الصفحة 200


فاطمة وخديجة عليهما السلام





الصفحة 201

الصفحة 202
قد ذكرنا في فضائلها (عليها السلام) نبذاً من إيناسها لأمّها خديجة الكبرى وهي في بطنها. بالرقم 30 و31.

136 ـ الخرائج: روى أنّ أبا عبد الله (عليه السلام)، قال: إنّ خديجة لما توفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) وتدور حوله وتسأله يا رسول الله أين اُمّي؟ فجعل النبيّ (صلى الله عليه وآله) لا يجيبها، فجعلت تدور على من تسأله ورسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل، فجعلت تدور على من تسأله ورسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل، فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها: إنّ اُمّك في بيت من قصب(1)، كعابه من ذهب، وعمده من ياقوت احمر بين آسيه امرأة فرعون ومريم بنت عمران.

فقالت فاطمة (عليها السلام): إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام(2).

قال المؤلّف: ونقل هذه الرواية، الشيخ في أماليه هكذا ص110: المفيد عن ابن قولويه عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن بريد، عن الصادق (عليه السلام) قال:

لما توفيت خديجة(رضي الله عنه) جعلت فاطمة (عليها السلام) تلوذ (إلى آخره)(3).

هذا، وقد روي سلام الله تعالى على خديجة أيضاً. كما روى، ابن هشام، فقال: حدّثني من اثق به إنّ جبرئيل أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: أقرء خديجة من ربّها السلام.

____________

1 ـ قلت: هو قصب اللؤلؤ كما ورد في كتاب الفضائل الحديث رقم: 1574.

2 ـ بحار الأنوار 43:27 وعوالم العلوم 11:114 وينابيع المودّة: 262 بتفاوت يسير. قلت: بشارة خديجة ببيت من قصب قد رواه العامّة والخاصّة. وممّن رواه الدولابي في الذريّة الطاهرة الأحاديث: 24 و32 و33 و36 و37 و61 و64 و65 والأربلي في كشف الغمّة 1:511 وابن هشام في السيرة النبويّة 1:159 و2:182.

وقال الدولابي في: 61، قال ابن هشام: والقصب ـ هنا: اللؤلؤ المجوّف ـ انظر سيرة ابن هشام 1:159 وروى في: ص64 باسناده عن عروة بن الزبير انه: قصب اللؤلؤ.

3 ـ بحار الأنوار 16:11.


الصفحة 203
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا خديجة هذا جبرئيل يقرئك من ربّك: السلام.

قالت خديجة: الله السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام(1).

____________

1 ـ بحار الأنوار 6:11.

(قلت): قد ذكر أحمد بن حنبل: السلام من الله على خديجة في مسنده 2:231، ورواه الدولابي برقم: 25 في: ص61 من الذريّة الطاهرة، ورواه الأربلي في كشف الغمّة 1:512 وابن هشام في السيرة النبويّة 1:159.

ففي المسند 6:58، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوّجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربّه عزّ وجلّ أن يبشرها ببيت من قصب في الجنّة، وإن كان ليذبح الشاة، ثمّ يهدي في خلّتها منها.

وفي 6:202، والفضائل برقم: 1586، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا حمّاد بن اُسامة، قال: هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة، ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني [تعني النبيّ (صلى الله عليه وآله) ] بثلاث سنين، لمّا كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربّه عزّ وجلّ أن يبشّرها ببيت من قصب في الجنّة، وان كان ليذبح الشاة، ثمّ يهدي في خلائلها منها.

قلت: ما بين المعقوفتين زيادة الفضائل، هذا، وأخرج هذا الحديث البخاري 7:133، وفيه زيادة: ما يسعن بعد خلائلها منها، والترمذي 5:702، والحاكم 3:186، كلاهما بلفظ: ما حسدت.

وروى في الفضائل أيضاً برقم: 1592، حدّثنا عبدالله قال: حدّثنا عبدالله بن عون، حدّثنا عبدالحكيم بن منصور ـ من أهل واسط ـ قال: سمعت منه سنة ست وثماني ومائة، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة، ما غرت على خديجة لما رأيت من كثرة ذكر رسول الله لها ولقد امره ربّه عزّ وجلّ أن يبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

ورواه الحاكم في المستدرك 3:186، عن القطيعي باسناد صحيح، ووافقه الذهبي، ورواه البخاري وغيره.

وروى أحمد بن حنبل في المسند 6:79، حدّثنا عبدالله حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: أمرني ربّي أن اُبشّر خديجة ببيت في الجنّة من قصب.

وفي الفضائل برقم: 1586، معناه وفيه: اُمرت أن اُبشّر خديجة ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

وفي الفضائل أيضاً برقم: 1574، حدّثنا عبدالله قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبدالرزاق، قال: حدّثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، قال: توفيت خديجة، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله)، أريت لخديجة بيتاً من قصب لاصخب فيه ولا نصب. قال: هو قصب اللؤلؤ.

وروى برقم: 1593، حدّثنا عبدالله قال: حدّثني محمد بن جعفر الوركاني، حدّثنا أبو شهاب، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن إبن أبي أوفى، قال: بشّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

وروى برقم: 1594، حدّثنا عبدالله، حدّثنا اسماعيل بن خالد بن عبدالرحمن بن أبي الهيثم، حدّثنا أبي، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن ابن أبي أوفى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فذكر (مثله).

وروى برقم: 1595، حدّثنا ابن مالك قال: حدّثنا عليّ بن الحسن ـ يعني: القطيعي ـ حدّثنا ابراهيم بن اسماعيل حدّثنا أبي، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن عبدالله بن أبي أوفى الأسلمي، قال: قال رسول (صلى الله عليه وآله): اُمرت أن اُبشّر خديجة ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

وفي المسند 1:205، والفضائل برقم: 1585، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن اسحاق، قال: فحدّثني هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمرت أن أبشّر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

ورواه ـ أيضاً ـ الحاكم في المستدرك 3:185، عن طريق القطيعي وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وفي المسند 2:231، والفضائل برقم: 3:1588، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: أتي جبريل النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك بإنآء معها فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

وروى الحاكم في المستدرك 3:185، والبخاري 7:133 و134 ومسلم 4:1887 مثله إلاّ أنّ فيه، فاقرأ (عليها السلام) من ربّها ومنّي ـ كما في المسند ـ، واما الحاكم ومسلم في رواية أبي بكر بن أبي شيبة، فقد روياه وليس فيه كلمة "منّي".

وفي المسند 4:355، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير ويعلي المعنى قالا: حدّثنا اسماعيل، قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشّر خديجة(رضي الله عنه)؟

قال: نعم: بشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب: قال: يعلي وقال: مرّة: لا صخب ولا لغو فيه ولا نصب.

وفي 4:356، حدّثنا عبدالله، حدّثني عبدالرحمن، صاحب الهروي واسمه عبيد الله بن زياد، أنا اسماعيل بن أبي خالد، عن عبدالله بن أبي أوفى، قال: بشّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

وروى مثله في الفضائل برقم: 1577، وروى البخاري 7:133 ومسلم 4:1888 والبغوي في معجمه مثله ـ كما في هامش الفضائل ـ.

وفي 4:356، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنا اسماعيل عليه بن أبي خالد، قال: قلت: لعبدالله بن أبي أوفى: هل بشّر رسول الله خديجة؟ قال: نعم بشّرها ببيت من قصب لاصخب فيه ولا نصب.


الصفحة 204

الصفحة 205
137 ـ الخصال: ابن الوليد عن الصفّار، عن البرقي، عن أبي عليّ الواسطي، عن عبدالله بن عصمة، عن يحيى بن عبدالله، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام): قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزله، فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول: والله يا بنت خديجة ماترين إلاّ أنّ لأُمّك علينا فضلا، وأي فضل كان لها علينا؟ ما هي إلاّ كبعضنا، فتسمع مقالتها لفاطمة.

فلمّا رأت فاطمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكت، فقال: ما يبكيك يا بنت محمّد؟

قالت: ذكرت اُمّي، فتنقصتها، فبكيت.

فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال: مه يا حميراء، فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الودود الولود، وإنّ خديجة ـ رحمها الله ـ ولدت منّي طاهراً وهو عند الله وهو المطهّر، وولدت منّي القاسم وفاطمة ورقيّة واُمّ كلثوم وزينب، وأنت ممّن اعقم الله رحمه، فلم تلدي شيئاً(1).

____________

1 ـ بحار الأنوار 16:3.

(قلت): غيرة عائشة على سيّدة النساء ومحاولتها لتنقيص قدرها والحط من شأنها الّذي رفعه الله قد رواه الخاص والعام وممّن رواه أحمد بن حنبل في مسنده، ففي 6:117 ـ 118، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عليّ بن اسحق، حدّثنا عبدالله، قال: حدّثنا مجالد، عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة أثنى عليها، فأحسن الثّناء، قالت: فغرت يوماً، فقلت: ما أكثرها تذكرها حمراء الشدق، قد أبدلك الله عزّ وجلّ بها خيراً منها. قال: ما أبدلني الله عزّ وجلّ خيراً منها قد آمنت بي اذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عزّ وجلّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء.

وفي 6:279، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح، قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على إمرأة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ما غرت على خديجة، وذلك بما كنت أسمع من ذكره إيّاها.

وأقول: ومما يتشدق به أهل السنة روايات عن عائشة بأنّ السيدة خديجة كانت كبيرة السن [روى بعضهم قول عائشة للرسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد عوّضك الله من كبيرة السن (انظر بحار الأنوار 16:12)] عندما خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن خمس وعشرين سنة.

وهذه الروايات وأنّ رواها اصحابنا الإمامية أعلى الله درجاتهم ـ أيضاً ـ، ولكن هناك روايات تفند هذا الرأي، ومنها: ما رواه العلاّمة المجلسي في موسوعته بحار الأنوار 16:10، عن ابن حماد حيث قال: بلغني أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزوج خديجة على اثنتى عشرة اوقية ذهباً، وهي يومئذ ابنة ثماني وعشرين سنة.


الصفحة 206


فاطمة وأمير المؤمنين عليهما السلام





الصفحة 207
138 ـ أعيان الشيعة: خرجت (عليها السلام) مع أبيها وبعلها يوم فتح مكّة وضربت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) قبّةً بأعلى الوادي، وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب علي إلى بيت اخته (اُمّ هاني) حين بلغه أنّها آوت اُناساً من بني مخزوم ـ اقرباء زوجها ـ فلم

الصفحة 208
تعرفه اُمّ هاني لأنّه [كان] مقنعاً بالحديد، وقالت له: يا عبدالله أنا اُمّ هاني ابنة عمّ رسول الله واُخت عليّ بن أبي طالب انصرف عن داري.

فقال: اخرجوا من آويتم.

فقالت: والله لا شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزع المغفر، فعرفته وقالت: فديتك، حلفت لأشكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال: اذهبي، فبريّ قسمك. فجاءت، فاخبرته، فقال: اَجرتُ من أجرت.

فقالت فاطمة (عليها السلام) ـ منتصرة لبعلها ـ: إنّما جئت يا اُمّ هاني تشكين عليّاً في أنّه أخاف اعداء الله وأعداء رسوله...؟!(1)

139 ـ كشف الغمّة: عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: شكت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً، فقالت: يا رسول الله ما يدع شيئاً من رزقه إلاّ وزّعه بين المساكين؟

فقال لها: يا فاطمة اتسخطيني في أخي وابن عمّي؟ إنّ سخطه سخطي، وإنّ سخطي سخط الله.

فقالت: اعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله(2).

قال المؤلّف: لعلّ ورود امثال هذه الروايات عن السيّدة فاطمة الزهراء وشكايتها إلى أبيها ما تراه من فعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، إنّما كان لإظهار فضل عليّ (عليه السلام) على الملأ من قريش وغيرهم لا سخطاً عليه وانتقاداً لفعله (عليه السلام).

او لتكون هذه الشكوى ذريعة لكي يبيّن رسول الله (عليه السلام) فضل أمير المؤمنين على الآخرين كما يظّهر لمن يتتبع الموارد المشابهة لهذا الحديث.

____________

1 ـ أعيان الشيعة 1:310.

2 ـ كشف الغمّة 2:99.


الصفحة 209
140 ـ بحار الأنوار: وفي خبر عن جابر بن عبدالله أنّه افتخر عليّ وفاطمة بفضائلهما، فاخبر جبرئيل النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّهما قد اطالا الخصومة في محبّتك(1)فاحكم بينهما، فدخل وقصّ عليهما مقالتهما ثمّ أقبل على فاطمة وقال:

لك حلاوة الولد، وله عزّ الرجال، وهو أحبّ إليّ منك.

فقالت فاطمة (عليها السلام): والّذي اصطفاك واجتباك وهدى بك الأُمّة لازلت مقرّة له ما عشت(2).

141 ـ بشارة المصطفى: والدي أبوالقاسم الفقيه، وعمّار بن ياسر وولده سعد بن عمّار ـ جميعاً ـ عن ابراهيم بن نصر الجرجاني، عن محمّد بن حمزة العلوي من كتابه بخطّه، عن محمد بن أبي جعفر عن حمزة بن اسماعيل، عن أحمد بن الخليل، عن يحيى بن عبدالحميد، عن شريك عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لمّا فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدينة خيبر وفد جعفر (عليه السلام) من الحبشة، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لا ادري أنّا بأيّهما اسرّ بفتح خيبر ام بقدوم جعفر؟

وكانت مع جعفر جارية، فاهداها إلى عليّ (عليه السلام)، فدخلت فاطمة بيتها، فإذا رأس عليّ في حجر الجارية، فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها، فتبرقعت ووضعت خمارها على رأسها تريد النّبي (صلى الله عليه وآله) تشكو إليه علياً.

____________

1 ـ انظر تعليق المؤلّف على الحديث السابق.

2 ـ بحار الأنوار 43:38.

قال المؤلف: وروى النوري في المستدرك 3:157، قال: حدّثني أبو بكر بن أبي دارم، حدّثنا ابراهيم بن عبدالله العبسي، حدّثنا مالك بن اسماعيل النهدي، حدّثنا عبدالسلام بن حرب، عن أبي الحجاف، عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمّتي على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالت: فاطمة. قيل: فمن الرجال؟

قالت: زوجها، إن كان ما علمته صوّاماً قواماً.

قال: هذا حديث صحيح الإسناد.


الصفحة 210
فنزل جبرئيل (عليه السلام) على النّبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا محمّد الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: هذه فاطمة أتتك تشكو عليّاً، فلا تقبلنّ منها.

فلمّا دخلت فاطمة (عليها السلام). قال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ارجعي إلى بعلك وقولي له: رغم انفي لرضاك. فرجعت فاطمة (عليها السلام). فقالت: يابن عمّ رغم انفي لرضاك، رغم انفي لرضاك.

فقال علي (عليه السلام): شكوتيني إلى النّبي (صلى الله عليه وآله)، واحيا آه من رسول الله، اُشهدك يا فاطمة إنّ هذه الجارية حرّة لوجه الله في مرضاتك.

وكان مع علي خمس مائة درهم، فقال: وهذه الخمس مأة درهم صدقة على فقراء المهاجرين والأنصار في مرضاتك.

فنزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا محمّد، الله يقرأ عليك السلام، ويقول: بشّر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بأنّي قد وهبت له الجنّة بحذافيرها بعتقه الجارية في مرضاة فاطمة.

فإذا كان يوم القيامة يقف عليّ على باب الجنّة، فيُدخل من يشاء الجنّة برحمتي، ويمنع منها من يشاء بغضبي.

قد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمس ماة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار، فيُدخل من يشاء النار بغضبي، ويمنع من يشاء منها برحمتي.

فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): بخ بخ من مثلك يا عليّ وأنت قسيم الجنّة والنّار(1).

____________

1 ـ بشارة المصطفى: 211 وعنه بحار الأنوار 39:207 ورواه البحراني في غاية المرام: 687، عن ابن بابويه باختلاف يسير.


الصفحة 211
142 ـ فضائل ابن شاذان: روي أنّه جاء في الخبر أنّ الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان ذات يوم هو وزوجته فاطمة عليهما السلام يأكلان تمراً في الصحراء إذ تداعيا بينهما بالكلام، فقال [علي] (عليه السلام):

يا فاطمة إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يحبني أكثر منك.

فقالت: واعجباه يحبك أكثر منّي وأنا ثمرة فؤاده وعضو من اعضائه وليس له ولد غيري؟!

فقال لها عليّ (عليه السلام): يا فاطمة إن لم تصدقيني، فامضي بنا إلى أبيك محمّد (صلى الله عليه وآله).

قال: فمضينا إلى حضرته (صلى الله عليه وآله)، فتقدمت (عليها السلام) وقالت: يا رسول الله أيّنا أحبّ إليك أنا أم عليّ؟

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): أنت أحبّ(1) وعليّ أعزّ عليّ منك.

____________

1 ـ (قلت): ذكر أحمد بن حنبل في مسنده أحاديث عديدة في أنّ أحب النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمه (عليها السلام). ففي المسند 5:204، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبدالملك، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن اسحاق، عن يزيد بن عبدالله بن قسيط، عن محمّد بن أسامة عن أبيه، قال: اجتمع جعفر وعليّ وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبّكم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاءوا يستأذنونه، فقال: اُخرج، فانظر من هؤلاء، فقلت: هذا جعفر وعليّ وزيد ـ وما أقول: أبي ـ، قال: أئذن لهم. ودخلوا، فقالوا: من أحبّ إليك؟ قال: فاطمة... الحديث.

وفي المسند 2:96، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حمّاد، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: اُسامة أحبّ الناس إلىّ ما حاشا فاطمة ولا غيرها.

وفي المسند 2:106 ـ 107، حدّثنا عبدالله، حدّثنا أبي حدّثنا عفان، حدثنا وهيب، حدّثنا موسى بن عقبة، حدّثني سالم، عن أبيه، أنّه كان يسمعه يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أمّر أسامة بن زيد: إنّ الناس عابوا اُسامة وطعنوا في إمارته. فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس، فقال ـ كما حدّثني سالم ـ: ألا إنّكم تعيبون اُسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل وإنّه كان خليقاً للإمارة وإن كان لا حبّ الناس كلّهم إليّ، وان ابنه هذا من بعده لأحبّ الناس إليّ، فاستوصوا به خيراً، فإنّه من خياركم. قال: سالم: ما سمعت عبدالله يحدث هذا الحديث قط إلاّ قال: ما حاشا فاطمة. هذا وسيأتي ما يناسب هذا الموضوع.


الصفحة 212
فعندها قال سيدنا ومولانا الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): اقول: إنّي ولد فاطمة ذات التقى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا بنت خديجة الكبرى.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا ابن الصفا، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة سدرة المنتهى.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا فخر اللواء، قالت فاطمة (عليه السلام): وأنا ابنة من دنى، فتدلّى وكان من ربّه، كقاب قوسين او ادنى.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا ولد المحصنات، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا بنت الصالحات والمؤمنات.

قال عليّ (عليه السلام): أنا خادمي جبرئيل، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا خاطبني في السماء راحيل وخدمتني الملائكة جيلا بعد جيل.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا ولدت في المحل البعيد المرتقى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا زوّجت في الرفيع الأعلى، وكان ملاكي في السماء.

قال عليّ (عليه السلام): أنا حامل اللواء، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من عرج به إلى السماء.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا صالح المؤمنين، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة خاتم النبيّين.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا الضارب على التنزيل، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا جنّة التأويل.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا شجرة تخرج من طور سنين، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الشجرة التي تؤتى أكلها كل حين.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا مكلم الثعبان، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الشجرة الّتي تخرج

الصفحة 213
أكلها يعني: الحسن والحسين عليهما السلام.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا المثاني والقرآن العظيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة النّبي الكريم.

قال عليّ (عليه السلام): أنا النبأ العظيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة الصادق الأمين.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا الحبل المتين، قالت: فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة خير الخلق أجمعين.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا ليث الحروب، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من يغفر الله به الذنوب.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا المتصدّق بالخاتم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة سيّد العالم.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا سيّد بني هاشم، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة محمّد المصطفى.

قال عليّ (عليه السلام): أنا الامام المرتضى، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة سيّد المرسلين.

قال عليّ (عليه السلام): أنا سيّد الوصيين، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة النّبي العربي.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا الشجاع المكّي، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة أحمد النّبي.

قال عليّ (عليه السلام): أنا البطل الأورع، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة الشفيع المشفّع.

قال عليّ (عليه السلام): أنا قسيم الجنّة والنّار، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة محمّد المختار.

قال عليّ (عليه السلام): أنا قاتل الجانّ، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة رسول الملك الديّان.

قال عليّ (عليه السلام): أنا خيرة الرحمن، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا خيرة النسوان.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا مكلم اصحاب الرقيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من أُرسل رحمة للمؤمنين و[هو] بهم رؤف رحيم.


الصفحة 214
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الّذي جعل الله نفسي، نفس محمّد، حيث يقول في كتابه العزيز "انفسنا وانفسكم"، قالت فاطمة (عليها السلام): "ونساءنا ونسائكم".

قال عليّ (عليه السلام): أنا علّمت شيعتي القرآن، قالت فاطمة (عليها السلام): وانا يعتق من أحبّني من النيران.

قال عليّ (عليه السلام): أنا مَنْ شيعتي من علمي يسطرون، قالت فاطمة (عليها السلام): وانا من بحر علمي يغترفون.

قال عليّ (عليه السلام): أنا اشتق الله تعالى اسمي من اسمه، فهو العالي وأنا علي، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا كذلك، فهو الفاطر وأنا فاطمة.

قال عليّ (عليه السلام): أنا حياة العارفين، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا فلك نجاة الراغبين.

قال عليّ (عليه السلام): أنا الحواميم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة الطواسين. قال عليّ (عليه السلام): وأنا كنز الغنى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الكلمة الحسنى.

قال عليّ (عليه السلام): أنا بي تاب الله على آدم في خطيئته، قالت فاطمة: وأنا بي قبل الله توبته.

قال عليّ (عليه السلام): أنا كسفينة نوح من ركبها نجى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا اشاركه في دعوته.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا طوفانه، قالت فاطمة (عليها السلام) وأنا حورته.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا النسيم إلى حفظه، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا مسنّي أنهار الماء واللبن والخمر والعسل في الجنان.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا الرّق المنشور، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا البيت المعمور.

قال عليّ (عليه السلام): وأنا السّقف المرفوع، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا البحر المسجور.