الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج32)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 648

(ص 164 ط مكتبة المعلى - الكويت) قال: أخرجه عبد بن حميد (92) والبخاري في التاريخ الكبير (8 / 320) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (15 / أ) والطبراني في الكبير (1 / 63) والحاكم (3 / 113) والخوارزمي (274) وابن عساكر (12 / 206 / أ) وابن الأثير في أسد الغابة (4 / 33) وابن المؤيد الجويني في فرائد السمطين (1 / 387) من طريق زيد بن أسلم، أن أبا سنان الدؤلي حدثه، عن علي قال: سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: إنك ستضرب ضربة ههنا - وأشار إلى صدغيه - فيسل دمها حتى يخضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود. وصححه الحاكم على شرط البخاري. قلت: هو صحيح بلا ريب. وله طريق آخر أخرجه أحمد في المسند (1 / 130) والخطيب (12 / 75) وابن المغازلي (205) وابن عساكر (12 / 204، 205) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن سبع، عن علي نحوه. وقال الهيثمي في المجمع (9 / 137): رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبع، وهو ثقة. قلت: عبد الله بن سبع لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه ابن حجر: مقبول، فيحسن حديثه عند المتابعة كما هو الحال هنا. وأخرج نحوه عبد الرزاق في مصنفه (10 / 154) عن معمر، عن أيوب عن ابن سيرين ، عن عبيدة قال: سمعت عليا يقول... وذكر نحوه موقوفا. وإسناده صحيح، رواته أعلام ثقات، وهو إن كان موقوفا فله حكم الرفع، لأن هذا مما لا يقال بالرأي. وله شاهد آخر من حديث صهيب أخرجه أبو يعلى (ق 125 / 2 - المقصد العلي) والطبراني في الكبير (8 / 45) وابن الأثير في أسد الغابة (4 / 34) من طريق رشدين

ص 649

ابن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عثمان بن حبيب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوما لعلي: من أشقى الأولين؟ وذكر الحديث. وقال الهيثمي في المجمع (9 / 136): رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه رشدين بن سعد، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. قلت: رشدين هذا قال عنه الحافظ: ضعيف وضعفه من قبل حفظه فيستشهد به. وله شواهد أخرى اكتفيت بهذا منها، ومن أراد التوسع فليرجع إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم الحديث (1743). ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه (ج 4 ض 476) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، أشقى الأولين عاقر ناقة صالح وأشقى الآخرين قاتلك. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (ج 3 ص 549 ط بيروت) قال: واستدل القائلون بأن ابن ملجم كافر بالحديث الذي رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة. قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله. قال: الذي يضربك على هذا - وأشار بيده على يافوخه - فيخضب هذه من هذه - يعني لحيته - من دم رأسه. ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في المنتظم (ج 5 ص 174 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

ص 650

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرني علي بن القاسم البصري: قال: حدثنا علي بن إسحاق المادرائي، قال: أخبرنا الصنعاني محمد بن إسحاق، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق، قال: حدثنا ناصح أبو عبد الله المحلمي، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك. ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثرى القاهري الحلي بتخريج فضائل علي (ص 110 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال: أخبرنا محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن إسحاق، عن يزيد بن محمد بن خيثم، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خيثم، عن عمار ابن ياسر، قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة - من بطن ينبع - فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بها شهرا، فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم، فقال لي علي رضي الله عنه: هل لك يا أبا اليقظان، أن تأتي هؤلاء - نفر من بني مدلج يعملون في عين لهم - فتنظر كيف يعملون؟ قال: قلت إن شئت، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل، وفي دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله، وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: ما لك يا أبا تراب؟ (لما يرى عليه من التراب) ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه، وأخذ بلحيته. وقال أيضا في ص 131:

ص 651

حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (ج 2 ص 2037) من طريق إسماعيل بن أبان، ثنا ناصح، عن سماك عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: من أشقى ثمود؟ قال: من عقر الناقة. قال: فمن أشقى هذه الأمة؟ قال: الله أعلم، قال: قاتلك. قلت: وسنده تالف، وناصح أبو عبد الله هذا متروك كما قال الهيثمي في المجمع (9 / 136). ومنهم الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ص 451 ط مكتبة السنة بالقاهرة) قال: وأما قول ابن زبر: قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت منه سنة تسع وثلاثين، فوهم ولم أر من تابعه عليه، وكان الذي قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي أشقى الآخرين كما في حديث صهيب، وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه، يعني لحيته، وأشرت إلى ذلك بقولي (ذو الشقاء الأزلي). ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في العشرة المبشرون بالجنة في طبقات ابن سعد (ص 204 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا: قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما، أخبرنا عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: يا علي من أشقى الأولين والآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي، وأشار إلى حيث يطعن.

ص 652

ومنهم العلامة رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في إظهار الحق (ج 2 ص 153 ط دار الجيل - بيروت) قال: وإن أشقى الآخرين من يصبغ هذه من هذه، يعني لحية علي من دم رأسه، يعني يقتله. ومنهم العلامة البيهقي في السنن الكبرى (ج 8 ص 58) قال: قال الشافعي (ره): قال أبو يوسف عن رجل، عن أبي جعفر أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قتل ابن ملجم بعلي رضي الله عنه، قال أبو يوسف: وكان لعلي رضي الله عنه أولاد صغار، قال بعض أصحابنا: إنما استبد الحسن بن علي رضي الله عنه بقتله قبل بلوغ الصغار من ولد علي رضي الله عنه لأنه قتله حدا لكفره لا قصاصا. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 164 ط دار الشروق بجدة) قال: مات كرم الله وجهه شهيدا بسيف الخوارج الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم شرار أمتي، فقد روى البزار بإسناد حسن أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شأن الخوارج: هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي. تولى قتله المجرم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الأثيم، وقتل به بعد موته، كرم الله وجهه ورضي عنه.

ص 653

مستدرك وصايا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) حين رحلته إلى دار البقاء

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 798 وج 18 ص 250 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى 333 في المحن (ص 82 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال: وحدثني عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا علي بن كثير، قال: حدثنا خلف بن تميم الكوفي، قال: حدثنا أبو الحسن، عن حاتم الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى ابنه الحسن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب، أوصي بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، وإني أوصيك يا حسن وجميع أهلي وولدي ومن بلغه كتابي أن يتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام)، فإن المبيرة الحالقة فساد ذات البين ولا قوة إلا بالله، أنظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم

ص 654

الحساب، والله الله في الأيتام لا تبغوا أفواههم ولا يضيعن بحضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنها وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه يورثهم، والله الله في القرآن لا يسبقن إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنهما عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم فلا يخلون ما بقيتم، والله الله في رمضان وصيامه فإنه جنة لكم من النار، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم، والله الله في ذمة نبيكم لا تظلم بين أظهركم، والله الله في أصحاب نبيكم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أوصى بهم، والله الله في الفقراء والمساكين شاركوهم في معايشكم، والله الله فيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أوصيكم بالضعيفين اليتيم وما ملكت أيمانكم)، ولا تخافن في الله لومة لائم، يمنعكم ممن أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسنا كما أمر الله تبارك وتعالى، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الأمر شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، عليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتقاطع والتدابر، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله. ثم لم ينطق بشيء إلا بلا إله إلا الله حتى قضى - رحمة الله عليه ورضوانه عنه - في العشر الأواخر من رمضان. ومنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3 ص 304 ط دار التعارف للمطبوعات - بيروت) قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد [بن] علي بن محمد بن المحلي، أنبأنا محمد

ص 655

ابن أحمد العكبري، أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان. حيلولة: قال: وأنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح، قالا أنبأنا أبو بكر بن دريد، عن إبراهيم بن بسطام الأزدي الوراق، أخبرني عقبة بن أبي الصهباء قال: لما ضرب ابن ملجم عليا دخل عليه الحسن وهو باك، فقال له: ما يبكيك يا بني؟ قال: وما لي لا أبكي وأنت في أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا. فقال: يا بني احفظ أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت معهن. قال: وما هن يا أبة؟ قال: إن أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب الكرم [و] حسن الخلق. قال [الحسن]: قلت: يا أبة هذه الأربع، فأعطني الأربع الآخر. قال: إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب إليك البعيد ويبعد إليك القريب، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما يكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه. أنبأنا أبو علي الحداد، وجماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريده [كذا] أنبأنا سليمان ابن أحمد الطبراني، أنبأنا القاسم بن عباد الخطابي البصري، أنبأنا سعيد بن صبيح، قال: قال هشام بن الكلبي: عن عوانة بن الحكم قال: لما ضرب عبد الرحمن بن ملجم عليا وحمل إلى منزله أتاه العواد، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: كل امرئ ملاق ما يفر منه في فراره، والأجل مساق النفس والهرب من آفاته، كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا اخفا [ء] ه هيهات علم مخزون. أما وصيتي إياكم فالله عز وجل لا تشركوا به شيئا، ومحمدا صلى الله عليه وسلم لا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم ما لم تشردوا. حمل كل امرئ مجهوده وخفف عن الجهلة برب رحيم ودين قويم وإمام عليم،

ص 656

كنا في [مهب] رياح وذرى أغصان وتحت ظل غمامة اضمحل مركدها فمحطها عاف جاوركم بدني أياما تباعا ثم هوى فستعقبون من بعده جثة حوا [ءا] ساكنة بعد حركته، كاظمة بعد نطوق [ليعظكم هدوئي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي] إنه أوعظ للمعتبر [ين] من نطق البليغ وداعيكم [و] داع [امرئ] مرصد للتلاق غدا ترون أيامي، ويكشف [لكم] عن سرائري، لن يحاشي الله إلا أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود عليكم السلام إلى يوم اللزام، إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، العفو لي قربة ولكم حسنة، فاعفوا عفا الله عنا وعنكم، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم. ثم قال [عليه السلام]: عش ما بدا لك قصرك الموت * لا مرحل عنه ولا فوت بينا غنى يبت بهجته زال * الغنى وتقوض البيت يا ليت شعري ما يراد بنا * ولقلما يجدي لنا ليت أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني عبد الله بن يونس بن بكير، حدثني أبي، عن أبي عبد الله الجعفي، عن جابر، عن محمد بن علي [قال:] إن عليا لما ضربه [ابن ملجم] أوصى بنيه ثم لم ينطق إلا [ب‍] لا إله إلا الله حتى قبضه الله. أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد، وأبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أنبأنا محمد بن بشر أخي خطاب، أنبأنا عمر بن زرارة الحدثي، أنبأنا الفياض ابن محمد الرقي، عن عمرو بن عيسى الأنصاري، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله، عن أبيه، قال: لما فرغ علي من وصيته قال: أقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثم لم يتكلم بشيء إلا [ب‍] لا إله إلا الله حتى قبضه

ص 657

الله رحمة الله ورضوانه عليه. ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 94 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: فدعا حسنا وحسينا وقال: أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تبكيا على شيء منها زوى عنكما وقولا الحق وارحما اليتيم وأغيثا للضايع وأعينا الملهوف واغنما الأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا واعملا بما في كتاب الله ولا تأخذكما في الله لومة لائم. ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم، [قال:] فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك [ثم قال لهما:] وأوصيكما به فإنه سيفكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه. ثم قال للحسن: إني أوصيك يا بني بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحسن الوضوء فإنه لا صلاة إلا بطهور ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة، وأوصيك بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والثبات في الأمر [بالمعروف] والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش. فلما حضرته الوفاة أوصاه وصيته الجامعة، رحمه الله ورضي عنه وجمعنا به في دار الآخرة. ولا عجب للأسد إن ظفرت بها * كلاب الأعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشي سقت حمزة الردى * وموت علي من حسام ابن ملجم ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه حياة الإمام علي عليه السلام (ص 611 ط دار الجيل في بيروت) قال: ثم دعا الحسن والحسين فقال لهما: أوصيكما بتقوى الله - فذكر الوصية مثل ما تقدم عن جواهر المطالب للباعوني باختلاف قليل.

ص 658

وليس فيه: أغيثا، والملهوف، واغنما الأجر، وبدله: واصنعا للآخرة. وفيه: خصيما بدل خصما. وفيه بعد لومة لائم: لا إله إلا الله هذا شيء فوق مستوى البشر. وفيه بعد لعظيم حقهما عليك: فاتبع أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما. وفيه مكان سيفكما: شقيقكما. وفيه بعد الصلاة: لوقتها. وبعد الزكاة: عند محلها. وليس فيه: ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة، وفيه بعد الجاهل:.. والتفقه في الدين والتثبت بدل: والثبات، وفيه: والتعاهد للقرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف، ولم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى مات. ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر ابن الوردي في تتمة المختصر في أخبار خير البشر، (ق 62 مخطوطة إحدى مكاتب إسلامبول) قال: ودعا الحسن والحسين وقال: أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا ولا تبكيا على شيء زوى عنكما منها. ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض. ومنهم الفاضل الشيخ عبد الوهاب النجار في الخلفاء الراشدون (ص 470 ط دار العلم - بيروت) قال: فدعا حسنا وحسينا فقال: أوصيكما بتقوى الله وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شيء زوى عنكما، وقولا الحق وارحما اليتيم وأغيثا الملهوف واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا، اعملا بما في الكتاب ولا تأخذكما في الله لومة لائم. ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم، فقال: إني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك فاتبع أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما. وما زال يوصيهم بمحاسن الأخلاق والتقوى، وما زال يقول لا إلا إلا الله حتى قبض صبيحة يوم الأحد 17 رمضان سنة 40. وكان قد

ص 659

نهاهم عن المثلة وقال: يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قتل أمير المؤمنين، قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن إلا قاتلي. انظر يا حسن، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور. ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في العشرة المبشرون بالجنة (ص 204 ط الزهراء للإعلام العربي) قالوا: قال: أخبرنا خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت، قالا: أخبرنا الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن ابن الحنفية، قال: دخل علينا ابن ملجم الحمام وأنا وحسن وحسين جلوس في الحمام، فلما دخل كأنهما اشمأزا منه وقالا: ما أجرأك تدخل علينا، قال فقلت لهما: دعاه عنكما فلعمري ما يريد بكما أحشم من هذا. فلما كان يوم أتي به أسيرا قال ابن الحنفية: ما أنا اليوم بأعرف به مني يوم دخل علينا الحمام، فقال علي: إنه أسير فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه، فإن بقيت قتلت أو عفوت، وإن مت فاقتلوه قتلتي ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. ومنهم الفاضل المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه تهذيب إحياء علوم الدين للغزالي (ج 2 ص 302 ط القاهرة) قال: وعن محمد بن علي: أنه لما ضرب أوصى بنيه، ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله، حتى قبض. ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 2 ص 322 ط مكتبة غريب بالفجالة) قال: وأخذ الإمام يردد: لا إله إلا الله، ثم تلا: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره،

