الصفحة 228
قالت: فأين الثمن؟ قال: دفعته إلى أعين استحيت أن أذلّها بذل المسألة، قبل أن تسألني.

قالت فاطمة (عليها السلام): أنا جائعة وإبناي جائعان ولا اشك إلاّ وإنّك مثلنا في الجوع لم يكن لنا منه درهم، وأخذت بطرف ثوب علي، فقال عليّ (عليه السلام): يا فاطمة خلّيني.

فقالت: لا والله او يحكم بيني وبينك أبي.

فهبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد السلام يقرئك السلام ويقول: اقرء علياً منّي السلام و قل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه.

فلمّا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزل علي وجد فاطمة ملازمة لعليّ (عليه السلام)، فقال لها: يا بنيّة ما لك ملازمة لعليّ؟

قالت: يا أبه باع الحائط الّذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهماً نشترى به طعاما.

فقال: يا بنيّة إنّ جبرئيل يقرئني من ربّي السلام ويقول: اقرء عليّاً من ربّه السلام وأمرني أن أقول لك ليس ذلك أن تضربي على يديه.

قالت فاطمة: فإنّي استغفر الله ولا اعود أبداً.

قالت فاطمة (عليها السلام): فخرج أبي في ناحية وزوجي في ناحية، فما لبث أن أتى أبي ومعه سبعة دراهم سود هجرية، فقال: يا فاطمة اين ابن عمّي؟

فقلت له: خرج، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هاك هذه الدراهم، فإذا جاء ابن عمّي فقولي له يبتاع لكم بها طعاماً.

فما لبثت الا يسيرا حتى جاء علي (عليه السلام) فقال: رجع ابن عمي؟ فاني اجد رائحة طيبة.


الصفحة 229
قالت: نعم، وقد دفع إلي شيئا تبتاع به لنا طعاماً.

قال عليّ (عليه السلام): هاتيه، فدفعت إليه سبعة دراهم سوداً هجريّة. فقال: بسم الله والحمد لله كثيراً طيباً وهذا من رزق الله عزّ وجلّ، ثمّ قال: يا حسن قم معي، فأتيا السوق، فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض الملّي الوفي(1)؟

قال: يا بني نعطيه؟

قال: أي والله يا أبه، فأعطاه عليّ (عليه السلام) الدراهم، فقال الحسن: يا أبتاه اعطيته الدراهم كلّها؟ قال: نعم يا بنيّ إنّ الّذي يعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير.

قال: فمضى على باب رجل يستقرض منه شيئاً، فلقيه اعرابي ومعه ناقة.

فقال: يا علي اشتر مني هذه الناقة.

قال: ليس معي ثمنها، قال: فإنّي انظركم به إلى القبض(2).

وقال: بكم يا اعرابي؟ قال: بمئة درهم، قال عليّ (عليه السلام): خذها يا حسن، فأخذها فمضى عليّ (عليه السلام)، فلقيه اعرابي آخر المثال واحد والثياب مختلفة، فقال: يا عليّ تبيع الناقة؟

قال عليّ (عليه السلام): وما تصنع بها؟ قال اغزو عليها أوّل غزوة يغزوها ابن عمّك.

قال: إنّ قبلتها، فهي لك بلا ثمن قال معي ثمنها وبالثمن اشريها، فبكم اشتريتها.

قال: بمئة درهم، قال الأعرابي فلك سبعون ومأة درهم قال عليّ (عليه السلام)

____________

1 ـ يريد به الله سبحانه وتعالى وهو مصداق قوله تعالى: "من ذا الّذي يقرض الله قرضاً حسناً" ويريد بالقبض العطاء الّذي كان يعطى كل واحد من المسلمين والمجاهدين ـ آنذاك ـ.

2 ـ النظار: المهال.


الصفحة 230
[للحسن](1): خذ السبعين والمئة وسلّم الناقة، والمئة للأعرابي الّذي باعنا الناقة والسبعين لنا نبتاع بها شيئاً، فأخذ الحسن (عليه السلام) الدراهم وسلّم الناقة.

قال عليّ (عليه السلام): فمضيت اطلب الأعرابي الّذي ابتعت منه الناقة لأعطيه ثمنها، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً في مكان لم أره فيه قبل ذلك ولا بعده على قارعة الطريق، فلمّا نظر النّبي (صلى الله عليه وآله) إليَّ تبسّم ضاحكاً، حتّى بدت نواجده.

قال عليّ (عليه السلام): اضحك الله سنّك وبشّرك بيومك.

فقال: يا أبا الحسن إنّك تطلب الأعرابي الّذي باعك الناقة لتوفيه الثمن؟

فقلت: أي والله فداك أبي واُمّي.

فقال: يا أبا الحسن الّذي باعك الناقة جبرئيل، والّذي اشتراها منك ميكائيل، والناقة من نوق الجنّة، والدراهم من عند ربّ العالمين عزّ وجلّ، فانفقها في خير ولا تخف اقتاراً(2).

ما روته (عليها السلام) في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام)

151 ـ في التفسير المنسوب الى الامام (عليه السلام): وقالت فاطمة (عليها السلام): ابوا هذه الامة محمّد و عليّ يقيمان اودهم(3) وينقذاهم من العذاب الدائم أن أطاعوهما ويبيحائهم النعيم الدائم أن وافقوهما(4).

____________

1 ـ الزيادة اقتضاها السياق.

2 ـ امالي الصدوق: 377 ـ 380، وعنه بحار الأنوار 41:45.

3 ـ الاود: الحمل الثقيل.

4 ـ التفسير المنسوب الى الامام: 330 الحديث 191 و عنه البحار 23:259 ـ 261 و36:9 والبرهان 3:245.


الصفحة 231
وفيه أيضاً ص334 وقالت فاطمة لبعض النساء: أرضي أبوي دينك محمّداً وعليّاً بسخط ابوي نسبك(1)، ولا ترضي ابوي نسبك بسخط أبوي دينك، فإن أبوي نسبك أن سخطا ارضاهما محمّد وعليّ (عليه السلام) بثواب جزء من ألف ألف جزء من ساعة من طاعتهما، وأن ابوي دينك [محمّداً وعليّاً](2) أن سخطا لم يقدرا ابوا نسبك أن يرضياهما، لأنّه ثواب طاعات أهل الدنيا كلّهم لا يفي بسخطهما(3).

الأرض تحدث عليّاً (عليه السلام)

152 ـ البحار: ذكر شيخ المحدّثين ببغداد باسناده عن أسماء بنت واثلة قالت: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت سيّدتي فاطمة (عليها السلام) تقول: ليلة دخل بي عليّ (عليه السلام) أفزعني في فراشي، قلت: بماذا افزعك يا سيّدة نساء العالمين؟

قالت: سمعت الأرض تحدّثة ويحدّثها. فأصبحت وأنا فزعة، فأخبرت والدي (صلى الله عليه وآله)، فسجد سجدة طويلة، ثم رفع رأسه وقال: يا فاطمة ابشري بطيب النسل، فإنّ الله فضّل بعلك على سائر خلقه وأمر به الأرض أن تحدّثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرقها إلى غربها(4).

153 ـ بحار الأنوار عن كشف الغمّة: روى الحافظ محمّد بن محمود النجار، عن رجال ذكرهم، قال: سمعت أسماء بنت عميس تقول سمعت سيّدتي

____________

1 ـ في هامش التفسير: في نسخة: نفسك وكذا ما بعدها.

2 ـ كذا وردت العبارة في التفسير المنسوب الى الامام: 334 بين معقوفتين.

3 ـ التفسير المنسوب الى الامام: 334 الحديث: 203، و عنه البحار 23:261.

4 ـ بحار الأنوار 41:272، و احقاق الحقّ 5:50 ـ 88، و مدينة المعاجز: 102.


الصفحة 232
فاطمة (عليها السلام)، تقول: ليلة دخل بي عليّ بن أبي طالب (عليها السلام) أفزعني في فراشي.

قلت: افزعت يا سيّدة النساء؟! قالت: سمعت الأرض تحدّثه ويحدّثها، فأصبحت وأنا فزعة، فأخبرت والدي (صلى الله عليه وآله)، فسجد سجدة طويلة ثمّ رفع رأسه، وقال: يا فاطمة ابشري بطيب النسل، فإنّ الله فضّل بعلك على سائر خلقه وأمر الأرض أن تحدّثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرق الأرض إلى غربها.

قال المؤلّف: وفي بحار الأنوار: عن الإقبال وكامل الزيارات أخبرني محمّد بن النجار ـ فيما أجازه لي من كتاب تذييله على تاريخ الخطيب في ترجمة أحمد بن محمّد الدلاّل ـ، حدّث عن أحمد بن محمّد الاُطروش وأبي بكر محمّد بن الحسن ابن دريد الأزدي، روى عنه أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن يوسف البزاز وأبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام السامريان، أخبرنا أبو عليّ ضياء بن أحمد بن أبي علي وأبو حامد عبدالله بن مسلم بن ثابت ويوسف بن الميال بن كامل، قالوا: اخبرنا أبو بكر محمّد بن عبدالباقي البزّاز، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد البرسيّ، قال: حدّثني القاضي أحمد بن محمّد بن يوسف الاسمريّ، حدّثنا أبو الطيب أحمد بن محمّد الشاهد ـ المعروف بالدلال ـ، أخبرنا محمّد بن أحمد المعروف بالاطروش، أخبرنا أبو عمر وسليمان بن أبي معشر، عن سليمان بن عبدالرحمن، عن محمد بن عبدالرحمن، عن أسماء بنت واثلة بن الأسقع، عن أسماء بنت عميس "مثله"(1).

154 ـ دلائل الامامة: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون التلعكبري، قال: أخبرني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى، قال: حدّثنا أحمد بن

____________

1 ـ بحار الأنوار 43:118.


الصفحة 233
محمّد، قال: حدّثنا أبو عبدالله الرازي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة، عن فاطمة (عليها السلام). قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما وقد خرجا فزعين إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فتبعهما الناس حتّى انتهوا إلى باب عليّ، فخرج إليهم عليّ غير مكترث لما هم فيه ومضى، فاتبعه الناس حتّى انتهى إلى تلعة(1)، فقعد عليها وقعدوا وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال عليّ (عليه السلام) لهم: كأنّكم قد هالكم ما ترون؟!

قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قطّ.

قالت (عليها السلام): فحرّك شفتيه ثمّ ضرب الأرض بيده، ثمّ قال: مالك اسكني، فسكنت فعجبوا من ذلك أكثر من عجبهم أولا حين خرج إليهم فقال: إنّكم قد عجبتم من صنيعي قالوا نعم: قال: أنا الرجل الّذي قال الله عزّ وجلّ: {إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها} (2)، فأنا الانسان الّذي أقول لها مالها؟ {يومئذ تحدث أخبارها} (عليهم السلام) إيّاي تحدّث(3).

قال المؤلّف: ورواه الصدوق في علل الشرائع2:642 بالاسناد المتقدم، عن الأشعري، عن أبي عبدالله الرازي، عن البزنطي، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة (عليها السلام) قالت: أصاب الناس(4). فذكر الحديث.

____________

1 ـ التلعة: ما ارتفع من الأرض وما هبط، وهو من الأضداد ـ عن أبي عبيدة ـ (مختار الصحاح). وتفسير نور الثقلين 5:648، و مدينة المعاجز: 123، عن كتاب مناقب فاطمة (عليها السلام).

2 ـ أول سورة الزلزال.

3 ـ دلائل الإمامة: 2 وعنه بحار الأنوار 88:151.

4 ـ علل الشرائع 2:242.


الصفحة 234

السعيد كلّ السعيد من أحبّ عليّاً

155 ـ بشارة المصطفى: وبهذا الاسناد(1)، عن أحمد بن محمّد العطريفي، عن الحسين بن محمد بن محمّد بن هارون، عن محمد بن حمدان بن مهران، عن عبدان، عن حبيب بن المغيرة، عن جندل بن والق، عن محمّد بن عمر المازني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ، عن اُمّه فاطمة (عليهم السلام). قالت: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشيّة عرفة، فقال: إنّ الله تعالى باهى بكم الملائكة، فغفر لكم عامّة وغفر لعليّ خاصة، وإنّي رسول الله إليكم غير هائب لقومي ولا محابّ لقرابتي هذا جبرئيل يخبرني: أنّ السعيد، كلّ السعيد، حقّ السعيد من أحبّ عليّاً في حياتي وبعد مماتي(2).

156 ـ دلائل الامامة: حدّثني أبو الحسين: محمّد بن هارون بن موسى، قال: أخبرني محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابوية، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسين القزويني المعروف بابن مقبرة، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدّثنا جندل بن والق، قال: حدّثنا محمّد بن عمر الملدي، عن عباد الكليني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ، عن فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله)، قالت: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشية عرفة، فقال: إنّ الله باهى بكم وغفر لكم عامّة ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول الله إليكم غير محاب(3)لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني: إنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد، من أحبّ عليّاً في

____________

1 ـ ورد اسناد الأحاديث في: 180 من بشارة المصطفى.

2 ـ وروي مثله في كشف الغمّة 2:78، و البحار39:284.

3 ـ المحاب: الحامي والمانع والناصر، يريد: أنّه لا يميل إلى قرابته على أساس الحميّة والنسب.


الصفحة 235
حياته وبعد وفاته(1).

157 ـ غاية المرام: عن موفق بن أحمد، قال: في معجم الطبراني باسناده إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله باهى بكم وغفر لكم عامّة ولعلّي خاصّة وإنّي رسول الله إليكم غير هائب لقومي ولا محاب لقرابتي هذا جبرئيل يخبرني أنّ السعيد كلّ السعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد مماته وانّ الشقيّ من ابغض عليّاً في حياته وبعد مماته(2).

من كنت وليّه فعليّ وليه

158 ـ الغدير: روى شهاب الدين الهمداني في مودّة القربى عنها سلام الله عليها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كنت وليّه، فعليّ وليّه ومن كنت امامه، فعليّ امامه(3).

من كنت مولاه فعليّ مولاه

159 ـ الغدير: عن اسنى المطالب لشمس الدين الجزري، حدّثنا بكر بن أحمد القصري، حدّثتنا فاطمة وزينب واُمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر (عليه السلام)، قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن اُم كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت:

____________

1 ـ دلائل الإمامة: 7، و رواه الجزري الشافعي في كتابه اسنى المطالب: 66 أيضاً، والنوري في مستدرك الوسائل 1:540 ـ 553 عن السيد حيدر الاملي في كشكوله.

2 ـ غاية المرام: 581.

3 ـ الغدير1:58.


الصفحة 236
انسيتم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: "من كنت مولاه فعلي مولاه". وقوله (صلى الله عليه وآله): "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى (عليه السلام) ".

ثمّ قال الأميني: بعد نقله هذا الحديث: أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في كتاب المسلسل بالأسماء، وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه وهو أنّ كلّ واحد من الفواطم تروي عن عمّة لها، فهو رواية خمس بنات أخ كلّ واحدة منهنّ، عن عمّتها(1).

عليّ كالكعبة

160 ـ كفاية الأثر: عن محمود بن لبيد ـ في كلام طويل له، قال: قالت يا سيّدتي، فما باله "يعني به أمير المؤمنين (عليه السلام) " قعد عن حقّه؟

قالت: يا أبا عمر لقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل الامام كالكعبة إذ تؤتى ولا تأتيـ أو قالت: مثل عليّ(2).

علي (عليه السلام) أعلم الناس

161 ـ الذريّة الطاهرة: حدّثنا أحمد بن يحيى الأودي، حدّثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، حدّثنا عبدالكريم ـ أبو يعفور ـ، حدّثنا جابر، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: حدّثتني فاطمة (عليها السلام)، قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): زوجك أعلم الناس علماً، وأوّلهم سلماً، وافضلهم حلماً(3).

____________

1 ـ الغدير 1:197، والحديث في أسنى المطالب: 50.

2 ـ الغدير 1:197.

3 ـ قلت: وروى معناه أحمد بن حنبل في المسند 1:26، و الفضائل برقم: 1346، هذا وقد روى الدولابي في الذريّة الطاهرة: 93 برقم: 83 قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): مالك تبكين يا فاطمة، فوالله لقد انكحتك أكثرهم علماً وأفضلهم حلماً وأوّلهم سلماً. وفي: ص584 ايضاً، ورواه المجلسي في البحار 43:136، والبحراني في العوالم 11:183 نقلا عن كشف الغمّة، و روى أحمد بن حنبل قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: "إنّي زوّجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأفضلهم حلماً" في كتاب المسند 5:26 وفي كتاب الفضائل الحديث رقم: 13246، وأخرج معناه أبو نعيم في الحلية 2:43 و ابن عبدالبر في الاستيعاب 4:375، و ابن عساكر أيضاً ـ كما في ذخائر العقبى: 43 ـ. وقد ذكر المؤلف عدّة أحاديث في هذا المعنى في فصل: "زواجها (عليها السلام) " الحديث: 76 و ما بعده.


الصفحة 237

علي وشيعته في الجنّة

162 ـ غاية المرام: عن موفق بن أحمد باسناده عن محمّد بن الحسين، أخبرنا أبو سعيد الماليني، أخبرني أبو أحمد بن عدي، أخبرنا أبو يعلي وأحمد بن الحسن الصوفي، حدّثني أبو سعيد الأشج، حدّثني بليد بن سليمان عن أبي الحجّاج عن محمّد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت عليّ، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: أما إنّك يابن أبي طالب وشيعتك في الجنّة وسيجيء أقوام ينتحلون حبّك ثمّ يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يقال لهم: الخارجة، فإن لقيتهم، فاقتلهم، فإنّهم مشركون(1).

163 ـ ينابيع المودة: عن فاطمة (عليها السلام) قالت: ان ابي (صلى الله عليه وآله) نظر الى علي وقال: هذا وشيعته في الجنة(2).

ومن حديث المعراج

164 ـ البحار: عن بكر بن أحنف، قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا، قالت: حدّثتني فاطمة وزينب واُمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد، قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ، قالت: حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، قالت: حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين

____________

1 ـ غاية المرام: 584.

2 ـ ينابيع المودة: 257.


الصفحة 238
بن علي، عن أمّ كلثوم بنت عليّ (عليهم السلام)، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لما أسرى بي إلى السماء دخلت الجنّة، فاذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوفة وعليها باب مكلّل بالدر والياقوت وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي، فإذا مكتوب على الباب: "لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله عليّ وليّ القوم"، وإذا مكتوب على الستر: "بخ بخ من مثل شيعة عليّ".

فدخلته، فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوّف وعليه باب من فضة مكلّل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي وإذا مكتوب على الباب: محمّد رسول الله عليّ وصيّ المصطفى(1).

165 ـ ينابيع المودّة: وأخرج ابن عقدة من طريق عروة بن خارجة، عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) قالت: سمعت أبي (صلى الله عليه وآله) في مرضه الّذي قبض فيه يقول: وقد امتلأت الحجرة من أصحابه، أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، إلاّ انّي مخلف فيكم كتاب ربّي عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ثمّ أخذ بيد عليّ (عليه السلام) فقال: هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض، فاسألكم ما تخلفوني فيهما(2).

كاتبا عليّ (عليه السلام)

166 ـ كنز الفوائد: حدّثني القاضي اسيد بن ابراهيم السلمي، عن عمر بن عليّ العتكي، عن أحمد بن محمّد بن صفوة، عن الحسن بن عليّ العلوي، عن الحسن بن حمزة النوفلي، عن عمّه، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسن بن علي، عن

____________

1 ـ ينابيع المودّة: 257، وايضاً في البحار 68: 76 ـ 77.

قلت سيأتي هذا الحديث بلفظ اطول.

2 ـ ينابيع المودّة: 40.


الصفحة 239
فاطمة ابنة رسول الله عنه (صلى الله عليه وآله)، قال: اخبرني جبرئيل عن كاتبي عليّ: إنّهما لم يكتبا على عليّ ذنباً مذ صحباه(1).

عليّ (عليه السلام) أبو تراب

167 ـ الغدير: عن عبدالعزير بن أبي حازم، عن أبيه، قال: قلت: لسهل بن سعد: أنّ بعض أمراء المدينة يريد أن يبعث إليك تسبّ عليّاً فوق المنبر، قال: أقول ماذا؟ قال: تقول لعن الله أبا تراب.

قال: والله ما سمّاه بذلك إلاّ رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قال: قلت: وكيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: دخل عليّ على فاطمة، ثمّ خرج من عندها، فاضطجع في فىء المسجد. قال: ثمّ دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة، فقال لها: أين إبن عمّك؟

فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، قال: فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوجده قد سقط رداؤه وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول:

إجلس أبا تراب، فوالله ما سمّاه به إلاّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله ما كان له اسم أحب اليه منه(2).

عليّ (عليه السلام) حَكَمُ الملائكة

168 ـ الاختصاص: أحمد بن عبدالله، عن عبدالله بن محمّد العبسي، قال: أخبرني حمّاد بن سلمة، عن الأعمش، عن زياد بن وهب، عن عبدالله بن مسعود، قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها، فقلت لها: أين بعلك؟

____________

1 ـ بحار الأنوار 25:93.

2 ـ الغدير 6:336.


الصفحة 240
فقالت: عرج به جبرئيل (عليه السلام) إلى السماء، فقلت: في ماذا؟

فقالت: إن نفراً من الملائكة تشاجروا في شيء، فسألوا حكما من الآدميّين، فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيّروا، فأختاروا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (1).

فضائل اُخرى

169 ـ أمالي الصدوق: عن عبدالله بن نضر التميمي، عن جعفر بن محمّد المكّي، عن عبدالله اسحاق المدائني، عن محمّد بن زياد، عن مغيرة، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه: عروة بن الزبير، قال: كنّا جلوساً في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتذاكرنا أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم ألا أخبركم باقل القوم مالا وأكثرهم ورعاً وأشدّهم اجتهاداً في العبادة؟ قالوا: من؟

قال: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

قال: فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلاّ معرض عنه بوجهه، ثمّ انتدب له رجل من الأنصار، فقال له: يا عويمر لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها: فقال أبو الدرداء: يا قوم إنّي قائل ما رأيت وليقل كلّ قوم منكم ما رأوا، شهدت عليّ بن أبي طالب بشويحات النجار(2) وقد اعتزل عن مواليه واختفى وممن يليه واستتر بمغيلات النخل(3)، فافتقدته وبعد عليّ مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجّي وهو يقول:

"إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن

____________

1 ـ الاختصاص: 213 و مدينة المعاجز:11.

2 ـ شويحطات بني النجار: اشجارهم، والشوحط: شجر يتخذ منه القسيّ، وهي نوع من الثياب.

3 ـ المغيلات: الشجر الكثير الملتف الّذي يستر الإنسان.


الصفحة 241
كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك ولا أنا براج غير رضوانك".

فشغلني الصوت واقتفيت الأثر فإذا هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بعينه، فاستترت له واخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثمّ فرغ إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى، فكان ممّا به الله ناجاه أن قال: "إلهي افكر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي ثمّ اذكر العظيم من اخذك فتعظم عليّ بليّتي" ثمّ، قال: "آه، إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا اذن فيه بالنداء" ثمّ قال: "آه، من نار تنضح الأكباد والكلى، آه، من نار نزاعة للشوى، آه، من غمرة من ملهبات لظى".

قال: ثمّ افعم في البكاء فلم اسمع له حسّاً ولا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر اوقظه لصلاة الفجر قال: أبو الدرداء، فاتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته، فلم يتحرك وزويته، فلم ينزوِ، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون مات والله عليّ ابن أبي طالب، قال: فأتيت منزله مبادراً انعاه إليهم.

فقالت فاطمة (عليها السلام): يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصّته؟ فأخبرتها الخبر.

فقالت: هي والله يا أبا الدرداء الغشية الّتي تأخذه من خشية الله".

ثمّ اتوه بماء، فنضحوه على وجهه، فافاق ونظر إليّ وأنا أبكي، فقال: مم بكائك يا أبا الدرداء؟ فقلت: ممّا أراه تنزله بنفسك، فقال: يا أبا الدرداء، فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وايقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار قد اسلمني الأحباء ورحمني أهل الدنيا لكنت اشدّ رحمة لي بين يدي من لا يخفى عليه خافية.