 |
 |
|
[441]
فقال قيصر يا بنية هل تخطر ببالك شهوة فقلت لو كشفت عمن في سجنك من أسارى المسلمين رجوت أن يهب المسيح و أمه لي عافية فلما فعل ذلك تجلدت في إظهار الصحة من بدني و تناولت يسيرا من الطعام فأقبل على إكرام الأسارى فأريت أيضا كان فاطمة زارتني و معها مريم و ألف وصيفة من وصائف الجنان فيقال لي هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد فأتعلق بها و أشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي فتقول إن ابني لا يزورك و أنت مشركة بالله على مذهب النصارى و هذه أختي مريم تبرئي إلى الله من دينك فقولي أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فلما تكلمت بها ضمتني إلى صدرها و طيبت نفسي و كانت بعد ذلك كل ليلة يزورني أبو محمد إذ أخبرني أن جدك سيسري جيوشا إلى قتال المسلمين يوم كذا فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما شاهدت قال بشر فلما دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) قال لها كيف أراك الله عز الإسلام و ذل النصرانية و شرف أهل بيت نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) قالت كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني قال فأبشري بولد يملك الدنيا شرقا و غربا و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يا كافور ادع لي أختي حكيمة فلما دخلت عليه قال لها ها هيه فاعتنقتها طويلا قال خذيها إلى منزلك و علميها الفرائض و السنن فإنها زوجة أبي محمد و لقد أورد كتابا في ذكر ولده القائم (عليه السلام) .
و قال أبو هاشم الجعفري : استؤذن لرجل جميل طويل من أهل اليمن على أبي محمد (عليه السلام) فجلس إلى جنبي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة فطبع في موضع منها أملس فقلت لليماني رأيته قط قال لا و الله و إني منذ دهر لحريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال قم فادخل فدخلت ثم نهض و هو يقول رحمة الله و بركاته عليكم منا أهل البيت ذرية بعضها من بعض فسألته عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم فقال
[442]
أبو هاشم في ذلك :
بدرت الحصى مولى لنا يختم الحصى *** له الله أصفى بالدليل و أخلصا
و أعطاه آيات الإمامة كلها *** كموسى و فلق البحر و اليد و العصا
و ما قمص الله النبيين آية *** و معجزة إلا الوصيين قمصا
فمن كان مرتابا بذاك فقصره *** من الأمر أن يتلو الدليل و يفحصا
السري الرفاء الموصلي الكندي :
و رب عوالم لم ينظم قلائدها *** إلا ليحمد فيها الفاطميينا
الوارثون كأن الله بينهم *** إرث النبي على رغم العدوينا
و السابقون إلى الخيرات تنجدهم *** عتق المجار إذا كل المجارونا
قوم نصلي عليهم حين نذكرهم *** حبا و نلعن أقواما ملاعينا
إذا عددنا قريشا في أباطحها *** كان الرواتب منها و القرابينا
أغنتهم عن صفات المادحين لهم *** مدائح الله في طاها و ياسينا
فلست أمدحهم إلا لأرغم في *** مديحهم أنف شانيهم و شانينا
فما نخاطبكم إلا بسادتنا *** و لا ننادمكم إلا موالينا
الناشي :
يا آل ياسين إن مفخركم *** صير كل الورى لكم حولا
لو كان بعد النبي أوخذ *** في الخلق رسولا لكنتم رسلا
لو لا موالاتكم و حبكم *** ما قبل الله للورى عملا
يا كلمات لو لا تلقنها *** آدم يوم المتاب ما قبلا
أنتم طريق إلى الإله بكم *** أوضح رب المعارج السبلا
يا ابن البدور الذين نورهم *** يلمع في الخافقين ما أفلا
و ابن الهمام الذي بسطوته *** تدرع الخوف خوفه وجلا
زيد المرزبي :
فاطمي النجاد من آل موسى *** أبحر العلم و الجبال الرواسي
قرشي لا من بني عبد شمس *** هاشمي لا من بني العباس
[443]
العبدي :
بجدكم خير الورى و أبيكم *** هدينا إلى سبل النجاة و أنقذنا
و لولاكم لم يخلق الله خلقه *** و لا كانت الدنيا الغرور و لا كنا
و من أجلكم أنشأ الإله لخلقه *** سماء و أرضا و ابتلى الإنس و الجنا
تجلون عن شبه من الناس كلهم *** بشأنكم الأعلى و قدركم الأسنى
إذا مسنا ضر دعونا إلهنا *** بموضعكم منه فيكشفه عنا
و إن دهمتنا غمة أو ملمة *** جعلناكم منها و من غيرها حصنا
و إن ضامنا دهر فعدنا بعزكم *** و خرج عنا الضيم لما بكم عذنا
و إن عارضتنا خيفة من ذنوبنا *** براة لنا منها شفاعتكم أمنا
و أنتم لنا نعم التجارة لم يكن *** خسارا علينا في ولاكم و لا غبنا
و نعلم أن لو لم ندن بولائكم *** لما قبلت أعمالنا أبدا منا
 |
 |
|