20 ياعلي : كلُّ مسكر حرامٌ ، وما أسكر كثيرُه فالجرعةُ منه حرام (21) . ياعلي : جُعِلَت الذنوبُ كلُّها في بيت ، وجُعِلَ مفتاحُها شُربُ الخمر (22) . = صلاته أربعين صباحاً فقال : صدقوا ، فقلت : وكيف لا تحسب صلاته أربعين صباحاً لا أقلّ من ذلك ولا أكثر ؟ قال : لأنّ الله تعالى قدّر خلق الإنسان فصيّر النطفة أربعين يوماً ، ثمّ نقلها فصيّرها علقة أربعين يوماً ، ثمّ نقلها فصيّرها مضغة أربعين يوماً ، وهكذا إذا شرب الخمر بقيت في حشاشته على قدر ما خلق منه ، وكذلك يجتمع غذاؤه وأكله وشربه تبقى في حشاشته أربعين يوماً »(1). (21) وتحريم الخمر موضع وفاق بين المسلمين وهو من ضروريّات الدين ، والمعتبر في التحريم إسكار كثيرها فيحرم قليلها أيضاً ، وحرمتها ثابتة في جميع الأديان كما يدلّ عليه حديث أبي بصير ، عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : « ما زالت الخمر في علم الله وعند الله حرام ، وإنّه لا يبعث الله نبيّاً ولا يرسل رسولا إلاّ ويجعل في شريعته تحريم الخمر ... »(2). (22) فإنّ شرب الخمر يفتح الباب إلى كلّ شرّ وذنب ، وفي الفقه الرضوي : « وإنّ الله تعالى حرّم الخمر لما فيها من الفساد ، وبطلان العقول في الحقائق ، وذهاب الحياء من الوجه ، وأنّ الرجل إذا سكر فربما وقع على اُمّه أو قتل النفس التي حرّم الله ، ويفسد أمواله ، ويذهب بالدين ، ويسيء المعاشرة ، ويوقع العربدة ، وهو يورث الداء الدفين »(3). 1 ـ علل الشرائع : ص345 ، ب52 ، ح1 . 2 ـ بحار الأنوار : ج66 ، ص488 ، ب1 ، ح23 . 3 ـ الفقه الرضوي : ص37 . 21 ياعلي : يأتي على شاربِ الخمرِ ساعةً لا يعرفُ فيها ربَّه عزّوجَلّ (23) . ياعلي : إنّ إزالةَ الجبالِ الرواسي أهونُ (24) ... = والداء الدفين هو الداء المستتر ، ولعلّه إشارة إلى الأمراض الخطيرة التي يُورثها إدمان الخمر كالصرع والرعشة ، والفالج ، وتورّم الأحشاء ، والتهاب الكبد والكلى ، وترهّل البدن ، وإختلال الأعصاب ، وذات الرئة ، وسرطان جهاز الهضم ، وضياع المعدة وغيرها من المساوىء التي صرّحت بها الكتب الطبية وكشفتها المؤسّسات العالمية(1). (23) في حديث الإحتجاج سأل زنديقٌ أبا عبدالله (عليه السلام) : لِمَ حرّم الله الخمر ولا لذّة أفضل منها ؟ فقال : «حرّمها لأنّها اُمّ الخبائث ، ورأس كلّ شرّ ، يأتي على شاربها ساعة يُسلب لُبّه ، فلا يعرف ربّه ، ولا يترك معصية إلاّ ركبها ، ولا يترك حرمة إلاّ إنتهكها ، ولا رحماً ماسّة إلاّ قطعها ، ولا فاحشةً إلاّ أتاها ، والسكران زمامه بيد الشيطان ، إن أمره أن يسجد للأوثان سجد ، وينقاد حيثما قاده »(2). وما أحلى هذا الحديث من بيان ، وكشف الحقيقة للإنسان، في تعرفة الآثار السيّئة ، والعواقب الرديئة ، بإرتكاب الشنائع والإتيان بالفجائع التي تجرّ الندم الدائم والشرّ الهائم في العباد والبلاد . (24) أي الجبال الثابتة في أماكنها التي هي راسخة لا تزول لعظمتها وأهون بمعنى أيسر . 1 ـ راجع كتاب المعتمد : ص136 . ونسخة العطّار : ص538 . 2 ـ الإحتجاج : ج2 ، ص92 . 22 من إزالةِ مَلِك مؤجّل لم تنقضِ أيّامُه (25) . ياعلي : مَن لم تنتفعْ بدينِه ولا دنياه فلا خيرَ لكَ في مجالستِه (26) ، (25) فإذا إنقضت أيّامه وإنتهت مدّته حصل أسباب زواله . (26) فانّه تضييع للعمر بل تعرّض للضرر الدنيوي أو الاُخروي غالباً .. وقد ورد في أحاديثهم الشريفة ذكر من ينبغي إجتناب مصاحبته وبيان من ينبغي إختيار صحبته . أمّا الأوّل : ففي حديث محمّد بن مسلم أو أبي حمزة ، عن أبي عبدالله الصادق ، عن أبيه (عليهما السلام)قال : قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما : يابنيَّ انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا توافقهم في طريق فقلت : ياأبة من هم ؟ قال : إيّاك ومصاحبة الكذّاب فإنّه بمنزلة السراب يقرِّب لك البعيد ويباعد لك القريب ، وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنّه بايعُكَ بأُكلة أو أقلّ من ذلك ، وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، وإيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّوجلّ في ثلاث مواضع : قال الله عزّوجلّ : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )(1) وقال : (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )(2) وقال في سورة البقرة : ( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِه وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ= 1 ـ سورة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) : الآية 22 ـ 23 . 2 ـ سورة الرعد : الآية 25 . 23 ومن لم يوجبْ لكَ فلا توجبْ له ولا كرامة (27) . ياعلي : ينبغي أن يكونَ في المؤمنِ ثمانُ خصال : وقارٌ عندَ الهزاهز (28) ، وصبرٌ عندَ البلاء ، وشكرٌ عندَ الرَّخاء ، وقنوعٌ بما رزقه اللّهُ عزّوجَلّ (29) ، لا يظلمُ الأعداءَ (30) ، = بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ )(1) ـ (2). وأمّا الثاني : فقد ورد في حديث جابر بن عبدالله الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)قال : « لا تجلسوا إلاّ عند كلّ عالم يدعوكم من خمس إلى خمس : من الشكّ إلى اليقين ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن الرغبة إلى الرهبة ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن الغشّ إلى النصيحة »(3). وقال الحواريون لعيسى (عليه السلام) : «مَن نجالس ؟ فقال : من يذكّركم الله رؤيته ، ويرغّبكم في الآخرة عمله ، ويزيد في منطقكم علمه »(4). (27) أي من لا يعرف حقّك ولا يعظّمك فلا يجب عليك تعظيمه وتكريمه .. (28) أي يكون له حلم ورزانة وتثبّت عند الهزاهز وهي الفتن وتحريكات الحروب . (29) من القناعة بمعنى الرضا بما قُسم له . (30) فيلزم أن لا يخرج المؤمن عن حقّه ولا يفضى به سخطه إلى التعدّي إلى ما ليس له بحقّ حتّى على عدوّه . 1 ـ سورة البقرة : الآية 27 . 2 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص376 ، باب مجالسة أهل المعاصي ، ح7 . 3 ـ بحار الأنوار : ج74 ، ص188 ، ب12 ، ح18 . 4 ـ بحار الأنوار : ج74 ، ص189 ، ب13 . 24 ولا يتحاملُ على الأصدقاءِ (31) ، بدنُه منه في تَعَب ، والناسُ منه في راحة (32) . ياعلي : أربعةٌ لا تُردُّ لهم دعوة (33) : إمامٌ عادل ، ووالدٌ لولدِه ، والرجلُ يدعو لأخيهِ بظهرِ الغيب ، والمظلوم ، يقول اللّه عزّوجلّ : وعزّتي وجَلالي لأنتصرنَّ لكَ ولو بَعد حين . (31) أي لا يُلقي كَلَّه على أصدقائه ولا يكلّفهم ما لا يطيقون ، وفي حديث الكافي : «ولا يتحامل للأصدقاء » باللام ، أي لا يتحمّل الآثام كشهادة الزور والحكم بالباطل وإرتكاب المعاصي لأجلهم . (32) هذه هي الصفات الفاضلة التي ينبغي أن يتحلّى بها المؤمن بوصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجدر في المقام التدبّر في صفات المؤمنين المتّقين أيضاً التي بيّنها وصيّه الحقّ أمير المؤمنين في خطبة همّام الواردة في نهج البلاغة(1). (33) وبمضمونه أحاديث كثيرة اُخرى يستفاد منها أنّ أدعية هؤلاء لا تحجب عن السماء فيستجيب الله عزّوجلّ لهم . وحبّذا لو روعيت آداب الدعاء والداعي مثل طيب المكسب ، والوثوق بالله تعالى ، وعدم القنوط ، والإقبال بالقلب ، والإلحاح في المسألة ، ورفع اليد بالدعاء ، والبكاء أو التباكي ، والإبتداء في الدعاء بحمد الله تعالى وذكر نعمه التي أنعم بها على الداعي ثمّ شكره ، ثمّ الصلاة على محمّد وآل محمّد ثمّ تذكّر الداعي ذنوبه والإستعاذة أو الإستغفار منها ثمّ يدعو ثمّ يصلّي بعد الدعاء أيضاً على النبي والآل ، ويكون الدعاء في صلاة الوتر أو بعد الفجر أو عند الزوال أو بعد الظهر أو بعد المغرب أو عند قراءة القرآن أو عند الأذان أو عند = 1 ـ نهج البلاغة : ص303 ، الخطبة 193 . 25 ياعلي : ثمانيةٌ إن أُهينوا فلا يلومُوا إلاّ أنفسَهم (34) : الذاهبُ إلى مائدة لم يُدعَ إليها ، والمتأمّرُ (35) على ربِّ البيت ، وطالبُ الخيرِ من أعدائِه ، وطالبُ الفضلِ من اللئام (36) ، والداخلُ بين إثنين في سرّ لم يُدخلاهُ فيه ، والمستخفُّ بالسُلطان ، والجالسُ في مجلس ليس له بأهل (37) ، والمقبلُ بالحديثِ على من لا يسمعُ منه . ياعلي : حَرّمَ اللّهُ الجنّةَ على كلِّ فاحش بذيّ (38) لا يُبالي ما قال ولا ما قيل له . = نزول الغيث أو عند التقاء الصفّين للشهادة ، أو في سحر ليلة الجمعة ممّا تلاحظها في أبواب الدعاء . (34) حيث انّهم عرّضوا أنفسهم للإهانة في موردها فكان إقداماً منهم على إهانة النفس . (35) أي المتسلّط بالأمر بإحضار شيء أو إبعاد شيء . (36) اللئام ـ جمع اللئيم ـ : وهو من كان دنيء الأصل وخسيس النفس . (37) أي ليس من شأنه الجلوس في ذلك المجلس والمكان .. مثل أن يكون المجلس أرفع من شأنه وأعلى من قدره . (38) البذيء على وزن فعيل أي بذيء اللسان من قولهم : بذا على القوم أي سفه عليهم وأفحش في منطقه وليس هو من صفات الكرام ففي حديث الإمام الباقر (عليه السلام) : « سلاح اللئام قبيح الكلام »(1). 1 ـ سفينة البحار : ج7 ، ص31 . 26 ياعلي : طُوبى (39) لمن طالَ عُمرهُ وحَسُنَ عملُه (40) . ياعلي : لا تمزحْ فيذهب بهاؤُك ، ولا تكذب فيذهب نورُك ، وإيّاكَ وخصلتين : الضجر (41) والكسل ، فانّك إن ضجرتَ لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدِّ حقّاً . ياعلي : لكلّ ذنب توبة إلاّ سوءُ الخُلُق ، فإنّ صاحبَه كلّما خرج من ذنب دَخَل في ذنب (42) . ياعلي : أربعةٌ أسرعُ شيء عقوبةً : رجلٌ أحسنتَ إليه فكافأك بالإحسانِ إساءة ، ورجلٌ لا تبغي عليه وهو يبغي ... (39) طوبى : على وزن فُعلى بالضمّ ، مأخوذة من الطيب : مصدر طاب ، مثل بُشرى مصدر بَشِرَ : دعاء الخير بأطيب العيش وأحسنه في الجنّة ، وهي في أصل المعنى شجرة مباركة في الجنّة أصلها في دار رسول الله وأمير المؤمنين سلام الله عليهما وآلهما ، وفي دار كلّ مؤمن في الجنّة غصن منها ، لا يخطر على قلب المؤمن ما يشتهيه إلاّ وأتاه به ذلك الغصن(1). (40) فتكثر أعماله الحسنة بكثرة سني عمره . (41) الضَجَر : القلق من الشيء والإغتمام منه ، والمنهي عنه هنا هو إظهاره ، فانّ المؤمن حزنه في قلبه وبُشره في وجهه ، مع أنّه يمكن رفع الهمّ والقلق وتسكين النفس بالمواعظ الربّانية .. ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ )(2). (42) يُدخله في ذلك سوء خُلُقه ويدعوه إليه رذالة أخلاقه .. وفي بعض النسخ ] في ذنب آخر [ . 1 ـ بحار الأنوار : ج8 ، ص117 ، ب23 ، ح2 ـ 3. ومجمع البحرين : ص125 . 2 ـ سورة الرعد : الآية 28 . 27 عليك (43) ، ورجلٌ عاهدتَه على أمر فوفيت له وغدرَ بك (44) ، ورجلٌ وَصَل قرابتَه فقطعوه . ياعلي : من استولى عليه الضجَر رحلت عنهُ الرّاحة . ياعلي : إثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجلِ المسلمِ أن يتعلّمها على المائدة ، أربعٌ منها فريضة ، وأربعٌ منها سنّة ، وأربعٌ منها أدَب (45) ، فأمّا الفريضةُ : فالمعرفةُ بما يأكل (46) والتسميةُ والشكرُ والرضا ، وأمّا السنّةُ : فالجلوسُ على الرِّجْلِ اليُسرى ، والأكلُ بثلاثِ أصابع ، وأن يأكلَ ممّا يليه ، ومصُّ الأصابع ، وأمّا الأدبُ : فتصغيرُ اللقمةِ ، والمضغُ الشديدُ ، وقلّةُ النظرِ في وجوهِ الناس ، وغسلُ اليدين . ياعلي : خَلَقَ اللّه عزّوجلّ الجنّةَ من لبنتين : لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، وجعل حيطانَها الياقوت وسقفَها الزَّبرجد ، وحصاها اللؤلؤ ، وترابُها الزعفران والمسكُ الأذفر (47) ، ثمّ قال لها : تكلّمي فقالت : (43) من البغي بمعنى الظلم والفساد والتجاوز والإعتداء . (44) الغدر : نقض العهد وترك الوفاء . (45) أي من محاسن الأخلاق والسجايا الطيّبة . (46) فيلزم أن يعرف أنّه ممّا يحلّ له أكله ويجوز له تناوله ، ويكون طيّباً غير خبيث ، وطاهراً غير نجس ، وحكي عن بعض النسخ ] فالمعرفة [ بدون قوله : بما يأكل ، وفسّر بمعرفة المنعم أو الحلال والحرام . (47) المسك هو الطيب المعروف والأذفر بمعنى الجيّد .. وهو المسك الذي تفوح منه الرائحة الطيّبة الشديدة .. من الذَفَر بمعنى شدّة ذكاء الرائحة . 28 لا إله إلاّ اللّهُ الحيُّ القيّومُ قد سَعَدَ من يدخلني ، قال اللّهُ جلّ جلالُه : وعزّتي وجَلالي لا يدخُلها مدمنُ خمر (48) ، ولا نمّام (49) ، ولا دَيّوث (50) ، ولا شُرطيُّ (51) ، ولا مُخنّث (52) ، ولا نَبّاش (53) ، ولا عَشّار (54) ، ولا قاطعُ رَحِم (55) ، ولا قَدَري (56) . (48) يقال : فلان مدمن خمر أي مداوم على شربها ، وفي الحديث : « ليس مدمن الخمر الذي يشربها كلّ يوم ولكن يوطّنُ نفسه إذا وجدها شربها »(1). (49) من النميمة وهي نقل الحديث من شخص إلى شخص أو من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد والفتنة . (50) الديّوث هو الذي تزني امرأته وهو يعلم بها، ومن يدخل الرجل على زوجته ، ومن لا غيرة له على أهله . (51) الشرطي هو المنسوب إلى الشرطة وهم أعوان الظلمة والسلاطين والولاة . (52) المخنّث هو من يوطىءُ في دبره .. مأخوذ من الإنخناث بمعنى اللين والتكسّر . (53) أي من ينبش القبور ويسرق من الموتى . (54) هو آخذ العُشر من أموال الناس بأمر الظالم . (55) أي من لا يصل أرحامه وأقاربه ويأتي إن شاء الله تعالى بيان معنى الرحم وصلته وقطعه عند قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)(2): « سرّ سنة صل رحمك ». (56) القدريّة هم الذين يقولون : أنّ العبد مستقل بنفسه في الأفعال ولا مَدْخل لتوفيق الله تعالى فيها فكانوا بضلالتهم من المفوّضة . 1 ـ مجمع البحرين : مادّة دَين ، ص557. 2 ـ الآتي في صفحة 48 من هذا الكتاب . 29 ياعلي : كَفَرَ باللّهِ العظيم (57) من هذه الاُمّة عشرةٌ : القتّاتُ (58) ، والساحرُ ، والديّوثُ ، وناكحُ المرأةِ حراماً في دبرِها (59) ، وناكحُ البهيمةِ ، ومن نكح ذاتَ مَحْرم ، والساعي في الفتنةِ (60) ، وبايعُ السلاحِ من أهلِ الحربِ، ومانعُ الزكاةِ ، ومَن وجدَ سعةً فمات ولم يَحجُّ. ياعلي : لا وليمة (61) إلاّ في خمس : (57) الكفر في هذه الموارد يكون مع الإستحلال أو الجحود .. بأن يرى حليّة النميمة مثلا أو يجحد وجوب الحجّ فرضاً كما يستفاد من الشيخ الطوسي(1) في تفسير قوله تعالى : ( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلا وَمَن كَفَرَ فَإنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمَينَ )(2). وقال والد المجلسي (قدس سره) : « الظاهر أنّه كفر الكبائر وإطلاقه عليه شائع »(3). (58) وهو النمّام وقد تقدّم معناه كما تقدّم معنى الديّوث أيضاً . (59) التقييد بالدبر لعلّه لدفع توهّم أنّ الوطي في الدبر ليس بزنا ، ولأجل كونه أقبح بواسطة إجتماع الحرمة والكراهة فيه وتخيّل الواطىء الحليّة كان كفراً بالإستحلال . (60) أي الساعي في الشرّ والفساد والعداوة بين المؤمنين . (61) الوليمة في اللغة تطلق على طعام العرس ، وكلّ إطعام سُنّة لدعوة وغيرها ، وكلّ طعام يتّخذ لجمع ونحوه . 1 ـ التبيان : ج2 ، ص537 . 2 ـ سورة آل عمران : الآية 97 . 3 ـ روضة المتّقين : ج12 ، ص63 . 30 في عِرس أو خُرس أو عذار أو وكار أو ركاز ، فالعرس التزويج ، والخرس النفاس بالولد ، والعذار الختان ، والوكار في بناء الدار وشرائها ، والركاز الرجل يقدم من مكّة (62) . ياعلي : لا ينبغي للعاقلِ أن يكونَ ظاعناً (63) إلاّ في ثَلاث : مرمّةٌ لمعاش (64) ، (62) أفاد الشيخ الصدوق هنا ما نصّه : « قال مصنّف هذا الكتاب (رحمه الله) : سمعت بعض أهل اللغة يقول في معنى الوكار : يقال للطعام الذي يدعى إليه الناس عند بناء الدار أو شرائها : ( الوكيرة ) والوكار منه ، والطعام الذي يتّخذ للقدوم من السفر يقال له : ( النقيعة ) ويقال له : ( الركاز ) أيضاً ، والرِّكاز الغنيمة كأنّه يريد أنّ في اتّخاذ الطعام للقدوم من مكّة غنيمة لصاحبه من الثواب الجزيل ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة ) »(1). وجاء هذا الكلام منه في معاني الأخبار وأضاف عليه ما يلي : «وقال أهل العراق : الركاز : المعادن كلّها ، وقال أهل الحجاز : الركاز : المال المدفون خاصّة ممّا كنزه بنو آدم قبل الإسلام ، كذلك ذكره أبو عبيدة ... أخبرنا بذلك أبو الحسين محمّد ابن هارون الزنجاني فيما كتب إليّ عن علي بن عبدالعزيز ، عن أبي عبيدة القاسم بن سلام »(2). (63) الظعن على وزن نفع هو السير والإرتحال .. والظاعن هو السائر في السفر وغيره . (64) رممت الشيء بمعنى أصلحته ومرمّة المعاش هو إصلاح المعيشة واُمورها . 1 ـ من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص356 . 2 ـ معاني الأخبار : ص272. 31 أو تزوّدٌ لمعاد (65) ، أو لذّةٌ في غير مُحَرَّم . ياعلي : ثلاثٌ من مكارمِ الأخلاق في الدنيا والآخرة (66) : أن تعفَو عمّن ظَلَمك ، وتصلَ من قطعكَ ، وتَحْلُم عمّن جَهِلَ عليك . ياعلي : بادر بأربع (67) قبل أربع : شبابَك قبل هرمِك ، وصحّتَك قبل سُقمِك ، وغناكَ قبل فَقرِك ، وحياتَك قبل موتِك . ياعلي : كره اللّه عزّوجلّ لاُمّتي (68) ... (65) أي حمل الزاد للمعاد والعمل لثواب الآخرة ، وخير الزاد للدار الاُخرى هو التقوى . (66) أي من محاسن الأخلاق والسجايا والطبايع الطيّبة التي تكون عزّةً للإنسان في الدنيا ومثوبةً في الاُخرى . (67) من المبادرة بمعنى المسارعة أي سارع فيها واغتنمها وإسع للخير فيها قبل أن تأتي الاُمور التي لا يمكن السعي للخير فيها .. فالعقل يدعو إلى إنتهاز الفرصة وعدم تأخير عمل الخير لحظة .. فانّه قد يحصل المانع وتعرض الطوارىء لذلك ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « إذا هممت بخير فبادِر فإنّك لا تدري ما يَحدُث »(1). (68) يقال : كره الأمر كراهة فهو كريه مثل قبيح وزناً ومعنىً ، والشيء المكروه هو ضدّ المحبوب .. والمكروه هنا أعمّ من أن تكون فيه مفسدة فيحرم ، أو فيه حزازة فيكره إصطلاحاً ، فبعض ما ذكر هنا محظور وبعضه مكروه بالإصطلاح الفقهائي .. وكلّها يكرهها الله تعالى لما فيها من فساد أو سوء . 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص142 ، باب تعجيل فعل الخير ، ح3 . |