قال النبي (عليه السلام) : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة .
قال سلمان : بينهم لنا يا رسول الله .
قال : أنا , و أخي علي , و أحد عشر من ولدي .
قالوا : اللهم نعم , الخبر .
جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر (عليه السلام) في قوله : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ الآية قال قال شهورها اثنا عشر و هو أمير المؤمنين (عليه السلام) و عدد الأئمة بعده ثم قال بعد كلام طويل في قوله مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ أربعة منهم باسم واحد علي أمير المؤمنين و أبي علي بن الحسين و علي بن موسى و علي بن محمد فلا تظلموا فيهن أنفسكم أي قولوا بهم جميعا تهتدوا و في خبر آخر أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ علي و الحسن و الحسين و القائم بدلالة قوله ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ .
و قال سلمان القصري : سألت الحسن بن علي (عليه السلام) , فقال : عددهم عدد شهور الحول .
شعر :
العمر أقصر أن يقضى *** بالبطالة و السرور
فتروح بالخسران من *** دنياك في يوم النشور
فافزع إلى مولاك ذي *** الإنعام و الفضل الكبير
و توسلن بأحمد و وصيه البر الطهور
السادة الأبرار و الأنوار في عدد الشهور
فهم الهداة لنا على *** مر الليالي و الدهور
الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبر : و لقد سئل رسول الله و أنا عنده عن الأئمة فقال وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ إن عددهم بعدد البروج و رب الليالي و الأيام و الشهور .
يزيد بن عبد الملك عن زين العابدين (عليه السلام) أنه قال في قول الله تعالى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً قال من ولاية علي أمير المؤمنين و الأوصياء من ولده .
مسنم بن قيس عن أمير المؤمنين في خبر طويل في قوله : وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ قال أما
[285]
الوالد فرسول الله و ما ولد يعني هؤلاء الأوصياء .
و روي في قوله : وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ هم الأئمة إماما بعد إمام .
و حكي في قوله : وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ أنهم الأئمة الاثنا عشر يوضحه .
قول النبي : النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض الخبر .
فالضال في البرية يهتدي بها و الضال في الدين يهتدي بهم .
و جاء في تفسير قوله تعالى أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ الآية أن صاحب البستان رسول الله و البستان شريعته و الأشجار الأئمة و الأنهار علوم العلماء و الكبر وصول الرسول (عليه السلام) إلى الله تعالى و الذرية أولاده و النار الفتن و الأيتام الأمة .
أبو القاسم الكوفي قال روي في قوله : وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أن الراسخون في العلم من قرنهم الرسول بالكتاب و أخبر أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
و في اللغة : الراسخ هو اللازم الذي لا يزول عن حاله و لن يكون كذلك إلا من طبعه الله على العلم في ابتداء نشوه كعيسى في وقت ولادته قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ الآية.
فأما من يبقى السنين الكثيرة لا يعلم ثم يطلب العلم فيناله من جهة غيره على قدر ما تجوز أن يناله منه فليس ذلك من الراسخين يقال رسخت عروق الشجر في الأرض و لا يرسخ إلا صغيرا .
و قال أمير المؤمنين : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا لنا و حسدا علينا أن رفعنا الله سبحانه و وضعهم و أعطانا و حرمهم و أدخلنا و أخرجهم بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى لا بهم .
أبو الصباح الكناني و أبو بصير كلاهما عن الصادق (عليه السلام) و روى الفضل بن يسار و يزيد بن معاوية العجلي كلاهما عن الباقر و اللفظ للكناني : نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون الذين قال الله أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
بيت :
أقول بتوحيد رب العلى *** و أن الأئمة اثنا عشر
فصل في النصوص الواردة على ساداتنا (عليهم السلام) :
الروايات في هذا الباب نوعان منها المتناقل قبل آدم و منها المروي قبل شرع
[286]
الإسلام و منها ما تظاهرت به الروايات عن النبي و ذلك نوعان منها ما روته العامة و منها ما روته الخاصة فما جاء قبل آدم نحو حديث الميثاق و حديث الأصل و حديث الأسماء المكتوبة على العرش و حديث الكلمات و غير ذلك فلتؤخذ من مواضعها في هذا الكتاب .
و أما ما جاء قبل الإسلام :
خبر الهاروني الذي سأل عمر بن الخطاب و هو خبر طويل ذكرنا بعضه فيه و حدثني أبو علي الطبرسي في إعلام الورى قال حدثني من أثق به : كانت بشارة موسى بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في السفر الأول من التوراة الإشموعيل شمعيتخواهني بيرختي اتواوهفريتي اتواهربيتي اتوابمودمود شنيم عوسور نسئيم يولدون نتيتولكوى كودول .
و تفسيره بالعربية : إسماعيل قبلت صلواته و باركت فيه و أنميته و كثرت عدده بولد له اسمه محمد يكون اثنين و تسعين في الحساب و سأخرج اثني عشر إماما من نسله و أعطيه قوما كثير العدد .
و قال القاضي الكراجكي في الاستبصار : هذا من التوراة العتيقة يوجد عند اليونانيين .
و روى الشيخ المفيد حديث الخضر : و محبته إلى أمير المؤمنين و سؤاله عن مسائل و أمره لولده الحسن بالإجابة عنها .
فلما أجاب أعلن الخضر (عليه السلام) بحضرة الجماعة فقال :
أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصي رسول الله القائم بحجته و أشار بيده إلى أمير المؤمنين و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار بيده إلى الحسن (عليه السلام) أنه وصي أبيه و القائم بحجته بعده و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيه و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمره محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد أن رجلا من ولد الحسين لا يسمى و لا يكنى حتى يظهر الله أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته .
[287]
و روى الكلبي عن الشرقي بن القطامي عن تميم بن وعلة المري عن الجارود بن المنذر العبدي : و كان نصرانيا فأسلم عام الحديبية و أنشد شعرا يقول :
يا نبي الهدى أتتك رجال *** قطعت فدفدا و أفرت جبالا
جابت البيد و المهامة حتى *** غالها من طوى السرى ما غالا
أخبر الأولون باسمك فينا *** و بأسماء بعده تتتالا
فقال رسول الله : أ فيكم من يعرف قس بن ساعدة الأيادي ?
فقال الجارود : كلنا يا رسول الله نعرفه غير أني من بينهم عارف بخبره واقف على أثره .
فقال سلمان : أخبرنا .
فقال : يا رسول الله لقد شهدت قسا و قد خرج من ناد من أندية أياد إلى ضحضح ذي قتاد و سمر و غياد و هو مشتمل بنجاد فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه و إصبعه فدنوت منه فسمعته يقول : اللهم رب السماوات الأرفعة ، و الأرضين الممرعة ، بحق محمد و الثلاثة المحاميد معه ، و العليين الأربعة ، و فاطم ، و الحسنين الأبرعة ، و جعفر و موسى التبعة ، سمي الكليم الصرعة ، أولئك النقباء الشفعة ، و الطريق المهيعة ، راسة الأناجيل ، و محاة الأضاليل ، و نقاة الأباطيل ، الصادقي القيل ، عدد نقباء بني إسرائيل ، فهم أول البداية ، و عليهم تقوم الساعة ، و بهم تنال الشفاعة ، و لهم من الله فرض الطاعة ، اسقنا غيثا مغيثا . ثم قال ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي ثم أنشأ يقول :
أقسم قس قسما ليس به مكتتما *** لو عاش ألفي سنة لم يلق منها سأما
حتى يلاقي أحمدا و النجباء الحكما *** هم أوصياء أحمد أفضل من تحت السما
[288]
يعمى الأنام عنهم و هم ضياء للعما *** لست بناس ذكرهم حتى أحل الرجما
قال الجارود : فقلت يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخبر هذه الأسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذكرها :.
فقال رسول الله : يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز و جل إلي أن سل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا قلت على ما بعثوا قال بعثتهم على نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكما ثم عرفني الله تعالى بهم و بأسمائهم ثم ذكر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للجارود أسماءهم واحدا واحدا إلى المهدي (عليه السلام) قال لي الرب تبارك و تعالى هؤلاء أوليائي و هذا المنتقم من أعدائي يعني المهدي فقال الجارود :
أتيتك يا ابن آمنة رسولا *** لكي بك أهتدي النهج السبيلا
فقلت و كان قولك قول حق *** و صدق ما بدا لك أن تقولا
و بصرت العما من عبد شمس *** و كلا كان من شمس ظليلا
و أنبأناك عن قس الأيادي *** مقالا أنت طلت به جديلا
و أسماء عمت عنا فآلت إلى *** علم و كنت بها جهولا
و قد ذكر صاحب الروضة : أن الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنين و شهادة سلمان الفارسي بمثل ذلك مشهور .
و قال لي عبد الملك بن مروان : وجد وكيلي في مدينة الصفر التي بناها سليمان بن داود على سورها أبياتا منها :
هذا مقاليد أهل الأرض قاطبة *** و الأوصياء له أهل المقاليد
هم الخلائف اثنتا عشرة حججا *** من بعده الأوصياء السادة الصيد
حتى يقوم بأمر الله قائمهم *** من السماء إذا ما باسمه نودي
فقال عبد الملك للزهري : هل علمت من أمر المنادي باسمه من السماء شيئا ?
قال الزهري : أخبرني علي بن الحسين أن هذا المهدي من ولد فاطمة .
فقال عبد الملك : كذبتما , ذاك رجل منا . يا زهري هذا القول لا يسمعه أحد منك .
و إذا كانت النصوص على ساداتنا متناصرة و الأخبار بعددهم قبل وجودهم متظاهرة و قد ذكرهم الله في الكتب السالفة و أعلمت الأنبياء بهم الأمم الماضية .
دل على كونهم أئمة الزمان و حجج الله على الإنس و الجان قبل الحجج على جميع البشر الأئمة الاثنا عشر .
[289]
فصل فيما روته العامة :
حدثنا جماعة عن الكشميهني عن الفريري عن البخاري قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عبد الملك قال سمعت جابر بن سمرة قال سمعت النبي يقول : يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال كلهم من قريش . أخرجه الخطيب في تاريخه .
و حدثني الفراوي عن أبي الحسين الفارسي عن أبي أحمد الجلودي عن أبي إسحاق الفقيه عن الحافظ مسلم عن قتيبة بن سعيد عن جرير عن حصين جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي (عليه السلام) فسمعته يقول إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي ما قال قال قال كلهم من قريش .
و بهذا الإسناد قال مسلم و حدثني ابن أبي عمير عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي يقول لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم بكلمة خفيت علي فسألت أبي ما ذا قال رسول الله قال قال كلهم من قريش .
و بهذا الإسناد قال مسلم و أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة " مثله . إلا أنه لم يذكر لا يزال أمر الناس ماضيا .
و بهذا الإسناد قال مسلم و حدثنا هداب بن خالد الأزدي قال حدثنا حماد بن خالد الأزدي قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثنتي عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي فقال كلهم من قريش .
و بهذا الإسناد قال مسلم و حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثنتي عشر خليفة ثم قال تكلم بشيء لم أفهمه فقال فقلت لأبي قال كلهم من قريش .
و بهذا الإسناد قال مسلم و حدثني قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلام نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله .
قال فكتب إلي :سمعت رسول الله يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي يقول لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة و يكون
[290]
عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش . أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند .
و بهذا الإسناد قال مسلم و حدثني نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا ابن عورج و حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي و اللفظ له قال حدثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : انطلقت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و معي أبي فسمعته يقول لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة فقال كلمة صمنيها الناس فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش . أخرجه السجستاني في السنن .
و حدثني أبو القاسم الشحام عن أبي سعيد الكنجرودي عن أبي عمرو الجبري عن أبي يعلى الموصلي في مسنده عن شيبان بن فروخ عن حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال : كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود فسأله رجل يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كم يملك أمر هذه الأئمة خلفه فقال ابن مسعود ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم فسألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال اثنا عشر مثل نقباء بني إسرائيل . أخرجه ابن بطة في الإبانة و أحمد في مسنده عن ابن مسعود و قد رواه عثمان بن أبي شيبة و أبو سعيد الأشج و أبو كريب و محمود بن غيلان و علي بن محمد و إبراهيم بن سعيد و عبد الرحمن بن أبي حاتم كلهم جميعا عن أبي أسامة عن مجالد عن الشعبي .
و حدثني الفراوي عن أبي عبد الله الجوهري عن القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله بن بطة العكبري مسندا إلى الإبانة عن علي بن الجعد عن زهير عن سماك بن حرب و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الله كلهم عن جابر بن سمرة : أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال يكون بعدي اثنا عشر أميرا و تكلم بكلمة فسألت أبي فقال كلهم من قريش .
و بهذا الإسناد قال ابن بطة روى الثوري عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : قال النبي لا يزال أمر الناس صالحا حتى يقوم اثنا عشر أميرا من قريش .
و بهذا الإسناد عن عبد الله بن أمية مولى مجاشع عن يزيد الرقاشي عن أنس قال : قال النبي (عليه السلام) لا يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر أميرا من قريش فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها .
و بهذا الإسناد عن أبي بكر بن أبي خيثمة عن علي بن الجعد عن زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ثم يكون الهرج .
[291]
و بهذا الإسناد عن سماك بن حرب و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرحمن عن ابن سمرة عن النبي قال : قال لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش .
و حدثني عبد الرحمن بن زريق القزاز البغدادي عن أبي بكر بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الطفيل قال : قال لي عبد الله بن عمر يا أبا طفيل اعدد اثني عشر خليفة بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم يكون بعده النقف و النفاق و في رواية عبد الله بن أوفى ثم يكون دواره .
و مما رواه الليث بن سعد عن خالد بن بريد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال كنا عند شقيق الأصبحي فقال سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول يكون بعدي اثنا عشر خليفة .
و مما رواه سهل بن حماد عن يونس بن أبي يعقوب قال حدثنا عوان بن أبي جحيفة عن أبيه قال : كنا عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
و مما رواه أبو الفرج محمد بن فارس الغوري المحدث بإسناده عن أنس قال قال رسول الله يكون منا اثنا عشر خليفة ينصرهم الله على من ناواهم و لا يضرهم من عاداهم الخبر .
و روي عن أبي الطفيل أنه سئل ابن عمر عن الخلفاء بعد رسول الله . فقال : اثنا عشر , من بني كعب .
و كاتبني أبو المؤيد المكي الخطيب بخوارزم بكتاب الأربعين بالإسناد عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال : سمعت النبي يقول من أحب أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب و ذريته الطاهرين أئمة الهدى و مصابيح الدجى من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة .
و حدثني أبو سعيد عبد اللطيف الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم الأصفهاني مسندا إلى حليته عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : جئت مع أبي إلى المسجد و النبي (عليه السلام) يخطب فسمعته يقول يكون من بعدي اثنا عشر خليفة ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي ما يقول قال قال كلهم من قريش .
[292]
و روى بإسناده عن السدي عن زيد بن أرقم و عن شريك عن الأعمش عن حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم و عن عكرمة و عن سلمة بن كهيل كليهما عن ابن عباس أنه قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي و زقوا فهما و علما ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين منهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي .
و قد روى أحمد بن حنبل في مسنده عن جابر بن سمرة بأربع و ثلاثين طريقا منهم عامر بن سعد و سماك بن حرب و الأسود بن سعيد الهمداني و عبد الملك بن عمير و عامر الشعبي و أبو خالد الوالبي مثل ما روينا من الصحيحين و غيرهما .
عبد الله بن محمد البغوي عن علي بن الجعد عن أحمد بن وهب بن منصور عن أبي قبيصة شريح بن محمد العنبري عن نافع عن عبد الله بن عمر قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يا علي أنا نذير أمتي و أنت هاديها و الحسن قائدها و الحسين سائقها و علي بن الحسين جامعها و محمد بن علي عارفها و جعفر بن محمد كاتبها و موسى بن جعفر محصيها و علي بن موسى معبرها و منجيها و طارد مبغضيها و مدني مؤمنيها و محمد بن علي قائدها و سائقها و علي بن محمد سائرها و عالمها و الحسن بن علي ناديها و معطيها و القائم الخلف ساقيها و ناشدها و شاهدها إن في ذلك لآيات للمؤمنين . و قد روى ذلك جماعة عن جابر بن عبد الله عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
الأعمش عن أبي إسحاق عن الحارث بن سعيد بن قيس عن علي بن أبي طالب و عن جابر الأنصاري كليهما عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : أنا واردكم على الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الرائد و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارط و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسى بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي بن موسى مزين المؤمنين و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعتهم و مزوجهم الحور و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و الهادي المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن إلا لمن يشاء و يرضى .
روى محمد بن زكريا العلاني عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن
[293]
عبد الله بن عباس قال حدثني أبي قال : كنت عند الرشيد فذكر المهدي و عدله فقال الرشيد إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي حدثني عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال له يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ثم يكون أمور كريهة و شدة عظيمة ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و يمكث في الأرض ما شاء الله ثم يخرج الدجال .
و روى محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي قال حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى عن المنصور قال حدثني أبو الحسن علي بن محمد العسكري عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من سره أن يلقى الله عز و جل آمنا مطهرا لا يخزيه الفزع الأكبر فليتولك و ليتول ابنيك الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي ثم المهدي و هو خاتمهم , الخبر .
و لو أشبعنا القول في هذا الباب لطال الكتاب فمن أراد الزيادة فليطلب : إيضاح دفائن النواصب مما يتضمن النص على الأئمة الاثني عشر فقد أوضح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأئمة الاثني عشر و نصه على أسمائهم و عددهم و ذكر استخلافهم و هو و إن لم يشتهر بين المخالفين و لا يتواتر على ألسنتهم فقد وافقوا فيه المتواترين فيه بمثله و وجبت الجنة على ألسنة أعدائهم و إذا ثبت بهذه الأخبار هذا العدد المخصوص ثبتت إمامتهم لأن من خالفهم لا يقصر الإمامة على هذا العدد بل يجوز الزيادة عليها و ليس في الأمة من ادعى هذا العدد سوى الإمامية و ما أدى على خلاف الإجماع يحكم بفساده .