32 العبثَ في الصلاةِ (69) ، والمَنَّ في الصدقةِ (70) ، وإتيانَ المساجد جنباً (71) ، والضحكَ بين القُبور (72) ، والتطلّعَ في الدُور (73) ، والنظَر إلى فروجِ النساءِ لأنّه يُورثُ العمى ، وكره الكلامَ عند الجماع لأنّه يورثُ الخرس ، وكرَه النوم بين العشائين لأنّه يُحرم الرزق ، وكره الغسلَ تحت السماءِ إلاّ بمئزر ، وكره دخول الأنهارِ إلاّ بمئزر فإنّ فيها سُكّاناً من الملائكة ، وكره دخولَ الحمّامِ إلاّ بمئزر ، وكره الكلامَ بين الأذانِ والإقامةِ في صلاةِ الغَداة ، وكره ركوبَ البحرِ في وقت هَيَجانهِ ، وكره النومَ فوقَ سطح ليسَ بمُحَجّر (74) ، وقال : من نامَ على سطح غير مُحجَّر فقد برئَت ... (69) العبث هو اللعب وعمل ما لا فائدة فيه كأن يلعب بشعر لحيته أو رأسه في الصلاة ، وهو يكشف عن عدم التوجّه والخشوع . (70) فانّه يبطل الصدقة ويذهب بأجرها . ذكر الشيخ الطريحي : أنّ المنّ في الصدقة هو أن يقول : ألم اُعطك ، ألم اُحسن إليك ؟ ونحو ذلك(1). (71) فانّه محرّم إلاّ أن يكون بنحو الإجتياز والعبور من غير مكث إلاّ في المسجد الحرام والمسجد النبوي فلا يجوز للجنب حتّى إجتيازهما والعبور منهما . (72) فانّه خلاف الإعتبار والإتّعاظ بالموت الذي هو المطلوب في هذه الأماكن . (73) التطلّع هو الإشراف من علوّ للإطلاع على ما في الدور ، وقد يحصل بالإشراف كشف عورات المؤمنين ، وهو قبيح . (74) أي ليس له حائط من حجر ونحوه بحيث يقي عن السقوط من شاهق . 1 ـ مجمع البحرين : ص572 . 33 منه الذِّمّة (75) وكره أن ينامَ الرجلُ في بيت وحَده ، وكره أن يغشي (76) الرجلُ امرأتَه وهي حائض فإن فعل وخرج الولد مجذوماً أو به برص فلا يلومنَّ إلاّ نفسَه ، وكره أن يكلّم الرجلُ مجذوماً إلاّ أن يكون بينه وبينه قدرِ ذراع وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : « فرَّ من المجذوم فرارَك من الأسد » ، وكره أن يأتي الرجلُ أهلَه وقد احتلم حتّى يغتسلَ من الإحتلام فإن فَعَل ذلك وخرج الولدُ مجنوناً فلا يلومنَّ إلاّ نفسَه ، وكره البولَ على شطّ نهر جار (77) ، وكره أن يُحدث الرجلُ تحت شجرة أو نخلة قد أثمَرت ، وكره أن يُحدث الرجلُ وهو قائم ، وكره أن يتنعّلَ (78) الرجل وهو قائم ، وكره أن يدخُلَ الرجلُ بيتاً مظلماً إلاّ مع السراج . ياعلي : آفةُ الحَسَبِ (79) الإفتخار . (75) قال في المجمع : معناه أنّ لكلّ أحد من الله عهداً بالحفظ والكلاءة فإذا ألقى بيده إلى التهلكة أو فعل ما حرّم أو خالف ما أمر به خذلته ذمّة الله(1). (76) غشى الرجل المرأة غشياناً أي جامعها . (77) أي في جانب ذلك النهر .. من الشاطيء وهو جانب النهر وحافّته . (78) التنعّل هو لبس النعل ، والنعل هي ما تقي القدم من الأرض ومنها النعل العربية والسندية . (79) الحَسَب بفتحتين هو الشرف الثابت بالآباء ، ويطلق على الفعال الصالح ، مقابل النَسَب وهو الأصل . وشرافة الآباء بنفسها من المحاسن إلاّ أنّ التفاخر بها من الآفات . 1 ـ مجمع البحرين : مادّة بَرَأ ، ص10. 34 ياعلي : من خافَ اللّهَ عزَّوجلّ خاف منه كلُّ شيء (80) ، ومن لم يَخَفِ اللَّهَ عزّوجلّ أخافه اللّهُ من كلِّ شيء (81) . ياعلي : ثمانيةٌ لا يقبل اللّهُ منهم الصلاةَ : العبدُ الآبق (82) حتّى يرجعَ إلى مَولاه ، والناشزُ (83) وزوجُها عليها ساخِط ، ومانعُ الزكاةِ ، وتاركُ الوضوءِ ، والجاريةُ المدركةُ تصلّي بغير خمار ، وإمامُ قوم يصلّي بهم وهم له كارهون ، والسكرانُ والزَّبين (84) ـ وهو الذي يدافع البولَ والغائط ـ . (80) فبالخوف من الله تعالى تحصل هذه المعنوية والهيبة الربّانية . (81) وهذا من أثر عدم الخوف منه تعالى ، فلابدّ أن يكون العبد خائفاً من الله تعالى إلى جانب رجائه وإلاّ لخاف من غير الله تعالى . وفي الكافي ، عن الحارث بن المغيرة أو أبيه ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « قلت له : ما كان في وصيّة لقمان ؟ قال : كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال لإبنه : خف الله عزّوجلّ خيفةً لو جئته ببرِّ الثقلين لعذّبك ، وارج الله رجاءاً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ، ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السلام) : كان أبي يقول : انّه ليس من عبد مؤمن إلاّ وفي قلبه نوران : نور خيفة ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا »(1). (82) وهو العبد الذي فرّ من مولاه . (83) نشوز المرأة : معصيتها لزوجها وتعاليها عمّا أوجب الله تعالى عليها من طاعة الزوج كأن تمتنع على زوجها إذا دعاها إلى الإستمتاع . (84) الزّبين على وزن سكّين هو مدافع الأخبثين البول والغائط مأخوذ من = 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص67 ، باب الخوف والرجاء ، ح1 . 35 ياعلي : أربعٌ من كنّ فيه بنى اللّهُ تعالى له بيتاً في الجنّة : من آوى (85) اليتيم ، ورحِمَ الضعيف ، وأشفَقَ (86) على والديه ، ورفق (87) بمملوكه . ياعلي : ثلاثٌ من لقى اللّه عزّوجلّ بهنّ (88) فهو من أفضلِ الناس : من أتى اللّهَ بما افترضَ عليه فهو من أعبدِ الناس (89) ، = الزَبَن وهو الدفع . (85) الإيواء هو الإسكان ، والمأوى هو المنزل .. أي اسكن اليتيم في مسكن ومنزل . (86) من الشفقة بمعنى الحنان .. أي حنَّ على والديه . (87) الرفق : لين الجانب وهو ضدّ العنف ، أي يليّن الجانب ويحسن العمل ولا يخرق بمملوكه . (88) أي أتى في حياته بهذه الخصال حتّى مات عليها ولقى الله تعالى بها . (89) أي يأتي بالواجبات التي فرضها الله تعالى عليه فيُعدّ من أعبد الناس ، حيث يكون أعبد ممّن يفعل المستحبّات ويترك بعض الواجبات .. ومن المعلوم انّ الفرائض هي أحبّ إلى الله تعالى وأحقّ بأن يتعبّد بها .. وقد ورد في الحديث : عن أبي حمزة الثمالي قال : قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : «من عمل بما إفترض الله عليه فهو من خير الناس » . وعن السكوني ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « إعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس » . وعن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال الله تبارك وتعالى : « ما = 36 ومن ورِعَ عن محارمِ اللّهِ عزّوجلّ فهو من أورعِ الناس (90) ، ومن قنع بما رزقُه اللّهُ فهو من أغنى الناسِ (91) . = تحبّب إليَّ عبدي بأحبّ ممّا إفترضت عليه »(1). (90) الورع في أصل اللغة بمعنى الكفّ عن المحارم والتحرّز منها ثمّ إستعمل للكفّ المطلق .. فإذا كفّ الإنسان عن المحرّمات عُدّ أورع الناس ، ويكون أورع ممّن يجتنب المكروهات مع إجترائه على المحرّمات .. والمحارم أولى بالترك فيكون تاركها أورع .. وقد ورد بهذا أحاديث عديدة . فعن أبي سارة الغزال ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال الله عزّوجلّ : « إبن آدم إجتنب ما حرَّمت عليك ، تكن من أورع الناس » . وعن الفضيل بن يسار قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : «إنّ أشدّ العبادة الورع » . وعن يزيد بن خليفة قال : وعظنا أبو عبدالله (عليه السلام) فأمر وزهَّد ، ثمّ قال : « عليكم بالورع ، فإنّه لا ينال ما عند الله إلاّ بالورع »(2). (91) القناعة بفتح القاف هو الرضا بما رزقه الله تعالى وإن كان يسيراً ، والقانع برزقه من أغنى الناس لأنّ الغناء هو عدم الحاجة والقانع بما رزقه الله لا يحتاج إلى السؤال عن غير الله تعالى فيكون من أغنى الناس . فعن أبي حمزة ، عن أبي جعفر أو أبي عبدالله (عليهما السلام) قال : «من قنَع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس » . وعن الهيثم بن واقد ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل »(3). 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص81 ، باب أداء الفرائض ، الأحاديث 1 و 4 و 5 . 2 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص77 ، باب الورع ، الأحاديث 7 و 5 و 3 . 3 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص137 ، باب القناعة ، الأحاديث 3 و 9 . 37 ياعلي : ثلاثٌ لا تطيقُها هذه الاُمّة (92) : المواساةُ للأخ في مالِه (93)، وإنصافُ الناسِ من نفسِه (94) ، وذكرُ اللّهِ على كلِّ حال ، وليس هو سبحانَ اللّهِ والحمدُ للّه ولا إلَه إلاّ اللّهُ واللّهُ أكبر ، ولكن إذا وَرَدَ على ما يحرمُ عليه خافَ اللّهَ عزّوجلّ عندَه وتَرَكَه (95) . (92) وفي نسخة البحار : «لا يطيقها أحد من هذه الاُمّة » أي لا يطيقونها لصعوبتها فلابدّ من بذل الجهد فيها والإهتمام بها . لذلك ورد في حديث الحسن البزاز قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : «ألا اُخبرك بأشدِّ ما فرض الله على خلقه ] ثلاث [ ؟ قلت : بلى قال : إنصاف الناس من نفسك ، ومؤاساتك أخاك ، وذكر الله في كلّ موطن ، أما إنّي لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله اكبر وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله جلّ وعزّ في كلّ موطن ، إذا هجمت على طاعة أو على معصية »(1) . (93) مواساة الأخ هو تشريكه وإسهامه في الرزق والمعاش والمساواة معه . (94) الإنصاف هي المعاملة بالقسط والعدل ، وإنصاف الناس من نفسه هو أن يعترف بالحقّ فيما له أو عليه ، حتّى أنّه لا يرضى لنفسه بشيء إلاّ رضي لهم مثله . (95) فانّ ذكر الله تعالى حسن في كلّ حال وبكلّ ذكر ، وهو كثير وفير كما تلاحظه مجموعاً في السفينة(2) إلاّ أنّ الذكر الذي لا تطيقه الاُمّة من حيث الصعوبة هو أن يذكر الله تعالى عند ما يهمّ بالمعصية وتسوّل له نفسه اللذّة المحرّمة فيتركها ، فهذا يكون ذكراً لله تعالى . 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص145 ، باب الإنصاف والعدل ، ح8 . 2 ـ سفينة البحار : ج3 ، ص200 . 38 ياعلي : ثلاثةٌ إن أنصفتَهم ظلمُوك (96) : السفلةُ (97) وأهلُك وخادمُك ، وثلاثةٌ لا ينتصفونَ من ثلاثة (98) : حرٌّ من عَبد ، وعالمٌ من جاهل ، وقويٌّ من ضَعيف (99) . ياعلي سبعةٌ من كنّ فيه فقد استكملَ حقيقةَ الإيمان وأبوابَ الجنّة مفتّحةٌ له : من أَسَبغَ وضوءَه (100) ، (96) ليس معنى هذا الدعوة إلى عدم الإنصاف .. بل المستفاد منه بيان الحقيقة والواقع من روحيات مثل الأهل والخادم والسفلة بأنّهم حتّى إن أنصفتهم ولم تظلمهم ظلموك ولم ينصفوك . ويشهد له أنّ في نسخة من البحار : « وإن أنصفتهم ظلموك » . (97) السِفلة بكسر السين وسكون الفاء أو فتحه هو الساقط من الناس كما ذكره في المجمع(1)، ثمّ نقل عن الفقيه أنّه جاءت الأخبار في السفلة على وجوه منها : أنّ السفلة هو الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له ، ومنها : أنّه هو من يضرب بالطنبور ، ومنها : أنّه هو من لم يسره الإحسان ولم تسؤه الإسائة ، ومنها : أنّه هو من ادّعى الإمامة بغير حقّ . (98) الإنتصاف هو أخذ الحقّ كاملا يقال : إنتصفت منه وتنصّفت : أخذت حقّي كَمَلا(2). (99) أي أنّ هذه الأصناف ينبغي أن لا ينتصف منهم ولا يقابلوا بما اجترموا بل يُعفى عنهم لعدم التكافؤ . (100) إسباغ الوضوء : إتمامه وإكماله ، فيأتي بالوضوء التامّ الكامل .. وفسّره = 1 ـ مجمع البحرين : مادّة سفل ، ص478 . 2 ـ المحيط في اللغة : ج8 ، ص157 . 39 وأحسنَ صلاته (101) ، وأدّى زكاةَ مالِه ، وكفَّ غضبَه (102) ، = في المجمع(1) بقوله : إتمامه على ما فرض الله تعالى ، وإكماله على ما سَنَّهُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومنه أسبغوا الوضوء بفتح الهمزة أي أبلغوه مواضعه وأوفوا كلّ عضو حقَّه . (101) برعاية واجباتها ومندوباتها والإخلاص بها وحضور القلب عندها والخشوع فيها كما في الصلاة الجامعة التي صلاّها الإمام الصادق (عليه السلام) التي وردت في صحيحة حمّاد البيانية(2) فلاحظها فانّها ممّا ينبغي ملاحظتها والتدبّر فيها . (102) كفّ الغضب : منعه ، والغضب مفتاح كلّ شرّ ومفسد للإيمان .. فيكون تركه موجباً لإستكمال حقيقة الإيمان فيمنع غضبه ويسكن فورته بمثل العفو عن المسيء وتبديل الحال . ففي حديث حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : « مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عزّوجلّ به موسى (عليه السلام) : ياموسى أمسك غضبك عمّن ملّكتُك عليه أكفُّ عنك غضبي » . وفي حديث ميسر قال : ذُكر الغضب عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال : « إنّ الرّجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار ، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك ، فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليَدْنُ منه فليمسّه ، فانَّ الرَّحم إذا مُسَّت سكنت »(3). 1 ـ مجمع البحرين : مادّة سبغ ، ص397 . 2 ـ وسائل الشيعة : ج4 ، ص673 ، ب1 ، ح1 . 3 ـ الكافي : ج7 ، ص303 ، باب الغضب ، الأحاديث 2 و 7 . 40 وسَجَنَ لسانَه (103) ، واستغفَر لذنبِه (104) ، (103) أي سجن لسانه وحفظه عن الباطل وعمّا لا يعنيه وعن الكذب والغيبة والنميمة والفحش ، فإنّ اللسان قد يكون مفتاحاً للشرّ ووسيلةً لسفك الدم أو نهب المال أو هتك العرض ، فيلزم على الإنسان أن يختم لسانه بختم الحفاظ كي يحفظ إيمانه .. ولذلك ورد في الحديث : «أنّه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يارسول الله أوصني ، فقال : إحفظ لسانك ، قال : يارسول الله أوصني ، قال : احفظ لسانك ، قال : يارسول الله أوصني ، قال : إحفظ لسانك ، ويحك وهل يكبُّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم »(1). (104) بأن يستغفر لساناً ويندم قلباً ويتدارك ما كان يلزم فيه التدارك عملا .. والله هو الغفور الرحيم يستر عليه ذنبه ، ويمحو سيّئته ، وتُرفع صحيفة عمله بيضاء نقيّة ، فانّ الإستغفار من الحسنات التي تذهب بالسيّئات عن المؤمن . ويحسن ملاحظة صيغ الإستغفار الواردة في الأحاديث الشريفة ومنها : 1 ـ « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه ». 2 ـ « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم » ثلاث مرّات . 3 ـ « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام وأسأله أن يصلّي على محمّد وآل محمّد وأن يتوب عليّ » . 4 ـ « اللّهمّ إنّي أستغفرك ممّا تبت إليك منه » . = 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص115 ، باب الصمت وحفظ اللسان ، ح14 . 41 وأدّى النصيحَة لأهلِ بيتِ نبيِّه (105) . ياعليُّ : لَعَنَ اللّهُ ثلاثةً (106) : آكل زادِه وحدَه ، وراكب الفلاتِ وحدَه ، والنائم في بيت وحدَه . ياعليُّ : ثلاثة يُتخوَّفُ منهنَّ الجنون : التغوُّطُ بين القبور ، = 5 ـ الإستغفارات المفصّلة التي تلاحظها في كتب الأدعية الشريفة ، كالإستغفارات السبعين لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ركعتي الفجر الواردة في البلد الأمين(1). (105) النصح : ضدّ الغشّ ، وأصل النصيحة في اللغة هو الخلوص ، وأهل البيت هم أهل آية التطهير وأولادهم الأئمّة المعصومون (عليهم السلام) ، وأداء النصح لهم هو مودّتهم ومعرفة أنّهم منصورون من قبل الله تعالى وأنّهم معصومون وأنّ طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ، وأنّهم أولى بنا من أنفسنا(2) والإنقياد لهم في أوامرهم ونواهيهم وآدابهم وأعمالهم وحفظ شرائعهم وإجراء أحكامهم وعدم الخروج عليهم سلام الله عليهم(3). (106) اللعن من الله تعالى هو الطرد والإبعاد من الرحمة .. وفعل المكروه يُبعِّد الإنسان من رحمة الله تعالى لذلك ورد اللعن في الطوائف الثلاثة الآتية لأنّها تفعل المكروه ، والزاد هو الطعام ، والفلات هي الصحراء القفر التي لا ماء فيها ، والبيت واحد البيوت وهي المساكن . 1 ـ البلد الأمين : ص38 . 2 ـ لاحظ روضة المتّقين : ج12 ، ص104 . 3 ـ مرآة العقول : ج9 ، ص142 . 42 والمشيُ في خُفّ واحد ، والرّجلُ ينام وحدَه (107) . ياعلي : ثلاثٌ يحسن فيهنّ الكذب : المكيدةُ في الحرب ، وعِدَتُك زوجتَك ، والإصلاحُ بينَ الناس (108) ، (107) جاء هذا الحديث في فروع الكافي(1) أيضاً في باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده وهذه الخصال منهيٌّ عنها لعلّة مخوفة وجاء في نظيره من أحاديث الباب بيان أنّ الشيطان أسرع ما يكون إلى الإنسان وهو على بعض هذه الحالات .. وأنّه يهمّ به الشيطان . (108) فإنّه وإن كان أصل الكذب من المعاصي الكبائر بل ممّا عدّ من مخرّبات الإيمان إلاّ أنّه استثنيت هذه الموارد الثلاثة لما لها من أهميّة المصلحة وأقوائية الملاك وإرتكاب أقلّ القبيحين عند التزاحم فيتغيّر حكمه وتزول حرمته ويحكم العقل بحسنه ويرفع الشارع عقوبته . فيكيد في الحرب لنصرة الدين ، ويُعِد زوجته ليرضيها ولا يفي بوَعده ليتخلّص من الحرام أو الإسراف ، ويكذب للإصلاح بين المؤمنين . وجاء في اُصول الكافي(2)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) : « كلّ كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلاّ في ثلاثة » ; وعدّ هذه الموارد وأفاد في مرآة العقول(3)، انّ مضمون هذا الحديث متّفق عليه بين الخاصّة والعامّة .. ثمّ نقل عن بعض الإتيان بالكذب في هذه الموارد بصورة التورية مثل أن يعد زوجته بأن يفعل لها ويحسن إليها بنيّة أنّه إن = 1 ـ فروع الكافي : ج6 ، باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده ... ، ص533 . 2 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص342 ، باب الكذب ، ح18 . 3 ـ مرآة العقول : ج10 ، ص341 . 43 وثلاثةٌ مجالستُهم تُميتُ القلب (109) : مجالسةُ الأنذال (110) ، ومجالسةُ الأغنياء ، والحديثُ مع النساء . ياعليُّ : ثلاثٌ من حقائقِ الإيمان (111) : الإنفاقُ من الإقتار (112) ، وإنصافُك الناسَ من نفسِك (113) ، وبذلُ العلمَ للمتعلّم (114) . = قدّر الله ذلك ، أو يقول لعدوّه في مكيدة الحرب : انحلّ حزام سرجك ويريد فيما مضى . وهكذا . (109) فتؤثّر في الروح وتوجب زوال حيويّتها ونورانيّتها بواسطة التوجّه إلى الاُمور الدنيويّة الخسيسة والإنصراف عن الاُمور الربانيّة الخالصة . (110) الأنذال جمع نذل بسكون الذال وهو الخسيس المحتَقَر من الناس في جميع أحواله . (111) أي لهنّ مدخليّة في حقيقة الإيمان ، بحيث إنّ الإيمان الحقيقي لا يحصل إلاّ بوجود هذه الخصال . (112) الإقتار هي القلّة والتضييق على الإنسان في الرزق .. فينفق على المستحقّ مع الإقتار على نفسه ، ويؤثرِ المستحقّين على نفسه ولو كان به خصاصة. (113) الإنصاف هي المعاملة بالقسط والعدل .. وفي حديث عن أبي عبدالله (عليه السلام) : سيّد الأعمال ثلاثة : وعَدَّ منها : « إنصاف الناس من نفسك حتّى لا ترضى بشيء إلاّ رضيت لهم مثله ... »(1). (114) حيث إنّه قد أخذ به العهد وهو زكاة العلم ، كما في الأحاديث(2). 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص144 ، باب الإنصاف والعدل ، ح3 . 2 ـ اُصول الكافي : ج1 ، ص41 ، باب بذل العلم ، الأحاديث . 44 ياعليُّ : ثلاثٌ من لم يكنّ فيه لم يتمّ عملُه (115) : ورعٌ يحجزُه عن معاصي اللّه ، وخُلُقٌ يداري به الناسَ ، وحِلمٌ يردُّ به جهلَ الجاهل (116) . ياعليُّ : ثلاثُ فرحات للمؤمن في الدنيا (117) : لقاءُ الاخوان ، وتفطيرُ الصائم ، والتهجّدُ من آخرِ الليل (118) . ياعليُّ : أنهاكَ عن ثلاثِ خصال (119) : الحسد (120) ، (115) أي كانت أعماله ناقصة غير كاملة ، أو غير مقبولة .. فالورع مؤثّر في قبول الطاعات ، كما وأنّ صفتي الحلم والمدارات الأخلاقية مؤثّرتان في كمال ومقبوليّة الأعمال في المعاشرات . (116) أي سفاهته ، وفي بعض النسخ : « وحلم يردّ به جهل الجهّال » . (117) حيث يعلم المؤمن عظيم ثوابها وفوائدها فيكون مسروراً بها . (118) أي التيقّض فيه بالعبادة وقراءة القرآن وصلاة الليل ، وفي بعض النسخ : « والتهجّد في آخر الليل » . (119) لعلّ تخصيصها بالذكر من بين الصفات الذميمة من حيث كونها من اُمّهات الرذائل ومن أعظم الكبائر وهي آفة الدين وقد توجب الكفر بربّ العالمين .. وقد وردت في ذمّها أحاديث كثيرة عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم نشير إليها فيما يلي عند ذكرها . (120) الحسد هو تمنّي زوال النعمة عن صاحبها .. بينما الغبطة تمنّي النعمة لنفسه مثل ما لصاحبها مع عدم إرادة زوالها عنه وتلاحظ باب أحاديث ذمّ الحسد في اُصول الكافي(1). = 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص306 ، باب الحسد . |