ص 551
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون وقعة بالزوراء
- فذكر مثل ما تقدم عن المهدي المنتظر . ومنها
حديث عمرو بن العاص
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في البرهان في
علامات مهدي آخر الزمان (ص 119 ط قم) قال: وأخرج أبو نعيم، عن عمرو بن العاص قال:
علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش في البيداء فهو علامة خروجه. ومنها
ما ذكره الثعلبي
في تفسيره
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى
بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه
عقد الدرر في أخبار المنتظر (ص 74 ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال: وذكر
الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره في معنى قوله عز وجل في سورة سبأ (ولو ترى
إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) فذكر سنده إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر فتنة تكون بين أهل المشرق
والمغرب، فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من
ص 552
الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين، جيشا إلى المشرق وجيشا إلى
المدينة حتى إذا نزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة فيقتلون أكثر
من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني
العباس. ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها. ثم يخرجون متوجهين إلى الشام
فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش منها على مسير ليلتين، فيقتلونهم لا يفلت
منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم. ويحل جيشه الثاني بالمدينة،
فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها. ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء
بعث الله عز وجل جبريل فيقول: يا جبريل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله
بهم، وذلك قوله عز وجل في سورة سبأ (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان
قريب)، ولا يفلت منهم إلا رجلان، أحدهما بشير والآخر نذير، وهما من جهينة، فلذلك
جاء القول: وعند جهينة الخبر اليقين وذكر هذه القصة أيضا في تفسيره الإمام أبو
جعفر الطبري عن حذيفة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنها
ما ذكره أبو بكر
النقاش المقري في تفسيره
رواه أيضا العلامة السلمي في العقد فقال: وذكر الإمام
أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقري في تفسيره قال: نزلت - يعني هذه الآية -
في السفياني وذلك أنه يخرج من الوادي اليابس في أخواله،
ص 553
وأخواله من كلب، يخطبون على منابر الشام فإذا بلغوا عين التمر محا الله تعالى
الإيمان من قلوبهم فتجوز حتى ينتهوا إلى جبل الذهب فيقاتلون قتالا شديدا فيقتل
السفياني سبعين ألف رجل، عليهم السيوف المحلاة، والمناطق المفضضة. ثم يدخل الكوفة
فيصير أهلها ثلاث فرق، فرقة تحلق به وهم أشر خلق الله تعالى وفرقة تقاتله وهم عند
الله تعالى شهداء، وفرقة تلحق الأعراب وهم العصاة. ثم يغلب على الكوفة فيفتض أصحابه
ثلاثين ألف عذراء، فإذا أصبحوا كشفوا شعورهن، وأقاموهن في السوق يبيعونهن، فعند ذلك
كم من لاطمة خدها كاشفة شعرها، بدجلة أو على شاطئ الفرات. فيبلغ الخبر أهل البصرة،
فيركبون إليهم في البر والبحر فيستنقذون أولئك النساء من أيديهم. فيصيرون - أصحاب
السفياني - ثلاثة فرق، فرقة تسير نحو الري، وفرقة تبقى في الكوفة، وفرقة تأتي
المدينة وعليهم رجل من بني زهرة فيحاصرون أهل المدينة فيقبلون جميعا، فيقتل
بالمدينة مقتلة عظيمة حتى يبلغ الدم الرأس المقطوع ويقتل رجل من أهل بيت النبي صلى
الله عليه وسلم وامرأة واسم الرجل محمد ويقال اسمه علي، والمرأة فاطمة فيصلبونهما
عراة. فعند ذلك يشتد غضب الله تعالى عليهم ويبلغ الخبر إلى ولي الله تعالى، فيخرج
من قرية من قرى جرش في ثلاثين رجلا فيبلغ المؤمنين خروجه فيأتونه من كل أرض، يحنون
إليه كما تحن الناقة إلى فصيلها، فيجئ مكة، وتقام الصلاة فيقولون: تقدم يا ولي
الله. فيقول: لا أفعل أنتم الذين نكثتم وغدرتم. فيصلي بهم رجل ثم يتداعون عليه
بالبيعة تداعي الإبل الهيم يوم ورودها حياضها فيبايعونه. فإذا فرغ من البيعة تبعه
الناس ثم يبعث خيلا إلى المدينة عليهم رجل من أهل بيته
ص 554
ليقاتل الزهري فيقتل من كلا الفريقين مقتله عظيمة، ثم يرزق الله تعالى وليه الظفر
فيقتل الزهري ويقتل أصحابه فالخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ولو بعقال. فإذا بلغ
الخبر السفياني خرج من الكوفة في سبعين ألفا حتى إذا بلغ البيداء عسكر بها وهو يريد
قتال ولي الله وخراب بيت الله، فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نفر فرس لرجل من العسكر
فخرج الرجل في طلبه وبعث الله تليه جبريل فضرب الأرض برجله ضربة، فيخسف الله تعالى
بالسفياني وأصحابه. ويرجع الرجل يقود فرسه فيستقبله جبريل عليه السلام فيقول: ما
هذه الضجة في العسكر؟ فيضربه جبريل عليه السلام بجناحه فيحول وجهه مكان القفا، ثم
يمشي القهقري. فهذه الآية نزلت فيهم (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) فلا يقولون (وأخذوا
من مكان قريب) يقول: من تحت أقدامهم. ومنها
حديث تبيع
رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في الفتن والملاحم (ج 1 ص
328 ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن صدقة بن خالد، عن عبد
الرحمن بن حميد، عن مجاهد، عن تبيع قال: سيعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم يمكث الناس برهة
من دهرهم، ثم يعوذ آخر فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف.
ص 555
ومنها
حديث ذي قربات
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد
الله المذكور في الكتاب المذكور (ج 1 ص 328) قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن
أبي قبيل، عن سعيد بن الأسود، عن ذي قربات قال: فإذا بلغ السفياني بمصر بعث جيشا
إلى الذي بمكة فيخربون المدينة أشد من الحرة حتى إذا بلغوا البيداء خسف بهم. ومنها
حديث قتادة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد الله
المذكور في الكتاب المذكور (ج 1 ص 329) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث إلى مكة جيش من الشام حتى إذا كانوا
بالبيداء خسف بهم. ومنها
حديث ابن مسعود
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ المذكور في كتابه قال:
ص 556
حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن عبد العزيز بن صالح، عن علي بن رباح، عن ابن مسعود
قال: يبعث جيش إلى المدينة، فيخسف بهم بين الجماوين ويقتل النفس الزكية. ومنها
حديث
كعب الأحبار
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد الله
المذكور في الكتاب المذكور (1 ج ص 330) قال: حدثنا عبد الله بن مروان، عن أرطاة، عن
تبع، عن كعب قال: يوجه جيش إلى المدينة [في] اثني عشر ألفا فيخسف بهم بالبيداء.
منها
حديث الزهري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ المذكور في (ج
1 ص 330) قال: حدثنا عبد الله بن مروان، عن سعيد بن يزيد، عن الزهري قال: يبعث من
أهل الكوفة بعثين، بعث إلى مرو وبعث إلى الحجاز، فيخسف بثلث بعثه إلى الحجاز وثلث
يمسخون يحول وجوههم بين أكتافهم، يرون أدبارهم كما يرون فروجهم يمشون القهقري
بأعقابهم، كما كانوا يمشون بصدور أقدامهم، ويبقى الثلث، فيسيرون إلى مكة.
ص 557
ومنها
حديث أبي قبيل
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد
الله المذكور في كتابه (ج 1 ص 331) قال: حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي، عن عبد
السلام بن مسلمة، عن أبي قبيل قال: لا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير، فأما البشير
فإنه يأتي المهدي بمكة وأصحابه فيخبرهم بما كان من أمرهم ويكون شاهد ذلك في وجهه قد
حول وجهه في قفاه فيصدقونه لما يرون من تحويل وجهه، ويعلمون أن القوم قد خسف بهم،
والثاني مثل ذلك قد حول وجهه إلى قفاه، يأتي السفياني فيخبره بما نزل بأصحابه
فيصدقه ويعلم أنه حق لما يرى فيه من العلامة، هما رجلان من كلب. ومنها
حديث عبد
الله
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد
في الفتن الملاحم (ج 1 ص 331 ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال: حدثنا أبو عمرو
البصري، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد الله
قال: يقول الله تعالى: يا بيداء بيدي بأهلك فتبيد بهم إلا رجل من بجيلة يحول الله
وجهه إلى قفاه ليخبر الناس بأمرهم.
ص 558
ومنها
حديث أرطاة
رواه أيضا الحافظ المذكور في كتابه فقال: حدثنا الحكم بن نافع، عن
جراح، عن أرطاة قال: لا يخلو منهم إلا رجل واحد يحول الله وجهه إلى قفاه فيمشي
كمشيته، كان مستويا بين يديه. ومنها
حديث أبي هريرة
رواه جماعة من أعلام العامة في
كتبهم: فمنهم العلامة علي المتقي الهندي في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان
(ص 113 ط مطبعة الخيام بقم) قال: وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب
فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب
تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني فيبعث الله إليه جندا من
جنده فيهزمهم، فيسير إليه بمن معه حتى إذا صاروا ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو
منهم إلا المخبر عنهم. أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث
صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وقال أيضا في ص 150:
ص 559
يغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم البيداء (رواه النسائي عن أبي هريرة). لا تنتهي
البعوث عن غزو هذا البيت حتى يخسف بجيش منهم (رواه النسائي والحاكم عن أبي هريرة).
ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من
علماء المائة السابعة في كتابه عقد الدرر في أخبار المنتظر (ص 73 ط القاهرة في
مكتبة عالم الفكر) قال: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل
حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة
ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرم فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم
فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا جاز ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم
إلا المخبر عنهم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث
صحيح الإسناد، شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه.
ص 560
أحاديث وردت من طرق العامة في المهدي عليه السلام
عن الأئمة الطاهرين من أهل بيت
سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين
وفيه أحاديث: منها ما
عن علي عليه السلام
روى
عنه عليه السلام جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه مسند علي بن أبي طالب
(ج 1 ص 405 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال:
يفرج الله الفتن برجل منا يسومهم خسفا لا يعطيهم إلا السيف، على عاتقه ثمانية أشهر
حتى يقولوا: والله ما هذا من ولد فاطمة ولو كان من ولد فاطمة لرحمنا، يغزيه الله
ببني العباس وبني أمية (نعيم).
ص 561
وقال أيضا في ص 406: عن علي رضي الله عنه قال: المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه اسم نبي، ومهاجر بيت المقدس، كث اللحية أكحل
العينين براق الثنايا، في وجهه خال، في كتفه علامة النبي، يخرج براية النبي صلى
الله عليه وسلم من مرط معلمة سوداء مربعة فيها حجر لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة
يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين (نعيم). عن
علي رضي الله عنه قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب ابن
صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيصلي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء فإذا فرغ من
صلاته انصرف فقال: أيها الناس الح البلاء بأمة محمد صلى الله عليه وسلم وبأهل بيته
خاصة، قهرنا وبغي علينا (نعيم). وقال أيضا في ص 407: عن علي رضي الله عنه قال: يلي
المهدي أمر الناس ثلاثين سنة أو أربعين سنة (نعيم). ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن عبيد الله القرشي التيمي البكري
البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة 510 والمتوفى بها سنة 597
في كتابه غريب الحديث (ج 1 ص 449 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال:
وقال علي عليه السلام في صفة المهدي : أزيل الفخذين. والمراد: انفراج
ص 562
فخذيه وتباعد ما بينهما، وهو الزيل. ومنهم العلامة الشيخ نعيم بن حماد الخزاعي
الحنفي في الفتن والملاحم (ج 1 ص 361 ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال: حدثنا
القاسم بن مالك المزني، عن ياسين بن سيار قال: سمعت إبراهيم بن محمد ابن الحنفية،
قال: حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المهدي يصلحه الله في ليلة واحدة. وقال أيضا: حدثنا عبد الله بن مروان، عن الهاشم
بن عبد الرحمن، عمن حدثه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: المهدي مولده
بالمدينة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه اسم أبي، ومهاجره بيت المقدس،
كث اللحية، أكحل العينين، براق الثنايا، في وجهه خال، أقنى أجلى، في كتفه علامات
النبي، يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط محملة وسوداء مربعة فيها حج لم
تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله
بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين
إلى الأربعين. وقال أيضا: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن طاوس
قال: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: هو فتى من قريش، أدم ضرب من الرجال. وقال
أيضا في ص 311: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة قال: أخبرني عبد الرحمن بن سالم، عن
أبيه، عن
ص 563
أبي رومان وأبي ثابت، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات، يعني بمكة. وقال أيضا في ص 366: حدثنا ابن وهب،
عن إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن طاوس قال: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه:
هو فتى من قريش، أدم ضرب من الرجال. ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن
أبي بكر السيوطي المصري في مسند فاطمة عليها السلام (ص 93 ط المطبعة العزيزية
بحيدر آباد الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال: تفرج الفتن برجل منهم يسومهم خسفا
لا يعطيهم إلا السيف، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر حتى يقولوا: والله ما هذا من
ولد فاطمة، ولو كان من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني العباس وبني أمية (نعيم).
ومنهم الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في الفتن والملاحم (ج 1 ص 350 ط مكتبة
التوحيد بالقاهرة) قال: حدثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال، عن
زر بن حبيش سمع عليا رضي الله عنه - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن السيوطي. ومنهم
الشريف السيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري الهندي في الإذاعة (ص 127 ط دار
الكتب العلمية، بيروت) قال: وعنه أيضا من رواية أبي الطفيل، عن محمد بن الحنفية
قال: كنا عند علي رضي الله عنه، فسأله رجل عن المهدي، فقال علي: هيهات، ثم عقد بيده
سبعا، فقال: ذلك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل: الله الله قتل:، ويجمع الله له
قوما قزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون
بأحد دخل
ص 564
فيه ، عدتهم عل عدة أهل بدر، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب
طالوت الذين جاوزوا معه النهر. قال أبو الطفيل: قال ابن الحنيفة: أتريده؟ قلت: نعم.
قال: فإنه يخرج من هذين الأخشبين. قلت: لا جرم والله لا أدعها حتى أموت. ومات بها
يعني بمكة. أخرجه الحاكم في مستدركه وقال: حديث صحيح بشرط الشيخين. انتهى.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد نوري الشيخ رشيد الصوفي النقشبندي الديرشوي المرجي
في كتابه ردود على شبهات السلفية (ص 116 ط مطبعة الصباح سنة 1408) قال: وأخرج
ابن عساكر عن علي قال: إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب
فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف. ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد
العزيز المقدسي الشافعي السلمي في عقد الدرر في أخبار المنتظر (ص 18 ط مكتبة
عالم الفكر، القاهرة) قال: وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا
كما ملئت جورا. أخرجه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في سننه وقال
أيضا في ص 21: وعن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو لم يبق من
الدنيا إلا يوم لبعث الله فيه رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا.
ص 565
وقال أيضا في ص 25: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قلت: يا
رسول الله أمنا المهدي أو من غيرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل منا،
يختم الله به الدين كما فتحه بنا، وذكر باقي الحديث. أخرجه جماعة من الحفاظ في
كتبهم، منهم أبو القاسم الطبراني وأبو نعيم الإصبهاني وعبد الرحمن بن أبي حاتم،
وأبو عبد الله نعيم بن حماد وغيرهم. وقال أيضا في ص 37: وعن أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام قال: المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلى الله عليه
وسلم، واسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس كث اللحية، أكحل العينين، براق الثنايا،
في وجهه خال، أقنى أجلى، في كتفه علامة النبي، يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم
من مرط مخملة سوداء مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة، يضربون وجوه من
خالفه وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين وإلى الأربعين. وقال أيضا في ص 41: وعن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: سئل أمير المؤمنين علي عليه السلام
عن صفة المهدي، فقال: هو شاب مربوع، حسن الوجه، يسيل شعره على منكبيه، يعلو نور
وجهه سواد شعره ولحيته ورأسه.
ص 566
وقال أيضا في ص 44: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ستكون فتنة
يحصل الناس منها كما يحصل الذهب من المعدن، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم، فإن
فيهم الأبدال وسيرسل الله تعالى إليهم سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلهم
الثعالب غلبتهم، ثم يبعث الله عز وجل عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه
وسلم، فيرد الله تعالى إلى الناس ألفتهم ونعمتهم. وقال أيضا في ص 63: وعن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث، ويموت
ثلث، ويبقى ثلث. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه ، ورواه
الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في الفتن . وقال أيضا في ص 65: وعن علي بن
محمد الأودي، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي المهدي
موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت
الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون. وقال أيضا في ص 66: وعن علي بن أبي
طالب عليه السلام قال: يهرب ناس من المدينة إلى مكة حين يبلغهم جيش السفياني منهم
ثلاثة نفر من قريش، منظور إليهم.
ص 567
وقال أيضا في ص 90: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي السلام قال: تختلف ثلاث
رايات، راية بالمغرب، ويل لمصر وما يحل بها منهم، وراية بالجزيرة، وراية بالشام،
تدوم الفتنة بينهم سنة. ثم يخرج رجل من ولد العباس بالشام حتى تكون منهم مسيرة
ليلتين، فيقول أهل المغرب: قد جاءكم قوم حفاة، أصحاب أهواء مختلفة، فتضطرب الشام
وفلسطين، فتجتمع رؤساء الشام وفلسطين، فيقولون: اطلبوا ملك الأول، فيطلبونه
فيوافونه بغوطة دمشق بموضع يقال لها حرستا، فإذا أحس بهم هرب إلى أخواله كلب، وذلك
دهاء منه. ويكون بالوادي اليابس عدة عديدة فيقولون له: يا هذا، ما يحل لك أن تضيع
الإسلام، أما ترى ما الناس فيه من الهوان والفتن؟ فاتق الله واخرج، أما تنصر دينك؟
فيقول: لست بصاحبكم. فيقولون: ألست من قريش، من أهل بيت الملك القديم، أما تغضب
لأهل بيتك، وما نزل بهم من الذل والهوان؟! ويخرج راغبا في الأموال والعيش الرغد،
فيقول: اذهبوا إلى حلفائكم الذين كنتم تدينون هذه المدة. ثم يجيئهم، فيخرج في يوم
الجمعة فيصعد منبر دمشق، وهو أول منبر يصعده، فيخطب ويأمرهم بالجهاد، ويبايعهم على
أنهم لا يخالفون له أمرا، رضوه أم كرهوه. فقام رجل فقال: ما اسمه يا أمير المؤمنين؟
فقال: هو حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن
معاوية بن أبي سفيان بن خصر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ملعون في السماء، ملعون في
الأرض أشر خلق الله عز وجل أبا، وألعن خلق الله جدا، وأكثر
ص 568
خلق الله ظلما. قال: ثم يخرج إلى الغوطة، فما يبرح حتى يجتمع الناس إليه، وتتلاحق
به أهل الضغائن، فيكون في خمسين ألفا، ثم يبعث إلى كلب، فيأتيه منهم مثل السيل،
ويكون في ذلك الوقت رجال البربر يقاتلون رجال الملك من ولد العباس، فيفاجئهم
السفياني في عصائب أهل الشام، فتختلف الثلاث رايات، رجال ولد العباس هم الترك
والعجم، وراياتهم سوداء، فيقتل فيما بينهم ستون ألفا، فيغلب السفياني وإنه ليعدل
فيهم حتى يقول القائل، والله ما كان يقال فيه إلا كذب، والله إنهم لكاذبون، لو
يعلمون ما تلقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم منه ما قالوا ذلك. فلا يزال يعدل حتى
يسير ويعبر الفرات وينزع الله من قلبه الرحمة. ثم يسير إلى الموضع المعروف
بقرقيسيا، فيكون له بها وقعة عظيمة، ولا يبقى بلد إلا بلغه خبره، فيداخلهم من ذلك
الجزع. ثم يرجع إلى دمشق، وقد دان له الخلق فيجيش جيشين، جيش إلى المدينة وجيش إلى
المشرق، فأما جيش المشرق فيقتلون بالزوراء سبعين ألفا، ويبقرون بطون ثلاثمائة
امرأة، ويخرج الجيش إلى الكوفة، فيقتل بها خلقا. وأما جيش المدينة إذا توسطوا
البيداء صاح بهم صائح، وهو جبريل عليه السلام، فلا يبقى منهم أحد إلا خسف الله به.
ويكون في أثر الجيش رجلان، يقال لهما بشير ونذير، فإذا أتيا الجيش لم يريا إلا
رؤوسا خارجة على الأرض فيسألان جبريل عليه السلام: ما أصاب الجيش؟ فيقول: أنتما
منهم؟ فيقولان: نعم. فيصيح بهما، فتتحول وجوههما القهقري. ويمضي أحدهما إلى المدينة
وهو بشير، فيبشرهم بما سلمهم الله عز وجل منه،
ص 569
والآخر نذير، فيرجع إلى السفياني، فيخبره بما نال الجيش عند ذلك. قال: وعند جهينة
الخبر اليقين، لأنهما من جهينة. ثم يهرب قوم من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى بلد الروم، فيبعث السفياني إلى ملك الروم: رد إلي عبيدي: فيردهم إليه، فيضرب
أعناقهم على الدرج، شرقي مسجد دمشق، فلا ينكر ذلك عليه. ثم يسير في سبعين ألفا نحو
العراق والكوفة والبصرة. ثم يدور الأمصار والأقطار ويحل عرى الإسلام عروة بعد عروة،
ويقتل أهل العلم ويحرق المصاحف، ويخرب المساجد، ويستبيح الحرام ويأمر بضرب الملاهي
والمزاهر في الأسواق، والشرب على قوارع الطرق ويحلل لهم الفواحش ويحرم عليهم كل ما
افترضه الله عز وجل عليهم من الفرائض، ولا يرتدع عن الظلم والفجور، بل يزداد تمردا
وعتوا وطغيانا، ويقتل من كان اسمه محمدا وأحمد وعلي وجعفر وحمزة وحسنا وحسينا
وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وخديجة وعاتكة، حنقا وبغضا لبيت آل رسول الله صلى
الله عليه وسلم. ثم يبعث فيجمع الأطفال ويغلي الزيت لهم، فيقولون: إن كان آباؤنا
عصوك فنحن ما ذنبنا. فيأخذ منهم اثنين اسمهما حسنا وحسينا، فيصلبهما. ثم يسير إلى
الكوفة فيفعل بهم كما فعله بالأطفال، وصلب على باب مسجدها طفلين أسماؤهما حسن
وحسين، فتغلي دماؤهما كما غلى دم يحيى بن زكريا عليهما السلام، فإذا رأى ذلك أيقن
بالهلاك والبلاء، فيخرج هاربا منها متوجها إلى الشام، فلا يرى في طريقه أحدا
يخالفه. فإذا دخل دمشق اعتكف على شرب الخمر والمعاصي ويأمر أصحابه بذلك. ويخرج
السفياني وبيده حربة، فيأخذ امرأة حاملا فيدفعها إلى بعض أصحابه ويقول: افجر بها في
وسط الطريق.
ص 570
فيفعل ذلك ويبقر بطنها، فيسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحد أن يغير ذلك. فتضطرب
الملائكة في السماء فيأمر الله عز وجل جبريل عليه السلام، فيصيح على سور مسجد دمشق:
ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج وهو
المهدي عليه السلام خارج من مكة فأجيبوه. ثم قال عليه السلام: ألا أصفه لكم. ألا
وإن الدهر فينا قسمت حدوده ولنا أخذت عهوده وإلينا ترد شهوده. ألا وإن أهل حرم الله
عز وجل سيطلبون لنا بالفضل من عرف عودتنا فهو مشاهدنا. ألا فهو أشبه خلق الله عز
وجل برسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه على اسمه وسم أبيه على اسم أبيه من ولد
فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم من ولد الحسين. ألا فمن توالى غيره لعنة الله.
ثم قال عليه السلام: فيجمع الله عز وجل أصحابه على عدد أهل بدر، وعلى عدد أصحاب
طالوت، ثلاثمائة عشر رجلا، كأنهم ليوث خرجوا من غابة، قلوبهم مثل زبر الحديد، لو
هموا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها، الزي واحد واللباس واحد كأنما آباؤهم أب
واحد. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: وإني لأعرفهم وأعرف أسماءهم. ثم سماهم
وقال: ثم يجمعهم الله عز وجل من مطلع الشمس إلى مغربها، في أقل من نصف ليلة، فيأتون
مكة، فيشرف عليهم أهل مكة فلا يعرفونهم فيقولون: كبسنا أصحاب السفياني. فإذا تجلى
لهم الصبح يرونهم طائعين مصلين، فينكرونهم فعند ذلك يقيض الله لهم من يعرفهم المهدي
عليه السلام وهو مختف، فيجتمعون إليه فيقولون له: أنت المهدي؟ فيقول: أنا أنصاري.
والله ما كذب، وذلك أنه ناصر الدين. ويتغيب عنهم فيخبرونهم أنه قد لحق بقبر جده
عليهما السلام فيلحقونه بالمدينة
ص 571
فإذا أحسن بهم رجع إلى مكة، فلا يزالون به إلى أن يجيبهم، فيقول لهم: إني لست قاطعا
أمرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا، ولكم علي ثمان
خصال. قالوا: قد فعلنا ذلك فاذكر ما أنت ذاكر يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فيخرجون معه إلى الصفا، فيقول أنا معكم على أن لا تولوا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا
تقتلوا محرما ولا تأتوا فاحشة ولا تضربوا أحد إلا بحقه ولا تكنزوا ذهبا ولا فضة ولا
تبرا ولا شعيرا ولا تأكلوا مال اليتيم ولا تشهدوا بغير ما تعلمون ولا تخربوا مسجدا
ولا تقبحوا مسلما ولا تلعنوا مؤاجرا إلا بحقه ولا تشربوا مسكرا ولا تلبسوا الذهب
ولا الحرير ولا الديباج ولا تبيعوها ربا ولا تسفكوا دما حراما ولا تغدروا بمستأمن
ولا تبقوا على كافر ولا منافق وتلبسون الخشن من الثياب وتتوسدون التراب على الخدود
وتجاهدون في الله حق جهاده ولا تشتمون وتكرهون النجاسة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر. فإذا فعلتم ذلك فعلي أن لا أتخذ حاجبا ولا ألبس إلا كما تلبسون ولا أركب
إلا كما تركبون وأرضى بالقليل وأملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وأعبد الله عز وجل حق
عبادته وأفي لكم وتفوا لي. قالوا: رضينا واتبعناك على هذا. فيصافحهم رجلا رجلا.
ويفتح الله عز وجل له خراسان وتطيعه أهل اليمن وتقبل الجيوش أمامه ويكون همدان
وزراءه وخولان جيوشه وحمير أعوانه ومضر قواده، ويكثر الله عز وجل جمعه بتميم ويشد
ظهره بقيس، ويسير ورايته أمامه، وعلى مقدمته عقيل، وعلى ساقته الحارث، وتحالفه ثقيف
وغداف، وتسير الجيوش حتى تصير بواده القرى في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه
الحسني في اثني عشر ألف فارس، فيقول: يا بن عم أنا أحق بهذا الجيش منك، أنا ابن
الحسن وأنا المهدي.
ص 572
فيقول المهدي عليه السلام: بل أنا المهدي. فيقول الحسني: هل لك من آية فنبايعك؟
فيومئ المهدي عليه السلام إلى الطير فتسقط على يده ويغرس قضيبا في بقعة من الأرض
فيخضر ويورق. فيقول له الحسني: يا بن عم هي لك، ويسلم إليه جيشه ويكون على مقدمته،
واسمه على اسمه. وتقع الضجة بالشام: ألا إن أعراب الحجاز قد خرجوا إليكم. فيجتمعون
إلى السفياني بدمشق، فيقولون: أعراب الحجاز قد جمعوا علينا. فيقول السفياني
لأصحابه: ما تقولون في هؤلاء القوم؟ فيقولون: هم أصحاب نبل وإبل، ونحن أصحاب العدة
والسلاح، أخرج بنا إليهم. فيرونه قد جبن، وهو عالم بما يراد منه، فلا يزالون به حتى
يخرجوه، فيخرج بخيله ورجاله وجيشه، في مائتي ألف وستين ألفا حتى ينزلوا ببحيرة
طبرية، فيسير المهدي عليه السلام بمن معه، لا يحدث في بلد حادثة إلا الأمن والأمان
والبشرى، وعن يمينه جبريل، وعن شماله ميكائيل عليهما السلام والناس يلحقونه في
الآفاق حتى يلحقوا السفياني على بحيرة طبرية. ويغضب الله عز وجل على السفياني ويغضب
سائر خلقه عليهم حتى الطير في السماء فترميهم بأجنحتها، وإن الجبال لترميهم بصخورها
فتكون وقعة يهلك الله فيها جيش السفياني، ويمضي هاربا فيأخذه رجل من الموالي اسمه
صباح، فيأتي به إلى المهدي عليه السلام، وهو يصلي العشاء الآخرة فيبشره فيخفف في
صلاة ويخرج. ويكون السفياني قد جعلت عمامته في عنقه وسحب، فيوقفه بين يديه، فيقول
السفياني للمهدي: يا بن عمي من علي بالحياة أكون سيفا بين يديك وأجاهد أعداءك.
والمهدي جالس بين أصحابه وهو أحيى من عذراء، فيقول: خلوه.
ص 573
فيقول أصحاب المهدي: يا بن بنت رسول الله تمن عليه بالحياة وقد قتل أولاد رسول الله
صلى الله عليه وسلم! ما نصبر على ذلك. فيقول: شأنكم وإياه، اصنعوا به ما شئتم، وقد
كان خلاه وأفلته. فيلحقه صباح في جماعة إلى عند السدرة فيضجعه ويذبحه ويأخذ رأسه
ويأتي به المهدي فينظر شيعته إلى الرأس فيكبرون ويهللون ويحمدون لله تعالى على ذلك.
ثم يأمر المهدي بدفنه، ثم يسير في عساكره فينزل دمشق وقد كان أصحاب الأندلس أحرقوا
مسجدها وأخربوه فيقيم في دمش مدة، ويأمر بعمارة جامعها. وإن دمشق فسطاط المسلمين
يومئذ، وهي خير مدينة على وجه الأرض في ذلك الوقت ألا وفيها آثار النبيين، وبقايا
الصالحين، معصومة من الفتن، منصورة على أعدائها، فمن وجد السبيل إلى أن يتخذ بها
موضعا ولو مربط شاة فإن ذلك خير من عشر حيطان بالمدينة، تنتقل أخيار العراق إليها.
ثم إن المهدي يبعث جيشا إلى أحياء كلب، والخائب من خاب من سبي كلب. وقال أيضا في ص
106: وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في
آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي. وقال أيضا في ص 129: وعن علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية
أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت. أخرجه الحافظ أبو عبد
الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن . قلت: أخرجه الحافظ أبو نعيم بن حماد في
الفتن والملاحم ج 1 ص 322 عن
ص 574
عبد الله بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، عمن حدثه، عن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه - فذكر ملثه. وقال أيضا في ص 137: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: تختلف ثلاث رايات راية بالمغرب وراية بالجزيرة وراية بالشام، تدوم
الفتنة بينهم سنة. ثم ذكر خروج السفياني وما يفعله من الظلم والجور. ثم ذكر خروج
المهدي ومبايعة الناس له بين الركن والمقام. ثم قال: ثم يسير بالجيوش حتى يصير
بوادي القرى في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه الحسني في اثني عشر ألف فارس، فيقول
له: يا بن عم أنا أحق بهذا الجيش منك أنا ابن الحسن وأنا المهدي. فيقول له المهدي
عليه السلام: بل أنا المهدي. فيقول له الحسني: هل لك من آية فأبايعك؟ فيومئ المهدي
عليه السلام إلى الطير فيسقط على يده ويغرس قضيبا في بقعة من الأرض فيخضر ويورق.
فيقول الحسني: يا بن عم هي لك. وقال أيضا في ص 139: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام في قصة المهدي وفتوحاته قال: ثم يسير ومن معه من المسلمين لا
يمرون على حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه: لا إله إلا الله. فتتساقط حيطانه، ثم
ينزل من القسطنطينية فيكبرون تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها، ثم يسير إلى رومية،
فإذا نزل عليه كبر المسلمون ثلاث تكبيرات، فتكون كالرملة على نشز.
ص 575
وذكر باقي الحديث. وقال أيضا في ص 139: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: يومئ المهدي عليه السلام إلى الطير فيسقط على يده ويغرس قضيبا في بقعة
من الأرض فيخضر ويروق. وقال أيضا في ص 145: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا يختم الدين بنا كما فتح
بنا. وقال أيضا في ص 189: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة
المهدي وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق قال: ثم يأمر المهدي عليه السلام بإنشاء مراكب.
فينشئ أربعمائة سفينة في ساحل عكا، وتخرج الروم في مائة صليب، تحت كل صليب عشرة
آلاف فيقيمون على طرسوس، ويفتحونها بأسنة الرماح، ويوافيهم المهدي عليه السلام،
فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم وتنتن حافتاه بالجيف وينهزم من في الروم
فيلحقون بأنطاكية. وينزل المهدي على قبة العباس حذو كفرطورا، فيبعث ملك الروم يطلب
الهدنة من المهدي ويطلب المهدي منه الجزية فيجيبه إلى ذلك، غير أنه لا يخرج من بلد
الروم أحد ولا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج. ويقيم المهدي بأنطاكية سنته تلك، ثم
يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين، لا يمرون على حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه:
لا إله إلا الله فتتساقط حيطانه،
ص 576
وتقتل مقاتلة حتى ينزل على القسطنطينية فيكبرون عليها تكبيرات، فينشف خليجها ويسقط
سورها فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل، ويستخرج منها ثلاث كنوز، كنز جوهر وكنز ذهب
وفضة وكنز أبكار فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقتسمون الأموال
بالغرابيل. فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصائح: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم،
فيكشف الخبر، فإذا هو باطل. ثم يسير المهدي عليه السلام إلى رومية ويكون قد أمر
بتجهيز أربعمائة مركب من عكا، يقيض الله تعالى لهم الريح فلا يكون إلا يومين
وليلتين حتى يحطوا على بابها ويعلقون رحالهم على شجرة على بابها، مما يلي غربيها،
فإذا رآهم أهل رومية أحدروا إليهم راهبا كبيرا، عنده علم من كتبهم، فيقولون له:
انظر ما يريد. فإذا أشرف الراهب على المهدي عليه السلام فيقول: إن صفتك التي هي
عندي وأنت صاحب رومية. قال: فيسأله الراهب مسائل، فيجيبه عنها فيقول المهدي عليه
السلام: إرجع. فيقول: لا أرجع أنا أشهد أن لا أله إلا الله وأن محمد رسول الله.
فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات، فتكون كالرملة على نشز، فيدخلونها فيقتلون بها خمس
مائة ألف مقاتل، ويقتسمون الأموال حتى يكون الناس في الفئ شيئا واحدا لكل انسان
منهم ألف دينار، ومائة رأس، ما بين جارية وغلام. وقال أيضا في ص 199: وعن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي قال: ويتوجه إلى الآفاق فلا
تبقى مدينة وطئها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها ولا يبقى جبار إلا هلك على يديه،
ويشف الله عز وجل قلوب أهل الإسلام ويحمل حلي بيت المقدس في مائة مركب تحط على غزة
وعكا، ويحمل إلى بيت المقدس، ويأتي
ص 577
مدينة فيها ألف سوق، في كل سوق مائة دكان، فيفتحها، ثم يأتي مدينة يقال لها القاطع،
وهي على البحر الأخضر والمحيط بالدنيا، ليس خلفه إلا أمر الله عز وجل، طول المدينة
ألف ميل، وعرضها خمس مائة ميل، فيكبرون الله عز وجل ثلاث تكبيرات، فتسقط حيطانها،
فيقتلون بها ألف ألف مقاتل، ويقيمون فيها سبع سنين، ويبلغ الرجل منهم تلك المدينة
مثل ما صح معه من سائر بلد الروم، ويولد لهم الأولاد، ويعبدون الله حق عبادته،
ويبعث المهدي عليه السلام إلى أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس وترعى الشاة
والذئب في مكان واحد، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا تضرهم بشيء ويذهب الشر
ويبقى الخير ويزرع الانسان مدا يخرج سبعمائة مد كما قال الله تعالى (كمثل حبة أنبتت
سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء)، ويذهب الربا والزنا وشرب
الخمر والريا، وتقبل الناس على العبادة والمشروع والديانة والصلاة في الجماعات
وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة وتحمل الأشجار وتتضاعف البركات وتهلك الأشرار وتبقى
الأخيار ولا يبقى من يبغض أهل البيت عليهم السلام. ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع
إلى القدس الشريف بألف مركب فينزلون شام فلسطين بين عكا وصور وغزة وعسقلان، فيخرجون
ما معهم من الأموال وينزل المهدي بالقدس الشريف ويقيم بها إلى أن يخرج الدجال وينزل
عيسى بن مريم عليه السلام فيقتل الدجال. وقال أيضا في ص 224: وعن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي قال: ولا يترك بدعة إلا أزالها، ولا سنة إلا
أقامها ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة
عشر سنين من سنيكم هذه، ثم يفعل الله ما يشاء.
ص 578
وقال أيضا في ص 240: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: يلي
المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة. أخرجه أيضا نعيم بن حماد في كتاب الفتن.
وقال أيضا في ص 274: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة الدجال
قال: ألا وإن أكثر أتباعه أولاد الزنا، لابسوا التيجان وهم اليهود، عليهم لعنة
الله، يأكل ويشرب، له حمار أحمر، طوله ستون خطوة مد بصره، أعور اليمين، وإن ربكم عز
وجل ليس بأعور، صمد لا يطعم فيشمل البلاد البلاء، ويقيم الدجال أربعين يوما أول يوم
كسنة والثاني كأقل، فلا تزال تصغر وتقصر حتى تكون آخر أيامه كليلة يوم من أيامكم
هذه، يطأ الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس ويدخل المهدي عليه السلام بيت
المقدس ويصلي بالناس إماما، فإذا كان يوم الجمعة وقد أقيمت الصلاة، نزل عيسى بن
مريم عليه السلام بثوبين مشرقين حمر، كأنما يقطر من رأسه الدهن رجل الشعر صبيح
الوجه أشبه خلق الله عز وجل بأبيكم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فيلتفت المهدي
فينظر عيسى عليه السلام فيقول لعيسى: يا بن البتول صل بالناس. فيقول: لك أقيمت
الصلاة، فيتقدم المهدي عليه السلام فيصلي بالناس ويصلي عيسى عليه السلام خلفه
ويبايعه. ويخرج عيسى عليه السلام فيلتقي الدجال فيطعنه، فيذوب كما يذوب الرصاص ولا
تقبل الأرض منهم أحد، لا يزال الحجر والشجر يقول: يا مؤمن تحتي كافر أقتله. ثم إن
عيسى عليه السلام يتزوج امرأة من غسان ويولد له منها مولود، ويخرج حاجا فيقبض الله
تعالى روحه في طريقه قبل وصوله إلى مكة.
