47 ـ أمالي الطوسي: بالإسناد إلى عبيد الله بن موسى، عن زكريّا، عن فراس، عن مسروق، عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة (عليها السلام) تمشي ـ لا والله الّذي لا إله إلاّ هو ـ ما مشيتها تخرم(1) من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا رآها قال: مرحباً بابنتي ـ مرتين ـ قالت فاطمة (عليها السلام): فقال لي: أما ترضين أن تأتين يوم القيامة سيّدة نساء المؤمنين او سيّدة نساء هذه الاُمّة؟(2)
____________
=>
1 ـ في هامش البحار: قال الجوهري: ما خرمت منه شيئاً أي: ما نقصت وما قطعت، وقال الجزري (في حديث سعد): ما خرمت من صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً أي ما تركت.
2 ـ بحار الأنوار 43:43 وعوالم العلوم 11:49 ومثله في المناقب 3:323 والطبقات الكبرى لابن سعد 8:26.
قال المؤلّف: وفي بحار الأنوار 43:55 حديث عن اُمّ سلمة قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول الله (صلى الله عليه وآله).
____________
<=
(قلت): واليك بعض مصادر حديث: "يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين او سيّدة نساء هذه الاُمّة" فقد رواه الحافظ أبو داود الطيالسي في مسنده: 196 (ط / حيدر آباد) وابن سعد في الطبقات الكبرى 8:26 (ط / دار صادر بيروت).
والنسائي في خصائصه: 34 (ط / التقدم بمصر). والحاكم النيسابوري في المستدرك 3:56 (ط / حيدر آباد). والعلاّمة النبهائي في كتاب جواهر البحار 1:360 (ط / القاهرة) والحافظ أبونعيم في حلية الأولياء 2:39 (ط / السعادة بمصر). وابن عبد البر الاندلسي في الاستيعاب 2:750 (ط / حيدر آباد). والموفق ابن أحمد الخوارزمي في مقتل الحسين: 54 (ط / الغري نجف). والعلامة البغوي (ت / 510) في مصابيح السنة: 204 (ط / الخيرية في مصر). والعلامة ابن الأثير الجزري في أسد الغابة 5:22 (ط / مصر). والذهبي في تاريخ الاسلام 2:14 (ط / دار المعارف بمصر). وابن حجر العسقلاني في الاصابة 4:367 (ط / دار الكتب بمصر). والسيوطي في الخصائص 2:265 (ط / حيدر آباد). والمتقي الهندي في كنز العمال 13: 95 (ط / حيدر آباد). وفي منتخب كنز العمال في هامش مسند أحمد بن حنبل 5:97 (ط / الميمنيّة بمصر). والشيخ داود بن سليمان النقشبندي في صلح الاخوان: 116 (ط / بمبئي). والشيخ قلندر الحنفي في الروض الزاهر: 103 (ط / حيدر آباد).
والشيخ زبيدي الحنفي في إتحاف السادة المتقين 6: 244 و7:286 ط / الميمنيّة بمصر.
وأما قول الرسول (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): "ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة وابناك سيدا شباب أهل الجنّة".
فقد رواه الحفّاظ عن عليّ (عليه السلام) وعائشة وأم سلمة وابي سعيد الخدري، فممن رواه عن علي (عليه السلام) الشيخ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي المتوفى سنة 911 في كتابه الثغور الباسمة في مناقب سيّدتنا فاطمة (عليها السلام): 13 (ط / بمبئي). والقندوزي في ينابيع المودّة: 154 (ط / اسلامبول). ممن رواه عن عائشة البخاري في صحيحه 4:203 (ط / لأميرية بمصر). والنسائي في الخصائص:33 (ط / التقدم بمصر). والطحاوي في مشكل الآثار 1:48 (ط / حيدر آباد). والبلاذري في أنساب الأشراف: 405 (ط / المعارف بمصر). وابن كثير في البداية والنهاية 2:61 (ط / بمصر).
ومحمّد بن عبد الله الخطيب العمري المتوفى في القرن الثامن الهجري في كتاب مشكاة المصابيح: 568 (ط / دهلي). الذهبي في تاريخ الإسلام 2:95 (ط / دار المعارف بمصر). ومحمد بن يوسف الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين: 178 (ط / القضاء). ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى: 39 (ط / القدسي في مصر). والمتقي الهندي في كنز العمال: 93 (ط / حيدر آباد). وايضاً في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5:97 (ط / الميمنيّة بمصر). والشيخ مخدوم الحنفي في كتابه بذل القوّة في حوادث سنّي النبوّة: 299 (ط / حيدر آباد). والقسطلاني في إرشاد الساري 6:180 (ط القاهرة بمصر).
=>
____________
<=
والشيخ محمود بن أحمد العيني في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 16:156 (ط / المنيرية بمصر). والشيخ عبد القادر بن عبد الكريم في كتاب سعد الشموس والأقمار: 203 (ط / التقدم بمصر). العلامة البدخشي في مفتاح النجا: 103 و106 مخطوط. والعلامة النبهاني في الأنوار المحمّدية: 146 (ط / بيروت). والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودّة: 172 (ط / اسلامبول).
والعلامة الكافي في كتاب السيف اليماني المسلول: 9 (ط / الترقي بدمشق).
والعلاّمة السهيلي في الروض الآنف 1:160 (ط / القاهرة). والعلاّمة أبو حفص عمر بن شاهين في كتاب فضائل سيّدة نساء: 3 مخطوط. والعلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 8 مخطوط. واليافعي في مرآة الجنان. 61 (ط / حيدر آباد). وأمان الله الدهلوي في تجهيز الجيوش مخطوط. والشيخ عبيد الله الحنفي الآمر تسري في كتاب أرجح المطالب: 249 (ط / لاهور). وفيمن رواه عن اُمّ سلمة رضى الله عنها: الحافظ الترمذي في سننه 13:250 (ط / البصاوى بمصر). وابن سعد في الطبقات الكبرى 2:248 (ط / دار المعارف بمصر). والنسائي في الخصائص: 33 (ط / التقدم بمصر). والمحب الطبري في ذخائر العقبى: 39 (ط / القدسي بمصر). والعلامة ابن الأثير الجزري في اسد الغابة 5:523 (ط / مصر سنة 1285). وابن كثير في جامع الاُصول 10:84 (ط / السنة المحمّدية بمصر). والخطيب النيريزي في مشكاة المصابيح 3:268 (ط / دمشق). وابن حجر في الإصابة 4:367 (ط / بمصر). والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل 5:98 وعبد الرحمن السيوطي في الثغور الباسمة: 13 (ط / اولاد غلام رسول بمبئي). والعلامة الشيباني المعروف بابن ربيع في تيسير الوصول: 159 (ط / نول نشور. والقندوزي في ينابيع المودّة: 172، ط / اسلامبول). وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين في فضائل سيّدة النساء: 4 مخطوط. والعلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في المختار في مناقب الأخيار:56 (ط / دمشق). والحضرمي في وسيلة المآل: 88 مخطوط.
وكتاب المغازي والسير: 286 مخطوط. ممن رواه عن أبي سعيد الخدري. ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3:750 (ط / حيدر آباد). والحاكم النيسابوري في المستدرك 3:154 (ط / حيدر آباد). والبيهقي (ت / 458 هـ) في كتاب الإعتقاد:65 ط / كامل مصباح. والمحب الطبري في ذخائر العقبى: 42 (ط / القدسي بمصر). والنسائي (ت / 303) في الخصائص:33 (ط / التقدم بمصر). والذهبي في تاريخ الاسلام 2:91 (ط / دار المعافي بمصر). وتلخيص المستدرك المطبوع بهامش المستدرك 3:154 (ط / حيدر آباد). والزرندي في نظم درر السمطين: 17 (ط / القضاء). وابن كثير في البداية والنهاية 2:61 (ط / مصر). وابن حجر في الإصابة 4:366 (ط / دار الكتب بمصر). وفي الصواعق المحرقة:189 (ط / عبد اللطيف بمصر). والمتقي الهندي في كنز العمال 13:94 (ط / حيدر آباد). وفي منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5:97. والحافظ نور الدين أبو بكر بن علي الهيثمي في مجمع الزوائد 9:401 (ط / القدسي بمصر). والسيوطي في الخصائص 2:65 (ط / عبد اللطيف بمصر). وكتاب الثغور الباسمة: 14 (ط / اولاد غلام رسول ـ بمبئي). وكتاب الجامع الصغير 1:518 (ط / مصر). والشيخ صفيّ الدين أبي الخير الخزرجي (ت / 933) في خلاصة تهذيب الكمال: 425 (ط / مصر). والمناوي في كنوز الحقائق: 103 (ط / بولاق ـ مصر). وابن حجر في تهذيب التهذيب 12:441 (ط / حيد آباد). والقندوزي في ينابيع المودة: 173 و180 و186 و198 (ط / اسلامبول). والعلامة البدخشي في مفتاح النجا: 102 مخطوط. والعلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 80 (ط / الظاهرية بدمشق). والعلامة كاكوردي الشهير بقلندر الهندي في كتاب الروض الأزهر: 200 (ط / حيدر آباد). والعلامة النبهاني في الفتح الكبير 3:263 و80 (ط / مصر). وفي كتاب جواهر البحار 1:198 مصر وغيرها. قلت: وقد روى أحمد بن حنبل في مسنده احاديث عديدة في شباهتها عليها السلام برسول الله (صلى الله عليه وآله) منها ما ذكره في 3:164، حدّثنا عبد الله حدثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق: قال: أنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحسن بن علي وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين.
وفي 6:282، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، قال: حدّثنا أبو علي الحسين بن المذهب، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن الفراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: مرحباً بابنتي، ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله. وورد هذا الحديث بشكل آخر في كتاب الفضائل برقم 1343 وفيه: حدثنا ابراهيم، حدثنا سهل بن بكار، حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: اجتمع نساء رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم تغادر منهنّ امرأة فجاءت فاطمة تمشي ما تخطي مشيتها مشية أبيها (صلى الله عليه وآله)، فقال: مرحباً بابنتي، فأقعدها عن يمينه أو عن شماله... إلى آخر الحديث وانظر تمام الحديث في عنوان "أحاديث السرار".
فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟
فقالوا: إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها وإنّ الله عزّ وجلّ جعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين(1).
قال المؤلّف: وروى الطبري في دلائله: ص 56 بهذا الطريق: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين موسى قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان (فذكر الحديث إلى آخره)(2).
____________
1 ـ بحار الأنوار 43:78 و14: 206.
2 ـ قال المؤلّف: هذا وقد نقل العلامة المجلسي في البحار 43:10 عن الصدوق في الأمالي:474 والعلل1:178 والخصال 2:414 ما يلي: ابن المتوكّل، عن السعد آبادي عن البرقي، عن عبد العظيم الحسني، عن الحسن بن عبد الله بن يونس، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ: فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكيّة والراضية والمرضية والمحدّثة والزهراء.
ثمّ قال: اتدري أي شيء تفسير فاطمة؟
قلت: أخبرني يا سيدي. قال: فطمت من الشر.
قال: ثمّ قال: لولا أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه. وفي بحار الأنوار 43: 65. عن تفسير فرات: محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر" الليلة: فاطمة، والقدر: الله. فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها، فقد ادرك ليلة القدر وإنّما سميت فاطمة لإنّ الخلق فطموا عن معرفتها وفي كتاب احتجاج الزهراء: 15 والخصائص الفاطمية: 79 ومجمع النورين: 30 و41. عن الرسول (صلى الله عليه وآله): إنّما سميت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن كنه معرفتها.
قلت: ورد في مضامين احاديث اوردها الصدوق في علل الشرائع الباب 142:70 أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) سمّاها بفاطمة بوحي من الله تعالى على لسان ملك ارسله إليه يخبره أنّه فطمها بالعلم وفطم شيعتها من النار وأنّه وقع في علمه سبحانه أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يتزوج في احياء العرب وأنّه يطمعون في وراثة هذا الأمر من بعده، فسماها فاطمة لمّا أخرج من ذريّتها ذريّة طيّبة تكون الخلافة فيهم، فقطعهم عما طمعوا فيه. (وفاة الصديقة للمقرم: 14 بتصرف) هذا وقد روى العامة أنّ علّة تسمية الزهراء بفاطمة إنّ الله عزّ وجلّ فطمها ومحبّيها عن النار. (انظر تاريخ بغداد 13:331 وذخائر العقبى: 16 و26 وكنز العمال 3:94. وينابيع المودّة: 397 ومقتل الحسين للخوارزمي:51).
وفي معاني الأخبار والعلل: باسناد العلوي عن عليّ (عليه السلام): إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) سئل: ما البتول، فأنا سمعناك يا رسول الله تقول إنّ مريم بتول وفاطمة بتول؟. فقال: البتول: التي لم تر حمرة قط ـ أي: لم تحض ـ فان الحيض مكروه في بنات الأنبياء [وذلك تنزيهاً لها من جميع أنواع الرجس وتفضيلا لمن يرتكض في بطنها من طاهرين مطهرين لا يصحبون خبثاً ولا يشفعون بقذارة (وفاة الصديقة: 15 عن مصباح الأنوار) ومن مصادر العامة مما روي فيه معنى ذلك ينابيع المودّة:260 ومودّة القربى:78 و103 وارجح المطالب:241 و247.].
وقال ابن الأثير في النهاية: امرأة بتول: منقطعة عن الرجال، لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم ـ ام عيسى (عليه السلام) ـ وسميت فاطمة (عليها السلام) البتول: لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا وديناً وحسباً، وقيل: لا نقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى ونحو ذلك. (اُنظر مادة: بتل) وفي كتاب دلائل الامامة: 52 عن الحسين بن ابراهيم القمي عن عليّ بن محمّد العسكري عن صعصعة بن ناجية، عن زيد بن موسى، عن أبيه، عن جدّه ـ جعفر بن محمّد ـ، عن أبيه، عن سكينة وزينب ابنتي علي، عن عليّ (عليه السلام): قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنّ فاطمة خلقت حورية في صورة انسية، وان بنات الأنبياء لا يحضن. ورواه عنه المجلسي في بحار الأنوار 78: 112 قلت: قد ذكر المؤلّف روايات تشير إلى علّة تسمية الزهراء بفاطمة في فصول متعددة من هذا الكتاب، ومنها: ما ورد في فضل فاطمة الزهراء (عليها السلام) يوم القيامة، وورد معنى هذا من علماء العامة أيضاً، انظر تاريخ بغداد 13:331، وذخائر العقبى:16، وكنز العمال 13:94، واسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار:191، وينابيع المودّة: 194، هذا وللزهراء (عليها السلام) أسماء اُخرى ذكرها العلماء وهي: الحوراء والصديقة الكبرى ـ كما في مناقب ابن شهر آشوب 2:112 ـ، والطاهرة والزكية والميمونة والرضية والمرضية ـ كما في أمالي الصدوق: 353 ـ، والمحدثة ـ كما في مناقب ابن شهراشوب 2:97 ـ، كما أنّها اشتهرت بكنية: "اُمّ أبيها". لفرط حنانها على أبيها ـ كما في كشف الغمّة: 139 ـ، والزهراء، لنورها الساطع في غرّتها ـ كما في علل الشرائع: 71، باب 143 ـ، بحيث أنّها كانت إذا حضرت للاستهلال أوّل الشهر لا يرى نور الهلال لغلبة نور وجهها على ضيائه، ـ كما في البحار 10:17.
فاطمة في درجة النبيّ (صلى الله عليه وآله)
49 ـ العمدة لإبن بطريق: بإسناده قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا معاذ بن معاذ عن قيس بن الرّبيع، عن أبي المقدام، عن عبد الرحمن الأزرق، عن عليّ (عليه السلام) قال: دخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا نائم على المنامه فاستسقى الحسن أو الحسين عليهما السلام قال:
فقام النبي (صلى الله عليه وآله) اليّ شاة لنا بكيء(1) فدرت فجاءه الحسن فسقاه النبي فقالت: فاطمة (عليها السلام): يا رسول الله كأنّه أحبّهما إليك، قال: لا ولكن استسقى قبله ثمّ قال: إنّي وإيّاك وإبناك وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة(2).
قال المجلسي: قال في النهاية: بكأت النّاقة والشاة: إذا قلّ لبنها فهي بكيء وبكيئة، ومنه حديث علي (عليه السلام): دخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا نائم على المنامة فقام إلى شاة بكيء فحلبها وقال: المنامة ـ ها هنا ـ: الدكان التي ينام عليها.
50 ـ قال المجلسي: ووجدت في كتاب سليم بن قيس الهلاليّ ـ عن أبان بن أبي عياش عنه ـ قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وسلمان وأبوذر والمقداد وحدّثني أبو الحجاف داود بن أبي عوف العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري فذكر ما يقرب
____________
1 ـ في المصدر: بكر ـ وهو خطأ ـ وفيه أيضاً زيادة: فحلبها.
2 ـ العمدة، الحديث: 793، وايضاً في العمدة:395، وعنه البحار 37:72.
قلت: قد رواه أيضاً أحمد بن حنبل في مسنده 1:101، وفي كتاب الفضائل برقم: 1183، ورواه ابن قتيبة في غريب الحديث 2:107، والهيثمي في مجمع الزوائد 9:169 ـ 170 وقال: رواه أحمد والبزاز والطبراني وأبو يعلى باختصار وذكره أيضاً عن أبي سعيد في: 171 وأخرجه الطيالسي 2:129.
وعلي (عليه السلام) نائم لا يدري بشيء من ذلك(1).
قال المؤلّف: وروى السيوطي نظيره في مسند فاطمة (عليه السلام) ص 70.
51 ـ الشيخ في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن أحمد بن سلام الأسدي، عن السّريّ بن خزيمة عن يزيد بن هاشم، عن مسمع بن عبد الملك، عن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جدّته أمّ بجيد امرأة عمران بن حصين، عن ميمونة واُمّ سلمة زوجي النبيّ (صلى الله عليه وآله) قالتا: استسقى الحسن فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجدح له في غمر كان لهم ـ يعني: قدحاً يشرب فيه، ثمّ أتاه به، فقام الحسين (عليه السلام)، فقال: اسقنيه يا أبه، فأعطاه الحسن ثمّ جدح للحسين (عليه السلام) فسقاه.
فقالت فاطمة (عليها السلام): كأنّ الحسن أحبّهما إليك؟
قال أنّه استسقى قبله، وإنّي وإيّاك وهما وهذا الراقد في مكان واحد في الجنّة(2).
قال المجلسي: قال ابن حجر في التقريب "أم بجيد" ـ بالتصغير الجيم ـ، يقال لها: حرّا، صحابية لها حديث.
وقال الجزري: الجدح أنّ يخلط السويق بالماء ويخوّض حتّى يستوي، وكذا اللبن ونحوه، وقال: الغمر: ـ بضم الغين وفتح الميم ـ: القدح الصغير.
والمراد بالراقد: أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنّه كان نائماً.
____________
1 ـ بحار الأنوار 37: 86.
2 ـ الأمالي: 26 وعنه البحار 37:77.
قوله (صلى الله عليه وآله): "اللّهمّ هم منّي وأنا منهم".
52 ـ دلائل الإمامة: بإسناده عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن حبيب قال: حدّثنا أبو بكر بن شاذان، قال: حدّثنا أبو سعيد البصري، قال: عبيد بن طفيل، عن ربعي بن خراش، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنّها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبسط ثوباً وقال لها: إجلسي عليه، ثمّ دخل الحسن، فقال له: إجلس معها، ثمّ دخل الحسين فقال له: إجلس معهما، ثمّ دخل عليّ فقال له: إجلس معهم، ثمّ أخذ بمجامع الثوب فضّمه علينا ثمّ قال: اللّهمّ هم منّي وأنا منهم، اللّهمّ أرض عنهم كما إنّي عنهم راض(1).
دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لها
53 ـ الكافي: عدّة من أصحابنا عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن
____________
1 ـ ومثله في ينابيع المودّة: 259 و205 وشواهد التنزيل 2:777. وقد اورده في احقاق الحق 9:206 أيضاً وفي الدلائل: 3. قلت: وسيأتي روايتها (عليها السلام) فضل أهل البيت في فصل "ما روته (عليها السلام) عن أبيها (صلى الله عليه وآله) ".
قال المؤلّف: في بحار الأنوار 91:21 عن الشيخ الصدوق في كتاب الإختصاص عن ماجيلويه، عن عمّه، عن البرقي، عن إبن أبي نجران، عن العلاء، عن محمّد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال جابر الأنصاري قلت: لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟ فقال: ذلك نفسي.
قلت: فما تقول في الحسن والحسين؟
قال: هما روحي، وفاطمة امّهما ابنتي يسؤني ما ساءها ويسّرني ها سرّها، اشهد أنّي حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم يا جابر: إذا اردت أن تدعوا الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم، فإنّهم أحبّ الأسماء إلى الله عزّ وجلّ.
قلت: معنى هذا الحديث قد رواه العامة والخاصة ففي مسند أحمد 2:442: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا تليد، عن سليمان، قال: حدثنا أبو الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى عليّ والحسن والحسين وفاطمة فقال: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.
ورواه أحمد في فضائل الصحابة الحديث رقم: 1350 بهذا الإسناد، وأخرجه الدارقطني في العلل 1:160 من طريق تليد، والحاكم في المستدرك 3:149 من طريق القطيعي، والدولابي في الكنى 2:160 والطبراني في الكبير 3:30 والترمذي في سننه 5:699 وابن ماجة في سننه 1:52 والهيثمي في مجمع الزوائد 9:169.
قال: أدخل؟ قالت: نعم، اُدخل يا رسول الله.
قال: أنا ومن معي؟ فقالت: يا رسول الله ليس عليّ قناع ـ فقال: يا فاطمة: خذي فضل ملحفتك، فقنّعي به رأسك، ففعلت، ثمّ قال: السلام عليكم، فقالت: وعليك السلام يا رسول الله قال: أدخل؟ قالت: نعم، اُدخل يا رسول الله، قال: أنا ومن معي؟ قالت: أنت ومن معك.
قال جابر: فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودخلت أنا وإذا وجه فاطمة أصفر كأنّه بطن جرادة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مالي أرى وجهك أصفر قالت: يا رسول الله الجوع. فقال: اللّهمّ مشبع الجوعة ورافع الضيعة(1)، أشبع فاطمة بنت محمّد.
فقال جابر: فوالله نظرت إلى الدمّ ينحدر من قصاصها حتّى عاد وجهها أحمر، فما جاعت بعد ذلك اليوم(2).
قال المؤلف وفي مستدرك الوسائل: عن الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن جابر قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يريد فاطمة (عليها السلام) وأنا معه فلمّا انتهينا إلى الباب وضع يده عليه ودفعه ثمّ قال: السّلام عليكم. (فذكر ما يقرب منه)(3).
____________
1 ـ الضيعة: هم الضائعون الّذين لا يعتني بشأنهم، ولعلّ الصحيح: الوضعة كما جاء في الحديث الآتي والمراد: الّذي يرفع الوضّع من الناس وهم الّذين لا يؤبه بهم في المجتمع. والمراد برفعهم: رفع شأنهم.
2 ـ بحار الأنوار 43:62 والعوالم 11:96 وناسخ التواريخ 2:38 والكافي 5:528.
3 ـ المستدرك 2:69.
فقالت: يا أبتاه إنّي جائعة فرفع يديه إلى السّماء، فقال: "اللّهمّ رافع الوضعة ومشبع الجاعة أشبع فاطمة بنت نبيّك".
قال أبو جعفر (عليه السلام): فوالله ما جاعت بعد يومها حتّى فارقت الدّنيا(1).
55 ـ البحار: عن كتاب الخرائج (المخطوط ص 15): روي عن عمران بن الحصين قال: كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) جالساً إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) وقد تغيّر وجهها من الجوع، فقال لها: ادني، فدنت منه، فرفع يده حتّى وضعها على صدرها في موضع القلادة، وهي صغيرة، ثمّ قال: (اللّهم مشبّع الجاعة ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة).
قال: فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة. فقالت: ما جعت بعد ذلك(2).
فضل الزّهراء (عليه السلام) في القيامة وشفاعتها للمذنبين
56 ـ كشف الغمّة: عن الزهري، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لفاطمة (عليها السلام): سألت أباك فيما سألتيه أين تلقينه يوم القيامة؟ قالت: نعم، قال لي أطلبيني عند الحوض. قلت إن لم أجدك هناك؟ قال: تجديني إذاً مستظلا بعرش ربي ولن يستظل به غيري.
قالت فاطمة: فقلت يا أبة أهل الدّنيا يوم القيامة عراة؟ فقال: نعم يا بنيّة، فقلت: وأنا عريانة؟ قال: نعم وأنت عريانة ولا يلتفت فيه أحد على أحد.
قالت فاطمة (عليها السلام): فقلت له: واسوأتاه يومئذ من الله عزّ وجلّ، فما خرجت حتّى
____________
1 ـ بحار الأنوار 43:77.
2 ـ بحار الأنوار 43:77 وعنه عوالم العلوم 11:113.
57 ـ سفينة البحار: عن أبي ذر قال: رأيت سلماناً وبلالا يقبلان إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)،
____________
1 ـ كشف الغمّة 1:496 والبحار 43:55، ناسخ التواريخ 2:366 عوالم العلوم 11:67.
لآلي الأخبار 5:65. (قلت) سيأتي معنى هذا الحديث في فصل: (أين القاك يا رسول الله).
قال المؤلف: وفي بحار الأنوار 43:24 و26، عن أمالي الصدوق: الهمداني، عن عليّ بن ابراهيم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن ابراهيم بن محمّد الثقفي، عن ابراهيم بن موسى، عن أبي قتادة، عن عبد الرحمن بن علاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال: اللّهمّ إنّك تعلم إنّ هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليّ فأحبب من احبّهم وابغض من ابغضهم ووال من والاهم وعاد من عاداهم واعن من اعانهم واجعلهم مطهرين من كل رجس معصومين من كلّ ذنب وايدهم بروح القدس منك.
ثمّ قال: يا عليّ أنت إمام اُمّتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد المؤمنين إلى الجنّة وكاني انظر إلى ابنتي فاطمة قد اقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون الف ملك وعن يسارها سبعون الف ملك وبين يديها سبعون ألف ملك وخلفها سبعون الف ملك تقود مؤمنات اُمّتي إلى الجنّة فأيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحجّت بيت الله الحرام وزكّت مالها واطاعت زوجها ووالت علياً بعدي دخلت الجنّة بشفاعة إبنتي فاطمة وإنّها سيّدة نساء العالمين.
فقيل: يا رسول الله أهي سيّدة نساء عالمها؟ فقال: ذاك لمريم بنت عمران وإمّا إبنتي فاطمة، فهي سيدّ نساء العالمين من الأوّلين والآخرين وإنّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون الف ملك من الملائكة المقرّبين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة "إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين" [سورة آل عمران 3:37].
ثمّ التفت إلى عليّ (عليه السلام) فقال: يا عليّ: إنّ فاطمة بضعة منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسؤني ما سائها ويسرّني ما سرّها وإنّها أوّل من يلحقني من أهل بيتي فاحسن إليها بعدي وأمّا الحسن والحسين، فهما ابناي وريحانتاي وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، فليكرما عليك كسمعك وبصرك.
ثمّ رفع يده إلى السماء فقال: اللّهمّ إنّي اُشهدك أنّي محبّ لمن أحبّهم ومبغض لمن ابغضهم وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وعدوّ لمن عاداهم ووليّ لمن والاهم.
فقال سلمان: يا مولاي سألتك بالله ألا أخبرتني بفضل فاطمة يوم القيامة؟
قال: فأقبل النبيّ (صلى الله عليه وآله) عليه ضاحكاً مستبشراً، ثمّ قال: والّذي نفسي بيده أنّها الجارية الّتي تجوز في عرصة القيامة على ناقة(1). إلى أن قال: جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وعليّ أمامها والحسن والحسين عليهما السلام ورائها والله تعالى يكلؤها ويحفظها فيجوزون في عرصة القيامة، فإذا النّداء من قبل الله جلّ جلاله: "معاشر الخلائق غضّوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم هذه فاطمة بنت محمد نبيكم زوجه علي أمامكم أم الحسن والحسين" فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان فإذا دخلت الجنّة ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة قرأت:
{بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لغوب} (2) قال فيوحي الله عزّ وجلّ إليها: يا فاطمة سليني أعطك وتمنّي عليّ اُرضك.
فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى، أسألك أن لا تعذّب محبّي ومحبّ عترتي بالنّار، فيوحي الله إليه، ايا فاطمة وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السّموات والأرض بألفي عام أن لا اُعذّب محبّيك ومحبّي
____________
1 ـ ذكر حديث الناقة العضباء كلّ من ابن عساكر في تاريخ دمشق 3:309 و10:327 وأحمد بن الفضل الحضرمي في وسيلة المال: 166 كما في مناقب الزهراء: 89 ـ 90. ص 118.
2 ـ سورة فاطر 35:34.
58 ـ علل الشرائع: ابن المتوكّل، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لفاطمة وقفةٌ على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النّار فتقرأ بين عينيه: (محبّاً).
فتقول: الهي وسيّدي سمّيتني فاطمة وفطمت بي(2) من تولاّني وتولّى ذريّتي من النّار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد.
فيقول الله عزّ وجلّ: صدقت يا فاطمة إنّي سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبّك وتولاّك وأحبّ ذريّتك وتولاّهم من النّار، ووعدي الحقّ وأنا لا أخلف الميعاد، وإنّما امرت بعبدي هذا إلى النّار لتشفعي فيه، فاشفّعك، ليتبيّن لملائكتي وانبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك منّي ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً. قال: فخذي بيده واُدخليه الجنّة(3).
____________
1 ـ سفينة البحار 2:375.
2 ـ فطم يفطم، أي: قطع، وفطمت بي من النار، أي: قطعت بسببي.
3 ـ علل الشرائع 1:179، وعنه بحار الأنوار 8:50 و43:14 ـ 15 وكشف الغمّة 2:90 وناسخ التواريخ: 276 وينابيع المودّة: 260.
(قلت): وفي تفسير المنسوب إلى الإمام 433 و434 حديثاً طويلا وفيه: إنّ فاطمة (عليها السلام) لتجوز على النار فيتعلّق بخمارها الشيعة فتنقذهم من النار.
وقد روى أحمد بن حنبل في فضل الزهراء فاطمة (عليها السلام) في كتاب الفضائل برقم 1344، ما يلي: حدّثنا ابراهيم بن عبد الله، حدّثنا عبد الحميد بن بحر الكوفي عن خالد، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، عن عليّ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة، قيل: يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة بنت رسول الله، فتمرّ وعليها ريطتان خضراوان.
قال أبو مسلم: قال لي أبو قلابة ـ وكان معنا عند عبد الحميد ـ أنّه قال حمراوان.
وفي هامش الفضائل: وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/161). وابن الجوزي في العلل (1/261) من طريق آخر، وابن عدي عن أبي مسلم الكجي (الميزان: 2/537) والطبراني في الكبير والاوسط من طريق عبد الحميد. وقد ذكر معنى الحديث في مودّة القربى: 104 ودلائل النبوّة: 351 ومقتل الحسن للخوارزمي: 55 واقتصر بعضهم على ذكر مرور فاطمة في المحشر وامر الناس بغض ابصارهم وممن روى ذلك الحاكم في المستدرك 3:153 والخطيب في تاريخ بغداد 8:141 و148 وابن حجر في لسان الميزان 2:251. وانظر نظم درر السمطين: 182 وغيرها.
وسيذكر المؤلّف احاديث عديدة في هذا المعنى فيما يأتي.
فضائل اُخرى(1)
59 ـ دلائل الإمامة بإسناده: عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال: حدّثتني فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالت: قال: لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا اُبشّرك؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليّه في الجنة بعث إليك تبعثين إليها من حليّك(2).
60 ـ التفسير المنسوب إلى الإمام: قال الإمام (عليه السلام): ألا أنبئكم ببعض أخبارنا؟ قالوا: بلى يابن أمير المؤمنين.
____________
1 ـ للسيدة الزهراء (عليها السلام) فضائل وآيات عديدة ذكر عماد الدين الطوسي(قدس سره) نبذاً منها في كتابه الثاقب في المناقب نذكر منها ما ورد في ص 290 ـ 294 وهي:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة (عليها السلام) بمكيال فيه تمر مع أبي ذر(رحمه الله).
قال أبو ذر: فأتيت الباب، وقلت: السلام عليكم. فلم يجبني أحد، فظننت أن فاطمة (عليها السلام) بحال الرحى فلم تسمع، ففتحت الباب وإذا فاطمة (عليها السلام) نائمة والحسين يرتضع، والرحى تدور.
قال أبو ذر: فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: يا رسول الله، أتوب إلى الله مما صنعت إنّي أتيت أمراً عظيماً.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "وما أتيت يا أباذر؟" فقص عليه ما كان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ضعفت فاطمة فأعانها الله على دهرها".
عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: "بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سلمان(رضي الله عنه) إلى فاطمة (عليها السلام) لحاجة.
قال سلمان: وقفت بالباب وقفة حتى سلّمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاء، والرحى تدور من بر، ما عندها أنيس.
قال: فعدت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلت: يا رسول الله، رأيت أمراً عظيماً. فقال: "وما هو يا سلمان؟ تكلم بما رأيت".
قلت: وقفت بباب إبنتك يا رسول الله، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء، والرحى تدور من بر، وما عندها أنيس! فتبسم (صلى الله عليه وآله) وقال: "يا سلمان إن إبنتي فاطمة (عليها السلام) ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً إلى ما شاء، ففزعت لطاعة ربها، فبعث الله ملكاً اسمه رفائيل، وفي موضع آخر: رحمة، فأدار لها الرحى، فكفاها الله مؤونة الدنيا والآخرة.
=>
____________
<=
وروي عن أسامة بن زيد، قال: إفتقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم علياً، فقال: "اطلبوا اليّ أخي في الدنيا والآخرة، اطلبوا اليّ فاصل الخطوب، اطلبوا اليّ المحكّم في الجنة في اليوم المشهود اطلبوا اليّ حامل لوائي في المقام المحمود".
قال أسامة: فلما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك بادرت إلى باب عليّ، فناداني رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خلفي: "يا أسامة، عجل عليّ بخبره" وذلك بين الظهر والعصر، فدخلت فوجدت عليِّاً كالثوب الملقى لاطياً بالأرض، ساجداً يناجي الله تعالى، وهو يقول: "سبحان الله الدائم، فكاك المغارم، رزّاق البهائم، ليس له في ديمومته إبتداء، ولا زوال ولا إنقضاء" فكرهت أن أقطع عليه ما هو فيه حتى يرفع رأسه، وسمعت أزير الرحى فقصدت نحوها لأسلّم على فاطمة وأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعلها، فوجدتها راقدة على شقّها الأيمن، مخمرة وجهها بجلبابها ـ وكان من وبر الإبل ـ وإذا الرحى تدور بدقيعها، وإذا كف يطحن عليها برفق، وكف أخرى تلهي الرحا، لها نور، لا أقدر أن أملي عيني منها، ولا أرى إلاّ اليدين بغير أبدان، فامتلأت فرحاً بما رأيت من كرامة الله لفاطمة (عليها السلام).
فرجعت إلى رسول الله وتباشير الفرح في وجهي بادية، وهو في نفر من أصحابه، قلت: يا رسول الله، انطلقت أدعوا عليّاً، فوجدته كذا وكذا، وانطلقت نحو فاطمة (عليها السلام) فوجدتها راقدة على شقها الأيمن، ورأيت كذا وكذا!
فقال: "يا أسامة، أتدري من الطاحن، ومن الملهي لفاطمة؟ إن الله قد غفر لبعلها بسجدته سبعين مغفرة، واحدة منها لذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، وتسعة وستين مذخورة لمحبيه، يغفر الله بها ذنوبهم يوم القيامة، وإن الله تعالى رحم ضعف فاطمة لطول قنوتها بالليل، ومكابدتها للرحى والخدمة في النهار، فأمر الله تعالى وليدين من الولدان المخلدين أن يهبطا في أسرع من الطرف، وإن أحدهما ليطحن، والآخر ليلهي رحاها.
وإنّما أرسلتك لترى وتخبر بنعمة الله علينا، فحدِّث، يا أسامة لو تبديا لك لذهب عقلك من حسنهما، وإنما سألتني خادماً فمنعتها، فأخدمها الله بذلك سبعين ألف ألف وليدة في الجنة، الذين رأيت منهن، وإنا من أهل بيت اختار الله لنا الآخرة الباقية على الدنيا الفانية".
وروي عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: سألني الحجاج بن يوسف عن حديث عائشة، وحديث القدر التي رأت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي تحركها بيدها، قلت: نعم، أصلح الله الأمير، دخلت عائشة على فاطمة (عليها السلام) وهي تعمل للحسن والحسين عليهما السّلام حريرة بدقيق ولبن وشحم، في قدر، والقدر على النار يغلي "وفاطمة صلوات الله عليها" تحرك ما في القدر بيدها! فقال لها: يا بنية، اكتمي، فإن هذا أمر عظيم.
فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فصعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن الناس يستعظمون ويستكثرون ما رأوا من القدر والنار، والذي بعثني بالرسالة واصطفاني بالنبوة، لقد حرّم الله تعالى النار على لحم فاطمة ودمها وشعرها وعصبها، وفطم من النار ذريتها وشيعتها، إن من نسل فاطمة من تطيعه النار والشمس والقمر والنجوم والجبال، وتضرب الجن بين يديه بالسيف، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها، وتسلّم إليه الأرض كنوزها، وتنزل عليه من السماء بركات ما فيها، الويل لمن شك في فضل فاطمة، لعن الله من يبغض بعلها ولم يرض بإمامة ولدها، إن لفاطمة يوم القيمة موقفاً،ولشيعتها موقفاً، وإن فاطمة تدعى فتلبي، وتشفع على رغم كل راغم".
2 ـ دلائل الإمامة: 2 وعنه البحار 43:80 والعوالم 11:68 وناسخ التواريخ 2:416.