في معجزات وأعلام محمد بن على الباقر عليهما السلام
1 - قال أبو جعفر: روى الحسن بن معاذ الرضوي، عن لوط بن يحيى الازدي عن عمارة (5) بن زيد الواقدي قال:
1) في الاصل " لارحب " وما أثبتناه كما في سائر المصادر.
2) في الاصل " حبذا ونعم وما شغل به " وما أثبتناه كما في أكثر المصادر.
3) في حلية الاولياء، ومدينة المعاجز، واحقاق الحق: " قال: وكان ".
4) رواه في حلية الاولياء: 3 / 135، قال: حدثت عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عمرو البلوى، قال: ثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال: حدثنى سالم بن فروخ مولى الجعفريين، عن ابن شهاب الزهري، عنه المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 275 بالاسناد عن ابن شهاب الزهري، واحقاق الحق: 13 / 94 بنفس الاسناد المذكور. أورده في كشف الغمة: 2 / 76 نقلا من كتاب ابن طلحة، عنه اثبات الهداة: 5 / 242 ح 38. أخرجه في البحار: 46 / 123 ح 15، وعوالم العلوم: 18 / 173 ب 4 ح 1، ومدينة المعاجز: 308 ح 44 عن المناقب. وفى احقاق الحق: 19 / 475 عن التذكرة الحمدونية: 108.
5) في الاصل " عمار " وهو تصحيف.
[ 128 ]
حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر عليهما السلام: وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، فقال جعفر بن محمد عليهما السلام: الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا وأكرمنا به، فنحن صفوة الله على خلقه، وخيرته من عباده، فالسعيد من اتبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا، ومن الناس من يقول إنه يتولانا [وهو يتولى] (1) أولياءنا وأعداءنا، وممن بينهم (2) ومن جلسائهم وأصحابهم أعداؤنا [فهو] (3) لم يسمع [كلام] (4) ربنا ولم يعمل به.
قال أبو عبد الله عليه السلام: فأخبر [مسلمة بن عبد الملك] (5) أخاه بما سمع فلم يعرض (6) لنا حتى انصرف إلى دمشق، وانصرفنا إلى المدينة فأنفذ بريدا إلى عامل المدينة باشخاص أبي (7) وإشخاصي معه، فأشخصنا.
فلما وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثا (8) ثم اذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا وإذا [هو] (9) قد قعد على سرير الملك.
وجنده وخاصته وتوف على أرجلهم سماطين متسلحين، وقد نصب البرجاس (10) حذاءه وأشياخ قومه يرمون.
فلما دخلنا وأبي أمامي يقدمني عليه وأنا خلفه على يد أبي [فما زال يستدنينا] (11) حتى (12) حاذيناه [وجلسنا قليلا] (13).
1) أضفناها كما في دلائل الامامة، وفى البحار " وهو يوالى " وفى الاصل " ولو ".
2) في دلائل الامامة والبحار " يليهم من ".
3 و 4) أضفناهما كما في دلائل الامامة والبحار.
5) " أضفناها كما في المصادر وفى بعضها مسلمة " تصحيف.
6) في كتاب الامان " يتعرض ".
7) في الاصل " عامل البريد واشخاص وأبى " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
8) في الدلائل والبحار " ثلاثة أيام ".
9) أضفناها كما في الدلائل والبحار.
10) البرجاس: غرض في الهواء يرمى به، قال الجوهرى: وأظنه مولدا.
والبرجاس شبه الامارة تنصب من الحجارة.
(لسان العرب: 6 / 26).
11 و 13) أضفناها كما في دلائل الامامة.
12) في الاصل " حين " تصحيف.
[ 129 ]
فنادى أبي (1) [وقال:] (2) يا محمد، إرم مع أشياخ قومك الغرض وإنما أراد أن يهنك بأبي، وظن أنه يقصر ويخطئ ولا يصيب إذا رمى، فيشتفي منه بذلك.
فقال له أبي: إني قد كبرت عن الرمي، فان رأيت أن تعفيني.
فقال: وحق من أعزنا بدينه وبنبيه محمد صلى الله عليه وآله لاأعفينك.
ثم أومأ إلى شيخ من بني امية أن اعطيه قوسك.
فتناول منه (3) ذلك - أي قوس الشيخ - ثم تناول منه سهما، فوضعه في كبد القوس، ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه إلى نصله.
ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، وهشام يضطرب في مجلسه [] (4) فلم يتمالك أن قال: أجدت يا أبا جعفر وأنت أرجى العرب والعجم ! كلا، زعمت أنك قد كبرت عن الرمي، ثم أدركته ندامة على ما قال.
وكان هشام لم يكن أحدا قبل أبي (5) ولابعده في خلافته، فهم به وأطرق إطراقة [يتروى فيها] (6) وأبي واقف بحذاه، مواجها له وأنا وراء أبي.
فلما طال وقوفنا بين يديه غضب أبي وهم به (7) وكان أبي إذا غضب نظر إلى
1) في الاصل " فنادى بى " وما أثبتناه من المصادر المذكورة.
2) أضفناها كما في كتاب الامان، وفى الدلائل " فقال لابي يا أبا جعفر ".
3) في الاصل " عند " تصحيف.
4) بين المعقوفين في الاصل عبارة غير مفهومة، وليست في المصادر المذكورة.
5) في الاصل " قبلى أبى " وهو تصحيف.
6) أضفناها كما في كتاب الامان. والروية: هي التفكر والنظر في الامر. وفى الدلائل " يرتأى فيه رأيا " وفى البحار " يرتوى فيه رأيا ".
7) فهم به الاولى: أي أراد هشام أن ينال من الامام بسوء. والثانية: أراد الامام عليه السلام أن يرميه بدعاء ليرفع عنه شر هشام.
[ 130 ]
السماء نظر غضبان يبين الغضب في وجهه.
فلما نظر هشام إلى ذلك من أبي قال له: إلي يا محمد.
فصعد أبي إلى السرير وأنا أتبعه.
فلما دنا من هشام قام إليه فاعتنقه وأقعده عن يمينه، ثم اعتنقني، وأقعدني عن يمين أبي، وأقبل على أبي بوجهه، فقال له: يا محمد، لا تزال العرب تسودها قريش مادام فيهم مثلك، لله درك ! من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟.
فقال له أبي: قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثتي (1).
ثم تركته، فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت فيه.
فقال له: ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت ! وما ظننت أن في الارض أحدا يرمي مثل هذا الرمي ! أين رمي جعفر من رميك ؟ فقال: إنا نحن نتوارث الكمال والتمام والدين [إذ] (2) أنزل (3) الله على نبيه صلى الله عليه وآله في قوله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (4) والارض لا تخلو ممن يكمل هذه الامور التي يقصر عنها غيرنا.
قال: فلما سمع ذلك من أبي نقلت عينه اليمنى فاحولت، واحمر وجهه، وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب، ثم أطرق هنيئة، ثم رفع رأسه، فقال لابي: ألسنا بنو عبد مناف، نسبنا ونسبكم واحد ؟ ! فقال أبي: ونحن كذلك، ولكن الله جل ثناؤه اختصنا من مكنون سره وخالص علمه (5) بما لم يخص أحدا به غيرنا.
فقال: أليس الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وآله من شجرة عبد مناف إلى الناس
1) في الاصل " أيامى لحداثتي " وهو تصحيف.
2) أضفناها كما في بعض المصادر المذكورة.
3) في الاصل " والذين أنزلهم "، وما أثبتناه من بعض المصادر المذكورة.
4) سورة المائدة: 3.
5) في الاصل " عمله " وهو تصحيف.
[ 131 ]
كافة: أبيضها وأسودها وأحمرها ؟ ! من أين ورثتم ما ليس لغيركم ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة ؟ ومن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء ؟ فقال [أبي] (1) من قوله تعالى لنبيه: (لا تحرك به لسانك لتعجل) به (2).
[فالذي أبداه فهو للناس كافة و] (3) الذي لم يحرك به لسانه أمر الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا.
فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه، وأنزل الله تعالى بذلك قرآنا في قوله: (وتعيها اذن واعية)(4).
فقال [له] (5) رسول الله صلى الله عليه وآله بين أصحابه (6): سألت الله [أن] (7) يجعلها اذنك يا علي.
فلذلك قال علي عليه السلام بالكوفة: " علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم يفتح كل (8) باب ألف باب " خصه به رسول الله صلى الله عليه وآله من مكنون سره وعلمه بما لم يخص به أحدا من قومه، حتى صار إلينا فتوارثناه (9) من دون أهلها.
فقال هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب، والله تعالى لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك ؟ فقال أبي: إن الله جل ذكره أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله كتابا بين فيه (10) ماكان وما
1) أضفناها كما في دلائل الامامة.
2) سورة القيامة: 16.
3) ما أضفناه وأثبتناه كما في دلائل الامامة والبحار. وفى الاصل اضطراب في العبارة وتصحيف، وهو هكذا بعد الاية: " الذى لم يحرك به لسانه لغيرنا، فقال: أمر الله... ".
4) سورة الحاقة: 12.
5) أضفناها كما في دلائل الامامة.
6) في الاصل " لاصحابه " تصحيف، وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.
7) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
8) كذا في الاصل والبحار.
وفى دلائل الامامة " ينفتح من كل " وفى كتاب الامان " ففتح كل ".
9) في الاصل " فتوارثنا " تصحيف.
10) في الاصل " أبين به " وما أثبتناه من المصادر المذكورة.
[ 132 ]
يكون إلى يوم القيامة، في قوله " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشر للمسلمين) (1).
وفى قوله (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (2).
وفي قوله: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (3).
وفي قوله: (ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (4).
وأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجيه عليا، وأمره (5) أن يؤلف القرآن من بعده، ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه.
وقال لاصحابه: حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتى (6) غير أخي علي، فانه مني وأنا منه [له] (7) مالي وعليه ما علي، وهو قاضي ديني، ومنجز وعدي
1) سورة النحل: 89. وفى الاصل خلط في ذيل الاية مع سورة آل عمران. والصحيح ما أثبتناه.
2) سورة يس: 12.
3 و 4) الانعام: 38، 59.
5) في الاصل " فأمن " تصحيف، وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
6) اشارة الى قوله صلى الله عليه وآله في حديث وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام، الذى أخرجه في البحار عن كتاب الطرف بالاسناد عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على تغسلني ولا يغسلنى غيرك فيعمى بصره.
قال على عليه السلام: ولم يارسول الله ؟ قال: كذلك، قال: قال جبرئيل عليه السلام من ربى، أنه لا يرى عورتى غيرك الا عمى بصره - الى أن قال -: قلت: فمن يناولني الماء ؟ قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر لاى شئ منى، فانه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر الى عورتى، وهى حرام عليهم.
الحديث. الطرف: 42 عنه البحار: 22 / 492 ح 38.
فعلى هذا يكون هذا العمى - للناظر - اختصاصا وحرمة للرسول صلى الله عليه وآله من الله تعالى ومعللا بما ذكر، حتى أن فضل بن عباس بعد معرفته بذلك شد عينيه لئلا يقع نظره عليه مطلقا.
7) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
[ 133 ]
ثم قال لاصحابه: علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي عليه السلام.
ولذلك فيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: " أقضاكم علي - أي هو قاضيكم - ".
وقال عمر بن الخطاب: لولا علي لهلك عمر، يشهد له عمر ويجحد غيره.
فأطرق هشام طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: سل حاجتك.
فقال: خلفت أهلي وعيالي مستوحشين بخروجي.
فقال: قد آمن الله وحشتهم برجوعك إليهم، ولا تقم سوى (1) يومك، فاعتنقه أبي ودعا له وودعه، وفعلت أنا فعل أبي، وخرجنا من عنده وتوجهنا إلى المدينة(2).
2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه وكيع، عن الاعمش قال: قال قيس بن الربيع: كنت ضيفا لمحمد بن علي عليهما السلام وليس في منزله غير لبنة (3) فلما حضر العشاء قام فصلى وصليت معه.
ثم ضرب بيده إلى اللبنة فأخرج منها قنديلا مشعلا، ومائدة مستو عليها كل حار وبارد، فقال لي: كل، فهذا ما أهده الله (4) لاوليائه، فأكل وأكلت ثم رفعت المائدة إلى اللبنة فخالطني (5) الشك، حتى إذا خرج بحاجة قلسبت اللبنة، فإذا هي لبنة صغيرة.
1) كذا في الاصل، وفى المصادر المذكورة " أكثر من يومك ".
2) روى مثله في دلائل الامامة: 104، باسناده عن الحسن بن معاذ الرضوي مرفوعا الى الصادق عليه السلام، عنه كتاب الامام لابن طاووس: 52، والبحار: 72 / 181 ح 10 بنفس الاسناد مفصلا مع زيادة في آخره.
3) اللبنة: التى بينى بها وهو المضروب من الطين مربعا (لسان العرب: 13 / 357).
4) في الاصل " ما أعدا " تصحيف.
5) في الاصل " فإذا فخالطنى " تصحيف.
[ 134 ]
فدخل وعلم ما في قلبي، فأخرج من اللبنة أقداحا وكيزانا (1) وجرة فيها ماء فشرب وسقاني (2) ثم عاد (3) إلى موضعه وقال: مثلك معي كمثل اليهود (4) مع المسيح عليه السلام حين لم يثقوا (5) به.
ثم أمر اللبنة أن تنطق فتكلمت (6)،(7).
3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، عن عبد الرزاق، عن العلاء بن محرز (8) قال: شهدت محمد بن علي الباقر عليهما السلام وبيده عرجونة - يعني قضيبا دقيقا - يسأله عن أخبار بلد بلد فيجيبه، ويقول: زاد الماء في مصر كذا، ونقص بالموصل كذا، ووقعت الزلزلة في أرمينية، [والتقى حادن وحورد في موضع - يعني جبلين -] (9).
ثم رأيته يكسرها (10) ويرمي بها فتجتمع فتصير قضيبا(11).
1) الكوز: اناء معروف يجمع فيه الماء، واتسع فيه فيقال لما يوضع فيه المال، ويجمع على كيزان كعود وعيدان، وعلى أكواز كأعواد، وعلى كوزة كعودة (المجمع: 2 / 33).
2) في الاصل " مايشرب وسقانا " وفى مدينة المعاجز " ماء فسقانا وشرب هو " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.
3) كذا في الاصل والدلائل.
وفى مدينة المعاجز " أعاده ".
4) في الاصل " اليهودي " تصحيف.
5) في الاصل " حتى لم يثق به " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة، وفى مدينة المعاجز " حين لم تثق به ".
6) في الاصل " ينطق فكلمت " تصحيف.
7) رواه في دلائل الامامة: 95 باسناده عن أبى محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش عن قيس بن الربيع، عنه مدينة المعاجز: 322 ح 3.
8) كذا في الاصل والدلائل، وفى مدينة المعاجز " العلاء بن محمد " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
9) أضفناها كما في الدلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز " والتقى حارث وجويبر... ".
10) في الاصل " كسرها " تصحيف.
11) رواه في دلائل الامامة: 96. باسناده الى العلاء بن محرز، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 5.
[ 135 ]
4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن منصور الرقادي (1) عن شاذان بن عمرو (2) عن مرة بن قبيصة بن عبد الحميد، قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاى الباقر عليه السلام وقد صنع فيلا من طين فركبه وطار في الهواء، حتى ذهب إلى مكة عليه ورجع، فلم اصدق ذلك منه حتى لقيت الباقر عليه السلام فقلت له: أحبرني جابر عنك بكذا وكذا.
[فصنع مثله] (3) وركب وحملني معه إلى مكة وردني(4).
5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن إبراهيم بن سعد، عن حكيم بن أسد (5) قال: لقد لقيت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام وبيده عصا يضرب [بها] (6) الصخر فينبع منه الماء، فقلت: يابن رسول الله ماهذا ؟ [قال] نبعة من عصا موسى (7) [قلت من عصا موسى ؟ !] (8) قال: نعم من عصاه التي يتعجبون منها(9).
6 - ومنها: قال أبو جعفر: عن جابر بن يزيد (10) - رحمه الله - قال:
1) كذا في الاصل.
وفى الدلائل " الرماني " وفى مدينة المعاجز " الزيادي " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
2) كذا في الاصل.
وفى الدلائل ومدينة المعاجز " عمر " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
3) اضفناها كما في دلائل الامامة.
4) رواه في دلائل الامامة: 96، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 6.
5) كذا في الدلائل، وفى الاصل " حليم بن أسد " وفى مدينة المعاجز " حكم بن سعد ".
وذكر النجاشي في رجاله وغيره: حكم بن سعد الاسدي الناشرى " عربي قليل الحديث وهو أخو مشمعل، يروى عن الصادق عليه السلام.
6) أضفناها لضرورتها في الكلام.
7) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز.
8) أضفناها كما في مدينه المعاجز.
9) رواه في دلائل الامامة: 97، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 7.
10) كذا في الاصل، وفى دلائل الامامة " قال أحمد بن جعفر: حدثنى عدة من أصحابنا عن جابر بن يزيد " عنه في مدينة المعاجز.
[ 136 ]
خرجت مع أبي جعفر عليه السلام وهو يريد الحيرة (1) فلما أشرفنا على كربلاء قال لي: يا جابر، هذه روضة من رياض الجنة لنا ولشيعتنا، وحفرة من حفر جهنم لاعدائنا ثم قضى (2) ما أراد، ثم التفت إلي، فقال: يا جابر فقلت: لبيك يا سيدي.
فقال لي: تأكل شيئا ؟ فقلت: نعم يا سيدي.
قال: فأدخل يده بين الحجارة، فأخرج لي تفاحة لم أشم قط رائحة مثلها ولاتشبه رائحة فاكهة الدنيا.
فعلمت أنها من الجنة، فأكلتها فعصمتني عن (3) الطعام أربعين يوما لم آكل ولم احدث(4).
في معجزات واعلام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
1 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله [قال] (5) لي عبد الله بن بشر: سمعت الاحوص يقول: كنت مع الصادق عليه السلام إذ سأله قوم عن كأس الملكوت، فرأيته وقد تحدد (6) نورا ثم علا حتى أنزل هذا الكأس، فأدارها على أصحابه، وهي كأس مثل البيت
1) في الاصل " الجابر " وما أثبتناه كما في الدلائل ومدينة المعاجز.
2) في مدينة المعاجز " ثم انه أفضى ".
3) في الاصل " من " تصحيف.
4) رواه في دلائل الامامة: 96، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 10.
5) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز.
6) كذا في الاصل، وفي دلائل الامامة " تحدر ".
[ 137 ]
الاعظم، أخف من الريش، من نور محضور (1).
مملو شرابا.
فقال لي (2): لو علمتم بنور الله لعاينتم هذا في الاخرة(3).
2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، عن قيس بن خالد قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد رفع (4) منارة النبي صلى الله عليه وآله بيده اليسرى، وحيطان القبر بيده اليمنى، ثم بلغ بهما أعنان السماء، ثم قال: أنا جعفر [أنا النهر الازخر] (5) صاحب الايات [الاقمر] (6) وأنا ابن شبر وشبير(7)، (8).
3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد جئ إليه بسمك مملوح، فمسح يده على سمكة فمشت بين (9) يديه، ثم ضرب بيده إلى الارض فإذا دجلة والفرات تحت قدميه
1) في دلائل الامامة " محصور ".
2) في دلائل الامامة " ثم قال عليه السلام ".
3) رواه في دلائل الامامة: 112، عنه مدينة المعاجز: 356 ح 4.
4) في الاصل " وقع " تصحيف، وما أثبتناه كما في دلائل الامامه ومدينة المعاجز.
5) أضفناها كما في دلائل الامامة، وفى مدينة المعاجز والاغور " بدل " الازخر ".
6) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز.
7) في دلائل الامامة " ابن شبير وشبر " وفى مدينة المعاجز " أنا شبير وشبر ".
8) رواه في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 5.
أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 228 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الاعمش، عن قيس بن خالد.
9) في الاصل " من " تصحيف، وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
[ 138 ]
ثم أرانا (1) السفن في البحر، ثم أرانا (2) مطلع الشمس ومغربها في أسرع من اللمح(3).
4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، عن وكيع، عن عبد الله بن قيس، عن أبي قناقب الصدوحي، قال: رأيت أبا عبد الله الصادق عليه السلام وقد سئل عن مسألة.
فغضب حتى امتلا منه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، وبلغ افق السماء.
فهاجت لغضبه ريح سوداء حتى كادت تقلع المدينة، فلما هدأ هدأت لهدوئه.
فقال عليه السلام: " لو شئت لقلبتها (4) على من عليها، ولكن رحمة الله وسعت كل شئ "(5).
5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد قال: قلت للصادق عليه السلام: أتقدر أن تمسك الشمس بيدك ؟ فقال: لو شئت لحجبتها عنك فقلت: إفعل [قال] (6): فرأيته وقد جرها كما يجر (7) الدابة بعنانها، فاسودت وانكسفت (8) وذلك بعين أهل المدينة كلهم حتى ردها(9).
1 و 2) في الاصل " أروانا، وأورانا " تصحيف، وما أثبتناه من المصادر المذكورة.
3) رواه في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 6.
أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 228 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن ابراهيم بن سعد.
4) في الاصل " لقلبها " تصحيف.
5) روى مثله في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 7.
أخرج مثله مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 229 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الصدوحى 6) أضفناها كما في مدينة المعاجز.
7) في اثبات الهداة " تجر ".
(8) استظهرناها وفى الاصل " انكشفت ".
9) روى مثله في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 8.
أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 230 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الصدوحى.
[ 139 ]
6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان (1) عن وكيع، عن الاعمش، عن إبراهيم بن وهب قال: اوتي أبو عبد الله عليه السلام بشاة " حائل " عجفاء فمسح ضرعها فدرت اللبن واستوت(2).
7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، عن قبيصة ابن وائل قال: كنت مع الصادق عليه السلام حتى غاب ثم رجع ومعه عذق (3) من رطب، وقال: كانت رجلي اليمنى (4) على كتف جبرئيل واليسرى (9) على كتف ميكائيل حتى لحقت (6) النبي صلى الله عليه وآله وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعلي وأبي، فحيوني بهذا لي ولشيعتي (7)،(8).
1) في الاصل " محمد بن سفيان " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز. وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب هكذا: " سفيان بن وكيع بن الجراح أبو محمد الرواسى، كان صدوقا الا أنه ابتلى بوراقه فادخل عليه ما ليس في حديثه ". تقريب التهذيب: 1 / 312 برقم 323.
2) روى مثله في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 9. أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 321 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الاعمش، عن ابراهيم بن وهب.
3) في الاصل " عتق " تصحيف. والعذق: كل غصن له شعب، والعذق: العرجون بما فيه من الشماريخ ويجمع على عذاق. (لسان العرب: 10 / 238).
4 و 5) في الاصل " الايمن، والايسر " تصحيف.
6) في دلائل الامامة " صرت الى ".
7) في الاصل " فحبوني ليطعم أوليائي ". وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.
8) رواه في دلائل الامامة: 113 باسناده الى قبيصة بن وائل. أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 232 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام عن قبيصة.
[ 140 ]
8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد (1) قال: كنت عند الصادق عليه السلام وقد أظلتنا هاجرة (2) صعبة، فأظهر لنا ثلجا وعسلا ونهرا يجري في داره (3) من غير حفر، وذلك بالمدينة [حيث] (4) لا ثلج ولاعسل ولاماء جار(5).
9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن منصور الرشادي (6) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مهلب بن قيس قال:
1) كذا في الاصل ودلائل الامامة.
وفى مدينة المعاجز واثبات الهداة " عمارة بن سعيد " وقد ذكر النجاشي في رجاله هكذا " عمارة بن زيد أبو زيد الخيوانى الهمداني لايعرف من أمره غير هذا، ذكر الحسين بن عبيد الله الغضائري: أنه سمع بعض أصحابنا يقول: سئل عبد الله بن محمد البلوى: من عمارة بن زيد هذا الذى حدثك ؟ قال: رجل نزل من السماء حدثنى ثم عرج !.... راجع رجال النجاشي: 302 برقم 827. حول ابراهيم بن سعد، فقد عده الشيخ في رجاله أنه من أصحاب الامام الصادق (ع) فراجع رجال الطوسى: 144 برقم 28. وللمامقاني تعليق حول هذين الراويين ثقة وحالة. فراجع تنقيح المقال: 1 / 17 برقم 101.
2) الهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر، أو من عند الزوال الى العصر (مجمع البحرين: 1 / 516 هجر).
3) في الاصل " دارى " تصحيف.
4) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
5) روى مثله في دلائل الامامة: 114، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 11 مع اختلاف في السند.
أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 454 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناد عن عمارة بن سعيد.
6) في الاصل " الرمادي " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز، ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
[ 141 ]
قلت للصادق عليه السلام: بأي شئ يعرف العبد إمامه ؟ قال: أن يفعل (1) كذا.
ووضع يده على حائط، فإذا الحائط ذهبا.
ثم وضع (2) يده على اسطوانة فورقت من ساعتها، فقال: هنا معرفة الامام (3)،(4).
10 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد (5) قال: حدثنا الليث بن إبراهيم، قال: صحبت أبا عبد الله عليه السلام حتى أتى الغري - في ليلة - (من [المدينة، وأتى] الكوفة) (6).
1) في الاصل " فعل فعل " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز واثبات الهداة: "ان فعل". والمراد أن يفعل مثل هذا نوعيا، أي يعمل بالارادة ماكان الله يفعله " إذا قضى أمرا أن يقول له كن فيكون "سنة الله تعالى في معجزات أنبيائه عليهم السلام. فان موسى عليه السلام عند ما القى عصاه فصارت ثعبانا تلقف ما صنعه سحرة فرعون مما سحروا به أعين الناس واسترهبوهم، ثم أخذها عليه السلام فعادت سيرتها الاولى - بأمر الله تعالى - فألقى السحرة سجدا، وقالوا آمنا برب هارون وموسى. وكذلك حال " الامام من الله " إذا أراد شيئا باذنه من ساعته ومن غير سبب فكان. وهو من آياته تعالى، وبذلك يعرف الامام.
2) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
3) في دلائل الامامة " ثم قال: بهذا بعرف الامام ".
4) رواه في دلائل الامامة: 114 باسناده الى مهلب بن قيس، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 12.
أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 234 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن مهلب بن قيس.
5) في الاصل " سعيد " انظر هامش رقم (1) ص 140.
6) أضفناها من دلائل الامامة.
[ 142 ]
ثم رأيته يمشي على الماء ورجع إلى المدينة ولم ينقص من الليل شئ(1).
11 - ومنها: روى محمد بن راشد (2) عن أبيه قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: يابن رسول الله، [إن] (3) حكيم بن عباس الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم.
فقال: هل علمت منه بشئ ؟ قال: بلى.
فأنشده: صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خبر من علي وأطيب فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده إلى السماء، فقال: اللهم [إن كان كاذبا] (4) فسلط عليه كلبا من كلابك.
قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج (5) فلقيه الاسد فأكله.
فجاء البشير (6) أبا عبد الله عليه السلام وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله [فأخبره](7).
1) رواه في دلائل الامامة: 114، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 13.
أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 235 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الليث بن ابراهيم.
2) في دلائل الامامة هكذا: حدثنا الماضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبى، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن وهب، قال: حدثنا عمر بن محمد الازدي، عن تمامة بن أشرس، عن محمد بن راشد، عن أبيه.
3 و 4) أضفناها كما في بقية المصادر.
5) الدلجة: سير السحر. وأدلجوا: ساروا من آخر الليل. (لسان العرب: 2 / 272 دلج).
6) في الاصل " فجاؤا بالبشير " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز.
7) أضفناها كما في دلائل الامامة.
[ 143 ]
فخر لله ساجدا، وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده(1).
12 - ومنها: قال أبو جعفر: روى الحسين [بن سعيد] (2) قال: أخبرنا أحمد بن محمد (3) عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن صندل، عن سورة بن كليب، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ياسورة، كيف حججت العام ؟ قال: قلت: إستقرضت حجتي، والله أني لاعلم أن الله سيقضيها عني، وما كان أعظم حجتي إلا شوقا إليك - بعد المغفرة - وإلى حديثك.
قال: أما حجتك فقد قضاها الله من عندي، ثم رفع مصلى تحته، فأخرج دنانير وعد (4) عشرين دينارا، وقال: هذه حجتك.
وعد عشرين دينارا، وقال: هذه معونة لك، تكفيك حتى تموت.
[قلت ]: (5) جعلت فداك [أخبرني] (6) إن أجلي قد دنا ؟ قال: ياسورة أما ترضى أن تكون معنا ومع إخوانك فلان وفلان ؟ !
1) في الاصل " صدق " وما أثبتناه كما في بعض المصادر، وفى بعضها " أنجزنا وعدنا ". رواه في دلائل الامامة: 115، عنه البحار: 65 / 72 ح 3. ومدينة المعاجز: 391 ح 11 بنفس السند المذكور. أورده مرسلا في كشف الغمة: 2 / 202 نقلا عن كتاب صفوة الصفوة لابي الفرج ابن الجوزى، عنه اثبات الهداة: 5 / 437 ح 195. وأورده مرسلا في مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 360 باختلاف يسير في اللفط مع زيادة أبيات شعر في آخره، عنه مدينة المعاجز باسقاط الشعر منه. أخرجه في البحار: 46 / 192 ح 58، والعوالم: 18 / 260 ح 10 عن كشف الغمة ومناقب ابن شهر اشوب.
2) أضفناها كما في الاختصاص.
3) كذا في دلائل الامامة والاختصاص ومدينة المعاجز.
وفى الاصل هكذا " قال أبو جعفر: حدثنا محمد بن سفيان، عن محمد بن أحمد... ".
4) في الاصل " وهى " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
5) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
6) أضفناها كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز " وفى البحار والمناقب " أخبرتني ".
[ 144 ]
قلت: نعم.
قال صندل: فما لبث إلا بقية الشهر (1) حتى مات(2).
13 - ومنها: عن ابن مسكان (3) عن سليمان بن خالد، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ دخل آذنه فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك.
قال: كم عددهم ؟ قال: لاأدري.
قال: إذهب، فعدهم وأخبرني.
قال: فلما مضى الغلام، قال أبو عبد الله عليه السلام عدة القوم إثنا عشر رجلا، وإنما أتوا يسألوني عن حرب طلحة والزبير، ودخل آذنه، فقال: القوم إثنا عشر رجلا فادن لهم.
فدخلوا إليه، فقالوا له: نسألك ؟ قال: إسألوا.
قالوا (4): ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة ؟ قال: [و] (5) ما تريدون بذلك ؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك.
قال: إذا تكفرون يا أهل (6) البصرة ؟ فقالوا: لانكفر.
قال: كان علي مؤمنا مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله إلى أن قبضه الله إليه، لم يؤمر عليه النبي صلى الله عليه وآله أحدا قط، ولم يكن في سرية إلا كان أميرها.
وإن طلحة والزبير أتياه (7) لما قتل عثمان، فبايعاه طائعين غير كارهين [وهما أول]
1) في البحار والمناقب " الا سبعة أشهر " وفى الاختصاص " تسعة أشهر ".
2) روى مثله في دلائل الامامة: 118، عنه مدينة المعاجز: 392 ح 14. ورواه في الاختصاص: 79 باسناده عن محمد بن الحسن بنفس السند المذكور. أخرجه في البحار: 47 / 126 عن المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 350 مرسلا عن صندل، عن سورة بن كليب.
3) وفى دلائل الامامة ومدينة المعاجز هكذا السند: روى الحسين، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن على، عن على بن محمد، عن المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد.
4) في الاصل " قال ".
5) أضفناها كما في سائر المصادر.
6) في الاصل " بأهل ".
7) وفى الاصل " أتاه ".
[ 145 ]
من غدر به - ونكثا عليه، ونقضا عهده، وهما به الهموم كما هم به من كان مثلهما، وخرجا بعائشة معهما يستعطفا بها (6) الناس وكان من أمرهما وأمرها ما قد بلغكم.
قالوا: فان طلحة والزبير صنعا ما صنعا فما حال عائشة ؟ قال: عائشة عظيم جرمها وعظيم إثمها، ما اهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في (2) عنقها وعنق صاحبيها (3).
ولقد عهد النبي صلى الله عليه وآله إليه، وقال: لابد من أن تقاتل الناكثين - وهم أهل البصرة - والقاسطين - وهم أهل الشام - والمارقين - وهم أهل النهروان - فقاتلهم علي عليه السلام جميعا.
قال (4) القوم: إن كان هذا [قاله] (5) النبي صلى الله عليه وآله لقد دخل القوم جميعا في أمر عظيم ! !.
قال أبو عبد الله عليه السلام: إنكم ستكفرون (6).
قالوا: إنك (7) جئتنا بأمر عظيم لانحتمله.
قال: وما طويت عنكم أكثر، أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم (8) بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم.
قال: فلما خرجوا قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا سليمان بن خالد ! والله ما يتبع قائمنا من أهل البصرة إلا رجل واحد، لاخير فيهم، كلهم قدرية وزنادقة، وهي الكفر بالله(9).
1) " يستعطفانها " دلائل الامامة.
2) في الاصل " من " تصحيف.
3) أثبتناها كما في المصادر المذكورة، وفى الاصل " صاحبها ".
4) في الاصل " قالوا " وما أثبتناه كما في ساير المصادر.
5) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
6) في الاصل " ستنكرون " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.
7) في الاصل مكررة مرتين.
8) في الاصل " وتخبرون " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
(9) رواه في دلائل الامامة: 120، عنه مدينة المعاجز: 393 ح 20 بنفس السند الا أن فيه " عبد المؤمن " بدل " المؤمن ".
[ 146 ]
15 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين.
محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد ابن علي، عن إدريس، عن (1) عبد الرحمن، عن داود بن كثير الرقي، قال: أتيت المدينة فدخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام، فلما استويت في المجلس بكيت، فقال أبو عبد الله: ما يبكيك يا داود ؟ ! فقلت: يابن رسول الله، إن قوما يقولون لنا: لم (2) يخصكم الله بشئ سوى ما خص به غيركم، ولم يفضلكم بشئ سوى ما فضل به غيركم.
فقال عليه السلام: كذب الملاعين ! قال: ثم قام فركض (2) الدار برجله ثم قال: كوني بقدرة الله.
فإذا [هي] (4) سفينة من ياقوتة حمراء وسطها درة بيضاء، وعلى أعلى السفينة راية خضراء عليها مكتوب: " لاإله إلا الله محمد رسول الله على ولي الله، يقتل القائم الاعداء، ويبعث المؤمنون ينصره الله بالملائكة ".
وإذا في وسط السفينة أربع كراسي من أنواع الجواهر، فجلس أبو عبد الله عليه السلام على واحد وأجلس موسى على واحد، وأجلس اسماعيل على واحد وأجلسني على واحد.
ثم قال: سيري على بركة الله عزوجل.
فسارت في بحر عجاج أشد بيضا من اللبن وأحلى من العسل.
فسرنا بين جبال الدر والياقوت، حتى انتهينا إلى جزيرة، وسطها قباب من
أخرج نحوه في البحار: 47 / 127 ح 175 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 350 باسناده عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد.
1) في مدينة المعاجز " بن عبد الرحمن " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
2) في الاصل " لن " وما أثبتناه من ساير المصادر.
3) ركض الارض والثوب: ضربهما برجله.
(لسان العرب: 7 / 159).
4) أضفناها كما في مدينة المعاجز.
[ 147 ]
الدر الابيض، محفوفة بالملائكة،، ينادون: مرحبا مرحبا يابن رسول الله.
فقال عليه السلام: هذه قباب الائمة من آل محمد من ولد محمد صلى الله عليه وآله كلما افتقد (1) واحد منهم أتى (2) هذه القاب، حتى يأتي (3) الوقت الذي ذكره الله تعالى في كتابه " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " (4).
قال: ثم ضرب يده إلى أسفل البحر، فاستخرج منه درا وياقوتا.
فقال: يا داود ! إن كنت تريد الدنيا فخذها.
فقلت: لا حاجة لي في الدنيا [يابن رسول الله] (5).
فألقاه في البحر، ثم استخرج من رمل البحر، فإذا مسك وعنبر، فشمه وأشممناه ثم رمى به في البحر، ثم نهض، فقال: قوموا حتى نسلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعلى أبي محمد الحسن بن علي، وعلى أبي عبد الله الحسين بن علي وعلى أبي محمد علي بن الحسين وعلي أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام.
فخرجنا حتى انتهينا إلى قبة وسط القباب، فرفع جعفر عليه السلام الستر، فإذا أمير المؤمنين عليه السلام [جالس] (6) فسلمنا عليه.
ثم أتبنا قبة الحسن بن علي عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا.
ثم أتينا قبة الحسين بن علي عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا.
ثم أتينا قبة علي بن الحسين عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا.
ثم أتينا قبة محمد بن علي عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا.
ثم قال عليه السلام: انظروا على يمين الجزيرة، فإذا قباب لاستور عليها، فقلت:
1) في الاصل " افتقدوا " وما أثبتناه من دلائل الامامة.
2) في الاصل " لاقى " وما أثبتناه من الدلائل ومدينة المعاجز.
3) في الاصل " ما أتى " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
4) سورة الاسراء: 6.
5 و 6) أضفناهما كما في المصادر المذكورة.
[ 148 ]
يابن رسول الله، ما بال هذه القباب لاستور عليها ؟ ! قال: هذه لي، ولمن يكون من بعدي من الائمة عليهم السلام، ثم قال: انظروا إلى وسط الجزيرة.
فنظرنا فإذا فيها أرفع ما يكون من القباب، ووسطها سرير.
فقال: هذه للقائم من آل محمد من ولد محمد صلى الله عليه وآله ثم قال: ارجعوا فرجعنا.
ثم قال: كوني بقدرة الله تعالى.
فإذا نحن في مجلسنا كما كنا(1).
16 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن علي بن محمد ابن همام، قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، [قال: حدثني أبي] (2) عن الحسن بن علي الحراني، عن محمد بن حمران، عن داود بن ابن كثير الرقي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: حدثني عن القوم.
قال: الحديث أحب إليك أم المعاينة ؟ فقلت: جعلني الله فداك، المعاينة.
فقال لابي الحسن موسى عليه السلام: إنطلق فائتني بالقضيب.
فأتى به، فضرب به الارض ضربة فانشقت عن بحر أسود.
فضربها فانفتحت عن باب، فإذا بهم وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة، كل واحد منهم مشدود إلى جنب صخرة موكل بكل واحد منهم ملك، وهم ينادون والملائكة يضربون وجوههم، ويقولون: كذبتم ليس لكم محمد.
فقلت: جعلت فداك من هؤلاء ؟ فقال: أبو جهل (3) وزفر ونعثل واللعين.
ثم قال: انطبق عليهم إلى الوقت (4)، (5).
1) روى مثله في دلائل الامامة: 141، عنه مدينة المعاجز: 373 ح 42.
2) أضفناها كما في دلائل الامامة.
3) في دلائل الامامة " ابن الجمل ".
4) أي الى الوقت المعلوم، وهو يوم الحساب.
5) روى مثله في دلائل الامامة: 142 باسناده الى داود بن كثير الرقى.
[ 149 ]
17 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أبو محمد عبد الله جعفر بن محمد الحميري (1) عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان، قال: (2) وجه المنصور إلى سبعين رجلا من أهل كابل، فدعاهم وقال لهم: ويحكم إنكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسى عليه السلام وأنكم تفرقون (3) بين المرء وزوجه، وأن أبا عبد الله جعفر بن محمد ساحر مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر فانكم إن أبهتموه اعطكم الجائزة العظيمة والمال الجزيل.
فقاموا إلى المجلس الذي فيه المنصور، وصوروا له سبعين صورة من صور السباع، (لا يأكلون ولا يشربون وإنما كانت صور) (4) وجلس كل واحد منهم تحت صورته، وجلس المنصور على سريره ووضع إكليله على رأسه.
ثم قال لحاجبه: إبعث إلى أبي عبد الله.
فقام فدخل إليه، فلما أن نظر إليه وإليهم وماقد استعدوا له، رفع يده إلى السماء ثم تكلم بكلام بعضه جهر وبعضه خفي ثم قال: ويلكم أنا الذي ابطل سحركم، ثم نادى برفيع صوته: ياقسورة خذهم.
فوثب كل سبع منها على صاحبه وافترسه في مكانه.
1) كذا في الاصل. وفى دلائل الامامة " أبو عبد الله جعفر محمد الحميرى ". وقد ذكره في معجم رجال الحديث تحت عنوان " عبد الله بن جعفر بن الحسن الحميرى ". وأورده عن رجال النجاشي هكذا: قال النجاشي: عبد الله بن جعفر بن الحسن بن مالك ابن جامع الحميرى أبو العباس القمى. فراجع معجم رجال الحديث: 10 / 145 برقم 6757 وبقية كتب الرجال.
2) في الاصل " قال: قال " تصحيف.
3) في الاصل " كلمة غير مفهومة " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز.
4) هكذا وردت، والظاهر (لا تأكل ولا تشرب...).
[ 150 ]
ووقع المنصور من سريره وهو يقول: يا أبا عبد الله أقلني، فوالله لاعدت إلى مثلها أبدا، فقال له: قد أقلتك.
قال: يا سيدي، فرد السباع إلى ما كانت.
فقال: هيهات ! إن عادت عصا موسى عليه السلام فستعود السباع(1).
18 - ومنها: روى محمد بن الحسين [بن أبي الخطاب] (2) عن موسى بن سعدان، [عن عبد الله بن القاسم] (3) عن حفص الابيض التمار، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام أيام صلب المعلى بن خنيس رحمه الله - [قال:] (4) فقال لي: يا حفص، إني أمرت المعلى بأمر فخالفني وابتلي بالحديد.
إني نظرت إليه يوما فرأيته كئيبا حزينا، فقلت له: مالي أراك كئيبا حزينا ؟ فقال لي: ذكرت أهلي وولدي.
فقلت له: ادن مني.
فدنا، فمسحت وجهه بيدي، ثم قلت له: أين أنت ؟ فقال: يا سيدي، أنا في منزلي، هذه والله زوجني وولدي ! فتركته حتى أخذ وطره منهم، واستترت (5) منه حتى نال حاجته من أهله، حتى كان منه إلى أهله
1) روى مثله في دلائل الامامة: 144، عنه مدينة المعاجز: 362 ح 23.
ورواه أيضا في الدلائل بطريق آخر خلاصة للخبر على سيافه هكذا قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد النيسابوري الحذاء، قال: حدثنى أبو الحسن على بن عمرو بن محمد الرازي الكاتب، قال: حدثنا محمد بن الحسن السراج، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقى، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان عن الربيع، قال: وجه المنصور - وجاء بالخبر على السياق - عنه مدينة المعاجز.
وروى ذيل الحديث في الاختصاص: 240 باسقاط السند وصدر الحديث من جميع النسخ.
2) من بصائر الدرجات.
3 و 4) أضفناهما كما في أكثر المصادر.
5) في الاصل " واستقرب " وما أثبتناه كما في أكثر المصادر.
[ 151 ]
ما يكون من الزوج إلى امرأته (1).
ثم قلت له: ادن مني.
فدنا، فمسحت وجهه، فقلت له: أين أنت ؟ فقال: أنا معك في المدينة، وهذا بيتك ! فقلت له: يا معلى، إن لنا حديثا من حفظه علينا، حفظه الله وحفظ عليه دينه ودنياه.
يا معلى، لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا، إن شاءوا أمنوا عليكم وإن شاءوا قتلوكم.
يا معلى، إن [من] (2) كتم الصعب من حديثنا جعل (3) الله نورا بين عينيه، وأعزه في الناس من غير عشيرة، ومن أذاعه لم يمت حتى [يذوق] (4) عضة الحديد (5) وألح عليه الفقر والفاقة في الدنيا حتى يخرج منها ولا ينال منها شيئا، وعليه في الاخرة غضب وله عذاب أليم.
ثم قلت له: يا معلى، وأنت مقتول، فاستعد(6).
1) استظهرناها، وفى الاصل " المرأة ".
2) أضفناها كما في جميع المصادر.
3) في بعض المصادر " جعله ".
4) أضفناها كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز، وفى بقية المصادر " يعضه ".
5) في بعض المصادر " يعضه السلاح أو يموت كبلا " وفى بعضها " أو يموت بحبل ".
6) رواه في بصائر الدرجات للصفار: 403، عنه البحار: 2 / 71 ح 34، والعوالم: 3 / 307 ح 18.
ورواه في دلائل الامامة: 136، عنه مدينة المعاجز: 359 ح 16.
ورواه في الاختصاص: 315، عنه البحار: 25 / 380 ح 34.
وروى نحوه في مختصر بصائر الدرجات: 98 بالاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن خالد البرقى، عن الربيع الوراق، عن بعض أصحابه، عن حفص الابيض بزيادة في آخره، عنه مدينة المعاجز: 359 ح 16.
وروى مثله في رجال الكشى: 378 ح 709 بالاسناد عن ابراهيم بن محمد بن العباس الختلى، قال: حدثنى أحمد بن ادريس القمى المعلم، قال: حدثنى محمد بن أحمد بن
[ 152 ]
19 - ومنها: روى الحسن بن علي بن فضال (1) عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبيد [الله] (2) بن الحسن، عن الحسن بن هارون، قال: كنت بالمدينة فكنت آتي موضعا أسمع فيه غناء جبران لنا، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي - ابتداءا منه -: " إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا "(3).
يسأل السمع عما سمع، والبصر عما أبصر، والفؤاد عما عقد عليه(4).
20 - ومنها: أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام الكاتب، عن جعفر بن محمد بن مالك [الكوفي] (5) عن [أحمد
يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الابيض التمار.
عنه البحار: 2 / 72 ح 34 وج 47 / 88 ح 91، والعوالم: 3 / 307 ح 18. أخرجه في البحار: 47 / 87، عن الاختصاص: 315، وبصائر الدرجات: 403. وأخرج نحوه مختصرا في البحار: 47 / 91 ح 98 عن نفس الكتابين بالاسناد عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى ابن خنيس. وفى اثبات الهداة: 5 / 385 ح 95 عن اعلام الورى للطبرسي نقلا من كتاب نوادر الحكمة لمحمد بن أحمد بن يحيى بالاسناد عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب مرفوعا الى حفص بن الابيض التمار.
1) في دلائل الامامة هكذا السند: " حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد ابن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن الحسن بن على بن فضال... " في الاصل " الحسن بن على فضال " وهو تصحيف.
2) أضفناها كما في دلائل الامامة.
3) اقتباس من سورة الاسراء: 36.
4) رواه في دلائل الامامة: 138.
5) أضفناها كما في بصائر الدرجات والبحار واثبات الهداة.
[ 153 ]
ابن مدبر] (1) محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فركض الارض برجله فإذا بحر وفيه سفن من فضة.
قال: فركب وركبت معه، حتى انتهى إلى موضع فيه خيم من فضة، فدخلها، ثم خرج.
فقال لي: رأيت الخيمة التي دخلتها أولا ؟ قلت: نعم.
قال: تلك خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله والاخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السلام.
والثالثة خيمة فاطمة عليها السلام والرابعة خيمة خديجة، والخامسة خيمة الحسن عليه السلام.
والسادسة خيمة الحسين عليه السلام والسابعة خيمة جدي عليه السلام.
والثامنة خيمة أبي عليه السلام وهي التي بكيت فيها، والتاسعة خيمتي.
وليس أحد منا يموت إلا وله خيمة يسكن فيها(2).
21 - ومنها: روى المفضل بن عمر (3) قال: وجه [أبو جعفر] (4) المنصور إلى الحسن بن زيد - وهو واليه على الحرمين - أن أحرق على جعفر بن محمد داره.
[فألقى النار في دار أبي عبد الله عليه السلام] (5) فأخذت النار في الباب وفي الدهليز
1) من دلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز " أحمد بن مدين " وفى سند البصائر أحمد بن محمد " عن جعفر. وقد استقصينا في أسناد البصائر " أحمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك " ص 24 ح 17. 2) في بصائر الدرجات: 405 ح 5 " حدثنا أحمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفى، عن محمد بن عمار، عن أبى بصير... " (مثله). عنه البحار: 6 / 245 ح 75، وج 47 / 91 ح 97، وج 57 / 328 ح 8، واثبات الهداة: 5 / 391 ح 108. دلائل الامامة: 135 (مثله). أخرجه في مدينة المعاجز: 396 ح 35 عن الهداية للخصيبي بالاسناد عن أبى الحسين محمد بن هارون مرفوعا الى أبى بصير.
3) في الكافي هكذا السند: " بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر ".
4) أضفناها كما في بعض المصادر.
5) أضفناها كما في جميع المصادر.
[ 154 ]
فخرج أبو عبد الله عليه السلام يتخطى النار ويمشي [عليها] (1) و [هو] (2) يقول: أنا ابن أعراق الثرى (3) وأنا ابن إبراهيم خليل الله عليه السلام(4).
روي أن النمرود - لعنه الله - لما ألقى إبراهيم عليه السلام [في] النار ورأى الناس أن النار لا تضره، قال: وما هذا إلا أعراق الثرى، وما عرقه إلا عرق الثرى " (5).