[ 100 ]

 

الباب الثالث

في معجزات الامام الحسن بن على عليهما السلام

1 - منها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ثم الانصاري، قال: قال عمارة بن زيد: سمعت إبراهيم بن سعد، يقول: سمعت محمد بن إسحاق يقول: [كان] الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان، فرأيت الحسن وقد صاح بالنخلة، فأجابته بالتلبية، وسعت إليه كما يسعى الولد إلى والده (1). (2).

 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سلمة بن محمد، قال حدثنا محمد بن علي الجاشي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبي عروبة، عن سعد بن أبى سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام وهو طفل والطير تظلله، ورأيته يدعو الطير فتجيبه(3).

 3 - ومنها: قال أبو جعفر، عن أبي محمد، عن وكيع، عن الاعمش، عن مسروق(4) عن جابر، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام وقد علا في الهواء وغاب في السماء، فأقام بها ثلاثا


11 / 8 ح 2، والمحتضر: 135.

 وأسقطت منه العبارة الاخيرة (فإذا اشتقت...) ورواه في دلائل الامامة للطبري: 52 باسناده الى أبى جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله.

 1) في الاصل: الوالد الى ولده، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر.

 2) رواه في دلائل الامامة: 63. عنه مدينة المعاجز: 203 ح 6.

 3) روى في مدينة المعاجز: 203 ح ومثله.

 4) في مدينة المعاجز: مروان.

 


[ 101 ]

ثم نزل بعد ثلاث وعليه السكينة والوقار.

 (1) 4 - ومنها: قال محمد بن جرير (2): أخبرنا ثقيف البكاء، قال: رأيت الحسن عليه السلام عند منصرفه من معاوية، وقد دخل عليه حجر بن عدي فقال: السلام عليك يا مذل (3) المؤمنين.

 فقال: مه، ماكنت مذلهم بل أنا معز المؤمنين، إنما أردت الابقاء عليهم.

 ثم ضرب برجله في فسطاطه، فإذا (3) أنا في ظهر الكوفة وقد حرق إلى دمشق ومضى حتى رأينا عمرو بن العاص بمصر ومعاوية بدمشق.

 فقال: لو شئت لنزعتهما، ولكن هاه هاه، مضى محمد على منهاج، وعلي على منهاج، وأنا اخالفهما ؟ ! لا يكون ذلك مني (4).

 5 - ومنها: قال أبو جعفر: [حدثنا] محمد بن سفيان (5) عن أبيه، عن الاعمش عن إبراهيم، عن منصور (6) قال: رأيت الحسن عليه السلام وقد خرج مع قوم يستسقون، فقال للناس: أيما أحب إليكم المطر أم البرد أم اللؤلؤ ؟ فقالوا: يا ابن رسول الله ما أحببت.

 فقال: على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا، فأتاهم بالثلاث، ورأيناه يأخذ الكواكب في السماء، ثم


1) روى مثله في دلائل الامامة: 64، عنه مدينة المعاجز: 203 ح 9 زادا في آخره: (فقال: بروح آبائى نلت مانلت).

 2) السند في دلائل الامامة: قال أبو جعفر: وحدثنا أبو محمد، قال: أخبرنا عمارة بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن سعد، قال: حدثنا محمد بن جرير، مثله.

 3) أدرى: من ثقيف البكاء هذا ؟ وكيف ينسب قولا الى ثبت هو من أكبر صحابة أمير المؤمنين عليه السلام وقتل في ولائه صبرا ؟ أكان هذا رأيا أو نقلا لما يصفه العدو، أو استيضاحا لما أخبر به ؟.

 4) في الاصل: فكنا، وما أثبتناه هو الانسب.

 5) رواه في دلائل الامامة: 64، عنه مدينة المعاجز: 203 ح 10.

 6) في دلائل الامامة: حدثنا أبو محمد سفيان، ولم نعثر له على ترجمة.

 7) كذا في الاصل ومدينة المعاجز، وفى دلائل الامامة واحقاق الحق: بن منصور، ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.

 


[ 102 ]

يشتها (1) فتطير كالعصافير إلى مواضعها(2).

6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن الاعمش، عن أبي موسى، عن قبيصة بن إياس، قال: كنت مع الحسن عليه السلام وهو صائم، ونحن نسير معه إلى الشام، وليس معه زاد ولاماء ولا شئ، إلا ما هو عليه راكبا.

 فلما أن غاب الشفق وصلى العشاء فتحت أبواب السماء، وعلقت فيها القناديل ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه، وطشت وأباريق، وموائد تنصب ونحن سبعون رجلا.

 فأكلنا (3) من كل حار وبارد وحتى امتلانا وامتلا، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص(4).

7 - ومنها: قال أبو جعفر، عن أبي محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش قال: قال محمد بن صالح: رأيت الحسن عليه السلام يوم الدار، وهو يقول: أنا أعلم من يقتل عثمان.

 فسماه [قبل] أن يقتله بأربعة أيام، فكان أهل الدار يسمونه الكاهن(5).


1) في بعض المصادر: يرسلها، يسيبها.

 2) روى مثله في دلائل الامامة: 64، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 11.

 أخرج مثله في احقاق الحق: 5 / 156 عن صاحب كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن ابراهيم بن منصور.

 3) في الاصل: فينقل، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر.

 4) روى مثله في دلائل الامامه: 64 باسناده عن قبيصة بن اياس، عنه مدينة المعاجز: 4.

 2 ح 12 أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 156 ح 25 عن صاحب كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام.

 5) رواه في دلائل الامامة: 65. عنه، مدينة المعاجز: 204 ح 14.

 


[ 103 ]

8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان [عن أبيه] عن الاعمش عن أبي بريدة، عن محمد بن حجارة، قال: رأيت الحسن وقد مرت به صريمة (1) من الظباء فصاح بهن فأجابته كلها بالتلبية حتى ذهبت بين يديه، فقلنا: يابن رسول الله هذا وحش فأرنا آية من أمر السماء.

 فأومى نحو السماء ففتحت الابواب ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة فتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب، فقلنا: يابن رسول الله، ردها.

 فقال لي (1): [نحن الاولون و] نحن الاخرون، ونحن الامرون، ونحن النور بنور الروحانيين، ننور بنور الله ونروح بروحه، فينا مسكنه وإلينا معدنه، الاخر منا كالاول والاول منا كالاخر(3).

9 - ومنها: قال أبو جعفر حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن مسروق، عن جابر، قال: قلت الحسن عليه السلام: احب أن أرى معجزة فتحدث عنك ونحن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله.

 فضرب برجله الارض حتى أراني البحور وما يجري [فيها] من السفن.

 ثم أخرج من سمكها (4) فأعطانيه.

 فقلت (5) لابني محمد: إحمل إلى المنزل.

 فحمل فأكلنا منه ثلاثا(6).


1) الصريم والصريمة: القطعة المنقطعة من معظم الرمل، وصريمة من غضى وسلم أي جماعة منه.

 (لسان العرب: 12 / 336).

 2) في الاصل: هكذا، ولكن الاولى أن تكون: فقال لنا.

 3) روى مثله في دلائل الامامة: 65، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 15.

 4) في الاصل: منه سمكة، وما أثبتناه أوفق للسياق.

 5) في الاصل: فقال، وما أثبتناه هو الاظهر.

 6) روى مثله في دلائل الامامة: 65، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 16.

 


[ 104 ]

10 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن القاسم ابن إبراهيم الكلابي، عن زيد بن أرقم، قال: كنت بمكة والحسن بن علي عليهما السلام بها، فسألناه أن يرينا معجزة نتحدث بها عندنا بالكوفة، فرأيته وقد تكلم ورفع البيت حتى علا به في الهواء، وأهل مكة يومئذ غافلون منكرون (1) فمن قائل يقول: ساحر، ومن قائل يقول: اعجوبة.

 فحار خلق كثير تحت البيت، والبيت في الهواء، ثم رده(2).

11 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن سويد الازرق، عن سعد بن منقذ، قال: رأيت الحسن عليه السلام بمكة وهو يتكلم بكلام وقد رفع البيت - أو قال حوله - فتعجبنا منه، فكنا نحدث ولا نصدق حتى رأيناه في المسجد الاعظم بالكوفة فحدثناه: يابن رسول الله، ألست فعلت كذا وكذا ؟ ! فقال: لو شئت لحولت مسجدكم [هذا] إلى (...) (3) وهو ملتقى النهرين، الفرات والشهر الاعلى.

 فقلنا: افعل.

 ففعل ذلك، ثم رده، فكنا نصدق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته(4).

12 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد [الله] بن محمد، والليث ابن محمد بن موسى الشيباني قالا: أخبرنا إبراهيم بن كثير، عن محمد بن جبرئيل، قال: رأيت الحسن عليه السلام وقد استسقى ماءا، فأبطأ عليه المولى، فاستخرج من سارية المسجد ماءا فشرب، وسقى أصحابه.

 


1) في دلائل الامامة: معتمرون مكبرون.

 2) رواه في دلائل الامامة: 66، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 17.

 3) العبارة هنا ليست واضحة، وفى الاصل: " قم نفسه..."، في مدينة المعاجز: " قم بقمه ".

 4) رواه في دلائل الامامة: 66، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 18.

 


[ 105 ]

ثم قال: لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا، فقلنا فاسقنا.

 فسقانا لبنا وعسلا من سارية [المسجد] مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة عليها السلام(1).

13 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، [عن محمد ابن محرز بن يعلى] عن أبي أيوب الواقدي، عن محمد بن هامان، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام ينادي الحيات فتجيبه، ويلفها على يده وعنقه [ويرسلها، قال] فقال رجل من ولد عمر: أنا أفعل ذلك فأخذ حية فلفها على يده فلسعته حتى مات(2).

14 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة بن زيد المدني، [عن إبراهيم بن سعيد ومحمد بن مسعر كليهما] (3) عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن عمه عطاء (4) بن يسار، عن عبد الله بن عباس، قال: مرت بالحسن عليه السلام بقرة، فقال: هذه حبلى بعجلة انثى، لها غرة في جبهتها ورأس ذنبها أبيض، فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها (5) فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها.

 فقلنا له: أو ليس الله عزوجل يقول: (ويعلم ما في الارحام) (6) فكيف علمت ؟ قال: بالعلم المكنون المخزون المكتوم، الذي لم يطلع عليه مالك مقرب ولا نبي مرسل إلا محمد صلى الله عليه وآله وذريته عليهم السلام(7).


1، 2) رواه في دلائل الامامة: 66، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 19 و 20.

 3) أضفناه كما في دلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز: ابراهيم بن سعد وابراهيم بن مسعر كلاهما.

 4) في الاصل: قال عنه عطاس، وما أثبتناه هو الاظهر كما في دلائل الامامة.

 5) في الاصل: ذبح وما أثبتناه هو الانسب.

 6) لقمان: 34.

 7) روى مثله في دلائل الامامة: 67، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 22.

 


[ 106 ]

15 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سليمان بن إبراهيم الضبي (1).

 قال: حدثني زر (2) بن كامل، عن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي، قال: شهدت الحسن عليه السلام وقد اوتي بظبية، فقال: هي حبلى بخشفين أحدهما في عنقها (3) غيد.

 فذبحها فوجدنا كما قال عليه السلام(4).

16 - ومنها: روى علي بن أبي حمزة، عن علي بن معمر، عن أبيه، [عن أسد] (5) عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء الناس إلى الحسن عليه السلام، فقالوا له: أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها.

 فقال: تؤمنون بذلك ؟ قال كلهم: نعم، نؤمن به والله.

 قال: فأحيى لهم ميتا باذن الله.

 فقالوا بأجمعهم: نشهد أنك ابن أمير المؤمنين عليه السلام حقا، وأنه كان يرينا مثل هذا كثيرا، (6)


1) في دلائل الامامة: النصيبينى، وفى الاصل غير واضحة، ولم نعثر عليه في كتب الرجال وما أثبتناه من مدينة المعاجز.

 2) هكذا في الاصل، وكما في دلائل الامامه، وفى مدينة المعاجز: زيد، ولم نعثر عليه في كتب الرجال.

 3) في الاصل: عينها، والصحيح ما أثبتناه، لان الغيد ميلان العنق واسترخاءه راجع (لسان العرب: 3 / 327).

 4) رواه في دلائل الامامة: 67، عنه مدينة المعاجز: 205 ح 23 (مثله) 5) أضفناها كما في دلائل الامامة.

 6) رواه الطبري في دلائل الامامة: 68، عنه مدينة المعاجز: 205 ح 26.

 


[ 107 ]

 

الباب الرابع

في معجزات وأعلام الحسين بن على عليهما السلام

1 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، عن وكيع، عن الاعمش قال: قال لي أبو محمد الواقدي وزرارة بن حلح: لقينا الحسين بن علي عليهما السلام قبل أن يخرج إلى العراق بثلاث، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة وأن قلوبهم معه وسيفوفهم عليه، فأومى بيده نحو السماء، ففتحت أبواب السماء ونزل (2) الملائكة عدد لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقال: لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم علما أن من هناك مصرعي (3) وهناك مصارع أصحابي لاينجو منهم إلا ولدي علي عليه السلام(4).

2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا محمد بن جنيد، عن أبيه جنيد بن أسلم بن جنيد، عن راشد بن مزيد، قال: شهدت الحسين بن علي عليهما السلام وصحبته من مكة حتى أتينا القطقطانة (5) ثم استأذنته في الرجوع فأذن لي (6).

 فرأيته وقد استقبله سبع عقور فكلمه، فوقف له.

 فقال له: ما حال الناس بالكوفة ؟ قال: قلوبهم معك وسيوفهم عليك.

 قال: ومن خلفت بها ؟ قال: إبن زياد، وقتل ابن عقيل.

 ثم انصرف، وهو يقول:


1) في الاصل نزلت: تصحيف وما أثبتناه أظهر للمعنى.

 2) أضفناها كما في دلائل الامامة ولضرورتها في السياق.

 3) في الاصل: مصعدي. وما أثبتناه أظهر، كما في دلائل الامامة.

 4) روى مثله في دلائل الامامة: 74، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 13.

 5) القطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف، به كان سجن النعمان بن المنذر (معجم البلدان: 4 / 374).

 6) في المصدر: له، تصحيف وما أثبتناه هو الاظهر.

 


[ 108 ]

(وما ربك بظلام للعبيد) (1) اشهد الله أنك ولي وابن ولي(2).

3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، عن سعيد بن شرفي بن القطامي (3) عن زفر بن يحيى، عن كثير بن شاذان، قال: شهدت الحسين عليه السلام وقد اشتهى عليه إبنه علي الاكبر عنبا في غير أوانه.

 فضرب يده إلى سارية المسد فأخرج له عنبا وموزا، فأطعمه، فقال: ما عند الله لاوليائه أكثر(4).

4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا يزيد بن مسروق، عن عبد الله بن مكحول عن الاوزاعي قال: بلغني خروج الحسين عليه السلام إلى العراق، فقصدت مكة فصادفته بها، فلما رآني رحب بي [وقال] (5): مرحبا بك يا أوزاعي، جئت حتى تنهاني عن المسير، وأبى الله عزوجل إلا ذلك إن من هاهنا [إلى] (6) يوم الاثنين منيتي.

 فشهدت في عدد الايام فكان كما قال(7) .


1) اقتباس من سورة فصلت: 46.

 2) رواه في دلائل الامامة: 74. باسناده عن محمد بن جيد، عن أبيه جيد بن سالم بن جيد، عن راشد بن مزيد، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 15 بالاسناد التالى: قال حدثنا محمد بن جنيد، عن أبيه، عن جنيد بن سالم بن جنيد، عن راشد بن مزيد. مع زيادة في المتن بكليهما.

 3) كذا في دلائل الامامة، وفى الاصل: سعد بن صوفي القطا.

 4) رواه في دلائل الامامة: 75. بالاسناد، عن أبى محمد عبد الله بن محمد، عن سعيد ابن شرفي بن القطامى، عن زفر بن يحيى، عن كثير بن شاذان.

 أورده مرسلا في مدينة المعاجز: 238 ح 16 عن دلائل الامامة.

 5) أضفناها لضرورتها وكما في دلائل الامامة.

 6) أضفناها، وفى الاصل مشوشة.

 7) رواه في دلائل الامامة: 75، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 18. أورده في اثبات الهداة: 5 / 207 ح 72 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها، باسناده عن الاوزاعي.

 


[ 109 ]

5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الاعمش قال: سمعت أبا صالح السمار (1) عن حذيفة، يقول: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني امية ويقدمهم عمر بن سعد، وذلك في حياة النبي صلى الله عليه وآله.

 فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال: لا.

 فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته.

 فقال: علمي علمه، وعلمه علمي [إنا] (2) لنعلم (3) بالكائن قبل كينونته(4).

6 - ومنها: روى أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبي إسماعيل عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ذكرنا (5) خروج الحسين عليه السلام وتخلف ابن الحنفية عنه، فقال: يا حمزة (6) إني سأحدثك من هذا الحديث بما لا تشك فيه (7) [بعد مجلسنا هذا] (8) فقال: إن الحسين عليه السلام لما فصل متوجها إلى العراق دعا بقرطاس وكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم (9): أما بعد:


1) في دلائل الامامة ومدينة المعاجز: التمار.

 2) أصفناها كما في دلائل الامامة.

 3) استظهرناها، وفى الاصل: علم.

 4) رواه في دلائل الامامة: 75، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 17.

 أورده في احقاق الحق: 5 / 207 ح 71 عن كتاب فاطمه وولدها، باسناده عن حذيفة الى قوله: وعلمه علمي.

 أخرجه في البحار: 44 / 186 ح 14 عن النجم الثاقب باسناده الى محمد بن جرير الطبري عن حذيفة.

 5) في دلائل الامامة: ذكرت، وفى أكثر المصادر كما في المتن.

 6) في الاصل: يا أبا حمزة، وهو تصحيف.

 7) في البحار والبصائر ومدينة المعاجز: ولا تسأل عنه.

 8) أضفناها كما في أغلب المصادر.

 9) في الاصل: أبى هاشم، وهو تصحيف.

 


[ 110 ]

فأنه من لحق بي استشهد ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح والسلام "(1).

7 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الهاشمي (2) - قدم علينا من مصر - قال: حدثنا القاسم بن منصور الهمداني بدمشق، عن عبد الله بن محمد التميمي، عن سعد بن أبي طيران (3) عن الحارث بن وكيدة، قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين عليه السلام، فسمعته يقرأ سورة الكهف، فجعلت أشك (4) في نفسي وأنا أسمع نغمة الحسين عليه السلام.

 فقال لي: يابن وكيدة أما (5) علمت أنا معشر الائمة أحياء عند ربنا نرزق ؟ ! قال: فقلت في نفسي: أسوق رأسه [وقلت أسرقه] (6) فنادى:


1) رواه في بصائر الدرجات للصفار: 481 ح 5 باسناده عن حمزة بن، حمران، عنه البحار: 42 / 81 ح 12 وج 45 / 84 ح 13، واثبات الهداة: 5 / 186 ح 18. ورواه في دلائل الامامة: 77، عنه مدينة المعاجز: 239 ح 23 باسناده الى حمزة بن حمران، وحلية الابرار: 1 / 600 بنفس الاسناد. أورده في المناقب لابن شهر اشوب: 230 عن أبى حمزة بن حمران. أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 186 ح 18 عن مختصر البصائر: 6 وعن كامل الزيارات لابن قولويه: 75 ح 15، باسناده عن زرارة. وعن كتاب الملهوف لابن طاووس: 27 نقلا من كتاب الرسائل للكليني. وروى مثله في بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح.

 2) استظهرناها كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز، وفى الاصل: الحسين بن الهاشم.

 3) كذا في الاصل، وفى دلائل الامامة: بن أبى خيران، وفى مدينة المعاجز: سعدان ابن أبى طيران، ولكن لم نعثر على ترجمة لايهم في كتب الرجال.

 4) في الاصل: أشتكى، وما أثبتناه هو الاظهر.

 5) في الاصل: أنى، وهو تصحيف.

 6) أضفناها لاتمام العبارة، وكما في مدينة المعاجز.

 


[ 111 ]

يابن وكيدة، ليس لك إلى ذلك سبيل، سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييرهم (1) إياي.

 فذرهم فسوف يعلمون إذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون(2).

8 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه، [عن الحسن بن علي، عن محمد بن سنان،] (3) عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما منع الحسين عليه السلام وأصحابه ماء الفرات، نادى فيهم: من كان ظمآنا فليجئ.

 فأتاه رجل رجل [فجعل] (4) إبهامه في راحة واحدهم، فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل [حتى] (5) ارتووا.

 فقال بعضهم لبعض: والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا.

 فلما عزموا على القتال (6) - وكان في اليوم الثالث عند المغرب - أقعد الحسين عليه السلام رجلا رجلا منهم يسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعدون حوله.

 ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها(7) .


1) في الاصل: سيرهم، وما أثبتناه أظهر.

 2) روى مثله في دلائل الامامة: 78 باسناده الى الحرث بن وكيدة، عنه مدينه المعاجز: 239 ح 24 مختصرا.

 3) مابين المعقوفين أضفناه كما في دلائل الامامة.

 4) أضفناها لاتمام العبارة.

 5) أضفناها لضرورتها في الكلام.

 6) في الاصل: فلما قاتلوا الحسين، وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.

 7) رواه في دلائل الامامة: 78، عنه مدينة المعاجز: 239 ح 25.

 أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 208 ح 76 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام، باسناده عن المفضل بن عمر.

 


[ 112 ]

 

الباب الخامس

في معجزات وأعلام على بن الحسين زين العابدين عليه السلام

1 - منها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال [و] (1) قال إبليس - لعنه الله -: يا رب إني قد رأيت العابدين لك من عبادك من أول الدهور إلى آخر عهد علي بن الحسين عليهما السلام فلم أر فيهم أعبد لك ولا أخشع منه فائذن لي [يا] (2) إلهي أن أكيده لاعلم صبره.

 فنهاه الله عزوجل عن ذلك فلم ينته.

 فتصور لعلي بن الحسين عليهما السلام وهو قائم في صلاته في صورة أفعى له عشرة أرؤس محددة الانياب، منقلبة الاعين [من] (3) الحمرة، وطلع عليه من جوف الارض من مكان سجوده.

 ثم تطول فلم يرعد لذلك ولانظر بطرفه إليه، فانخفض إلى الارض في صورة الافعى، وقبض على عشرة أصابع علي بن الحسين عليهما السلام وأقبل يكدمها (4) بأنيابه وينفخ عليها من نار جوفه (5) وهو لا ينكسر طرفه إليه ولا يحرك قدميه عن مكانهما ولا يختلجه [شك] (6) ولاوهم في صلاته.

 فلم يلبث إبليس حتى انتقض عليه شهاب محرق من السماء، فلما أحس [به] (7) إبليس، صرخ وقام إلى جانب علي بن الحسين عليهما السلام في صورته الاولى


1) من دلائل الامامة: والظاهر أن قال صلة للحديث السابق في الدلائل.

 2) أضفناها كما في بقية المصادر.

 3) أضفناها اتماما للعبارة.

 4) الكدم: هو العض بأدنى الفم كما يكدم الحمار وقيل: هو العض عامة. (لسان العرب: 12 / 405 - كدم).

 5) في الاصل: جوفها. والظاهر ما أثبتناه.

 6) أضفناها من بقية المصادر، والظاهر أنها كانت سقطا.

 7) أضفناها لضرورتها في السياق.


[ 113 ]

ثم قال: يا علي، أنت زين العابدين كما سميت، وأنا إبليس، والله لقد [شاهدت] (1) من عبادة النبيين والمرسلين من لدن آدم أبيك وإليك، فما رأيت مثل عبادتك ولوددت أنك استغفرت (2) لي، فان الله كان يغفر لي.

 ثم تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله شئ حتى قضى صلاته على تمامها(3).

2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا (4) عبد الله بن محمد البلوي، قال: سمعت عمارة بن زيد (5) قال: حدثني إبراهيم بن سعد، قال: لما كانت وقعة الحسين (6) أغار (7) على المدينة صاحب يزيد بن معاوية - لعنه الله - في طلب علي بن الحسين عليهما السلام ليقتله أو يسمه، فوجدوه في منزله.

 فلما دخلوا عليه ركب السحاب وجاء حتى وقف فوق رأسه، فقال له:


1) أضفناها من بقبة المصادر.

 2) في الاصل: استغفر، وما أثبتناه هو الاظهر.

 3) رواه ابن شاذان في فضائله: 188، وروضته: 85. باسناده يرفعه الى أبى عبد الله الصادق (ع).

 ورواه الطبري في دلائل الامامة: 83، والحضيني في الهداية الكبرى: 88.

 عنهما مدينة المعاجز: 293 و 317، باسناده عن على بن موسى، عن جعفر بن محمد عليهم السلام (مثله).

 أورده في المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 277 مرسلا عن كتاب الانوار، عنه البحار: 46 / 58 ح 11.

 ورواه في مقصد الراغب: 139.

 4) في الاصل: " قال حدثنا " والظاهر أن " قال " تكرار.

 5) في بقية المصادر: يزيد. ولم نعثر على ترجمة لهما في كتب الرجال.

 6) أي وقعة الحرة سنه 63 ه‍ والتى استباح بها (مسرف - مسلم بن عقبه المرى) المدينة ثلاثة أيام بأمر من يزيد بن معاوية بعد مقتل الامام الحسين بن على عليهما السلام.

 7) في الاصل: غير، وما في المتن أظهر.

 


[ 114 ]

أيما أحب إليك، تكف أو آمر الارض أن تبلعك ؟ فقال: ما أردت إلا إكرامك والاحسان إليك.

 ثم نزل عن السحاب، وجلس بين يديه، فقرب إليه أقداحا فيها ماء ولبن وعسل.

 فاختار على بن الحسين عليهما السلام لبنا وعسلا، ثم غاب من بين يديه [من] حيث لا يعلم(1).

3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن عمار، عن إسحاق بن إبراهيم ابن عند ر (2) قال: جاء مال من خراسان إلى مكة، فقال محمد بن الحنفية: هذا المال لي وأنا أحق به.

 فقال له على بن الحسين عليهما السلام: بيني وبينك الصخرة، وحكم محمد بن الحنفية الصخرة فلم تنطق.

 وكلمها علي بن الحسين عليهما السلام فنطقت، وقالت: المال لك، المال لك، وأنت الوصي ابن الوصي، والامام ابن الامام.

 فبكى محمد، وقال: يابن أخي لقد ظلمتك وغضبت حقك(3).

4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله، عن محمد بن سعيد عن سالم [بن] (4) قبيصة.

 قال: شهدت علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقول:


1) رواه في دلائل الامامة: 84، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 3.

 2) كذا في الاصل.

 وفى دلائل الامامة هكذا: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبادة بن زيد، عن أبى اسحاق ابراهيم بن غندر. وفى مدينة المعاجز هكذا: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، عن أبى اسحاق ابراهيم بن منذر.

 3) رواه في دلائل الامامة: 84، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 5.

 4) أضفناها كما في دلائل الامامة.


[ 115 ]

أنا [من] (1) أول من خلق الله (2) وآخر من يهلكها(3).

فقلت له: يابن رسول الله وما آية ذلك ؟ قال: آية ذلك أن أرد الشمس من مغربها إلى مشرقها، ومن مشرقها إلى مغربها. فقيل له: افعل ذلك. ففعل(4).

 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان بن وكيع [عن أبيه وكيع] (5) عن الاعمش، قال: [قال:] (6) إبراهيم بن الاسود التميمي: (7) رأيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد اوتي بطفل مكفوف، فمسح عينيه، فاستوى بصره.

 وجاءوا إليه بأبكم فكلمه فأجابه.

 وجاءوا إليه بالزمن (8) فمسحه فقام وسعى ومشى(9).

6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سليمان بن كمش (10) قال:


1) أضفناها لاستقامة السياق.

 2) في الاصل: الارض، وما أثبتناه هو الاظهر.

 3) في بعض المصادر " يملكها ".

 ويظهر من قول الامام عليه السلام: " أنا من أول من خلق الله و... " أنه هو من ذلك النور الذى خلقه الله تعالى - أي " نور محمد وعلى " - من نوره قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام.

 وأنه من العترة التى تكون آخر من يبقى على وجه الارض كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: " نحن الاولون ونحن الاخرون " ونظرا لطول الحديث، راجع البحار: 15 / 7 ح 7 وج 35 / 34 ح 32 وج 57 / 43 ح 16.

 وما تقدم في ص 82 ح 4: في خلقة أنوار الخمسة وما خلق من أنوارهم عليهم السلام.

 4) رواه في دلائل الامامة: 85، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 6.

 5) أضفناها كما في دلائل الامامة.

 6) أضفناها لضرورتها في العبارة.

 7) في الاصل زيادة " قال " بعدها. وهى تصحيف.

 8) الزمن: المقعد.

 9) رواه في دلائل الامامة: 85،، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 7.

 10) في دلائل الامامة ومدينة المعاجز: " عيسى ".

 


[ 116 ]

لقيت علي بن الحسين عليهما السلام فقلت: يابن رسول الله، إني معدم.

 فأعطاني درهما ورغيفا، فأكلت أنا وعيالي من الدرهم والرغيف أربعين سنة (1) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني خليفة بن هلال، عن أبي نمير علي بن يزيد، قال: كنت مع علي بن الحسين عليهما السلام عند ما انصرف من الشام إلى المدينة فكنت احسن إلى نسائه وأقضي حوائجه.

 فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشئ من حليهن، فقلت: فعلت هذا لله تعالى.

 فأخذ علي بن الحسين عليهما السلام حجرا أسود صما فطبعه بخاتمه، ثم قال: خذه وسل كل حاجة لك منه.

 فوالذي بعث محمدا بالحق لقد كنت أسأله الضوء في البيت فيسرج في الظلمات، وأضعه على الاقفال فتنفتح، وآخذه بيدي وأقف بين يدي السلاطين فلا أرى [سوءا] (2)،(3).

 8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن منير، عن محمد بن إسحاق الصاعدي وأبي (4) محمد ثابت بن ثابت، قالا: حدثنا جمهور بن حكيم، قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد ثبت له أجنحة وريش، فطار، ثم نزل، فقال: لقيت الساعة جعفر بن أبي طالب عليهما السلام في أعلى عليين.

 فقلت: رجل تستطيع أن تصعد ؟ فقال: (... فكيف لا نقدر أن نصعد...) (5).

 والعرش والكرسي لنا.

 


1) روى مثله في دلائل الامامة: 85، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 8.

 2) أضفناها كما في مدينة المعاجز.

 وفى دلائل الامامة: " الا ما احب ".

 3) رواه في دلائل الامامة: 85، عنه مدينة المعاجز: 294 ح 9.

 4) في الاصل: " عن ".

 5) العبارة هنا مضطربة المعنى، وأما استطاعتهم فبقدرة الله تعالى التى آتاهم علم الكتاب وفوق ما آتى علما من الكتاب لاصف بن برخيا في قصة ملكة سبأ.

 


[ 117 ]

ثم أعطاني طلعا في غير أوانه(1).

9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عبارة بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لقيت علي بن الحسين عليهما السلام وهو خارج إلى ينبع.

 فقلت: يابن رسول الله لو ركبت لكان أيسر.

 فقال: هاهنا ما هو أيسر، فانظر.

 فحملته الريح وحفت به الطير من كل جانب فما رأيت مرفوعا أحسن منه، يرفد إلى الطير لتناغيه والريح تكلمه(2).

10 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني [أخي] (3) (رض) عن أبي الحسن أحمد ابن علي المعروف ب‍ " ابن البغداي " - مولده ب‍ " سورا " (4) في يوم الجمعة [لخمس بقين من] جمادى الاولى سنة 295 -، قال: وجدت في الكتاب الملقب بكتاب " المعضلات " رواية أبي طالب محمد ابن الحسين بن زيد قال: حدثني أبوه، ابن رباح - رفعه عن رجاله - عن محمد ابن ثابت قال: كنت جالسا في مجلس سيدنا أبي الحسن علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام إذ وقف به عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقال: يا علي بن الحسين، بلغني أنك تدعي أن يونس بن منى عرض عليه ولاية أبيك علي بن أبي طالب عليه السلام فلم يقبله، فحبس في بطن الحوت.

 فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا عبد الله، وما أنكرت [من] (6) ذلك ؟


1) رواه في دلائل الامامة: 86، عنه مدينة المعاجز: 294 ح 10.

 2) روى مثله في دلائل الامامة: 86، عنه مدينة المعاجز: 294 ح 11.

 3) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز.

 4) وهى موضع بالعراق من أرض بابل، وهى مدينة السريانيين.

 (معجم البلدان: 3 / 278).

 5) أضفناها كما في بقية المصادر.

 6) أضفناها لضرورتها في الكلام.

 


[ 118 ]

قال: إني لاأقبله.

 فقال: أتريد أن يصح لك ذلك ؟ قال له: نعم.

 ثم قال له: اجلس.

 ثم دعا غلامه، فقال: جئنا بعصابتين.

 وقال لي: يا محمد بن ثابت، شد عين عبد الله باحدى العصابتين، واشدد عينك بالاخرى، فشددنا أعيننا فتكلم بكلام، ثم قال: حلوا أعينكم.

 فحللناها، فوجدنا أنفسنا على بساط ونحن على ساحل البحر.

 فتكلم بكلام فاستجابت له حيتان البحر إذ ظهرت بينهن حوتة عظيمة، فقال لها: ما اسمك ؟ فقالت: إسمي نون.

 فقال لها: لم حبس يونس في بطنك ؟ فقالت له: مرض عليه ولاية أبيك علي بن أبي طالب فأنكرها، فحبس في بطني فلما أفر بها وأذعن امرت، فقذفته.

 وكذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت يخلد في نار الجحيم.

 فقال له: يا عبد الله، أسمعت وشهدت ؟ فقال: نعم.

 فقال: شدوا أعينكم.

 فشددناها فتكلم بكلام، ثم قال: حلوها.

 فحللناها، فإذا نحن على البساط في مجلسه.

 فودعه عبد الله وانصرف، فقلت له: يا سيدي لقد رأيت في يومي عجبا وآمنت به، فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنت به ؟ فقال لي: أتحب أن تعرف ذلك ؟ فقلت: نعم.

 فقال: قم، فاتبعه وماشيه، واسمع ما يقول لك.

 قال: فتبعته في الطريق ومشيت معه فقال لي: إنك لو عرفت سحر [بني] (1) عبد المطلب لما كان هذا في نفسك، هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر (2).

 


1) أضفناها تصحيحا للعبارة.

 2) في الاصل: " كائن عن كائن " وما أثبتناه هو الانسب


[ 119 ]

فعند ذلك علمت أن الامام لا يقول إلا حقا(1).

11 - ومنها: قال أبو جعفر، أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، [عن أبيه] (2) عن أبي علي محمد بن همام، عن محمد بن مثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد [عن جابر] (3) عن أبي جعفر عليه السلام، قال: دخلت حبابة الوالبية ذات يوم على علي بن الحسين عليهما السلام وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك ؟ قالت: جعلني الله فداك يابن رسول الله، إن أهل الكوفة يقولون: لو كان علي بن الحسين عليهما السلام إمام عدل من الله كما تقولين، لدعا الله أن يذهب هذا الذي في وجهك.

 قال: فقال لها: يا حبابة، ادني مني.

 [قالت:] (4) فدنوت منه، فمسح يده على وجهي ثلاث مرات.

 ثم تكلم بكلام خفي، ثم قال: يا حبابة، قومي وادخلي إلى النساء فسلمي عليهن، وانظري في المرآة هل ترين في وجهك شيئا ؟ قالت: فدخلت على النساء، فسلمت عليهن، ونظرت في المرآة وكأن الله لم يخلق في وجهي شيئا، فما كان يوجهها برص(5).


1) روى مثله في دلائل الامامة: 92، عنه مدينة المعاجز: 299 ح 26.

 أخرجه في البحار: 14 / 401 ح 15 وج 46 / 39 والبرهان: 4 / 37 ح 8 عن المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 281. أورده مختصرا في اثبات الهداة: 258 ح 67 عن صاحب كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام، باسناده عن محمد بن ثابت، عن على بن الحسين عليهما السلام.

 2، 3) أضفناهما كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز.

 4) استظهرناها للزومها السياق.

 5) روى مثله في دلائل الامامه: 93، عنه مدينة المعاجز: 300 ح 28. أورده ابن شهر اشوب في مناقبه: 3 / 276. عن أمالى أبى الفضل الشيباني ومناقب أبى اسحاق العدل الطبري، عنه البحار: 46 / 33 ح 28، واثبات الهداة: 5 / 258 ح 28 مختصرا.

 


[ 120 ]

12 - ومنها: خبر الخيط: روى الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر يرفع الحديث برجاله إلى محمد بن جعفر البرسي، عن إبراهيم بن محمد الموصلي، عن جابر الجعفي.

 قال جابر: لما أفضت الخلافة إلى بني امية سفكوا في أيامهم الدم الحرام ولعنوا أمير المؤمنين عليه السلام على منابرهم [ألف شهر، واغتالوا شيعته في البلدان وقتلوهم واستأصلوا شأفتهم، ومالاهم على ذلك علماء السوء رغبة في حطام الدنيا، وصارت محنتهم على الشيعة لعن أمير المؤمنين عليه السلام] (1) ومن لم يلعنه (2) قتلوه.

 فلما فشا ذلك في الشيعة وكثر وطال اشتكت الشيعة إلى زين العابدين عليه السلام، وقالوا: يابن رسول الله أجلونا عن البلدان، وأفتونا بالقتل الذريع، وقد أعلنوا لعن أمير المؤمنين عليه السلام في البلدان وفي مسجد الرسول على منبره، ولا ينكر عليهم منكر، ولا يغير عليهم مغير، فان أنكر واحد منا على لاعنه، قالوا: هذا ترابي (3) ورفع ذلك إلى سلطانهم وكتب إليه أن هذا ذكر أبا تراب بخير، فيحبسونه ويضربونه ويقتلونه (4).

 فلما سمع عليه السلام ذلك نظر إلى السماء، فقال: سبحانك ما أحلمك وأعظم شأنك ! إنك أمهلت عبادك حتى ظنوا أنك أهملتهم (5) [وهذا كله بعينك، إذ لا يغلب قضاؤك، ولا يزد تدبير محتوم أمرك، فهو كيف شئت، وأنى شئت لما أنت أعلم به منا] (6) ثم دعا إبنه أبا جعفر محمد عليه السلام فقال: يا محمد، إذا كان غدا، فاغد إلى المسجد [وخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل


1) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 2) استظهرناها، وفى الاصل " يلعنوه ".

 3) في الاصل " أي ترابى " وما أثبتناه هو الانسب.

 4) استظهرناها، وفى الاصل " يحسنون ويضربون ويقتلون ".

 5) في الاصل " أمهلتهم " وما أثبتناه كما هو في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 6) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 


[ 121 ]

على رسول الله صلى الله عليه وآله] (1) فحركه تحريكا لينا، ولا تحركه شديدا فيهلك [الناس جميعا] (2).

 قال جابر: فبقيت - والله - متعجبا من قوله، لاأدري ما أقول ! وكنت في كل يوم أغدو إلى أبي جعفر عليه السلام إلا ذلك اليوم، وقد طال (3) علي ليلي حرصا لانظر ما يكون من أمر الخيط وتحريكه.

 فبينا أنا بالباب إذ خرج عليه السلام فسلمت [عليه] (4) فرد السلام، وقال: ماغدا بك يا جابر في هذا الوقت ؟ فقلت له: لقول الامام عليه السلام لك بالامس: خذ الخيط الذي أتى به جبرئيل عليه السلام وصر إلى مسجد جدك صلى الله عليه وآله وحركه تحريكا لينا، ولا تحركه تحريكا شديدا فيهلك الناس جميعا.

 قال الباقر عليه السلام: والله لولا الوقت المعلوم، والاجل المحتوم، والقدر المقدور لخسفت بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين، بل في لحظة.

 ولكنا عباد مكرمون " لا يسبقونه بالقول وهم يأمره يعملون " (5).

 قال جابر قلت: سيدي ولم تفعل بهم هذا ؟ قال: أما حضرت بالامس والشيعة تشكو إلى أبي ما يلقون من الملاعين، أمرني أن ارعبهم لعلهم ينتهون.

 فقلت: كيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا ؟


1) أضفناها كما في العيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 2) في الاصل " هلكوا " وفى عيون المعجزات " فيهلكوا جميعا " وما ذكرناه هو الانسب بقرينة ما بعده من التكرار.

 3) في الاصل " بقى " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة والعيون.

 4) أضفناها كما في مدينة المعاجز وعيون المعجزات.

 5) اقتباس من سورة الانبياء: 27.

 


[ 122 ]

فقال الباقر عليه السلام: إمض بنا إلى مسجد جدي صلى الله عليه وآله لاريك قدرة من قدرة الله تعالى التي خصنا بها وما من به علينا من دون الناس.

 قال جابر: فمضيت معه إلى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم وضع خده على (1) التراب وتكلم بكلام، ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطا دقيقا، فاحت منه رائحة المسك [فكان في المنظر أدق من سم الخياط] (2).

 ثم قال لي: يا جابر خذ إليك طرف الخيط وامض رويدا [وإياك أن تحركه.

 قال فأخذت طرف الخيط ومشيت رويدا] (3) فقال عليه السلام: قف يا جابر.

 فوقفت.

 ثم حرك الخيط تحريكا خفيفا ما ظننت أنه حركه [من لبنه] (4).

 ثم قال عليه السلام: ناولني طرف الخيط.

 فناولته.

 فقلت: ما فعلت يا سيدي ؟ فقال: ويحك، اخرج فانظر إلى (5) حال الناس.

 قال جابر: فخرجت من المسجد فإذا الناس في صياح من كل جانب، فإذا المدينة [قد] (6) زلزلت زلزلة شديدة، وأخذتهم الرجفة وقد خربت أكثر دور المدينة وهلك منها أكثر من ثلاثين ألفا رجالا ونساءا [دون الولدان وإذا الناس في صياح وبكاء وعويل وهم يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، خربت دار فلان وخرب أهلها] (7) ورأيت الناس فزعين في (8) مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يقولون: [كانت هدمة عظيمة وبعضهم يقول: قد كانت زلزلة، وبعضهم يقول:] (9) كيف لا يخسف الله وقد تركنا


1) استظهرناها لتصحيح العبارة، وفى الاصل " في ".

 2 و 3 و 4) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 5) في الاصل " الى ما ".

 6 و 7 و 9) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 8) في سائر المصادر " الى ".

 


[ 123 ]

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظهر فينا الفسق والفجور وظلم (1) آل الرسول والله ليتزلزل [بنا] (2) أشد من هذا وأعظم [أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا] (3).

 قال جابر: فبقيت متحيرا أنظر إلى الناس حيارى وهم يبكون، فأبكاني بكاؤهم وهم لا يدرون (4) من أين اتوا، فانصرفت إلى الباقر عليه السلام وقد حف به الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يقولون: يا ابن رسول الله أما ترى ما نزل بنا فادع الله لنا.

 فقال لهم: افزعوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة.

 ثم أخذ عليه السلام بيدي وسار بي، فقال: ما حال الناس ؟ فقلت: لا تسأل يابن رسول الله، خربت الدور والمساكن وهلك الناس [ورأيتهم بحال] (5) رحمتهم (6).

 فقال: لارحمهم الله، أما إنه قد بقيت عليك بقية، فلولا ذلك لم نرحم أعداءنا وأعداء أوليائنا ثم قال: سحقا سحقا، بعدا بعدا للقوم الظالمين، والله لولا مخالفة والدي لزدت في التحريك وأهلكتهم أجمعين، وجعلت أعلاها أسلفها حتى لا يبقى فيها دار ولا جدار، ولكني أمرني مولاي أن احرك تحريكا ساكنا.

 ثم صعد عليه السلام المنارة وأنا أراه والناس لا يرونه، فمد يده وأدارها حول المنارة فتزلزلت المدينة زلزلة خفيفة وتهدمت الدور.

 ثم تلا عليه السلام: " ذلك جزيناهم ببغيهم " (7) " فلما جاء أمرنا جعلنا عليها سافلها " (8).

 


1) في الاصل " والظلم الى " وما أثبتناه كما في العيون ومدينة المعاجز.

 2 و 3) أضفناها كما في العيون والمدينة.

 4) في الاصل " لا يرون رسول الله " وما أثبتناه كما في العيون والمدينة.

 5) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 6) في الاصل " وارحمهم " وما أثبتناه كما في العيون والمدينة.

 7) اقتباس من سورة الانعام: 146.

 8) اقتباس من سورة هود: 82.

 


[ 124 ]

وتلا: " فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون (1) " (2).

 قال جابر: فخرجت العواتق من خدورهن في الزلزلة الثانية يبكين ويتضرعن (3) منكشفات، لا يلتفت إليهن أحد، فلما نظر الباقر عليه السلام إليهن، رق لهن ووضع الخيط في كمه، فسكنت الزلزلة.

 [ثم نزل عن المنارة، والناس لا يرونه] (4).

 ثم أخذ بيدي [و] (5) خرجنا من المسجد، فمررنا بحداد قد اجتمع الناس بباب حانوته يقولون: أما سمعتهم الهمهمة في الهدم ؟ ! وقال بعضهم: بل كانت همهمة كثيرة وقال قوم آخرون: بلى والله كلام كثير إلا أنا لم نقف على الكلام.

 قال جابر: فنظر إلي الباقر عليه السلام وتبسم، وقال: يا جابر هذا [لما] (6) طغوا وبغوا.

 فقلت: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله ماهذا الخيط [الذي فيه العجب] (7) ؟ قال: " بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة " (8) [وينصبه جبرئيل عليه السلام ويحك يا جابر] (9) إنا من الله بمكان ومنزلة رفيعة ! فلولا نحن ما خلق الله تعالى سماءا ولا أرضا، ولاجنة ولانارا، ولا شمسا ولاقمرا، ولاجنيا ولا إنسيا.

 يا جابر، إنا أهل البيت لا يقاس بنا أحد، من قاس بنا أحدا من البشر فقد كفر.

 يا جابر، بنا الله أنقذكم، وبنا هداكم، ونحن والله دللناكم على ربكم، فقفوا عند أمرنا ونهينا ولا تردوا (10) على ما أوردناه عليكم، فانا بنعم الله أجل وأعظم من


1) في الاصل " لا يعلمون " وهو خطأ.

 2) اقتباس من سورة النحل: 26.

 3) في الاصل " متضرعين " وما أثبتناه كما في عيون المعجزات ودلائل الامامة.

 4) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.

 5) أضفناها لاتمام العبارة.

 6 و 7) أضفناها كما في بعض المصادر.

 8) اقتباس من سورة البقرة: 248.

 9) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز، وفى الزام الناصب والبحار: 6 " الينا، يا جابر " وفى البحار: 46 " ونزل به جبرئيل ".

 10) في الاصل " ولا ترد " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.

 


[ 125 ]

أن يرد علينا، وجميع ما يرد عليكم منا، فمافهتموه فاحمدوا (1) الله تعالى [عليه] (3) وما جهلتموه فأوكلوه إلينا، قولوا: أئمتنا أعلم بما قالوا.

 يا جابر، ما ظنكم يقوم أماتوا سنتنا، ونقضوا عهدنا، ونكثوا بيعتنا، ووالوا أعداءنا، وعادوا أولياءنا، وانتهكوا (3) حرمنا، وظلمونا حقنا، وغصبوا إرثنا وأعانوا الضالمين علينا، وأحيوا (4) سنتهم، وساروا بسيرة الفاسقين والكافرين في فساد الدين وإطفاء نور الله.

 قال جابر: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم، وعرفني فضلكم، وألهمني طاعتكم، ووفقني لموالاة أوليائكم ومعاداة أعدائكم.

 ثم استقبله أمير المدينة المقيم بها من قبل بنى امية و [هو] (5) يقول: أحضروا ابن رسول الله علي بن الحسين عليه السلام وتقربوا به إلى الله عزوجل.

 فسارعوا نحوه، وقالوا: يابن رسول الله أما ترى ما نزل بامة جدك محمد صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال عليه السلام: عليكم بالتوبة والانابة(6).

 13 - ومنها: روى الزهري، قال: شهدت علي بن الحسين عليهما السلام يوم حمله عبد الملك ابن مروان من المدينة إلى الشام وأثقله حديدا، ووكل به حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في السلام عليه والتوديع له، فأذنوا لي.

 فدخلت عليه وهو في قبة، والاقياد في رجليه والغل في يديه، فبكيت.

 وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم.

 


1) في الاصل " فافهموه فاحمد " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.

 2) أضفناها كما في المصادر المذكورة.

 3) في الاصل " انهتكوا " وهو خطأ.

 4) استظهرناها. وفى الاصل " وأحسنوا ".

 5) أضفناها كما في المصادر المذكورة.

 6) رواه في عيون المعجزات: 78، عنه البحار: 46 / 174 ح 80، ومدينة المعاجز: 319 ح 97.

 


[ 126 ]

فقال عليه السلام: يا زهري أو تظن ما ترى علي وفي عنقي يكربني ؟ (1) أما لو شئت ماكان، فانه وإن بلغ بك ومن أمثالك ليذكرني (2) عذاب الله.

 ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثم قال: يا زهري لاجزت (3) معهم - على ذا - منزلين عن المدينة.

 قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه من المدينة، فما وجدوه، فكنت ممن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنا نراه متبوعا، إنه لنازل ونحن حوله من مدة [لا ننام نرصده] (4) [إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده] (5).

 قال الزهري: وقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان، فسألني عن علي بن


1) ورواه المجلسي في البحار: 26 / 8 ح 2 باسناده عن والده في كتاب " عتيق " قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن محمد الموصلي، قال: أخبرني أبى، عن خالد، عن جابر بن يزيد الجعفي. وقال: حدثنا أبو سليمان أحمد، قال: حدثنا محمد بن سعيد، عن أبى سعيد، عن سهل ابن زياد، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن جابر بن يزيد الجعفي، عنه الزام الناصب: 1 / 36. وفى بعض المصادر زيادة في آخرها.

 1) في الاصل غير واضحة، وما أثبتناه من بعض المصادر. وفى كشف الغمة: 2 " مما يكربنى ".

 2) في الاصل " فانه قال بلغ بك ومن أمثالك لذكرى " وما أثبتناه من المصادر المذكورة وفى كشف الغمة: " وأنه ان بلغ بك وبأمثالك غمر - والغمر الشدة - ليذكر ".

 3) في الاصل " لاحرب " وما أثبتناه من المصادر المذكورة.

 4) أضفناها كما في جميع المصادر المذكورة.

 5) العبارة مابين المعقوفين في الاصل غير مفهومة، فصححناها على مافى جميع المصادر المذكورة.

 


[ 127 ]

الحسين عليهما السلام، فأخبرته.

 فقال لي: إنه قد جاءني يوم فقده الاعوان، فدخل علي، فقال: ما أنا وأنت ! ؟ فقلت: أقم عندي.

 فقال: لااحب (1) ثم خرج، فو الله لقد امتلا ثوبي منه خيفة.

 قال الزهري فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين عليهما السلام حيث تظن، إنه مشغول بنفسه.

 فقال: حبذا شغل مثله، فنعم ما شغل به (2).

 وكان (3) الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي، ويقول: زين العابدين عليه السلام ! !(4).