسلم: من حضر فلا يأخذ منه شيئا. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول: أنا نبي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله. رواه مسلم في صحيحه ورواه البخاري بمعناه. وتمام الحديث في مسلم وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل (الحديث). وهو في صحيح البخاري إلا أن قوله: وتكثر الزلازل، في البخاري دون مسلم. وفي مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن بين يدي الساعة كذابين. زاد في طريق أخرى: قال جابر: فاحذروهم. إلى أن قال قي ص 27: الفائدة الخامسة في أحوال المهدي: أخرج نعيم بن حماد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه اسم نبي ومهاجره بيت المقدس. وفي مرفوع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عند أبي نعيم وأبي بكر بن المقري في معجمه : يخرج المهدي من قرية يقال لها كريمة.

ص 619

بيعته وما يتصل بها: وأما بيعته فيبايع بمكة المشرفة بين الركن والمقام ليلة عاشوراء، وإذا هاجر المهدي من المدينة إلى بيت المقدس تخرب المدينة بعد هجرته وتصير مأوى للوحوش، وقد ورد: عمران بيت المقدس خراب يثرب. وفي حديث قتادة: يخرج المهدي من المدينة إلى مكة. وفي حديث ابن عباس: يستخرجوه من بطن مكة من دار عند الصفا. وفي خبر أبي جعفر: يظهر المهدي بمكة عند العشاء. وفي الخبر: يبعث السفياني جيشا إلى مكة فيأمر بقتل من كان فيها من بني هاشم فيقتلون ويتفرقون هاربين إلى البراري والجبال حتى يظهر أمر المهدي بمكة فإذا ظهر اجتمع كل من شذ منهم إليه بمكة ويأتي سبعة علماء من آفاق شتى على غير ميعاد قد بايع لكل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر فيجتمعون بمكة ويقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه الفتن وتفتح له قسطنطينية قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه - ولم نقف على اسم أم المهدي بعد الفحص والتتبع ولعلهم يعرفون اسم أمه بالكشف كما ذكره في الإشاعة فيقف السبعة على ذلك - فيطلبونه فيصيبونه بمكة: فيقولون: أنت فلان؟ فيقول: بل أنا رجل من الأنصار. فينفلت منهم فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به. فيقولون: هو صاحبكم الذي تطلبونه ولحق بالمدينة، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة، وهكذا ثلاث مرات فيصيبونه بمكة في الثالثة عند الركن: فيقولون: إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، وقد أقبل عسكر السفياني في طلبنا، فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له فيلقي الله محبته في قلوب الخلق فيصير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل. أخرجه نعيم بن حماد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وأخرج أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يبعث المهدي بعد أياس حتى

ص 620

يقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام عددهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا عدد أصحاب بدر يسيرون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة من دار عند الصفا فيبايعوه كرها فيصلي بهم ركعتين عند المقام. وأخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يبايع المهدي بين الركن والمقام لا يوقظ نائما ولا يهرق دما. والله أعلم. وقد تكاثرت الروايات والآثار بأمر المهدي وقد ذكر العلماء أن أول ظهوره يكون شابا ثم يخاف على نفسه من القتل فيفر إلى مكة مختفيا ثم يرجع إلى مكة فيرونه بالمطاف عند الركن فيقهرونه على المبايعة بالإمامة ثم يتوجه إلى المدينة ومعه المؤمنون ثم يسيرون إلى جهة الكوفة ثم يعود منهزما من جيش السفياني، فيخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي فيهزم السفياني إلى الشام فيقصده المهدي فيذبحه عند عتبة بيت المقدس كما تذبح الشاة ويغنمه ومن معه من أخواله الذين هم جنده من بني كلب ولا أكثر من تلك الغنيمة. وفي رواية أنه يخرج رجل من كلب يقال له كنانة بعينه كوكب في رهط من قومه حتى يأتي الصخري يعني السفياني فيبعث إليه المهدي راية وأعظم راية في زمانه مائة رجل فتصف كلب خيلها ورجلها وإبلها وغنمها، فإذا تسامتت الخيلان ولت كلب أدبارها فيقتلونهم ويسبونهم حتى تباع العذراء منهم بثمانية دراهم يؤخذ الصخري فيؤتى به أسيرا إلى المهدي فيذبح على الصخرة المعترضة على وجه الأرض عند الكنيسة التي ببطن الوادي على درج طور زيتا المقنطرة التي على الوادي كما تذبح الشاة. وفي رواية: ثم يؤخذ عروة السفياني على أعلى شجرة على بحيرة طبرية، قال صلى الله عليه وسلم: والخائب من خاب من قتال كلب ولو بكلمة أو تكبيرة أو بصيحة والخائب من خاب يومئذ من غنيمة كلب ولو بعقال. فقال حذيفة: يا رسول الله كيف يحل قتلهم وتغنم أموالهم وهم مسلمون؟

ص 621

فقال صلى الله على وسلم: يكفرون باستحلالهم الخمر والزنا. وفي الحديث: لا تحشر أمتي حتى يخرج المهدي يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة ويخرج إليه الأبدال من الشام والنجباء من مصر وعصائب أهل الشرق حتى يأتوا مكة فيبايع له بين الركن والمقام، ثم يتوجه إلى الشام وجبريل على مقدمته وميكائيل على يساره ومعه أهل الكهف أعوانه له فيفرح به أهل السماء والأرض والطير والوحش والحيتان في البحر وتزيد المياه في دولته وتمتد الأنهار وتضعف الأرض أكلها فيقدم إلى الشام فيأخذ السفياني فيذبح تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية. والذي يظهر في الجمع بين روايات ذبح السفياني أنه يذبح تحت الشجرة هو أو وزيره والذي يذبح على العتبة هو نفسه إن كان المذبوح تحت الشجرة وزيره أو وزيره إن كان هو المذبوح. ثم تمهد الأرض للمهدي ويدخل في طاعته ملوك الأرض كلهم ويبعث بعثا إلى الهند فتفتح ويؤتى بملوك الهند إليه مقفلين وتنقل خزائنها إلى بيت المقدس فتجعل حلية لبيت المقدس ويمكث في ذلك سنين. ومنهم الفاضل المعاصر عبد اللطيف عاشور في ثلاثة ينتظرهم العالم (ص 45 ط مكتبة القرآن، القاهرة) قال: 1 - هل العالم ينتظر ظهور المهدي؟ يقول الدكتور ميرزا محمد مهدي خان صاحب كتاب مفتاح باب الأبواب بعد أن استعرض ست ديانات في أول مفتاحه: ذكرنا في الأبواب الستة الأولى أن كل دين من الأديان الستة بشر بأنه سيجئ في المستقبل شارع عظيم يكمل به الدين، ويتم على يديه الاصلاح المطلوب لسعادة البشر.

ص 622

ثم إن بشارات الأنبياء والشارعين قد ظهر تأويلها بظهور خاتم الأنبياء والمرسلين، ولهذا لم يرد في الدين الإسلامي بشارة بشارع آخر يأتي بعد نبيه، بل ورد فيه أن الرسالة قد تمت، والنبوة قد ختمت، والوحي قد انقطع فلن يعود، كما ورد: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (المائدة: 3). وورد : (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (الأحزاب: 40). وجاء أيضا في الحديث الشريف مخاطبا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين استخلفه في المدينة في إحدى الغزوات ورغب علي في الاستصحاب أنه قال صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ثم يقول مؤلف الكتاب: ولكن سيطرأ على الناس فساد ينحرفون به عن هدى هذا الدين القويم زمنا فيظهر رجل من آل بيت نبي الأمة يحيي الشرع ويقيم العدل ويرجع الناس إلى الحكم بكتاب الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وما ثبت من سنته الشريفة. يقفو أثره لا يخطئ. عرض قضية المهدي على العقل من حق كل مسلم بل من واجبه أن يقول لنفسه: هل هناك مانع عقلي من أن يبعث الله يوما رجلا مصلحا يعيد إلى الإسلام شبابه وحيويته ويمنحه من القوة ما يطهر به أرض الإسلام والمسلمين من الخبائث حين تتفشى وتهدد أوطان المسلمين؟! لقد وعدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بقوله: إن الله يبعث

ص 623

لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. وكما مر الزمان وأصبح الإسلام غريبا كما بدأ كان ظهور من يجدد الأمة دينها أولى وأجدر. إن العقل لا يمنع هذا بل هو ينتظره ويتوقعه وما دام العقل لا يمنعه فلم الانكار؟ إن كل فعل له رد فعل.. وعند كثرة الدجالين يتنظر الناس المهدي. وقال في ص 47: كلما ظهرت طائفة من الأدعياء الكذابين وجدنا من يحمل قلمه ويعلن على الملأ نفي خبر المهدي. والذي يمكن أن نقرره بادئ ذي بدء: أن أهل السنة لا يرون أن قضية المهدي - إثباتا أو نفيا أو تأويلا - من أصول العقائد وإن كانت من أوثق أمهات الفروع والأخذ فيه بالاثبات أدنى إلى الصواب. وفي مجموع روايات أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجة والحاكم والطبراني وغيرهم أن المهدي من بيت النبوة، جده الحسين لأبيه، قيل: والحسن لأمه (أو بالعكس). ويكون قريب الشبه من النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وخلقا كما يشبه اسمه اسمه وكذلك اسم أبيه. قالوا: وهو لا يعرف نفسه ولا يدعو إلى مهديته وإنما يختاره الله فيختاره الناس فجأة ويبايعونه وهو كاره (خلافا للإمامية وآخرين في هذا الوجه). وأجمعت الآثار على أن المهدي رجل أعطاه الله بسطة في العلم والجسم واقتدارا على العدل والحسم. وإنما يأتي حين يطغى الفساد، فيدمر العقائد والشرائع والآداب والأحكام، وأكثر ما تكون ملاحمه وحروبه مع اليهود في القدس حتى إذا مات دفن هناك.

ص 624

وقد روى أحاديث المهدي نحو خمسين صحابيا، وحسبك بهؤلاء صدقا وعدلا. كما روى حديث المهدي نحو خمسين تابعيا. وقد استفتى الإمام ابن حجر الهيتمي في قوم يعتقدون أن مهدي آخر الزمان قد ظهر ومات، فأجاب بأن هذا اعتقاد باطل لمخالفته لصريح الأحاديث التي كادت تتواتر في خبر المهدي رأي أبي الطيب القنوجي: وجاء في كتاب الإذاعة لما يكون بين يدي الساعة للإمام أبي الطيب ابن أبي أحمد الحسيني البخاري القنوجي قوله: وأحاديث المهدي بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي، يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويسمى بالمهدي. ويكون خروج الدجال من بعده من أشراط الساعة الثابتة. وأحاديث الدجال وعيسى أيضا بلغت حد التواتر. رأي العلامة أبو الأعلى المودودي: يقول في رسالته البيانات: 61، 1 : قد ذكرنا في هذا الباب نوعين من الأحاديث: 1- أحاديث ذكر المهدي بالصراحة. 2 - وأحاديث إنما أخبر بظهور خليفة عادل بدون تصريح بالمهدي. ولما كانت الأحاديث من النوع الثاني تشابه الأحاديث من النوع الأول في

ص 625

موضوعها، فقد ذهب المحدثون إلى أن المراد بالخليفة العادل فيها إنما هو المهدي. ثم يقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي في البيانات : غير أن من الصعب على كل حال القول بأن هذه الروايات لا حقيقة لها أصلا فإننا إذا صرفنا النظر عما ربما أدخل فيها الناس من تلقاء أنفسهم فإنها تحمل حقيقة أساسية هي القدر المشترك فيها وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيظهر في آخر الزمان زعيم عامل بالسنة، يملأ الأرض عدلا ويمحو عن وجهها الظلم والعدوان ويعلي فيها كلمة الإسلام ويعمم الرخاء في خلق الله. وبهذا يكون جمهور الأئمة قد أجمع على حقيقة لا شك فيها: أن المهدي حق وإن اختلفت في شخصيته المذاهب. رأي الشيخ الشعراوي: يقول فضيلته ما نصه: الذين يقولون: إن ما ورد من الآثار حول المهدي المنتظر يقصد به الرمز لا التشخيص في شخص معين ويذهبون هذا المذاهب هؤلاء لم يستطيعوا إنكار هذه الآثار التي أوردها المحدثون فأرادوا أن يؤولوها ويحولوها إلى معنى مقبول عقلا. ولهذا فنحن نناقشهم في صحة هذه الآثار، لأننا مسلمون معا بوجودها. فقط نناقشهم في الفهم ونقول لهم ما المراد بالرمز؟ وما المراد بالاصلاح؟ الرمز والاصلاح معنيان والمعاني لا تقوم إلا بذواتها فالاصلاح لا يوجد إلا بوجود مصلح. فالمصلح لازم للإصلاح وهو ذات تقوم بالاصلاح وعلى هذا فإن الذي يقول بتشخيص المهدي على حق لأنه لا إصلاح بدون مصلح. أما من يقول: إنه رمز للإصلاح فنقول له: هات لنا إصلاحا بدون ذات مصلح. وهل إذا ادعى كذبا شخص أو أشخاص على طول التاريخ بأنهم المقصودون

ص 626

بالمهدي المنتظر وتحقق لنا كذب دعوتهم هل هذا يهدم فكرة وجود مهدي حقيقي سيظهر في آخر الزمان؟ إن المهدي الحقيقي صادق وسيكون مبايعا لا مستبيعا. الناس هم الذين يبايعونه وليس هو الذي يطلب البيعة منهم لنفسه لأنه سيكون النموذج المثالي للخير، ولتطبيق منهج الإسلام في سلوكه وكل أعماله. بين يدي الأحاديث الواردة في المهدي ونتوقف عند الأحاديث الواردة في المهدي فنجد منها ما يشير إلى بيان أنه من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته: (1) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة رضي الله عنها. أخرجه أبو داود السجستاني في سننه ، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي في سننه ، والإمام الحافظ أبو بكر البيهقي، والإمام أبو عمرو الداني رضي الله عنهم. (2) وتشير أحاديث أخرى إلى مهمته وموعد ظهوره: فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج من عترتي أو من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا. وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي. أخرجه الإمام نعيم بن حماد. (3) وتشير أحاديث أخرى إلى الأحداث المصاحبة لظهوره: فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يلتفت المهدي

ص 627

وقد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول عيسى: أما أقيمت الصلاة لك؟ فيصلي خلف رجل من ولدي. وذكر باقي الحديث. أخرجه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه ، وأخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي . (4) وعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأ عدلا كما ملئت جورا. أخرجه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في سننه . (5) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول: أنا نبي. وتتطلع النفس إلى معرفة اسمه وخلقه وكنيته ونعيش في صحبة كتب السنة لنجد الإجابة الشافية: (6) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. وفي رواية: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه ، والإمام أبو داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمر الداني كلهم هكذا. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني في مسنده وقال: رجلا مني،

ص 628

ولم يذكر اسم أبيه اسم أبي. (7) وروى البيهقي في البعث والنشور عن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام، ونظر إلى ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق. (8) وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي، يكنى أبا عبد الله. أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي . (9) وروى من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتم من هذا: عن حذيفة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث فيه رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي، يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله. فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك؟ قال: من ولدي ابني هذا، وضرب بيده على الحسين. لماذا سمي بالمهدي؟ ونتساءل: لم سمي المهدي؟ ويجيب السابقون: سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية. ومن السابقين من يقول: سمي المهدي لأنه يهدي إلى جبل التوراة من جبال الشام يستخرج منه أسفار التوراة يحاج بها اليهود، فيسلم على يديه جماعة من اليهود.

ص 629

بم يعرف الإمام المهدي؟ بالسكينة والوقار، وبمعرفة الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد. ويبقى أنه يكون أصغر سنا وأجمل ذكرا ويورثه الله علما ولا يكله إلى نفسه كما جاء عن أبي جعفر الباقر. الجو المحيط بظهور المهدي كما صوره أحد علماء القدامى وردت الآثار تبين ما يكون الظهور المهدي من العلامات، وتواترت الأخبار بتعيين ما تقدم أمامه من الفتن والحوادث والدلالات. من ذلك: حرب وهرب وإدبار وفتن شداد وكرب وبوار. وكلما قيل انقطعت تمادت وامتدت، ومتى قيل تولت واشتدت حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ولا مسلم إلا وصلته، ومن ذلك سيف قاطع، واختلاف شديد وبلاء عام حتى تغبط الرمم البوالي. وظهور نار عظيمة من قبل المشرق تظهر في السماء ثلاث ليال، وخروج ستين كذابا كل منهم يدعي أنه مرسل من عند الله الواحد المعبود، وخسف قرية من قرى الشام وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ثم ينعطف حتى يلتقي طرفاه أو يكاد. وحمرة تظهر في السماء مما يلي الكرخ بمدينة السلام. وارتفاع ريح سوداء بها وخسف يهلك فيه كثير من الأنام. وبثق في الفرات حتى يدخل الماء على أهل الكوفة فيخرب كوفتهم. ونداء من السماء يعم أهل الأرض ويسمع أهل كل لغة بلغتهم ومسخ قوم من

ص 630

أهل البدع. وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم. وصوت في ليلة النصف من رمضان يوقظ النائم ويفزع اليقظان ومعمعة في شوال وفي ذي القعدة حرب وقتال ونهب الحاج في ذي الحجة. ويكثر القتل حتى يسيل الدم على المحجة وتهتك المحارم في الحرم. وترتكب العظائم عند البيت المعظم، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب. ويكثر الهرج ويطول فيه اللبث ويقتل ثلث ويموت الثلث، ويكون ولاة الأمر كل منهم جائرا، ويمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ولعل هذا الكفر مثل كفر العشيرة فإنه في بعض الروايات إلى نحو ذلك يشير. وانسياب الترك، ونزولهم جزيرة العرب وتجهيز الجيوش ويقتل الخليفة وتشتد الكرب وينادي منادي على سور دمشق: ويل للعرب من شر قد اقترب! فعند ذلك يخرج الإمام المهدي فيشمر عن ساق جده في نصره هذه الأمة لكشف هذه الغمة، مخلصا في تخليص البلاد من أيدي الفسقة الفجرة، كافا عن صلحاء العباد أكف المرقة الكفرة، والظفر مقرون ببنوده والنصر معقود بألويته وقد فرح أهل السماء وأهل الأرض والطير الوحش بولايته. بعض المؤلفات الواردة في صدق خبر المهدي كثيرون هم الذين ألفوا عن المهدي، وإليك بعض المؤلفين: 1 - الشيخ أحمد بن صديق الغماري، ردا على توهم ابن خلدون. 2 - المحدث الحافظ أبو نعيم جمع أربعين حديثا في أخبار المهدي أوردها الإربلي في كشف الغمة . وله رسالة نعت المهدي أيضا. 3- لأبي العلاء الهمداني أربعون حديثا في المهدي نقلها الطبري في ذخائر

ص 631

العقبى . 4 - الإمام السيوطي في العرف الوردي في أحاديث المهدي وله أيضا علامات المهدي . 5 - المحدث المتقي الهندي صاحب كنز العمال له كتاب البرهان عن مهدي آخر الزمان نسخة خطية في مكتبة بايزيد بتركيا تحت رقم 829. وله تلخيص البيان في نفس الموضوع. 6 - ملا علي القاري له كتاب المشرب الوردي في أخبار المهدي منه نسخ كثيرة مبعثرة في المكاتب العامة بالعالم. 7 - الإمام ابن حجر الهيتمي له كتاب القول المختصر علامات المهدي المنتظر. 8 - الإمام المحدث أبو داود السجستاني صاحب السنن له كتاب المهدي مطبوع ضمن مسنده بالجزء الرابع. 9 - الإمام الشوكاني الصنعاني السلفي صاحب سبل السلام له كتاب التوضيح في تواتر ما جاء عن المهدي والدجال والمسيح . 10 - الإمام ابن القيم السلفي له كتاب المهدي مطبوع ضمن ينابيع المودة . 11 - يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي له كتاب عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر تحقيق الدكتور عبد الفتاح الحلو. ولا تخلو كتب السنة والتوحيد وعلم الكلام من أخبار المهدي. ومنهم العلامة محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في مراقد أهل البيت بالقاهرة (ص 166 ط 4 مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال: نقل المناوي في الجواهر عن مقاتل بن سليمان وغيره من المفسرين أن الضمير في قوله تعالى (وإنه لعلم للساعة) راجع إلى الإمام المهدي: قلنا: وفي هذا وما جاء

ص 632

من نحوه (وهو كثير) نظر. وفي مجموع روايات أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجة والحاكم والطبراني وغيرهم. أن المهدي من بيت النبوة جده الحسين لأبيه. قيل: والحسن لأمه (أو العكس) ويكون قريب الشبه من سيدنا الرسول صورة وقولا وعملا وخلقا كما يشبه اسمه اسم مولانا المصطفى. وقال أيضا في ص 169: ويقول بعض العلماء من العارفين بالله: إن سيدنا الإمام الحسن بن علي لما ترك الخلافة حقنا لدماء المسلمين وأن سيدنا الحسين لما استشهد ظلما في هذا السبيل جزاهما الله بأن جعل من نسلهما معا موعدا آخر الزمان. وهكذا يقول الربانيون: إن الإمام الحسن ورث الغوثية الروحية العظمى بعد أبيه وأبوه ورثها عن مولانا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم ورثها الحسين من بعد الحسن، لقاء ما لقيا من العسف وهضم حقهما في إمارة المؤمنين الظاهرية وقد بقيت هذه في نسلهما تدور فيهم إلى يوم القيامة، (فهي إمارة المؤمنين الروحية والخلافة الباطنية الخالدة) التي لا تنبغي لأحد غيرهم جزاء تركهم الإمارة الظاهرية المغتصبة فيهم، وإن كان هذا الكلام لا يعجب بعض المتسلفة فهو قطعي مقبول معقول عند المتصوفة وأولياء الله. أما القطبانية بمراتبها فإنها فيهم وفي أتقياء المسلمين جميعا باعتبارهم جنودهم ودعاتهم والممهدون لهم والعاملون معهم، وهم السادة (النوريون) الممهدون للمهدي. وقال في ص 174: (8) آراء العلماء في أحاديث المهدي وتأويلها:

ص 633

رأي العلامة الدحلان: قال السيد أحمد زيني دحلان مفتي مكة الأسبق: والأحاديث التي جاء فيها ذكر المهدي كثيرة متواترة فيها ما هو صحيح، وفيها ما هو حسن، وفيها ما هو ضعيف ولكنها لكثرتها وكثرة رواتها وكثرة مخرجيها يقوي بعضها بعضا حتى صارت تفيد القطع ولكن المقطوع به أنه لا بد من ظهوره وأنه من ولد فاطمة، وأنه يملأ الأرض عدلا. رأي الإمام أبو الطيب القنوجي: قال الإمام أبو الطيب بن أبي أحمد الحسيني البخاري القنوجي: وأحاديث المهدي بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال من بعده من أشراط الساعة الثابتة، وأحاديث الدجال وعيسى أيضا بلغت حد التواتر. رأي الإمام المحدث الحافظ البيهقي: قال أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبيد الله بن موسى البيهقي الفقيه الشافعي الحافظ الكبير المشهور. اختلف الناس في أمر المهدي أي في تحديد شخصه ووقته مع الإيمان بصحة خبره، فتوقفت جماعة وأحالوا العلم إلى عالمه واعتقدوا أنه واحد من أولاد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلقه الله متى يشاء ويبعثه نصرة لدينه.

ص 634

وقال أيضا في ص 176: رأي العلامة أبو الأعلى المودودي: يقول السيد الإمام المودودي في رسالته البيانات 161 : قد ذكرنا في هذا الباب نوعين من الأحاديث: أحاديث ذكر المهدي فيها بالصراحة وأحاديث إنما أخبر فيها بظهور خليفة عادل بدون تصريح المهدي. ولما كانت هذه الأحاديث من النوع الثاني تشابه الأحاديث من النوع الأول في موضوعها فقد ذهب المحدثون إلى أن المراد بالخليفة العادل فيها هو المهدي. أ. ه‍. قلنا: وهذا النوع من مثل ما رواه مسلم بألفاظ كثيرة متعددة (8 / 185): من خلفائكم خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عدا. وما رواه البخاري (4 / 205): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟! إلى أن قال في ص 177: ويوشك أن تكون هذه الأخبار واقعا فعليا في حياتنا المعاصرة، والله لطيف بعباده انتهى قولنا. تكملة رأي العلامة المودودي: ثم يقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي في البيانات غير أن من الصعب على كل حال القول بأن هذه الروايات لا حقيقة لها أصلا، فإننا إذا صرفنا النظر عما ربما أدخل فيها الناس من تلقاء أنفسهم فإنها تحمل حقيقة أساسية هي القدر المشترك فيها، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيظهر في آخر الزمان زعيم، عامل بالسنة يملأ الأرض عدلا ويمحو عن وجهها الظلم والعدوان ويعلي فيها الإسلام ويعمم الرخاء في خلق الله أ. ه‍.

ص 635

وبهذا يكون جمهور الأئمة قد أجمع على حقيقة لا شك فيها هي أن المهدي حق وإن اختلفت في شخصيته ووقته المذاهب. رأي الشيخ الشعراوي: وفي جريدة الأهرام الصادرة بتاريخ (30 / 11 / 1979 م) وبالصحيفة 13 يقول فضيلة الأستاذ الشيخ متولي الشعراوي ما نصه: الذين يقولون: إن ما ورد من الآثار حول المهدي المنتظر يقصد به الرمة لا التخصيص في شخص معين ويذهبون هذا المذهب هؤلاء لم يستطيعوا إنكار هذه الآثار التي أوردها المحدثون فأرادوا أن يؤولوها ويحولوها إلى معنى مقبول عقلا عندهم، ولهذا فنحن لا نناقشهم في صحة هذه الآثار لأنهم مسلمون معنا بوجودها. فقد نناقشهم في الفهم ونسألهم: ما المراد بالاصلاح؟ - إلى آخر ما قال. وقال أيضا في ص 182: (11) رواة حديث المهدي من الصحابة والتابعين: وعلى الجملة فقد روى أحاديث المهدي نحو خمسين صحابيا منهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، أبو ذر الغفاري، وأبو أمامة الباهلي، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، جابر بن عبد الله، وحذيفة بن اليمان، وأبو قتادة، وزيد بن ثابت، وسلمان الفارسي، وطلحة بن عبد الله، وعائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وفاطمة الزهراء، وأم سلمة، ومعاذ بن جبل، على ما جاء في مختلف الكتب والرسائل والمذاهب وحسبك بهؤلاء ثقة وعدلا. كما روى حديث المهدي نحو خمسين تابعيا من منهم: محمد بن الحنفية وإبراهيم ولده ، وإسحاق بن عبد الله، والزهري، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وسالم

ص 636

ابن عبد الله بن عمر، وجابر بن يزيد الجعفي، وإياس بن سلمة الأكوع، والأصبغ ابن نباتة، وإسحاق بن عبد الله، وطاوس بن اليمان، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلي ابن علي الهلالي، وأبو زرعة عمر بن جابر الحضرمي، وعمرو بن عثمان بن عفان، وعلي بن عبد الله بن العباس، ومحمد بن المنذر، ومكحول، ومطرف بن عبد الله، ومجاهد، ونافع مولى أبي قتادة. (12) التآليف في صدق خبر المهدي: وممن ألف في تأييد خبر المهدي تأليفا من أهل السنة كل من السادة - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب ثلاثة ينتظرهم العالم وزاد في رقم 4: ولأبي نعيم أيضا نعت المهدي نقل عنه بعض المؤلفين. وقال في رقم 7: ملا علي القاري، وفي الثلاثة: الطاري مكان القاري ، له كتاب الرد على من حكم وقضى أن المهدي جاء ومضى نسخة خطبة بالمكتبة الناصرية بكلكتا بالهند. ثم ذكر: المشرب الوردي، كما في الثلاثة. وزاد بعد ذكره القول المختصر : أشار إليه في كتابه الفتاوى الحديثة ونقل عن ابن رسول البرزنجي في كتابه الإشاعة . ولم يذكر كتاب عقد الدرر للشيخ يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي. ثم قال: وتتبع كتب أهل السنة في هذا الموضوع يطول جدا وبخاصة كتب الحديث في الملاحم وأشراط الساعة وكتب التوحيد وعلم الكلام، فلا يكاد يخلو كتاب منها نظما أو نثرا من ذكر المهدي (ع) فضلا عن عشرات الكتب الشيعية المتجددة، والمتكاثرة في هذا الباب الذي أفرده كبار أئمة السنة من الفقهاء والمحدثين كما رأيت.

ص 637

وقال أيضا في ص 185: بيانات وفتوى: (1) بما قدمنا لم يعد شك في حقيقة الإمام المهدي إلا عند المكابرة التي قد تسقط صاحبها من عين الله وعين الناس وفيما عدا الحسن والصحيح من أحاديثه لا ترى حتى في رواة ضعيفها كاذب ولا وضاع فلم يبق أي سبيل للطعن في محصلها وهي أن المهدي حق لا شك فيه. (2) أجمع علماء الحديث على أن الأحاديث التي تقول إن المهدي من ولد العباس كلها مكذوبة مختلفة مرفوضة. (3) وفي الحادث المؤلم المؤثم الدامي الحرام الذي تم أخيرا في البيت الحرام أعلن المسؤولون هناك أن الثائرين يتزعمهم بعض خريجي الجامعات السعودية السلفية الوهابية، وأن كبيرهم محمد عبد الله القحطاني ادعى أنه المهدي وطلب من الناس البيعة وهو من خريجي الجامعات السعودية، وقد قتل فيمن قتل داخل الحرم ثم لم نسمع أو نقرأ نقدا بكلمة واحدة لهذا المتمهدي السلفي الوهابي السعودي، فلو كان هذا المتمهدي صوفيا ماذا كان يكون من شأن أصوات وأقلام هي براذع البترول وقباقيبه وطراطيره في مصر المظلومة؟! هذا سؤال نمر به عابرين مر الكرام مع ما فيه من الدقة وما له من الأهمية. وقد استفتى الإمام ابن حجر الهيثمي في قوم يعتقدون أن مهدي آخر الزمان قد ظهر ومات، فأجاب بأن هذا اعتقاد باطل وضلالة وجهالة لمخالفته لصريح الأحاديث التي كادت تتواتر في خبر المهدي، ولأنه يترتب عليه تكفير الأئمة المصرحين في كتبهم بما يكذب هذا الزعم، ومن كفر مسلما فهو كافر مرتد يضرب عنقه إذا لم يتب. وأيضا قد يترتب الكفر على قولهم بإنكار المهدي المنتظر، ففي الحديث عن أبي بكر الإسكافي أنه صلى الله عليه وسلم قال: من كذب بالدجال فقد

ص 638

كفر ومن كذب المهدي فقد كفر. فيخشى على هؤلاء الكفر، فعلى ولي الأمر أن يطهر الأرض من أمثالهم ويريح الناس من قبائح أقوالهم وأفعالهم. ومنهم الفاضل الدكتور دوايت. رونلدسن في عقيدة الشيعة تعريب ع. م (ص 230 ط مؤسسة المفيد، بيروت) قال: المهدي عند أهل السنة شخص يخرج في آخر الزمان، بشر بمجيئه الرسول صلى الله عليه وسلم، والمهدي صيغة المفعول به من هدى، وهو من يهديه الله، غير أنها تعتبر في هذا الموضع بمعنى الفاعل وتعني المختار لهداية الناس. ولم ترد هذه الصيغة في القرآن بل وردت في صيغة الفاعل. قال تعالى (وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) (سورة الحج الآية 53) وقال: (وكفى بربك هاديا ونصيرا) (سورة الفرقان الآية 30). إلى أن قال في ص 232: أما عند الشيعة، فإن انتظار مجئ المهدي من الاعتقادات الأساسية، ويفسرون بأن الهداة الواردة ذكرهم في القرآن هم الأئمة ويؤكد الكليني وغيره من محدثي الشيعة ما يروى عن الإمامين الصادق والباقر في تفسير قوله تعالى (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (سورة الأعراف الآية 180) بأن المقصود بالأئمة هم الأئمة من آل محمد. ويروى عن علي أنه قال: ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وهي الفرقة التي أشار إليها تعالى في هذه الآية، وقد وردت آيات كثيرة في القرآن عن البعث والقيامة، ويفسر الشيعة كلمة القائم الواردة في سورة الرعد الآية 32 (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) بأنه المهدي.