ص 660

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). ثم دعا ولديه الحسن والحسين فقال: أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما - فدكر مثل ما تقدم عن جواهر المطالب إلى: واجتناب الفواحش، فقال: ثم قال لهم مرة أخرى: ألا يقتلن إلا قاتلي، أنظر يا حسن، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور. ثم طلب كرم الله وجهه أن يملي وصيته، فأملى: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، ثم أوصيك يا حسن وجميع ولدي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإنني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. أنظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. الله الله في الأيتام فلا يضيعن بحضرتكم. والله الله في جيرانكم، فإنهم وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم ما زال يوصي بالجار حتى ظننا أنه سيورثه، والله الله في القرآن، فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة، فإنهما عمود دينكم، والله [الله] في بيت ربكم فلا يخلو ما بقيتم. والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب. والله والله في ذمة نبيكم أهل الكتاب من غير المسلمين فلا يظلمن بين أظهركم. والله الله في أصحاب نبيكم، فإن رسول الله أوصى بهم. والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، والله الله فيما ملكت أيمانكم. الصلاة الصلاة، لا تخافن في الله لومة لائم، فإنه يكفيكم من

ص 661

أرادكم وبغى عليكم (أي يحميكم منه)، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الأمر شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب. حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله. ولم يسمع له حينئذ صوت بعد حتى قبض وهو يتمتم: لا إله إلا الله. ولكن صوته العظيم المخترق الآماد والمسافات والقرون، لتضئ كلماته الرائعة ظلمات النفوس، وتنير طريق الهداية للسالكين.. وقتل اللعين ابن ملجم، وحل الحسن بن علي محل أبيه.. وياله من أب للصالحين في عصره، وفي كل العصور!

ص 662

مستدرك تاريخ شهادته عليه السلام وسني عمره حين شهادته

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 248 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ص 451 ط مكتبة السنة بالقاهرة) قال: وتوفي علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقتولا شهيدا في شهر رمضان سنة أربعين ، واختلف في أي أيام الشهر أو لياليه قتل، فقال أبو الطفيل والشعبي وزيد بن وهب: ضرب لثماني عشرة ليلة خلت من رمضان وقبض في أول ليلة من العشر الأواخر، وقال ابن إسحاق: يوم الجمعة لسبع عشرة خلت منه، وقال ابن حبان: ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت منه فمات غداة يوم الجمعة، وبه جزم الذهبي في العبر، وقيل: ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة منه، وبه صدر ابن عبد البر كلامه، وقيل: لإحدى عشرة خلت منه، حكاه ابن عبد البر أيضا، وقيل: لإحدى عشرة بقيت منه، قاله الفلاس، وقال ابن الجوزي: ضرب يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت منه، وقيل: ليلة إحدى وعشرين فبقي الجمعة والسبت ومات ليلة الأحد، قاله ابن أبي شيبة، وقيل: مات يوم الأحد.

ص 663

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (ج 3 ص 652 ط بيروت سنة 1407) قال: قال أبو جعفر الباقر: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين. وعنه رواية أخرى أنه عاش ثلاثا وستين سنة، وكذا روي عنه ابن الحنفية، وقاله أبو إسحاق السبيعي، وأبو بكر بن عياش، وينصر ذلك ما رواه ابن جريج، عن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب، أنه أخبره أن عليا توفي لثلاث أو أربع وستين سنة. ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في زهر الحديقة في رجال الطريقة (ص 174 نسخة إحدى مكاتب إيرلندة) قال: ثم توفي علي رضي الله عنه في الكوفة ليلة الأحد في التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة، ودفن في السحر وصلى عليه ابنه الحسن، وقيل: كان عنده فضل من حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن يحنط به، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وقيل: خمس وستين سنة وقيل: ثمان وخمسين وقيل: سبع وخمسين. ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه القول الجلي في فضائل علي عليه السلام (ص 61 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال: توفي علي كرم الله وجهه ورضي عنه وسنه ثلاثة وستون سنة على الصحيح، وقيل: بل وهو ابن ثمانية [وخمسين] سنة. وقتل رضي الله عنه سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين وستة أشهر رضي الله عنه وأعاد علينا وعلى المسلمين من

ص 664

بركاته. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد المالكي في المحن (ص 80 ط دار الغرب الإسلامي) قال: وحدثني يحيى بن عبد العزيز، قال: حدثنا بقي بن مخلد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن سفيان، قال: سمعت الهذلي يسأل جعفرا: كم كان لعلي حين هلك؟ قال: قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة ومات لها الحسن، وقتل لها الحسين. وقال أيضا في ص 81: وحدثني محمد بن عمر، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: أصيب علي رضي الله عنه غداة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، ومات ليلة الأحد لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وتوفي علي رضي الله عنه وهو ابن سبع وخمسين، ويقال: ابن ثمان وخمسين. قال محمد بن أحمد بن تميم: ورأيت في خطبة له ابتدأها بكلام ثم قال: لقد نهضت في الحرب وما بلغت العشرين وها أنا ذا قد أذرفت على الستين. وقال محمد ابن عمر عن ابن عبد الرحيم: كانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر. وقال في ص 86: وحدثني محمد بن بسطام، قال: حدثنا أبو الزنباع: قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن زياد، قال: حدثنا أبو معشر بن شرحبيل، قال: قتل علي في شهر رمضان ليلة الجمعة لتسع عشرة من سنة أربعين. قال: وزاد الحسن بن عمارة عن الحكم: إن ابن أبي طالب في ذلك الوقت ابن

ص 665

ثلاث وستين سنة. وحدثني محمد بن علي بن الحسين البجلي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الدعشي، عن أبيه، عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما أصيب علي كنا عنده ليلة، فأغمي عليه فقال: ما يجلسكم؟ قلنا: حبك يا أمير المؤمنين، قال: والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد صلوات الله عليهم أجمعين ما أجلسكم إلا ذلك؟ قلنا: نعم، ثم أغمي عليه، فأفاق فقال مثل ذلك مرتين، وقلنا: نعم، فقال: أما والذي أنزل التوراة لموسى والإنجيل لعيسى والزبور على داود والفرقان على محمد، لا يحبني عبد إلا رأى حيث يسره، ولا يبغضني إلا رأى حيث لا يسره، فارتفعوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أني أضرب في تسع عشرة ليلة تمضي من شهر رمضان في الليلة التي مات فيها موسى صلى الله عليه وسلم وأموت في إحدى وعشرين ليلة تمضين منه في الليلة التي رفع فيها عيسى. فقال الأصبغ: فمات والذي لا إله إلا هو فيها. ومنهم علامة التاريخ صارم الدين إبراهيم بن محمد بن إيدمر في الجوهر الثمين (ج 1 ص 62 ط عالم الكتب في بيروت) قال: قال الواقدي: دفن ليلا، وغيب قبره. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة - قاله ابن إسحاق. وقال أيضا في ص 98: وحدثني يحيى بن عبد العزيز، عن بقي بن مخلد، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن شريك، عن أبي إسحاق، قال: مات رسول الله صلى الله

ص 666

عليه وسلم، وأبو بكر وعمر وعلي أبناء ثلاث وستين سنة، وقتل عثمان وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج 5 ص 164 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وفي هذه السنة: 40 قتل علي رضي الله عنه. ومنهم العلامة القاضي الشيخ محمود بن سليمان الكفوي المتوفى سنة 990 في كتابه كتائب أعلام الأخيار من فقهاء... (ص 46 - 47 والنسخة مصورة من مخطوطة جستربييت) قال:... وجرح في صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان بالكوفة، وفارق الدنيا يوم الأحد التاسع عشر منه من سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، ضربه ابن ملجم المرادي قاتله الله تعالى. ومنهم العلامة أبو الجود البتروني الحنفي في الكوكب المضئ في فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (ق 63 نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال: وكانت قتله في رمضان ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وقيل: لتسع عشرة خلت منه سنة أربعين، وقيل: سنة سبع وخمسين، وقيل غير ذلك. ومنهم عدة من الفضلاء في فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 96 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا: إن عليا قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان... معرفة الصحابة / علي 3 / 143

ص 667

وقالوا أيضا في فهرس أحاديث وآثار المصنف للشيخ عبد الرزاق الصنعاني (ج 4 ص 722 ط عالم الكتب - بيروت): إن عليا قتل وهو ابن ثمان وخمسين الجنائز 3 6789 / 600 علي بن حسين

مستدرك محل دفن جثمانه الشريف

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 801 وج 18 ص 254 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 96 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وقيل: إن الرشيد خرج يوما إلى الصيد فأتى إلى موضع قبره الآن، فأرسل فهدا على صيد فتبع الفهد الصيد إلى موضع القبر فوقف ولم يتجاوزه، فعجب الرشيد من ذلك فحضر إليه رجل وقال: يا أمير المؤمنين، إن دللتك على قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ قال: كل كرامة، قال: هذا قبره. قال له: من أين علمت؟ قال: كنت أخرج مع أبي فيزوره وأخبرني أنه كان يجئ معه جعفر الصادق فيزوره وأن جعفرا كان يجئ مع علي بن الحسين فيزوره وأن الحسين أعلمهم أن هذا قبره، فتقدم الرشيد بأن يحجر عليه ويبنى، فكان أول من بنى هو ثم تزايد البناء. وعن عاصم، عن الأعمش قال: أخرج ليلا مع أهل بيته الحسن والحسين وعبد

ص 668

الله بن جعفر ودفن بظاهر الكوفة، والله أعلم. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه حياة الإمام علي عليه السلام (ص 629 ط دار الجيل في بيروت) قال: والأصح أن قبره هو الموضع الذي يزار ويتبرك به عليه السلام. ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في علي إمام الأئمة (ص 326 ط دار مصر للطباعة) قال: فهذا شعر تتراءى علويته في الصدق وليس في الخيال المريض. وننتهز بك هذه السانحة لنلفتك إلى رواية كذوب تقرر للتافهين من خلق الله أن الإمام كرم الله وجهه وضع في صندوق وحمل على بعير ثم أرسل البعير يسير حيث يشاء. ووجه الكذب في هذه الرواية البغيضة يرشد إليه ما رواه ابن أبي الحديد مما نؤثر أن نرويه لك عن كتابه شرح نهج البلاغة، فذلك حيث قال: إن أولاد الرجل أعرف بقبره، وأولاد كل الناس أعرف بقبور آبائهم من الأجانب، وقد سئل الحسين بن علي رضي الله عنهما: أين قبرتم أمير المؤمنين؟ قال رضي الله عنه: خرجنا به ليلا من منزله بالكوفة حتى مررنا به على مسجد الأشعث، حتى انتهينا به إلى الظهير بجانب الغري وهناك قبر كرم الله وجهه. وهذا القبر هو الذي زاره بنوه لما قدموا إلى العراق وفي طليعتهم جعفر الصادق ابن محمد الباقر، وقد مضى على أثر جعفر الصادق في زيارة القبر الشريف كل أولاد وأحفاد وأولياء الإمام. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 160) قال:

ص 669

وقد صح عند ابن خلكان أنه مدفون في قصر الإمارة بالكوفة، وقال الحافظ أبو عبد الرحمن الدميري: لا يعرف قبره على الحقيقة، وقيل: إنه لما ذهب الجمل وقع بين الجبلين متوجها من الجانبين ونصبت الجنازة بينهما وذهب الجمل من تحت وذلك في النجف الأشرف، چناچه در اين زمان مزار مؤمنان ومحل قضاء حوائج محتاجان است. اللهم يسر لنا زيارة روضته الشريفة. وقال أيضا: وفي فصل الخطاب في ذكر علي: لم يزل قبره مخفيا إلى زمن الرشيد ثم ظهر بالغري لظاهر الكوفة ويزوره عالم من الناس وصار قبره مأوى لكل هارب. ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي المتوفى سنة 750 في بغية المرتاح إلى طلب الأرباح (ص 89 نسخة إحدى مكاتب لندن) قال: واختلفوا في موضع قبره - إلى أن قال: وقيل: بنجف الحيرة. ومنهم العلامة أبو الجود البتروني الحنفي في الكوكب المضئ (ق 64 مصورة مكتبة السلطان أحمد الثالث بإسلامبول) قال: واختلف في موضع دفنه - إلى أن قال: وقيل: بنجف الجيزة [الحيرة] موضع بطريق الجيزة [الحيرة]. ومنهم العلامة علي بن محمد الخزرجي في تخريج الدلالات السمعية (ص 268 ط القاهرة) قال: واختلف في موضع دفنه - إلى أن قال: وقيل: في نجف الحيرة في موضع بطريق الحيرة.

ص 670

ومنهم الفاضل الدكتور دوايت. رونلدسن في عقيدة الشيعة تعريب ع. م (ص 70 ط مؤسسة المفيد - بيروت) قال: ورغم اختلاف الأقوال فإن علماء الشيعة عامة متفقون على أن عليا بن أبي طالب رابع الخلفاء وأول الأئمة مدفون في النجف وهي تبعد عن الكوفة أكثر من أربعة أميال بيسير، وهذا هو اعتقاد سواد الناس. وذكر ابن جبير أن في مسجد الكوفة محراب محلق عليه بأعواد الساج مرتفع عن صحن البلاط كأنه مسجد صغير وهو محراب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي ذلك الموضع ضربه الشقي اللعين عبد الرحمن بن ملجم بالسيف فالناس يصلون فيه باكين داعين. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة 1069 في تفسير آية المودة (ص 76 نسخة إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال في ذكر وفاته عليه السلام: ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة مضت من رمضان سنة أربعين، فبقي يوم الجمعة والسبت ومات ليلة الأحد، وقيل: يوم الأحد وغسله ابناه وعبد الله بن جعفر وصلى عليه الحسن ودفن في النجف. وفي سنه عليه السلام ثلاثة أقوال: أحدهما سبع وخمسون، والثاني ثلاث وستون، والثالث خمس وستون. وقال فيه أيضا: وصلى عليه الحسن ودفن في النجف. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه

ص 671

تاريخ الأحمدي (ص 211 ط بيروت سنة 1408) قال: قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: قال هيثم بن عدي: حدثني غير واحد ممن أدركت من المشايخ أن عليا أصار الأمر إلى الحسن. وملا محمد حسين لكهنوى فرنگى محلى در كتاب وسيلة النجات من نويسد كه: امام حسن بعد از وفات پدر خود على مرتضى بوصيت آن حضرت بر سرير خلافت نشست. وفي الكامل قال: كان عمر علي عليه السلام ثلاثا وستين سنة ودفن عند مسجد الجماعة وقيل غير ذلك، والأصح أن قبره هو الموضع الذي يزار ويتبرك به. وفي تاريخ أبي الفداء قال: إن قبره هو المشهور بالنجف وهو الذي يزار اليوم. ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 49 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وعاش من العمر أربع وستين سنة مدة خلافته خمس سنين توفاه الله قتيلا بمسجد الكوفة في متهجده في الصلاة، قاتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، وذلك سنة أربعين من الهجرة. واختلف في قبره قيل: دفن في قصر الإمارة بالكوفة ليلا وقيل: بجانب حايط الجامع بها وقيل: بنجف الكوفة لمعروف بالغري حيث قبره الآن مشهور وهو مشهد جليل وبناء عظيم ترى قبته من مسيرة يوم كامل لعظمها وعلوها تزوره الناس من أقطار الأرض - إلى آخر ما قال.

ص 672

حنوط علي عليه السلام من فضل حنوط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

رواه جماعة من العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه مسند علي بن أبي طالب (ج 1 ص 308 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال: عن أبي وائل وهارون بن سعيد، قالا: كان عند علي رضي الله عنه مسك فأوصى أن يحنط به، وقال علي: هو فضلة حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم (ابن سعد، ق، كر).

قتل ابن ملجم اللعين وحرقه بالنار

نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج 5 ص 174 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وذلك في رمضان، وغسله الحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن جعفر، وكفن في ثلاثة أثواب وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات.

ص 673

أخبرنا الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: [حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال:] حدثنا شريك، عن عمران بن ظبيان، عن أبي يحيى، قال: لما ضرب ابن ملجم عليا رضي الله عنه قال: افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل برجل أراد قتله، فقال: اقتلوه، ثم حرقوه. ومنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3 ص 301 ط دار التعارف للمطبوعات - بيروت) قال: [وأيضا قال ابن سعد:] وقالوا: كان عبد الرحمن بن ملجم في السجن، فلما مات علي ودفن، بعث الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن ملجم فأخرجه من السجن ليقتله، فاجتمع الناس وجاؤوا بالنفط والبواري والنار فقالوا: نحرقه، فقال عبد الله ابن جعفر وحسين بن علي ومحمد بن الحنفية: دعونا حتى نشفي أنفسنا منه، فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم، فكحل عينيه بمسمار محمي فلم يجزع وجعل يقول: إنك لتكحل عيني عمك بملمول مض وجعل يقرأ: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق حتى أتى على آخر السورة كلها وإن عينيه لتسيلان، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزع، فقيل له: قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك يا عدو الله فلم تجزع، فلما صرنا إلى لسانك جزعت؟ فقال: ما ذاك من جزع إلا أني أكره أن أكون من الدنيا فواقا لا أذكر الله. فقطعوا لسانه ثم جعلوه في قوصرة وأحرقوه بالنار. والعباس بن علي يومئذ صغير، فلم يستأن به بلوغه. وكان عبد الرحمن بن ملجم رجلا أسمر، حسن الوجه أبلج، شعره مع شحمة أذنيه، في جبهته أثر السجود. ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة

ص 674

354 في السيرة النبوية وأخبار الخلفاء (ص 551 ط مؤسسة الكتب الثقافية، دار الفكر في بيروت) قال: فمات علي بن أبي طالب غداة يوم الجمعة، فأخذ عبد الله بن جعفر والحسن بن علي [ومحمد بن الحنفية] عبد الرحمن بن ملجم، فقطعوا يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم، ثم كحلوا عينيه بملمول محمي، ثم قطعوا لسانه وأحرقوه بالنار، وكان لعلي يوم مات اثنتان وستون سنة، وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر. وذكر مثله في كتابه الثقات (ج 2 ص 302 ط دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد). ومنهم الحافظ الشمس محمد بن أحمد الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 3 ص 650 ط بيروت) فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

أزواجه عليه السلام

ذكرهن جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعارف بمصر في محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية (ج 2 ص 80 ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر) قال: تزوج علي بن أبي طالب: (1) فاطمة بنت رسول الله (ص) وهي أولى زوجاته ولم يتزوج عليها حتى توفيت عنده، وكان له منها الحسن والحسين وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى. (2) أم البنين بنت حزام من بني عامر بن كلاب فولدت له العباس وجعفرا وعبد

ص 675

الله وعثمان. (3) ليلى بنت مسعود التيمية فولدت عبد الله وأبا بكر. (4) أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له يحيى ومحمدا الأصغر. (5) الصهباء بنت ربيعة من بني جشم بن بكر وهي أم ولد من سبي تغلب فولدت له عمر ورقية. (6) أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له محمد الأوسط. (7) خولة بنت جعفر الحنفية فولدت له محمدا الشهير بابن الحنفية. (8) أم سعيد بنت عروة بن مسعود فولدت له أم الحسين ورملة الكبرى. (9) محياة بنت امرئ القيس الكلبية ولدت له جارية ماتت صغيرة. وكان له بنات من أمهات شتى منهن أم هانئ وميمونة وزينب الصغرى ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة وأمهاتهن أمهات أولاد شتى وكان النسل من ولده الخمسة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس وعمر. ومنهم الفاضل المعاصر عبد الوهاب النجار في الخلفاء الراشدون (ص 474 ط 1دار القلم - بيروت) فذكر مثل ما تقدم عن المحاضرات بعينه. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد أسعد أطلس في تاريخ العرب (ج 3 ص 276 ط دار الأندلس - بيروت) فذكر مثل ما تقدم عن المحاضرات إلا أنه قال بعد ذكر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام:

ص 676

ثم تزوج بعدها: أمامة بنت أبي العاص، وقال مكان محياة : مخبئة. وقال في آخره: وقد قتل وله أربع زوجات حرائر، وعدد من الإماء الجواري، فالحرائر هن، السيدة أمامة، والسيدة ليلى، والسيدة أم البنين، والسيدة أسماء بنت عميس، أما الإماء فهن ثمان عشرة أم ولد. ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 104 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: الباب الواحد والستون في ذكر أزواجه وأسمائهن وما ولدن أولهن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها حتى توفيت عنده وكان له منها الولدان الحسن والحسين عليها السلام، وقيل: كان له منها ابن آخر يقال له محسن مات وهو صغير وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى. ثم تزوج بعدها أم البنين بنت حزام بن الوحيد بن كعب بن عامر فولدت له العباس وجعفر وعبد الله وعثمان قتلوا مع الحسين رضي الله عنهم بالطف ولا عقب لهما. وتزوج ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن زيد من مناة بن تميم فولدت له عبد الله وأبا بكر قتلا مع الحسين بالطف. وتزوج أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له يحيى ومحمدا الأصغر ولا عقب لهما. قال الواقدي: وولدت له محمد الأصغر قتل مع الحسين وله من الصهبا بنت زمعة بن ربيعة بن علقمة بن الحرث بن عتبة بن سعيد، وهي أم ولد له عمر ورقية بنت علي وعمر عمر حتى بلغ خمسا وثمانين سنة ومات ببقيع. وتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن (عبد) مناف وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له محمدا الأوسط وله محمد الأكبر، وهو محمد بن الحنفية، وأما خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن

ص 677

يربوع فولدت له يحيى وتوفي بالطائف وصلى عليه ابن عباس رضي الله عنهما. وتزوج أم سعيد بنت عروة بن مسعود فولدت به أم الحسن ورملة الكبرى وكانت له بنات من أمهات شتى منهن أم هاني وميمونة وزينب الصغرى وأم كلثوم وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة وهؤلاء أمهاتهن أمهات أولاده. وتزوج محيلة بنت امرء القيس بن عدي بن أوس فولدت له جارية هلكت وهي صغيرة. قال الواقدي: كانت تخرج وهي جارية فيقال لها: من أخوالك؟ فتقول: وه وه ! يعني كلبا. قال: فجميع ولد علي عليه السلام أربعة عشر ذكرا وسبعة عشر امرأة. إنتهى. وفي عباراته تشويش وسقط. ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين (ص 6 ط دار الكتب العلمية - بيروت) فذكرهن مثل ما تقدم عن المحاضرات وزاد عليهن واحدة بعنوان: أم ولد. ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوى المشتهر بابن الشيخ في كتاب ألف با (ج 2 ص 347 ط 2 عالم الكتب - بيروت) قال: وتزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعشر نسوة إحداهن أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حاملها وهو في الفريضة تزوجها بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها بسبع ليال كانت وصته بذلك وتوفي عن أربع منهن وسبع عشرة سرية، وقال علي رضي الله عنه حين توفيت فاطمة رضي الله عنها وصلى الله على أبيها محمد صلى الله عليه وسلم: أرى علل الدنيا علي كثيرة * وصاحبها حتى الممات عليل لكل اجتماع من خليلين فرقة * وإن الذي دون الممات قليل

ص 678

وإن افتقادي واحدا بعد واحد * دليل على أن لا يدوم خليل وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقد تقدم وكان في موتها آية.

أولاده الأشراف السادة

ذكرهم جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للعلامة الصفوري (ص 192 ط دار ابن كثير. دمشق وبيروت) قال: قال بعض المفسرين في قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) أي بحر النبوة من فاطمة رضي الله عنها، وبحر الفتوة من علي، والبرزخ الحاجز من التقوى، والحسن والحسين هما اللؤلؤ والمرجان. كان الحسن رضي الله عنه أول أولاد فاطمة الخمسة، الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى، المكناة بأم كلثوم، ولدتها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في ص 199: قال في صفوة الصفوة: أولاد علي رضي الله عنه من فاطمة وغيرها أربعة عشر ذكرا، وتسعة عشر أنثى. ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب

ص 679

الكمال في أسماء الرجال (ج 20 ص 479 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال: وكان له من الولد الذكور أحد وعشرون: الحسن، والحسين، ومحمد الأكبر وهو ابن الحنفية، وعمر الأطرف وهو الأكبر، والعباس الأكبر أبو الفضل قتل بالطف ويقال له: السقاء أبو قربة أعقبوا، والذين لم يعقبوا: محسن درج سقطا، ومحمد الأصغر، قتل بالطف، والعباس الأصغر يقال: إنه قتل بالطف، وعمر الأصغر درج، وعثمان الأكبر قتل بالطف، وعثمان الأصغر درج، وجعفر الأكبر قتل بالطف، وعفر الأصغر درج، وعبد الله الأكبر يكنى أبا محمد قتل بالطف، وعبد الله الأصغر درج، وعبيد الله يكنى أبا علي يقال إنه قتل بكربلاء، وعبد الرحمن درج، وحمزة درج، وأبو بكر عتيق يقال: إنه قتل بالطف، وعون درج، ويحيى يكنى أبا الحسن توفي صغيرا في حياة أبيه، وكان له من الولد الإناث ثماني عشرة: زينب الكبرى، وزينب الصغرى، وأم كلثوم الكبرى، وأم كلثوم الصغرى، ورقية الكبرى، ورقية الصغرى، وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، وفاختة، وأمة الله، وجمانة تكنى أم جعفر، ورملة، وأم سلمة، وأم الحسن، وأم الكرام وهي نفيسة، وميمونة، وخديجة، وأمامة على خلاف في بعض ذلك. قال غير واحد من العلماء: كان علي رضي الله عنه أصغر ولد أبي طالب، كان أصغر من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين، وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين. ومنهم العلامة الذهبي في التذهيب (ج 3 ق 55 نسخة مكتبة طوپ قپوسراي بإسلامبول) قال: وكان لعلي رضي الله عنه من الولد أربعون إلا ولدا. فذكرهم مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال بالتقدم والتأخر.

ص 680

ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في السيرة النبوية وأخبار الخلفاء (ص 553 ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في بيروت) قال: وكان لعلي بن أبي طالب خمسة وعشرون ولدا، من الولد: الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى - وهؤلاء الخمسة من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له من غيرها: محمد بن علي [و] وعبيد الله وعمر وأبو بكر ويحيى وجعفر والعباس وعبد الله ورقية ورملة وأم الحسن أم كلثوم الصغرى وزينب الصغرى وجمانة وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام وأم سلمة - رضي الله عنهم أجمعين. وذكر مثله بعينه في كتابه الثقات (ج 2 ص 304 ط دار المعارف العثمانية بحيدر آباد). ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في زهر الحديقة في رجال الطريقة (ق 174 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال: قال ابن قتيبة: ولعلي رضي الله عنه من الولد الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب الكبرى كلهم من فاطمة [عليها السلام]. ثم ذكر ساير أولاده عليه السلام مثل ما تقدم عن أبي حاتم البستي في السيرة وزاد: النفيسة وأمامة وأم أبيها وعثمان ومحمد الأصغر. ثم قال: ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات . ومنهم العلامة القاضي الشيخ محمود بن سليمان الكفوي المتوفى سنة 990 في كتاب أعلام الأخبار (ق 47 نسخة جستربيتي) قال: وله خمسة عشر ابنا، الحسن والحسين والمحسن وعبد الله وعون وأبو عبد الله

ص 681

وعباس وعمر ومحمد الأكبر ومحمد الأصغر ومحمد بن الحنفية وأبو بكر ويحيى وعثمان وجعفر. ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج 5 ص 69 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: كان لعلي من الولد أربعة عشر ذكرا، وتسع عشرة أنثى: الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى، أمهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد الأكبر، وهو ابن الحنفية، وأمه خولة بنت جعفر، وعبيد الله، قتله المختار ، وأبو بكر قتل مع الحسين، أمهما ليلى بنت مسعود، والعباس الأكبر وعثمان وجعفر وعبد الله قتلوا مع الحسين، أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد، ومحمد الأصغر، قتل مع الحسين، أمه أم ولد. ويحيى وعون، أمهما أسماء بنت عميس. وعمر الأكبر، ورقية، أمهما الصهباء سبية. ومحمد الأوسط، أمه أمامة بنت أبي العاص. وأم الحسن، ورملة الكبرى، أمهما أم سعيد بنت عروة. وأم هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الصغرى، وأم كلثوم الصغرى، وفاطمة، وأمامة، وخديجة، وأم الكرام، وأم سلمة، وأم جعفر، وجمانة، ونفيسة، وهن لأمهات شتى. وابنة أخرى لم يذكر اسمها هلكت وهي صغيرة. فهؤلاء الذين عرفوا من أولاد علي رضي الله عنه. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة 1069 في تفسير آية المودة (ق 76 نسخة إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: كان [له] من الولد أربعة عشر ذكرا وتسع عشر أنثى - فذكر مثل ما تقدم عن المنتظم ، إلا أنه قال في محمد بن الحنفية: قتله المختار، والظاهر أن عبيد الله

ص 682

سقط. وقال بعده: وعبد الله وأبو بكر قتلا مع الحسين أمهما ليلى بنت مسعود. وقال: محمد الأصغر ورقية أمهما الصهبا... وليس فيه بعد محمد الأصغر: قتل مع الحسين أمه أم ولد. ويحيى وعون أمهما أسماء بنت عميس وعمر الأكبر ورقية أمهما الصهباء سبية.. وفيه: أمهما أم سعد بنت عمرو، وسقط منه بعد زينب الصغرى [ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى]. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم (ص 205 ط القاهرة سنة 1399) فعد أولاده الأشراف مثل ما تقدم عن المنتظم بعينه، ولكنه سهى في عقب العباس الأكبر وقال: لا بقية له. وله صلوات الله عليه أعقاب أشراف أجلاء، ذكرهم النسابون. ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين (ص 9 ط دار الكتب العلمية - بيروت) فذكر أولاده عليه السلام مثل ما تقدم عن ابن الجوزي في المنتظم . وقال في آخره بعد وابنة لم تسم: أمها محياة. قال ابن سعد في طبقاته: فجميع ولد علي بن أبي طالب لصلبه أربعة عشر ذكرا وتسع عشرة امرأة. ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في المرتضى برة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب (ص 168 ط دار القلم - دمشق) قال بعد ذكر أولاد أم الأئمة فاطمة المرضية وقال: إن محسنا مات صغيرا: وولد له من زوجات تزوج بهن بعد فاطمة: العباس، وجعفر، وعبد الله، وعثمان وقد قتل هؤلاء مع أخيهم الحسين في كربلاء.

ص 683

وولد له عبيد الله، وأبو بكر، قال هشام بن الكلبي: وقد قتلا بكربلاء أيضا، ويحيى، ومحمد الأصغر، وعمر، ورقية، ومحمد الأوسط. أما ابنه محمد الأكبر فهو المشهور بابن الحنفية، وقد كان من سادات المسلمين، وكان شجاعا أيدا، فصيحا عالما بالكتاب والسنة، وكان يفضل أبا بكر وعمر ويثني على عثمان رضي الله عنه، مات بالطائف سنة إحدى وثمانين، وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة. قال ابن جرير: جميع ولد علي أربعة عشر ذكرا، وسبع عشرة أنثى، وقال الواقدي: وإنما كان النسل من خمسة، وهم: الحسن والحسين، ومحمد بن الحنفية والعباس، وعمر. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه أحسن القصص (ج 3 ص 192 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: قد اختلف الناس في عدد أولاده، فمنهم من أكثر، ومنهم من أقل، ففي كتاب الأنوار لأبي القاسم إسماعيل: إن أولاده 32 اثنان وثلاثون، ستة عشر ذكرا، وست عشرة أنثى. وفي بغية الطالب: أولاده رضي الله عنه 33 ثلاثة وثلاثون، خمسة عشر ذكرا، وثمانين عشرة أنثى بالاتفاق. أما الذكور فهم: الحسن، والحسين، ومحسن (وأمهم فاطمة الزهراء البتول بنت الرسول صلى الله عليه وسلم) ومحمد الأكبر (أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية) - فذكر مثل ما تقدم عن المنتظم ، وفيه: عوف مكان: عون. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد أسعد أطلس في تاريخ العرب (ج 3 ص 276 ط دار الأندلس - بيروت) قال:

ص 684

أما أولاده السادة - فذكر 15 ذكورا و18 إناثا، فقال: وتزوج بناته بنو عقيل وبنو العباس وبنو جعفر - الخ. ومنهم الشيخ يونس الشيخ إبراهيم السامرائي في حقائق عن آل البيت والصحابة (ص 73 ط المكتبة العصرية، صيدا - بيروت عام 1400) قال: لقد اختلف في عدد أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكورا وإناثا فمنهم من أكثر ومن أقل، ففي كتاب الأنوار لأبي القاسم أن أولاده اثنان وثلاثون: ستة عشر ذكرا وست عشرة أنثى، وقال اليعمري تسعة وعشرون، عشرة ذكور ، وتسع عشرة أنثى، وفي بغية الطالب: أولاده خمسة عشر ذكرا وثمان عشرة أنثى بالاتفاق، واختلف في الذكور فالحسن والحسين أمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما عيسى ومحمد الأكبر فأمهما من سبي بني حنيفة واسمها خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية. وعبد الله قتله المختار بن أبي عبيد، وأبو بكر قتل مع الحسين، أمهما ليلى بنت مسعود النهشلي تزوجها عبد الله بن جعفر بعد عمه فجمع بين زوجة علي وابنته، والعباس الأكبر يلقب بالسقاء، وعثمان وجعفر وعبد الله قتلوا مع الحسين أمهم أم البنين بنت الحرام الوحيدية ثم الطلابية ومحمد الأصغر قتل مع الحسين أمه أم حبيب الصهباء بنت ربيعة التغلبية وعمر الأصغر أمه الثقفية أم سعيد بنت عروة بن مسعود التغلبية ومحمد الأوسط أمه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العبشمية وهي التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر وأمهما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر بناته عليه السلام إلى أن قال: وخديجة تزوجها أبو السنابل عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد الله بن عامر بن كريز

ص 685

ابن ربيعة بن عبد شمس - بعد زوجها الأول عبد الرحمن بن عقيل، ورملة تزوجها معاوية بن مروان بن الحكم شقيق عبد الملك بن مروان وذلك بعد زوجها الأول أبو الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. ورقية شقيقة عمر الأكبر وأم الحسن ورملة الكبرى أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي وأم هانئ وميمونة ورملة الصغرى وزينب الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وأم الخير وأم سلمة وأم جعفر وجمانة والبقية لأمهات شتى والعقب من الحسن والحسين ومحمد الأكبر وعمر والعباس السقاء.

ص 686

في مراثيه عليه السلام

قد تقدم مرثية جماعة من الشعراء والعلماء في حقه عليه السلام في ج 8 ص 804 ومواضع أخرى من الكتاب، فنذكر هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة علي بن محمد الخزرجي في تخريج الدلالات السمعية (ص 270) قال: قال أبو عمر رحمه الله: ومما قيل في ابن ملجم وقطام:

فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المصمم

فلا مهر أغلى من علي وإن غلا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم

ومما رثى به علي رضي الله عنه قول الفضل بن أبي لهب:

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن

أليس أول من صلى لقبلته * وأعلم الناس بالقرآن والسنن

من فيه ما فيهم لا تمترون به * وليس في القوم ما فيه من الحسن

ومن أبيات لخزيمة بن ثابت بصفين:

كل خير يزينهم فهو فيه * وله دونهم حصال تزينه

ص 687

وقال أبو الأسود الدؤلي - وأكثرهم يرونها لأم الهيثم بنت العريان النخعية -:

ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا

تبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا

ألا قل للخوارج حيث كانوا * فلا قرت عيون الشامتينا

أفى شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا!

قتلتم خير ركب المطايا * وذللها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمبينا

وكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا

لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا

وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا

يقيم الحق لا يرتاب فيه * ويعدل في العدا والأقربينا

وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا

فلا تشمت معاوية بن صخر * فإن بقية الخلفاء فينا

ومنهم أبو الجود البتروني الحنفي في الكوكب المضئ (ق 63 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال: قال الشاعر: فلم أر مهرا - الأبيات كما تقدم عن تخريج الدلالات السمعية بعينه. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه أحسن القصص (ج 3 ص 190 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وقال أبو الأسود الدؤلي يرثي عليا رضي الله عنه:

ص 688

ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا - فتذكر الأبيات بتقديم وتأخير. وقال بدل الشامتينا: الحاسدينا، وبدل من حذاها: من فداها، وبدل المبينا: المئينا، وبدل خيرها: خيرهم، وبدل المتجبرينا: المتكبرينا. وزاد بعد البيت التاسع: إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر فوق الناظرينا وزاد أيضا بعد البيت الثاني عشر كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام حار في بلد سنينا وزاد في آخر الأبيات: وقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي المتوفى سنة 333 في المحن (ص 1000 ط 2 دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال: وحدثني محمد بن بسطام قال: حدثنا أبو الزنباع، قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا عمر بن عثمان - يعني الحمصي - عن أبي إسماعيل الجعفي، قال: قالت أم الهيثم بنت عوثان الخثعمية ترثي عليا، رحمه الله ورضي عنه:

ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا

رزينا خير من ركب المطايا * وخيسها وخير الناصرينا

ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن يقرى الثماني والمئينا

وكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا

وكنا قبل مقتله بخير * يقيم شرائع الإسلام فينا

يقيم الخير لا يرتاب فيه * ويقضي بالفرائض مستبينا

وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتحزبينا

ص 689

ويدعو للجماعة من أتاه * ويهتك قطع أيدي السارقينا

وغرونا بأنهم عكوف * وليس كذاك فعل العاكفينا

أفى شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا

ألم يأتوه إذ هربوا جميعا * وكان لقاؤه حصنا حصينا

تبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا

تطوف به لحاجتها إليه * فلما استيأست رفعت رنينا

فلا تشمت معاوية بن صخر * فإن بقية الخلفاء فينا

وقد أتت المقادة عن تراض * إلى ابن نبينا وإلى أخينا

وأن يعطي زمام الأمر قوما * طوال الدهر غيرهم الأمينا

كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام في ظلام قد عشينا

ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في الجوهرة (ص 118 ط دمشق) قال:

طب بصير بأضعان الرجال ولم * يعدل بحبر رسول الله أحبار

وقطرة قطرت إذ حان موعدها * وكل شيء له وقت ومقدار

حتى تنصلها في مسجد طهر * علي إمام هدى أن معشر جاروا

حمت ليدخل جنات أبو حسن * وأوجبت بعده للقاتل النار

وقال الكميت:

والوصي الذي أمال التجوب‍ * - ي رش أمه لانهدام

قتلوا يوم ذاك إذ قتلوه * حكما لا كغابر الحكام

الإمام الزكي والفارس المعلم‍ *  تحت العجاج غير الكهام

راعيا كان مسجحا ففقدناه *  وفقد المسيم هلك السوام

وقال بكر بن حماد التاهرتي، رحمه الله:

ص 690

وهز علي بالعراقين لحية مصيبتها جلت على كل مسلم فقال: سيأتيها من الله حادث ويخضبها أشقى البرية بالدم فباكره بالسيف شلت يمينه لشؤم قطام عند ذاك ابن ملجم فيا ضربة من خاسر ضل سعيه تبوأ منها مقعدا في جهنم ففاز أمير المؤمنين بحظه وإن طرقت فيه الخطوب بمعظم ألا إنما الدنيا بلاء وفتنة حلاوتها شيبت بصاب وعلقم وقال في ص 116: قال بكر بن حماد التاهرتي:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة * هدمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشي على قدم * وأول الناس إسلاما وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما * أسن الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبي ومولاه وناصره * أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له * مكان هارون من موسى بن عمرانا

وكان في الحرب سيفا صارما ذكرا * ليثا إذا لقي الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر * فقلت سبحان رب العرش سبحانا

إني لأحسبه ما كان من بشر * يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها * وأخسر الناس عند الله ميزانا

كعاقر الناقة الأولى التي جلبت * على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها * قبل المنية أزمانا فأزمانا

فلا عفا الله عنه ما تحمله * ولا سقى قبر عمران بن حطانا

لقوله في شقي ظل مختبلا * ونال ما ناله ظلما وعدوانا

يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا * ليبلغ من ذي العرش رضوانا

ص 691

بل ضربة من شقي أوردته لظى * مخلدا قد أتى الرحمن غضبانا

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن مسعود المالكي المشتهر بابن خصال في مناقب العشرة (ق 43 مخطوط) قال: قالت أم الهيثم النخعية: ألا يا عين ويحك أسعدينا - الأبيات، فذكر خمسة أبيات من القصيدة التي نسبها الخزرجي في تاريخ الدلالات السمعية إلى أبي الأسود الدؤلي. وقال أيضا: قال بكر بن حماد رحمه الله: وهز علي بالعراقين لجة - الأبيات كما مر عن الجوهرة ولم يذكر منها بيتين، البيت الثالث منها والخامس. ومنهم العلامة محمد بن يوسف الزرندي في بغية المرتاح (ق 89 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال: وفي ذلك يقول بكر بن حماد يعارض ابن حطان الخارجي: قل لابن ملجم والأقدار غالبة - الأبيات ذكرها مثل ما تقدم عن الجوهرة ، وقال بعد ذكر بيت: فلا عفى الله عنه ما تحمله * ولا سقى قبر عمران بن حطان وإنما ذكر عمران بن حطان الخارجي لأنه قد قال: يا ضربة من تقي الخ. ولم يذكر كل الأبيات بل ذكر تسعة أبيات منها. ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين (ص 317 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

ص 692

وقال بكر بن حسان الباهري: قل لابن ملجم والأقدار غالبة - الأبيات، وذكر منها اثنى عشر بيتا باختلاف قليل، وقال: الحسان الباهري بدل حماد التاهرتي، وقال: هدمت للدين والإسلام، وقال: وأول الناس إسلاما، وقال: سن بدل: أسن، وقال: قد كان يخبرهم هو بمقتله. وقال: إني لأحسبه ما كان من إنس، كلا ولكن كان شيطانا، وقال: فلا عفا الله عنه سوء فعلته، وقال: وسوف يلقى بها الرحمن غضبانا، وزاد بيتا ليس في الجوهرة وهو: كأنه لم يرد قصدا بضربته * إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه حياة الإمام علي عليه السلام (ص 628 ط دار الجيل في بيروت) ذكر الأبيات مثل ما تقدم عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين . ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 3 ص 190) ذكر أربعة أبيات من أول القصيدة. ومنهم الحافظ المؤرخ ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3 ص 345 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشا بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا إسحاق بن الحسن الحربي، عن علي، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن شمر قال: كانت سودة بنت

ص 693

عمارة - تبكي عليا وقالت:

صلى الإله على جسم تضمنه * قبر فأصبح فيه الجود مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا * فصار بالحق والإيمان مقرونا

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي المتوفى سنة 749 في تتمة المختصر (ص 52 نسخة إسلامبول) قال: قلت: ولأبي الطيب الطبري صادقا مهديا:

يا ضربة من شقي ما أراد بها * إلا ليهدم للإسلام أركانا

إني لأذكره يوما فألعنه * كذاك العن عمران بن حطانا

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه حياة الإمام علي عليه السلام (ص 628 ط دار الجيل في بيروت) قال: ورثاه أبو الأسود الدؤلي:

ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا

أفى شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا * ورحلها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راع الناظرينا

لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 96 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:

ص 694

وقال أبو الأسود الدئلي - يرثي عليا عليه السلام - فذكر الأبيات كما تقدم عن حياة الإمام علي عليه السلام إلا البيت الأخير. ثم قال: وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ألا أخبرك بأشد الناس عذابا يوم القيامة؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: عاقر ناقة صالح وخاضب لحيتك بدم رأسك.

 

الصفحة السابقة

شرح إحقاق الحق (ج32)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب