420
72
أمالي الشيخ الطوسي : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبدالله الشيباني قال : حدّثنا محمّد بن علي بن شاذان ...، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبدالله الواحد ، قال : حدّثنا حسن بن حسين العرني ، قال : حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عمر بن موسى يعني الوجيهي ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال له :
ياعلي : أَما إنَّكَ المُبتلى (1) والمُبتلى بِكَ (2) ، أما إِنّكَ الهادي مَن اتّبعَكَ ، ومَنْ خالَفَ طريقتَكَ فَقَد ضَلَّ إلى يومِ القيامَة (3) .
(1) فإنّه (عليه السلام) ابتُلي بالناس وتحمّل غاية الأذى في سبيل هدايتهم لإرشادهم .
(2) أي أنّه (عليه السلام) امتُحن به الناس فمن أتاه نجى ، ومن تخلّف عنه هلك ، فهو الباب الممتحن به الناس كباب حطّة بني إسرائيل .
وقد وردت الأحاديث المتظافرة في أنّ علياً باب حطّة من دخله كان مؤمناً ومن خرج عنه كان كافراً كما تلاحظه في أحد عشر حديثاً من طرق العامّة مضافاً إلى الخاصّة جاءت في إحقاق الحقّ
(1).
(3) الأمالي : ص499 ، المجلس الثامن عشر ، ح1 ، المسلسل 1094 .
1 ـ إحقاق الحقّ : ج7 ، ص143 ، ب187 ، الأحاديث .
421
73
أمالي الشيخ الطوسي : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد المراغي ، قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن فيض العجلي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبدالعظيم بن عبدالله الحسني (رضي الله عنه) قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي جعفر قال : حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي ابن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال : بعثَني رسولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) على الَيمَن فقال وهو يُوصيني :
ياعلي : ما حارَ مَن استخار ، ولا ندمَ مَن استشار .
ياعلي ، عليك بالدُلْجَة (1) فإنّ الأرضَ تُطوى باللّيلِ ما لا تُطوى بالنّهار .
ياعلي أغْدُ على (2) اسمِ اللّهِ ،
(1) الدُلجة : بضمّ الدال وفتحها هو السير في الليل ، يقال أدلج إذا سار في الليل ، والإسم الدُلجة .
(2) من الغدوّ وهو من الوقت ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، مقابل الرّواح وهو من الزوال إلى الليل .
422
فإنَّ اللّهَ ( تعالى ) بَارَكَ لاُمّتي في بُكورِها (3) (4) .
(3) أي الصباح المبكّر ، والبُكرة هو وقت الغداة بورك فيها لاُمّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في أعمالها بهذا الوقت .
والبركة زيادة الخير والنفع والكرم .
قال الشيخ الطريحي : ( في الدعاء : وأنزل عليَّ من بركاتك أي من خيرك وكرمك ... وبارك على محمّد أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة)
(1).
(4) الأمالي : ص136 ، المجلس الخامس ، ح33 ، المسلسل 220 .
1 ـ مجمع البحرين : ص449 .
423
74
الأمالي للشيخ الطوسي : وبالإسناد قال : حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش ، عن أحمد بن محمّد الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدّثني عبيد بن حمدون الرواسي ، قال : حدّثنا الحسين بن النضر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال : فشَكوتُ إلى رسولِ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) دَيْناً كانَ عليّ (1) فقال :
ياعلي : قل « اللّهمَّ اغنِني بِحلاَلِكَ عَنْ حَرامِكَ وبفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواك» فلو كان عليكَ مِثلُ صُبَير (2) دَيْناً قَضاهُ اللّهُ عَنك (3) .
(1) فرسول الله هو أخوه بل نفسه ، مضافاً إلى كونه رسول الله إليه ، فيكون ملاذه ومورد شكوته ولذلك حسن أن يشكو إليه دَينه .
(2) جاء في آخر الحديث : وصبير جبلٌ باليمن ليس باليمن جبل أجلّ ولا أعظم منه .
وفي المعجم ضبطه : صَبِر على وزن كَتِف ، وقال : إنّه إسم الجبل الشامخ العظيم المُطلّ على قلعةِ ( تعزّ ) فيه عدّة حصون وقرى باليمن
(1).
(3) الأمالي : ص430 ، المجلس الخامس عشر ، ح20 ، المسلسل 963 . وجاء في أمالي الشيخ الصدوق : ص317 ، المجلس الحادي والستّون ، ح10 .
1 ـ معجم البلدان : ج3 ، ص392 .
424
75
أمالي الشيخ الطوسي : وبالإسناد قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ابن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في حديث تسليم كتاب وصيّة الأنبياء ، يداً بيد من آدم إلى النبيّ الخاتم ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : وأنتَ تدفعُها إلى وَصيِّك ، ويدفعُها وصيُّكَ إلى أوصيائِكَ من وُلْدِكَ واحداً بعدَ واحد ، حَتّى تُدفَع إلى خَيرِ أهلِ الأرضِ بَعدَك (1) . ولتكفُرَنَّ بِكَ الاُمّةُ ، ولتَخْتلِفَنَّ عليكَ إختلافاً شديداً ، الثابتُ عليكَ كالمقيمِ معي ، والشاذُّ عنكَ في النّارِ (2) ، والنّارُ مَثوى الكافرين (3) .
(1) وهو بقيّة الله ، وخاتم الأوصياء ، الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف .
(2) أي أنّ المنفرد المعتزل عنك ، والذي لم يتبع أمرك وحكمك هو في النار ، يقال: شذّ عنه يشذّ شذوذاً : إنفرد عنه
(1).
(3) الأمالي : ص442 ، المجلس الخامس عشر ، ح48 ، المسلسل 991 . وجاء في أمالي الشيخ الصدوق : ص329 ، المجلس الثالث والستّون ، ح3 .
1 ـ مجمع البحرين : ص234 .
425
76
الأمالي للشيخ الطوسي : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت ، عن أحمد بن محمّد ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب ، قال : حدّثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس قال : إتّكأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي (عليه السلام) فقال :
ياعلي : أما تَرضى أن تكونَ أخي وأكونَ أخاكَ ، وتكونَ وَليّي وَوصيّي ووارثي ؟
تَدخلُ رابعُ أربعة الجَنَّةَ : أنا وأنتَ والحسنُ والحسينُ ، وذريّتُنا خَلفَ ظُهورِنا ، ومَنْ تبعنا مِن اُمّتِنا عن أَيمانِهم وشمائِلِهم (1) .
قال : بلى يارسولَ اللّه (2) .
(1) فيفوز أتباعهم بالشرف الأسمى ، والسعادة العظمى ، وهي مرافقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في دخول الجنّة وبشائر فوز شيعتهم بالجنّة متظافرة بين الفريقين كما تلاحظه في غاية المرام
(1).
(2) الأمالي : ص332 ، المجلس الثاني عشر ، الحديث 6 ، المسلسل 666 .
1 ـ غاية المرام : ص578 .
426
77
أمالي الشيخ الطوسي : أبو محمّد الفحّام ، قال : حدّثني المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى ...، قال : حدّثني الإمام علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، حدّثني أبي علي ابن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي قال : حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : خَلقَني اللّهُ تعالى وأنتَ من نُورِ اللّهِ حينَ خَلقَ آدَمَ ، وأفْرَغَ ذلكَ النُّورَ في صُلبِهِ ، فافضى به إِلى عبدِالمطّلب ، ثُمَّ افترقا مِن عبدِالمطّلبِ ، أنا في عبدِاللّهِ وأنتَ في أبي طالب (1) ، لا تَصلحُ النبوّةَ إلاّ لي ، ولا تَصلَحُ الوصيّةُ إلاّ لَكَ ، فمَنْ جَحَد وَصيّتَكَ جَحَدَ نُبوّتي ، ومَن جَحَدَ نُبوّتي أكبَّهُ اللّهُ على منخرَيهِ في النّارِ (2) (3) .
(1) وهذه الخلقة النورية من مسلّمات أحاديث الفريقين ، وقد أحصى أحاديث العامّة بذلك السيّد القاضي نور الله التستري في تسعة وثلاثين حديثاً فلاحظ
(1).
(2) أي على وجهه ، والمنخران ثقبا الأنف .
(3) الأمالي : ص294 ، المجلس الحادي عشر ، ح24 ، المسلسل 577 .
1 ـ إحقاق الحقّ : ج5 ، ص242 ، ب3 ، وقد بيّنا الأحاديث المتظافرة بذلك في كتابنا شرح زيارة الجامعة الشريفة تحت فقرة ( خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين ) .
427
78
أمالي الشيخ الطوسي : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد الأنباري كاتب المنتصر ، قال : حدّثني زياد بن مروان القندي ، عن جرّاح بن مليح أبي وكيع ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : قالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : ما مِنْ عَبد إلاّ ولَهُ جَوّانيٌّ وبَرّانيّ (1) ـ يعني سريرةٌ وعلانيةٌ ـ فَمنْ أصلَحَ جَوّانيّهُ أصلَحَ اللّهُ عزّوجلّ برَّانيَّه ، ومَن أفسَدَ جَوّانيَّه أفسدَ اللّه برَّانيَّه ، وما مِنْ أحد إلاّ ولهُ صِيتٌ (2) في أهل السَّماءِ ، وصيتٌ في أهلِ الأرضِ ، فإذا حَسُنَ صيتُه في أهلِ السَّماءِ وُضِعَ ذلكَ لهُ في أهلِ الأرض ، وإذا ساءَ صيتُه في أهلِ السَّماءِ وُضِعَ ذلك له في الأرضِ ، فسألهُ عن صِيته ما هُوَ ؟ قال : ذِكْرُه (3) .
(1) الجوّاني والبرّاني : نسبة إلى الجوَّة والبرَّة ، بمعنى الداخل والخارج فيكون مفاده أنّ لكلّ إنسان سريرة وعلانية .
(2) الصِيت بكسر الصاد هي الذكر والشهرة ويستعمل في ذكر الخير وذكر الشرّ كليهما
(1).
(3) الأمالي : ص457 ، المجلس السادس عشر ، ح28 ، المسلسل 1022 .
1 ـ مجمع البحرين : ص146 .
428
79
أمالي الشيخ الطوسي : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيدالله ... قال : حدّثنا علي بن محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا محمّد ابن جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا معتّب مولانا ، قال : حدّثني عمر بن علي ...، قال : سمعت محمّد بن أبي عبيدالله بن محمّد بن عمّار بن ياسر يحدّث عن أبيه ، عن جدّه ...، قال : سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة يقول : رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آخذاً بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له :
ياعلي : أنتَ أخي وصَفيّي ووَصيّي ووَزيري وأَميني ، مكانُك منِّي في حياتي وبعدَ مَوتي كمكانِ هارونَ من مُوسى ، إلاّ أنَّه لا نَبيَّ معي ، من ماتَ وهُو يُحبُّكَ خَتَم اللّهُ عزّوجلَّ لهُ بالأمنِ والإيمانِ ، ومَن ماتَ وهُو يُبغضُكَ لمْ يكُنْ لهُ في الإسلامِ نَصيب (1) (2) .
(1) ورد نصّ هذا الحديث تماماً في الينابيع أيضاً
(1).
وهذا أحد أحاديث المنزلة المتّفق عليها تواتراً بين الفريقين .
فقد رويت من طرق الخاصّة في أحاديث سبعين ، ومن طرق العامّة في أحاديث مائة تلاحظها مجموعة في غاية المرام
(2).
(2) الأمالي : ص544 ، المجلس العشرون ، ح3 ، المسلسل 1167 .
1 ـ ينابيع المودّة : ص124 ، ط استانبول .
2 ـ غاية المرام : ص109 ـ 152 ، ب20 ـ 21 .
429
80
أمالي الشيخ الطوسي : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني المظفّر بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله الزراري ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي زكريا الموصلي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه (عليهم السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال لعلي (عليه السلام) :
أنتَ الّذي احتَجَّ اللّهُ بكَ في إبتدائِه الخَلْق ، حيثُ أقامَهُم أشْباحاً (1) فقال لهُم : ألستُ بربِّكم (2) ؟ قالُوا : بَلى ، قال : ومحمّدٌ رسولي ؟ قالوا : بَلى ، قال : وعليُّ بن أبي طالب وَصيّي (3) ؟
(1) الأشباح جمع شَبَح بالتحريك هو الشخص كما في المجمع
(1).
(2) إشارة إلى قوله تعالى :
( وإِذْ أخَذَ ربُّكَ مِن بني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرَّيتَهم وأَشَهدَهُم على أنفسِهِم ألسْتُ بِرَبِّكُم قالُوا بَلى شَهِدْنا أنْ تقُولُوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلين )(2).
(3) وهذا هو أخذ الميثاق المعروف في عالم الذرّ وإبتداء الخلقة ، حيث أخذ الله=
1 ـ مجمع البحرين : ص180 .
2 ـ سورة الأعراف : الآية 172 .
430
فأبى الخَلقُ جَميعاً إلاّ إستكباراً وعُتواً مِن ولايتِك إلاّ نَفرٌ قليل ، وهُم أَقلُّ القَليل ، وهُم أصحابُ اليَمين (4) .
= تعالى العهد من الجميع بربوبّيته الجليلة ، ورسالة نبيّه الأمين ، ووصاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فمنهم من صدّق ووفى ، ومنهم من أبى وعتا ، ثمّ أنسى الله الخلق ذلك الموقف ليعملوا في هذه الدنيا بإختيارهم ما يوجب السعادة أو الشقاوة .
وعالم الميثاق هذا متّفق عليه في أحاديث الفريقين .
وتلاحظ أحاديث الخاصّة في كتب الأخبار
(1)، وكتب التفاسير
(2)، في تفسير هذه الآية المباركة .
كما تلاحظ أحاديث العامّة في إحقاق الحقّ
(3)، نقلا عن الگنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والذهبي في ميزان الإعتدال ، والعسقلاني في لسان الميزان ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق .
(4) الأمالي : ص232 ، المجلس التاسع ، ح4 ، المسلسل 412 .
1 ـ بحار الأنوار : ج5 ، ص225 .
2 ـ تفسير البرهان : ج1 ، ص374 .
3 ـ إحقاق الحقّ : ج7 ، ص283 ، وج17 ، ص336 .
431
81
أمالي الشيخ الطوسي : جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا عبدالرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح ، قال : حدّثني الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمانة الأشعري ... عن الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أنّ رسولَ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعَثَ عليّاً إلى الَيمن فقالَ لهُ وهُو يُوصيهِ :
ياعلي : اُوصيكَ بالدُّعاءِ فإنَّ معهُ الإجابةِ ، وبالشُكرِ فإنَّ معَهُ المَزيد، وأنهاكَ من أنْ تُخَفِّرَ عَهْداً (1) ، أو تُغَيِّر عليهِ ، وأنهاكَ عن المَكرِ فإنَّهُ لا يَحيقُ المَكرُ السَّيِىءُ إلاّ بأهلِهِ ، وأنهاكَ عن البَغْيِ (2) ، فإنَّهُ مَن بُغيَ عليهِ ليَنْصُرنَّهُ اللّه (3) .
(1) أي تنقض العهد ، يقال خفّر الرجل بالتشديد أي غدر به ، وخفّر العهد أي نقضه .
(2) البغي هو الظلم والفساد ، وأصل البغي الحسد ، ثمّ سمّى الظلم بغياً لأنّ الحاسد ظالم
(1).
(3) الأمالي : ص597 ، المجلس السادس والعشرون ، ح13 ، المسلسل 1239 . وعنه البحار : ج21 ، ص361 ، ب34 ، ح4 .
1 ـ مجمع البحرين : ص11 .
432
82
الإختصاص : روى الشيخ الأعظم المفيد حديث السقيفة ، عن أبي محمّد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جدّه ، جاء فيه : قال علي (عليه السلام) :
أمَرني رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنْ لا أخرُجَ بعدَهُ مِن بَيتي ، حتّى أُؤلِّفَ الكتابَ فإنّهُ في جَرائدِ النَّخلِ وأكتافِ الإبِل ... (1) (2) .
(1) وقد جمعه (عليه السلام) كما أنزله الله تعالى ، وبما أوصاه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) واتّفقت في ذلك روايات الفريقين .
ففي مناقب آل أبي طالب للشيخ الجليل ابن شهر آشوب
(1) انّ في أخبار أهل البيت (عليهم السلام) أنّه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتّى يؤلِّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه .
وأورد ذلك الحسكاني
(2)، والمتّقي الهندي
(3)، وابن سعد
(4)، والقندوزي الحنفي
(5)، وأبو نعيم
(6).
(2) الإختصاص لفخر الشيعة الشيخ المفيد أعلى الله مقامه : ص186 .
1 ـ مناقب ابن شهر آشوب : ج2 ، ص42 .
2 ـ شواهد التنزيل : ص26 .
3 ـ كنز العمّال : ج15 ، ص112 .
4 ـ الطبقات الكبرى : ج2 ، ص338 .
5 ـ ينابيع المودّة : ص287 .
6 ـ حلية الأولياء : ج1 ، ص67 .
433
83
الإختصاص : عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام)أنّه قال :
... إنّي سمعتُ رسولَ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول :
ياعلي : واللّهِ لَلفَقرُ أسرَعُ إلى محبّينا مِنَ السَّيلِ إلى بَطنِ الوادي (1) (2) .
(1) وذلك ليؤجرهم بالصبر عليه ، ويجازيهم بمرارة الدنيا حلاوة الآخرة ، ويثيبهم بالتحمّل في الدنيا الفانية نعيم الدار الباقية لذلك كان الفقر شعار الصالحين ، فقد يكون المؤمن فقيراً عن المال المستهان مع كونه غنيّاً لقوّة الإيمان ، ومدّخراً لخيرات الجنان . فلاحظ أحاديث البحار
(1).
(2) الإختصاص : ص311 .
1 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص1 ، ب94 ، الأحاديث التسعون .
434
84
الإختصاص : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن المغيرة الخزاز ، عن أبي حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته يقول :
ياعلي : ما بَعَثَ اللّهُ نبيّاً إلاّ وقَدْ دَعاهُ إلى وِلايتِكَ ، طائِعاً أو كارِهاً (1) (2) .
(1) وفي حديث البحار عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنّه قال : ( ولاية عليّ مكتوبة في صحف جميع الأنبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلاّ بنبوّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّة عليّ )
(1).
وفي ينابيع المودّة للقندوزي جاء الحديث القدسي ( وعُرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين )
(2).
وفي توضيح الدلائل لشهاب الدين الشافعي ( انّ ولاية علي بن أبي طالب عرضت على إبراهيم الخليل فقال : اللهمّ اجعله من ذرّيتي ، ففعل الله ذلك )
(3).
(2) الإختصاص : ص343 .
1 ـ بحار الأنوار : ج38 ، ص46 .
2 ـ ينابيع المودّة : ج3 ، ص160 ، ط العرفان ـ بيروت .
3 ـ توضيح الدلائل : ص164 .