فاطمة (عليها السلام)
وأُختها رقيّة عليهما السلام (1)
____________
1 ـ السيده رقيه هي: اخت الزهراء (عليها السلام) الكبرى، واُمّها خديجة الكبرى زوجة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وقد تزوجها عثمان بن عفان بعد وفاة اُختها اُمّ كلثوم. هذا وقد توفت رقيّة في وقعة بدر سنة "2" للهجرة. وقد فصّل المجلسي سبب مرضها ووفاتها في المجلد الثاني والعشرين من البحار: 158 ـ 363.
فقال: (بعد ذكر جنايات عثمان على رقيّة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) واجتمع الناس للصلاة عليها، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيته وعثمان جالس مع القوم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ألم جاريته الليلة، فلا يشهد جنازتها ـ قالها مرّتين ـ وهو [اي: عثمان ]ساكت: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليقومنّ او لا سمينّه باسمه واسم أبيه، فقام يتوكأ على مولى له.
قال: فخرجت فاطمة (عليها السلام) في نسائها، فصلّت على اختها(1).
234 ـ مسند أحمد بن حنبل: حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عبدالصمد، وحسن بن موسى، قالا: حدّثنا حمّاد، عن عليّ بن زيد، قال أبي: حدّثنا عفّان، حدّثنا ابن سلمة، حدّثنا عليّ بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لمّا مات عثمان بن مظعون... حتّى ماتت رقيّة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال الحقيّ بسلفنا الخير عثمان بن مظعون.
قال: وبكت النساء، فجعل عمر يضربهنّ بسوطه، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعمر: دعهنّ يبكين وايّاكن ونعيق الشيطان.
ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مهما يكون من القلب والعين، فمن الله والرحمة، ومهما كان من اليد واللسان، فمن الشيطان، وقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على شفير القبر
____________
1 ـ بحار الأنوار: 8:207، (ط / الحجرية).
235 ـ مستدرك الوسائل: عن الشريف الزاهد محمّد بن عليّ الحسيني في كتاب التعازي باسناده، عن شعبة بن ثابت البناني، عن انس بن مالك، قال: لمّا ماتت رقيّة بنت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فبكت النساء عليها، فجاء عمر يضربهنّ بسوطه، فأخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بيده وقال: يا عمر دعهنّ يبكين. وقال لهنّ: ابكين، وايّاكنّ ونعيق الشيطان، فإنّه مهما يكن من العين والقلب، فمن الله ومن الرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان، فمن الشيطان، فبكت فاطمة وهي على شفير القبر، فجعل النبيّ (صلى الله عليه وآله) يمسح الدمع بطرف ثوبه(2).
____________
1 ـ مسند أحمد بن حنبل 1:335.
2 ـ مستدرك الوسائل 1:146.
صلوات السيّدة الزهراء (عليها السلام)
237 ـ بحار الأنوار: عن جمال الاُسبوع: صلاة علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إنّه قال: لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولابنته فاطمة (عليها السلام): إنني اُريد أن اخصكّما بشيء من الخير ممّا علّمني الله عزّ وجلّ، وأطلعني الله عليه، فأحتفظا به قالا: نعم يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فما هو؟
قال: يصلّي أحدكما ركعتين يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ـ ثلاث مرّات ـ، وقل هو الله أحد ـ ثلاث مرّات ـ، وآخر الحشر ـ ثلاث مرّات من قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل(3)} (4)، فإذا جلس، فليتشهد، وليثن(5)على الله وليصلّ عل النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وليدع للمؤمنين والمؤمنات، ثمّ يدعو على اثر ذلك، فيقول: "اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ كلّ اسم هو لك، يحقّ عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسألك بحقّ كل ذي حق عليك وأسألك بحقّك على جميع ما هو
____________
1 ـ آل عمران: 3/26.
2 ـ بحار الأنوار 88:171، وايضاً البحار 87:304.
3 ـ الحشر: 59/21.
4 ـ أي إلى آخر السورة.
5 ـ من الثنا على الله سبحانه.
____________
1 ـ بحار الأنوار 86:365 عن جمال الاُسبوع.
قال المؤلّف: وهناك عدّة صلوات نسبت إلى السيدة الزهراء (عليها السلام) وهي كما يلي: روى السيد في جمال الاُسبوع باسناده، عن محمّد بن هارون، عن محمد بن بشير، عن عليّ بن حبشي، عن العباس ابن محمّد، عن أبيه محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كانت لاُمّي فاطمة (عليها السلام) ركعتان تصلّيهما، علّمها جبرئيل (عليه السلام)، فإذا سلّمت سبّحت التسبيح وهو "سبحان ذي العزّ الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره".
ثمّ قال السيّد: وقد روي أنّه يقول تسبيحها المنقول بعقب كلّ فريضة، ثمّ يصلّى على النبيّ وآله مأة مرّة.
=>
____________
<=
قلت: سنذكر تعقيبات السيدة الزهراء (عليها السلام) للصلوات اليومية في الحديث رقم 251.
وفي مصباح المتهجد: 210، صلاة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) هي ركعتان، تقرأ في الاولى: "الحمد" ومأة مرّة "إنّا أنزلناه في ليلة القدر"، وفي الثانية "الحمد" ومأة مرّة "قل هو الله أحد"، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام)، ثمّ تقول: "سبحان ذي العزّ الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره".وينبغي لمن صلّى هذه الصلاة وفرغ من التسبيح أن يكشف ركبتيه وذراعيه ويباشر بجميع مساجده، الأرض بغير حاجز يحجز بينه وبينها ويدعو ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء ويقول: وهو ساجد: "يا من ليس غيره ربّ يدعى يا من ليس، فوقه إله يخشى يا من ليس دونه ملك يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بوّاب يغشى يا من لا يزداد على كثرة السؤال الاّ كرما وجوداً وعلى كثرة الذنوب إلاّ عفوا وصفحا صلّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي كذا وكذا(عنه في بحار الأنوار 88:180 ـ 181).
وفي مصباح المتهجد: 218، وغيره: صلاة اُخرى لها صلوات الله عليها تصلّى للأمر المخوف:
روى ابراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: للأمر المخوف العظيم تصلّى ركعتين، وهي الّتي كانت الزهراء (عليها السلام) تصليها، تقرأ في الاولى: "الحمد" و"قل هو الله أحد" خمسين مرّة، وفي الثانية مثل ذلك، فاذا سلّمت صلّيت على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ثمّ ترفع يديك وتقول:
"اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بهم، وأتوسّل إليك بحقّهم الّذي لا يعلم كنهه سواك، وبحقّ من حقّه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى، وكلماتك التامات الّتي امرتني أن ادعوك بها، وأسألك باسمك العظيم الّذي أمرت ابراهيم عليه السلام ". أن يدعو به الطير، فأجابته وباسمك العظيم الّذي قلت للنار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم، فكانت، وباحبّ أسمائك إليك، وأشرفها عندك، وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقّه ومستوجبه، وأتوسّل إليك وأرغب إليك، واتصدّق منك واستغفرك واستمنحك واتضرع إليك، واخضع بين يديك وأخشع لك، وأقر لك بسوء صنيعي وأتملّق والحّ عليك.
وأسألك بكتبك الّتي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، من اوّلها إلى آخرها، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى". أتقرّب إليك.
وأسألك أن تصلّي على محمّد وآله، وأن تفرج عن محمّد وآله، وتجعل فرجي مقروناً بفرجهم، وتقدمهم في كلّ خير وتبدأ بهم فيه، وتفتح أبواب السّماء لدعائي في هذا اليوم، وتأذن في هذا اليوم وهذه الليلة بفرجي، واعطائي سؤلي في الدنيا والآخرة، فقد مسّني الفقر ونالني الضرّ وسلّمتني الخصاصة، والجأتني الحاجة، وتوسّمت بالذّلة، وغلبتني المسكنة، وحقّت عليّ الكلمة وأحاطت بي الخطيئة.
=>
____________
<=
وهذا الوقت الّذي وعدت اوليائك فيه الإجابة، فصلّ على محمد وآله وامسح ما بي بيمينك الشافية، وانظر إليّ بعينك الراحمة، وادخلني في رحمتك الواسعة، وأقبل إلي بوجهك الّذي إذا أقبلت به على أسير، فككته، وعلى ضالّ هديته، وعلى حائر أدّيته، وعل مقتر أغنيته، وعلى ضعيف قوّيته، وعلى خائف آمنته، ولاتخلني لقاءاً لعدوك وعدوي يا ذا الجلال والإكرام، يا من لا يعلم كيف هو وحيث هو قدرته إلاّ هو يا من سدّ الهواء بالسّماء، وكبس الأرض على الماء واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمّى نفسه بالإسم الّذي به يقضي حاجة كلّ طالب يدعوه به، وأسألك بذلك الاسم فلا شفيع أقوى لي منه، وبحقّ محمّد وآل محمّد أسألك أن تصلّي على محمّد، وأن تقضي لي حوائجي وتسمع محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفراً وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحسن والحجة صلواتك عليهم وبركاتك ورحمتك صوتي، فيشفعوا لي إليك وتشفّعهم فيّ، ولا تردّني، خائباً بحقّ لا إله إلاّ أنت وبحقّ محمّداً وآل محمّد وافعل بي كذا وكذا يا كريم (بحار الأنوار 88: 183 ـ 184، وعن مصباح المتهجد: 211).
وفي جمال الاُسبوع: باسناده عن محمّد بن وهبان، عن عمر بن المفضل عن اسحاق بن محمّد بن مروان الغزال، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبي عبدالله "مثله" إلى قوله: فإذا سلمت صليت على النبيّ (صلى الله عليه وآله) مأة مرّة (كذا في البحار 88: 184).
وفي بحار الأنوار 88: 184، عن جمال الاُسبوع: حدث عليّ بن محمّد العلوي الرازي وأبو الفرج محمّد بن موسى القزويني وأحمد بن محمد بن عبيد الله ـ جميعاً ـ، عن محمّد بن سنان الزاهري، عن أبيه، عن جدّه، محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)، قال: كان لاُمّي فاطمة (عليها السلام) صلاة تصلّيها، علّمها جبرئيل (عليه السلام)، ركعتان تقرأ في الأولى "الحمد" مرّة "وإنّا أنزلناه في ليلة القدر" مأة مرّة. وفي الثانية: "الحمد" مرّة ومأة مرّة "قل هو الله".
فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الطاهرة (عليها السلام)، وهو التسبيح الّذي تقدّم وتكشف عن ركبتيك وذراعيك على المصلّى وتدعو بهذا الدعاء وتسأل حاجتك تعطها ان شاء الله.
الدعاء...: ترفع يديك بعد الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وتقول: "اللّهم إنّي أتوجّه إليك بهم وأسألك بحقّك العظيم الّذي لا يعلم كنهه سواك (إلى آخر الدعاء).
وفي تفسير العياشي 2:286، عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
من صلّى أربع ركعات، فقرأ في كلّ ركعة خمسين مرّة "قل هو الله أحد". كانت صلاة فاطمة (عليها السلام) وهي صلاة الاوابين. وهذا قد رواه البحراني في تفسير البرهان 2:414، والمجلسي في البحار (ط / قديم) 88: 171.
ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
من الدعاء
دعاء لقضاء الحوائج
238 ـ دلائل الامامة: حدّثني أبو المفضل محمّد بن عبدالله، قال: حدّثني أبو
قال: تقولين: "يا الله، يا أعزّ مذكور، وأقدمه قدماً، في العزّة والجبروت، يا الله، يا رحيم كلّ مسترحم، ومفزع كلّ ملهوف، يا الله يا راحم كلّ حزين يشكو بثه وحزنه إليه، يا الله يا خير من طلب المعروف منه، وأسر في العطاء، يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقّدة بالنور منه.
أسألك بالأسماء الّتي تدعو بها حملة عرشك ومن حول عرشك يسبحون به شفقة من خوف عذابك، وبالأسماء الّتي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلاّ اجبتني وكشفت يا إلهي كربتي وسترت ذنوبي يا من يأمر بالصيحة في خلقه، "فإذا هم بالسّاهرة".
أسألك بذلك الإسم الّذي تحيي به العظام وهي رميم أن تحيي قلبي وتشرح صدري وتصلح شأني، يا من خصّ نفسه بالبقاء وخلق لبريّته الموت والحياة، يا من فعله قول، وقوله أمر، وأمره ماض على ما يشاء، أسألك بالإسم الّذي دعاك به خليلك حين ألقي في النار، فاستجبت له، وقلت: "يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم" وبالاسم الّذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن، فاستجبت له
أسألك بهذه الأسماء لما اعطيتني سؤلي وقضيت بها حوائجي"، فإنّه يقال لك يا فاطمة نعم نعم(1).
قال المؤلّف: وروي من مصباح ابن باقي باسناد متصل عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن عليّ، عن اُمّه فاطمة (عليها السلام)، قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فساق الحديث مثله(2).
ما هو خير من الخادم
239 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة الحديث رقم 266: عن طلاب بن حوشب أخي العوام بن حوشب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسن، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، إنّه قال: لفاطمة اذهبي إلى أبيك، فسأليه يعطيك خادماً، يقيك الرحى وحرّ التنور.
فأتته، فسألته فقال: إذ جاء سبي، فأتينا.
____________
1 ـ دلائل الإمامة: 5، وبحار الأنوار 91 و92:404 و88:181، ومهج الدعوات: 171.
2 ـ انظر المصادر أعلاه.
اللّهمّ ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم ربّنا وربّ كلّ شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن وفالق الحبّ والنّوى إنّي أعوذبك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، أنت أوّل، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء إقض عنا الدّين وأغننا من الفقر".
فانصرفت فاطمة راضية بذلك من الجارية.
فقال (عليه السلام): فما تركتها منذ علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قيل: ولا ليلة صفّين قال: ولا ليلة صفين(1).
240 ـ مسند فاطمة وكنز العمّال: عن سويد بن غفلة(رضي الله عنه)، قال: أصابت علياً خصاصة، فقال لفاطمة: لو أتيت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فسألته(2)، فأتته ـ وكانت عنده اُمّ أيمن ـ، فدقت الباب.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لاُمّ أيمن: إنّ هذا لدقّ فاطمة ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، فقومي، فافتحي لها الباب، فقالت: يا فاطمة لقد اتيتنا في ساعة ما عودتنا(3) ان تأتينا في مثل هذا. فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التهليل
____________
1 ـ مسند فاطمة: 102، وقد نقل السيوطي برقم: 255، نظيره عن أبي هريرة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 10:362 و363، والمتقي في كنز العمال 20:95، و2:63.
2 ـ كذا في الأصل، والصحيح: فسألتيه.
3 ـ كذا في الأصل والصحيح: ما عودت.
قال: والّذي بعثني بالحقّ ما اقتبس(2) في بيت آل محمّد منذ ثلاثين يوماً، ولقد اتتنا اعنز(3)، فإن شئت امرنا لك بخمسة اعنز، وان شئت علمتك خمس كلمات علمنيهنّ جبرئيل.
فقالت: بل علّمني كلمات الّتي علمّك جبرئيل.
قال: قولي: "يا أوّل الأوّلين ويا آخر الاخرين ويا ذاالقوّة المتين ويا راحم المساكين ويا ارحم الرّاحمين".
فانصرفت، فدخلت على عليّ، فقال: ما وراءك؟
فقالت: ذهبت من عندك للدنيا واتيتك بالآخرة. فقال خيراً أيّامك(4).
الدعاء للامر العظيم
241 ـ نفس المهموم: عن زين العابدين (عليه السلام)، قال: ضمّني والدي (عليه السلام) إلى صدره يوم قتل ـ والدماء تغلي ـ وهو يقول: يا بنيّ احفظ عنّي دعاء علمتنيه فاطمة، وعلّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلّمه جبرئيل (عليه السلام) في الحاجة والمهم والغمّ والنازلة إذ نزلت والأمر العظيم الفادح، قال: ادع "بحقّ يس والقرآن الكريم، وبحقّ طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفسا عن
____________
1 ـ كذا في الأصل والصحيح: فما طعامنا.
2 ـ الإقتباس كناية عن اشعال النار والطبخ.
3 ـ الاعنز: جمع عنزة، وهي: السخلة.
4 ـ مسند فاطمة: 3، الحديث رقم: 6، وقد رواه في: ص24، برقم: 33 أيضاً وزاد في آخره (أبو الشيخ في فوائد الاصبهانيين والديلمي). وقد رواه المتقي الهندي في كنز العمال 2:241.
242 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة: عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) تسأله خادماً. قال: قولي: "اللّهمّ ربّ السّموات السبع وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحبّ والنّوى، اعوذ بك من كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأوّل، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، فأنت الباطن، فليس دونك شيء اقض عنّي الدين واغننى من الفقر(2).
243 ـ روى ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة: باسناده عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلمات، وقال: إذا اخذت مضجّعك، فقولي: "الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله لمن دعا، ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ، توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم، الحمد لله الّذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذّل وكبّره تكبيراً".
ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ما من مسلم يقولها عند منامه، ثمّ ينام وسط الشياطين
____________
1 ـ نفس المهموم: 347 عن الدعوات للراوندي.
2 ـ كذا في مسند فاطمة: 25، وقد رواه الترمذي في سننه ـ كتاب الدعوات ـ في 2:240 كما يلي: "اللّهمّ ربّ السماوات وربّ الأرضين وربّ كلّ شيء، فالق الحبّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من كلّ ذي شرّ أنت آخذ بناصيته، أنت الأوّل; فليس قبلك شيء وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، والظاهر; فليس فوقك شيء والباطن; فليس دونك شيء إقض عني الدين واغنني من الفقر".
زاد فاطمة (عليها السلام)
244 ـ مهج الدعوات: روي أنّ فاطمة (عليها السلام) زارت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: ألا ازوّدك؟ قالت: نعم.
قال: قولي: "اللّهمّ ربّنا وربّ كل شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحبّ والنّوى، اعوذ بك من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأوّل، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، صلّ على محمّد وعلى أهل بيته عليه وعليهم السّلام، واقض عنّي الدين، واغنني من الفقر، ويسّر لي كلّ الأمر يا ارحم الراحمين(2).
لدفع الأرق
245 ـ بحار الأنوار: حدث أبو المفضل محمّد بن عبدالله(رحمه الله)، قال: كتب إليّ محمّد بن الأشعث الكوفي من مصر، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام)، أنّ فاطمة شكّت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأرق. فقال لها: قولي يا بنيّة: "يا مشبع البطون الجائعة، ويا كاسي الجسوم العارية، ويا ساكن(3) العروق الضاربة، ويا منوم العيون الساهرة، سكّن عروقي الضاربة، وأذن لعيني نوماً عاجلا".
____________
1 ـ ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة: 196، وعنه السيوطي في مسند فاطمة: 98 الحديث 231. وروى نفس هذا الدعاء في صفحة: 111 الحديث رقم: 256، وقال عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة إذا اخذت مضجعك، فقولي: الحمد لله... إلى آخر الدعاء. وجاء في آخره، فيضره الله، وهذا الرواية موجودة في كنز العمال 20:65.
2 ـ مهج الدعوات: 176، وعنه بحار الأنوار 92:406.
3 ـ كذا في البحار: ولعل الصحيح: سكن.
ذكر ياحيّ ياقيّوم
246 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة: يا فاطمة ما لي لا أسمعك بالغداة والعشيّ، تقولين: "ياحيّ ياقيّوم برحمتك أستغيث، اصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي". (الخطيب عن أبي هريرة)(2).
247 ـ وفيه أيضاً: يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما اُوصيك به، إنّ تقولي [إذا اصبحت وامسيت](3) "ياحيّ ياقيّوم برحمتك استغيث، فلا تكلني إلى نفسي طرفه عين، وأصلح لي شأني كلّه". (عد، هب، عن أنس)(4).
لدفع الرؤيا المكروهة
248 ـ السيّد في فلاح السائل: عن التلعكبرى، عن عليّ بن محمّد بن يعقوب العجلي، عن ابن فضال، عن محمّد بن الوليد، عن أبان بن عثمان، عن عبدالله وسليمان، عن أبي جعفر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: شكّت فاطمة (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما تلقاه في المنام، فقال لها: إذا رأيت شيئاً من ذلك. فقولي: "اعوذ بما
____________
1 ـ بحار الأنوار 73:213.
2 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة: 2 الحديث رقم: 3، عن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8:.48 3 ـ ما بين المعتوفتين من مجمع الزوائد ـ كما في هامش مسند فاطمة ـ.
4 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة: 3 الحديث رقم: 4، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10:117، وقال: رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة.
قال المؤلّف: وقد نقله الشيخ الكفعمي في المصباح: 300، عن ابن طاووس وأوّله: بسم الله الرّحمن الرّحيم ياحيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، فأغثني، ولا تكلني إلى نفسي".
ورواه المجلسي في البحار 43:217، و91:210، وعنه عوالم العلوم 11:264. قلت: وسيأتي ذكر السيدة لهذه العبارة في فصل: "حرزها (عليها السلام) " وفصل: "وفاتها (عليها السلام) ".
قال المؤلّف: قد وردت روايات بهذا المضمون لدفع سوء ما يرى الإنسان في المنام ممّا يكرهه، وفيها، قال جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه او رأى أحد من المؤمنين، فليقل: أعوذ بما عاذت إلى آخر الدعاء..(2).
لدفع الشدائد
249 ـ مكارم الأخلاق: عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)، علّم عليّاً وفاطمة (عليها السلام) هذا الدعاء وقال لهما: إن نزلت بكما مصيبة او خفتما جور السلطان او ضلّت لكما ضالّة، فاحسنا الوضوء وصلّيا ركعتين وارفعا ايديكما إلى السّماء وقولا: "يا عالم الغيب والسرائر، يا مطاع يا عليم، يا الله يا الله يا الله، يا هازم الأحزاب لمحمّد (صلى الله عليه وآله) يا كائد فرعون لموسى، يا منجى عيسى من الظلمة، يا مخلّص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبده يعقوب، يا كاشف ضرّ أيّوب، يا منجي ذي النون من الظلمات، يا فاعل كلّ خير، يا هادياً إلى كلّ خير، يا دالا على كلّ خير، يا آمراً بكلّ خير، يا خالق الخير، يا أهل الخيرات، أنت الله رغبت إليك فيما قد علمت، وأنت علاّم الغيوب، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد".
ثمّ إسألا الحاجة تجاب ان شاء الله تعالى(3).
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 1:351، عن فلاح السائل: 262 ـ وصححناه على الأخير ـ.
2 ـ مستدرك الوسائل: 1: 351 وفي الوسائل 4:1066 زيادة: وعباده الصالحون من شرّ كل ما رأيت في ليلتي هذه أن يصيبني منه سوء اوشيء يكره، ثمّ اتفلي عن يسارك ثلاث مرات.
3 ـ مستدرك الوسائل 2:41.