أحمد بن حنبل في المسند عن أبي هريرة : كان رسول الله يقبل الحسن و الحسين .
فقال عيينة و في رواية غيره الأقرع بن حابس : إن لي عشرة ما قبلت واحدا منهم قط .
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : من لا يرحم لا يرحم .
و في رواية حفص الفراء : فغضب رسول الله حتى التمع لونه و قال للرجل إن كان قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك ? من لم يرحم صغيرنا و يعزز كبيرنا فليس منا .
أبو يعلى الموصلي في المسند عن أبي بكر بن أبي شيبة بإسناده عن ابن مسعود و السمعاني في فضائل الصحابة عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه : كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يصلي فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضي الصلاة وضعهما في حجره , و قال : من أحبني فليحب هذين .
و في رواية الحلية : ذروهما بأبي و أمي من أحبني فليحب هذين .
تفسير الثعلبي قال الربيع بن خيثم لبعض من شهد قتل الحسين (عليه السلام) : جئتم بها معلقيها يعني الرءوس ثم قال و الله لقد قتلتم صفوة لو أدركهم رسول الله لقبل أفواههم و أجلسهم في حجره ثم قرأ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ و من إيثارهما على نفسه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال عطش المسلمون عطشا
[385]
شديدا فجاءت فاطمة بالحسن و الحسين إلى النبي , فقالت : يا رسول الله , إنهما صغيران لا يحتملان العطش .
فدعا الحسن فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى .
ثم دعا الحسين فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى .
أبو صالح المؤذن في الأربعين و ابن بطة في الإبانة عن علي و عن الخدري و روى أحمد بن حنبل في مسند العشرة و فضائل الصحابة عن عبد الرحمن بن الأزرق عن علي (عليه السلام) و قد روى جماعة عن أم سلمة و عن ميمونة و اللفظ له عن علي (عليه السلام) قال : رأينا رسول الله قد أدخل رجله في اللحاف أو في الشعار فاستسقى الحسن .
فوثب النبي إلى منيحة لنا فمص من ضرعها , فجعله في قدح , ثم وضعه في يد الحسن .
فجعل الحسين يثب عليه و رسول الله يمنعه .
فقالت فاطمة : كأنه أحبهما إليك يا رسول الله .
قال : ما هو بأحبهما إلي , و لكنه استسقى أول مرة ; و إني و إياك و هذين و هذا المنجدل يوم القيامة في مكان واحد .
ابن حازم عن أبي هريرة قال : رأيت النبي يمص لعاب الحسن و الحسين كما يمص الرجل التمرة .
و من فرط محبته لهما :
ما روى يحيى بن أبي كثير و سفيان بن عيينة بإسنادهما : أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بكاء الحسن و الحسين و هو على المنبر , فقام فزعا , ثم قال : أيها الناس ما الولد إلا فتنة لقد قمت إليهما و ما معي عقلي . و في رواية : و ما أعقل .
الخركوشي في اللوامع و في شرف النبي أيضا و السمعاني في الفضائل و الترمذي في الجامع و الثعلبي في الكشف و الواحدي في الوسيط و أحمد بن حنبل في الفضائل و روى الخلق عن عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبي يقول كان رسول الله يخطب على المنبر فجاء الحسن و الحسين و عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران .
فنزل رسول الله من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه ثم قال إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ إلى آخر كلامه . و قد ذكره أبو طالب الحارثي في قوت القلوب : إلا أنه تفرد بالحسن بن علي (عليه السلام) .
و في خبر : أولادنا أكبادنا يمشون على الأرض .
[386]
الحميري :
سبطان أمهما الزهراء منتجبة *** سادت نساء جميع العالميات
ابنا الرسول الذي جلت فضائله *** إن عدد الفضل عن وصف المقالات
و ابنا الوصي الذي كانت ولايته *** حتما من الله في تنزيل آيات
لولاه من ولد في بيت معلوة *** تواضعت عنده كل البيوتات
الزاهي :
قوم لو أن بحار الأرض تنزف *** بالأقلام مشقا و أقلام الدنا الشجر
و الإنس و الجن كتاب لفضلهم *** و الصحف ما احتوت الآصال و البكر
لم يكتبوا العشر بل لم يعه جهدهم *** في ذلك الفضل إلا و هو محتقر
أهل الفخار و أقطار المدار و من *** أضحت لأمرهم الأيام تأتمر
هم آل أحمد و الصيد الجحاجحة *** الزهر الغطارفة العلوية الغرر
و البيض من هاشم و الأكرمون أولو الفضل *** الجزيل و من سادت بهم مضر
فافطن بعقلك هل في القدر غيرهم *** قوم يكاد إليهم يرجع القدر
أعطوا الصفا نهلا أعطوا النبوة من *** قبل المزاج فلم يلحق بهم كدر
و توجوا شرفا ما مثله شرف *** و قلدوا خطرا ما مثله خطر
حسبي بهم حججا لله واضحة *** تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
هم دوحة المجد و الأوراق شيعتهم *** و المصطفى الأصل و الذرية الثمر
ابن الحجاج :
و أنت ابن الذي حملته يوم *** البساط بأمره الريح العقيم
و من ردت عليه الشمس فيهم *** و قد أخذت مطالعها النجوم
بطاعتكم فروض الله تقضى *** و حبكم الصراط المستقيم
[387]
باطن علم الغيب و الظاهر في *** كشف الإشارات و قطب المغتبط
محيي بحدي سيفه الدين كما *** أمات ما أبدع أرباب اللغط
و قال (عليه السلام) : أنا دحوت أرضها و أنشأت جبالها و فجرت عيونها و شققت أنهارها و غرست أشجارها و أطعمت ثمارها و أنشأت سحابها و أسمعت رعدها و نورت برقها و أضحيت شمسها و اطلعت قمرها و أنزلت قطرها و نصبت نجومها و أنا البحر القمقام الزاخر و سكنت أطوادها و أنشأت جواري الفلك فيها و أشرقت شمسها و أنا جنب الله و كلمته و قلب الله و بابه الذي يؤتى منه ادخلوا الباب سجدا أغفر لكم خطاياكم و أزيد المحسنين و بي و على يدي تقوم الساعة و في يرتاب المبطلون و أنا الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و أنا بكل شيء عليم .
شرح ذلك : عن الباقر (عليه السلام) : أنا دحوت أرضها يقول أنا و ذريتي الأرض التي يسكن إليها , و أنا أرسيت جبالها : يعني الأئمة ذريتي هم الجبال الرواكد التي لا تقوم إلا بهم ; و فجرت عيونها : يعني العلم الذي ثبت في قلبه و جرى على لسانه ; و شققت أنهارها : يعني منه انشعب الذي من تمسك بها نجا ; و أنا غرست أشجارها : يعني الذرية الطيبة ; و أطعمت أثمارها : يعني أعمالهم الزكية ; و أنا أنشأت سحابها : يعني ظل من استظل ببنائها ; و أنا أنزلت قطرها : يعني حياة و رحمة ; و أنا أسمعت رعدها : يعني لما يسمع من الحكمة ; و نورت برقها : يعني بنا استنارت البلاد ; و أضحيت شمسها : يعني القائم منا نور على نور ساطع ; و اطلعت قمرها : يعني المهدي من ذريتي ; و أنا نصبت نجومها يهتدى بنا و يستضاء بنورنا ; و أنا البحر القمقام الزاخر : يعني أنا إمام الأمة و عالم العلماء و حكم الحكماء و قائد القائدة يفيض علمي ثم يعود إلي كما أن البحر يفيض ماؤه على ظهر الأرض ثم يعود إليه بإذن الله ; و أنا أنشأت جواري الفلك فيها , يقول أعلام الخير و أئمة الهدى مني ; و سكنت أطوادها يقول : فقأت عين الفتنة و أقتل أصول الضلالة ; و أنا جنب الله و كلمته و أنا قلب الله : يعني أنا سراج علم الله و أنا باب الله من توجه بي إلى الله غفر له , و قوله بي و على يدي تقوم الساعة : يعني الرجعة قبل القيامة , ينصر الله في ذريتي المؤمنين و إلى المقام المشهود .
[388]
عبد العزيز بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنه كان جالسا فأقبل الحسن و الحسين فلما رآهما النبي قام لهما و استبطأ بلوغهما إليه فاستقبلهما و حملهما على كتفيه و قال نعم المطي مطيكما و نعم الراكبان أنتما و أبوكما خير منكما .
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفين عن عبد الله بن موسى عن سفين عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال : حمل رسول الله الحسن و الحسين على ظهره الحسن على أضلاعه اليمنى و الحسين على أضلاعه اليسرى ثم مشى و قال نعم المطي مطيكما و نعم الراكبان أنتما و أبوكما خير منكما .
الحميري :
من ذا الذي حمل النبي برأفة *** ابنيه حتى جاوز الغمضاء
من قال نعم الراكبان هما و لم *** يكن الذي قد كان منه خفاء
و له :
أتى حسنا و الحسين الرسول *** و قد خرجا ضحوة يلعبان
فضمهما ثم فداهما و كانا *** لديه بذاك المكان
و مرر تحتهما منكباه *** فنعم المطية و الراكبان
وليدان أمهما برة *** حصان مطهرة للحصان
و شيخهما ابن أبي طالب *** فنعم الوليدان و الوالدان
و كلهم طيب طاهر كريم *** الشمائل طلق البيان
المفجع :
أ فهل تعرفون غير علي و *** ابنه استرحل النبي المطيا
و روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ترك لهما ذؤابتين في وسط الرأس .
مزرد قال : سمعت أبا هريرة يقول سمع أذناي هاتان و بصر عيناي هاتان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و هو آخذ بيده جميعا بكتفي الحسن و الحسين و قدماهما على قدم رسول الله و يقول ترق عين بقة .
قال : فرقي الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله .
ثم قال له : افتح فاك .
ثم قبله .
ثم قال : اللهم أحبه فإني أحبه . كتاب ابن البيع و ابن مهدي و الزمخشري قال : حزقة حزقة ترق عين بقة اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه . الحزقة
[389]
القصير الصغير الخطى و عين بقة أصغر الأعين و قال أراد بالبقة فاطمة فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق و كانت فاطمة (عليها السلام) ترقص ابنها حسنا (عليه السلام) و تقول :
أشبه أباك يا حسن *** و اخلع عن الحق الرسن
و اعبد إلها ذا منن *** و لا توال ذا الإحن
و قالت للحسين (عليه السلام) :
أنت شبيه بأبي *** لست شبيها بعلي
و في مسند الموصلي أنه : كان يقول أبو بكر للحسن (عليه السلام) و أباه .
أنت شبيه بالنبي *** لست شبيها بعلي
و علي يتبسم .
و كانت أم سلمة تربي الحسن و تقول :
بأبي يا ابن علي *** أنت بالخير ملي
كن كأسنان خلي *** كن ككبش الخولي
و كانت أم فضل امرأة العباس تربي الحسين و تقول :
يا ابن رسول الله *** يا ابن كثير الجاه
فرد بلا أشباه *** أعاذه إلهي
من أمم الدواهي
الصادق (عليه السلام) : كان نقش خاتم أبي (عليه السلام) ;
ظني بالله حسن *** و بالنبي المؤتمن
و بالوصي ذي المنن *** و بالحسين و الحسن
شاعر :
أربعة مذهبة *** لكل هم و حزن
حب النبي و الوصي *** و الحسين و الحسن
الحميري :
ولينا بعد نبي الهدى *** علي القائم و ابناه
[390]
فصل في معجزاتهما (عليهما السلام) :
أحمد بن حنبل في المسند و ابن بطة في الإبانة و النطنزي في الخصائص و الخركوشي في شرف النبي و اللفظ له و روى جماعة عن أبي صالح عن أبي هريرة و عن صفوان بن يحيى و عن محمد بن علي بن الحسين و عن علي بن موسى الرضا و عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أن الحسن و الحسين كانا يلعبان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى مضى عامة الليل ثم قال لهما انصرفا إلى أمكما فبرقت برقة فما زالت تضيء لهما حتى دخلا على فاطمة و النبي ينظر إلى البرقة و قال الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت و قد رواه السمعاني و أبو السعادات في فضائليهما عن أبي جحيفة : إلا أنهما تفردا في حق الحسين (عليه السلام) .
الحميري :
من ذا مشى مع لمع برق ساطع *** إذ راح من عند النبي عشاء
و سمع أبو حباب الكلبي من نوح الجن على الحسين (عليه السلام) :
مسح النبي جبينه *** فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريش *** جده خير الجدود
و في حديث عفيف الكندي أنه : قال الفارس له إذا رأيت في داره حمامة يطير معها فرخاها فاعلم أنه ولد له يعني عليا ثم قال بعد كلام بلغني بعد برهة ظهور النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأسلمت فكنت أرى الحمامة في دار علي تفرخ من غير وكر , و إذا رأيت الحسن و الحسين عند رسول الله ذكرت قول الفارس .
و في رواية بسطام عنه ... في حديث طويل : فلما قتل علي ذهبت فما رأيت .
و في رواية أبي عقيل : رأيت في منزل علي بعد موته طيران يطيران .
فلما مات الحسن , غاب أحدهما .
فلما قتل الحسين . غاب الآخر .
الكشف و البيان عن الثعلبي بالإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال : مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأتاه جبرئيل بطبق فيه رمان و عنب فأكل النبي منه , فسبح .
ثم دخل عليه الحسن و الحسين فتناولا منه , فسبح الرمان و العنب .
[391]
ثم دخل علي فتناول منه , فسبح أيضا .
ثم دخل رجل من أصحابه , فأكل , فلم يسبح .
فقال جبرئيل : إنما يأكل هذا نبي أو وصي أو ولد نبي .
أبو عبد الله المفيد النيسابوري في أماليه قال الرضا (عليه السلام) : عري الحسن و الحسين و أدركهما العيد فقالا لأمهما قد زينوا صبيان المدينة إلا نحن , فما لك لا تزينينا .
فقالت ثيابكما عند الخياط فإذا أتاني زينتكما .
فلما كانت ليلة العيد أعادا القول على أمهما , فبكت و رحمتهما .
فقالت لهما : ما قالت في الأولى .
فردا عليها .
فلما أخذ الظلام قرع الباب قارع .
فقالت فاطمة : من هذا ?
قال : يا بنت رسول الله أنا الخياط جئت بالثياب .
ففتحت الباب , فإذا رجل و معه من لباس العيد .
قالت فاطمة : و الله لم أر رجلا أهيب شيمة منه , فناولها منديلا مشدودا ثم انصرف .
فدخلت فاطمة , ففتحت المنديل , فإذا فيه قميصان و دراعتان و سروالان و رداءان و عمامتان و خفان أسودان معقبان بحمرة .
فأيقظتهما و ألبستهما , و دخل رسول الله و هما مزينان فحملهما و قبلهما .
ثم قال : رأيت الخياط ?
قالت : نعم , يا رسول الله , و الذي أنفذته من الثياب .
قال : يا بنية , ما هو خياط ; إنما هو رضوان خازن الجنة .
قالت فاطمة : فمن أخبرك يا رسول الله ?
قال : ما عرج حتى جاءني , و أخبرني بذلك .
الحسن البصري و أم سلمة : أن الحسن و الحسين دخلا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و بين يديه جبرئيل فجعلا يدوران حوله يشبهانه بدحية الكلبي فجعل جبرئيل يومي بيده كالمتناول شيئا فإذا في يده تفاحة و سفرجلة و رمانة فناولهما , و تهلل وجهاهما , و سعيا إلى جدهما .
فأخذ منهما فشمهما .
ثم قال : صيرا إلى أمكما بما معكما و ابدءا بأبيكما .
فصارا كما أمرهما .
فلم يأكلوا حتى صار النبي إليهم . فأكلوا جميعا فلم يزل كلما أكل منه عاد إلى ما كان حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .
قال الحسين (عليه السلام) : فلم يلحقه التغيير و النقصان أيام فاطمة بنت رسول الله حتى توفيت , فلما توفيت فقدنا الرمان , و بقي التفاح و السفرجل أيام أبي .
فلما استشهد أمير المؤمنين فقد السفرجل , و بقي التفاح على هيئته عند الحسن حتى مات في سمه .
و بقيت التفاحة إلى الوقت الذي حوصرت عن الماء فكنت أشمها إذا عطشت فيسكن لهب عطشي , فلما اشتد علي العطش عضضتها و أيقنت بالفناء .
[392]
قال علي بن الحسين (عليه السلام) : سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة .
فلما قضى نحبه وجد ريحها في مصرعه فالتمست و لم ير لها أثر , فبقي ريحها بعد الحسين .
و لقد زرت قبره فوجدت ريحها تفوح من قبره , فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر فيلتمس ذلك في أوقات السحر فإنه يجده إذا كان مخلصا .
أمالي أبي الفتح الحفار و ابن عباس و أبو رافع : كنا جلوسا مع النبي إذ هبط عليه جبرئيل و معه جام من البلور الأحمر مملوءا مسكا و عنبرا فقال له السلام عليك الله يقرأ عليك السلام و يحييك بهذه التحية و يأمرك أن تحيي بها عليا و ولديه .
فلما صارت في كف النبي هللت ثلاثا و كبرت ثلاثا ثم قالت بلسان ذرب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى فاشتمها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) , ثم حيا بها عليا .
فلما صارت في كف علي قالت : بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ... الآية , فاشتمها علي و حيا بها الحسن .
فلما صارت في كف الحسن قالت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ... الآية , فاشتمها الحسن و حيا بها الحسين .
فلما صارت في كف الحسين قالت بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ثم ردت إلى النبي فقالت بسم الله الرحمن الرحيم اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فلم أدر على السماء صعدت أم في الأرض نزلت بقدرة الله تعالى .
الوراق القمي :
علي به كابت قريش و إنما *** بكف علي سبح الجام فاعلم
كتاب المعالم : أن ملكا نزل من السماء على صفة الطير فقعد على يد النبي فسلم عليه بالنبوة و على يد علي فسلم عليه بالوصية و على يد الحسن و الحسين فسلم عليهما بالخلافة .
فقال رسول الله : لم لم تقعد على يد فلان ?
فقال : أنا لا أقعد في أرض عصي عليها الله , فكيف أقعد على يد عصت الله ?!
أربعين المؤذن و إبانة العكبري و خصائص النطنزي قال ابن عمر : كان للحسن و الحسين تعويذان حشوهما من زغب جناح جبرئيل .
[393]
و في رواية : فيهما من جناح جبرئيل .
و عن أم عثمان أم ولد لعلي (عليه السلام) , قالت : كان لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسادة لا يجلس عليها إلا جبرئيل فإذا قام عنها طويت فكان إذا قام انتقض من زغبه فتلقطه فاطمة فتجعله في تمائم الحسن و الحسين .
الجماني :
يا ابن من بيته من الدين *** و الإسلام بين المقام و المنبرين
لك خير البيتين من مسجدي *** جدك و المنشأين و المسكنين
و المساعي من لدن جدك إسماعيل *** حتى أدرجت في الريطتين
حين نيطت بك التمائم ذات *** الريش من جبرئيل في المنكبين
أبو هريرة و ابن عباس و الحارث الهمداني و أبو ذر و الصادق (عليه السلام) : أنه اصطرع الحسن و الحسين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال إيه حسن خذ حسينا .
فقالت فاطمة : يا رسول الله أ تستنهض الكبير على الصغير ?
فقال : هذا جبرئيل يقول للحسين : إيها حسين خذ حسنا أورده السمعاني في فضائله .
الحميري :
قال بينا النبي و ابناه و *** البرة و الروح ثالث في قرار
إذ دعا شبر شبيرا فقام *** الطهر للطاهرات و الأطهار
لصراع فقال أحمد إيه يا *** حسن شد شدة المغوار
قالت البرة البتولة لما *** سمعت قوله بإنكار
أ تجري الكبير و الناس طرا *** يقصدون الصغار دون الكبار
قال إن كنت فاعلا إن من *** يكنف هذا عن الورى متوار
إن جبريل قائل مثل قولي *** لفتى المجد و الندى و الوقار
فصل في معالي أمورهما (عليهما السلام) :
مقاتل بن مقاتل عن مرازم عن موسى بن جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى :
[394]
وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قال الحسن و الحسين وَ طُورِ سِينِينَ قال علي بن أبي طالب وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ قال محمد لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ قال الأول ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ببغضه أمير المؤمنين إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ علي بن أبي طالب فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ يا محمد ولاية علي بن أبي طالب .
و اجتمع أهل القبلة على أن النبي قال : الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا .
و اجتمعوا أيضا أنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة حدثني بذلك ابن كادش العكبري عن أبي طالب الحربي العشاري عن ابن شاهين المروزي في ما قرب سنده قال حدثنا محمد بن الحسين بن حميد قال حدثنا إبراهيم بن محمد العامري قال حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول ... الخبر .
و رواه أحمد بن حنبل في الفضائل و المسند و الترمذي في الجامع و ابن ماجة في السنن و ابن بطة في الإبانة و الخطيب في التأريخ و الموصلي في المسند و الواعظ في شرف المصطفى و السمعاني في الفضائل و أبو نعيم في الحلية من ثلاثة طرق و ابن حبيش التميمي عن الأعمش .
و روى الدار قطني بالإسناد عن ابن عمر قال قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما و رواه الخدري و ابن مسعود و جابر الأنصاري و أبو جحيفة و أبو هريرة و عمر بن الخطاب و حذيفة و عبد الله بن عمر و أم سلمة و مسلم بن يسار و الزبرقان بن أظلم الحميري و رواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله و في حلية الأولياء و اعتقاد أهل السنة .
و مسند الأنصاري عن أحمد بالإسناد عن حذيفة قال النبي في خبر : أ ما رأيت العارض الذي عرض لي ?
قلت : بلى .
قال : ذاك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل الساعة , فاستأذن الله تعالى أن يسلم علي ; و يبشرني أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة , و أن فاطمة سيده نساء أهل الجنة .
سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قوله الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال : هما و الله سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين .