 |
 |
|
و المشهور عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال أهل الجنة شباب كلهم .
قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و
[395]
أبوهما خير منهما .
يوافق قولنا موجب الإمامة لهما في الدنيا و السيادة في العقبى لاجتماعهما في ألف و ثمانمائة و إحدى و عشرين .
الجماني الكوفي :
أنتما سيدا شباب جنان الخلد *** يوم الفوزين و الروعتين
يا عديل القرآن من بين ذي *** الخلق و يا واحدا من الثقلين
أنتما و القرآن في الأرض *** مذ أنزل مثل السماء و الفرقدين
قمتما من خلافة الله في *** الأرض بحق مقام مستخلفين
قاله الصادق الحديث و لن *** يفترقا دون حوضه واردين
العوني :
و قد شهدتم له بالسيدين لمن في *** جنة الخلد أحظى الخلق أزلفه
و أنه منهما خير و ليس على *** هذا مزيد فنلقيه و نحرفه
لأن سكان دار الخلد سادة من *** فوق التراب و أزكى الخلق أشرفه
و السيدان لسادات الخلائق *** كالعيوق في قبة الخضراء مرجفه
و من علا سيدي ساداتنا شرفا *** فهل يكنفه فضلا يكنفه
و له :
و من له سبطان سيدان *** شهمان قرمان مهذبان
بحراهما بحران زاخران *** و ما هما بحران يبغيان
بل منهما معرفة الديان *** أمهما سيدة النسوان
و من كثرة فضلهما و محبة النبي إياهما أنه جعل نوافل المغرب و هي أربع ركعات كل ركعتين منهما عند ولادة كل واحد منهما .
سليمان بن أحمد الطبراني و القاضي أبو الحسن الجراحي و أبو الفتح الحفار و الكيا شيرويه و القاضي النطنزي بأسانيدهم عن عقبة عن عامر الجهني و أبي دجانة و زيد بن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : الحسن و الحسين شنفا العرش و في رواية : و ليسا بمعلقين و إن الجنة قالت يا رب أسكنتني الضعفاء و المساكين فقال الله تعالى أ لا ترضين أني زينت
[396]
أركانك بالحسن و الحسين فماست كما تميس العروس فرحا .
و في خبر عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذا كان يوم القيامة زين عرش الرحمن بكل زينة ثم يؤتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش و الآخر عن يسار العرش ثم يأتي الحسن و الحسين يزين الرب تبارك و تعالى بهما عرشه كما تزين المرأة قرطاها .
و في رواية أبي لهيعة المصري قال : سألت الجنة ربها أن يزين ركنا من أركانها فأوحى الله تعالى إليها أني قد زينتك بالحسن و الحسين فزادت الجنة سرورا بذلك .
الصاحب :
ولداه شنفا العرش فقل *** حبذا العرش و حبا شنفاه
ابن حماد :
تفاحتا الهادي و قرطا العرش *** عرش الواحد المتمجد
أبو العلاء :
جاز النبي و سبطاه و زوجته *** مكان ما أفنت الأقلام و الصحفا
و الفخر لو كان فيهم صوره جسدا *** عادت فضائلهم في أذنه شنفا
ابن علوية :
و ابناه عقد قوى الجنان عليهما *** فهما لدار مقامه ركنان
و هما معا لو يعلمون لعرشه *** دون الملائك كلهم شنفان
و الدر و المرجان قد نحلاها *** مثلا من البحرين يلتقيان
كتاب السؤدد بالإسناد عن سفيان بن سليم و الإبانة عن العكبري بالإسناد عن زينب بنت أبي رافع : أن فاطمة أتت بابنيها الحسن و الحسين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و قالت انحل ابني هذين يا رسول الله .
و في رواية : هذان ابناك فورثهما شيئا .
فقال : أما الحسن فله هيبتي و سؤددي .
و أما الحسين فله جرأتي و جودي .
و في كتاب آخر : أن فاطمة قالت : رضيت يا رسول الله .
فلذلك كان الحسن حليما مهيبا , و الحسين نجدا جوادا .
الإرشاد و الروضة و الإعلام و شرف المصطفى و جامع الترمذي و إبانة العكبري
[397]
من ثمانية طرق رواه أنس و أبو جحيفة : أن الحسين (عليه السلام) كان يشبه النبي من صدره إلى رأسه و الحسن يشبه به من صدره إلى رجليه .
مسند أحمد بالإسناد عن هاني بن هاني عن علي (عليه السلام) [و في رواية عن غيره عن أبي غسان بإسناده عن علي ع] قال : لما ولد الحسن جاء النبي (عليه السلام) فقال أروني ابني ما سميتموه ?
قلت : سميته حربا .
قال : بل هو حسن .
فلما ولد الحسين , جاء النبي , فقال : أروني ابني . ما سميتوه ?
قلت : سميته حربا .
قال : بل هو حسين .
مسندا أحمد و أبي يعلى قال : لما ولد الحسن سماه حمزة فلما ولد الحسين سماه جعفرا .
قال علي : فدعاني رسول الله , فقال : إني أمرت أن أغير اسم هذين .
فقلت الله و رسوله أعلم .
فسماهما : حسنا و حسينا .
و قد روينا نحو هذا عن ابن عقيل .
محمد بن علي عن أبيه (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أمرت أن أسمي ابني هذين حسنا و حسينا .
شرح الأخبار قال الصادق (عليه السلام) : لما ولد الحسن بن علي أهدى جبرئيل إلى رسول الله اسمه في سرقة من حرير من ثياب الجنة فيها حسن و اشتق منها اسم الحسين .
فلما ولدت فاطمة الحسن أتت به رسول الله فسماه حسنا .
فلما ولدت الحسين أتت به , فقال : هذا أحسن من ذلك , فسماه الحسين .
قوله سرقة أي أحسن الحرير .
ابن بطة في الإبانة من أربع طرق منها أبو الخليل عن سلمان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : سمى هارون ابنيه شبرا و شبيرا و إني سميت ابني الحسن و الحسين .
مسند أحمد و تاريخ البلاذري و كتب الشيعة أنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : إنما سميتهم بأسماء أولاد هارون شبرا و شبيرا .
فردوس الديلمي عن سلمان قال النبي : سمى هارون ابنيه شبرا و شبيرا و إني سميت ابني الحسن و الحسين بما سمى هارون ابنيه .
عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : قدم راهب على قعود له , فقال دلوني على منزل فاطمة .
قال : فدلوه عليها .
فقال لها : يا بنت رسول الله أخرجي إلى ابنيك .
فأخرجت إليه الحسن و الحسين , فجعل يقبلهما و يبكي و يقول اسمهما في التوراة شبر و شبير ; و في الإنجيل طاب و طيب .
ثم سأل عن صفه النبي , فلما ذكروه ; قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله .
[398]
ابن الحجاج :
طولي أو فقصري *** و اعذليني أو اعذري
أنا مولى لحيدر *** و شبير و شبر
عمران بن سلمان و عمرو بن ثابت قالا : الحسن و الحسين اسمان من أسامي أهل الجنة و لم يكونا في الدنيا .
جابر : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) سمي الحسن حسنا لأن بإحسان الله قامت السماوات و الأرضون .
و اشتق الحسين من الإحسان .
و علي و الحسن اسمان من أسماء الله تعالى ; و الحسين تصغير الحسن .
و حكى أبو الحسين النسابة : كان الله عز و جل حجب هذين الاسمين عن الخلق يعني حسنا و حسينا حتى يسمى بهما ابنا فاطمة فإنه لا يعرف أن أحدا من العرب يسمى بهما في قديم الأيام إلى عصرهما لا من ولد نزار و لا اليمن مع سعة أفخاذهما و كثرة ما فيهما من الأسامي و إنما يعرف فيهما حسن بسكون السين و حسين بفتح الحاء و كسر السين على مثال حبيب فأما حسن بفتح الحاء و السين فلا نعرفه إلا اسم جبل معروف .
قال الشاعر :
لام الأرض و بل ما أجنت *** بحيث أضر بالحسن السبيل
سئل أبو عمه غلام ثعلب عن معنى .
قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لقد وطئ الحسنان و شق عطفاي .
فقال ; الحسنان : الإبهامان و أحدهما حسن .
قال الشنفري :
مهضومة الكشحين درماء الحسن *** جماء ملساء بكفيها شثن
شق عطفاي أي ذيلي .
الصادق (عليه السلام) : لم يكن بين الحسن و الحسين إلا طهر واحد .
و يقال الحسن و الحسين هما الطيبان الطاهران خالان ; و الكريمتان الحصانان خالتان ; و النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و أبو طالب جدان ; و خديجة و فاطمة بنت أسد جدتان ; و الطيار و عقيل عمان ; و فاطمة و علي أبوان .
[399]
ابن العودي :
أبوهم أمير المؤمنين و جدهم *** أبو القاسم الهادي النبي المكرم
و هذا إذا عد المناسب في الورى *** هو الصهر و الطهر النبي له حم
و خالهم إبراهيم و الأم فاطم *** و عمهم الطيار في الخلد ينعم
قال الأعمش :
الحسن و الحسين من الثقلين ; شمسي ضحى ; و بدري دجى ; و كهفي تقى ; و عيني ورى ; و ليثي وغى ; و سيفي أما ; و رمحي لوا .
واعظ : و صلّ على السيدين السندين الشهيدين الرشيدين المفقودين المرحومين المعصومين المظلومين المقتولين الغريبين الإمامين العالمين العلمين الشمسين القمرين الدرتين الفرقدين النورين الريحانتين الهاديين المهديين الطاهرين المطهرين الطيبين الأشرفين الأكرمين الأجودين الحسن و الحسين .
الصنوبري :
و أخي حبيبي حبيب الله لا كذب *** و ابناه للمصطفى المستخلص ابنان
صلى إلى القبلتين المقتدى بهما *** و الناس عن ذاك في صم و عميان
ما مثل زوجته أخرى يقاس بها *** و لا يقاس على سبطيه سبطان
فصل في مكارم أخلاقهما (عليهما السلام) :
إبراهيم الرافعي عن أبيه عن جده قال : رأيت الحسن و الحسين يمشيان إلى الحج فلم يمرا براكب إلا نزل يمشي , فثقل ذلك على بعضهم .
فقال سعد بن أبي وقاص للحسن : يا أبا محمد , إن المشي قد ثقل على جماعة ممن معك من الناس , إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا ; فلم ما ركبتما ?
فقال الحسن : لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا , و لكنا نتنكب عن الطريق ; فأخذا جانبا من الناس .
استفتى أعرابي عبد الله بن الزبير و عمر بن عثمان , فتواكلا .
فقال : اتقيا الله فإني أتيتكما مسترشدا , أ مواكلة في الدين ?
فأشارا عليه بالحسن و الحسين , فأفتياه .
فأنشأ أبياتا منها :
[400]
جعل الله حر وجهيكما *** نعلين سبتا يطؤهما الحسنان
إسماعيل بن يزيد بإسناده عن محمد بن علي (عليه السلام) أنه قال : أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله فتغيب حتى وجد الحسن و الحسين في طريق خال فأخذهما فاحتملهما على عاتقيه و أتى بهما النبي , فقال : يا رسول الله إني مستجير بالله و بهما .
فضحك رسول الله حتى رد يده إلى فمه , ثم قال للرجل اذهب و أنت طليق .
و قال للحسن و الحسين قد شفعتكما فيه أي فتيان فأنزل الله تعالى وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً .
أخبار الليث بن سعد بإسناده : أن رجلا نذر أن يدهن بقارورة عنده رجلي أفضل قريش , فسأل عن ذلك .
فقيل : إن محزمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش , فاسأله عن ذلك .
فأتاه , و سأله , و قد خرف و عنده ابنه المسور .
فمد الشيخ رجليه , و قال : ادهنهما .
فقال المسور ابنه للرجل : لا تفعل أيها الرجل فإن الشيخ قد خرف , و إنما ذهب إلى ما كان في الجاهلية ; و أرسله إلى الحسن و الحسين , و قال : ادهن بها أرجلهما فهما أفضل الناس و أكرمهم اليوم .
و في حديث مدرك بن أبي زياد : قلت لابن عباس و قد أمسك للحسن و الحسين بالركاب و سوى عليهما أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب .
فقال : يا لكع و ما تدري من هذان ? هذان ابنا رسول الله ; أ و ليس مما أنعم الله به علي أن أمسك لهما و أسوي عليهما .
عيون المجالس عن الرؤياني : أن الحسن و الحسين مرا على شيخ يتوضأ و لا يحسن .
فأخذا بالتنازع , يقول كل واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء .
فقالا : أيها الشيخ كن حكما بيننا , يتوضأ كل واحد منا سوية .
ثم قالا : أينا يحسن ?
قال : كلاكما تحسنان الوضوء , و لكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن ; و قد تعلم الآن منكما , و تاب على يديكما ببركتكما و شفقتكما على أمة جدكما .
[401]
الباقر (عليه السلام) قال : ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاما له و لا تكلم محمد بن الحنفية بين يدي الحسين إعظاما له .
و قالوا قيل لأيوب نِعْمَ الْعَبْدُ و للحسن و الحسين نعم المطية مطيتكما و نعم الراكبان أنتما و قال وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ .
و قال الحسين إن لم تصدقوني فاعتزلوني و لا تقتلوني .
اسم علي ثلاثة أحرف , و اسم فاطمة خمسة أحرف , تكون الجملة ثمانية ; و أبواب الجنة ثمانية .
و اسم الحسن ثلاثة أحرف , و اسم الحسين أربعة أحرف , تكون الجملة سبعة أحرف ; و أبواب جهنم سبعة .
من أحب عليا و فاطمة فتح عليه ثمانية أبواب الجنة ; و من أحب الحسن و الحسين أغلقت عنه سبعة أبواب جهنم .
و محمد علي فاطمة حسن حسين , تسعة عشر حرفا , فمن أحبهم وقي شر الزبانية التسعة عشر .
بسم الله الرحمن الرحيم , يوازي أسماء هؤلاء الخمسة .
و قال محاسب كمال الدين , بعلي و ابنيه استويا في مائة و ست و ثمانين .
ابن الحجاج :
و بالنبي المصطفى اقتدى *** و العترة الطيبة الطاهرة
بالأنجم الزهر نجوم الهدى *** و بالبحور الجمة الزاخرة
أبو مقاتل :
محمد المختار ثم صنوه *** و الحسنان ولدا ست النساء
المنذر :
أبا حسن أنت شمس النهار *** و هذان في الداجيات القمر
و أنت و هذان حتى الممات *** بمنزلة السمع بعد البصر
ابن دريد :
إن النبي محمد و وصيه و *** ابنيه و ابنته البتول الطاهرة
أهل العباء فإنني بولائهم *** أرجو السلامة و النجا في الآخرة
و أرى محبة من يقول بفضلهم *** سببا يجير من السبيل الحائرة
أرجو بذاك رضى المهيمن وحده *** يوم الوقوف على ظهور الساهرة
[402]
العوني :
أ لست ترى جبرئيل و هو مقرب *** له في العلى من راحة القصد موقف
يقول لهم يوم العباء أنا منكم *** فمن مثل أهل البيت إن كنت تنصف
الصاحب :
لآل محمد أصبحت عبدا *** و آل محمد خير البرية
أناس حل فيهم كل خير *** مواريث النبوة و الوصية
و لنا :
اتبع نبي الله في دينه *** و آله الغر الميامينا
لا تتبدل بهم غيرهم *** فإنهم غير ملومينا
 |
 |
|