إذا تفكرت في مصابهم *** أثقب زند الهموم قاطعه
فبعضهم قربت مصارعة *** و بعضهم بعدت مطارحه
أظلم في كربلاء يومهم *** ثم تجلى و هم ذبائحه
ذل حماه و قل ناصره *** و نال أقوى مناه كاشحه
خالد بن معدان :
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد *** مترملا بدمائه ترميلا
قتلوك عطشانا و لم يترقبوا *** في قتلك التنزيل و التأويلا
و كأنما بك يا ابن بنت محمد *** قتلوا جهارا عامدين رسولا
و يكبرون بأن قتلت و إنما *** قتلوا بك التكبير و التهليلا
سليمان بن قبة الهاشمي :
مررت على أبيات آل محمد *** فلم أرها أمثالها يوم حلت
أ لم تر أن الأرض أضحت *** مربضة لفقد الحسين و البلاد اقشعرت
و إن قتيل الطف من آل هاشم *** أذل رقاب المسلمين فذلت
و كانوا رجاء ثم عادوا رزية *** لقد عظمت تلك الرزايا و جلت
السوسي :
لهفي على السبط و ما ناله *** قد مات عطشانا بكرب الظما
لهفي لمن نكس عن سرجه *** ليس من الناس له من حمى
لهفي على بدر الهدى إذ علا *** في رمحه يحكيه بدر الدجى
لهفي على النسوة إذ برزت *** تساق سوقا بالعنا و الجفا
لهفي على تلك الوجوه التي *** أبرزن بعد الصون بين الملا
لهفي على ذاك العذار الذي *** علاه بالطف تراب العزا
[118]
لهفي على ذاك القوام الذي *** حناه بالطف سيوف العدا
و له :
كم دموع ممزوجة بدماء *** سكبتها العيون في كربلاء
لست أنساه بالطفوف غريبا *** مفردا بين صحبه بالعراء
و كأني به و قد لحظ النسوان *** يهتكن مثل هتك الإماء
و له :
جودي على حسين يا عين بانغزار *** جودي على الغريب إذ الجار لا يجار
جودي على النساء مع الصبية الصغار *** جودي على قتيل مطروح في القفار
و له :
ألا يا بني الرسول *** لقد قل الاصطبار
ألا يا بني الرسول *** خلت منكم الديار
ألا يا بني الرسول *** فلا قر لي قرار
و له :
لا عذر للشيعي يرقى دمعه *** و دم الحسين بكربلاء أريقا
يا يوم عاشوراء لقد خلفتني *** ما عشت في بحر الهموم غريقا
فيك استبيح حريم آل محمد *** و تمزقت أسبابهم تمزيقا
أ أذوق ري الماء و ابن محمد *** لم يرو حتى للمنون أذيقا
و له :
و كل جفني بالسهاد مذ عرّ *** س الحزن في فؤادي
ناع نعى بالطفوف بدرا *** أكرم به رائحا و غاد
نعى حسينا فدته روحي لما *** أحاطت به الأعادي
في فتية ساعدوا و واسوا *** و جاهدوا أعظم الجهاد
[119]
حتى تفانوا و ظل فردا *** و نكسوه عن الجواد
و جاء شمر إليه حتى *** جرعه الموت و هو صادي
و ركب الرأس في سنان كالبدر *** يجلو دجى السواد
و احتملوا أهله سبايا *** على مطايا بلا مهاد
و له :
أ أنسى حسينا بالطفوف مجدلا *** و من حوله الأطهار كالأنجم الزهر
أ أنسى حسينا يوم سير برأسه *** على الرمح مثل البدر في ليلة البدر
أ أنسى السبايا من بنات محمد *** يهتكن من بعد الصيانة و الخدر
العوني :
فيا بضعة من فؤاد النبي *** بالطف أجرت كثيبا مهيلا
و يا كبدا في فؤاد البتولة *** بالطف شلت فأضحت أكيلا
قتلت فأبكيت عين الرسول *** و أبكيت من رحمة جبرئيلا
و له :
يا قمر أغاب حين لاحا *** أورثني فقدك المناحا
يا نوب الدهر لم يدع لي *** صرفك من حادث صلاحا
أ بعد يوم الحسين و يحيى *** أستعذب اللهو و المزاحا
يا بأبي أنفسا ظماة *** ماتوا و لم يشربوا المباحا
يا بأبي غرة هداة *** باكرها حتفها صباحا
يا سادتي يا بني علي *** بكى الهدى بعدكم و ناحا
يا سادتي يا بني إمامي *** أقولها عنوة صراحا
أوحشتم الحجر و المساعي *** آنستم القفر و البطاحا
أوحشتم الذكر و المثاني *** و السور الطول الفصاحا
و له :
لم أنس للحسين و قد ثوى *** بالطف مسلوب الرداء خليعا
ظمآن من ماء الفرات معطشا *** ريان من غصص الحتوف نقيعا
[120]
يرنو إلى ماء الفرات بطرفه *** فيراه عنه محرما ممنوعا
الزاهي :
أعاتب عيني إذا قصرت *** و أفني دموعي إذا ما جرت
لذكراكم يا بني المصطفى *** دموعي على الخد قد سطرت
لكم و عليكم جفت غمضها *** جفوني عن النوم و استشعرت
أ مثل أجسادكم بالعراق *** و فيها الأسنة قد كسرت
أ مثلكم في عراص الطفوف *** بدور تكسف إذ أقمرت
غدت أرض يثرب من جمعكم *** كخط الصحيفة إذ أقفرت
و أضحى بكم كربلاء مغربا *** لزهر النجوم إذ أغورت
كأني بزينب حول الحسين *** و منها الذوائب قد نشرت
تمرغ في نحره شعرها *** و تبدي من الوجد ما أضمرت
و فاطمة عقلها طائر *** إذ السوط في جنبها أبصرت
و للسبط فوق الثرى شيبة *** بفيض دم النحر قد عفرت
و رأس الحسين أمام الرفاق *** كغرة صبح إذا أسفرت
و له أيضا :
لست أنسى النساء في كربلاء *** و حسين ظام فريد وحيد
ماجد يلثم الثرى و عليه *** قضب الهند ركع و سجود
يطلب الماء و الفرات قريب *** و يرى الناس و هو عنه بعيد
الناشي :
مصائب نسل فاطمة البتول *** نكت حسراتها كبد الرسول
ألا بأبي البدور لقين كسفا *** و أسلمها الطلوع إلى الأفول
ألا يا يوم عاشوراء رماني *** مصابي منك بالداء الدخيل
كأني بابن فاطمة جديلا *** يلاقي الترب بالوجه الجميل
[121]
يخرن في الثرى قدا و نحرا *** على الحصباء بالخد التليل
صريعا ظل فوق الأرض أرضا *** فوا أسفا على الجسم النحيل
أعاديه توطئه و لكن *** تخطاه العتاق من الخيول
و قد قطع العداة الرأس منه *** و علوه على رمح طويل
و قد برز النساء مهتكات *** يجززن الشعور من الأصول
يسرن مع اليتامى من قتيل *** يخضب بالدماء إلى قتيل
فطورا يلتثمن بني على *** و طورا يلتثمن بني عقيل
و فاطمة الصغيرة بعد عز *** كساها الحزن أثواب الذليل
تنادي جدها يا جد إنا *** طلبنا بعد فقدك بالذحول
المرتضى :
إن يوم الطف يوما *** كان للدين عصيبا
لم يدع للقلب مني *** في المسرات نصيبا
لعن الله رجالا *** أترعوا الدنيا غصوبا
سالموا عجزا فلما *** قدروا شنوا الحروبا
طلبوا أوتار بدر *** عندنا ظلما و حوبا
و له :
لقد كسرت للدين في يوم كربلاء *** كسائر لا توسى و لا هي تجبر
فإما سبي بالرماح مسوق *** و إما قتيل بالتراب معفر
و جرحى كما اختارت رماح و أنصل *** و صرعى كما شاءت ضباع و أنسر
[122]
الرضي :
كربلاء لا زلت كربا و بلا *** ما لقي عندك آل المصطفى
كم على تربك لما صرعوا *** من دم سال و من دمع جرى
و ضيوف لفلاة قفرة *** نزلوا فيها على غير قرى
لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا *** بحذا السيف على ورد الردى
تكسف الشمس شموس منهم *** لا تدانيها علوا و ضيا
و تنوش الوحش من أجسادهم *** أرجل السبق و أيمان الندا
و وجوها كالمصابيح فمن *** قمر غاب و من نجم هوى
غيرتهن الليالي و غدا *** جائر الحكم عليهن البلى
يا رسول الله لو عاينتهم *** و هم ما بين قتل و سبي
من رميض يمنع الظل و من *** عاطش يسقى أنابيب القنا
و مسوق عاثر يسعى به *** خلف محمول على غير وطا
جزروا جزر الأضاحي نسله *** ثم ساقوا أهله سوق الإما
قتلوه بعد علم منهم *** أنه خامس أصحاب الكسا
ميت تبكي له فاطمة *** و أبوها و علي ذو العلى
و له أيضا :
شغل الدموع عن الديار بكاؤنا *** لبكاء فاطمة على أولادها
لم يخلفوها في الشهيد و قد رأت *** دفع الفرات يذاد عن ورادها
أ نرى درت أن الحسين طريدة *** لقنا بني الطرداء عند ولادها
كانت مآتم بالعراق تعدها *** أموية بالشام من أعيادها
ما راقبت غضب النبي و قد غدا *** زرع النبي مظنة لحصادها
جعلت رسول الله من خصمائها *** فلبئس ما ذخرت ليوم معادها
نسل النبي على صعاب مطيها *** و دم الحسين على رءوس صعادها
وا لهفتاه لعصبة علوية *** تبعت أمية بعد ذل قيادها
[123]
جعلت عران الذل في آنافها *** و علاط وسم الضيم في أجيادها
و استأثرت بالأمر عن غيابها *** و قضت بما شاءت على أشهادها
طلبت ترات الجاهلية عندها *** و شفت قديم الغل من أحقادها
يا يوم عاشوراء كم لك لوعة *** تترقص الأحشاء من إيقادها
و أول شعر رثي به الحسين ; قول عقبة بن عميق السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب :
إذا العين قرت في الحياة و أنتم *** تخافون في الدنيا فأظلم نورها
مررت على قبر الحسين بكربلاء *** ففاض عليه من دموعي غزيرها
فما زلت أرثيه و أبكي لشجوه *** و يسعد عيني دمعها و زفيرها
و بكيت من بعد الحسين عصائبا *** أطافت به من جانبيها قبورها
سلام على أهل القبور بكربلاء *** و قل لها مني سلام يزورها
سلام بآصال العشي و بالضحى *** تؤديه نكباء الصبا و دبورها
و لا تبرح الوفاد زوار قبره *** يفوح عليهم مسكها و عبيرها
آخر :
تبيت النشاوى من أمية نوما *** و بالطف قتلى ما ينام حميمها
و ما قتل الإسلام إلا عصابة *** تأمر نوكاها و نام زعيمها
فأضحت قناة الدين في كف ظالم *** إذا اعوج منها جانب لا يقيمها
غيره :
وا خجلة الإسلام من أضداده *** ظفروا له بمعايب و معاثر
آل العزير يعظمون حماره *** و يرون فوزا لثمهم للحافر
و سيوفكم بدم ابن بنت نبيكم *** مخضوبة لرضا يزيد الفاجر
[124]
و في رواية :
رأس ابن بنت محمد و وصيه *** تهدى جهارا للشقي الفاجر
الصنوبري :
يا خير من لبس النبوة *** من جميع الأنبياء
وجدي على سبطيك وجد *** ليس يؤذن بانقضاء
هذا قتيل الأشقياء *** و ذا قتيل الأدعياء
يوم الحسين هرقت دمع *** الأرض بل دمع السماء
يوم الحسين تركت باب *** العز مهجور الفناء
يا كربلاء خلقت من *** كرب علي و من بلاء
كم فيك من وجه تشرب *** ماؤه ماء البهاء
نفسي فداء المصطلي *** نار الوغى أي اصطلاء
حيث الأسنة في الجواشن *** كالكواكب في السماء
فاختار درع الصبر حيث *** الصبر من لبس السناء
و أبى إباء الأسد إن *** الأسد صادقة الإباء
و قضى كريما إذ قضى *** ظمآن في نفر ظماء
منعوه طعم الماء لا *** وجدوا لماء طعم ماء
من ذا لمعفور الجواد *** ممال أعواد الخباء
من للطريح الشلو عر *** يانا مخلى بالعراء
من للمحنط بالتراب و *** للمغسل بالدماء
من لابن فاطمة المغيب *** عن عيون الأولياء
للشافعي :
تأوه قلبي و الفؤاد كئيب *** و أرق نومي فالسهاد عجيب
فمن مبلغ عني الحسين رسالة *** و إن كرهتها أنفس و قلوب
ذبيح بلا جرم كأن قميصه *** صبيغ بماء الأرجوان خضيب
[125]
فللسيف إعوال و للرمح رنة *** و للخيل من بعد الصهيل نحيب
تزلزلت الدنيا لآل محمد *** و كادت لهم صم الجبال تذوب
و غارت نجوم و اقشعرت كواكب *** و هتك أستار و شق جيوب
يصلى على المبعوث من آل هاشم *** و يغزى بنوه إن ذا لعجيب
لئن كان ذنبي حب آل محمد *** فذلك ذنب لست عنه أتوب
هم شفعائي يوم حشري و موقفي *** إذا ما بدت للناظرين خطوب
الجوهري :
عاشورنا ذا ألا لهفي على الدين *** خذوا حدادكم يا آل ياسين
اليوم شقق جيب الدين و انتهبت *** بنات أحمد نهب الروم و الصين
اليوم قام بأعلى الطف نادبهم *** يقول من ليتيم أو لمسكين
اليوم خضب جيب المصطفى بدم *** أمسى عبير بخور الحور و العين
اليوم خرت نجوم الفخر من مضر *** على مناخر تذليل و توهين
اليوم أطفئ نور الله متقدا *** و جررت لهم التقوى على الطين
اليوم هتك أسباب الهدى مزقا *** و برقعت غرة الإسلام بالهون
اليوم زعزع قدس من جوانبه *** و طاح بالخيل ساحات الميادين
اليوم نال بنو حرب طوائلها *** مما صلوه ببدر ثم صفين
اليوم جدل سبط المصطفى شرقا *** من نفسه بنجيع غير مسنون
شاعر :
يا كربلاء يا كربتي و زفرتي *** كم فيك من ساق و من جمجمة
و من يمين للحسام بينت *** للفاطميات العظام الحرمة
قد خر أركان العلى و انهدت *** و غلقت أبوابه و سدت
تلك الرزايا عظمت و جلت
[126]
آخر :
كم سيد لي بكربلاء *** فديته السيد الغريب
كم سيد لي بكربلاء *** عسكره بالعرا نهيب
كم سيد لي بكربلاء *** ليس لما يشتهي طبيب
كم سيد لي بكربلاء *** خاتمه و الرداء سليب
كم سيد لي بكربلاء *** خضب من نحره المشيب
كم سيد لي بكربلاء *** يسمع صوتي لا يجيب
كم سيد لي بكربلاء *** ملثمه و الرداء خضيب
كم سيد لي بكربلاء *** ينقر في ثغره القضيب
دعبل :
رأس ابن بنت محمد و وصيه *** للناظرين على قناة يرفع
و المسلمون بمنظر و بمسمع *** لا منكر منهم و لا متفجع
كحلت بمنظرك العيون عماية *** و أصم رزؤك كل أذن تسمع
أيقظت أجفانا و كنت لها كرى *** و أنمت عينا لم تكن بك تهجع
ما روضة إلا تمنت أنها *** لك منزل و لخط قبرك مضجع
آخر :
إذا جاء عاشوراء تضاعف حسرتي *** لآل رسول الله و انهل عبرتي
هو اليوم فيه اغبرت الأرض *** كلها وجوما عليها و السماء اقشعرت
أريقت دماء الفاطميين بالملا *** فلو عقلت شمس النهار لخرت
بنفسي خدودا في التراب تعفرت *** بنفسي جسوما بالعراء تعرت
بنفسي رءوسا معليات على القنا *** إلى الشام تهدى بارقات الأسنة
بنفسي شفاه ذابلات من الظمإ *** و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة
[127]
بنفسي عيونا غابرات سواهر إلى *** الماء منها قطرة بعد قطرة
بنفسي من آل النبي خرائد *** حواسر لم تعرف عليهم بسترة
لأبي الفرج بن الجوزي :
أ حسين و المبعوث جدك بالهدى *** قسما يكون الحق فيه مسائل
لو كنت شاهد كربلاء لبذلت في *** تنفيس كربك جهد بذل الباذل
و سقيت حد السيف من أعدائكم *** جللا و حد السمهري الذابل
لكنني أخرت عنك لشقوتي *** فبلابلي بين الغري و بابل
إذ لم أفز بالنصر من أعدائكم *** فأقل من حزن و دمع سائل
آخر :
يا حر صدري يا لهيب الحشا *** انهد ركني يا أخي و القوى
كنت أخي ركني و لم يبق لي *** ذخر و لا ركن و لا ملتجى
و كنت أرجوك فقد خانني *** ما كنت أرجوه فخاب الرجا
يا ابن أمي لو تأملتني *** رأيت مني ما يسر العدا
حل بأعدائك ما حل بي *** من ألم السير و ذل السبي
و يا شفيعي أنا أفديك من *** يومك هذا و أكون الفدا
و لا هنأني العيش يا سيدي *** ما عشت من بعدك أو أدفنا
آخر :
يا من رأى حسينا *** شلوا لدى الفرات
و الرأس منه عال *** في ذروة القناة
و زينب تنادي *** قد قتلوا حماتي
يا جد لو ترانا *** أسرى مهتكات
فصل في زيارته (عليه السلام) :
إسحاق بن عمار قال الصادق (عليه السلام) : ليس ملك في السماوات و الأرض إلا و هم يسألون الله تعالى أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ففوج ينزل و فوج يعرج .
الفردوس عن الديلمي قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إن موسى بن عمران سأل ربه زيارة قبر
[128]
الحسين بن علي فزاره في سبعين ألف من الملائكة .
أبان بن تغلب عن الصادق (عليه السلام) قال : وكل الله بقبر الحسين أربعة آلاف ملكا شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه و إن مرض عادوه غدوة و عشيا و إذا مات شهدوا جنازته و استغفروا له إلى يوم القيامة .
الباقر (عليه السلام) : مروا شيعتنا بزيارة الحسين فإن زيارته تدفع الهدم و الحرق و الغرق و أكل السبع و زيارته مفترضة على من أقر له بالإمامة من الله .
إسحاق بن عمار قال الصادق (عليه السلام) : ما بين قبر الحسين إلى السماء السابعة مختلف الملائكة .
الكاظم (عليه السلام) : من زار قبر الحسين عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .
الصادق (عليه السلام) : كان الحسين ذات يوم في حجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يلاعبه و يضاحكه فقالت عائشة ما أشد إعجابك بهذا الصبي فقال لها ويلك كيف لا أحبه و لا أعجب به و هو ثمرة فؤادي و قرة عيني أما إن أمتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي قالت يا رسول الله حجة من حججك قال نعم حجتين من حججي قالت حجتين من حججك قال نعم و ثلاث قال فلم تزل تزاده و يزيد و يضعفه حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله بأعمارها .
شاعر :
فجعفر الصادق من ولده *** خبرنا من فضله بالتمام
عن جده أن لمن زاره *** ثواب حج البيت سبعين عام
في الرسالة المقنعة و المزار للكليني بإسناده عن الرضا (عليه السلام) قال : من زار قبر أبي عبد الله (عليه السلام) بشط الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه .
نظمه العبدي :
و حديث عن الأئمة فيما قد *** روينا عن الشيوخ الثقات
إن من زاره كمن زار ذا *** العرش على عرشه بغير صفات
أي كمن عبد الله على العرش
[129]
باب إمامة أبي محمد علي بن الحسين (عليه السلام)
فصل في المقدمات :
الحمد لله فاطر السماوات خالق النور و الظلمات عالم السر و الخفيات منزل الآيات و الدلالات موضح الأدلة و البينات مسبغ النعم و البركات مفيض الرحمة و الخيرات رافع الأبرار في الدرجات خافض الفجار في الدركات مجيب المضطر في الكربات سامع الأصوات في الخلوات هادي الحيران في الفلوات منير السماوات الزاهرات مزين الأرض بالجاريات مرسل الرياح الذاريات مجري الفلك في الزاخرات مزجي السحاب الهاطلات مسير الجبال الراسيات باعث الرسل بالبشارات قاضي الحاجات كافي المهمات قابل الطاعات المان على عباده برفع الدرجات بقوله تعالى وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ .
زين العابدين (عليه السلام) في قوله تعالى : وَ مِمَّنْ هَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا نحن عنينا بها .
و في خبر ... أن قوله تعالى هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ فدعوة إبراهيم و إسماعيل لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فإنه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبي (عليه السلام) ثم اتبعه و آمن به و أما قوله تعالى لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ النبي يكون على آل محمد شهيدا و يكونون شهداء على الناس بعده و كذلك قوله وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ إلى قوله شَهِيدٌ فلما توفي النبي (عليه السلام) صاروا شهداء على الناس لأنهم منه .
عبد الله بن الحسين عن زين العابدين (عليه السلام) في قوله تعالى : لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ قال نحن هم .
محمد بن سالم عن زيد بن علي و أبو الجارود و أبو الصباح الكناني عن الصادق (عليه السلام) و أبو حمزة عن السجاد (عليه السلام) في قوله تعالى : ثُمَّ اهْتَدى إلينا أهل البيت .
أبو حمزة الثمالي سئل علي بن الحسين (عليه السلام) عن قوله تعالى : وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قال ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق قال يقولون إنها مكة قال و هل رأيت السرق أكثر منه بمكة قال فما هو قال
[130]
إنما عنى به الرجال قال و أين ذلك في كتاب الله قال أ و ما تسمع إلى قوله عز و جل وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها و قال وَ تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ و قال وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ أ فنسأل القرية أو الرجال أو العير قال من هم قال نحن هم و قال سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ أي آمنين من الزيغ .
الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا نزلت في حقنا و حق ذرياتنا خاصة .
و في رواية عنه و عن أبيه (عليهما السلام) : هي لنا خاصة و إيانا عنى .
و في رواية أبي الجارود عن الباقر (عليه السلام) : هم آل محمد . زيد بن علي (عليه السلام) قال : نحن أولئك .
أبان بن الصلت : سأل المأمون العلماء عن معنى هذه الآية , فقالت : أراد بذلك الأمة كلها .
فقال للرضا (عليه السلام) : ما تقول يا أبا الحسن ?
قال : أقول أراد الله بذلك العترة الطاهرة لا غيرهم .
زياد بن المنذر عن الباقر (عليه السلام) : هذه لآل محمد و شيعتهم .
جابر عنه (عليه السلام) : قال خير أهل بيت يعني أهل بيت النبي (عليه السلام) .
و قال محمد بن منصور : أهل بيت النبي خير أهل بيت أخرج للناس .
زياد بن المنذر عن الباقر (عليه السلام) : أما الظالم لنفسه منا فمن عمل عملا صالحا و آخر سيئا و أما المقتصد فهو المتعبد المجتهد و أما السابق بالخيرات فعلي و الحسن و الحسين و من قتل من آل محمد شهيدا .
و في رواية سالم عنه (عليه السلام) : السابق بالخيرات الإمام و المقتصد العارف بالإمام و الظالم لنفسه من لا يعرف الإمام .
أبو حمزة عن الباقر (عليه السلام) : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال نحن هم .