____________
1 ـ الصلاح: هو ضد الفساد، و"من صلح" هو من لزم الصلاح في أعماله، والصالحون يلون الشهداء في الفضل وذكرهم الله تعالى في آيات عديدة من القرآن الكريم، وخصّ هذه الصفة بالذكر لبعض الأنبياء، فقال سبحانه: "ونبيّاً من الصالحين" (الصافّات: 37/112).
هذا: وفي هامش "الف": في نسخة "الف": والخالصين ـ بدل والصالحين ـ والخالص هو: من أخلص لله في العبادة ولم يشرك به شيئاً.
2 ـ بعد أن شهد الداعي لله بالوحدانيّة، يريد أن ينفي كل المعبودات الاُخرى، فهو ينفي كلّ ما يستقطب انتباه الإنسان إلى حدّ العبوديّة سواء كان نبيّاً أو وليّاً أو أيّ شيء آخر يحبّه الإنسان ويهواه، وسواء كان حيواناً أو صنماً أو مالا أو متاعاً أو هوى أو نفساً أو مقاماً أو...، فيقر بأن جميع تلك باطلة مضمحلّة وإنّه لن يعبدها من دون الله.
3 ـ يطلب الداعي من الله أن يتولى الخيار له، ويكون هو الّذي يقرر ما يفعل به، فإن الإنسان ـ ومهما بلغت فطنته ـ لا يحيط بكلّ جوانب الحياة، ولا يعرف ما يضمن له السعادة، فهو غالباً ما يعيش في حدود يومه ومعلوماته الضيقة ومع هذه المواصفات، فايكال الأمر إلى الله هو الخيار الوحيد للإنسان الّذي يضمن به السعادة في كافة مجالات الحياة.
"لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، ويميت و[يحيي، وهو حىّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير".
ويقول: إحدى عشرة مرّة ـ أيضاً ـ:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله، والله أكبر(1)، استغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله(2)، الحليم الكريم، العليّ العظيم، الرّحمن الرّحيم،
____________
1 ـ قال الشهيد الأوّل في شرح التسبيحات الأربع ما يلي: "سبحان الله": تنزيهه عن السوء والفحشاء ويدخل في ذلك جميع صفاته السلبية كنفي الحدوث والإمكان والحاجة والعجز والكسل والجسمية والعرضية والجوهرية والإتّحاد والجهة والصاحبة والولد.
ومعنى "الحمد لله": الثناء عليه بذكر أنّه الخالق [للممكنات] من سماء وأرض وفلك وملك، وخلق العقل ـ الفارق بين الصحيح والفاسد والحق والباطل ـ، وبعث الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، ثمّ خلق أصول النعم الّتي هي الحياة والقدرة والشهوة والنفرة والعقل والإدراك والإتّحاد، ثمّ خلق فروعها المشتهيات والملذّات، حتّى أنّه ليس نفس تمضي إلاّ وهي نعمة يجب شكرها، حتّى أن شكر نعم الله من النعم الّتي يجب شكرها، ومن ذلك تصديق النبيّ (صلى الله عليه وآله) في جميع ما جاء به من الحشر والنشر والجنّة والنار والصراط والميزان.
ومعنى "لا إله إلاّ الله": تنزيهه عن الشريك والمثل والضد والند والمساوي والمنافي، وفيه بطلان قول اليهود والنصارى والثنويّة وعبّاد الأصنام والأوثان والصّلبان والكواكب، وهي الشهادة الّتي من قالها مخلصاً دخل الجنّة.
ومعنى "الله أكبر": اثبات صفات الكمال له مثل الوجود والقدرة والعلم والأزلية والبقاء السرمدي والسمع والبصر والإدراك، وكونه عدلا حكمياً، جارية أفعاله على وفق الحكمة والصواب، وأنّه لا يستطيع أحد الإطلاع على كنه ذاته تعالى، ولا على صفة من صفاته، فهو أكبر من أن يوصف، ولا يحيط به الواصفون، فلا يعلم ما هو إلاّ هو.
فهذه الكلمات الأربع تشتمل على الاُصول الخمسة، التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد، فمن حصّلها حصّل الإيمان، وهي الباقيات الصالحات (هامش مصباح الكفعمي: 77).
2 ـ الحول: الحيلة والقوّة، والحول ـ أيضاً ـ: الحركة، يقال: حال الشخص، إذا تحرّك، وعليه، فمعنى "لا حول ولا قوّة إلاّ بالله" أي: لا حركة ولا استطاعة إلاّ بمشيئة الله عزّ وجلّ وهو أشارة إلى التوحيد الأفعالي.
ثم ّ يقول:
"اللّهمّ صلّ على محمّد(5)، وأهل بيت محمّد المباركين، وصلّ على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وحملة عرشك(6) أجمعين، والملائكة المقرّبين، اللّهمّ صلّ
____________
1 ـ القدّوس: فعّول: من القدس، وهو: الطهارة، والمعنى: الطاهر المنزّه عن العيوب والنقائص. وصيغة فعوّل من ابنية المبالغة.
2 ـ والمعنى: بقدر يملأ السماوات والأرضيين، وهذا تمثيل، والمراد به: كثرة الأذكار المتقدمة من حيث العدد بالمقدار الّذي يملأ السموات والأرضين".
ويحتمل أن يراد به تفخيم شأن هذه الأذكار، كما يجوز أن يراد بالتمثيل المذكور أجر تلك الأذكار وثوابها.
3 ـ مداد كلماته ومددها، أي: مثل عددها وكثرتها، وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبه من وجوه الحصر والتقدير، قال ابن الأثير: وهذا تمثيل يراد به التقدير لأنّ الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنّما يدخل في العدد... (لسان العرب ماده: مدد.) هذا ولكن لو فسرت الكلمات بالموجودات ومخلوقات الله سبحانه كما ورد في تفسير بعض آيات القرآن الكريم. فلا يتوجّه كلام إبن الأثير المتقدّم. هذا ويمكن أن يراد بالمداد ـ هنا ـ: البحار، كما ورد في قوله تعالى: "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً" (الكهف: 18/109).
4 ـ أي بالمقدار الّذي يرتضيه الله سبحانه، هذا، وقد ورد في "ج" هكذا: ورضاه لنفسه، ولا يتفاوت المعنى.
5 ـ قال الكفعمي في هامش: ص13 من مصباحه في شرحه لإسم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): وسمّاه في القرآن بمائة اسم ذكرناها في كتابنا: "حديقة أنوار الجنان الناضرة وحدقة أنوار الجنان الناظرة"، قال الزمخشري في كتاب المفصل: محمود لا يدل على الكثرة، ومحمّد يدلّ على الكثرة، وقيل لعبد المطلب: لم سمّيت إبنك محمّداً وليس من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
6 ـ المراد به من ذكرهم الله سبحانه بقوله: "ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية"(الحاقة: 17) والعرش يطلق على معان عديدة، فيقال: عرش الرجل، ويراد به قوام امره، وعرش الملك عزّه وسلطانه وأمّا عرش الله، فهو ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلاّ بالإسم.
وقد أوّل بمعان، كالقدرة الإلهيّة العامّة والوجود المنبسط وقلب الإنسان الكامل، وغيرها.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على ملك الموت وأعوانه، وصلّ على رضوان وخزنة الجنان، وصلّ على مالك وخزنة النّيران، اللّهمّ صلّ عليهم جميعاً حتى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرضا، ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على الكرام الكاتبين(2)، والسّفرة الكرام(3) البررة، والحفظة لبني آدم(4)، وصلّ على ملائكة الهواء، والسّماوات العلى(5)، وملائكة الأرضين السّفلى، وملائكة اللّيل والنّهار، والأرض والأقطار، والبحار والأنهار، والبراري والفلوات، والقفار والأشجار(6)، وصلّ على ملائكتك الّذين أغنيتهم عن الطّعام والشّراب بتسبيحك(7) وعبادتك.
اللّهمّ صلّ عليهم، حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا
____________
1 ـ الصلاة من الله: هي إرسال الرحمة وإظهار الشرف، وبعد أن يذكر الداعي أسماء الكرام يؤكّد في طلب الرحمة لهم بكلمة "جميعاً" على ما في نسخة "ج" وهذه الكلمة غير موجودة في "ألف" و"ب".
2 ـ هم الملائكة الّذي يكتبون الأعمال والأقوال، بل كل ما يصدر من الإنسان وقد ذكرهم الله تعالى بقوله: "وإنّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون" (الإنفطار: 82/10).
3 ـ السفرة: جمع سافر، وهو الكاتب، وقد ورد إسمهم في قوله تعالى: "في صحف مكرّمة مرفوعة مطهّرة بأيدي سفرة كرام بررة" (عبس: 80/16) ويمكن أن يكون سبب ذكرهم للمرة الثانية، هو رفعهم للأعمال إلى المقام الربوبي.
4 ـ هم صنف آخر من الملائكة يحوطون بالإنسان ويدفعون عنه الشرور والمخاطر، حتّى إذا جاء القدر الإلهي خلّوا بينه وبينه، وقد ورد ذكرهم في قوله تعالى: "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" (الرعد: 13/11) 5 ـ أي العالية أو الكبيرة، فإنّها أكبر من الأرض باضعاف هائلة، وهذه الجملة وردت في "ب"، لكنّها غير موجودة في "ألف"، وفي "ج" وردت هكذا: وملائكة السماوات العلى.
6 ـ هذه الكلمة غير موجودة "ب" وجعلت في هامش "ج" في نسخة.
7 ـ التسبيح، هو: التنزيه عن النقائص والمواد.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على أبينا آدم واُمّنا حوّاء، وما ولدا من النبيّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين.
اللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صل على محمّد وأهل بيته الطيّبين(1) وعلى اصحابه المنتجبين(2)،
____________
1 ـ هكذا وردت الكلمة في "ب"، ولكنّها في "ألف": الطاهرين، وصحح في الهامش، وفي "ج": الطيبين الطاهرين، وأمّا أهل البيت فهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وهذا ما اتّفق عليه علماؤنا ومفسرونا وهو المستفاد من موارد استعمال هذه اللفظة في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله).
هذا وقد ناقش في إطلاق هذه اللفظة على هؤلاء (عليهم السلام) بعض العامّة وذلك في آية التطهير [آية التطهير هي الآية: 33 من سورة الأحزاب رقم: 33 وهي قوله تعالى: {إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}] فقط. أمّا في غير آية التطهير من موارد اشتمال الجمل والعبارات على لفظه أهل البيت، فلم يناقش أحد في اختصاصها بعليّ وفاطمة وإبنيهما.
وهذه الظاهرة تدلّ على أنّ المحفّز لاولئك في النقاش حول مدلول اللفظة، في آية التطهير ليس إلاّ التعصب والحميّة واستنصاراً لمذاهبهم وروّادها. اذ أنّ آية التطهير تدلّ على مقام سام ودرجة رفيعة جداً وهي العصمة. وعلى أية... حال فهذه اللفظة تخصّ على الأطهار الأربعة سواء في آية التطهير أو آية الصلاة [آية الصلاة هي الآية: 132 من سورة طه رقم: 20 وهي قوله تعالى: "وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها] أو أحاديث الرسول الكثيرة.
وقد تحدثنا عن هذا الموضوع باسهاب في كتابنا: "آية التطهير". وناقشنا فيه آراء العامّة ورددناها بأدلة قاطعة لأوهامهم، وممّا ذكرناه هناك: كلمات أهل اللغة في تفسير الأهل: بأنّه لا يطلق على غير ذوي القربى ولا يشمل حتّى الأزواج.
ومنها: أنّ النبيّ لم يطلق هذه العبارة على غير اولئك النفر في حديث الكساء.
ومنها: الروايات الكثيرة المختلفة الّتي وردت فيها هذه العبارة واتفق الكلّ أنّ المراد منها، هم، هؤلاء فقط كقوله (صلى الله عليه وآله): إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقوله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، وغيرهما.
ومنها: أنّ هؤلاء هم المتبادرون عند اطلاق هذه اللفظة عند الحفاظّ والعلماء وسائر المسلمين.
هذا وقد خاطبهم الشافعي بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم | فرض من الله في القرآن أنزله |
كفاكم من عظيم الشأن أنكم | من لم يصلّ عليكم لا صلوة له |
2 ـ النجيب: هو المختار والمصطفى، والمراد بالمنتجبين من أصحابه (صلى الله عليه وآله): من استقام على الإسلام ولم يرتد بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا ما يشير اليه ما ورد في هامش "ج" ففيه زيادة ما يلي: الموفين بعهده لوصيّه من بعده.
اللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وبارك على محمّد وال محمّد، وارحم محمّداً وآل محمدا، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة(2)، والفضل والفضيلة والدّرجة الرّفيعة، وأعطه حتّى يرضى، وزده بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما أمرتنا أن نصلّي عليه(3).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما ينبغي لنا أن نصلّي عليه.
اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد، بعدد من صلى عليه،
____________
1 ـ في "ج" زيادة: أمهات المؤمنين، وهو إقتباس من قوله تعالى: "النبيّ اُولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه اُمّهاتهم" (الأحزاب: 33/6).
2 ـ والوسيلة ـ في الأصل ـ: ما يتقرب به إلى شيء او يتوسل به للتوصل إلى المراد، وهي هنا: القرب الالهي، وهي: الشفاعة، وقيل: هي منزلة من منازل الجنّة، وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنّها درجات الجنّة وذروة مراتب الزلفى ونهاية غاية الامنية، لها الف مرقاة... (هامش "ج": 122).
3 ـ ورد الأمر بالصلاة عليه (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً" (الأحزاب: 33/59).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآله محمّد، بعدد كلّ حرف في صلاة صلّيت عليه.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد من صلّى عليه، ومن لم يصلّ عليه.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد كلّ شعرة ولفظة ولحظة(2)، ونفس وصفة، وسكون وحركة، ممّن صلّى عليه، وممّن لم يصلّ عليه، وبعدد ساعاتهم ودقائقهم، وسكونهم، وحركاتهم، وحقائقهم(3)، وميقاتهم(4)، وصفاتهم وأيّامهم، وشهورهم وسنيّهم(5)، وأشعارهم وأبشارهم(6)، وبعدد زنة ذرّ ما عملوا أو يعملون(7)، أو بلغهم، أو رأوا(8)، أو ظنّوا، أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة، وكأضعاف ذلك أضعافاً مضاعفة(9)، إلى يوم القيامة يا أرحم الرّاحمين(10).
____________
1 ـ هكذا وردت في "الف" وأمّا في "ج"، فقد وردت: وبعدد من لم يصلّ عليه. وأمّا "ب"، فليس فيها هذه الفقرة.
2 ـ اللحظة: أقلّ فترة زمنية كانت تتصور سابقاً، وكانت تقدر بلحظ العين.
3 ـ الحقائق: جمع حقيقة، وهو ما يحقّ على الرجل حمايته والذب عنه كالعرض والشرف، وحقيقة الشيء: منتهاه واصله، ويقال: الحقيقة تطلق على الراية المميزة لفئة عن اُخرى كأعلام الدول في الوقت الحاضر.
4 ـ الميقات هو: الأجل المحدد للشيء، مأخوذ من الوقت، وقد يستعار للمكان كما يقال: مواقيت الإحرام، لحدود الحرم المكيّ الشريف.
5 ـ كذا في "الف"، ولكنّه في "ج" وسنينهم وفي "ب" وسنّتهم، وما أثبتناه أفصح.
6 ـ الأشعار: جمع شعر، وهو معروف مفرده شعرة، والأبشار: جمع بشرة وهو: ظاهر الجلد.
7 ـ هذه "الف" فقرة من باب تشببه المعقول بالمحسوس، فإن الأعمال لا وزن لها إلاّ أن يراد متعلقات الأعمال من بناء ومصنوع أو الوزن الاعتباري من الأجر والثواب، او يراد: وزنها بعد التجسيم. وبالتفسير المذكور، تفسر العبارات التالية لهذه الفقرة.
8 ـ أي: ما أمكنهم رؤيته من الأجسام والأعراض كاللون.
9 ـ الضعف هو: المثل، وضعفا الشيء مثلاه، وقال الهروي: أقلّ الضعف محصور وهو: المثل، واكثره غير محصور (هامش "ج" ص608).
10 ـ هذا النداء يتكرر في آخر كثير من الأدعية وهو لبيان شدّة الرجاء من الله.
فإن الله الذي ابتدأ بالنعم سيتفضل بإتمامها، وسعة الرحمة الإلهية تقتضي الزيادة فيها، فنداء "يا أحرم الراحمين" هو لاستدعاء الرحمة (عن مجمع البيان ـ بتصرّف ـ).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد ما ذرأت وما برأت(2).
اللّهمّ لك الحمد والثّناء والشّكر والمنّ، والفضل والطّول(3)، والخير والحسنى(4)، والنّعمة والعظمة والجبروت(5)، والملك والملكوت(6)، والقهر والسّلطان، والفخر والسّؤدد(7)، والإمتنان، والكرم، والجلال والإكرام، والجمال والكمال، والخير والتّوحيد(8)، والتّمجيد والتّحميد، والتّهليل والتّكبير، والتّقديس،
____________
1 ـ كذا في "الف" و"د" ولكنّه في هامش "ج"، في نسخة: مرضيّة ويحتمل أن يكون اللفظ: صلاةً ترضاه.
2 ـ كذا ورد في هامش "الف" في نسخة وهو ساقط من "ب" و"ج"، وذرأ بمعنى: خلق ومنه قوله تعالى: "ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجنّ والإنس" (الأعراف: 7/179). وتأتي "ذرأ" بمعنى: كثّر، ومنه: "وهو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون" (المؤمنون: 23/79). وبرأ معنى: خلق، يقال: الله بارىء النسمات، ويطلق على المخلوقات: البرية.
3 ـ قيل أنّ المن هو: الإعطاء والبذل قبل السؤال، والطول هو: التفضل بترك العقاب المستحق عاجلا وآجلا، والطّول، ـ أيضاً ـ هو: التفضل بالإنعام والزيادة على الاستحقاق.
4 ـ ويراد بها: الأسماء الحسنى التّي قال عنها سبحانه: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" (الاعراف: 7/180)، وأسماء الله تعالى كلّها حسنى لأنّها تنبىء عن صفات حسنة كالقادر والعالم، أو أفعال حسنة كالخالق والرازق، او معان حسنة كالصمد، فإنّه يرجع إلى الغنى وعدم الحاجة، والمعبود والمشكور وهي ترجع إلى أفعال العباد أي: من يعبد ويشكر.
وقيل: أنّ المراد بالحسنى من مالت إليه النفوس من ذكر العفو والرحمة.
والحسنى تأنيث الأحسن، وإنّما قال: الحسنى ـ بلفظ الواحد ـ ولم يقل: الأحاسن، لأنّ أسماء الله مؤنثة، يقع عليه هذه كما يقع على الجماعة، كأنّه اسم واحد للجمع، وفي القرآن الكريم: "حدائق ذات بهجة" (النمل: 27/60)، (هامش "ج" ص610 بتصرف).
5 ـ صيغة مبالغة بمعنى: العظمة والكبرياء، والقدرة، والسلطة، وقيل: عالم العظمة، وقيل: هو مأخوذ من الجبر بمعنى التلافي والتدارك.
6 ـ فعلوت من الملك، ويراد به: العز والملك العظيم، والملكوت: هي حقيقة الشيء المجردة عن قيود المادة، ويقابله: الملك بمعنى: المادة الجسمانية الكثيفة، وهو: عالم الشهادة ـ كذا قيل ـ.
7 ـ أي: القدر الرفيع وكرم المنصب والسيادة، و"الدال" زائدة للإلحاق.
8 ـ أي أنّ الاحدية منحصرة بك، فلا أحد سواك، وهو قوله تعالى: "قل هو الله أحد" (الاخلاص: 112/1)، فإن جميع الكائنات هي أزواج، وقد قال تعالى: "سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون" (يس: 36/26)، هذا وبين الأحدية والوحداية عموم من وجه، والواحد هو: الفرد الّذي لا شريك له، والأحد هو: البسيط الّذي لا جزء له، ويتصادقان في الواجب تبارك وتعالى.
____________
1 ـ كذا في "الف" و"ب"، ولكنّ في "ج": وترضى ـ مبنياً للمجهول ـ وفي "د": وترضى به ممن قاله.
2 ـ هذه الجملة وكذا ما بعدها ـ من العبارات المشابهة ـ، يمكن أنّ تفسّر بما يلي:
1 ـ إنّي أحمدك بكثرة بحيث يملأ حمدي جميع الأزمنة الغابرة، فيتصل بحمد أولّ من حمدك يارب.
2 ـ ان يراد ارتفاع الحمد في مدارج القبول والقرب الالهي حتّى يتصل ـ في القرب والقبول ـ بحمد أول الحامدين لله سبحانه.
3 ـ الجرعة هي: الكمية القابلة للابتلاع من السوائل. ويراد هنا: العدد الكثير من الجرع الّتي تتواجد في مياه وفيرة، كالبحار.
4 ـ المدر: هو التراب المتلبد، أو: قطع الطين اليابس، او: الطين العلك الّذي لا يخالطه رمل، واحدته: مدرة، هذا وفي نسخة "ج" زيادة: والملك، ويراد به: جنس الملائكة.
5 ـ أي: بعدد ما يكون زنة الذرة في الأجسام الكائنات بصورة عامّة ـ وهذا عدد كبير جداً لا يمكن حتّى تصوّره، والجدير بالملاحظة، أن هذا العدد الهائل يضرب في "عدد زنة ذرّ السماوات والأرض" المذكور سابقاً.
ثمّ يضرب الناتج في نفسه "وعدد زنة ذرّ ذلك" ثم يبدأ هذا الرقم بالتضاعف مرات ومرات "أضعاف ذلك، وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة" مما لا يعلم بها إلاّ الله سبحانه. ولو تعمقنا في مداليل هذه الفقرات للمسنا مدى النبوغ وبداعة الاُسلوب الّتي رتبت بها، هذه الفقرات والعلم الّذي يكمن وراء تلك السطور، وإنّها لمعجزة حقّاً يستدل بها على كمال وعلو مقام من طرح هذه الفكرة على المجتمع مما يدل على عظمة الله سبحانه.