435
85
بشارة المصطفى : أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسين بن الحسين بن علي بن بابويه ( بالري سنة عشرة وخمسمائة ) ، عن عمّه محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمهم الله تعالى ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد ، قال : حدّثنا القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعد بن غلابة ، عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : أنتَ أخي وأنا أخُوكَ أنا المُصطفى للنبوّةِ وأنتَ المُجتبى للإمامةِ ، وأنا صاحبُ التّنزيلِ وأنتَ صاحبُ التأويلِ (1) ، وأنا وأنتَ أبوا هذهِ الاُمّةِ .
ياعلي: أنتَ وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو وُلدي، شيعتُك شيعتي ، وأنصارُكَ أنصاري ، وأولياؤُكَ أوليائي ، وأعداؤُك أعدائي .
ياعلي : أنتَ صاحبي على الحوضِ غَداً ،
(1) أي تنزيل القرآن الكريم وتأويله .
436
وأنتَ صاحبي في المَقامِ المحمُود ، وأنتَ صاحبُ لوائي في الآخرةِ كما إنّكَ صاحبُ لوائي في الدُنيا ، لقد سَعَدَ من تَوَلاّكَ ، وشَقِيَ من عاداكَ.
وإنّ الملائكةَ لتتقرّبُ إلى اللّهِ تقدَّسَ ذكرُه بمحبّتِك وولايتِك ، واللّه إِنَّ أهلَ مَودّتِكَ في السّماءِ لأكثرُ منهُم في الأرضِ .
ياعلي : أنتَ أمينُ اُمّتي ، وحجّةُ اللّهِ عليها بَعدي ، قولُكَ قولي ، وأمرُكَ أمري ، وطاعتُكَ طاعتي ، وزجرُكَ زجري (2) ، ونهيُكَ نهيي ، ومعصيتُكَ معصيتي ، وحزبُك حزبي ، وحزبي حزبُ اللّه ( وَمَنْ يَتَولَّ اللّهَ وَرسُولَهُ والذّينَ آمنُوا فإنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالبُون ) (3) (4) .
(2) الزجر هو المنع عن الشيء .
(3) سورة المائدة : الآية 56 .
(4) بشارة المصطفى : ص55 .
437
86
بشارة المصطفى : أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريان الخازن بقراءتي عليه ( بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ذي القعدة سنة إثنى عشر وخمسمائة ) ، قال : حدّثنا الشيخ أبو صالح عبدالرحمن بن يعقوب الحنفي الصندلي ( قدم علينا حاجّاً من نيشابور ) ، قال : حدّثني والدي أبو يوسف يعقوب بن طاهر ، قال : حدّثني أحمد بن إسحاق القاضي ، قال : حدّثنا أحمد ابن عبدالله بن سابور الدقيقي ، قال : حدّثنا عبيد بن هاشم ، قال : حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، قال حدّثنا العلا بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : لو أَنَّ عبداً عَبَدَ اللّهَ مثلَ ما قامَ نوح في قَومِهِ ، وكانَ لهُ مثلُ أُحُد ذهباً فأنفقُه في سبيلِ اللّهِ ، ومُدّ في عُمْرِهِ حتّى حجَّ حجّة ، ثمَّ قُتلَ بين الصَّفا والمروةِ ، ثمَّ لم يُوالِكَ ياعلي لم يَشُمْ رائحةَ الجنّةِ ولم يَدخلْها ، أما عَلمتَ ياعلي أنّ حبَّكَ حَسَنةٌ لا يَضرُّ معها سَيّئة (1) ، وبُغضُكَ سَيّئةٌ لا ينفعُ معها طاعة .
(1) بل يوفّق معها للتوبة ، بل هي من الحسنات التي يذهبن بالسيّئات ، بل هي أساس الدين ، والركن الرصين الذي يحفظ الدين بحفظه .
438
ياعلي : لو نَثَرتُ الدرَّ على المنافق ما أحبَّك ، ولو ضربتُ خيشومَ (2) المؤمن ما أبغضَك لأنَّ حبَّك إيمانٌ وبُغضُك نفاق ، ولا يحبُّكَ إلاّ مؤمنٌ تقي ، ولا يُبغضكَ إلاّ مُنافقٌ شَقيّ (3) .
(2) الخيشوم أقصى الأنف ، ومنهم من يطلقه على الأنف ، وعن الصدوق (رحمه الله)الخيشوم : الحاجز بين المنخرين كما تقدّم
(1).
(3) بشارة المصطفى : ص94 .
وقد جاء في أحاديث العامّة بطرق كثيرة فيما ذكره السمهودي في الأشراف ، والهروي في الأربعين ، والمتّقي في كنز العمّال ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، وغيرهم ممّن أحصاهم في إحقاق الحقّ : ج17 ، ص199 ، ب140 ، الأحاديث .
1 ـ مجمع البحرين : ص514 .
439
87
بشارة المصطفى : أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن ، عن عمّه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه (رحمهم الله) ، قال : حدّثنا أحمد ابن الحسن القطان ، قال : حدّثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم ، قال : حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدّثني عبيدة بن سليمان ، قال : حدّثنا كامل بن العلا ، قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) :
ياعلي : أنتَ صاحبُ حَوضي ، وصاحبُ لوائي ، ومنجزُ عِداتي ، وحبِيبُ قَلبي ، ووارثُ علمي ، وأنتَ مستَودعُ مَواريثِ الأنبياء (1) ، وأنتَ أمينُ اللّهِ في أرضِهِ ، وأنتَ حجَّةُ اللّهِ على رعيّتِه ، وأنتَ ركنُ الإيمانِ ، وأنتَ مصباحُ الدُّجى ، وأنتَ منارُ الهُدى ،
(1) أي مستودع ما ورّثه الأنبياء الكرام من كتبهم السماوية المقدّسة ، وآثارهم الشريفة النفيسة ، ومناقبهم الخاصة الفاضلة ، وآيات نبوّتهم مثل عصا موسى ، وحجره الذي إنفجرت منه إثنتى عشرة عيناً ، وطشته الذي كان يقرّب فيه القرابين فتأكله النار ، وخاتم سليمان ، وقميص يوسف ، وتابوت بني إسرائيل الذي فيه السكينة والعلم والحكمة ، ومختّصات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغير ذلك وقد جمعنا ذكرها بمصادرها في شرح الزيارة الجامعة المباركة .
440
وأنتَ العَلَمُ المرفوعِ لأهلِ الدنيا ، مَن تَبعِكَ نجا ومن تخلّفَ عنكَ هَلَك ، وأنتَ الطريقُ الواضحُ وأنتَ الصراطُ المستقيم ، وأنتَ قائدُ الغُرّ المحجَّلينَ ، وأنتَ يَعسوبُ المؤمنين (2) ، وأنتَ مولى مَنْ أنا مولاهُ وأنا مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة ، لا يُحبّكَ إلاّ طاهرُ الولادة ، وما عَرَج بي ربّي إلى السَّماءِ قَطّ وكلّمَني ربّي إلاّ قالَ يامحمّد اقرءْ عليّاً منّي السَلامَ ، وعرّفْهُ أنّه إمامُ أوليائي ، ونورُ أهلِ طاعتي ، فهنيئاً لكَ هذِه الكَرامة (3) .
(2) اليعسوب هو أمير النحل وكبيرهم وسيّدهم ، يضرب به المثل للسيّد الكبير المقدّم المتّبع الذي يلوذ به الناس .
(3) بشارة المصطفى : ص54 .
441
88
بشارة المصطفى : عن الشيخ أبي محمّد الحسن بن الحسين في الري ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه ، عن أحمد بن محمّد الشيباني قال : حدّثنا محمّد ابن أبي عبدالله الأسدي الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن زيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي :
ياعلي : أنتَ إمامُ المسلمينَ ، وأميرُ المؤمنينَ ، وقائدُ الغرِّ المحجَّلينَ وحجّةُ اللّهِ بعدي على الخلقِ أجمعينَ ، وسيّدُ الوصيينَ ، ووَصيُّ سيدُ النبيين .
ياعلي: إنّه عُرِجَ بي إلى السَّماءِ السابعةِ ومنها إلى سِدرةِ المنتهى(1)...
(1) السدرة هي شجرة النبق وسدرة المنتهى شجرة فوق السماء السابعة
(1) وفي حديث الإمام الباقر (عليه السلام) : « إنّما سمّيت سدرة المنتهى لأنّ أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محلّ السدرة ، والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما يرفعه إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض فينتهي بها إلى محلّ السدرة»
(2).
1 ـ مجمع البحرين : ص175 .
2 ـ بحار الأنوار : ج58 ، ص51 ، ب6 ، ح1 .
442
ومنها إلى حُجُبِ النّور (2) وأكرمَني ربّي جَلَّ جلالُه بمناجاتِهِ ، قال لي : يامحمّد ، قلتُ : لبيكَ ياربِّ وسَعدَيكَ تباركتَ وتعاليتَ .
قال : إنَّ علياً إمامُ أوليائي ، ونورٌ لمَن أطاعَني ، وهُو الكلمةُ التي ألزمتُها المتّقينَ، مَنْ أطاعَهُ أطاعني، ومَن عصاهُ عصاني، فبشِّرْهُ بذلك .
فقال عليٌّ (عليه السلام)يارسولَ اللّهِ أبَلَغَ من قَدْري حتّى أنّي اُذكرُ هناكَ .
فقال : نعم ، ياعلي فاشكُر رَبّكَ ، فَخَرَّ عليٌّ (عليه السلام) ساجداً شُكراً للّهِ تعالى على ما أنعمَ بهِ عليه (3) .
(2) وهي أنوار عزّه وجلاله وعظمته وكبريائه ، التي تُدهش العقول وتذهب بالأبصار وفي حديث ابن عبّاس ( ... الحجب خمسمائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ...)
(1).
(3) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ الجليل أبي جعفر محمّد بن القاسم الطبري الإمامي : ص34 .
1 ـ بحار الأنوار : ج18 ، ص338 ، ب3 ، ح40 .
443
89
المحاسن : عنه ، عن بعض من ذكره ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : إنّ الوضوء قَبلَ الطعامِ وبعدَه شفاءٌ في الجسد ، ويُمْنٌ في الرزق (1) (2) .
(1) الُيمن هي البركة ، يقال : تيمّنتُ بالشيء أي تبرّكت به .
والوضوء طهارة قريبة ، ونظافة حقيقية ، فيكون شفاء وبركة وتلاحظ فضل الوضوء وآثاره في بابه الخاص من الأحاديث الشريفة في البحار
(1).
(2) كتاب المحاسن : ص356 ، ب30 ، ح222 ، كتاب المآكل .
1 ـ بحار الأنوار : ج80 ، ص229 ، ب2 ، الأحاديث .
444
90
المحاسن : عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه (عليهم السلام)قال : كان فيما أوصى بهِ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام) أن قال :
ياعلي : كُلِ العَدَسَ فإنّهُ مُباركٌ مُقدّس ، وهو يُرِقّ القَلبَ ، ويُكثرُ الدَّمعةَ ، وإنّه بارَكَ عليهِ سبعونَ نبيّاً (1) (2) .
(1) أي دَعَوا له بالبركة ، أو بيّنوا بركته ومنفعته .
(2) كتاب المحاسن : ص419 ، ب84 ، كتاب المآكل ، ح640 . ومنه البحار : ج66 ، ص258 ، ب3 ، ح5 ، وجاء مضمونه في عيون الأخبار : ج2 ، ص41 ، وتلاحظ أحاديث فوائده في كتاب طبّ الأئمّة (عليهم السلام) للسيّد شُبّر : باب التداوي بالعدس والحمّص ، ص201 .
445
91
المحاسن : عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال في وصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) :
ياعلي : إذا أكلْتَ فقل : « بسمِ اللّه » ، وإذا فرغتَ فقُل : « الحمدُ للّه »، فإنّ حافظَيكَ لا يَبرحان يكتُبان لكَ الحَسَناتِ حتّى تُبعّدَه عنك (1) (2) .
(1) أي حتّى تبعّد الأكل ، وتلاحظ مفصّل أحاديث آداب الأكل وما يتعلّق به في المكارم
(1).
(2) كتاب المحاسن : ص362 ، ب35 ، كتاب المآكل ، ح257 . وورد في مكارم الأخلاق : ج1 ، ص308 ، الفصل الثالث ، ح16 ، المسلسل 981 ، وفيه : حتّى تنبذه بدل تبعّده . وفي البحار : ج66 ، ص371 ، ب11 ، ح12 .
1 ـ مكارم الأخلاق : ج1 ، ص305 .
446
92
المحاسن : عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) :
ياعلي : إفتتح طعامَك بالملحِ واختْمه بالملحِ ، فإنَّ من افتَتَح طعامَه بالمِلحِ وختَمه بالملحِ رفعَ اللّهُ عنه سبعينَ نوعاً من أنواعِ البلاء أيسرُها الجذام (1) (2) .
(1) وفي حديث آخر يليه : أنّ فيه شفاء من سبعين داء ، منها الجنون ، والجذام والبرص ، ووجع الحلق والأضراس ، ووجع البطن .
وفي حديث آخر إثنتين وسبعين داء ، وقد تقدّم في وصيّة الفقيه المفصّلة المتقدّمة مع بيانه ومصدر عنوانه فراجع وتلاحظ مجموع أحاديث فضل الملح في البحار : ج66 ، ص394 ، ب13 ، ويشتمل على سبعة وعشرين حديثاً .
(2) كتاب المحاسن : ص593 ، ب19 ، ح109 .
447
93
الجعفريات : بالسند المتقدّم ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي : إشْرَبِ الماءَ قائماً فإنّهُ أقوى لكَ وأَصحّ (1) (2) .
(1) هذا المضمون ورد في روايات اُخرى أيضاً مثل حديث السكوني عن أبي عبدالله (عليه السلام) في الوسائل
(1).
وفي حديث الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام) : وشرب الماء من قيام بالنهار أدرّ للعرق وأقوى للبدن .
لذلك إستفاد الصدوق (قدس سره) من هذا الحديث مع حديث النهي عن شرب الماء قائماً أنّ النهي محمول على الليل ، فيستحبّ شرب الماء من قيام نهاراً ويكره ليلا كما عنونه المحدّث الحرّ العاملي في الباب المتقدّم ، ونقل عن الصدوق حمل النهي على الليل .
ويؤيّده الحديث الآخر : ( شرب الماء من قيام بالنهار يمرىء الطعام ، وشرب الماء بالليل من قيام يورث الماء الأصفر ) .
(2) الجعفريات : ص161 . وعنه المستدرك : ج17 ، ص11 ، ب7 ، ح1 ، المسلسل 20594 . وهكذا ورد في المستدرك ولعلّ الأصحّ : ( وتسميته أمان من الداء ) .
1 ـ وسائل الشيعة : ج17 ، ص191 ، ب7 ، الأحاديث 1 و2 و7 .
448
94
الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال :
تفقّدتُ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) غيرَ مرّة وهو إذا شَرِبَ تنفّسَ ثلاثاً ، مع كلِّ واحدة منها تسميةٌ إذا شَرِبَ وتَحميدٌ إذا انقطَع (1) ، فسألتُه عن ذلك فقال: ياعلي شكرُ اللّهِ تعالى بالحمد وتسمية من الداء (2) .
(1) أي إذا إنقطع عن شرب الماء .
(2) الجعفريات : ص161 . وعنه المستدرك : ج17 ، ص11 ، ب7 ، ح1 ، المسلسل 20594 . وهكذا ورد في المستدرك ولعلّ الأصحّ : ( وتسميته أمان من الداء ) وتلاحظ مجموع أحاديث فضل التسمية والتحميد في كتاب المآكل من المحاسن : الباب 34 ـ 35 .
449
95
الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال :
أخذ رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيَدي فقال :
ياعلي : التسبيحُ نصفُ الميزان (1) ، والحمدُ للّهِ يملأ الميزانَ ، واللّهُ أكبرُ يملأ بينَ السماءِ والأرضِ ، والوضوءُ نصفُ الإيمان (2) ، والصَّومُ نصفُ الصبر (3) (4) .
(1) أي أنّ تسبيح الله تعالى ، وقول سبحان الله ، من حيث الثواب يملأ نصف ميزان الحسنات ، فانّه تنزيه .
وكذلك ثواب الحمد يملأ الميزان ، فإنّه شكرٌ يوجب الزيادة
( لَئِنْ شَكَرتُمْ لأزيدَنّكُم )(1).
وكذلك ثواب التكبير يملأ ما بين السماء والأرض فإنّه تعظيم وثوابه عظيم .
(2) حيث إنّه طهور وهو من الإيمان وتكمّله الصلاة المشروطة بالطهارة .
(3) فإنّ الصوم ملازم للصبر ، بل عبّر عنه بالصبر ، فمن صام فقد أحرز نصف حقيقة الصبر ، ويكون نصفه الآخر هي العبادات والأعمال الاُخرى . =
1 ـ سورة إبراهيم (عليه السلام) : الآية 7 .
450
0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
= وقد فسّر الصبر بالصوم قوله تعالى :
( واستَعينُوا بالصَّبْر )(1)، ففي الحديث عن الإمام أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) : « إذا نزلت بالرجل الشدّة أو النازلة فليصم ، فانّ الله يقول :
( واستعينُوا بالصَّبرِ والصَّلاة ) »
(2).
(4) الجعفريات للشيخ الثقة محمّد بن محمّد الأشعث أبي علي الكوفي : ص169 ، من النسخة المطبوعة مع قرب الإسناد ، وعنها المستدرك : ج5 ، ص325 ، ب28 ، ح1 ، المسلسل 5999 .
1 ـ سورة البقرة : الآية 45 .
2 ـ تفسير العياشي : ج1 ، ص43 ، ح41 .
451
96
الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، قال حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين عن أبيه عن علي (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ياعلي إيّاكَ واللّؤم (1) فإنَّ اللّؤمُ كفرٌ والكفر في النار ، وعليكَ بالبِرّ وبالسرّ والكَرَم فإنَّ السرَّ والكَرَم (2) يذيبُ الخطايا كما تذيبُ الشمسُ الجليدَ (3) ، إنّ اللّهَ تعالى يقولُ : أنا اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنا ، وعزّتي وجَلالي ، لا يدُخلُ جَنّتي لئيم (4) .
(1) لؤْم الرجل وهو لئيم أي دني الأصل شحيح النفس ، فاللؤم هو الشحّ والبُخل ، ولاحظ أحاديث ذمّ الشحّ والبخل في بابه
(1).
(2) في المستدرك ( فإنّ البرّ والسرّ والكرم ) .
(3) الجليد هو الثلج والماء الجامد بسبب البرد .
(4) الجعفريات : ص151 . وعنه المستدرك : ج7 ، ص28 ، ب5 ، ح7 ، المسلسل 7558 .
1 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص299 ، ب136 ، الأحاديث .
452
97
الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين (عليهم السلام) أنّ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثَ مع علي (عليه السلام) ثلاثينَ فَرَساً في غزاةِ السَلاسل (1) فقال :
ياعلي : أتلو عليكَ آيةً في نفقةِ الخيل : ( الذّينَ يُنفقُونَ أموالَهُم باللَّيلِ والنَّهارِ سِرّاً وعَلانيَةً ) (2).
(1) غزوة ذات السلاسل بفتح السين الاُولى كما هو المشهور ، وضبطه الجزري في النهاية بضمّ السين الاُولى
(1)، وهي الغزوة التي وقعت بوادي الرمل ، الذي يبعد عن المدينة المنوّرة بخمس مراحل وشُدّ بعض الأعداء فيه بالسلاسل
(2)، نزلت عندها سورة العاديات حين بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً (عليه السلام) إلى ذات السلاسل
(3).
(2) سورة البقرة : الآية 274 .
1 ـ سفينة البحار : ج4 ، ص219 .
2 ـ منتهى الآمال : ج1 ، ص81 .
3 ـ مجمع البيان : ج10 ، ص528 .