ص 639

ولم يكتف الشيعة بما جاء في القرآن بل أيدوها بأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أورد المجلسي الحديث التالي: قال صلى الله عليه وسلم: معاشر الناس إني نبي وعلي وصي، ألا وإن خاتم الأئمة منا القائم المهدي صلوات الله عليه، ألا إنه الظاهر على الدين، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا وإنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه مدرك كل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا وإنه ناصر دين الله عز وجل، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسمى كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا أنه وارث كل علم. المحيط به، إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد... معاشر الناس قد بينت لكم وأفهمتكم وهذا علي يفهمكم بعدي. وأمل الشيعة سواء في قلوب سوادهم أوما يقول به علماؤهم أن مجيئ المهدي يتم برجعة الإمام الغائب. ولا بد لنا من فهم أمور ثلاثة: الأول: معرفة ما ورد عن الإمام الثاني عشر وآخر الأئمة قبل غيبته. والثاني: الحكمة من غيبته استنادا على أوثق المصادر. والثالث: وصف طبيعة ما ينتظره الشيعة عند الظهور. فيقال: إن الإمام الثاني عشر وهو صاحب الزمان ولد في سامراء سنة 255 أو 256 ه‍ أي قبل وفاة أبيه الإمام الحسن العسكري بأربع أو خمس سنوات. ونلاحظ أن ما روي عن الطفل كان قد جعل لينطبق على ما كان منتظرا من المهدي، وأن الحقيقة نفسها تلقى شكا على الأخبار التي تهيئ الدليل الوحيد على حياته، فقد أخبر الرسول قبل ذلك بأكثر من مائتي عام، أو قيل عنه بأن اسمه اسمي وسم أبيه اسم أبي وألقابه المهدي والحجة. المنتظر وصاحب الزمان إذا ما سمعنا بتكرر إطلاق هذه الأسماء عليه في الأخبار. فقد روى ابن أحد مواليه أنه لما ولد دعا الإمام العسكري أبي بأن يفرق عشرة

ص 640

آلاف رطل خبزا وعشرة آلاف رطل لحما على بني هاشم وغيرهم وأن تذبح ثلاثمائة شاة. وهذه عقيقة وهي عادة كانت موجودة في زمن الجاهلية وتعق في اليوم السابع من ولادة الطفل. وروت نسيم ومارية جاريتا العسكري بأنه عندما ولد حضرة القائم كان ساجدا لوجهه رافعا سبابتيه للشهادة ثم عطس وقال: الحمد الله رب العالمين والصلاة على محمد وآله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، لو أذن لنا في الكلام لزال الشك. وروت نسيم أيضا بأنها دخلت على الحجة بعد مولده بليلة فعطست عنده فقال: رحمك الله. قالت نسيم: ففرحت بذلك. فقال: ألا أبشرك في العطاس. قلت: بلى يا مولاي. قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام. وروت عمته حليمة (حكيمة) بأنه عند ولادته قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدي محمد رسول الله وأن أبي أمير المؤمنين. ثم عدهم إماما إماما إلى أن بلغ نفسه فقال: اللهم أنجز لي ما وعدتني وأتمم لي أمري وثبت وطأتي واملأ الأرض بي عدلا وقسطا. وروت أنه لما طلب إليها الإمام الحسن العسكري أن تأتيه بالمولود تناولته فرأته طاهر مطهرا مختونا مكتوبا على عضده الأيمن: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا). وتلقاه الإمام حسن العسكري على رواية حليمة وتلمسه، وكلم المولود أباه بلسان عربي فصيح وشهد الشهادتين وصلى على الأئمة، ثم هبطت طيور من السماء وخفقت بأجنحتها عند رأسه. فنادى الإمام العسكري واحدا منها ودفع إليه المولود وقال: خذوه وأرضعوه وردوه إلينا كل أربعين يوما. فأخذه الطائر وصعد به إلى السماء، ثم أمر الإمام باقي الطيور بمثل ذلك، فطاروا وراءه. وقال: استودعتك الذي استودعت أم موسى. فبكت نرجس خاتون فقال (ع): اسكتي، فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه. قالت حليمة: فسألته عن الطائر الذي استودعه. فقال: إنه روح القدس يهدي

ص 641

الأئمة ليؤدوا رسالته عز وجل ويعصمهم ويؤتيهم العلم. واستطردت حليمة بأنها ذهبت بعد مرور أربعين يوما إلى زيارة (ابن) أخيها فإذا بالصبي يمشي بين يديه. فتعجبت وسألت أخاها. فقال لها بأن الصبي من الأئمة كلما أتى عليه شهر كان كمن أتت عليه سنة، وأنه يتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عز وجل وتعلمه الملائكة وتنزل عليه صباحا ومساء. وكانت حليمة تزور أخاها كل أربعين يوما حتى قبل وفاته بأيام قلائل، فرأته حينئذ رجلا كاملا بالغا لم تعرفه بأنه ابن أخيها، ولكن أخاها أكد لها أنه هو ابنه الذي ولدته نرجس لا غيره وأنه الإمام من بعده لأنه ذاهب إلى ربه قريبا. وقال: فخذوا بكلامه وأطيعوا أمره. ولم تمض سوى أيام معدودات على ذلك حتى توفي أخوها. وكانت ترى صاحب الزمان كل صباح ومساء، فيجيب على كل ما كانت تسأله، وكان يخبرها في أكثر الأحيان بما تريد السؤال عنه قبل أن تنطق. وعند قرب وفاة الإمام الحسن العسكري أوصى لولده الذي سمي محمدا بالإمامة، فقد روى (أبو) إسماعيل (بن علي النوبختي) قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي في المرض الذي مات فيه وبينما أنا عنده إذ قال لخادمه عقيد: يا عقيد أغل لي ماء بمصطكي. فأغلى له ثم جاءت به (صقيل) الجارية أم الخلف. فما صار القدح في يديه وهم بشربه، جعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن فتركه من يده وقال لعقيد: أدخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به. قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه، فأوجز في صلاته، فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه. وجاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن. فلما مثل الصبي بين يديه سلم، وإذا هو دري اللون وفي شعر رأسه قطط منبلج الأسنان، فلما رآه الحسن بكى، وقال: يا سيد أهل بيته، اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي. وأخذ الصبي القدح المغلى بالمصطكي

ص 642

بيد وحرك شفتيه بيده الأخرى ثم سقاه. فلما شربه قال: هيئوني للصلاة. فطرح في حجره منديل. فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه. فقال له أبو محمد: أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان وأنت المهدي وأنت حجة الله على أرضه وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت (م ح م د) ابن الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولدك رسول الله وأنت خاتم الأئمة الطاهرين وبشر بك رسول الله وسماك وكناك. بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد. ومات الحسن بن علي من وقته. هذا ما رواه أبو إسماعيل عن عقيد الخادم. وقد ورد في عدة كتب مشهورة استنادا على الشيخ الطوسي. ويظهر أن الصبي اختفى نحو هذا الوقت أو غاب. وورد في كتاب جنات الخلود أنه غاب في داره التي ورثها عن أبيه في سرداب بسامرا بذلك البيت يوصل إليه بدرجات وكان ذلك السرداب المكان الذي يختفي به هو وأبوه من أذى الطغاة إذا أرادا التعبد. وكان عمره عند غيبته نحو ست أو سبع أو تسع سنوات وبضعة أشهر وبضعة أيام على اختلاف الروايات. ولا يذكر كتاب عقائد الشيعة (المشكاة الرابع) الصورة التي غاب فيها إلا أنه يذكر بأن القول بعدم ولادة الإمام خطأ وكذلك القول بأنه ولد ومات في حياة أبيه خطأ أيضا، ولذلك وجب أن نعتقد بأنه ولد وأنه حي إلا أنه غائب وأنه سيظهر في آخر الزمان إن شاء الله. وبينما نرى أن الاعتقاد عند الشيعة اليوم، وهو يتفق على ما ذكره الأقدمون بأنه غاب في سامراء، إلا أنه في القرن السابع أو الثامن الهجري (نحو 400 سنة بعد) الغيبة قيل بأنه غاب في الحلة. وقد كان ابن خلدون وابن خلكان وابن بطوطة على هذا الرأي، فيذكرون ابن خلدون

ص 643

بأنه عندما حبس مع أمه دخلا سردابا أو حفرة في الدار التي سكنها أهله بالحلة واختفى هناك وإنه سيظهر آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا. إن الفكرة القائلة بأنه اختفى بعد وفاة أبيه بمدة قصيرة، إن كان قد خلق حقيقة، تؤيدها بعض الأخبار التي تنسب إليه ظهوره بصورة معجزة عند الصلاة على جنازة أبيه وللدفاع عن حقه عند توزيع الميراث. فيروى مثلا بأن عمه جعفرا الكذاب لما أراد الصلاة على جنازة الإمام الحسن ظهر صبي وجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج فجذب رداء عمه وأصر على أن يصلي هو بالجنازة. وقدم بعد أيام نفر من قم لزيارة الإمام فأعلموا بموته فسألوا عن الإمام والحجة من بعده فأشار لهم بعض الشيعة إلى أخيه جعفر فسلموا عليه وعزوه وهنأوه وقالوا: إن معنا كتبا ومالا. فيقول: ممن الكتب وكم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: يريدون منا أن نعلم الغيب. فخرج خادم القائم وقال: معكم كتب فلان وفلان، وعين مقدار المال. فأرسلوا الخادم ليخبر بأنهم قبلوه إماما. ولما أراد جعفر غصب الميراث ظهر صاحب الزمان في جانب الدار وقال: ما لك تعرض لحقوقي؟ فتحير جعفر وبهت ثم غاب عن عينه. فطلب جعفر بعد ذلك في الناس فلم ير. فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار. فنازعهم جعفر وقال: هي داري لا تدفن فيها. فخرج الحجة وقال له: يا جعفر دارك هي؟ ثم غاب فلم يره بعد ذلك. والأخبار عن ظهوره للمؤمنين بعد الصلاة أو عند الحاجة كثيرة. وقد ناب عنه مدة 70 سنة وكلاء أو سفراء كان أولهم عثمان بن سعيد. فلما مات أوصى ابنه أبي جعفر وأوصى هذا بها بعده إلى أبي القاسم (الحسين) بن روح وأوصى هذا بها إلى أبي الحسن السمري. ولما سئل هذا الأخير قبل موته أن يوصي بالأمر قال: لله أمر هو بالغه. فتعرف هذه الفترة بالغيبة الصغرى وتمتد من سنة 689 - 490 وتبدأ الغيبة

ص 644

الكبرى لمهدي الشيعة أو الإمام المختفى ولا يظهر إلا في نهاية الوقت. أما عقيدة الغيبة فهي أن الله حجبه عن عيون الناس وأنه حي بإذن الله. وقد رآه منهم البعض بين وقت وآخر. ويكاتب غيرهم ويتصرف بأمور شيعته. وتجد خير مثال في الطريقة التي يشجع بها الناس في الاستعانة بالإمام الغائب بكتابة الرقاع له. فيذكر المجلسي في الكتاب الذي يبين فيه ما يجب على الزائر وما له صورة معينة بالعربية لرقعة يكتبها من يريد إلى صاحب الزمان ويرسلها، ويمكن وضعها عند قبر أحد الأئمة أو طيها وختمها وجعلها في طين نظيف ثم تلقى في البحر أو بئر عميقة. فتصل الإمام الغائب فينظر فيها. ويبرز محدثو الشيعة في وصف رجعة الإمام الغائب ويعلقون أهمية كبرى في بحث عقيدة رجعة الإمام الغائب على الآيات التالية من القرآن (سورة القصص: 2 - 6): (نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأوصينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين). سئل الإمام زين العابدين عن تفسير هذه الآية فقال: والذي أرسل محمد بالحق، الصالحون نحن أهل البيت وشيعتنا كمثل موسى وقومه وأعداؤنا وحزبهم كفرعون وقومه. ويوضح المجلسي عقيدة الرجعة بقوله: ويرجع للدنيا يوم ظهور حضرة القائم (ع) من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا فيرجع أعداؤه لينتقم منهم في هذا العالم، ويشاهدون من ظهور كلمة الحق وعلو كلمة أهل البيت ما أنكروه عليهم، فتكون رجعة الكفار لينالهم عقاب شديد، أما في الناس فيبقون في قبورهم إلى يوم

ص 645

القيامة. وقد وردت أحاديث كثيرة تؤيد رجعة من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا ويبقى غيرهم على حالهم. فالرجعة عبارة عن حساب تمهيدي يثاب فيها الإمام الغائب وشيعته وينال أعداءهم الذين أنكروا حقهم في الخلافة عقاب شديد، فيرجع مثلا بين الأولين الحسين بن علي ومن استشهد معه ويرجع معه يزيد اللعين بن معاوية وأنصاره فينتقم منهم الحسين وجيشه انتقاما سريعا. ومنهم الفاضل الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في إظهار الحق (ج 2 ص 153 ط دار الجيل، بيروت) قال: وإن المهدي رضي الله عنه يظهر وإن عيسى عليه السلام ينزل وإن الدجال يخرج، وهذه الأمور الثلاثة ستظهر إن شاء الله تعالى، والله أعلم. وقال أيضا في ص 220: وسيظهر إن شاء الله المهدي رضي الله عنه من نسله، ويكون خليفة الله في الأرض، ويكون الدين كله لله في عهده. ومنهم العلامة فضل الله روز بهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة 927 في وسيلة الخادم إلى المخدوم در شرح صلوات چهار ده معصوم (ص 259 ط كتابخانهء عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال: اللهم صل وسلم على الامام الثاني عشر ودرود وصلوات ده وسلام فرست بر اما دوازدهم. از اينجا شروع است در صلوات بر امام داوزدهم كه او امام محمد مهدى است (ع). بدان كه در امر مهدى وآنكه او چه كسى است ودر چه زمان خواهد بود

ص 646

وآيا او پسر حسن عسكرى است (ع) ياكسى ديگر، اختلاف بسيار كرده اند. وما اين مبحث را تحرير كنيم وتنقيح اين سخن به قدر علم خود ان اشاء الله تعالى در اين مقام بنماييم. بدان كه جميع امت متفقند در آنكه در آخر الزمان ضخصى از اولاد حضرت پيغمبر ظهور خواهد كرد وعالم را از عدل پر خواهد ساخت، همچنانچه از جور پر است، اين اتفاق به واسطهء احاديث صحيحه است كه در اين باب وارد شده چنانچه ام سلمه روايت كند [...] بيعت كنند در ميانهء ركن ومقام واز شام لشكرى بفرستند به سوى ايشان. ودر بيداء كه موضعى است از راه مكه زمين ايشان را فرو برد، بعد از آن اكابر وپيشوايان اهل شام وعراق با او بيعت كنند، از آن مردى از قريش كه مادر او از بنى كلب باشد لشكرى بر سر ايشان فرستد وايشان بر او غالب گردند وآن شخص به سنت پيغمبر امت در ميان امت عمل كند واسلام تمكن تمام بيابد، همچو شتر كه گردن بز زمين مالد، ومتمكن شود، پس آن مرد هفت سال باز ماند، بعد از آن وفات كند ومردمان بر او نماز بگزارند. از اين جمله اخبارى است در باب مهدى وظهور او، در آخر زمان وارد شده [و] تمامى اهل إسلام به صحت اين احاديث متفقند وهيچ نزاعى در آن نيست كه چنين كسى ظهور خواهد كرد در آخر. واختلاف در آن است كه اين كس محمد پسر حسن عسكرى است يا نه؟ جمعى مى گويند كه: اين كس او نيست ز يراكه ثابت نشده كه حسن عسكرى را پسرى بوده، وآنچه مى گويند: او را پسرى بوده اخبار بعضى مردم است، وبه مجرد خبرى كه آن مشهور ومستفاض نباشد پس ثابت نمى شود، خصوصا نسبى چنين بزرگ، وآن را مدار اعتقاد نتوان ساخت، وبر تقدير آنكه ثابت باشد كه او را پسر بوده، هرگز اثرى از او ظاهر نشده، وكسى او را نديده ودر مسند امامت متمكن نشد، بر تقدير آنكه او را ديدند واما شد وفات شد، وبه غايت متبعد است كه كسى مدت قريب به هفتصد سال در حيات بشد وهيچ اثر از او پيدا نشود

ص 647

وبا وجود اين جمعى اعتقاد كنند كه او هست وبالفعل امام است ومردم در عهد امامت ايند، واو لطف حق تعالى است نسبت با مردم وحال آنكه لطف، آن است كه موجب تقرب بندگكان شود به طاعت نزديك كرده اند، وچگونه امام وخليفة باشد كسى كه اصلا ظاهر نيست واثر عدل او به مردم نمى رسد. ونيز حضرت پيغمبر فرمود كه: اسم او موافق اسم من باشد واسم پدر او موافق اسم پدر من باشد، وحال آنكه پدر او حسن نام داشته وپدر حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله نام داشته. واين طايفه مى گويند كه: چون مهد [و] يت پسر اما حسن عسكرى بعدى تمام دارد از روى عقل ونقل، پس ظاهر آن است كه مهدى شخصى باشد از اولاد حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم كه در آخر زمان پيدا شود، وهنوز متولد نشده. اين است مذهب جماعتى بسيار از مسلمانان در باب مهدى، ودلايل ايشان اينهاست كه ياد كرديم. وجماعتى ديگر از اهل إسلام كه ايشان را امامية گويند بر آنند كه امام داوزدهم محمد بن الحسن العسكرى است وكنيت او ابو القاسم است واو در وقتى كه متولد شده متوكل خليفه در قصد اولاد امام حسن بوده واو را زهر داده وبعد از وفات امام حسن او چهار ساله بنده ودر سرداب خانهء امام حسن عسكرى او را پوشيده داشته اند وحق تعالى او را از شر دشمنان نگاه داشته ومحفوظ ساخته ولازم نيست كه فرزندى، چون شيعه ودوستان ايشان مى دانند كه امام حسن را پسرى بوده اسم او محمد وبه نص امام حسن، امامت او ثابت شده واو را در سرداب خانهء امام حسن پوشيده داشته اند وامام حسن فرموده كه او مظهر منتظر موعود وشيعه ودوستان او را ديده اند ودر هر وقت بر دوستان خود ظاهر مى كرد. وآثار لطف او در عالم منتشر است چگونه منع وجود او وامامت او توان كرد؟

ص 648

اما آنكه مى گويند كه او وفات كرده، آن ثابت نشده ونزد شعيه حيات او وآثار او معلوم است. واما آنكه مى گويند. مستبعد است كه شخصى هفتصد سال زنده باشد، اين نه مستبعد است نه در عقل ونه در شرع. اما در عقل زيراكه اطبا مى گويند كه موت ضرورى است فاما مادام كه رطوبت غريزية از حرارت غريزية تحليل نيافته مى تواند كه شخصى زنده باشد وحق تعالى قادر است بدان كه رطوبت غريزى را در مزاج آدمى كيفيت بدهد كه بالكيه تحليل نرود وصاحب آن مزاج سالها بازماند، ومنجمان كه عطيهء حيات را غايتى معين كرده اند كه آن صد وبيست وپنج سال است تجويز نموده اند كه اگر كسى در سال قران متولد شود جانز است كه عمر او از هفتصد تجاوز كند هر گاه هيلاج در قران زحل باشد. اين است وجه رفع استبعاد به حسب عقل. اما به حسب شرع اهل شريعت متفقند در آنكه خضر پيغمبر والياس (ع) هر دو در حياتند، يكى حافظ بر ديگرى حافظ بحر است، ودر وجود ايشان هيچ نزاعى نيست نزد اكثر محققان، وعمر ايشان از سالهاى بسيار تجاوز كرده، [پس] جايز است كه حق تعالى محمد بن الحسن را عمرى دهد مثل عمر خضر والياس، تا آخر زمان ظهور كند وعالم را به انوار عدل منور سازد، چنانچه در حديث وارد شده. واما آنكه مى گويند: امام لطف است وچون او را مخفى باشد آن را به مردم چگونه رسد جواب [...] آنكه آثار او بسيار به مردم مى رسد ودر هر وقت امداد دوستان ومحبان خود مى كند وبر مردم ظاهر مى گردد چنانچه حكايات در آن باب بسيار گفته اند، وبه تعيين وبه تحقيق بنوشته وشمه بعد از اين انا شاء الله مذكور خواهد شد. واما آنكه مى گويند: حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود كه: اسم پدر او موافق اسم پدر من باشد واسم پدر او حسن است، جواب آنكه: اين در بعضى روايات است واكثر اين است كه اسم او موافق اسم من باشد. وبر تقدير

ص 649

صحت آن روايات، تمامى ائمهء معصومين را عبد صالح لقب بود ومراد از عبد صالح، عبد الله است ولقب حكم نام [را] دارد. پس صحيح باشد كه اسم پدر او عبد الله است. اين است مذهب اماميه از شيعه در باب مهدى ودلايل ايشان بسيار است، وما شمه [اى] در جواب جماعت اول ياد كرديم واگر تفاصيل طرفين ياد كنيم اين مختصر برنتابد وخلاصهء آن مذكور شد ومختار ما آن است كه وجود مهدى در آخر زمان [...]. اين اشارت است به اتصاف ذات آن حضرت به علم وقدرت كه اصل جميع كمالات است زيراكه حضرت مظهر موعود است وبايد كه او را به جامعيت كامله باشد ومنشأ جميع كمالات اين دو صفت است خصوصا در وجود امام كامل خاتم. وارث الصفوة المصطفوية آن حضرت ميراث گيرندهء بر گزيدگى مصطفويست، يعنى آن حضرت به ميراث يافته صفوت وبرگزيدگى از عالم كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم ده. [صفات مهدى (ع)]: واز اينجا شروع است در بيان صفات مهدى. بدانكه حضرت مهدى (ع) نسبت با ائمه واوليا، نسبت خاتم الانبياء [را] دارد نسبت باانبيا در آنكه جامع جميع صفات كمال سابقيان باشد ووارث كمالات خاصهء هر يك به قدر استعداد، همچنانچه حضرت خاتم الانبياء جامع صفات كمال پيغمبر متقدم بود [معناى ختم ولايت] وحقيقت معنى ختم آن است كه نقطهء منتهاى دايرهء نبوت وامامت منطبق شود بر نقطهء مبدأ دايره، وهر آينه كه نقطهء منتها چون منطبق شود بر نقطهء ابتدا، دايره تمام گردد وما اين سخن را توضيح كنيم بر وجهى كه تمام افهام آن را دريابند.

ص 650

بر هر نقطه از نقاط دايرهء حامل وصفى از اوصاف وجود دايرهء كامل مى شود ومادام كه آن صفات به واسطهء آن نقاط برنيايد وجود دايره به ظهور نمى آيد ومادام كه نقطهء منتها منطبق بر نقطهء مبتداى دايره نگردد هرچند صفات دايره بواسطهء نقاط به ظهورآمده ذات دايرهء كامل نيست، وآن منطبقه كه وجود دايره بدان كامل مى شود واو را نقطهء ختم گويند واو في الحقيقه جامع جميع صفات نقاط است زيرا كه نقاط به وجود او اثر صفات خود ظاهر مى گردانند پس قبل از ظهور او صفات نقاط اثر ندارد ودر مظهر او اثر صفات ظاهر است، پس او جامع جميع نقاط است زير اثر به ظهور او صفات نقاط مى گردد. چون اين مقدمه معلوم شد بايد دانست كه نقطه ختميه در دائره نبوت حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم، واو جامع جميع صفات نقاط دايره است كه وجودات انبياء ومرسلين است وبه وجود مبارك آن حضرت صفات جميع انبياء اثر دارد وظاهر شد، ودايره نبوت بوجود آن حضرت تمام گشت وآن حضرت را محمد نام بود ومعنى محمد مبالغه در ستوده شدن است زيرا كه چون آن حضرت جامع جميع صفات كمال باشد كه ايشان جامع جميع صفات كمال مخلوقاتند وجامعيت صفات كمال، مقتضى آن است كه نشاء حمد كه آن اظهار صفات كمال است در مظهر او بر وجه مبالغه واقع باشد ولهذا اسم مبارك آن حضرت هم محمد است. وچون وجود حضرت مهدي (ع) نقطه ختميه دايره امامت وولا يت است هر آينه او جامع جميع صفات كمالات ائمه عظام خواهد بود بدين معنى اشارت فرموده كه اسم او مطابق اسم من باشد، كسى از اين سخن توهم نكند كه لازم مى آيد كه مهدى از ائمه افضل باشد زيرا كه جامعيت اوصاف كمال لازم نيست كه موجب افضليت باشد بنا بر آنكه مى تواند بود كه هر يكى از اوصاف در افراد ائمه كمال واشتدادى داشته باشد كه در مظهر جامع آن اشتداد نداشته باشد.

ص 651

بلى او را صف جامعيت باشد وايشان در هر وصف در غايت كمال باشند وتحقيق اين سخن آن است كه نقطهء ختميهء دايرهء كار او همين است كه دايره را كامل مى گرداند، چون دايره كامل شد همهء نقاط مساويند وبر هر يك صادق است كه مبدأ دايره ومنتهاى او مى توانند بود، همچنين وجود حضرت مهدى (ع) خاتم دايرهء امامت است. وبعد از آنكه او ختم كرد تمام اجزاى دايرهء متساوى شدند وميان ايشان تفاوت نيست وهر يك مبتداى دايره ومنتهاى اويند وفضيلت كمال همه يكى است. واز اينجاست كه حضرت پيغمبر فرمود كه: ميان پيغمبر تفاضل مكنيد ونگوييد كه كدام افضل از كادامند، وحال ائمهء اثنا عشر همچنين است ولذا هرگز ميان ائمه كسى تفاضل نكرده وحكم ننموده كه كدام افضلند. بلى هركدام كه به مبدأ قربند ايشان را فضل وشرف مقدم هست، واو اين تمثيل وتوضيح ظاهر شد كه حق آن است كه حضرت مهدى متولد شده وامروز موجود است زيراكه مقتضاى اكمل دين حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم كه بر حسب مقتضاى (اليوم أكملت لكم دينكم) الاية. حكم به وقوع آن شده، آن است كه همچنانچه دايرهء نبوت به وجود آن حضرت كمال يافت دايرهء امامت كه قرينهء است هم كما بيابد تا اكمل دين محقق شده باشد واگر كمال دين تا آخر زمان موقوف باشد در سنن متطاوله عالم از امام حسن عسكرى هيچ امامى ديگر ظاهر نشد به خلاف دايرهء نبوت كه از زمان آدم تا زمان خاتم در هر عصرى انبيا مى بوده اند وزمان فترت كه ميان عيسى وحضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم، مراد آن است كه هيچ پيغمبرى صاحب دعوت نبوده نه آنكه اصلا پيغمبران نبوده اند زيرا كه حنظلة بن صفوان وخالد بن سنان وجرجيس تمامى پيغمبرانند كه ميان عيسى وآن حضرت بوده اند.

ص 652

پس لابد است كه دايرهء امامت به وجود امام خاتم تمام شده باشد تا اكمل دين محقق شود وحكمت الهى مقتضى آن است كه او پوشيده باشد در هر عصرى تا عصرى آخر زيراكه اگر او در تمام عصر ظاهر باشد خلل در هيچ كار نباشد وظلم وجود سلاطين ظاهر نگردد، وامت مبتلاى بليات نشوند وثواب واجر آخرت نيابند وامتحانات الهى كه نسبت با امت واقع مى شود تا طيب از خبيث ومنافق از مؤمن ظاهر گردد واكثر آن امتحانات در وجود حكام ظالم ظاهر مى گردد. بنابراين وجود آن حضرت در اين قرون متطاوله مختفى است ولا بد است از ظهور او در آخر زمان تا آنچه نتيجهء صفات كمالات جميع ائمه است ولازم ظاهر امامت كه آن شوكت سلطنت واستيلا بر ارض ونشر آثار عدل است ظاهر گردد، واز اينجاست كه حضرت پيغمبر فرموده: اگر نمانده باشد از دنيا إلا يك روز حضرت حق سبحانه وتعال يآن روز را دراز گرداند تا يكى از فرزندان واهل بيت من بيرون آيد وعالم را پر گرداند از عدل، همچنانچه پر شده است از ظلم وجور. واينها تمام حكمتهاى الهى است كه در وجود خاتم الاولياء والائمة حضرت امام معصوم محمد مهدى ظاهر شده. وچون بيان كرديم كه آن حضرت جامع صفات آبا واجداد كرام خود است ودر خاتميت شبيه وسمى حضرت پيغمبر است صلى الله عليه وآله وسلم، اكنون مذكور مى شود كه از هر يكى از آبا واجداد چه ميراث يافته ودر اين فقره مبين شده كه آن حضرت از حضرت پيغمبر صفوت، ميراث يافته وصفوت بر گزيدگى است وچون آن حضرت بر گزيدهء حضرت حق جل وعلاست جهت ختم امامت پس ميراث او از حضرت پيغمبر صفوت است. والقوة المرتضوية آن حضرت وارث قوت مرتضويست، يعنى از حضرت امير المؤمنين على (ع)

ص 653

قوت صورى ومعنوى ميراث يافته زيرا كه خاتم بايد كه او را وصف قوت باطن وشوكت ظاهر كه از صفوت قوت حاصل مى گردد به كمال باشد وكمال اين صفت والمكارم الحسنية آن حضرت وارث مكارم حسنى است، يعنى حضرت امير المؤمنين حسن، مكارم صورى ومعنوى از حسن وجمال وطيب واخلاق وكمال ميراث يافته تا در اين صفات هم او را كمال حصال باشد. والعزائم الحسينية آن حضرت وارث عزيمتهاى حسينى است، يعنى از حضرت حسين عزيمتها را به ميراث يافته. واين اشارت است بدانكه مظهر موعود صاحب عزيمتهاست در راه خداى تعالى، همچو امام حسين كه در عزم خود چنان مجد ومردانه بود كه ملاحظهء نفس عزيز، او را از مقاتله با دشمنان خدا باز نمى داشت. والعبادة العلوية آن حضرت وارث عبادت امام زين العابدين است. واين اشارت است بدانكه آن حضرت عبادت را از امام زين العابدين [ع] ميراث يافته ودر عبادت وكثرت... الهى اقتدا بدان حضرت فرموده. والعلوم الباقرية آن حضرت وارث علمهاى امام محمد باقر است. واين اشارت است بدانكه آن حضرت صاحب علمهاى باقر است وچنانچه

ص 654

حضرت امام محمد باقر شكافندهء علوم وكاشف حقايق بود، آن حضرت هم صاحب اين صفات است. والإمامة الصادقية آن حضرت وارث امام جعفر صلى الله عليه وآله وسلم، يعنى از حضرت امام جعفر صادق خواص امامت از تدوين قواعد دين ومذهب تنقيح حقايق ملت واظهار علوم شريعت به ميراث يافته، زيراكه در خاتم كه مظهر موعود است وصف اظهار لوازم امامت لازم است. والأخلاق الكاظمية آن حضرت وارث اخلاق حضرت امام موسى كاظم است. واين اشارت است به كمال اخلاق آن حضرت كه در امام موسى موجود بوده از خوردن خشم، وديگر مكارم اخلاق كه شمه [اى] مذكور شد وآن اخلاق در مهدى موجوداست. والمعارف الرضوية آن حضرت وارث معرفتهاى امام رضاست (ع)، يعنى كمال معارف كه ذات حضرت امام على بدان موصوف است آن حضرت را حاصل است، وآن اشارت به علوم است سيما جفر وجامعه. والكرامات التقوية آن حضرت وارث كرامتهاى امام محمد تقى است. واين اشارت است بدانكه كرامتها وغرايب آيات كه در ذات امام محمد تقى موجود بوده در ذات امام مهدى موجود خواهد بود.

ص 655

والمقامات النقوية آن حضرت وارث مقامهاى امام نقى (ع) است. واين اشارت است بدانكه آن حضرت را مقامات علم ومعرفت ووصايت وامامت وبزگى كه حضرت امام نقى داشت حاصل است. والعساكر العسكرية آن حضرت وارث لشكرهاى امام حسن عسكرى است. واين اشارت بدانكه لشكرها كه امام حسن عسكرى از ملائكه به متوكل نمود، در وقت ظهور لشكر آن حضرت خواهند بود، واين هم از قراين آن است كه حضرت امام محمد مهدى ولد امام حسن عسكرى است وآن حضرت لشكرها بر متوكل عرض فرمود كه عن قريب اينها در مدينهء فرزند من عالم را مسخر خواهند كرد [كذا في الاصل] والا عرض آن لشكرها بى فايده بوده باشد. الذي فاق الانام كرامته وفضلا آن حضرت كسى است كه فايق وغالب شده بر مردمان از روى كرامت وبرزگى وفضائل. واين اشارت است به جامعيت آن حضرت در كرامت وفضل وآنكه صفاتى كه موجب كرامت باشد در آن حضرت بيشتر از تمامى مردمان موجود است وفضايل او بر همه افزون، بنابر آنكه او جامع فضايل ائمهء كرام است، چنانچه بدان اشارت واقع شد. وآن حضرت زود باشد كه پر گرداند زمين را از عدل. وآن است كه مى گويند: وسيملا الارض عدلا، وآن حضرت زود باشد كه زمين را پر گرداند از عدل. واين اشارت است بدانكه حضرت پيغمبر فرمود كه: مهدى از عترت واهل بيت

ص 656

من است واو زمين را از عدل پر خواهد گردانيد، همچنانچه از جور وظلم پر شده است. ودر اين حديث اشارت است بدانكه حضرت پيغمبر فرمود كه: ظهور مهدى در وقتى باشد كه عالم از جور وظلم پر شده همچو ظهور حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم كه در وقتى واقع شد كه تمام عالم [را] شرك گرفته بود چنانچه روايت كرده اند كه: در وقتى كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم به بنود مبعوث شد در روى زمين هيچكس نبود كه لا إله إلا الله به شرايط توحيد گويد زيرا كه آن روز كه دين حق يهوديت ونصرانيت بود وآن هر آن دو ملت بواسطهء تحريف وتبديل متغير شده بود وشرايط توحيد در اهل آن دو ملت موجود نبود. همچنين ظهور حضرت مهدى در زمانى خواهد بود كه جور وظلم به كمال باشد، چنانچه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم بدان اشارت فرمود كه: مهدى عالم را از عدل پر گرداند همچنانچه از جور وظلم پر شده است. وسر اين آن است كه ظهور حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم وظهور وارث او كه خاتم الائمه است موجب ظهور كمال حق است كه آن ضد كمال باطل است وظهور كمال حق در عقب كمال ضد است كه آن باطل است چنانچه در نور وظلمت حسى مشاهده نموده مى شود كه چون ظلمت به كمال است ظهور نور به كمال است واگر ظلمت ممتزج با نوعى از نور است نور ظاهر را كمال ظهور نيست. واين نكته بسيار دقيق است (يهدي الله لنوره من يشاء). الامام حضرت امام است كه دلها او را دوست مى دارد. واين اشارت است بدانكه حضرت محبوب دلهاى مؤمنان است ولهذا هر كس كه دل علم به ظلمى يا جورى يا تنگى يا مشقتى مبتلا شد دفع آن بلا را از حضرت امام مهدى جويد، واميد دارد كه آن حضرت ظهور كند وآن بلا وظلم

ص 657

وجور را از او دفع گرداند. واين حال مجبول تمامى طبعهاى مؤمنان است ودر هر زمانى مردم آن عصر انتظار دارند كه امام ظهور كند وخاطر متوجه ظور اوست در هر صدايى كه از جانبى بر آورد. اين به واسطهء آن است كه حضرت مودود دلهاى مؤمنان است وآن حضرت مظهر موعود است كه حضرت صلى الله عليه وآله وسلم وعده فرموده كه آن حضرت ظاهر خواهد شد وعالم را به انوار عدالت منور خواهد ساخت، وعطاهاى او تمامى ارباب فقر وفاقه را در خواهد يافت وهيچ محتاجى در زمان او نخواهد بود. أبي القاسم محمد المهدي العبد الصالح آن حضرت را ابو القاسم كنيت است همچو كنيت حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم، ودر حديث وارد شده كه نام او موافق نام من باشد واما به كنيت تصريح نشده لكن چون آن حضرت صاحب مقام ختم امامت در اين كنيت شريف هم با آن حضرت موافقت فرموده وآنچه در احاديث وارد شده كه حضرت پيغمبر فرمود كه: نام من بر فرزند ان نهيد وكنيت من بر فرزندان منهيد، علما در اين معنى آن حديث، اختلاف كرده اند. بعضى بر آنند كه آن نهى مخصوص زمان حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم بود وآن حضرت نوبتى از كسى شنيد كه مى گفت: اى ابو القاسم. آن حضرت پنداشت كه با أو حضرت مخاطبه مى كند، وديگرى را مى خواند كه اين كنيت داشت، پس حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود كه: به كنيت من ديگران را مخوانيد تا موجب التباس نشود زيرا كه كنيت دلالت بر تعظيم مى كند واسم موجب التباس نمى شود زيراكه كسى آن حضرت رابه اسم خود نمى خواند، پس فرمود كه بدين كنيت كه بدان از روى تعظيم متعين مى شود كسى را با من شريك مكنيد، وبعد از آن حضرت اين معذور نيست، پس جايز باشد كه ب از آن حضرت مردم را ابو القاسم كنيت سازند. وبسيارى را از كابر امت پيغمبر صلى

ص 658

الله عليه وآله وسلم ابو القاسم كنيت بوده است. وبعضى [در معنى] حديث گويند: مراد آن است كه جمع ميان اسم وكنيت من. يعنى چون فرزندان را محمد نام كنيد كنيت ايشان را ابو القاسم مسازيد. پس هر يك را على حده تسميه توان كرد، واين جماعت بر آنند كه اين نهى عام است ومخصوص زمان حضرت پيغمبر نيست وچميع طوايف متفقند در آنكه حضرت امير المؤمنين على از اين حكم مستثنى است وحضرت پيغمبر فرمود كه: تو لا فرزندى خواهد بود واو را نام من كن وكنيت او را كنيت من ساز وآن امام محمد حنفيه است كه كنيت او ابو القاسم است. وبر اين تقدير اگر مراد از حديث نفى تكنى به كنيت آن حضرت باشد امير المؤمنين مستثنى است وشايد كه حكم در اولاد او سارى باشد پس جايز باشد كنيت امام محمد مهدى ابو القاسم. واما سر اين كنيت آن است كه حضرتت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم حاجب قسمت سعادات دنيوى واخروى است وهمه كس را از سعادت آن حضرت بهره است وكسى ديگر را ايو وصف نيست كه مشتمل بر كمال قاسميت باشد، پس اين كنيت مخصوص آن حضرت باشد. وچون ظهور اين وصف در مظهر موعود خواهد، او نيز در اين كنيت مشارك باشد ولقب شريف آن حضرت مهدى است زيراكه راه يافته به اسرار وحقايق الهى [است]. عبد صالح هم از القاب آن حضرت است زايراكه او بندهء صالح حضرت پر وردگار است كه كمال عبوديت به جاى آورده. والحجة القائم المنتظر لزمان الظهور آن حضرت را از جملهء القاب يكى حجت قائم است زيراكه او حجت خداى تعالى است بر بندگان وقائم است، وبيان اين آنكه ائمه هدا وار ثان پيغمبر انند در

ص 659

آنكه حجت حق تعالى اند بر بندگان، زيرا كه حقيقت امامت، اتمام حجت الهى است بر خلايق، وحجت حق تعالى بايد كه در هر زمان وعصرى بر بندگان او قائم باشد وچون او در جميع اعصار موجود است وجود او حجت قائم است تا قيامت بر بندگان، كه ايشان نگويند كه زمان ما از كسى كه حق تعالى را بر ما ظاهر گرداند خالى بود، چانچه حضرت حق جلا وعلا در باب كفار مى فرمايد: (أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير). وچون در از منهء سابقه قبل از حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم پيغمبر مى بوده اند كه امامت حجت مى كرده، وآن حضرت خاتم پيغمبران است وبعد از آن حضرت پيغمبرى نيست ائمهء هدا قائم مقام آن حضرتند در اتمام حجت. ولطف الهى مقتضى آن است كه اين حجت قائم باشد، پس وجود حضرت امام مهدى را موجب حجت كرد وآن حضرت را حجت قائم لقب شد. واز القاب آن حضرت منتظر زمان ظهور است زيراكه آن حضرت انتظار مى كشد كه امر الهى به ظهور او در آيد واو عالم را از عدل واحسان مالا مال سازد، وجماعت اماميه را مدت انتظار حكايات واخبار بسيار هست كه همه دلالت بر آن مى كند كه آن حضرت در زمين ساير وداير است با شوكت واسباب وموكب پادشاهى ودر همهء اقطار عالم ميان مردم خود مى گردد، وبر هر كس كه مى خواهد ظاهر مى شود. وروايت كرده اند كه در مبادى حال كه آن حضرت پوشيده بود تا مدت صد سال وبه قولى بيشتر توقيعات او ظاهر مى شده وداعيان بوده اند كه ايشان توقيعات در هر زمان به محبان مى رسانيده اند. ودر كتاب كشف الغمة اسامى آن داعيان يا كرده وتوقعيات حضرت امام كه در آنجا شيعه وجماعت خود را امر ونهى در امور فرموده تمامى آورده وبعد از صد سال زيادت، نوبتى توقيعى بيرون آمده ودر آنجا فرموده بوده است كه اين غيبت صغرى بود كه ما خود غايب بوديم، وتوقيعات

ص 660

ما بيرون آمد بعد از اين غيبت كبرى خواهد بود وتوقيع ما بيرون نخواهد آمد. اما از حال محبان خود غافل نيستيم. واماميه آن مدت او كه توقيعات بيرون مى آمده مدت غيببت صغرى گويند، واين مدت كه توقيعات منقطع شده آن را غيبت كبرى نامند ودر اين مدت غيبت كبرى حكايات ظهور آن حضرت بر دوستان بسيار كرده اند ونز ايشان از متواترات است ودر آنجا هيچ ترديدى اصلا ندارند. [حكايت شفا يافتن اسماعيل هرقلى وسيلهء امام زمان (ع)] از جمله در كتاب كشف الغمة است كه از آن حكايات دو حكايت كه در قريب زمان واقع شده وما آن مردم را دايده ايم وتمامى اهل بغداد وحله آن را مى دانند ياد بكنيم وما يكى از آن دو حكايت كه روايت آن ظولى دارد در ين مقام ياد كنيم ان شاء الله تعالى صاحب ص كشف الغمة على بن عيسى اربلى گويد كه: در ولايت حله در موضعى كه آن را هرقل گويند مردى از اهل آن موضع بود نام اسماعيل هرقلى. واين هر دو در طرف ران راست دانه اى بيرون آورد همچو يك قبضهء دست، وآن جراحتى عظيم شد ومدتهاى مديد به آن جراحت مبتلا شد وهميشه خون وريم از آن روان بود. ودر آن الم او را زحمت مى رسيد. جهت معالجهء آن جراحت به موضع حله آمد نزد شريف آن موضع سيد بزرگوار ابن طاوس، واو را با سيد مصادقتى بود. شريف حله جراحان واطباى آن موضع را جمع كرد تا او را علاج كنند. ايشان گفتند: اين دانه بر سر رگ اكحل پيدا شده واگرما او را قطع كنيم انديشهء آن هست كه رگ اكحل او منقطع شود وخون بازنايستد تا بميرد واگر قطع نكنيم اصل ماده باقى باشد وهيچ علاج آن را مفيد نباشد. في الجمله از معالجهء آن عاجز شدند. شريف ابن طاوس با اسماعيل گفت: من به بغداد مى روم، تو همراه من به بغداد

ص 661

آى تا جراحان واطباى بغداد شايد آن را علاج كنند. اسماعيل همراه شريف به بغداد آمد وشريف تمامى جراحان واطباى بغداد را جهت علاج اسماعيل حاضر گردانيد. چون جارحت او را احتياط كردند تمامى متفق شدند كه اين علاج پذير نيست وعلاج اين جراحت منحصر است در قطع پا وقطع متعذر است زيرا كه بر سر رگ اكحل واقع است. اسماعيل روايت كند كه: چون از علاج نااميد شدم گفتم: چون به بغداد آمده ام زيارت مشهد سامره دريابم وبه خانه بازگردم. از بغداد متوجه زيارت سامره شدم وبه مشده مقدس در رفتم وبه سرداب رفتم وگريه وتضرع وازادى بسيار كردم وچند روز در سامره بودم تا شب جمعه وقت عصر روز پنچشنبه از مشد بيرون آمدم وبه كنار شط رفتم وغسل نمودم وجامه اى پاك بپوشيد م ودر حوالى سامره بعضى از شريفان فرود آمده بودند وشترها وگوسفندان خود رامى چرانيدند. چون از در وازهء شهر به اندرون آمد چهار سوار ديدم بر اسبها، دو سوار نيزه در دست داشتند، يكى مردى پير بود ويكى سوار فرجى پوشيده بود وشمشير در ميان بسته آن دو سوار كه نيزه داشتند پيش مى رفتند وآن صاحب فرجى در ميان راه مى آمد دو يكى ديگر از عقب او بود. چون مرا بديدند آن دو سوار كه نيزه مى داشتند از راه برطرف رفتند وآن سوار كه فرجى پوشيده وشمشير بسته در ميان راه ايستاده بود بر من سلام كرد. سلام او را جواب دادم وپنداشتم كه ايشان از آن شريفانند كه در بيرون شهر خيمه زده اند وگوسفندان مى چرانند، آن سوار فرجى پوش عنان باز بكشيد وبا من گفت: جراحت خود را به من نماى. من با خود انديشيدم كه اين از اهل باديه است از نجاست احتراز نمى كند ومن حالى تازه غسل كرده ام وجامهء پاك پوشيده، مابداكه اثر جامهء او من رسد. تعللى مى كردم واز بالاى اسب دوته شد ودست در اندرون جامهء من كرد وجراحت مرا باز يافت وآن را به دست مبارك خود بفشرد چنانچه من از وجع آن متألم شدم. پس بر پشت

ص 662

اسب راست شد. آن مرد پير كه نيزه در دست داشت وبر طرف راست ايستاده بود فرمود. أفلحت يا إسماعيل. يعنى اى اسماعيل فلاح يافتى. من تعجب كردم كه نام مرا چگونه دانست. ايشان روان شدند ومن از آن مرد بپرسيدم كه: اين چه بود وشما چه كسانيد؟ گفت: اين حضرت امام (ع) است وما ملازمان آن حضرتيم. من پاى مبارك اورا ببوسيدم ودر ركاب آن حضرت روان شدم. فرمود: تو به بغداد مى روى، نزد فرزند ما ابن طاوس رو وحكايت ما را با او بگو. تو را پيش مستنصر خليفه خواهند برد وتو را چيزى انعام خواهند كرد. هيچ از او قبول مكن. بعد از آن فرمود: بازگرد. گفتم: يا امام من هرگز از ركاب تو جدانمى شوم. ديگر باره فرمود: بازگرد وبه بغداد رو. من بازنمى گشتم. آن مرد پير گفت: اى اسماعيل از خداى تعالى شرم نمى كنى كه حضرت امام فرمود كه باگرد وبازنمى گردى [!] من باز ايستادم وايشان روان شدند ومن ايشان را مى ديدم تا از چشم من غايب شدند. من در غايت حيرت ووحشت به مشهد آمدم. خادمان با من گفتند كه: تو را چه حالت است؟ واز چه چيز ترسيده [اى] وچه چيز ديده [اى]؟ حكايت با ايشان بازگفتم، وران خود را بازگشودم، اصلا از جراحتت بر آن نبود. گفتم: مگر ران را غلط كرده ام؟ ران ديگر را بگشودم، هر دو همچو همديگر بود وپندارى هرگز اثر جراحت بر رانهاى من بنود. مردم چون اين حال بديدندبر من غلبه كردند وبه تبرك، تمامى جامه هاى مراپاره كردند ونزديك بود كه از غوغاى خلايق من هلاك شوم. خادمان مرادر مخزن مشهد كردند ودر بروى من ببستند تا غوغا ساكن شد. وفي الحال صورت واقعه را به بغداد اعلام كردند. ومن شب هنگام از سامره بيرون آمده متوجه بغداد شدم وهنگام صبح بر سر جسر بغداد رسيدم ومردم بغداد شنيده بودند وبر جسر انتظار من مى كشيدند، ومرد سيد ابن طاوس هم آمده بودند. مردم از من پرسيدند كه: تو چه نام دارى؟ گفتم: اسماعيل نا دارم گفتند: تو آن كسى

ص 663

كه حضرت امام را ديده اى؟ گفتم: بلى. خلايق در من آويختند ورختهاى مرا ديگر پاره پاره كردند ونزديك بوده كه از غوغاى خلق كه مرا زيارت مى كردند هلاك شوم. كسان ابن طاوس مرا برداشتند واز دست ايشان خلاص كردند وپيش شريف بدند. وزير خليفه آن روز مؤيد الدين القمى بود واو از شيعه وموالى اهلى بيت بود. واين خبر شنيده بود ومستنصر خليفه هم خبر شنيده بود. شريف ابن طاوس مرا برداشت ونزد وزير مؤيد الدين برد. في الحال بفرستاد وطبيبان وجراحان بغداد را جمع كرد وگفت: شما جراحت اين مرد را ديده ايد؟ گفتند: بلى. گفت: علاج پذير است يانه؟ گفتند: علاج پذير نيست به واسطهء آنكه علاج جراحت او آن است كه آن ماده را قطع كند واگر مادهء او را قطع مى كنند رگ اكحل او بريده مى گردد وخون باز نمى ايستد تا بميرد. وزير گفت: اگر قطع كنند بر رفض، ورگ اكحل او بريده نشود چه مدت جراحت او خوش شود؟ گفتند: در مدت دو ماه جراحت او خوش شود ودر جاى جراحت گوى سفيد بازماند. وزير گفت: شما چند روز است كه اين جراحت ديده ايد؟ ايشان گفتند: مدت ده روز است كه اين جراحت ديده ايم. وزير با من گفت: جراجت خود بازگشاى. چون بازگشودم اصلا اثر آن در ران من ننمود. حكيمان وجراحان به يكبار آواز بر آوردند كه اين عمل مسيح است. وزير گفت: عمل شما نسيت مامى دانيم كه عمل كيست. بعد از آن مراپيش مستنصر خليفه بردند ومرا زيارت كرد واحوال باز پرسيد وسيصد دينار طلا مرا انعام فرمود. من گفتم: حضرت امام فرمود كه چيزى قبول مكن. پس مستنصر بگريست وگفت: هديهء ما را قبول نكردند. من بازگشتم وبه خانهء خود رفتم وهرگز ديگر از آن رنج، اثر باز نديدم. وصاحب كشف الغمة مى گويد: من يك نوبت در بغداد در مجلسى اين

ص 664

حكايت مى گفتم. اتفاقا پسر اسماعيل، شمس الدين محمد حاضر بود ومن نمى دانستم كه او حاضر است. چون حكايت بازگفتم شمس الدين محمد گفت: من پسر اسماعيلم واين حكايت را از پدر خود شنيده ام وپدرم موضع آن جراحت را به ما مى نمود واصلا اثرى از آن نبود وپدرم هر زمستان به بغداد مى آمد ودر هر زمستانى چهل نوبت يا زياده به زيارت سامره مى رفت، به اميد آنكه شايد بارى ديگر آن حالت بازيابد وآن جمال ببيند وهرگز ديگر آن آفتاب وصال از مطلع هجران طالع نشد. واين فقير را از شوق آن جمال هنگام كتابت اين حكايت اين غزل روى نمود: در رهى ديدم مهى حيران آن ماهم هنوز * عمر رفت ومن مقيم آن سر راهم هنوز چون نسيم صبحگاهى بر من بى دل گذشت * من نسيم وصل آن مه را هواخواهم هنوز مى فزايد مهر او هر روز در خاطر مرا * گرچه من كاهيده ام از درد مى كاهم هنوز گرچه آه آتشينم خرمن جان سوخته * مى رود تا اوج گردون آتش آهم هنور شوق آن ديدار غافل كرده از عالم مرا * تو نپندارى كه من از خويش آگاهم هنوز هر سحر مى آورى بوى صبا از كوى او * زنده من از ياد سحرگاهم هنور انتظار شاه مهدى مى كشد عمرى امين * رفت عمر ودر اميد طلعت شاهم هنوز

ص 665

وامثال اين حكايات بسيار است وارباب مكاشفت واصحاب مشاهدات امثال اين بسيار روايت مى كنند واز مشاهدهء آن حضرت در وقت محفوظ شده اند. الها، پروردگارا، حيا قيوما، به حرمت جاه وجلال وعزت وكمال اين دوازده امام معصوم پاك كه ما را طلعت مبارك امام محمد مهدى موعود نصيب فرما، واز فيض وبركات آن حضرت ما را محروم مگردان. اللهم صل على سيدنا محمد وآل محمد سيدنا سيما الامام الموعود محمد المهدي المنتظر وسلم تسليما، وسلم وبارك عليهم وأنزل تحياتك وبلغ صلواتنا وسلامنا إليهم. اى پروردگار، درود وصلوات ده وسلام فرست وبركات فروفرست بر ايشان وفروفرست تحيتهاى خود را وبرسان صلوات ما را به سوى ايشان. واين تكرار وصلوات از براى جميع چهارده معصوم پاك است در يك صلوات، بعد از آنكه ذكر ايشان هر يك على حده نموده شد وبه حضرت مهدى ختم يافت، مجموعه را در يك صلوات ياد كرده مى شود واز حضرت حق سبحانه وتعالى التماس نموده كه صلوات وتحيات وسلام ما را به ارواح مقدسهء ايشان برسان، واين صلواتيست كه مقدمهء دعاست وبعد از اين صلوات اقرار است به تولى وتبرى، وبعد از آن شروع است در طلب حاجات.

 

الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج29)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب