و قال أمير المؤمنين : سرت في أهل البصرة بسيرة رسول الله في أهل مكة .
و قيل لعلي بن ميثم : لم صلى علي خلف القوم ?
قال جعلهم بمنزلة السواري .
[275]
قيل : فلم ضرب الوليد بن عقبة بين يدي عثمان ?
قال : لأن الحد له و إليه فإذا أمكنه إقامته أقامه بكل حيلة .
قيل : فلم أشار على أبي بكر و عمر ?
قال : طلبا منه أن يحيي أحكام الله و أن يكون دينه القيم كما أشار يوسف على ملك مصر نظرا منه للخلق و لأن الأرض و الحكم فيها إليه فإذا أمكنه أن يظهر مصالح الخلق فعل و إن لم يمكنه ذلك بنفسه توصل إليه على يدي من يمكنه طلبا منه الأحياء لأمر الله .
قيل : لم قعد في الشورى ?
قال : اقتدارا منه على الحجة و علما بأنهم إن ناظروه و أنصفوه كان هو الغالب و من كان له دعوى فدعي إلى أن يناظر عليه فإن ثبتت له الحجة أعطته فإن لم يفعل بطل حقه و أدخل بذلك الشبهة على الخلق . و قد قال (عليه السلام) يومئذ : اليوم أدخلت في باب إذا أنصفت فيه وصلت إلى حقي .
يعني أن الأول استبد بها يوم السقيفة و لم يشاوره .
قيل : فلم زوج عمر ابنته .
قال : لإظهاره الشهادتين و إقراره بفضل رسول الله و إرادته استصلاحه و كفه عنه و قد عرض نبي الله لوط بناته على قومه و هم كفار ليردهم عن ضلالتهم فقال هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ و وجدنا آسية بنت مزاحم تحت فرعون .
و سئل الشيخ المفيد : لم أخذ عطاهم , و صلى خلفهم , و نكح سبيهم , و حكم في مجالسهم .
فقال : أما أخذه العطاء : فأخذ بعض حقه .
و أما الصلاة خلفهم : فهو الإمام من تقدم بين يديه فصلاته فاسدة على أن كلا مؤد حقه .
و أما نكاحه من سبيهم : فمن طريق الممانعة إن الشيعة روته , أن الحنفية زوجها أمير المؤمنين محمد بن مسلم الحنفي .
و استدلوا على ذلك بأن عمر بن الخطاب لما رد من كان أبو بكر سباه لم يرد الحنفية .
فلو كانت من السبي لردها .
و من طريق المتابعة : أنه لو نكح من سبيهم لم يكن لكم ما أردتم , لأن الذين سباهم أبو بكر كانوا عندكم قادحين في نبوة رسول الله كفارا , فنكاحهم حلال لكل أحد .
و لو كان الذين سباهم يزيد و زياد و إنما كان يسوغ لكم ما ذكرتموه إذا كان الذين سباهم قادحين في إمامته ثم نكح أمير المؤمنين .
و أما حكمه في مجالسهم : فإنه لو قدر أن لا يدعهم يحكمون حكما لفعل إذ الحكم إليه و له دونهم .
و في كتاب الكر و الفر قالوا : وجدنا عليا يأخذ عطاء الأول و لا يأخذ عطاء ظالم إلا ظالم .
قلنا : فقد وجدنا دانيال يأخذ عطاء بختنصر .
و قالوا : قد صح أن عليا لم يبايع ثم بايع ففي أيهما أصاب أخطأ في الأخرى .
قلنا : و قد صح أن النبي لم يدع في حال
[276]
و دعا في حال و لم يقاتل ثم قاتل .
و قال رجل للمرتضى أي خليفة قاتل و لم يسب و لم يغنم فقال : ارتد علاثة في أيام أبي بكر فقتلوه و لم يعرض أبو بكر لماله و روي مثل ذلك : في مرتد قتل في أيام عمر فلم يعرض لماله و قتل علي مسورة العجلي و لم يعرض لماله فالقتل ليس بأمارة على تناول المال .
و قال رجل لشريك : أ ليس قول علي لابنه الحسين يوم الجمل يا بني يود أبوك أنه مات قبل هذا اليوم بثلاثين سنة يدل على أن في الأمر شيئا ?
فقال شريك : ليس كل حق يشتهى أن يتعب فيه . قد قالت مريم في حق لا يشك فيه يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا .
و لما قيل لأمير المؤمنين في الحكمين : شككت قال أنا أولى بأن لا أشك في ديني أم النبي و ما قال الله تعالى لرسوله قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ .
و سأل هشام بن الحكم جماعة من المتكلمين فقال : أخبروني حين بعث الله محمدا بعثه بنعمة تامة أو بنعمة ناقصة ?
قالوا : بنعمة تامة .
قال : فأيما أتم أن يكون في أهل بيت واحد نبوة و خلافة أو يكون نبوة بلا خلافة?
قالوا : بل يكون نبوة و خلافة .
قال : فلما ذا جعلتموها في غيرها فإذا صارت في بني هاشم ضربتم وجوههم بالسيوف فأفحموا .
الصاحب :
من كالوصي علي عند سابقة *** و القوم ما بين تضليل و تسفيه
من كالوصي علي عند مشكلة *** و عنده البحر قد فاضت نواحيه
من كالوصي علي عند مخمصة *** قد جاد بالقوت إيثارا لعافية
يا يوم بدر تجشم ذكر موقعه *** فاللوح يحفظه و الوحي يمليه
و أنت يا أحمد هل في الورى أحد *** يطيق جحدا لما قد قلته فيه
براءة استرسلي في القوم و انبسطي *** فقد لبست جمالا من توليه
[277]
باب في
إمامة الأئمة الاثني عشر
فصل في الخطب
نسب إلى علم الهدى رحمه الله :
الحمد لله بارئ النسم مقدر الرزق قاسم القسمالواحد الماجد المفيض على عباده من سوابغ النعمرب توالت فنون نعمته كما توالت هواطل الديمنحمده شاكرين أنعمه حيث هدانا لدينه القيمو أرسل المرسلين قاطبة بكتبه حجة على الأممو انبعث المصطفى و فضله بأفضل الكتب أشرف الكلممحمد خير من سعى و دعا و حج بيتا بكعبة الحرمصلى عليه الإله ما زهرت شوابك النجم في دجى الظلمثم علي المرتضى و زوجته و ابنيه ثم الإمام ذي الحرمثم على باقر و جعفر و الكاظم ثم الرضا ذوي الهممثم ابنه و النقي و الحسن المسموم ثم الإمام ذي العلمالقائم العادل المجدد دين المصطفى الخير سيد النسممن يملأ الأرض بعد ما ملئت بالجور و العدل خير مقتسمهم عصمتي في الورى لأنهم خير قرين و خير معتصمسهل و يسر لنا لقاءهم في جنة الخلد بارئ النسمو اغفر لنا سيئاتنا و قنا هول عذاب الجحيم و الألم.
[278]
و لعلي بن الهيصم :
الحمد لله ذي الإفضال و الكرم *** رب البرايا ولي الطول و النعم
أبدا صنائعه من غيب قدرته *** تزهو بدائعها كالروض في الديم
يجري ممالكه سلطان حكمته *** ما شاء يخرجه خلقا من العدم
انظر إلى القبة الخضراء عالية *** قد زانها الأنجم الزهراء في الظلم
و انظر إلى الأرض فوق الماء طافية *** محفوظة بالرواسي الشم و الأمم
أ ما ترى شخصك الميمون أبدعه *** من نطفة مكنت في ظلمة الرحم
نفسا عجيبا بلا عيب تعاوره *** قدا جميلا مكين الساق و القدم
فالوجه و العين و الأذنان ظاهرة *** و القلب و الروح و الأحشاء في ظلم
فيها دمي حليف العقل مدكر *** هذا لحيم أليف النطق و الكلم
هذا مرتب أفعال ميسرة *** هذا مفتح مخزون و منكتم
هذا بعرفان محض القول في شرف *** هذا بتوحيد رب العرش في نعم
سبحان منشئها سبحان مبدعها *** أعجب بصنعته في كل ذي رقم
اختار من خلقه ما شاء مغتنيا *** حتى تعالى رفيع الشأن و العلم
و اختار منهم رسول الله سيدنا *** محمدا أفضل الأحياء و النسم
علت مناصبه عزت مناسبه *** فاحت أطائبه في الحل و الحرم
صلى عليه إله الخلق متصلا *** ما انهل وبل على القيعان و الأكم
ثم الصلاة على من بعده خلف *** عنه الخليفة حقا كاسر الضم
أخو الرسول أمير المؤمنين ولي *** الله خير عباد الله كلهم
ثم الصلاة على نجل له فطن *** أعني به الحسن المختار ذي الهمم
ثم الصلاة على نجل له ندس *** أعني الحسين كريم الخيم و الشيم
ثم الصلاة على زين العباد رضا *** أعني عليا على الفضل و الخيم
ثم الصلاة على المعصوم باقرنا *** محمد بن علي سيد الأمم
[279]
ثم الصلاة على المأمول جعفرنا *** الصادق الطاهر الخالي من التهم
ثم الصلاة على المنصوص كاظمنا *** الكاظم الغيظ غيظ الخيل و الخدم
ثم الصلاة على المظلوم سيدنا *** علي بن موسى الرضا المحفاظ للذمم
ثم الصلاة على الصدر التقي *** محمد بن علي عالم فهم
ثم الصلاة على بدر النقي *** نجل التقي إمام الخلق محتشم
ثم الصلاة على معصومنا الحسن الزكي *** وافى الذمام الطاهر الحرم
ثم الصلاة على المهدي قائمنا *** محمد بن الحسن الكشاف للغمم
عليهم صلوات الله زاكية ما *** فازت المسكة الذفراء في اللمم
و لغيره خطبة :
الحمد لله خالق السماوات و الأرض و جعلها أطباقا بعضها فوق بعض خالق الرفع و الخفض و الإبرام و النقص المنزه عن الطول و العرض نور السماوات و الأرض خالق المساء و الصباح فالق الإصباح منشر الرياح باعث الأرواح أهل الجود و السماح مثل نوره كمشكاة فيها مصباح مخرج البيض من الدجاجة و منزل الماء من المزن بعضها عذب و بعضها أجاجة وصف في قلوب المؤمنين سراجه فقال الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزجاجة رب العالمين عليم علي و فيما وعد للمؤمنين وفي ضرب لنا مثلا و مثله سني فقال كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يعطي الجزيل من الثواب غير ممنونة و أنزل التوراة و الإنجيل في صحف مكنونة و أنزل القرآن في أوقات ميمونة يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا جوهرية و لا عرضية و لا سمائية و لا أرضية لا فوقية و لا تحتية لا شرقية و لا غربية فمن عرفه لم يلحقه إثم و لا عار و من جحد صار إلى النار و من هرب من عذابه لا تنجيه دار و لا غار و هو الله الواحد القهار النافع الضار يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ و من جماله سرور في سرور و من كماله حبور في حبور و في جنانه قصور في قصور و في كتابه نُورٌ عَلى نُورٍ له العزة و البهاء و القدرة و السناء يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ فمن عرفه رفع عنه العقوبة و البأس و القنوط و اليأس و يضرب الله الأمثال للناس و هو الملك القديم الرحمن الرحيم و هو بكل شيء عليم .
[280]
فصل في الآيات المنزلة فيهم (عليهم السلام) :
تظاهرت الروايات عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قوله اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ .
أنه قال يا علي : النور اسمي و المشكاة أنت يا علي , مِصْباحٌ الْمِصْباحُ الحسن و الحسين , الزُّجاجَةُ علي بن الحسين , كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ محمد بن علي , يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ جعفر بن محمد , مُبارَكَةٍ موسى بن جعفر , زَيْتُونَةٍ علي بن موسى , لا شَرْقِيَّةٍ محمد بن علي , وَ لا غَرْبِيَّةٍ علي بن محمد , يَكادُ زَيْتُها الحسن بن علي , يُضِيءُ القائم المهدي .
كتاب التوحيد عن ابن بابويه بإسناده عن الباقر (عليه السلام) في قوله : كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ قال : نور العلم في صدر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) , الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ صدر علي صار علم النبي إلى صدر علي , علم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليا , يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ نور العلم , لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ لا يهودية و لا نصرانية , يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ قال يكاد العالم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل , نُورٌ عَلى نُورٍ أي إمام مؤيد بنور العلم و الحكمة في أثر إمام من آل محمد , و ذاك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله خلفاءه في أرضه و حججه على خلقه لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم .
و قالوا : الشجرة الرضوان و البيعة للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و للصحابة لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ و شجرة النور و المباركة و هي الأئمة الاثنا عشر يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ * وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ بنو أمية عن الباقر و ابن المسيب وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً الآية .
الحميري :
غرست نخيل من سلالة آدم *** شرفا فطاب بفخر طيب المولد
زيتونة طلعت فلا شرقية *** تلقى و لا غربية في المحتد
ما زال يشرق نورها من زيتها *** فوق السهول و فوق صم الجلمد
و سراجها الوهاج أحمد و الذي *** يهدي إلى نهج الطريق لأزهد
الزاهي :
فهم في الكتاب زيتونة النور *** و فيها من غير نار وقود
[281]
و هم النخل باسقات كما *** قال سوار لهن طلع نضيد
و بأسمائهم إذا ذكر الله *** بأسمائه اقتران و كيد
جابر الجعفي عنه (عليه السلام) في تفسير قوله وَ الْفَجْرِ وَ لَيالٍ عَشْرٍ يا جابر وَ الْفَجْرِ جدي وَ لَيالٍ عَشْرٍ عشرة أئمة وَ الشَّفْعِ أمير المؤمنين وَ الْوَتْرِ اسم القائم .
ابن الحجاج :
أقسمت بالشفع و الوتر و *** النجم و الليل إذا يسري
إني امرؤ قد ضقت ذرعا *** بما أطوي من الهم على صدري
الحميري :
الفجر فجر الصبيح و العشر *** عـشر الفجر و الشفع النجيان
محمد و ابن أبي طالب *** و الوتر رب العزة الثاني
مقاتل فسر هذا كذي *** تفسير ذي صدق و إيمان
أعني ابن عباس و كان امرأ *** صاحب تفسير و تبيان
الرضا (عليه السلام) في تفسير قوله اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال هدى من في السماوات و هدى من في الأرض و في رواية : هاد لأهل السماوات و هاد لأهل الأرض .
الصادق (عليه السلام) : هو مثل ضربه الله لنا .
و يقال أي مزينها .
و ذكر صاحب مصباح الواعظ : أن الله تعالى زين كل شيء باثني عشر شيئا السماء بالبروج وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا و السنة بالشهور إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ و البحار بالجزائر و هي اثنا عشر و الأرض بمكان الأئمة من أولاد علي و فاطمة .
للحديث المروي عن زيد الرقاشي عن أنس قال : صلى بنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صلاة الفجر و لما انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم فقال معاشر الناس من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر و من افتقد القمر فليستمسك بالزهرة و من افتقد الزهرة فليستمسك بالفرقدين فسئل عن ذلك فقال أنا الشمس و علي القمر و فاطمة الزهرة و الحسن و الحسين الفرقدان ذكره النطنزي في الخصائص .
و في رواياتنا روى القاسم عن سلمان الفارسي : فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة ثم قال و أما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم الخبر .
[282]
و قد سمى الله تعالى اثني عشر شيئا نورا نفسه اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ و نبيه قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ و وليه نُورٌ عَلى نُورٍ و الأئمة الاثني عشر يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ و الإيمان مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ و النهار وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ و القمر وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً و السعادة يَسْعى نُورُهُمْ و النار مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي و الطاعة لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ و التوراة إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ و القرآن وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي و العدل وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها .
جابر الجعفي في تفسيره عن جابر الأنصاري قال : سألت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ عرفنا الله و رسوله فمن أولو الأمر ?
قال : هم خلفائي يا جابر , و أئمة المسلمين من بعدي , أولهم علي بن أبي طالب , ثم الحسن , ثم الحسين , ثم علي بن الحسين , ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر , و ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام , ثم الصادق جعفر بن محمد , ثم موسى بن جعفر , ثم علي بن موسى , ثم محمد بن علي , ثم علي بن محمد , ثم الحسن بن علي , ثم سميي و كنيي حجة الله في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي الذي يفتح الله على يده مشارق الأرض و مغاربها , ذاك الذي يغيب عن شيعته غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان .
أبو بصير عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال : الأئمة من ولد علي و فاطمة إلى أن تقوم الساعة .
العوني :
نص على ست و ست بعده *** كل إمام راشد برهانه
صلى عليه ذو العلى و لم *** يزل يغشاه منه أبدا رضوانه
جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر (عليه السلام) في خبر طويل في قوله : فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ الآية .
فقال إن قوم موسى لما شكوا إليه الجدب و العطش استسقوا موسى فاستسقى لهم , فسمعت ما قال الله له .
و مثل ذلك , جاء المؤمنون إلى جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قالوا يا رسول الله تعرفنا من الأئمة بعدك ?
فقال : و ساق الحديث إلى قوله : فإنك إذا زوجت عليا من فاطمة خلفت منها أحد عشر إماما من صلب علي يكونون مع علي اثنا عشر إماما كلهم هداة لأمتك يهتدون بها كل
[283]
أمة بإمام منهم و يعلمون كما علم قوم موسى شربهم .
قوله وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ * وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ * وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً .
الصادق (عليه السلام) قال : النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إن الله تعالى أخذ ميثاقي و ميثاق اثني عشر إماما بعدي , و هم حجج الله على خلقه , الثاني عشر منهم القائم الذي يملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا .
قيس بن أبي حازم عن أم سلمة قالت قال رسول الله في قوله : فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ أنا , وَ الصِّدِّيقِينَ علي , وَ الشُّهَداءِ الحسن و الحسين , وَ الصَّالِحِينَ حمزة , وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً الأئمة الاثنا عشر بعدي .
الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ .
المراد بالأنبياء المصطفى , و بالصديقين المرتضى , و بالشهداء الحسن و الحسين , و بالصادقين تسعة من أولاد الحسين , وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً المهدي .
كتاب النبوة عن ابن بابويه بإسناده عن المفضل بن عمر قال : سألت الصادق (عليه السلام) عن قوله وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ .
ما هذه الكلمات قال التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه .
و هو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي . فَتابَ الله عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
فقلت : ما يعني بقوله فَأَتَمَّهُنَّ قال أتمهن إلى القائم اثني عشر إماما .
الباقر و الصادق (عليه السلام) في قوله : وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قال هو رسول الله , وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها علي بن أبي طالب , وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها الحسن و الحسين و آل محمد .
قال : وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها : عتيق و ابن صهاك و بنو أمية و من تولاهما .
الكافي قال الصادق (عليه السلام) : الشَّمْسِ رسول الله به أوضح الله عز و جل للناس دينهم , وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها ذاك أمير المؤمنين تلا رسول الله و نقبه بالعلم نقبا , وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون الرسول و جلسوا مجلسا كان الرسول أولى به منهم فغشوا دين الله بالظلم و الجور فحكى الله فعلهم فقال وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها .
وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها , ذاك الإمام من ذرية فاطمة يسأل عن دين رسول الله فحكى الله عز و جل قوله فقال وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها .
[284]
كتاب كشف الحيرة : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) أنشدكم بالله أ تعلمون أن الله أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ السورة .
فقام سلمان , فقال : يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم الشهداء على الناس الذين اجتباهم الله و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم .