ص 3
لله در الصاحب ابن العباد يمدح أهل البيت عليهم السلام
بمحمد ووصيه وابنيهما *
وبعابد وبباقرين وكاظم
ثم الرضا ومحمد ثم ابنه * والعسكري المتقي والقائم
أرجو
النجاة من المواقف كلها * حتى أصير إلى نعيم دائم
وله:
قد قلت قولا صادقا بينا *
وليست النفس به آثمة
لكل شيء فاضل جوهر * وجوهر الناس بنو فاطمة
وله:
العدل
والتوحيد مذهبي الذي * يزهى به الإيمان والاسلام
وولايتي لمحمد ولآله * ديني وحصن
الدين ليس يرام
فهناك حبل الله مضفور القوى * وعليه من سر القضاء ختام
حيث المبلغ جبرئيل وصحفه الت * - نزيل فيه وعلمه الأحكام
والعلم غض عندهم بطراوة ال * وحي
الوحي كأنه الهام
وله:
شفيعي إلى الله قوم بهم * يميز الخبيث من الطيب
بحبهم صرت
مستوجبا * لما ليس غيري بمستوجب
ص 4
وله:
بمحمد ووصيه وابنيهما * الطاهرين وسيد العباد
ومحمد وبجعفر بن محمد * وسمي
مبعوث بشاطي الوادي
وعلي الطوسي ثم محمد * وعلي المسموم ثم الهادي
حسن واتبع بعدها
بإمامة * للقائم المبعوث بالمرصاد
وله:
يا زائرين اجتمعوا جموعا * وكلهم قد أجمعوا الرجوعا
إذا حللتم تربة المدينة * بخير أرض وبخير طينه
فأبلغوا محمد الزكيا * عني
السلام طيبا ذكيا
حتى إذا عدتم إلى الغري * فسلموا عني علي الوصي
وبعد بالبقيع في
خير وطن * أهدوا سلامي نحو مولاي الحسن
وأبلغوا القتلى بأرض الطف * تحيتي ألفان بعد
ألف
ثمت عودوا لبقيع الغرقد * نحو علي بن الحسين سيدي
وباقر العلم أخي الذخائر *
ومعدن العلياء والمفاخر
وكنز علم الله في الخلائق * جعفر الصادق أتقى صادق
فبلغوهم
من سلامي النامي * ما لا يزول مدة الأيام
حتى إذا عدتم إلى بغدان * لمشهد الزكاء
والرضوان
فبلغوا عني سلاما دائبا * سلام من يرى الولاء واجبا
وواصلوا السير وزوروا طوسا * نحو علي ذي العلى بن موسى
حيوه عني ما أضاء كوكب * وما أقام يذبل وكبكب
ص 5
وسلموا بعد على محمد * بأرض بغدان زكي المشهد
واعتمدوا عسكر سامراء * أهدوا سلامي
أحسن الاهداء
نحو علي الطاهر المطهر * والحسن المحسن نجل حيدر
وله:
لآل محمد أصبحت
عبدا * وال محمد خير البرية
أناس حل فيهم كل خير * مواريث النبوة والوصية
الشاعر
المحب أبو الفضل بن سلامة الحصكفي الدياربكري المتولد بعد ستين وأربعمائة والمتوفى
في ربيع الأول من سنة 553 ه يمدح أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله ويقول:
اقوت
مغانيهم فأقوى الجلد * ريعان كل بعد سكن فدفد
أسأل عن قلبي وعن أحبابه * ومنهم كل
مقر يجحد
وهل تجيب أعظم بالية * وأرسم خالية من ينشد
ليس بها إلا بقايا مهجة * وذاك
إلا حجر أو وتد
كأنني بين الطلول واقف * اندبهن الاشعث المقلد
صاح الغراب فكما
تحملوا * مشى بها كأنه مقيد
يحجل في آثارهم بعدهم * بادي السمات أبقع وأسود
ص 6
لبئس ما اعتاضت وكانت قبلها * يرتع فيها ظبيات خرد
ليت المطايا للنوى ما خلقت * ولا
حدا من الحداة أحد
رغاؤها وحدوهم ما اجتمعا * للصب إلا ونحاه الكمد
تقاسموا يوم
الوداع كبدي * فليس لي منذ تولوا كبد
على الجفون رحلوا وفي الحشا * تقيلوا ودمع
عيني وردوا
فأدمعي مسفوحة وكبدي * مقروحة وعلتي ما تبرد
وصبوتي دائمة ومقلتي *
دامية ونومها مشرد
تيمني منهم غزال اغيد * يا حبذا ذاك الغزال الأغيد
حسامه مجرد
وصرحه * ممرد وخده مورد
وصدغه فوق احمرار خده * مبلبل معقرب مجعد
كأنما نكهته وريقه
* مسك وخمر والثنايا برد
يقعده عند القيام ردفه * وفي الحشا منه المقيم المقعد
له
قوام لقضيب بانة * يهتز قصدا ليس فيه أود
أيقنت لما أن حدا الحادي بهم * ولم أمت أن
فوادي جلمد
كنت على القرب كئيبا مغرما * صبا فما ظنك بي إذ بعدوا
هم الحياة أعرقوا
أم اشأموا * أم أيمنوا أم اتهموا أم أنجدوا
ليهنهم طيب الكرى فإنه * حظهم وحظ عيني
السهد
نعم تولوا بالفؤاد والكرى * فأين صبري بعدهم والجلد
لولا الضنا جحدت وجدي بهم
* لكن نحولي بالغرام يشهد
ليس على المتلف غرم عندهم * ولا على القاتل عمدا قود
هل
أنصفوا إذ حكموا أم اسعفوا * من تيموا أم عطفوا فاقتصدوا
ص 7
بل اصطفوا إذ حكموا وأتلفوا * من هيموا وأخلفوا ما وعدوا
وسائل عن حب أهل البيت هل
* أقر إعلانا به أم أجحد
هيهات ممزوج بلحمي ودمي * حبهم وهو الهدى والرشد
حيدرة
والحسنان بعده * ثم علي وابنه محمد
جعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السيد
أعني الرضا ثم ابنه محمد * ثم علي وابنه المسدد
الحسن التالي ويتلو تلوه * محمد بن
الحسن المفتقد
فإنهم أئمتي وسادتي * وإن لحاني معشر وفندوا
أئمة أكرم بهم أئمة *
أسماؤهم مسرودة تطرد
هم حجج الله على عباده * وهم إليه منهج ومقصد
هم في النهار صوم
لربهم * وفي الدياجي ركع وسجد
قوم أتى في هل أتى مدحهم * ما شك في ذلك إلا ملحد
قوم
لهم فضل ومجد باذخ * يعرفه المشرك ثم الملحد
قوم لهم في كل أرض مشهد * لا بل لهم في
كل قلب مشهد
قوم منى والمشعران لهم * والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم مكة والأبطح
وال * - خيف وجمع والبقيع الغرقد
ما صدق الناس ولا تصدقوا * ما نسكوا وأفطروا
وعيدوا
لولا رسول الله وهو جدهم * واحبذا الوالد ثم الولد
ومصرع الطف ولا أذكره *
ففي الحشا منه لهيب موقد
يرى الفرات ابن البتول طاميا * يلقى الردى وابن الدعي يرد
حسبك يا هذا وحسب من بغى * عليهم يوم المعاد الصمد
ص 8
يا أهل بيت المصطفى يا عدتي * ومن على حبهم أعتمد
أنتم إلى الله غدا وسيلتي * وكيف
أخشى وبكم اعتضد
وليكم في الخلد حي خالد * والضد في نار لظى يخلد
ولست أهواكم ببغض
غيركم * إني إذا أشقى بكم لا أسعد
فلا يظن رافضي أنني * وافقته أو خارجي مفسد
محمد
والخلفاء بعده * أفضل خلق الله فيما أجد
هم أسسوا قواعد الدين لنا * وهم بنوا
أركانه وشيدوا
ومن يخن أحمد في أصحابه * فخصمه يوم المعاد أحمد
هذا اعتقادي فالزموه
تفلحوا * هذا طريقي فاسلكوه تهتدوا
والشافعي مذهبي مذهبه * لأنه في قوله مؤيد
اتبعه
في الأصل والفرع معا * فليتبعني الطالب المسترشد
إني بإذن الله ناج سابق * إذا ونى
الظالم والمقتصد
وله أيضا:
حنت فأذكت لوعتي حنينا * أشكو من البين وتشكو البينا
قد
عاث في إشخاصها طول السرى * بقدر ما عاث الفراق فينا
فخلها تمشي الهوينا طالما *
أضحت تباري الريح في البرينا
وكيف لا نأوي لها وهي التي * بها قطعنا السهل والحزونا
ها قد وجدنا البر بحرا زاخرا * فهل وجدنا غيرها سفينا
إن كن لا يفصحن بالشكوى لنا *
فهن بالارزام يشتكينا
يقول صحبي أترى آثارهم * نعم ولكن لا نرى القطينا
لو لم تجد
ربوعهم كوجدنا * للبين لم تبل كما بلينا
ما قدر الحي على سفك دمي * لو لم تكن
أسيافهم عيونا
أكلما لاح لعيني بارق * بكت فأبدت سري المصونا
لا تأخذوا قلبي بذنب
مقلتي * وعاقبوا الخائن لا الأمينا
ما استترت بالورق الورقاء كي * تصدق لما علت
الغصونا
قد وكلت بكل باك شجوه * تعينه إذ عدم المعينا
هذا بكاها والقرين حاضر *
فكيف من قد فارق القرينا
أقسمت ما الروض إذا ما بعثت * أرجاؤه الخيري والنسرينا
وأدركت ثماره وعذبت * أنهاره وأبدت المكنونا
وقابلته الشمس لما أشرقت * وانقطعت
أفنانه فنونا
أذكى ولا أحلى ولا أشهى ولا * أبهى ولا أوفى بعيني لينا
من نشرها
وثغرها ووجهها * وقدها فاستمع اليقينا
يا خائفا علي أسباب العدى * أما عرفت حصني
الحصينا
إني جعلت في الخطوب موئلي * محمدا والأنزع البطينا
أحببت ياسين وطاسين ومن
* يلوم في ياسين أو طاسينا
سر النجاة والمناجاة لمن * أوى إلى الفلك وطور سينا
ص 10
وظن بي الأعداء إذ مدحتهم * ما لم أكن بمثله قمينا
يا ويحهم وما الذي يريبهم * مني
حتى رجموا الظنونا
وكم مديح قدروا في رافد * فلم يجنوا ذلك الجنونا
وإنما أطلب رفدا
باقيا * يوم يكون غيري المغبونا
يا تائهين في أضاليل الهوى * وعن سبيل الرشد
ناكبينا
تجاهكم دار السلام فابتغوا * في نهجها جبريلها الأمينا
لجوامعي الباب
وقولوا حطة * تغفر لنا الذنوب أجمعينا
ذروا العنا فإن أصحاب العبا * هم النبأ إن
شئتم التبيينا
ديني الولاء لست أبغي غيره * دينا وحسبي بالولاء دينا
هما طريقان
فأما شأمة * أو فاليمين فاسلكوا اليمينا
سجنكم سجين إن لم تتبعوا * علينا دليل
عليينا
ذكره العلامة ابن الجوزي في (المنتظم) ج 18 ص 128. الناشي
ولقد تبين فضلهم
في هل أتى * فضل تذل به قلوب الحسد
وجزاؤهم بالصبر ما هو جنة * فيه الحرير لباسهم
لم ينفد
يسقون فيها سلسبيل يديرها * ولدان حور بين حور خرد
ص 18
مستدرك الآيات الكريمة النازلة في شأن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله

قد
تقدمت الآيات في شأنهم عليهم السلام في المجلدات السابقة من هذه الموسوعة الكبرى
ونستدرك في هذا المجلد - وهو المجلد الثالث والثلاثون - عن كتب أعلام العامة التي
لم ننقل عنها فيما مضى نسأل الله عز وجل التوفيق وعليه التكلان
ص 3
مستدرك الآية الأولى - قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب 33) 
قد تقدم ما يدل على نزول الكريمة في شأن أهل البيت
عليهم السلام عن العامة في ج 2 ص 501 وج 3 ص 513 وج 9 ص 1 وج 14 ص 40 وج 18 ص 359
مواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم
العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي المتوفى 385 ه في (المؤتلف
والمختلف) (ج 4 ص 2121 ط 1 دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406 ه) قال: حدثنا أبو سهل
أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إبراهيم بن حبيب يعرف بابن
الميتة الكوفي، حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي، عن أبي الجحاف، عن عطية، عن أبي
سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى باب علي (عليه السلام)
أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة (عليها السلام)، فقال: (السلام عليكم أهل البيت
ورحمة الله وبركاته)، الصلاة يرحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت) - الآية. ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في (تهذيب
الكمال في أسماء الرجال) (ج 33 ص 260 ط مؤسسة الرسالة) قال: وله عندنا حديث آخر
بهذا الإسناد، عن أبي الحمراء، قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي
وفاطمة، فقال: الصلاة الصلاة (إنما يريد الله
ص 4
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد
بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى 307 ه في (مسند أبي يعلى) (ج 12 ص 451 ط
دار المأمون للتراث) قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا
سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل
عليا، وحسنا، وحسينا، وفاطمة كسأ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، اللهم أذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة: قلت: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: إنك
إلى خير. ومنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى 463 ه
في (موضح أوهام الجمع والتفريق) (ج 2 ص 312 ط دار المعرفة - بيروت) قال: أخبرنا أبو
سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الماليني أخبرنا أبو محمد الحسن بن
رشيق بمصر، حدثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي، حدثني أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد
الأموي، حدثنا عمي عبيد بن سعيد عن الثوري، عن عمرو بن قيس عن زبيد عن شهر بن حوشب،
عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا
وحسينا فجللهم بكساء ثم تلا (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) قال: وفيهم أنزلت. ومنهم الشيخ يونس إبراهيم السامرائي في (حقائق عن آل
البيت والصحابة) ص 11 ط المكتبة العصرية - صيدا - بيروت عام 1400 ه 1980 م) قال: لا
يخفى على كل مسلم أن الله تعالى أمرنا بحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء
ذلك في صريح القرآن الكريم، قال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى) كما قال عز وجل في آية أخرى: (إنما يريد الله ليذهب
ص 5
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ولهذه المكانة العظيمة لآل بيت النبي يجب
على المسلم أن يسعى لتعظيمهم واحترامهم والعمل بما أمروا به من كتاب الله وسنة نبيه
عليه الصلاة والسلام، فقد ذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلى الله عليه وسلم ساووه
في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم
الصدقة، وفي المحبة، ومن هذا وغيره يظهر لنا وجوب محبة آل البيت وتحريم بغضهم
التحريم الغليظ. وبذلك صرح البيهقي والبغوي، بل نص عليه الإمام الشافعي فيما حكي
عنه من قوله: يا آل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من
عظيم الفخر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له ولأبي الحسن عن جبير رحمه الله. أحب
النبي المصطفى وابن عمه * عليا وسبطيه وفاطمة الزهرا هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم *
وأطلعهم في افقنا أنجما زهرا وقال الإمام عبد الوهاب الشعراني في الفتوحات: فلا
تعدل بأهل البيت خلقا * فأهل البيت هم أهل السيادة فبغضهم من الانسان خسر * حقيقي
وحبهم عبادة ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي الشافعي
المتوفى سنة 748 في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 385 ط مؤسسة الرسالة في بيروت) قال:
الأوزاعي: حدثنا أبو عمار - رجل منا - حدثني واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله
عليه وسلم، أخذ حسنا، وحسينا، وفاطمة، ولف عليهم ثوبه، وقال: (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب: 33] اللهم هؤلاء أهلي. قال واثلة:
فقلت يا رسول الله، وأنا من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي قال: فإنها لمن أرجى ما أرجو.
ص 6
هذا حديث حسن غريب. وقال أيضا في ج 10 ص 346: أنبأنا جماعة عن أسعد بن روح، أخبرتنا
فاطمة بنت عبد الله، أخبرنا ابن ريذة، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو خليفة،
حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر، سمعت أم سلمة
تقول: جاءت فاطمة غدية بثريد لها تحملها في طبق، حتى وضعتها بين يديه صلى الله عليه
وسلم، فقال [لها]: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت. قال: ادعيه، [وائتيني بابني]
قالت: فجاءت تقود ابنيها، كل واحد منهما في يد، وعلي يمشي في أثرها، [حتى دخلوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم] فأجلسهما في حجره، وجلس علي على يمينه، وجلست فاطمة
عن يساره، [قالت أم سلمة:] فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت،
ببرمة فيها خزيرة، فجلسوا يأكلون من تلك البرمة، وأنا أصلي في تلك الحجرة. فنزل،:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وأخذ فضل الكساء
فغشاهم ثم أخرج يده اليمنى من الكساء وألوى بها إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل
بيتي وحامتي. قالت: فأدخلت رأسي فقلت: يا رسول الله وأنا معكم؟ قال: أنت إلى خير.
مرتين. رواه الترمذي مختصرا وصححه من طريق الثوري عن زبيد عن شهر بن حوشب. ومنهم
العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي الحنبلي - ابن النجار المتوفى
972 ه في (شرح الكوكب المنير) (ج 2 ص 242 ط دار الفكر - دمشق) قال: وأهل البيت (هم:
علي وفاطمة) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ونجلاهما) هما حسن وحسين (رضي الله
عنهم)، لما في الترمذي: أنه لما نزل قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت) أدار النبي صلى الله عليه وسلم الكساء، وقال: هؤلاء أهل بيتي. ومنهم
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى
ص 7
742 في كتابه (مختصر الأشراف بمعرفة الأطراف) (ج 12 ص 397 ط بيروت). حديث خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود... الحديث - في فضل الحسن
والحسين. وفيه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في
اللباس عن سريج بن يونس وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى، ثلاثتهم عن يحيى بن زكريا
بن أبي زائدة، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة به - مختصرا. وفي الفضائل عن أبي بكر بن
أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن محمد بن بشر، عن زكريا بن أبي زائدة
- بتمامه. د في اللباس (6: 1) عن يزيد بن خالد - وحسن ابن علي - ت فيه (لا، في
الاستئذان 83) عن أحمد بن منيع - ثلاثتهم عن يحيى بن أبي زائدة به - مختصرا كما
ههنا، وقال ت: حسن صحيح. وقال أيضا في ج 13 ص 12: حديث: أن النبي صلى الله عليه
وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء... الحديث. ت في المناقب (134: 5) عن
محمود بن غيلان، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن زيد، عن شهر بن حوشب به. وقال:
حسن صحيح، وهذا أحسن شيء روي في هذا الباب. ومنهم الدكتور علي محمد جماز في (مسند
الشاميين من مسند الإمام أحمد بن حنبل) (ج 1 ص 210 ط مؤسسة الكتب الثقافية في
الدوحة) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمد بن مصعب قال ثنا الأوزاعي عن
شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا عليا فلما قاموا
قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قال أتيت
فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي، قالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين رضي الله
عنهم، آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس
حسنا وحسينا، كل واحد منهما على فخذه، ثم لف
ص 8
عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا). وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق. (أ) رواته:
ثقات، عدا محمد بن مصعب وحديثه حسن إن شاء الله. (ب) درجته: إسناده حسن. (ج)
تخريجه: أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 167، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى
باختصار، وزاد (إليك لا إلى النار) والطبراني، وفيه محمد بن مصعب، وهو ضعيف الحديث،
سيئ الحفظ، رجل صالح في نفسه. قلت: اختلف العلماء في تضعيفه، ومن ضعفه فإنما ضعفه
من قبل حفظه، وقال أبو زرعة: صدوق في الحديث، وقال أحمد: لا بأس به. ومنهم العلامة
أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد 305 والمتوفى 402 ه في (معجم
الشيوخ) (ص 133 ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان بيروت - طرابلس) قال: حدثنا محمد بن
عمار بالكوفة حدثنا محمد بن عبيد بن أبي هارون المقرئ، حدثنا أبو حفص الأعشى، عن
إسماعيل بن أبي خالد، عن محمد بن سوقة، عن من أخبره، عن أم سلمة، قالت: كان النبي
صلى الله عليه وسلم عندنا منكسا / 42 / رأسه، فعملت له فاطمة خزيرة، فجاءت ومعها
حسن وحسين رضي الله عنهم، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم، أين زوجك؟ اذهبي
فادعيه، فجاءت به فأكلوا، فأخذ كساء فأداره عليهم. فأمسك طرفه بيده اليسرى، ثم رفع
اليمنى إلى السماء وقال: اللهم هؤلا أهل بيتي وحامتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا. أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم، عدو لمن عاداكم. ومنهم العلامة الشيخ
فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المولود سنة 544
ص 9
والمتوفى سنة 606 ه في كتابه (المحصول في علم الأصول) (ج 2 ص 81 ط دار الكتب
العلمية - بيروت) قال: أما الآية فقوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب: 33]، والخطأ رجس: فيجب أن يكونوا مطهرين عنه.
وأما الخبر فقوله عليه الصلاة والسلام: إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا
كتاب الله وعترتي. وأما المعنى فإن أهل البيت مهبط الوحي، والنبي صلى الله عليه
وسلم منهم وفيهم: فالخطأ عليهم أبعد. وقال أيضا في ص 82: فإذن هذه الآية تدل على
عصمة أهل البيت، وكل من قال ذلك زعم أن المراد به علي وفاطمة والحسن والحسين لا
غير، فلو حملناه على غيرهم: كان ذلك قولا ثالثا. ومنهم الشيخ أبو محمد السيد بن
إبراهيم أبو عمه - في (الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن الكريم) (ص 90 دار
الصحابة للتراث بطنطا) قال: قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا) [الآية 33]. قال الحاكم - رحمه الله تعالى - في المستدرك (2
/ 416): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني
أبي قال سمعت الأوزاعي يقول: حدثني أبو عمار قال: حدثني واثلة بن الأسقع رضي الله
عنه قال: جئت أريد عليا رضي الله عنه فلم أجده. فقالت فاطمة رضي الله عنها: انطلق
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه فاجلس فجاء مع رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فدخل ودخلت معهما. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم
ثوبه وأنا شاهد فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ص 10
ويطهركم تطهيرا) اللهم هؤلاء أهل بيتي قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي
وقال: سمعه الوليد بن مزيد من الأوزاعي. حديث حسن. ومنهم شيخ الإسلام أبو العباس
تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني المتوفى 728 ه في (قواعد
الأديان) (ص 26 ط دار القلم للتراث - الهرم) قال: وقد روى الإمام أحمد والترمذي
وغيرهما عن أم سلمة: أن هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلى الله عليه وسلم كساءه
على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وقال أيضا في ص 27: ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب
الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرا، دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأقرب أهل بيته
وأعظمهم اختصاصا به، وهم علي وفاطمة، رضي الله عنهما، وسيدي شباب أهل الجنة، جمع
الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلى الله عليه
وسلم، فكان في ذلك ما دلنا على أن إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم نعمة من الله، ليسبغها
عليهم، ورحمة من الله وفضل لم يبلغوهما بمجرد حولهم وقوتهم، إذ لو كان كذلك
لاستغنوا بهما عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، كما يظن من يظن أنه قد استغنى في
هدايته وطاعته عن إعانة الله تعالى له، وهدايته إياه. وقال شيخ الإسلام المذكور في
كتاب (الفتاوى الكبرى) ج 1 ص 55. مسألة: في رجل قال في علي بن أبي طالب رضي الله
عنه أنه ليس من أهل البيت، ولا تجوز الصلاة عليه، والصلاة عليه بدعة؟ الجواب: أما
كون علي بن أبي طالب من أهل البيت، فهذا مما لا خلاف بين المسلمين فيه، وهو أظهر
عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل، بل هو أفضل أهل البيت، وأفضل بني هاشم بعد
النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أدار كساه على
علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم
تطهيرا.
ص 11
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في (مقدمة كتاب مسند أهل البيت
عليهم السلام لأحمد بن حنبل) (ص 4 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال: أما بعد:
فقد قال الله سبحانه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
[الأحزاب - 33]. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711
ه في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 17 ص 329 ط دار الفكر) قال: قال [عمرو بن
ميمون]: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعليا وفاطمة عليهم
السلام، ومد عليهم ثوبا ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا. ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في (التنبيهات
السنية على العقيدة الواسطية) (ص 311 ط مكتبة الرياض الحديثة) قال: بيته علي وفاطمة
والحسن والحسين الذي أدار عليهم الكساء وخصهم بالدعاء، ذكره الشيخ تقي الدين. ومنهم
الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في.. خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر
الإسلام) (ص 463 ط 2 دار الريان للتراث) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعا
على كساء حبري عند زوجته أم المؤمنين أم سلمة، وكانت قائمة تصلي، فدخلت عليه فاطمة
الزهراء تحمل له برمة فيها خزيرة، فقال لها: ادع لي زوجك وابنيك فجاء علي وحسن
وحسين، فدخلوا، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهبط جبريل، عليه السلام، وتلا على
النبي الكريم قول الله سبحانه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا). فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم طرفا من الكساء الذي كان يضطجع فوقه،
ص 12
فغطى به فاطمة وعليا وحسنا وحسينا، ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء، ثم قال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ومنهم الفاضل المعاصر
عبد الحليم أبو شقة في (تحرير المرأة في عصر الرسالة) (ج 3 ص 41 ط 1 دار القلم -
الكويت - عام 1410) قال: عن عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط
مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة
فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا) [رواه مسلم]. ومنهم المحق الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في
(الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني) (ج 1 ص 231 ط 1 دار عمار - عمان والمكتب
الكلامي بيروت) قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني بطرسوس. حدثنا أبو
الربيع الزهراني، حدثنا عمار بن محمد، عن سفيان الثوري، عن أبي الجحاف داود بن أبي
عوف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله جل وعز: (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نزلت في خمسة: في رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم. ومنهم
الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في (رياض الجنة في محبة النبي صلى الله عليه وآله
واتباع السنة) (ص 18) قال: وأوضح لنا صلى الله عليه وسلم مكانة الإمام علي وزوجه
فاطمة وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين فعن عائشة أنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه
وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه
ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم
ص 13
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) رواه مسلم. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي
الصابوني الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة في (من كنوز
السنة) (ص 141 ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة) قال: ومن محبة الرسول صلى الله
عليه وسلم تتولد محبة (آل البيت)، محبة آله وعشيرته، لأن من أحب شخصا أحب من يلوذ
به وينتسب إليه، ولا شك أن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم أحق الناس بالحب
والتقدير، وقد أثنى الله عليهم بقوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا)، فمحبتهم محبة للرسول، وتكريمهم تكريم له صلى الله عليه وسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد الأمين بن محمد المختار الحكبني الشنقيطي في (أضواء
البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (ج 6 ص 579 ط عالم الكتب - بيروت) قال: وقال بعض
أهل العلم: إن أهل البيت في الآية هم من تحرم عليهم الصدقة والعلم عند الله تعالى.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)،
الآية. يعني أنه يذهب الرجس عنهم، الخ. ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن
المرعشلي في (فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم)
لأبي عبد الله الترمذي (ص 30 ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية - بيروت)
قال: إنه دعاهم ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)... أبو هريرة.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود 741 والمتوفى
792 ه في (التسهيل لعلوم التنزيل) (ج 3 ص 137 ط دار الفكر) قال: (إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم) (الرجس) أصله النجس، والمراد به هنا النقائص
والعيوب (أهل البيت) منادى أو منصوب على
ص 14
التخصيص، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: هم أزواجه وذريته وأقاربه كالعباس
وعلي وكل من حرمت عليه الصدقة، وقيل المراد هنا أزواجه خاصة، والبيت على هذا
المسكن، وهذا ضعيف لأن الخطاب بالتذكير، ولو أراد ذلك لقال عنكن وروي أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية في خمسة: في وعلي وفاطمة والحسن والحسين. ومنهم
الفاضل المعاصر موسى محمد علي في (عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى) (ص 28 ط عالم
الكتب - بيروت) قال: روي من طرق صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء ومعه
علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وقد أخذ كل واحد منهما بيده صلى الله عليه وسلم حتى
دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا على فخذيه، ثم لف
عليهما كساء، ثم تلا هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا). وفي رواية قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا. وفي أخرى: قال: اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك على آل محمد، كما جعلتها
على إبراهيم، إنك حميد مجيد. إلى أن قال: ويحتمل إن التخصيص بالكساء لهؤلاء الأربع
لأمر الهي، يدل عليه حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: فرفعت الكساء
لأدخل معهم فجذبه المصطفى من يدي فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ فقال: إنك من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم وإنك على خير. وروى أحمد في مسنده والطبراني عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزلت هذه الآية في خمسة:
في، وفي علي، وحسن، وحسين، وفاطمة رضوان الله عليهم أجمعين. وروى ابن أبي شيبة
وأحمد والترمذي والطبراني والحاكم وصححه عن أنس أن
ص 15
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر فيقول:
الصلاة أهل البيت.. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ا ه.
ومنهم الفاضل المعاصر؟ في (فهرس مسند أبي يعلى) ج 14 ص 90 ط دار المأمون للتراث
قال: جلل عليا وحسنا وحسينا وفاطمة كساء ثم قال... ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي
الأعقم الأنسي اليماني في (تفسير الأعقم) (ص 541 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية نزلت في النبي صلى الله عليه
وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) يعني إنما يذهب بأمره ونهيه
فيأمركم بمكارم الأخلاق ومعالي الأمور، والرجس الإثم الذي نهى الله عنه، قيل:
الشيطان والشرك. ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في (معارج القبول بشرح سلم
الوصول إلى علم الأصول - في التوحيد) (ج 2 ص 483 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
ويدخل أهل بيته في هذه الآية من باب أولى بل بنص الحديث الخمسة الذين جللهم النبي
صلى الله عليه وسلم بكسائه كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج
النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي
فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم العلامة الشيخ
عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين) (ص 482 ط دار
ص 16
الريان) قال: وكثيرا ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل بيته الذين نزلت
في حقهم الآية الشريفة هم علي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء وولديهما الحسن والحسين
فقد قال واثلة بن الأسقع: لقد رأيتني ذات يوم، وقد جئت النبي صلى الله عليه وسلم في
بيت أم سلمة، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، ثم جاء الحسين فأجلسه على
فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي ثم قال (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر
محمد السعيد بن بسيوني زغلول في.. فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج
1 ص 369 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) أنس 3
/ 285. (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) 6 / 292. (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت). قاله لأهل بيت علي عمرو بن ميمونة 1 / 331. ومنهم الفاضل المعاصر
يوسف عبد الرحمن المرعشلي في (فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى
الله عليه وسلم) لأبي عبد الله الترمذي (ص 32 ط دار النور الإسلامي ودار البشائر
الإسلامية - بيروت) قال: أنه لما نزلت هذه الآية دخل عليه علي وفاطمة والحسن...
ص 17
مستدرك الآية الثانية - قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
(الشورى: 23) 
قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله
وسلم عن أعلام الأمة - في ج 3 ص 2 - إلى 22 وج 14 ص 106 - إلى ص 115 وج 20 ص 78
و79. ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق. فمنهم العلامة أحمد علي
محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في (تفسير الأعقم) (ص 624 ط 1 دار الحكمة اليمانية)
قال: (قل لا أسألكم عليه أجرا) أي على ما أدعوكم إليه (إلا المودة في القربى)، قال
جار الله: إنها لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا
مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما ويدل عليه ما روي عن علي عليه السلام قال: شكوت
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسد الناس، قال: أما ترضى أن تكون رابع
أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا
وذرياتنا خلف أزواجنا. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: حرمت الجنة على من ظلم
أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه
فأنا أجازه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة. ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج
في (رياض الجنة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع السنة) (ص 16) قال: وتجب
محبة آل البيت ومودتهم قال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى).
ص 18
ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1 ص 49 ط مكتبة غريب
الفجالة) قال: ولما نزلت الآية الكريمة: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى) سئل الرسول: من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم. قال: علي وفاطمة وولدهما.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن المدني المغربي المالكي في الدرر المكنونة (ص
11 ط المطبعة الفاسية) قال: وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال: قربى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وأخرج الطبراني والبزار عن الحسن بطرق بعضها حسن إنه خطب خطبة
بليغة قال أنا الحسن بن محمد صلى الله عليه وسلم أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا
من أهل البيت الذين افترض الله تعالى مودتهم وموالاتهم فقال: (لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى). ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم
المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام) (ص 484 ط دار الريان للتراث) قال: وأنزل
الله في كتابه العزيز ما يدعم تعاليم الرسول فقال: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى). ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن
جماعة الكتاني في (غرر التبيان في من لم يسم في القرآن) (ص 465 ط دار قتيبة) قال:
(إلا المودة في القربى) [الآية 23] هي: مودتهم النبي صلى الله عليه وسلم في قرابته
منهم، فيصدقونه، ولا يؤذونه، وقيل: هي مودة أقاربه صلى الله عليه وسلم لأجله، وقيل:
هم بنو فاطمة، وقيل: بنو عبد المطلب، وقيل: أهل الخمس
ص 19
ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في (التنبيهات السنية على العقيدة
الواسطية) (ص 310 ط مكتبة الرياض الحديثة) قال: قوله ويحبون أهل بيت رسول الله الخ.
أي أن أهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ويتولونهم
ويحترمونهم ويكرمونهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحترامهم ومحبتهم
والبر بهم من توقيره واحترامه صلى الله عليه وسلم وامتثالا لما جاء به الكتاب
والسنة من الحث على ذلك، قال تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
وقد تكاثرت الأحاديث بالأمر بذلك والحث عليه. قال ابن كثير رحمه الله بعد كلام: ولا
ننكر الوصاية بأهل البيت والأمر بالاحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية
طاهرة وأشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا، ولا سيما إذا كانوا متبعين
للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد
بن عبد الواحد الوشريسي التلمساني المتولد في حدود سنة 814 والمتوفى بفاس 914 ه في
كتاب (المعيار المعرب) (ج 2 ص 545 ط بيروت) قال: ومما يدل على احترام ذريته صلى
الله عليه وسلم قوله: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) أي إلا أن
تودوني في قرابتي، والذرية أقرب القرابة. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد
السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 5 ص 467 ط عالم
التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال: علي وفاطمة وابناهما طب 3: 39، 11: 444 - مجمع
7: 103، 9: 168 - كشاف 145 - قرطبي 16: 22 - كثير 3: 98. علي وفاطمة والحسن أهلي
خفا 2: 93. علي وفاطمة والحسن والحسين كثير 3: 98 - قرطبي 16: 22.
ص 20
علي وفاطمة وولداهما منثور 6: 7 - مسير 7: 285 - قرطبي 16: 22 - كثير 3: 98. ومنهم
العلامة شهاب الدين محمد أحمد الجعفي في (تفسير آية المودة) ق 12 قال في قوله
تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقيل: هم ولد عبد المطلب
ويدل عليه ما روى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن ولد عبد
المطلب سادة أهل الجنة: أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين والمهدي.
مستدرك الآية
الثالثة - قوله تعالى (سلام على آل ياسين) (الصافات: 130) 
قد تقدم الأحاديث التي
تدل على نزولها في أهل البيت عليهم السلام نقلا عن العامة في ج 3 ص 449 وج 9 ص 127
وج 14 ص 360 وج 18 ص 503 وج 24 ص 142 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة. فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي
اليماني في (تفسير الأعقم) (ص 578 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال: (سلام على آل
ياسين). وقيل: آل محمد روي في الحاكم.
مستدرك الآية الرابعة - قوله تعالى: (مرج
البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) (سورة الرحمن / 19 و20) 
قد تقدم ما ورد في
نزولها في أهل البيت عليهم السلام عن العامة في ج 3 ص 274 وج 9 ص 107 وج 14 ص 256
وج 20 ص 88 ومواضع أخرى.
ص 21
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق - رواه جماعة: فمنهم العلامة
أحمد علي الأعقم الأنسي اليماني في (تفسير الأعقم) (ص 695 ط دار الحكمة اليمانية)
قال: وروي في الثعلبي: مرج البحرين علي وفاطمة، بينهما برزخ محمد، يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهم السلام.
مستدرك الآية الخامسة - قوله تعالى:
(فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائكم
وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (آل عمران: 61)

قد تقدم ما
يدل على نزول هذه الكريمة في شأن أهل البيت عليهم السلام عن أعلام العامة في ج 3 ص
75 وج 9 ص 70 وج 14 ص 131 وج 18 ص 389 وج 20 ص 84. ونستدرك ههنا عن كتبهم التي لم
ننقل عنها فيما سبق. فمنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في (عقيلة الطهر والكرم
زينب الكبرى) (ص 24 ط عالم الكتب - بيروت) قال: وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه:
علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، وجميع ذريتهم تبع لهم. أما كونهم
وحدهم هم أهل تلك الدرجة فالدليل عليه حديث المباهلة. يقول المفسرون: لما نزل قوله
تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين). احتضن
رسول الله صلى الله
ص 22
عليه وسلم، الحسن، والحسين، ومشت فاطمة خلفه، وعلي خلفها وهو يقول لهم: إذا دعوت
فأمنوا... الخ. ثم يعلق جار الله على هذا فيقول: ولا دليل أقوى من هذه الآية على
فضل أصحاب الكساء. ومنهم العلامة... في كتابه (القول القيم مما يرويه ابن تيمية
وابن القيم) (ص 51 ط بيروت) قال: ولما أنزل الله آية المباهلة (فمن حاجك فيه من بعد
ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)... الآية. دعا النبي صلى الله
عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها وحسنا وحسينا رضي الله عنهما وخرج للمباهلة. وقال
أيضا: فقد قال الله تعالى: في حق إبراهيم: (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف
وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى، وعيسى والياس). ومعلوم أن عيسى لم
ينتسب إلى إبراهيم إلا من جهة أمه مريم. ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد عبد الله بن
مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة 276 في (الاختلاف في اللفظ والرد على
الجهمية والمشبهة) (ص 43 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال: قوله تعالى:
(قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم) فدعا حسنا وحسينا (ونساءنا ونساءكم) فدعا فاطمة
عليها السلام، (وأنفسنا وأنفسكم) فدعا عليا عليه السلام. ومنهم العلامة... في كتابه
(القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم) (ص 21 ط بيروت) قال: وقد ثبت في
الصحاح حديث وفد نجران، ففي البخاري ومسلم عن حذيفة وأخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص
قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم، ونسائنا ونسائكم،
وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول الله صلى الله عليه
ص 23
وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم الفاضل المعاصر محمد
سليمان فرج في (رياض الجنة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع السنة) (ص 18)
قال: ولما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. رواه مسلم. ومنهم
الشيخ أبو محمد السيد بن إبراهيم أبو عمه - في (الصحيح المسند من التفسير النبوي
للقرآن الكريم) (ص 19 ط دار الصحابة للتراث بطنطا) قال: له تعالى: (فقل تعالوا ندع
أبناءنا وأبناءكم) [الآية 61]. قال الترمذي رحمه الله في سننه رقم (2999): حدثنا
قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار - هو مدني ثقة - عن عامر بن سعد بن
أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح. قلت: هذا حديث حسن. ومنهم العلامة الشيخ
حافظ بن أحمد حكمي في (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول - في التوحيد)
(ج 2 ص 474 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: ولما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع
أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال
اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في
(تفسير الأعقم) (ص 76 ط 1 دار الحكمة اليمانية). عن ابن عباس: فلما دعاهم الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم إلى المباهلة أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة عليهم
السلام وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أنا دعوت فأمنوا ثم دعا النصارى إلى
المباهلة فأحجموا عنها، وأقروا بالذلة،
ص 24
وقبلوا الجزية، وروي أنهم استشاروا العاقب وكان ذا رأيهم، فقال: إنه نبي مرسل وما
لاعن قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا ثبت صغيرهم فودعوه وانصرفوا، وروي أن أسقف نجران
قال لهم: إني لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا
تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة وسألوا الصلح،
فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل سنة ألفي حلة، ألف في رجب وألف في
صفر، وثلاثين درعا، وثلاثين فرسا، وثلاثين رمحا، فدفعوها إليه، وقال صلى الله عليه
وآله وسلم: والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي
نارا وما حال الحول على النصارى حتى هلكوا (إن هذا لهو القصص الحق) أي هذا الذي قص
عليك من نبأ عيسى لهو القصص الحق. ومنهم الفاضل المعاصر عبد الحليم أبو شقة في
(تحرير المرأة في عصر الرسالة) (ج 3 ص 40 ط 1 دار القلم - الكويت - عام 1410) قال:
قال تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) [سورة آل
عمران: 61]. ورد في تفسير ابن كثير:... (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) أي نحضرهم في حال المباهلة... فلما أصبح رسول الله صلى
الله عليه وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميل
له، وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة، وله يومئذ عدة نسوة. عن عائشة قالت: أقبلت
فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه. [رواه البخاري ومسلم]. وقال أيضا في ص 90:
وورد أيضا:... قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب من رؤوس وفد نجران
من النصارى فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن
ص 25
يلاعناه الغداة قال: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن
والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا... قال جابر: وفيهم نزلت: (تعالوا ندع
أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) وقال جابر: أنفسنا وأنفسكم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة
وهكذا رواه الحاكم في مستدركه عن علي بن عيسى ثم قال: صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه، هكذا قال. وقد رواه أبو داود والطيالسي عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي مرسلا
وهذا أصح. وقد روي عن ابن عباس والبراء نحو ذلك. ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم
محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام) (ص 483 ط دار الريان
للتراث) قال: عند ما قدم عليه وفد نصارى نجران، فقد دعاهم الرسول إلى الإسلام، وتلا
عليهم ما أنزل الله من القرآن في (عيسى بن مريم)، فلما رفضوا أمر الله سبحانه النبي
أن يعرض عليهم الملاعنة بقوله تعالى: (فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله
على الكاذبين) وارتضى زعماء النصارى المباهلة، فلما كان اليوم التالي، استعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم لذلك، فأخذ بيد علي وفاطمة، وبيد الحسن والحسين ثم أرسل
إلى النجرانيين فخافوا عاقبة ملاعنة نبي الله صلى الله عليه وسلم وقالوا نصالحك على
الجزية ولا نلاعنك، فصالحهم وأصبحوا في جوار الله وذمة رسوله.
ص 26
مستدرك الآية السادسة - قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)
(الدهر: 8) 
قد تقدم ما ورد في نزول الكريمة في شأن أهل البيت عليهم السلام عن أعلام
العامة في ج 3 ص 157 و583 وج 8 ص 576 وج 9 ص 110 وج 14 ص 446 وج 18 ص 339 - وج 20 ص
153 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى. فمنهم العلامة
محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود 741 والمتوفى 792 ه في
(التسهيل لعلوم التنزيل) (ج 4 ص 167 ط دار الفكر) قال: (ويطعمون الطعام) نزلت هذه
الآية وما بعدها في علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فإنهم
كانوا صائمين فلما وضعوا فطورهم ليأكلوه جاء مسكين فدفعوه له وباتوا طاوين وأصبحوا
صائمين فلما وضعوا فطورهم جاء يتيم فدفعوه له وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين فلما
وضعوا فطورهم جاء أسير فدفعوه له وباتوا طاوين والآية على هذا مدنية لأن عليا إنما
تزوج فاطمة بالمدينة. ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن
جماعة الكناني الشافعي المتوفى 733 ه في (غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن) (ص
525 ط دار قتيبة - دمشق وبيروت) قال: (يوفون بالنذر) [الآية 7] هم: علي، وفاطمة،
وجاريتهما فضة، لما مرض الحسن والحسين، فنذروا إن عوفيا صيام ثلاثة أيام، فبرءا،
فصاموا أول يوم ووضعوا العشاء أقراصا من شعير، فوقف سائل، فآثروه وطووا، ثم وقف
عليهم في الليلة الثانية يتيم،
ص 27
فآثروه وطووا، وفي الثالثة أسير، فآثروه وطووا. فنزلت. (وأسيرا): [الآية 8]. هو:
الأسير من الكفار يحسن إليه في دار الإسلام، وقيل: هو المملوك، وقيل: هو الأسير من
المسلمين، وقيل: هو الغريم المسجون. ومنهم الدكتور فرج بصمه جي من (كنوز المتحف
العراقي) (ص 424 ط وزارة الاعلام بغداد) قال: الرقم 45 - باب من الخشب يتألف من
مصراعين مفقود بعض أجزائه عليه كتابة نسخية بارزة حول حشواته. صنع كما هو مدون عليه
سنة (498 ه الموافق 1104 م) نقل من جامع الإمام إبراهيم في الموصل، (676 - ع)، ونص
الكتابة في أعلى الباب: 1 - بسم الله الرحمن الرحيم 2 - (يوفون بالنذر ويخافون يوما
كان شره مستطيرا ويطعمون 3 - الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم
لوجه الله، 4 - لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) (1). منهم العلامة أحمد علي محمد علي
الأعقم الأنسي اليماني في (تفسير الأعقم) (ص 876 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(يوفون بالنذر) نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام وجارية لهم.
ص 28
ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي
المتوفى 782 في (البركة في فضل السعي والحركة) (ص 59 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
وفي تفسير الثعالبي أن عليا رضي الله عنه انطلق إلى يهودي يعالج الصوف، فقال له: هل
لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة آصع من
شعير؟ قال: نعم! فأعطاه الصوف والشعير، فقبلت فاطمة وأطاعت وقامت إلى صاع فطحنته
وخبزت منه خمسة قراص. الحديث بطوله. ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤوف
بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 ه في (إتحاف
السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 106 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وروى
الثعلبي بإسناده: أن الحسن والحسين مرضا فعادهما المصطفى في ناس فقالوا: يا أبا
الحسن، لو نذرت، فنذر علي وفاطمة: إن شفيا أن يصوما ثلاثا. فشفيا ولا شيء عندهم،
فاقترض علي من يهودي آصعا، فصنعت فاطمة طعاما، وقدمته له عند فطره، فوقف بالباب
سائل، فاستطعمهم فقال علي:
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما
ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا
جائع حزين
كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستعين
موعده جنة عليين * حرمها الله
على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوى به النار إلى سجين
فقالت فاطمة:
أمرك سمع يا
بن عم وطاعة * ما بي من لوم ولا وضاعة
غذيت باللب وبالبراعة * أطعمه ولا أبالي
الساعة
ص 29
أرجو إذا أنفقت من مجاعة * أن ألحق الأخيار والجماعة
وأدخل الخلد ولي شفاعة
فأعطى
الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء فصنعت مثله، فوقف بالباب يتيم
فاستطعم، فقال علي رضي الله عنه:
يا فاطمة بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم الله فهو رحيم
موعده في جنة النعيم * قد حرم
الخلد على اللئيم
يساق في النار إلى الجحيم * شرابه الصديد والحميم
فقالت فاطمة:
إني لأعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهما
يقتل في القتال
بكربلاء يقتل في اغتيال * للقاتل الويل مع الوبال
تهوى به النار إلى سفال * مصفد اليدين بالأغلال
لقوله زادت على الأكيال
فأعطى الطعام، وأمسكوا يومين
وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح فوقف بالباب أسير فاستطعم فقال علي:
فاطمة
بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود
هذا أسير للنبي المهتد * مكبل في غله المقيد
يشكو إلينا الجوع والتشدد * من يطعم اليوم يجده في غد
فأطعمي من غير من أو نكد *
حتى تجازي بالذي لا ينفد
فقالت فاطمة:
لم يبق مما جئت غير صاع * قد دميت كفي مع
الذراع
ابناي والله من الجياع * أبوهما بمحتده صناع
ص 30
يصنع المعروف بابتداع * عبل الذراعين طويل الباع
وما على رأسي من قناع
فأعطوه
الطعام ومكثوا ثلاثا لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم، فأخذ علي الحسين، وأقبل على
المصطفى وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فقال المصطفى: ما أشد ما يسوؤني مما أرى
بكم، انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة فلما رآها، وقد لصق بطنها بظهرها وغارت عينها لشدة
الجوع قال: واغوثاه!! يموت أهل بيت محمد جوعا؟! فنزل قول الله تعالى: (يوفون
بالنذر..) إلى قوله: (إنما نطعمكم لوجه الله). ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله
عبد الهادي في (الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة) (ص 29 ط دار البشائر
الإسلامية - بيروت) قال: اللهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم... الأصبغ بن
نباتة 1 / 371. أقول: قاله صلى الله عليه وآله في قصة إطعام أهل البيت عليهم
السلام. ومنهم الفاضل المعاصر محمد عطية الأبراشي في (عظمة الإسلام) (ص 404 ط مكتبة
الإنجلو المصرية - القاهرة) قال: ذات يوم مرض الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب،
فحزن أبوهما، وحزنت أمهما فاطمة بنت الرسول، وحزنت مربيتهما فضة، فنذر علي وفاطمة
والمربية أن يصوموا ثلاثة أيام لله إذا شفى الحسن والحسين. وقد شفاهما الله من
مرضهما، فبدأ علي وفاطمة وفضة الصيام للوفاء بالنذر. ولم يكن في بيت علي طعام
للفطور والسحور، فاستلف علي ثلاثة أقداح من الشعير. فطحنت فاطمة منها قدحا وخبزته
لفطور اليوم الأول. وعند أذان المغرب جلس علي وفاطمة وفضة لتناول طعام الفطور، وهو
ماء وأقراص الشعير التي خبزتها ابنة الرسول. فلما أرادوا أن يأكلوا قدم مسكين وطرق
الباب، وطلب إحسانا، فأعطوه أقراص الشعير، واكتفوا بالماء فطورا،
ص 31
وباتوا تلك الليلة جائعين، ولم يجدوا طعاما للسحور. وفي اليوم الثاني أصبحوا
صائمين. وفي الغد طحنت فاطمة قدحا آخر من الشعير، وخبزته أقراصا، فلما سمعوا أذان
المغرب جلسوا للفطور، فطرق الباب يتيم من اليتامى، يطلب طعاما، فأعطوه ما كان لديهم
من أقراص الشعير، واكتفوا بالماء في فطورهم، وباتوا جياعا في تلك الليلة أيضا. وفي
اليوم الثالث صاموا، وطحنت فاطمة الباقي من الشعير وخبزته، فلما جلسوا للفطور عند
المغرب، قدم أسير جائع، وطرق الباب، وطلب إحسانا، فقدموا له ما كان لديهم من
الطعام، وحمدوا الله كل الحمد، لأنهم استطاعوا الوفاء بما نذروه له جل شأنه. رحمهم
الله رحمة واسعة، فقد باتوا ثلاث ليال جياعا، وفضلوا المسكين واليتيم والأسير على
أنفسهم، وأحسنوا إليهم بما في أيديهم. وهذا نوع من الايثار لا وجود له اليوم، لا
وجود له في هذا العصر المادي الذي انتشرت فيه الأثرة وحب النفس، وصار كل انسان يعيش
لنفسه، ويحب نفسه، ولا يفكر إلا في نفسه، ولا يشعر بشعور غيره، ولا يتألم لمسكين،
ولا يعطف على يتيم، ولا ينظر إلى فقير. وفي ذلك قال عز وجل: (ويطعمون الطعام على
حبه مسكينا ويتيما، وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا).
ومنهم الفاضل المعاصر توفيق الحكيم في (مختار تفسير القرطبي) (ص 861 ط الهيئة
المصرية العامة للكتاب) قال: وقال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة رضي الله عنهما
وجارية لهما اسمها فضة. وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في
قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل:
(يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا
ويتيما وأسيرا) قال: مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن - ورواه جابر الجعفي عن قنبر مولى علي
قال: مرض الحسن والحسين حتى عادهما أصحاب رسول الله صلى الله
ص 32
عليه وسلم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا أبا الحسن - رجع الحديث إلى حديث ليث بن
أبي سليم - لو نذرت عن ولديك شيئا، وكل نذر ليس له وفاء فليس بشيء. فقال رضي الله
عنه: إن برأ ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا. وقالت جارية لهم نوبية: إن برأ سيداي
صمت لله ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة مثل ذلك. وفي حديث الجعفي فقال الحسن
والحسين: علينا مثل ذلك فألبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير،
فانطلق علي إلى شمعون بن حاريا الخيبري، وكان يهوديا، فاستقرض منه ثلاثة أصوع من
شعير، فجاء به، فوضعه ناحية البيت، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلى علي
مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، وفي حديث
الجعفي: فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرص،
فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش، إذ أتاهم مسكين، فوقف
بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي - أنا مسكين من مساكين
أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنا والله جائع، أطعموني أطعمكم الله من موائد
الجنة. فسمعه علي رضي الله عنه، فأنشأ يقول:
فاطم ذات الفضل واليقين * يا بنت خير
الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله
ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين
كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعدنا
جنة عليين * حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوي به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين * من يفعل الخير يقم سمين
ويدخل الجنة أي حين
فأنشأت فاطمة
رضي الله عنها تقول:
ص 33
أمرك عندي يا بن عم طاعة * ما بي من لؤم ولا وضاعة
غذيت في الخبز له صناعة * أطعمه
ولا أبالي الساعة
أرجو إذا أشبعت ذا المجاعة * أن ألحق الأخيار والجماعة
وأدخل
الجنة لي شفاعة
فأطعموه الطعام، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء
القراح، فلما أن كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلى علي مع
النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم، فوقف بالباب يتيم
فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم
العقبة. أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه علي فأنشأ يقول:
فاطم بنت السيد
الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
لقد أتى الله بذي اليتيم * من يرحم اليوم يكن رحيم
ويدخل الجنة أي سليم * قد حرم الخلد على اللئيم
ألا يجوز الصراط المستقيم * يزل في
النار إلى الجحيم
شرابه الصديد والحميم
فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول:
أطعمه
اليوم ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهم يقتل في
القتال
بكربلا يقتل باغتيال * يا ويل للقاتل مع وبال
تهوى به الناس إلى سفال * وفي
يديه الغل والأغلال
كبولة زادت على الأكبال
فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم
يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي
فطحنته واختبزته، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام
بين أيديهم، إذ أتاهم أسير فوقف
ص 34
بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا! أطعموني
فإني أسير محمد. فسمعه علي فأنشأ يقول:
فاطمة يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود
وسماه الله فهو محمد * قد زانه الله بحسن أغيد
هذا أسير للنبي المهتد * مثقل في غله
مقيد
يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد
أعطيه لا تجعليه أقعد
فأنشأت فاطمة رضي الله تعالى عنها تقول:
لم يبق مما جاء غير صاع * قد ذهبت كفي مع
الذراع
ابناي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع
أبوهما للخير ذو اصطناع *
يصطنع المعروف بابتداع
عبل الذراعين شديد الباع * وما على رأسي من قناع
إلا قناعا
نسجه أنساع
فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء
القراح، فلما أن كان في اليوم الرابع، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن،
وبيده اليسرى الحسين، وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرتعشون كالفراخ
من شدة الجوع، فلما أبصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا الحسن ما أشد
ما يسوؤني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها،
وقد لصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها من شدة الجوع، فلما رآها رسول الله صلى الله
عليه وسلم عرف المجاعة في وجهها بكى وقال: واغوثاه يا الله، أهل بيت محمد يموتون
جوعا فهبط جبريل عليه السلام وقال: السلام عليك، ربك يقرئك السلام يا محمد، خذه
هنيئا في أهل بيتك. قال: وما آخذ يا جبريل فأقرأه (هل أتى على الانسان حين من
الدهر) إلى قوله: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
ص 35
وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا).
مستدرك الآية
السابعة - قوله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بأيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما
ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين) (الطور: 21) 
قد مر ما في دلالة هذه
الكريمة في شأن أهل البيت عليهم السلام عن العامة في ج 14 ص 676 وج 20 ص 41 ومواضع
أخرى. ونستدرك ههنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى رواه جماعة: منهم العلامة
شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب في مناقب
الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 31 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية
بخراسان) قال: قال (ابن عبد البر في كتاب الصحابة) قال رجل لابن عمر يا أبا عبد
الرحمن فعلي قال علي من أهل البيت ولا يقاس بهم، علي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في درجته والله سبحانه يقول: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بأيمان ألحقنا بهم
ذريتهم) فاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في درجته وعلي مع فاطمة.
مستدرك
الآية الثامنة - قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) (سورة الحج: 19)

قد تقدم
ما ورد في نزولها في شأن أهل البيت عليهم السلام عن العامة في ج 3 ص 552 وج 14 ص
407 ومواضع أخرى.
ص 36
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق - رواه جماعة: منهم عدة من
الفضلاء في (فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري (القسم 1
ص 723 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: نزلت فينا.
علي. التفسير 2: 386. قلت: إشارة إلى ما رواه الحاكم في (المستدرك بإسناده عن علي
عليه السلام أنه قال: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: نزلت فينا وفي الذين
بارزوا يوم بدر: عتبة وشيبة والوليد، هذا حديث صحيح الإسناد عن علي رضي الله عنه.
وقد اتفق الشيخان على إخراجه من حديث الثوري كما حدثناه أبو زكريا العنبري.
مستدرك
الآية التاسعة - قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون) (سورة الأنفال: 33) 
قد تقدم ما ورد من الأحاديث في نزولها في خصوص
أهل البيت عليهم السلام عن كتب أعلام العامة في ج 3 ص 545. ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها في ما سبق. رواه جماعة من أعلام العامة: منهم العلامة الشيخ أبو
عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة 1278 في (الدرر
المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 8 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال تعالى:
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) أشار صلى الله عليه وسلم إلى وجود ذلك المعنى في
أهل بيته وإنهم أمان لأهل الأرض كما أن هو صلى الله عليه وسلم أمان لهم. وفي ذلك
أحاديث كثيرة. أخرج جماعة كلهم بسند ضعيف مرفوعا:
ص 37
النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي. وفي رواية: أهل بيتي أمان لأهل
الأرض فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون. ومنهم روى
العلامة عبد الله بن نوح الجيابخوري في (الإمام المهاجر) (ص 216 ط دار الشروق بجدة)
قال: ومنها قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) سيأتي في الأحاديث ما
يشير إلى وجود ذلك في أهل البيت وإنهم أمان لأهل الأرض.
مستدرك الآية العاشرة -
قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) (النور: 35)

قد
تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 3 ص 458 وج 9 ص 124 وج 14 ص 369 وج 18 ص 477
ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: منهم
العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في (تفسير الأعقم) (ص 455 ط 1 دار
الحكمة اليمانية) قال: المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن والحسين.
مستدرك الآية
الحادية بعد العشرة - قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب
الرحيم) (سورة البقرة: 37) 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكلمات التي تلقاها
آدم: بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت.
ص 38
قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 3 ص 76 و78 و79 وج 9 ص 104 - 106 وج 14 ص 148
ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة. فمنهم
الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث
النبوي الشريف) (ج 5 ص 638 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال: قال بحق
محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت. موضوعات 2: 3 - تنزيه 1: 413.
مستدرك
الآية الثانية بعد العشرة - قوله تعالى (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) (سورة
الشورى: 23) 
قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في مواضع متعددة، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق، رواه جماعة: منهم العلامة أبو عبد الله محمد بن
المدني المغربي المالكي في الدرر المكنونة (ص 11 ط المطبعة الفاسية) قال: وفي
رواية: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.
وأخرج الشعبي وابن أبي حاتم عن ابن عباس في: (ومن يقترف حسنة) الآية. قال: المودة
لآل محمد صلى الله عليه وسلم. إنتهى.
ص 39
مستدرك الأحاديث الواردة في شأن
أهل البيت(ع) 
مستدرك قوله صلى الله عليه وآله: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)

قد تقدم
ما يدل عليه عن العامة في ج 4 ص 436 إلى 443 وج 5 ص 52 و86 وج 6 ص 332 و342 وج 9 ص
309 إلى 375 وج 16 ص 405 وج 18 ص 261 إلى 289 و541 إلى 542 ومواضع أخرى ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق رواه جماعة (1):