بيانها (عليها السلام) للأحكام الشرعيّة
حكم صلاة وصوم الحائض
127 ـ الكافي: وعن عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قضاء الحائض الصلاة ثمّ تقضي الصوم؟ قال: ليس عليها أن تقضي الصلاة. وعليها ان تقضي صوم شهر رمضان، ثمّ أقبل عليّ وقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يأمر بذلك فاطمة (عليها السلام) وكانت تأمر بذلك المؤمنات(1).
حكم المسكر
128 ـ دلائل الإمامة: وحدّثنا القاضي ابو الفرج المعافي، قال: حدّثنا اسحاق بن محمّد بن عليّ بن أحمد الكوفي قال: حدّثنا احمد بن الحسين بن عليّ بن عبد الله المقرّي صاحب الكسائي، قال: حدّثنا محمّد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: حدّثنا عما أبي الحسين وعليّ ابنا موسى عن أبيهما عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ، عن فاطمة (عليهم السلام) قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا حبيبة أبيها كلّ مسكر حرام وكلّ مسكر خمر(2).
حكم الاضاحي
____________
1 ـ الكافي 3:4 ـ 105، ورواه في التهذيب 1:44، وفي بعض نسخ التهذيب وكان يأمر بذلك المؤمنات. وذكر الحرّ العاملي في الوسائل 2:589.
قلت: ورد معنى هذا الحديث باختلاف ـ في مكاتبة علي بن مهزيار وسؤاله عن صوم وصلاة المستحاضة التي لم تعمل بما يلزمها من الأغسال ـ في كتاب الكافي 4:136، والوسائل 7:45 وغيرهما وفيها موارد عديدة للنظر ولذلك تناولها الفقهاء بالبحث والتعليق، ولمزيد من الاطلاع انظر الوسائل 7:45، ومرآة العقول 3:233، وهامش الكافي 4:136. هذا، وللسيدة الزهراء بيانات لبعض الأحكام الشرعية سنذكرها في فصل خاص بما روي عنها (عليها السلام). 2ـ دلائل الإمامة: 3. رواه عنه المجلسي في البحار 63:687.
فقالت: إنّه قد رخّص فيها.
قالت: فدخل عليّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فسأله عن ذلك، فقال له: كلّها من ذي الحجّة إلى ذي الحجّة(1)(2).
من تهاون بصلاته
130 ـ فلاح السائل: روي بحذف الاسناد عن سيّدة النساء فاطمة ابنة سيّد الأنبياء صلوات الله عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وعلى أبنائها الاوصياء، أنّها سألت أباها محمّداً (صلى الله عليه وآله).
فقالت: ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنّساء قال (صلى الله عليه وآله) من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة: ستّ منها في الدّنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبرة وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره.
فأما اللواتي تصيبة في دار الدّنيا، فالاولى: يرفع الله البركة من عمره، ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّ وجلّ سيماء الصالحين من وجهه، وكلّ عمل يعمله لا
____________
1 ـ كتاب أهل البيت لتوفيق أبو علم: 129. وسيأتي معنى هذا الحديث في فصل "حجها عليها السلام ".
2 ـ مسند احمد 6:283.
وأمّا اللواتي تصيبه عند موته، فاولاهن انّه يموت ذليلا والثانية: يموت جائعاً، والثالثة: يموت عطشاناً، فلو سقي من انهار الدّنيا لم يرو عطشه.
وأما اللواتي تصيبه في قبره، فاولاهنّ: يوكّل الله ملكاً يزعجه في قبره، والثانية: يضيق عليه قبره، والثالثة: تكون الظلمة في قبره.
وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره.
فأولاهنّ: إن يوكّل الله به ملكاً يسحبه على وجهه، والخلائق ينظرون إليه والثانية: يحاسب حساباً شديداً، والثالثة: لا ينظر الله إليه ولا يزكّيه وله عذاب أليم(1).
كلامها (عليها السلام) في دخول أهل النار، النار
131 ـ علم اليقين: روى العامّة باسنادهم، عن يزيد الرقاشي، عن انس بن مالك قال: جاء جبرئيل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) في ساعة ما كان يأتيه فيها، متغيّر اللّون، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما لي اراك متغيّر اللون؟
فقال: يا محمّد جئتك في الساعة التي امر الله تعالى بمنافخ النار أن ينفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أنّ جهنّم حقّ وانّ عذاب الله اكبر ان تقر عينه حتّى يأمنها.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): صف لي النار يا جبرئيل؟
فقال: نعم يا محمّد، إنّ الله تعالى لما خلق جهنّم او قد عليها الف سنة، فاحمرّت، ثمّ اوقد عليها الف سنة، فاسودّت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء، لهبها ولا
____________
1 ـ بحار الأنوار 80:21. ونقل القمي خلاصته في سفينة البحار 2:43.
والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً لوان مثل خرم ابرة وقع منها لأحرق أهل الدنيا عن آخرهم.
والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً لو ان ثوباً من ثياب أهل النار علّق بين السماء والأرض لماتوا عن آخرهم لما يجدون من نتنها.
والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً لوان ذرّا من السلسلة الّتي ذكرها الله عزّ وجلّ في كتابه(1) وضع على جبل لذابّ حتّى يبلغ الأرضين.
والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً لوان رجلا بالمغرب يعذّب لاحترق الّذي بالمشرق من شدّة عذابها.
حرّها شديد، وقعرها بعيد، وحليّها حديد، وشرابها الحميم والصديد، وثيابها مقطعات النيران، (لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم)(2) من الرجال والنساء.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أهي كأبوابنا هذه؟
فقال: لا، ولكنّها مفتوحة بعضها اسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كلّ باب منها أشدّ حرّاً من الّذي يليه سبعين ضعفاً، يساق اعداء الله إليها، فإذا انتهوا إلى أبوابها استقبلتهم الزبانيّة ـ بالأغلال والسلاسل، فتسلك السلسلة في فيه وتخرج من دبره، وتغل يده اليسرى إلى عنقه، وتدخل يده اليمنى في فؤاده وتنزع من بين كتفيه، ويشدّ بالسلاسل، ويقرن كلّ آدمي مع شيطان في سلسلة ويسحب على وجهه، فتضربه الملائكة بمقامع من حديد (كلّما ارادوا أن يخرجوا منها
____________
1 ـ في قوله تعالى: "ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذرعاً فاسلكوه" (الحاقة 69:32).
2 ـ سورة الحجر 15:44.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من سكّان هذه الأبواب؟
قال: فأمّا الباب الأسفل، ففيه المنافقون ومن كفر من أصحاب المائدة(2) وآل فرعون، اسمها: الهاوية.
والباب الثاني: ففيه المشركون، واسمه: الجحيم.
والباب الثالث: ففيه الصابئون، واسمه: سقر.
والباب الرابع: ففيه ابليس ومن تبعه من المجوس، واسمه: لظى.
والخامس ففيه اليهود، واسمه: الحطمة.
والباب السادس: ففيه النصارى، واسمه: السعير، ثمّ امسك جبرئيل (عليه السلام).
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ألا تخبرني من سكّان الباب السابع؟
قال: يا محمّد لا تسألني عنه.
فقال: بلى، يا جبرئيل اخبرني عن الباب السابع؟
فقال: فيه أهل الكبائر من امّتك الّذين ماتوا ولم يتوبوا، فخّر النبي (صلى الله عليه وآله) مغشيّاً عليه، فوضع جبرئيل رأسه في حجره، حتّى أفاق، فلمّا افاق، قال: يا جبرئيل: عظمت مصيبتي واشتدّ حزني أو يدخل من اُمّتي النار؟ قال: نعم، أهل الكبائر من اُمّتك.
ثمّ بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبكى جبرئيل، ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزله، واحتجب عن النّاس، فكان لا يخرج إلاّ إلى الصلاة، فيصلّي ويدخل، ولا يكلّم احداً
____________
1 ـ اقتباس من قوله تعالى: "كلّما ارادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق (سورة الحج22:22).
2 ـ أي: أصحاب عيسى الّذين كفروا بالمائدة المنزلة عليهم من السماء.
فلمّا كان من اليوم الثالث، اقبل أبو بكر حتّى وقف بالباب، فقال: السّلام عليكم يا أهل بيت الرّحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يجبه أحد، فتنحى باكياً.
فاقبل عمر، فصنع مثل ذلك، فلم يجبه أحد، فتنحّى وهو يبكي.
وأقبل سلمان الفارسى(رضي الله عنه)، فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرّحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل؟ فلم يجبه أحد، فاقبل مرّة يبكي ويقع مرّة ويقوم اُخرى، حتّى أتى بيت فاطمة (عليها السلام)، فوقف بالباب، ثمّ قال: السلام عليكم يا أهل بيت المصطفى ـ وكان علي غائباً ـ، فقال سلمان: يا بنت رسول الله إنّ رسول الله احتجب عن الناس، فليس يخرج إلاّ للصلاة ولا يكلّمُ أحداً ولا يأذن لأحد أن يدخل عليه. فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانيّة واقبلت، حتّى وقفت على باب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ سلّمت وقالت: يا رسول الله أنا فاطمة.
ورسول الله ساجد يبكي. فرفع رأسه، فقال: ما بال قرّة عيني فاطمة حجبت عنّي؟ إفتحوا لها الباب، ففتح الباب.
فلمّا نظرت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بكت بكاء شديداً لما رأت من حاله مصفّراً متغيّراً لونه مذاباً لحم وجهه من البكاء والحزن، فقالت:
يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما الّذي نزل عليك؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): جائني جبرئيل (عليه السلام) ووصف لي ابواب جهنّم واخبرني بأنّ في أعلى بابها أهل الكبائر من اُمّتي، فذاك الّذي أبكاني واحزنني.
قالت: يا رسول الله او لم تسأله كيف يدخلونها؟
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة؟
قال النبي (صلى الله عليه وآله): أمّا الرجال، فباللحي وإمّا النساء، فبالذوائب والنواصي، فكم من ذي شيبة من اُمّتي قد قبض على شيبته يقاد إلى النار وهو ينادي: واشيبتاه، واضعفاه، وكم من شباب من اُمّتي يقبض على لحيته يقاد الى النار وهو ينادي واشباباه، واحسن صورتاه، وكم من امرأة من أمّتي يقبض على ناصيتها تقاد إلى النار وهي تنادي وافضيحتاه واهتك ستراه، حتّى ينتهي بهم إلى مالك، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: ما هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء اعجب من هؤلاء، لم تتسوّد وجوههم، ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم؟ فتقول الملائكة: هكذا امرنا أن نأتيك بهم على هذه الحال(1).
النساء المعذّبات في النار
132 ـ عيون أخبار الرضا: الوراق، عن ابي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم الحسني، عن محمّد بن عليّ الرضا، عن أبيه الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين، قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوجدته يبكي بكاء شديداً، فقلت: فداك أبي واُمّي يا رسول الله ما الّذي أبكاك؟
فقال: يا عليّ ليلة أسري بي إلى السّماء رأيت نساء من اُمّتي في عذاب
____________
1 ـ (قلت): قد سبقت روايات في وصف يوم القيامة.
ورأيت امرأة معلّقة بشعرها يغلي دماغ رأسها.
ورأيت امرأة معلّقة بلسانها والحميم يصب في حلقها.
ورأيت امرأة معلّقة بثدييها ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها.
ورأيت امرأة قد شدّ رجلها إلى يديها وقد سلّط عليها الحيات والعقارب.
ورأيت امرأة صمّاء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها متقطّع من الجذام والبرص.
ورأيت امرأة معلّقة برجليها في تنّور من نار.
ورأيت امرأة يقطّع لحم جسدها من مقدّمها ومؤخّرها مقاريض من نار.
ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل امعاءها.
ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار.
فقالت فاطمة (عليها السلام): حبيبي وقرّة عيني أخبرني ما كان عملهنّ وسيرتهنّ حتّى وضع الله عليهنّ، هذا العذاب؟
فقال: يا بنتي أمّا المعلّقة بشعرها، فإنّها كانت لا تغطّي شعرها من الرجال.
وأمّا المعلّقة بلسانها، فإنّها كانت تؤذّي زوجها.
وأمّا المعلّقة بثدييها، فإنّها كانت تمتنع من فراش زوجها.
وأمّا المعلّقة برجليها، فإنّها كانت تخرج عن بيتها بغير اذن زوجها.
وأمّا الّتي شدت يداها إلى رجليها، وسلط عليها الحيات والعقارب، فإنّها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة.
وأمّا العمياء الصّماء الخرساء، فإنّها كانت تلد من الزنا، فتعلّقه في عنق زوجها.
وأمّا الّتي تقرض لحمها بالمقاريض، فإنّها كانت تعرض نفسها على الرجال.
وأمّا الّتي كانت يحرق وجهها وبدنها وهي تأكل امعاءها، فإنّها كانت قوّادة.
وأمّا الّتي كان رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار، فإنّها كانت نمّامة، كذّابة.
وأمّا الّتي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، فإنّها كانت مغنّية نوّاحه حاسدة.
ثمّ قال (عليه السلام): ويل لإمرأة اغضبت زوجها وطوبى لإمرأة رضي عنها زوجها(1).
____________
1 ـ بحار الأنوار 8:309 و100:245 عن عيون أخبار الرضا 2:10.
(قلت): وللزهراء (عليها السلام) أحاديث تتعلق بالنساء سيأتي ذكرها في هذا الكتاب.
حجّها (عليها السلام)
حدّثنا أبو خليفة، قال: حدّثنا مكي بن مروك الأهوازي، قال: حدّثنا عليّ بن بحر، قال: حدّثنا حاتم بن اسماعيل، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله، فلمّا انتهينا إليه، سأل عن القوم، حتّى انتهى إليّ... وساق الحديث إلى أن قال: فقلت اخبرني عن حجّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
فقال بيده(1)، فعقد(2) تسعاً وقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكث تسع سنين لم يحجّ، ثمّ أذّن في الناس في العاشرة، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلّهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعمل ما عمله، فخرج، وخرجنا معه حتّى اتينا ذا الحليفة ـ فذكر الحديث ـ وقدم علي من اليمن ببدن(3) النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فوجد فاطمة، فيمن احل ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فانكر عليّ (عليه السلام) ذلك عليها.
فقالت: أبي (صلى الله عليه وآله) امرني بهذا.
وكان عليّ (عليه السلام) يقول محرباً(4) بالعراق. فذهبت(5) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) محرشاً على فاطمة في الّذي صنعت، مستفتياً رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالّذي ذكرت عنه فانكرت ذلك(6) قال(7): صدقت صدقت(8).
134 ـ الكافي: علي بن ابراهيم عن أبيه، ومحمّد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعاً: عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
____________
1 ـ قال بيده: أي أشار بيده.
2 ـ في الأصل: فقعد.
3 ـ البدن ـ بضم الباء ـ جمع بدنة. وهو كلّ حيوان ضخم من الدواب. وقد يطلق على البعير.
4 ـ كذا في الأصل: والكلمة ساقطة من البحار ولم نقف على معناه.
5 ـ كذا في الأصل والبحار: ولعلّ الصحيح: فذهب أو قال: فذهبت.
6 ـ كذا في الأصل والبحار وفي الحديث مواضع للنظر كما اسلفنا ذلك.
7 ـ أي النبيّ (صلى الله عليه وآله) كما يظهر من سياق الرواية.
8 ـ رواه الطوسي في الأمالي 2:15.
فقالت: امرنا بهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فخرج عليّ (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستفتياً فقال: يا رسول الله إنّي رأيت فاطمة قد احلّت وعليها ثياب مصبوغة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا امرت الناس بذلك، فأنت يا عليّ بما اهللت؟
قال: يا رسول الله، اهلال كأهلال النبيّ (صلى الله عليه وآله) (1).
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرّ على احرام مثلي، وأنت شريكي في هديي(2).
135 ـ وروى السيوطي في مسند فاطمة: عن البراء بن عازب(رضي الله عنه)، قال كنت مع عليّ (عليه السلام) حين امر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على اليمين(3) فاصبت معه اواقي(4)، فلمّا قدم علي(رضي الله عنه) من اليمن على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: وجدت فاطمة قد لبست ثياباً صبيغاً وقد نضحت البيت بنضوح(5).
فقالت (عليها السلام): مالك، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قد امر اصحابه فأحلّوا.
قلت لها: إنّي اهللت باهلال النبيّ (صلى الله عليه وآله) فأتيت النّبي (صلى الله عليه وآله): فقال لي كيف صنعت.
____________
1 ـ أي أنّه أهل بما يلي: "اللّهمّ إنّي أهللت بما أهل به رسولك (صلى الله عليه وآله) " كما ورد في بعض الروايات الّتي وردت في هذا الشأن. انظر مسند أحمد: 320 ـ 321.
2 ـ الكافي 4:245.
3 ـ أي بعثه النبيّ (صلى الله عليه وآله) قاضياً إلى اليمن.
4 ـ الاواقي: قصب الحائك يكون فيها لحمة الثوب.
5 ـ نضح البيت: رشه بالماء او بغيره.
فقال لي: انحر من البدن سبعاً وستّين ـ او ستّاً وستّين ـ، وامسك لنفسك ثلاثاً وثلاثين ـ أو أربعاً وثلاثين ـ وامسك لي من كلّ بدنة منها بضعة(1)(2).
____________
1 ـ البضعة: القطعة من الشيء، ومنه الحديث: فاطمة بضعة منّي...
2 ـ مسند فاطمة: 10، ورواه أبو داود في سننه 1:257، وورد معناه في مسند أحمد 1:320 ـ 321، وقد تقدم بيانها (عليها السلام) لحكم الأضاحي برقم: 117.
قال المؤلّف: وروى السيوطي في مسند فاطمة: 10 الحديث: 15 قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): "يا فاطمة قومي إلى اضحيتك، فاشهديها، فإنّ لك باول قطرة تقطر من دمها [ان] يغفر لك ما سلف من ذنوبك". قالت: يا رسول الله: هذا لنا خاصّة؟
قال: بل لنا وللمسلمين عامّة. (ك وتعقب عن أبي سعيد).
وفيه أيضاً: 10 الحديث: 14، "يا فاطمة قومي إلى أضحيتك، اشهديها، فإنّه يغفر لك عند اول قطرة تقطر من دمها كلّ ذنب عملتيه، وقولي: "إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا أوّل المسلمين".
قيل: يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصّة؟
قال: لا، بل لنا وللمسلمين عامّة. (طب، ك، وتعقب ق. عن عمران بن حصين).
وروى البرقي في المحاسن 1:67 عن أبيه، عن القاسم بن اسحاق، عن عباد الدواجني، عن جعفر بن سعيد، عن بشير بن زيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): اشهدي ذبح ذبيحتك، فان أوّل قطرة منها يكفر الله بها كلّ ذنب عليك وكلّ خطيئة عليك.
فسمعه بعض المسلمين، فقال: يا رسول الله هذا لأهل بيتك خاصّة؟ أم للمسلمين عامّة؟
قال: إنّ الله وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحداً منهم، وهذا للناس عامّة [المحاسن للبرقي 1:67 وعنه بحار الأنوار 96:288].
وفي مصباح الانوار: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم النحر حتّى دخل على فاطمة (عليها السلام) فقال: يا فاطمة قومي واشهدي اضحيتك، فان بكلّ قطرة من دمها كفارة كلّ ذنب، أما أنّه يؤتي بها يوم القيامة، فتوضع في ميزان مثل ماهي سبعين ضعفاً. قال: فقال له المقداد بن الأسود الكندي: يا رسول الله هذا خاصّة؟ أم لكلّ مؤمن عامّة. فقال: بل لآل محمّد وللمؤمنين [بحار الأنوار 96:30].
وفي مسند فاطمة: 10 يا فاطمة قومي واشهدي اضحيتك، أما أن لك باول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكلّ ذنب، أما إنّه يؤتي بها يوم القيامة بلحومها ودمائها سبعين ضعفاً حتّى توضع في ميزانك، هي لآل محمّد والناس عامّة. "ق عن علي(رضي الله عنه)" [مسند فاطمة: 10، الحديث 16].