ص 579
وقال أيضا في ص 291: وعن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام
على المنبر، ثم قال: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني - قالها ثلاث مرات - فقام
إليه الأصبغ بن نباتة فقال: من الدجال يا أمير المؤمنين؟ قال: يا أصبغ الدجال
الصافي بن الصياد، الشقي من صدقه والسعيد من كذبه. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في
سننه ورواه الإمام أبو الحسن بن المنادي في كتاب الملاحم . وقال أيضا في ص
310: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة الدجال ونزول عيسى ابن
مريم عليه السلام قال: ويأجوج ومأجوج في وقت عيسى بن مريم عليه السلام. قال: أمير
المؤمنين صف لنا يأجوج ومأجوج. قال: هم أمم كل أمة منهم أربعمائة ألف ألف نفس، لا
يموت الرجل منهم حتى يرى من ظهره ألف عين تطرف، صنف منهم كشجر الأرز الطوال مائة
ذراع بلا غلظ، والصنف الثاني طوله مائة ذراع، وعرضه خمسون ذراعا، والصنف الثالث
منهم وهم أكثر عددا قصار يلتحف أحدهم بإحدى أذنيه ويفترش الأخرى، مقدمتهم بالشام
وآخرهم وساقتهم بخراسان، لا يشرفون على ماء إلا نشف يلحسونه وإن بحيرة طبرية
يشربونها حتى لا يكون فيها وزن درهم ماء. وذكر باقي الحديث. وقال أيضا في ص 317:
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر الدابة، قال: ألا وينشر
الصفا وتخرج منه الدابة أول رأسها ذات وبر وريش، فيها من كل الألوان معها عصا
ص 580
موسى عليه السلام وخاتم سليمان عليه السلام، تسم المؤمن مؤمنا وتسم الكافر كافرا،
تنكت وجه المؤمن بالعصا فتتركه أبيض وتنكت وجه الكافر بالخاتم فتتركه أسود، فلا
يبقى أحد في سوق ولا برية إلا وسمت وجهه. وذكر باقي الحديث. وقال أيضا في ص 326:
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر أشراط الساعة قال: ألا وتكون
الناس بعد طلوع الشمس من مغربها كيومهم هذا يطلبون النسل والولد، يلقى الرجل الرجل
فيقول: متى ولدت؟ فيقول: من طلوع الشمس من المغرب، وترفع التوبة فلا تنفع نفسا
إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. هو التوبة. ومنهم العلامة
المولى علي المتقي الهندي في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان (ص 73 ط قم)
قال: وأخرج أبو نعيم عن علي قال: إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد فعند
ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبه ولا يكون لهم ذكر غيره. وقال أيضا في
ص 76: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يومي المهدي للطير
فيسقط على يديه ويغرس قضيبا في بقعة من الأرض فيخضر ويورق. وعن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب رضي الله عنه قال: تختلف ثلاث رايات: راية بالمغرب وراية بالجزيرة
وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة. ثم ذكر خروج السفياني وما يفعله من الظلم
والجور، ثم ذكر خروج المهدي
ص 581
ومبايعة الناس له بين الركن والمقام. قال: يسير بالجيوش حتى يسير بوادي القرى في
هدوء ورفق ويلحقه هناك ابن عمه الحسني في اثنا عشر ألف فارس، فيقول له: يا بن عم
أنا أحق بهذا الجيش منك، أنا ابن الحسن وأنا المهدي. فيقول له المهدي: بل أنا
المهدي، فيقول له الحسني: هل من آية فأبايعك؟ فيومي المهدي إلى الطير فيسقط على
يديه ويغرس قضيبا في بقعة من الأرض فيخضر ويورق، فيقول له الحسني: يا بن عمي هي لك.
وقال أيضا في ص 89: أخرج أحمد، وابن أبي شيبة وابن ماجة ونعيم بن حماد في الفتن
، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت يصلحه الله
في ليلة. وقال أيضا في ص 91: وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق عمرو بن علي، عن
علي بن أبي طالب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أمنا المهدي أم من غيرنا يا
رسول الله؟ قال: بل منا، يختم الله كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف
الله بين قلوبهم بعد عدواة بينهم كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك. وأخرج نعيم
بن حماد، وأبو نعيم من طريق مكحول، عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول
الله أمنا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال: لا بل منا يختم الله به الدين كما
فتح، بنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم، وبنا
يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم.
ص 582
وقال أيضا في ص 95: وأخرج أيضا عن علي وعائشة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: المهدي رجل من عترتي، يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي. وقال
أيضا: وأخرج أيضا عن علي عليه السلام قال: المهدي رجل منا من ولد فاطمة. وقال أيضا
في ص 100: وأخرج أيضا عن علي بن أبي طالب قال: المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه اسم نبي، ومهاجرته بيت المقدس، كث اللحية، أكحل
العينين، براق الثنايا، في وجهه خال، وفي كتفه علامة النبي صلى الله عليه وسلم،
يخرج براية النبي من مرط معلمة سوداء مربعة فيها حجر لم تنتشر منذ توفي صلعم
ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من
خالفهم وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين. وروى نحوه الحافظ أبو عبد
الله نعيم بن حماد في الفتن والملاحم ج 1 ص 366. وقال أيضا في البرهان ص
101: وأخرج أيضا عن علي عليه السلام قال: اسم المهدي محمد. وقال أيضا في ص 103:
وأخرج نعيم بن حماد، عن علي بن أبي طالب قال: يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته
بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية عشر شهرا، يقتل ويمثل ويتوجه
ص 583
إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت. وقال أيضا في ص 105: وأخرج الطبراني في
الأوسط ، ونعيم، وابن عساكر، عن علي [عليه السلام] أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: تكون في آخر الزمان فتنة يحصل الناس [فيها] كما يحصل الذهب في المعدن فلا
تسبوا أهل الشام ولكن سبوا أشرارهم، فإن فيهم الأبدال، يوشك أن يرسل على أهل الشام
سيب من السماء فيغرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من
أهل بيتي على ثلاث رايات [المكثر يقول: هم خمسة عشر ألفا والمقلل يقول: هم اثنا عشر
ألفا أمارتهم أمت أمت ، يلقون سبع رايات] تحت كل راية منها رجل يطلب الملك
فيقتلهم الله جميعا ويرد الله إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم. وقال
أيضا في ص 106: وأخرج نعيم بن حماد والحاكم وصححه، عن علي بن أبي طالب قال: ستكون
فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم،
فإن فيهم الأبدال، وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب
غلبتهم، ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر
ألفا أن قلوا، وخمسة عشر ألفا أن كثروا، أمارتهم - أي علامتهم - أمت أمت، على ثلاث
رايات يقاتلهم، أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك، فيقتلون
ويهزمون، ثم يظهر الهاشمي، فيرد الله إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم، فيكونون على ذلك
حتى يخرج الدجال.
ص 584
وقال أيضا في ص 113: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: السفياني
من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري، بعينه نكتة
بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق. وقال أيضا في ص 122: وأخرج أيضا عن علي عليه
السلام قال: يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد صلى الله عليه
وسلم ويقتل من بني هاشم رجالا ونساء، فعند ذلك يهرب المهدي والبيض من المدينة إلى
مكة، فيبعث في طلبها وقد لحقا بحرم الله تعالى وأمنه. وقال أيضا في ص 124: وأخرج
أيضا عن علي عليه السلام قال: إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بالبيداء،
وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا
قتلناك، فيرسل إليهم بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس وتنقل إليه
الخزائن، ويدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال حتى
يبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق ويحمل
السيف على عاتقه. وقال أيضا في ص 131: وأخرج ابن المنادي في الملاحم عن علي
عليه السلام قال: ليخرجن رجل من ولدي عند اقتراب الساعة حتى تموت قلوب المؤمنين كما
تموت الأبدان، لما لحقهم من الضر والشدة والجوع والقتل، وتواتر الفتن والملاحم
العظام، وإماتة السنن،
ص 585
وإحياء البدع وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحيي الله تعالى بالمهدي
(محمد بن عبد الله) السنن التي قد أميتت، تسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين وتتألف
إليه عصب [من] العجم وقبائل من العرب فيبقى على ذلك سنين دون العشرة ثم يموت. وقال
أيضا في ص 144: وأخرج أيضا عن علي قال: إذا خرجت الرايات السود من السفياني التي
فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فيصلي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من
البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيها الناس ألح البلاء بأمة محمد صلى الله
عليه وسلم وأهل بيته خاصة فنهر بنا وبغي علينا. وقال أيضا في ص 147: أخرج أبو داود،
عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من وراء النهر
يقال له الحارث، وعلى مقدمته رجل يقال له منصور، يوطئ أو يمكن لآل محمد صلى الله
عليه وسلم كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجب على كل مسلم نصره أو
قال: أجابته. وقال أيضا في ص 150: وأخرج أيضا عن كعب قال: علامة خروج المهدي ألوية
تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة. وأخرج أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن عن
علي بن أبي طالب قال: ويحا للطالقان! فإن لله بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة، ولكن
بها رجال عرفوا الله حق
ص 586
معرفته، وهم أنصار المهدي في آخر الزمان. وقال أيضا في ص 152: وأخرج أيضا عن علي
عليه السلام قال: تخرج رايات سود تقاتل السفياني فيهم شاب من بني هاشم، في كتفه
اليسرى خال وعلى مقدمته رجل من تميم يدعى شعيب بن صالح. وقال أيضا: وأخرج أيضا عن
علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل
خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته،
شعيب بن صالح، فيلتقي هو والسفياني بباب اصطخر فتكون ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات
السود، وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه. وقال أيضا في ص
154: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في قصة المهدي قال: ويتوجه
إلى الآفاق، فلا يبقى مدينة دخلها ذو القرنين إلا دخلها وأصحلها، ولا يبقى جبار إلا
هلك على يديه، ويشفي الله تعالى قلوب أهل الإسلام، ويحمل حلي بيت المقدس ويأتي
مدينة فيها ألف سوق في كل سوق مائة ألف دكان فيفتحها، ثم يأتي مدينة يقال لها
القاطع وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلا أمر الله تعالى، طول
المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل، فيكبرون الله تعالى ثلاث تكبيرات، فتسقط
حيطانها فيقتتلون بها ألف مقاتل، ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلى بيت المقدس
بألف مركب، فينزل بشام فلسطين بين عكا وصورة وغزة
ص 587
وعسقلان، فيخرجون ما بها معهم من الأموال، وينزل المهدي بالقدس الشريف، ويقيم بها
حتى يخرج الدجال وينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال. وقال أيضا في ص 163: وأخرج أيضا
عن علي عليه السلام قال: يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة. ومنهم الشيخ
محمد السفاريني في أهوال يوم القيامة وعلاماتها الكبرى (ص 24 ط دار المنار
بالقاهرة) قال: وعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: تكون في الشام رجفة يهلك
فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على المنافقين، فإذا كان
كذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل
بالشام وذلك عند الجوع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى
دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى
يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانظروا خروج المهدي. ومنها
ما ورد بطريقهم عن
الحسين بن علي عليهما السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة
الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي في عقد الدرر في
أخبار المنتظر (ص 41 ط مكتبة عالم الفكر) قال: وعن الحارث بن المغيرة النظري قال:
قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي عليه
ص 588
السلام: بأي شيء يعرف الإمام المهدي؟ قال: بالسكينة والوقار. قلت: وبأي شيء؟ قال:
بمعرفة الحلال والحرام وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد. وقال أيضا: وعن أبي
عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه
يرجع إليهم شابا موفقا، وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه
شيخا كبيرا. وقال أيضا في ص 63: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قال:
لا يكون الأمر الذي ينتظرون - يعني ظهور المهدي - حتى يتبرأ بعضكم من بعض ويشهد
بعضكم على بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضا. قلت: ما في ذلك الزمان من خير. فقال عليه
السلام: الخير كله في ذلك الزمان، يخرج المهدي فيرفع ذلك كله وقال أيضا في ص 87:
وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: إن لله مائدة - وفي رواية:
مأدبة - بقرقيسيا يطلع مطلع من السماء، فينادي: يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا
إلى الشبع من لحوم الجبارين. وقال أيضا في ص 106: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي
عليهما السلام قال: إذا رأيتم علامة في السماء
ص 589
نار عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس وهي قدام المهدي عليه
السلام. وقال أيضا في ص 111: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنه
قال: للمهدي خمس علامات: السفياني واليماني والصيحة من السماء والخسف بالبيداء وقتل
النفس الزكية. وقال أيضا في ص 134: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام
أنه قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي عليه السلام - غيبتان، إحداهما تطول بعضهم:
مات. وبعضهم: قتل. وبعضهم: ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى
الذي يلي أمره. وقال أيضا في ص 160: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام
أنه سئل: هل ولد المهدي عليه السلام؟ قال: لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي. وقال
أيضا في ص 171: وعن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: تواصلوا وتباروا، فوالذي
فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ولا لدرهمه موضعا.
يعني لا يجد عند ظهور المهدي موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله تعالى
وفضل المهدي عليه السلام.
ص 590
وقال أيضا في ص 226: وعن الحسين بن هارون بياع الأنماط قال: كنت عند أبي عبد الله
الحسين بن علي عليهما السلام جالسا فسأله المعلى بن خنيس: أيسير المهدي عليه السلام
إذا خرج بخلاف سيرة علي عليه السلام؟ قال: نعم، وذلك أن عليا عليه السلام سار
باللين والكف، لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده وأن المهدي إذا خرج سار فيهم
بالبسط والسبي، وذلك أنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبدا. وقال أيضا في ص
228: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: إذا خرج المهدي عليه
السلام لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف وما يستعجلون بخروج المهدي! والله
ما لباسه إلا الغليظ ولا طعامه إلا الشعير وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف..
قال أيضا في ص 239: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قال: يملك المهدي
عليه السلام تسعة عشر سنة وأشهرا. ومنهم الحافظ السيوطي في مسند فاطمة الزهراء
عليها السلام (93 ط حيدر آباد) قال: عن الحسين رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لفاطمة: أبشري بالمهدي منك. ومنهم العلامة الشيخ محمد السفاريني
في أهوال يوم القيامة وعلاماتها الكبرى
ص 591
(ص 24 ط دار المنار بالقاهرة) قال: وقال محمد بن الصامت: قلت للحسين بن علي رضي
الله عنهما: أما من علامة بين يدي هذا الأمر - يعني ظهور المهدي؟ قال: بلى. قلت:
وماهي؟ قال: هلاك بني العباس، وخروج السفياني، والخسف بالبيداء. قلت جعلت فداك أخاف
أن يطول هذا الأمر. فقال: إنما هو كنظام يتبع بعضه بعضا. ومنهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان (ص 94 ط قم) قال: وأخرج
أبو نعيم، عن الحسين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: يا بنية
المهدي من ولدك. وأخرج ابن عساكر، عن الحسين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: أبشري يا فاطمة المهدي منك. وقال أيضا في ص 109: وعن أبي عبد الله الحسين
بن علي عليهما السلام قال: إذا رأيتم علامة من السماء نارا عظيمة من قبل المشرق
تطلع ليلا فعندها فرج الناس، وهي قدوم المهدي. وقال أيضا في ص 114: وعن أبي عبد
الله الحسين بن علي عليه السلام أنه قال: للمهدي خمس علامات: السفياني واليماني
والصيحة من السماء والخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية. وعن محمد بن صامت قال: قلت
لأبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام: أما من علامات بين يدي هذا الأمر - يعني
ظهور المهدي -؟ فقال: بلى. قلت: وماهي؟ قال هلاك بني العباس وخروج السفياني والخسف
بالبيداء. قلت: جعلت فداك أخاف أن
ص 592
يطول هذا الأمر. قال: إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا. وقال أيضا في ص 115: وعن
أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قال: إذا هدم حائط مسجد الكوفة مما يلي دار
عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم، وعند زواله خروج المهدي. وقال أيضا في
ص 171: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: لصاحب هذا الأمر - يعني
المهدي - غيبتان: إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، وبعضهم ذهب، ولا يطلع على
موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره. ومنها
ما ورد عن الإمام زين العابدين عليه
السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ
يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي في عقد الدرر في أخبار
المنتظر (ص 21 ط مكتبة عالم الفكر، القاهرة) قال: وعن علي بن الحسين عليهما
السلام، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة عليها السلام: المهدي
من ولدك. أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي .
ص 593
ومنها
ما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي في
عقد الدرر في أخبار المنتظر (ص 26 ط مكتبة عالم الفكر، القاهرة) قال: وعن سالم
الأشل قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: نظر موسى عليه
السلام في السفر إلى ما يعطى قائم آل محمد صلى الله عليه وسلم. فقال موسى: رب
اجعلني قائم آل محمد: فقيل له: إن ذلك من ذرية أحمد. فنظر في السفر الثاني فوجد فيه
مثل ذلك، فقال مثل ذلك. فقيل له مثل ذلك. ثم نظر في السفر الثالث فرأى مثله، فقال
مثله. فقيل له مثله. ورواه أيضا في ص 160 عن سالم الأشل. وقال أيضا في ص 39: وعن
جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: دخل رجل على أبي جعفر محمد بن علي الباقر
عليهما السلام فقال له: اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي. فقال له أبو
جعفر عليه السلام: خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك
المسلمين. ثم قال: إذا قام مهدينا أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية، فمن أطاعه
فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله. وقال أيضا في ص 49: وعن جابر الجعفي عن أبي
جعفر عليه السلام قال: الزم الأرض ولا تحرك يدا
ص 594
ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك ذلك: اختلاف بني العباس، ومناد
ينادي من السماء، وخسف قرية من قرى الشام، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم
الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ويكون سبب خرابه ثلاث
رايات، منها راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني. وروى هذا الحديث عن جابر
مفصلا في ص 87، يأتي قريبا. وقال أيضا في ص 51: وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما
السلام قال: لا يظهر المهدي حتى يشمل الناس بالشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا
يجدونه ويكون قتل بين الكوفة والحيرة. وقال أيضا في ص 64: وعن أبي جعفر محمد بن علي
عليهما السلام قال: لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس وزلزال وفتنة وبلاء
يصيب الناس وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد في الناس وتشتت في
دينهم وتغير في حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء، من عظم ما يرى من كلب
الناس وأكل بعضهم بعضا، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن
نرى فرجا، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالفه وخالف
أمره. وقال أيضا في ص 65: وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يظهر المهدي في يوم
عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام، وكأني به يوم السبت
العاشر من المحرم، قائم بين الركن والمقام وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وتصير
إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوى لهم طيا حتى يبايعوه فيملأ بهم الأرض عدلا كما
ملئت جورا.
ص 595
وظلما. وعن يزيد بن الخليل الأسدي قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليهما
السلام، فذكر آيتان يكونان قبل المهدي عليه السلام، لم يكونا منذ أهبط الله تعالى
آدم عليه السلام، وذلك أن الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره. فقال
له رجل: يا بن رسول الله، بل الشمس في آخر الشهر، والقمر في النصف. فقال أبو جعفر:
أعلم الذي يقول، إنهما آيتان لم يكونا منذ هبط آدم عليه السلام. وقال أيضا: وعن أبي
جعفر قال: يبلغ أهل المدينة خروج الجيش فيهرب منها من كان من أهل محمد صلى الله
عليه وسلم إلى مكة يحمل الشديد الضعيف والكبير الصغير، فيدركون نفسا من آل محمد صلى
الله عليه وسلم، فيذبحونه عند أحجار الزيت. أخرجه نعيم بن حماد. وقال أيضا في ص 84:
وعن محمد بن علي عليهما السلام قال: إذا سمع العايد بمكة بالخسف خرج في اثني عشر
ألفا فيهم الأبدال حتى يأتي إيليا، فيقول الذي بعث الجيش حين يبلغه الخبر بإيليا:
لعمر الله لقد جعل الله في هذا الرجل عبرة، بعثت إليه ما هيأت فساخوا في الأرض، إن
في هذا لعبرة وبصيرة. فيؤدي إليه السفياني الطاعة، ثم يخرج حتى يلقى كلبا وهم
أخواله فيعيرونه ويقولون: كساك الله قميصا فخلعته. فيقول: ما ترون، أستقيله البيعة؟
فيقولون: نعم، فيأتيه إلى إيليا، فيقول: أقلني. فيقول: إني غير فاعل. فيقول: بلى.
فيقول له: أتحب أن أقيلك؟ فيقول: نعم. فيقيله. ثم يقول: هذا رجل قد خلع طاعتي،
فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطه إيليا.
ص 596
ثم يصير إلى كلب فينهبهم، فالخائب من خاب يوم نهب كلب. أخرجه الحافظ أبو عبد الله
نعيم بن حماد في كتاب الفتن من طرق كثيرة، وفي بعضها قال: يسبقه حتى يترك
إيليا، ويتابعه الآخر فرقا منه، ثم يندم فيستقيله، ثم يأمر بقتله وقتل من أمره
بالغدر. وقال أيضا في ص 86: وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا استولى السفياني على
الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر، يعني ثم يظهر المهدي عليه السلام. وزعم هشام أن
الكور الخمس دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب. وقال أيضا في ص 87: وعن أبي جعفر محمد
بن علي عليهما السلام أنه قال: السفياني والمهدي في سنة واحدة. وقال أيضا: وعن جابر
بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا
ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها، أولها اختلاف بني العباس وما أراك
تدرك ذلك، ولكن حدث به بعدي، وينادي مناد من السماء: ويحكم، الصوت من ناحية دمشق
بخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة
تمرق من ناحية الترك ويعقبها هرج الروم، وتنزل الترك الجزيرة، وتنزل الروم الرملة،
فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض. ويختلف في أرض ثلاث رايات، راية
الأصهب وراية الأبقع وراية
ص 597
السفياني، فيلقى الأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه ثم يقتل الأصهب. ثم لا
يكون لهم هم إلا الاقبال نحو العراق وتمر جيوشه بقرقيسيا فيقتتلون بها فيقتل من
الجبارين مائة ألف. ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا فيصيبون من
أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا. فبينما هم كذلك إذا أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي
المنازل طيا حثيثا وهم نفر من أصحاب المهدي عليه السلام فيخرج رجل من موالي أهل
الكوفة في ضعفتها فيقتله أمير جيش السفياني الكوفة والحيرة. ويبعث السفياني بعثا
إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج
إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن
عمران عليهما السلام. وينزل أمير جيش السفياني بالبيداء فينادي مناد من السماء: يا
بيداء أبيدي القوم. فيخسف بهم، فال يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله تعالى وجوههم
إلى أقفيتهم وهم من كلب. قال: فيجمع الله تعالى للمهدي أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشرة
رجلا يجمعهم الله تعالى على غير ميعاد وقزع كقزع الخريف فيبايعونه بين الركن
والمقام. قال: والمهدي يا جابر رجل من ولد الحسين، يصلح الله له أمره في ليلة
واحدة. وقال أيضا في ص 105: وعن محمد بن علي عليهما السلام قال: الصوت في شهر رمضان
في ليلة جمعة، فاسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إن
فلانا قد قتل مظلوما، يشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير، فإذ
سمعتم الصوت في رمضان - يعني الأول - فلا تشكون أنه صوت جبريل، وعلامة ذلك أنه
ص 598
ينادي باسم المهدي واسم أبيه. وقال أيضا في ص 106: وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما
السلام أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد
إن شاء الله تعالى. ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم المهدي فيسمع من بالمشرق ومن
بالمغرب حتى لا يبقى راقد تلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه
فزعا من ذلك، فرحم الله عبدا سمع ذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبريل
الروح الأمين عليه السلام. وروى أيضا في ص 173 فقرة: ينادي مناد من السماء - إلى:
إلا استيقظ. وقال أيضا في ص 139: وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام إنه قال:
يكون هذا الأمر في أصغرنا سنا وأجملنا ذكرا ويورثه الله تعالى علما ولا يكله إلى
نفسه. وقال أيضا في ص 145: وعن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال:
يظهر المهدي بمكة عند العشاء، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقميصه وسيفه
وعلامات ونور وبيان، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكركم الله أيها الناس
ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا
تشركوا به شيئا وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيى القرآن
وتميتوا ما أمات القرآن وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى فإن الدنيا
ص 599
قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع وإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل
بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته. فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر على
غير ميعاد وقزعا كقزع الخريف ورهبان بالليل أسد بالنهار. فيفتح الله تعالى للمهدي
أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم. وتنزل الرايات السود الكوفة فتبعث
بالبيعة إلى المهدي. ويبعث المهدي جنوده في الآفاق ويميت الجور وأهله ويستقيم له
البلدان ويفتح الله على يديه القسطنطينية. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد
في كتاب الفتن . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي في
وسطها. أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده . ورواه الحافظ أبو نعيم في عواليه
. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: أبشروا أبشروا، إنما أمتي كالغيث لا يدرى آخره خير أم أوله، أو كحديقة أطعم
منها فوج عاما، لعل آخرها فوجا يكون أعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها حسنا، كيف
تهلك أمة أنا أولها والمهدي أوسطها والمسيح آخرها ولكن بين ذلك ثبج أعوج ليس مني
ولا أنا منهم. أخرجه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في سننه . وقال أيضا في ص
160: وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: يكون هذا الأمر في أصغرنا
ص 600
سنا وأجملنا ذكرا ويورثه الله تعالى علما ولا يكله إلى نفسه. وقال أيضا في ص 226:
وعن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام: أخبرني عن
القائم. قال: والله ما هو أنا، ولا الذي تمدون إليه أعناقكم ولا يعرف ولا يؤبه به.
قلت: بما يسير؟ قال: بما سار به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام قال: قلت له: رجل صالح من الصالحين سمه لي أريد المهدي. قال: اسمه
اسمي. قلت: أيسير بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه يسير بالقتل، ولا يستتيب
أحدا، ويل لمن ناواه. وقال أيضا في ص 277: وعن عبد الله بن عطاء قال: سألت أبا جعفر
محمد بن علي الباقر عليهما السلام، فقلت إذا خرج المهدي بأي سيرة يسير؟ قال: يهدم
ما قبله كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأنف الإسلام جديدا. وقال أيضا:
وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لو يعلم الناس ما يصنع
المهدي إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس، أما أنه لا يبدأ