373
41
الخصال : حدّثنا أبو أحمد هانيء بن محمود بن هانىء العبدي ، قال : حدّثنا أبي ، قال حدّثنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن القادري ، قال حدّثنا أبو محمّد عبدوس بن محمّد البلغاشاذي ، قال حدّثنا منصور بن أسد ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله ، قال أخبرنا إسحاق بن يحيى ، عن خصيف بن عبدالرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال :
أَقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله شيئاً ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : والذي بعثني بالحقِّ نبيّاً ما عندي قليلٌ ولا كثيرٌ ، ولكنّي أُعلّمكَ شيئاً أتاني به جبرئيلُ خليلي فقال يامحمّد : هذه هديةٌ لكَ من عندِ اللّهِ عزّوجلّ ، أكرمَكَ اللّهُ بها ، لم يُعطِها أحداً قبلَك من الأنبياءِ وهي تسعةُ عَشَرَ حرفاً (1) ، لا يدعُو بهنَّ ملهوفٌ ولا مكروبٌ ولا محزونٌ ولا مغمومٌ ، ولا عندَ سرق ولا حرق ، ولا يقولهنّ عبدٌ يخافُ سلطاناً إلاّ فرّجَ اللّهُ عنه ، وهي تسعةُ عَشَر حرفاً ، أربعةٌ منها مكتوبةٌ على جَبهةِ إسرافيل ، وأربعةٌ منها مكتوبةٌ على جَبهةِ ميكائيل ، وأربعةٌ منها مكتوبةٌ حولَ العرشِ ، وأربعةٌ منها مكتوبةٌ على جَبهةِ جبرئيل ،
(1) لعلّ التسعة عشر بلحاظ إنتظامها تسع عشرة جملة دعائية .
374
وثلاثةٌ منها حيثُ شاءَ اللّه .
فقال عليُّ بنَ أبي طالب (عليه السلام) كيفَ ندعُو بهنّ يارسولَ اللّه ؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم) قل :
« ياعمادَ مَن لا عمادَ له ، وياذُخرَ مَن لا ذُخرَ له ، وياسَنَدَ مَن لا سَنَدَ له ، وياحرزَ مَن لا حرزَ له ، وياغياثَ مَن لا غياثَ له ، وياكريمَ العَفو ، وياحَسَنَ البلاء ، وياعظيمَ الرّجاء ، وياعونَ الضُّعفاء ، ويامُنقذَ الغَرقى ، ويامُنجيَ الهَلْكى ، يامحسنُ ، يامُجملُ ، يامُنعمُ ، يامُفْضِل ، أنتَ الذي سَجَدَ لكَ (2) سوادُ اللَّيلِ ، ونورُ النهارِ ، وضوءُ القمرِ ، وشُعاعُ الشّمسِ ، ودَويُّ الماءِ ، وحَفيفُ الشَّجرِ ، يااللّهُ يااللّهُ يااللّهُ ، أنتَ وحَدكَ لا شريكَ لكَ ـ ثمّ تقول ـ اللّهُمَّ افعلْ بي ـ كذا وكذا ـ » ، فانّكَ لا تقومُ من مجلسِكَ حتّى تستجابُ لكَ ان شاءَ اللّه (3) .
(2) قال الشيخ الطريحي : السجود في اللغة : الميل والخضوع والتطامن والإذلال ، وكلّ شيء ذلّ فقد سجد ... قال سبحانه في سورة الحجّ الآية 18 :
( ألَمْ تَرَ أنَّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن في السّماواتِ ومَنْ في الأرضِ والشَمسُ والقَمرُ والنُّجومُ والجِبالُ والشَجَرُ والدَّوابُّ وكثيرٌ مِنَ النّاسِ وكثيرٌ حَقَّ عليهِ العَذابُ ومَنْ يُهِنِ اللّهُ فما لَهُ مِن مُكرِم إنَّ اللّهَ يفْعَلُ ما يَشاء )(1).
(3) الخصال : ص510 ، باب التسعة عشر ، ح1 .
1 ـ مجمع البحرين : ص209 .
375
42
الخصال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، وأحمد بن محمّد بن الهيثم العجلي ، وعلي ابن أحمد بن موسى ، ومحمّد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعلي بن عبدالله الورّاق رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال حدّثنا محمّد بن زكريا ، قال حدّثنا عبدالله بن الضحّاك ، قال حدّثنا زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : بَشّر شيعتَك وأنصارَك بخصال عَشْر :
أوّلُها : طيبُ المَوْلِد ، وثانيها : حسنُ إيمانِهم باللّه ، وثالثُها : حبُّ اللّهِ عزّوجلّ لهُم ، ورابُعها : الفُسْحةُ في قبورِهم ، وخامسُها : النورُ على الصّراطِ بينَ أعينِهم ، وسادسُها : نزعُ الفقرِ من بين أعينهم (1) ، وغنى قلوبهم ، وسابُعها : المقتُ من اللّهِ عزّوجلّ لأعدائِهم ، وثامنُها : الأمنُ من الجُذام (2) .
(1) فهم يرون أنفسهم أغنياء بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وكفى بها غنىً وثروة وكنزاً لا يُستبدل بها كلّ غال ونفيس .
(2) هذا المقدار من النسخة الحجرية ، لكن في النسخة الحروفية المطبوعة بقم =
376
ياعلي : وتاسُعها : إنحطاطُ الذّنوبِ والسيّئاتِ عنهم ، وعاشرُها : هُم معي في الجنّةِ وأنا معهُم (3) .
= زيادة : والبرص والجنون .
(3) الخصال : ص430 ، باب العَشَرة ، ح10 ، وقد روى هذا الحديث بسندين إكتفينا بأحدهما .
377
43
الخصال : حدّثنا محمّد بن موسى المتوكّل (رضي الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن آدم ، عن أبيه بإسناده ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ياعلي : لا تشاورَنَّ جباناً فإنّه يُضيّقُ عليكَ المَخرجَ (1) ، ولا تشاورَنَّ البخيلَ فإنّه يقصر بكَ عن غايتك (2) ، ولا تشاورَنَّ حريصاً فإنّه يزيّنُ لكَ شرَّها (3) .
واعلم ياعلي : إنّ الجُبْنَ والبخلَ والحِرصَ غريزةٌ واحدةٌ يجمعُها سوءُ الظنّ (4) (5) .
(1) فإنّه لجبنه وخوفه يضيّق المخرج من الاُمور والخروج من المشاكل .
(2) فيمنعه بُخله عن بلوغ غاية ما يُستشار فيه ، فيشير بعدم تنجّز الغاية وعدم بلوغها .
(3) وفي العلل : شرّهما أي يزيّن شرّ الأمرين اللذين يشاور فيهما .
(4) أي سوء الظنّ بالله تعالى ، والغريزة هي الطبيعة ، فلا يشاور من فيه هذه الغرائز السيّئة ، بل يشاور العاقل الوَرِع ، فإنّه الذي لا يأمر إلاّ بخير .
(5) الخصال : ص101 ، باب الثلاثة ، ح57 . وجاء في علل الشرائع ، ص559، ب350 ، ح1 . وعنه البحار : ج75 ، ص99 ، ب48 ، ح11 .
378
44
الخصال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضي الله عنه) ، قال حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة المعروف بميّل ، قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : ... سمعتُ رسولَ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول :
ياعلي : هلاكُ اُمّتي على يَدَي ] كلِّ [ منافق عَليمِ اللّسان (1) (2) .
(1) المنافق هو الذي يُبطن الكفر ويظهر الإيمان ، فبتصنّعه بالإسلام والإيمان يغوي الاُمّة ويدلّس الأمر على الناس فيوجب الضلالة والهلاك لذلك ورد هذا التحذير عنه .
(2) الخصال : ص69 ، باب الإثنين ، ح103 .
379
45
الخصال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدّثنا عبدالرحيم بن علي بن سعيد الجبليّ الصيدناني وعبدالله بن الصلت ـ واللفظ له ـ قالا : حدّثنا الحسن بن نصر الخزّاز ، قال : حدّثني عمرو بن طلحة بن أسباط بن نصر ، عن عكرمة ، عن عبدالله بن عبّاس ] في حديث الإحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) [ :
قال لي حبيبي رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( لا تُصلِّ في إقبالِها ـ أي الشمس ـ ولا في إدبارِها حتّى تصيرَ مقدارَ رُمح أو رُمحيَن ) (1) (2) .
(1) أي لا تصلّ في إقبال الشمس عند طلوعها ، ولا من إدبار الشمس عند غروبها في مقدار ما تُرى الشمس مرتفعة بقدر رمح أو رمحين .
وفُسّر بكراهة الصلوات النوافل المبتدأة أي التي ليس لها أسباب خاصة في ذينك الوقتين .
والمحكي عن الصدوق ترجيح حديث فضيلة الصلاة في ذينك الوقتين على الكراهة فلاحظ
(1). إلاّ أنّ المحكي عن المشهور بل المجمع عليه بين الفقهاء هي =
1 ـ وسائل الشيعة : ج3 ، ص170 ، ب38 ، الأحاديث .
380
0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
= الكراهة كما تلاحظه في المفتاح
(1).
(2) الخصال : ص596 ، باب الواحد إلى المائة ، ح1 .
1 ـ مفتاح الكرامة : ج2 ، ص49 .
381
46
الخصال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه) قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العبّاسي ، قال حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزيّات ، قال حدّثنا محمّد بن زياد الأزدي ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) : ... قولُ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا قالَ لأميرِ المؤمنين (عليه السلام) :
ياعلي : أوّلُ النَّظْرةِ لَكَ والثانيةُ عليكَ لا لَك ... (1) (2) .
(1) فإنّ النظرة الاُولى إلى الأجنبية وإلى من يحرم النظر إليه تكون بالخطأ فلا تستلزم معصية .. وأمّا النظرة الثانية فتكون عمدية وعصيانية فلذلك ورد هذا التحذير عنها .. ويأتي ما هو قريب منها عن معاني الأخبار .
(2) الخصال : ص306 ، باب الخمسة ، ح84 . معاني الأخبار : ص127 ، ح7 باختلاف يسير .
382
47
الخصال : حدّثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد وعبدالله إبني محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال علي (عليه السلام) :
نهاني رسولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ولا أقول نهاكم ـ عن التختُّمِ بالذَّهبِ (1) ، وعن ثيابِ القَسيّ (2) ، وعن مياثرِ الأُرجُوان (3) ، وعن الملاحفِ المُفْدَمة (4) ، وعن القراءةِ وأنا راكع (5) .
(1) والنهي في هذا عامٌ كما تلاحظه في حديث المناهي
(1).
(2) وهي ثياب من كتان مخلوط بحرير ، سمّيت بالقسي إمّا نسبةً إلى قرية قس ، أو أنّ أصلها قَزى نسبةً إلى قَز فأُبدلت الزاء سيناً والقزّ هو الإبريسم .
(3) المياثر هي المراكب المصنوعة من الديباج ، والأُرجوان بضمّ الهمزة والجيم هي الملوّنة باللون الأحمر والأرجوان هو الأحمر وبالفارسية أرغوان .
(4) الملاحف جمع ملحفة بكسر الميم وهو ما يلبس فوق سائر اللباس .
والمفدمة بضمّ الميم وسكون الفاء وفتح الدال هي الثياب المشبعة بلون الحمرة .
(5) الخصال : ص289 ، باب الخمسة ، ح48. ومعاني الأخبار : ص301 ، ح1.
1 ـ بحار الأنوار : ج76 ، ص328 .
383
48
الخصال : حدّثنا محمّد بن الحسن (رضي الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالله بن محمّد الحجّال ، عن نصر العطّار ، عمّن رفعه بإسناده قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) :
ثلاثٌ أُقسمُ أنّهنَّ حقّ : إنّكَ والأوصياءَ من بعدِكَ عُرفاءُ لا يُعرفُ اللّهُ إلاّ بسبيلِ معرفتِكم ، وعرفاءُ لا يدخل الجنّةَ إلاّ مَن عَرَفكُم وعرفتُموه ، وعُرفاءُ لا يدخل النارَ إلاّ من أَنكَركُم وأنكرتُموه (1) (2) .
(1) فأمير المؤمنين والأوصياء من بعده هم رجال الأعراف المشار إليهم في قوله تعالى :
( وعَلى الأعْرافِ رِجالٌ يَعرفُونَ كُلاًّ بسيماهُم )(1). وقد جاء ذلك تفسيراً وحديثاً في مصادر العامّة أيضاً في أحاديث الحاكم الحسكاني ، والثعلبي ، وصاحب المناقب الفاخرة ، والقندوزي التي تلاحظ نصوصها في غاية المرام
(2)، وإحقاق الحقّ
(3).
(2) الخصال : ص150 ، باب الثلاثة ، ح183 .
1 ـ سورة الأعراف : الآية 46 .
2 ـ غاية المرام : ص353 ، ب55 .
3 ـ إحقاق الحقّ : ج13 ، ص74 .
384
49
عيون الأخبار : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي ، قال حدّثنا علي بن محمّد بن عيينة قال : حدّثنا دارم بن قبيصة النهشلي ، قال حدّثني علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : لا يحفظُني فيكَ إلاّ الأتقياءُ الأنقياءُ الأبرارُ الأصفياءُ (1) ، وما هُم في اُمّتي إلاّ كالشَّعرَةِ البيضاءِ في الثّورِ الأسودِ من الليلِ الغابر (2) (3).
(1) فإنّه يحفظ النبي في وصيّه ، إذ يكرم المرأ في أهل بيته فتلزم المودّة للقربى ، وهذه المودّة ناشئة من التقوى .
(2) وذلك من حيث القلّة والخفاء .
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج2 ، ص132 ، ب35 ، ح17 .
385
50
عيون الأخبار : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن عيينة ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد العلوي بالجحفة قال حدّثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال :
خرجَ علينا رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي يدهِ خاتمٌ فَصّهُ جَزْعٌ (1) يَماني فصلّى بنا ، فلمّا قضى صلاتَه دَفَعه إليّ وقال :
ياعلي : تختّمْ بهِ في يمينِك وصَلّ فيه ، أَوَما علمتَ أنَّ الصلاةَ في الجَزْعِ سبعونَ صلاة ، وأنّه يُسبِّحُ ويَستغفِرُ (2) وأجرُه لصاحبِه (3) .
(1) الجزع بفتح الجيم وسكون الزاء : خرزٌ يماني فيه بياض وسواد تشبّه به الأعين
(1).
وفي الحديث العلوي أنّ التختم بالجزع اليماني يرد كيد مردة الشياطين
(2).
(2) أي انّ نفس الجزع يسبّح ويستغفر فانّه ما من شيء وفي السماوات والأرض إلاّ ويسبّح بحمده لكن لا نفقه نحن تسبيحهم كما هو صريح القرآن الكريم .
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج2 ، ص132 ، ب35 ، ح18 . وجاء في البحار : ج83 ، ص188 .
1 ـ مجمع البحرين : ص373 .
2 ـ مكارم الأخلاق : ج1 ، ص23 .
386
51
عيون الأخبار : بأسناده عن أبيه عن ابن الوليد عن سعد بن عبدالله ، وعبدالله ابن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : من كَرامةِ المؤمنِ على اللّهِ أنّهُ لم يجعلْ لأجَلِهِ وقتاً ، حتّى يَهِمَّ ببائقة (1) فإذا هَمَّ ببائقة قبضهُ إليه (2) (3) .
(1) البائقة هي الداهية والظلم والتعدّي عن الحدّ والهمّ بالبائقة هو قصد إتيانها والعزم عليها مع الإقدام والإقبال على فعلها .
(2) وهذا يستفاد منه كرامة الله تعالى على المؤمن بطول العمر في الإيمان وانّ العزم على البائقة يقصّر العمر في الإنسان .
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج2 ، ص36 ، ب31 ، ح90 .
387
52
معاني الأخبار : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن علي ابن الحكم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف الإسكاف ، عن الأصبغ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال :
مَن أحبّ أن يخرجَ مِن الدنيا وقد خَلُصَ من الذنوب كما يخلُصُ الذهبُ الذي لا كَدَرَ فيه ، وليس أحدٌ يطالبه بمَظلِمةَ (1) فليقرأ في دَبْر الصلاة الخَمس نسبةَ اللّهِ عزّوجلّ : قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد (2) إثنى عَشر مرّة ، ثمّ يبسطُ يدَيه ويقول :
« اللّهمّ إنّي أسألكَ باسمكَ المكنَونِ المخزونِ الطاهرِ الطُهرِ المباركِ، وأسألكَ باسمِك العظيمِ ، وسلطانِك القديم ، ياواهبَ العطايا ، يامُطلقَ الأُسارى ، يافَكّاكَ الرقابِ من النّار صَلِّ على محمّد وآلِ محمّد ، وفُكَّ رَقَبتي من النارِ ، وأخرِجني من الدنيا آمناً ،
(1) المظلمة بفتح الميم وكسر اللام هو ما اُخذ بغير حقّ ، ومثلها الظُلامة والظليمة.
(2) تسمّى هذه السورة المباركة نسبة الله تعالى ، لأنّها بيّنت انّه جلّ شأنه لم يلد ولم يولد .
388
وأدخِلني الجنّةَ سالماً ، واجعَلْ دعائي أوّله فلاحاً ، وأوسطه نجاحاً ، وآخره صلاحاً ، إنّكَ أنتَ علاّمُ الغيوب » .
ثمّ قال (عليه السلام) : هذا من المَخبّيات (3) ممّا علّمني رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأمَرني أن اُعلّمَه الحسنَ والحسين (4) .
(3) من الخبأ بمعنى السرّ والستر أي انّ هذا الدعاء من الأدعية المستورة التي لم تظهر لكلّ أحد لشأنها الرفيع الماثل المستدعى للمحلّ القابل وقد علّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) وعهد إليه بتعليمه الإمامين الهمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) .
(4) معاني الأخبار للشيخ الثقة الأقدم الصدوق (قدس سره) : ص139 ، باب معنى المخبّيات ، ح1 .
389
53
معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال حدّثنا محمّد بن يونس ، قال حدّثنا حمّاد بن عيسى ، قال حدّثنا جعفر ابن محمّد عن أبيه (عليهما السلام) قال : قال جابر بن عبدالله : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي ابن أبي طالب (عليه السلام) قبل موته بثلاث :
سلامُ اللّهِ عليكَ ياأبا الرَّيحانتَين (1) ، اُوصيكَ بريحانتيَّ مِن الدّنيا ، فعن قليل يَنهدُّ (2) ركناكَ ، واللّهُ خليفتي عليك .
فلمّا قُبضَ رسولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عليٌ (عليه السلام) : هذا أحدُ ركنَيَّ الذي قالَ لي رسولُ اللّه .
(1) الرّيحان هو النبات طيّب الرائحة ، والريحانة طاقة الريحان ، والريحانتان هما الإمامان السيّدان الحسن والحسين (عليهما السلام) ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ورد في أحاديث العامّة أيضاً مضافاً إلى الخاصّة .
فقد رواه البخاري في صحيحه
(1)، فالحسنان (عليهما السلام) ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي يشمّهما ويقبّلهما وتستريح نفسه إليهما كالرياحين .
(2) وفي نسخة ينهدم ، وهو من معاني ينهدّ ، ويقال : هدّت المصيبة ركنه يعني =
1 ـ صحيح البخاري : ج5 ، ص27 ، طبعة المنيرية بمصر .
390
فلمّا ماتت فاطمةُ سلاُم اللّه عليها قال عليٌ (عليه السلام) : هذا الركنُ الثاني الذي قالَ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (3) .
= أوهنته .
(3) معاني الأخبار : ص403 ، باب نوادر المعاني ، ح69 . وجاء في بحار الأنوار: ج43 ، ص173 ، ب7 ، ح14 .