الصفحة 242
فقال أبو الدرداء: فوالله ما رأيت ذلك من أصحاب رسول الله(1) (صلى الله عليه وآله).

نصرتها لأمير المؤمنين (عليه السلام)

(قلت): للزهراء (عليها السلام) مواقف بطولية في دفاعها عن حقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وحفظها لحياة الامام وأهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) بصورة عامّة ـ سيأتي ذكرها في حوادث ما بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بصورة مفصّلة.

170 ـ علم اليقين: ثمّ إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فوافوا بابه مغلقاً، فصاحوا به: أخرج يا عليّ، فإنّ خليفة رسول الله يدعوك.

فلم يفتح لهم الباب. فأتوا بحطب، فوضعوه على الباب وجاؤوا بالنار ليضرموه، فصاح عمر وقال: والله لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار.

فلمّا عرفت فاطمة (عليها السلام) إنّهم يحرقون منزلها قامت، وفتحت(2) الباب، فدفعها القوم قبل أن تتوارى عنهم، فاختبئت فاطمة (عليها السلام) وراء الباب والحائط.

ثمّ إنّهم تواثبوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو جالس على فراشه واجتمعوا عليه حتّى اخرجوه سحباً من داره ملبّباً بثوبه يجرونه إلى المسجد، فحالت فاطمة (عليها السلام) بينهم وبين بعلها. وقالت: والله لا ادعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت وقد اوصاكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا، فقال الله تعالى: {قل لا أسألكم عليه اجراً إلاّ المودّة في القربى} (3).

____________

1 ـ أمالي الصدوق: 72 و73، وعنه بحار الأنوار 41:11، و84:194.

2 ـ كذا في الاصل، والصحيح: "لتفتح". وفي الحديث مواضع للنظر.

3 ـ الشورى: 42/23.


الصفحة 243
قال: فتركه أكثر القوم لاجلها فأمر عمر قنفذان يضربها بسوطه، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى ان انهكها واثر في جسمها الشريف، وكان ذلك الضرب اقوى ضرر في اسقاط جنينها ـ وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سمّاه محسناً(1).

وجعلوا يقودون أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد حتّى اوقفوه بين يدي أبي بكر فلحقته فاطمة (عليها السلام) إلى المسجد لتخلّصه، فلم تتمكّن من ذلك، فعدلت إلى قبر أبيها فاشارت إليه بحرقة ونحيب وهي تقول:


نفسي على زفراتها محبوسةياليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنّماأبكي مخافة أن تطول حياتي

ثمّ قالت: وا أسفاه عليك يا أبتاه واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن، وأبو سبطيك الحسن والحسين، و من ربّيته صغيراً وواخيته كبيراً، واجلّ احبّائك لديك، وأحبّ اصحابك عليك، اولهم سبقاً إلى الاسلام، و مهاجرة إليك يا خير الأنام، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير. ثمّ إنّها أنّت أنّة وقالت:

وامحمّداه، واحبيباه، واأباه، واأبا القاسماه، وااحمداه، واقلّة ناصراه، واغوثاه، واطول كربتاه، واحزناه، وامصيبتاه، واسوء صباحاه ـ و خرّت مغشية عليها، فضجّ الناس بالبكاء والنحيب وصار المسجد ماتماً... الى آخر الحديث(2).

171ـ بحار الأنوار: روي من كتاب السقيفة لأحمد بن عبدالعزيز الجوهري، عن أحمد بن اسحاق، عن ابن عفير، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ: إنّ عليّاً (عليه السلام) حمل فاطمة صلوات الله عليها على حمار وسار بها ليلا

____________

1 ـ قلت سيأتي معنى هذا الحديث باختلاف يسير في فصل: احراق دار فاطمة عليها السلام.

2 ـ علم اليقين 1:686.


الصفحة 244
إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة، وتسألهم فاطمة الانتصار له، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل لو كان ابن عمّك سبق إلينا انكر ما عدلناه به.

فقال عليّ (عليه السلام): أكنت أترك رسول الله ميتاً في بيته لا اجهزّه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه؟

وقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما الله حسيبهم عليه.(1)

172 ـ الغدير: و خرج علي ـ كرم الله وجهه ـ يحمل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على دابّة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة فكانوا يقولون يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل...

فقالت فاطمة: ما صنع أبو حسن إلاّ ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم.(2)

____________

1 ـ البحار 28:352، و غاية المرام: 569، عن ابن أبي الحديد في شرحه وفيه: وصنعوا بهم: 320.

2 ـ الغدير 5:372 و انظر تفصيل ذلك في فصل: "حوادث الفترة الّتي تلت الرسول (صلى الله عليه وآله) ".


الصفحة 245


فاطمة وأولادها





الصفحة 246

النبيّ (صلى الله عليه وآله) عصبة اولاد فاطمة (عليها السلام)

173 ـ الطبري في دلائل الامامة: عن أبي الحسين محمّد بن هارون بن موسى، قال: حدّثني القاضي أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن محمّد بن أحمد الطبري، قال: أخبرنا أبو فاطمة محمّد بن احمد بن البهلول القاضي الأنباري التنوخي ـ، قال: حدّثنا ابراهيم بن عبدالسلام، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثني جرير عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة الصّغرى، عن أبيها، عن فاطمة الكبرى (عليها السلام). قالت: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لكلّ نبيّ عصبة، ينتمون إليه، وإنّ فاطمة عصبتي إليّ تنتمي(1).

____________

1 ـ دلائل الامامة: 8.

(قلت): وفي الفضائل برقم: 1070، حدّثنا محمّد قال: حدّثنا بشر بن مهران، حدّثنا شريك عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل، عن عمر بن الخطاب، أنّه قال في حديث: سمعت رسول الله يقول: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي و نسبي، وكلّ ولد أب، فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة، فأنا أبوهم وعصبتهم. وذكر هذا الحديث المحب الطبري في ذخائر العقبى: 121 و169، عن عمر، ونسبه إلى أحمد في المناقب، وأخرج ابن سعد في طبقاته 87:464 نحوه، وكذا الخطيب في تاريخه 11:285.


الصفحة 247
174 ـ مجمع الزوائد: عن فاطمة (عليها السلام): كلّ بنيّ آدم ينعتون إلى عصبة إلاّ ولد فاطمة(1).

175 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة: لكلّ بنيّ انثى عصبة ينتمون إليه إلاّ ولد فاطمة، فأنا وليهم وعصبتهم (طب، عن فاطمة الزهراء)(2).

176: و روى أيضاً: كلّ بني ام ينتمون إلى عصبة، إلاّ ولد فاطمة، فأنا وليّهم وأنا عصبتهم (طب عن فاطمة الزهراء)(3).

توريث الحسنين عليهما السلام

177 ـ دلائل الامامة: وأخبرني القاضي أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن

____________

1 ـ مجمع الزوائد 9:172.

2 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة (عليها السلام): 54 برقم: 128، و رواه في الجامع الصغير أيضاً 2:77، و رواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد 4:324، عن فاطمة الكبرى (عليها السلام) وفي المستدرك 3:164، فأناوليها وعصبتها.

3 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة (عليها السلام): 55 الحديث: 131، و روى إلى جانب ذلك روايات في هذا المعنى، عن جابر برقم: 129، و عن عمر برقم: 132.

و روى الهيثمي في مجمع الزوائد ذلك عن عمر في 4:224، و 6:301.

وروى السيوطي في مسند فاطمة: 45 ـ 46، إنّ لكلّ بنيّ أب عصبة ينتمون إليها إلاّ ولد فاطمة، فأنا وليّهم، وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، من أحبهم أحبّه الله، ومن أبغضهم، أبغضه الله. (ك، و ابن عساكر عن جابر).

و رواه الحاكم في المستدرك 3:164 باختصار، وقال: هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.

ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد 9:173.

وروى مثل ذلك الحاكم في مستدركه 2:164، والخطيب في تاريخ بغداد 11:285، والمتقى الهندي في كنز العمال 6:230.


الصفحة 248
محمّد الطبري، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن اسحاق بن عباد بن حاتم التمّار بالبصرة، قال: حدّثنا ابراهيم بن فهد بن حكيم، قال: حدّثنا يعقوب بن حميد بن كاتب، قال: حدّثنا ابراهيم بن الحسن الرافعي، عن أبيه، عن زينب بنت أبي رافع، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّها أتت رسول الله بالحسن والحسين في مرضه الّذي توفى فيه.

فقالت: يا رسول الله إنّ هذين لم تورثهما شيئاً.

فقال: أمّا الحسن، فله هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين، فله جرأتي وجودي(1).

178 ـ السيوطي في مسند فاطمة: عن ابراهيم بن عليّ الرافعي، عن ابيه، عن جدّته زينب بنت أبي رافع، قالت: رأيت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتت بابنيها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شكواه الّذي توفّى فيه. فقالت: يا رسول الله هذا ابناك، فورّثهما.

فقال: أمّا الحسن، فله هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين، فله جرأتي وجودي(2).

179 ـ وروى السيوطي في مسند فاطمة: أنّ فاطمة أتت بابنيها، فقالت: يا رسول الله انحلهما. قال: نعم، أما الحسن، فقد نحلته حلمي و هيبتي، وأمّا الحسين، فقد نحلته نجدتي وجودي. (كر، عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع عن أبيه عن

____________

1 ـ دلائل الامامة: 3 وينابيع المودّة: 261، وفيه: وإما الحسين، فله جرأتي وجودي.

2 ـ مسند فاطمة: 30 الحديث: 45، وانظر مجمع الزوائد 9:184 و185.

ونقل السيوطي: في مسند فاطمة: 76 الحديث 182 (عن ابن منده طب وأبو نعيم كر). أيضاً هذا وفي ينابيع المودّة: 310، وأخرج الطبراني عن فاطمة الزهراء: أما حسن، فله هيبتي و سؤددي، وأمّا حسين، فله جرأتي وجودي (ينابيع المودّة: 310).


الصفحة 249
جدّه)(1).

180 ـ وروى أيضاً: أنّها أتت بابنيها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شكواه الّذي توفى فيه، فقالت: يا رسول الله هذا [ن] ابناك فورثهما شيئاً.

قال: أمّا الحسن، فله هيبتي و سؤددي، وأمّا الحسين، فله جرأتي وجودي. (طب و ابن مندة، كر عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)).(2)

181 ـ نظم درر السمطين للزرندي: عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: قلت: يا رسول الله انحل ابني الحسن والحسين.

فقال: انحل الحسن: المهابة والحلم، وانحل الحسين: السماحة والرحمة.

وفي رواية: نحلت هذا الكبير: المهابة والحلم، ونحلت الصغير: المحبّة والرضا.(3)

182 ـ فرائد السمطين: عن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن فاطمة الكبرى (عليها السلام)، قالت: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لكلّ نبيّ عصبة ينتمون إليه وانّ بني فاطمة عصبتي التي إليها ننتمي.(4)

183 ـ دلائل الامامة: حدّثني أبو اسحاق ابراهيم بن احمد الطبري القاضي قال: اخبرنا القاضي ابوالحسين عليّ بن عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك السياري، قال: اخبرنا محمّد بن زكريا الغلابي، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي قال: حدّثني أبي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السلام)،

____________

1 ـ مسند فاطمة: 55.

2 ـ مسند فاطمة: 55، وقد رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9:185.

3 ـ درر السمطين: 212.

4 ـ فرائد السمطين 2: 69 و77.


الصفحة 250
عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ يوم زوجه فاطمة: يا عليّ ارفع رأسك إلى السّماء، فانظر ماترى؟

فقال: ارى جواري مزيّنات معهنّ هدايا. قال: فهي خدمك وخدم فاطمة في الجنّة انطلق إلى منزلك ولا تحدّث شيئاً حتّى آتيك، فما كان إلاّ كلاشيء حتّى مضى رسول الله إلى منزله و أمرني ان اهدي لهما طيباً قال عمّار: فلمّا كان من الغد جئت إلى منزل فاطمة ومعي الطّيب. فقالت: يا ابا اليقظان ما هذا الطيب؟ قلت: طيب أمرني به أبوك أن أهديه لك.

فقالت: والله لقد أتاني من السّماء طيب مع جوار من الحور العين وإنّ فيهنّ جارية حسناء كأنّها القمر ليلة البدر، فقلت: من بعث بهذا الطّيب؟

قالت: بعثه رضوان خازن الجنان وأمر هؤلاء الجواري ان ينحدرن معي ومع كل واحدة منهن ثمرة من ثمار الجنان في اليد اليمنى، وفي اليد اليسرى طاقة من رياحين الجنّة ونظرت إلى الجواري وإلى حسنهنّ، فقلت:؟ لمن انتنّ؟ فقلن: لك ولأهل بيتك ولشيعتك من المؤمنين.

فقلت: افيكنّ من أزواج ابن عمّي احد؟ قلن: أنت زوجته في الدنيا والآخرة ونحن خدمك وخدم ذريّتك.

قال: وحملت بالحسن، فلمّا رزقته حملت بعد أربعين يوماً بالحسين ثمّ رزقت زينب واُمّ كلثوم وحملت بمحسن، فلمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها واُخرج ابن عمّها امير المؤمنين وما لحقها من الرجل

الصفحة 251
اسقطته ولداً تماماً وكان ذلك اصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها.(1)

184 ـ المناقب: عن برّة ابنة اميّة الخزاعي قالت: لما حملت فاطمة (عليها السلام) بالحسن خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) في بعض وجوهه، فقال لها: أنّك ستلدين غلاماً، قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أصير إليك.

قالت: فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن (عليها السلام) وله ثلاث ما ارضعته، فقلت لها: اعطنيه حتّى أرضعه، فقالت: كلا ثمّ ادركتها رقّة الامهات فارضعته، فلمّا جاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لها: ماذا صنعت؟

قالت: ادركنى عليه رقّة الامّهات، فارضعته، فقال: أبي الله عزّ وجلّ إلاّ ما أراد، فلمّا حملت بالحسين (عليه السلام) قال لها: يا فاطمة إنّك ستلدين غلاماً، قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أجيء إليك ولو أقمت شهراً.

قالت: أفعل ذلك، وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض وجوهه، فولدت فاطمة الحسين (عليه السلام)، فما ارضعته، حتّى جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: ماذا صنعت؟

قالت: ما أرضعته، فأخذه، فجعل لسانه في فمه، فجعل الحسين يمصّ حتّى قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) ايها حسين ايها حسين، ثمّ قال: أبي الله إلاّ ما يريد هي فيك وفي ولدك ـ يعني الامامة ـ.(2)

تسمية الحسنين عليهما السلام

185 ـ دلائل الامامة: وروى أنّ فاطمة لما ولدت الحسن جاءت به إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقالت: ما أحسنه يا رسول الله؟ فسمّاه حسن.

____________

1 ـ دلائل الامامة: 26.

2 ـ بحار الأنوار 43:254.


الصفحة 252
ولما ولدت الحسين. قالت ـ وقد جاءت به ـ: هذا أحسن من هذا.

فسمّاه حسينا.(1)

186 ـ مدينة المعاجز: عنه (ابن بابويه) باسناده عن عكرمة قال: لمّا ولدت فاطمة عليهما السلام الحسن جائت به إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فسمّاه حسنا. فلمّا ولدت الحسين (عليه السلام) جاءت، إليه. فقالت: يا رسول الله هذا أحسن. فسمّاه حسينا.(2)

187 ـ وسائل الشيعة: عن العلل ومعاني الأخبار: عن جابر: لمّا حملت فاطمة بالحسين، فولدت وكان النبيّ امرهم أن يلفوه في خرقة بيضاء، فلفّوه في صفراء وقالت فاطمة: يا عليّ سمّه. فقال: ما كنت لا سبق باسمّه رسول الله... الى آخر الحديث الآتي برقم 189.(3)

188 ـ وورود في غاية المرام: رواية لمّا ولدت فاطمة الحسن قالت لعليّ: سمّه. فقال: ما كنت لأسبق رسول الله باسمه.(4)

189 ـ وسائل الشيعة: وروى الصدوق رحمة الله عليه بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (عليه السلام)، قال: حدّثتني أسماء بنت عميس، قالت: حدّثتني فاطمة (عليها السلام): لمّا حملت بالحسن بن عليّ عليهما السلام وولدته جاء النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا أسماء هلمّي ابني، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأذن

____________

1 ـ دلائل الامامة: 60.

2 ـ مدينة المعاجز: 186.

3 ـ وسائل الشيعة 15:140.

4 ـ غاية المرام: 127 و142.

(قلت): قد روى الحر العاملي في هذا المعنى أربعة روايات: وهي الخامسة والعاشرة والثالثة عشرة والخامسة عشرة في باب أحكام الأولاد من الوسائل أنظر 15:138 ـ 142. وسيذكر المؤلف بعضها تباعاً.


الصفحة 253
في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ قال لعليّ (عليه السلام): بأيّ شيء سمّيت ابني؟

قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، قد كنت أحبّ أن اسمّيه حرباً.

فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ولا أسبق أنا باسمه ربّي، ثمّ هبط جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا محمّد العليّ الأعلى يقرئك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك، سمّ ابنك هذا باسم إبن هارون قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): وما اسم إبن هارون قال: شبّر، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لساني عربيّ. قال جبرئيل (عليه السلام): سمّه الحسن.

قالت أسماء: فسمّاه الحسن (عليه السلام)، فلمّا كان يوم سابعه عقّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) عنه بكبشين املحين واعطى القابلة فخذا وديناراً وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً، وطلى رأسه بالخلوق ثمّ قال: يا أسماء الدم(1) فعل الجاهليّة.

قالت أسماء: فلمّا كان بعد حول ولد الحسين وجاءني النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال يا أسماء هلمّي ابني، فدفعته في خرقة بيضاء، فأذن في اذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعته في حجره، فبكى، فقالت: أسماء فداك أبي وامّى وممّ بكاؤك؟

قال: على ابني هذا؟ قلت: إنّه ولد الساعة يا رسول الله، فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنا لهم الله شفاعتي ثمّ قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا، فإنّها قريبة عهد بولادته.

ثمّ قال لعليّ (عليه السلام): أيّ شيء سمّيت ابني؟

قال: ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحبّ أن اسميّة حرباً.

فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ولا أسبق باسمه ربّي عزّ وجلّ، ثمّ هبط جبرئيل، فقال: يا محمّد العليّ الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: علي منك كهارون من موسى، سمّ

____________

1 ـ فان أهل الجاهلية كانوا يطلون رأس الوليد بالدم.


الصفحة 254
ابنك هذا باسم ابن هارون؟ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): وما اسم ابن هارون؟ قال: شبير، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لساني عربيّ. قال جبرئيل (عليه السلام): سمّه الحسين. فسمّاه الحسين، فلمّا كان يوم سابعه عق عنه النبيّ (صلى الله عليه وآله) بكبشين املحين وأعطى القابلة فخذا وديناراً ثمّ حلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً، وطلى رأسه بالخلوق، فقال: يا أسماء الدم فعل الجاهليّة.(1)

ولادة الحسين (عليه السلام)

190 ـ مدينة المعاجز: عن ابن عباس قال: لما أراد الله تعالى أن يهب لفاطمة الزهراء الحسين (عليه السلام) أوحى الله عزّ وجلّ الى لعيا أن أهبطي الى دار الدنيا الى بنت حبيبي محمّد (إلى أن قال:) وقالت لها مرحباً بك يا بنت محمد كيف حالك؟ قالت: بخير ولحق فاطمة (عليها السلام) الحياء من لعيا ـ ثم أنّ فاطمة ولدت الحسين في وقت الفجر فقبلتها لعيا وقطعت سرته، ونشفته بمنديل من مناديل الجنّة وقبلت عينيه وتفلت في فيه، وقالت له: بارك الله فيك من مولود وبارك في والديك (الى ان قال:) ودخل النبيّ (صلى الله عليه وآله) على فاطمة، فأقراها من الله السلام، وقال لها: يا بنيّة سمّيه الحسين، فقد سمّاه الله الحسين.

____________

1 ـ بحار الأنوار 101:11، ووسائل الشيعة 15:138 ـ 139، وغاية المرام: 131، عن الشيخ في أماليه.

قلت: كذا رواه الرواة: "شبير" كما في المستدرك 3:165 و168، والطبراني 3:100، والبزاز ـ كما في كشف الاستار 2:416.

وعند البزاز: جبر وجبير ومجبر ـ بالجيم ـ، وقال: ابن ماكولا في الإكمال 4:378، شبر ـ بشين ـ وقال ابن حجر في تبصير المتنبّه: إنه ليس جيماً ولا شيناً بل إنّه حرف بينهما.

واقول: لعله الحرف "َّ" عند الفرس، والحرف "ج" المحرف في اللغة الدارجة عند بعض أهل العراق ويؤيد ذلك ما روي من قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) كما في الحديث: لساني عربي.


الصفحة 255
فقالت: من مولاي السلام وإليه يعود السلام، والسلام على جبرائيل، وهنّأها النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبكى.

فقالت: يا أبتاه تهنّيني وتبكي؟

قال: نعم يا بنيّة آجرك الله في مولودك هذا، فشهقت شهقة وأخذت البكاء، وساعدتها لعيا ووصايفها، ثمّ قالت: يا أبتاه من يقتل ولدي وقرّة عيني وثمرة فؤادي؟! قال: شرذمه من اُمّتي يرجون شفاعتي لا أنا لهم الله ذلك.

قالت فاطمة (عليها السلام): خابت امّة قتلت ابن بنت نبيّها. قالت لعيا خابت من رحمة الله وخاضت ف عذابه يا أباه إقرأ جبرئيل عنّي السّلام وقل له: في أيّ موضع يقتل، قال: في موضع يقال له كربلاء، فإذا نادى الحسين لم يجبه أحد منهم.(1)

191 ـ مدينة المعاجز: وروى في حديث آخر إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السلام)، فهنّأها وعزاها، فبكت فاطمة. ثمّ قالت: يا ليتني لم الده، قاتل الحسين في النار. فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): وأنا أشهد بذلك يا فاطمة، ولكنّه لا يقتل حتّى يكون منه إمام يكون منه الأئمّة الهادية بعده.(2)

192 ـ غاية المرام: الحمويني ـ أحد مشايخ العامّة ـ قال: أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّي(رضي الله عنه)، عن الشيخ الفقيه مهذّب الدين أبي عبدالله الحسن بن أبي الفرج بن ردّه السلمي(رحمه الله) بروايته (فرفع الحديث) عن ابن عباس سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ لله تبارك وتعالى ملكاً يقال له: دردائيل كان له ستّة عشر ألف جناح (إلى أن قال)، فدخل النبيّ على فاطمة، فهنأها وعزّاها،

____________

1 ـ مدينة المعاجز: 214.

2 ـ مدينة المعاجز: 95.